المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فى انتظار "بتوع" الثورة



a7med89
06-01-2011, 03:41 PM
لا أكره شيئاً فى الحياة قدر كراهيتى لقراءة الصحف ومشاهدة برامج الـ«توك شو» عندما أكون وسط أهلى فى القرية، هناك أحاذر دائماً من هذا المرض اللعين الذى يحكم تصرفات «المثقفين» عندما يجدون أنفسهم وسط الناس «العاديين»، وبدلاً من تدريب أنفسهم على فضيلة الإنصات الجيد للناس، ينخرطون فى أحاديث ضخمة عن السياسة والاقتصاد والثقافة والصناعة والزراعة وسوق العمل، ثم يغادرون المجالس وقد تركوها أكثر حيرة مما كانت عليه قبل أن يدهسها بلدوزر التنظير المتقعر.

هناك، خصوصاً بعد الثورة، أفتح باب ثلاجة أمى بحثاً عن زجاجة مياه باردة، وأنا مرعوب من أن يفاجئنى الدكتور عمرو حمزاوى داخل الثلاجة وحوله حشد من المثقفين والسياسيين يختلفون ويتفقون حول الدستور والانتخابات، وأتصور نفسى وقد اعترتنى حالة جنون عقلى وأنا أسأل حمزاوى صارخاً: لماذا تصر على تقديم نفسك للناس بوصفك أستاذاً للعلوم السياسية بجامعة القاهرة.. وليس كبير باحثين فى معهد كارنيجى للسلام؟ انطق يا دكتور.

لماذا مسحت هذه الصفة من سجل التعريف بنفسك منذ لحظة وصولك إلى القاهرة مساء ٢٤ يناير الماضى.. أى قبل اندلاع الثورة بساعات قليلة؟

هناك أصحو من النوم عازماً على الخروج والسير فى طرقات القرية المتربة على غير هدى، والانفلات من غابة الأسمنت الرهيبة إلى فضاء الغيط الواسع، ولكننى دائماً أجد «وائل» ابن خالتى جالساً مع أمى ينتظرنى وفى يده عدة صحف، وأثناء الإفطار يظل وائل يدخل الصحيفة ويخرج منها حاملاً قُفة أسئلة عن مبارك وعلاء وجمال وزكريا عزمى وأحمد عز وزوجاته.. وأظل أقول كلاماً لا معنى له على الإطلاق، كلاماً ساكتاً مثل كلام الدكتور عمرو حمزاوى، ثم أنتبه فجأة لوائل وهو يحكى لى قصة الأتوبيسات المحملة بأعضاء الحزب الوطنى الذين سافروا منذ أيام إلى القاهرة ومعهم صور بطاقات آلاف المواطنين الذين يتم ضمهم هذه الأيام إلى حزب طلعت السادات الجديد.. وأندهش لأن الصحف التى يحملها وائل لم تنتبه إطلاقاً إلى هذه التحركات.

تضع زوجة أخى صينية القهوة، وتسألنى وهى تصبها: ماتعرفش تحل مشكلة أنابيب البوتاجاز؟ وأخرج من البيت لأشاهد عربات الكارو وعربات النقل الصغيرة وهى محشورة بين عشرات المواطنين الذين يتشاجرون حول حمولتها القليلة من الأنابيب التى تباع الواحدة منها بعشرين جنيهاً، وعندما أصل إلى فضاء الحقول أفاجأ بالترع الصغيرة وقد جفت من المياه.. وأنظر إلى..


لمتابعة باقي الموضوع
المصدر
اون إسلام.نت (http://www.onislam.net/arabic/newsanalysis/special-folders-pages/new-egypt/egypt-after-the-january-25/130973--qq-.html)