المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مخير أم مسير / د. مصطفى محمود



عبدالرحمن الحنبلي
05-29-2011, 04:40 PM
يقول الدكتور مصطفى محمود في كتابه (الشيطان يحكم)
أما منطقة الفعل فهي المنطقة التي يتم فيها التدخل الإلهي عن طريق الظروف و
الأسباب و الملابسات ليجعل الله أمرا ما ميسرا أو معسرا حسب نية صاحبه.انتهى كلام الدكتور

فمثلا انا اريد ان اشتري عصيرا ولكن الظروف تجبرني على شراء عصير معين لان العصير الذي احبه انقطع عن الاسواق
فكيف اكون مخيرا اذا ؟؟؟؟

الدكتور مصطفى محمود يرى الانسان مخيرا في منطقة القلب والنيه فقط
يقول الدكتور مصطفى محمود

توضيحا لكلامه أقول إن الإنسان حر مطلق الحرية في منطقة ضميره.. في منطقة
السريرة و النية.. فأنت تستطيع أن تجبر خادمك على أن يهتف باسمك أو يقبل
يدك، و لكنك لا تستطيع أن تجبره على أن يحبك.. فمنطقة الحب و الكراهية و هي
منطقة السريرة منطقة حرة حررها الله من كل القيود و رفع عنها الحصار و وضع
جنده خارجها..

لا يدخل الشيطان قلبك إلا إذا دعوته أنت و فتحت له الباب.

و قد أراد الله هذه النية حرة لأنها مناط المسئولية و المحاسبة.انتهى


فاذا كان كلام الدكتور صحيحا ارجو شرحه واذا كان خاطئا ارجو تصحيحه

عبدالرحمن الحنبلي
05-29-2011, 04:41 PM
مخير أم مسير
بقلم: د. مصطفى محمود - رحمه الله

يسألني القراء دائما في استغراب.. كيف وصلت إلى قرارك الذي تردده في كل كتبك و مقالاتك بأن الإنسان مخير لا مسير.في بداية المقال يقول ان الانسان مخير وفي نهاية المقال يقول انه مخير مسير امر غريب هل الدتور مصطفى محمود من المعتزله
كيف يكون الإنسان مخيرا و هو محكوم عليه بالميلاد و الموت و الاسم و الأسرة
و البيئة، و لا حول له و لا قوة، و لا اختيار في هذه الأشياء التي تشكل له
شخصيته و تصرفاته.


و القراء يقعون في خطأ أولي منذ البداية حينما يقيمون علاقة حتمية بين
البيئة و السلوك.. و بين الأسرة و تقاليدها و بين الشخصية، و هو تفكير
خاطئ، فلا توجد حتمية في الأمور الإنسانية.. و إنما يوجد – على الأكثر –
ترجيح و احتمال و هذا هو الفرق بين الإنسان و الجماد و هذا هو الفرق بين
الإنسان و برادة الحديد.


برادة الحديد تطاوع خطوط المجال المغناطيسي في حتمية و جبرية و تراص في خطوط المجال حتما حينما نرشها حول المغناطيس.

أما الإنسان فإن علاقته بظروفه لا تزيد على كونها احتمالا أو ترجيحا.


الابن الذي ينشأ في عائلة محافظة محتمل أن ينشأ محافظا هو الآخر مجرد
احتمال.. و كثيرا ما يحدث العكس، فنرى هذا الابن و قد انقلب متمردا ثائرا
على التقاليد، محطما لها..

و هذا هو الفرق بين المسائل الآلية الميكانيكية و المسائل الإنسانية.. و نفس الكلام يقال في البيئة..


البيئة تشكل الإنسان.. و لكن الإنسان أيضا يشكل البيئة.

و نظرة سريعة في المجتمع العصري حولنا سوف ترينا كيف أخضع الإنسان مشاكل
الحر و البرد و المسافات بعقله و علمه و استطاع أن يسودها فهو يكيف الهواء
بالمكيفات، و هو يهزم المسافات بالمواصلات السريعة و البرق و الهاتف.


الإنسان ليس كتلة هلامية سلبية تشكلها حتميات البيئة.. و لكنه إرادة صلبة في ذاتها لها حريتها في توجيه الأحداث.

و هذا هو الإنسان الذي ولد طفلا تحكمه أسرته و بيئته و مقتضيات اسمه و
تقاليده.. ها هو ذا يهاجر و يغير اسمه و بيئته و أسرته و ينتقل إلى مجتمع
جديد فيصنع انقلابا في هذا المجتمع الجديد و يغيره من أساسه.

و ها هو ذا يموت فيترك كتابا.. فإذا بالكتاب يغير التاريخ.


و صحيح أن الإنسان قليل الحيلة في الطريقة التي يولد بها و في الطريقة التي
يموت بها.. و لكنه بين ميلاده و موته يصنع حضارة.. أعطاه الله القدرة على
أن يبني و يهدم و يحرر و يتحرر و يفكر و يبتكر و يخترع و يفجر و يعمر و
يدمر.. و سلمه مقاليد الخير و الشر و حرية الاختيار.


و حواجز البيئة و ضغوط الظروف لا تقوم دليلا على عدم الحرية بل هي على
العكس دليل على وجود هذه الحرية.. فلا معنى للحرية في عالم بلا عقبات.. و
في مثل هذا العالم الذي بلا عقبات لا يسمى الإنسان حرا، إذ لا توجد لرغباته
مقاومات يشعر بحريته من خلال التغلب عليها.

و الحرية لا تعبر عن نفسها إلا من خلال العقبات التي تتغلب عليها.. فهي تكشف عن نفسها بصورة جدلية من خلال الفعل و مقاومة الفعل.

و لهذا كانت الضغوط و العوائق و العقبات من أدلة الحرية و ليس العكس.


و الفيلسوف الغزالي يحل المشكلة بأن يقول إن الله حر مخير مطلق التخيير و
المادة الجامدة مسيرة منتهى التسيير.. و الإنسان في منزلة بين المنزلتين..
أي أنه مخير مسير في ذات الوقت.. مخير بمقدار مسير بمقدار.


و توضيحا لكلامه أقول إن الإنسان حر مطلق الحرية في منطقة ضميره.. في منطقة
السريرة و النية.. فأنت تستطيع أن تجبر خادمك على أن يهتف باسمك أو يقبل
يدك، و لكنك لا تستطيع أن تجبره على أن يحبك.. فمنطقة الحب و الكراهية و هي
منطقة السريرة منطقة حرة حررها الله من كل القيود و رفع عنها الحصار و وضع
جنده خارجها..

لا يدخل الشيطان قلبك إلا إذا دعوته أنت و فتحت له الباب.

و قد أراد الله هذه النية حرة لأنها مناط المسئولية و المحاسبة.

أما منطقة الفعل فهي المنطقة التي يتم فيها التدخل الإلهي عن طريق الظروف و
الأسباب و الملابسات ليجعل الله أمرا ما ميسرا أو معسرا حسب نية صاحبه.


(( فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6)
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8)
وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) )) (الليل)

يمهد الله أسباب الشر للأشرار.. و يمهد أسباب الخير للأخيار.. ليخرج كل منا ما يكتمه و يفصح عن سريرته و نيته و يتلبس بفعله.

و بهذا لا يكون التسيير الإلهي منافيا أو مناقضا للتخيير، فالله يستدرج
الإنسان بالأسباب حتى يخرج ما يكتمه و يفصح عن نيته و دخيلته و يتلبس
باختياره.


الله بإرادته يفضح إرادتنا و اختيارنا و يكشفنا أمام أنفسنا.

و من ثم يكون الإنسان في كتاب الله مخيرا مسيرا في ذات الوقت.. دون تناقض..
فالله يريد لنا و يقدر لنا حتى نكتب على أنفسنا ما نريده لأنفسنا و ما
نخفيه في قلوبنا و ما نختاره في أعمق الأعماق دون جبر أو إكراه، و إنما
استدراجا من خلال الأسباب و الظروف و الملابسات.


و في إمكان الواحد منا أن يبلغ ذروة الحرية بأن تكون إرادته هي إرادة الله و
اختياره هو اختيار الله و عمله هو أمر الله و شريعته.. بأن يكون العبد
الرباني الذي حياته هي الناموس الإلهي، فيعبد الله حبا و اختيارا لا
تكليفا..

الدكتور مصطفي محمود من كتاب (الشيطان يحكم)

عبدالرحمن الحنبلي
05-29-2011, 04:59 PM
.................................................. .....

( آل ثاني )
05-29-2011, 05:10 PM
المقصود بتخيير الإنسان هو منحه الحريه في اختيار عقيدته ودينه أو حتى إنكاره لوجود ربه, فالتخيير يكون في هذا النطاق حول العقيدة والدين ويشمل أمور أخرى كثيره ماعدا بعض الأقدار كالمرض والإبتلاء والعافية والنعمة, والحرية في اختيار العقيدة هو أكثر مايدور حوله النقاش في هذه القضية بين المؤمنين والملاحده, ومثل هذه الأمور لاتؤخذ من الدكتور مصطفى محمود رحمه الله وإنما من علماء العقيدة , لأن الدكتور مصطفى مجرد مجتهد وله أخطاء وطوام قد قرأت بعضها عند حديثه عن نظرية التطور.

مجرّد إنسان
05-29-2011, 06:42 PM
أخي الكريم: أرجو التحرّي عند الكتابة.....خصوصاً العناوين......تقول: (الله يتدخّل فيها)؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


وجزاك الله ألف خير

عبدالرحمن الحنبلي
05-29-2011, 06:47 PM
أخي الكريم: أرجو التحرّي عند الكتابة.....خصوصاً العناوين......تقول: (الله يتدخّل فيها)؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


وجزاك الله ألف خير

هذا ليس كلامي بل كلام الدكتور مصطفى محمود ....العنوان مقتبس من مقال الدكتور ...

يقول الدكتور( المنطقة التي يتم فيها التدخل الإلهي عن طريق الظروف )

واظنك لم تقرا الموضوع بل قرات العنوان فقط ثم علقت

عبدالرحمن الحنبلي
05-29-2011, 06:55 PM
على العموم ارجو من المشرف العام تغيير العنوان الىى مخير ام مسير بقلم الدكتور مصطفى محمود

عبدالرحمن الحنبلي
05-30-2011, 10:36 PM
ياجماعة الخير كيف نعرف ان فعل ما هو اختياري ام فعل اضطراري هل هناك قاعده محدده ؟؟؟؟؟

والسجين في السجن هل يعتبر مختار لسجنه ام مضطر اي هل الفعل اختياري ام اضطراري ؟؟؟؟والظروف التي تجبر الانسان تدخل في اي باب وجزاكم الله خيرا ؟؟؟؟

أحمد زكي
05-31-2011, 01:34 AM
ما فهمته من كلام الدكتور . .
ان الإنسان حر مطلق الحرية في ضميره و سريرته . . فيما ينوي و يريد . .
حر في أفعاله حرية محدودة . . محدودة بمحدودية قدرته . . محدودة بالظروف حوله . . أي انه حر في حدود ما يستطيع ان يفعله . .
و في هذا قد ينوي شخص فعل و لكن يشاء الله ان لا يمكنه من الفعل فهو هنا حد من حريته في هذا الفعل . .
و قد يهيئ الله الظروف لشخص ليمكنه من فعل شيء معين . . أي يزيد من حريته في هذا الفعل . .
و الله تعالى ييسر للإنسان الخير عمل الخير . . و ييسر للإ نسان الشرير عمل الشر . . ليظهر كلا منهما حقيقته . .
ثم في النهاية الإنسان محاسب على ما كان مخير فيه فقط . .
و الله أعلم . .