المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على محمد على اللاهورى القاديانى فى مسألة القضاء والقدر



الازهرى
06-21-2011, 01:09 AM
الرد منقول من رسالة الاستاذ انور الزعيرى

القضاء والقدر
يري محمد علي اللاهوري في فلسفته أن القدر هو القانون الإلهي الذي يسري علي الإنسان كما يسري علي الطبيعة وهو قانون لا يتعلق بجهة الاختيار في الإنسان كالميلاد والموت الوطن والجنس وهي أمور خارجة عن إرادة الفرد , أما إرادة الإنسان فمستقله في اختيار الخير والشر والرب عنده بمعزل عن هذه الأمور فهو لم يخلق إرادة الخير أو الشر، ولم يخلق له أفعالهما وهذه هي دعوي القدرية من قديم ، فهو قدري قح فوق بقية ضلالاته ، ومنهجه هذا مخالف للعقل والنقل , أما العقل : فإن الرجل إذا أخرج إرادة الإنسان وأعمال الخير والشر من ان تكون فعلا لله ومخلوقة له فقد جعل لها بذلك خالقا أخر, وهم البشر وبهذا أصبح في الكون أشياء لم يخلقها الله فقد جعل لله بذلك شريكا في الخلق حتى لو كان نصيب هذا الشريك صغيرا ضئيلا في ملكوت الله , لذلك كان أهل السنة يسمون القدرية مجوس هذه الأمة ,لأنهم يثبتون خالقين كفعل المجوس في إثباتهم خالقين إله الخير وإله الشر, ومنهجهم الذي يزعمون لا يفضي إلي التنزيه , لأنه أي تنزيه يبقي مع جعل الشريك لله في الخلق , وانحسار سلطة الله وخلقة عن إرادة البشر ومفعولاتهم , وبهذا لا يبقي الله خالق كل شيء , ورب كل شيء , وهذه قاصمة الظهر، والقدرية يخترعون فلسفتهم هذه بزعم تنزيه الله عن فعل الشر, ولو جاراهم أنسان فى منطقهم هذا, فانه من الممكن إن يزعم لهم أن منطقهم لا يؤدي إلي التنزية بإطلاق فان الله قد خلق العبد وخلق فيه القدر علي الفعل والإرادة فلماذا لا يقول القائل , إن الذي أعطاك سكينا لتقتل به هو أيضا شريك لك في فعل الشر، ولكن منطقهم باطل في الجملة , وفهم أهل السنة هو المتوافق مع آيات الكتاب ومع العقل وهاك إجماله
**مذهب أهل السنة في القضاء والقدر
الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان الستة كما في حديث جبريل عند مسلم ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره).وقد قال ابن عباس الإيمان بالقدر نظام التوحيد فمن وحد وأمن بالقدر تم توحيده , ومن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده "
وعن عبادة بن الصامت قال وهو يوصي أبنه : انك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك سمعت رسول الله صلي عليه وسلم يقول ان أول ما خلق الله القلم فقال له : أكتب فقال رب وماذا أكتب قال أكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة . يا بني سمعت رسول الله يقول ( من مات علي غير هذا فليس مني " رواه احمد
والايمان بالقدر علي مراتب
الأولي : الإيمان بعلم الله السابق الشامل . حيث ان الله علم في الأزل ما الخلق عاملون من خير وشر, وعلم ما يستحق كل عبد في ذاته , ومراده , وإغراضه , قال تعالي " وان الله أحاط بكل شيء علما " الطلاق 13
الثانية :الإيمان بان الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير الخلق قال تعالي " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها وان ذلك علي الله يسير" الحديد
الثالثة :الإيمان بمشيئة الله وقدرته فما شاء الله كان ومالم يشاء لم يكن قال تعالي " من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله علي صراط مستقيم " الأنعام 39
الرابعة : الإيمان بان الله خالق كل شيء خالق العباد وإرادتهم وأفعالهم وقدرتهم ومشيئتهم قال تعالي " والله خلقكم وما تعملون " الصافات 96 قال تعالي " والله خالق كل شيء " الرعد 16.
ويقول الإمام أبو حنيفة : وتقدير الخير والشر من الله تعالي لأنه لو زعم أحد أن تقدير الخير والشر من غيره , لصار كافراً بالله تعالي وبطل توحيده .
مجمل اعتقاد أئمة السلف
ونقطة الفهم في قضية القدر هو معرفة ان علم الله الشامل انكشفت به حقائق المخلوقات فكتب الله علي كل نفس ما تستحق , فلا يخرج احد عن هذا العلم وذاك التقدير ثم أن الله خلق للبشر إرادة الخير والشر وفعل الخير والشر وفق إرادته الكونية ولكنه طلب منهم فعل الخير بواسطة الرسل , وهذه إرادته الشرعية المحبوبة له .
ومحمد علي اللاهوري يزعم أن القضاء والقدر عقيدة مخترعة , وضعت في نهاية القرن الأول الهجري , والرجل بذلك يقدح في الصحابة والتابعين ويتهمهم بالإختراع في الدين لأنهم وفق مقولته هذه إما أنهم وضعوا عقيدة جديدة وإما أنهم سمحوا لهذه العقيدة الجديدة بان تمر وتستقر في أذهان الخاص والعام من أهل الإسلام , ولكن بيننا وبين محمد اللاهوري آيات القران المصرحة بعلم الله لكل شيء وخلقه لكل شيء وربط البشر بمشيئة الله فما شاء الله كان , ومالم يشاء لم يكن وخلق الله لأفعال العباد , وأمثال ذلك مما هو منثور كالدراري في كتاب الله
وبيننا وبينه أيضا الواقع , فان كان أهل العلم في زماننا تساهلوا وتغافلوا من كفريات غلام احمد القادياني فان الصحابة والتابعين قد يكونوا فعلوا ذلك , ولكن الواقع يشهد أن القادياني كشفت ضلالاته لخلق الله بواسطة علماء الإسلام أمثال العلامة محمد رشيد رضا في مصر والعلامة ثناء الله الأمر تسري بشبه الجزيرة الهندية ومن خلفهم عشرات وعشرات , وكل هؤلاء ليسوا بصحابة ولا تابعين فما بالنا بالصحابة والتابعين , وهم أفضل أهل الإسلام وأخلصهم قلوبا وأعمقهم علما .