المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان تأملات عابر سبيل ...



إلى حب الله
06-22-2011, 11:49 PM
تأملات عابر سبيل ...

بقلم : أبو حب الله ..
AboHobElah@gmail.com

" الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ : لِيَبْلُوَكُمْ : أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً " !!.. المُلك 2 ..

" كن في الدنيا كأنك : غريب !!.. أو : عابر سبيل " !!.. رواه البخاري ..

" مالي وللدنيا !!.. ما أنا فى الدنيا إلا : كعابر سبيل : استظل تحت شجرة :
ثم راح وتركها " !!!.. رواه الترمذي ..

" يَا قَوْمِ .. إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا : مَتَاعٌ !!.. وَإِنَّ الْآخِرَةَ : هِيَ دَارُ الْقَرَارِ " !!..
غافر 39 ..

" مَن أحب لقاء الله : أحب الله لقاءه‏ !!..‏ ومَن كره لقاء الله : كره الله لقاءه " !!..
متفقٌ عليه ..
---

إليك ربي : أسوق نفسي : أ ُهذبها .. على طريق الهُدى إليك : أ ُهديها ..
إليك أنت : وأنت أنت : خالقهـــــا .. وأنت أعلم مني : بما فيـــــــــــــــــــها ..
كانت تراوغ هدايتك : تحاربهــــــــــا .. في جهل ٍ: وكنت أنت : هاديــــها ..
فبلغت عنان السماء فرحتهــــــــــــــــــا .. أنك أنت كنت : شافيـــــــــــــــــــــــــــها ..
واشتاقت لرؤياك فاشتاقــــــــــــــــــــــــت .. للموت : ما دمت أنت : لاقيـــها ..

---

إخواني وأحبابي ..
كثيرا ًما يحتاج الواحد منا لأن يكتب في موضوع ٍ: بغير قيود !!..
أعني موضوع ٍ: متعددٍ مفتوح !.. كلما أنهكته المواضيع الواحدة : زار هذا الموضوع
الحر : فانسالت كلماته فيه بما يدور في نفسه من أفكار ...

إلى هذا الحد : وكان من الأجدر بمثل هذا الموضوع الحر : أن يحجز مكانا ًفي
قسم استراحة الأعضاء !!..
أما وقد سبقت النية أن يكون كل ما يُكتب فيه : هو تأملات من وجهة نظر
(إسلامية) (دينية) بحتة في هذه الحياة وبصفتي عابر سبيل :
فرأيت أنه من المفيد أن يسعه مكان ٌهنا في قسم الحوار عن الإسلام !!!..
وعليه ...
فالدعوة عامة لقراءة ما ستحمله السطور من تأملات في هذه الحياة ..
سواء للإخوة المسلمين : أو للزملاء المخالفين على تنوع أطيافهم ..
والله تعالى من وراء القصد ...
---
-----
1)) الرحمة قبل العلم ...!

في قصة العبد الصالح (الخضر) مع نبي الله (موسى) عليه السلام : فوائد وعبر كثيرة :
تعجز عن استيعابها عدة ورقات !!!..
ولكن المتأمل فيها منذ بداياتها : لا يسعه إلا الوقوف متفكرا ًومتأملا ًفي وصف الله
تعالى لعبده (الخضر) قائلا ًعنه :
" آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا .. وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا : عِلْمًا " الكهف 65 ..

وليسأل كلٌ منا نفسه .. هل لتقديم الرحمة هنا على العلم : مغزى ؟!!..

أقول ....
في ذلك بالفعل أكثر من فائدة : ما زالت تتفتق عنها عقول المتدبرين للقرآن ....!
منها : أن العلم إذا لم تسبقه رحمة : لربما جر صاحبه إلى الشرور وإيذاء النفس والغير !
ومنها : أن العلم إذا لم تسبقه رحمة : لربما ضن بإخراج ثماره وفوائده للناس !
ومنها : أن العلم إذا لم تسبقه رحمة : لربما أوقع التعالي في قلب صاحبه على الضالين !
ومنها : أن العلم إذا لم تسبقه رحمة : لربما نسي صاحبه أنه كان غير عالم ٍقبل أن يتعلم !
ومنها : أن العلم إذا لم تسبقه رحمة : لربما نسي المغفرة للجاهل وللمخطيء !
ومنها : أن العلم إذا لم تسبقه رحمة : لربما سارع لاستخدام الشدة في التعليم لا الرفق !

ويكفيني هذا الآن لغرس بذور التفكير في تلك المسألة الهامة ......
حيث لا يتبق لي إلا الشرح العملي بمثال ..........
>>>>>
في شباب غياب القدوة : ورغم حب الدين والتدين : إلا أني كنت فريسة استماع الأغاني
والموسيقى للأسف !
حيث لم أجد أحدا ًمن حولي يُخبرني أنها حراما ً...
وأتذكر أنه كلما أعجبتني أغنية أو موسيقى ما : كنت أقوم بتعلية صوت المسجل لأقصاه :
غير عابيء بما قد يُسببه ذلك من ضرر لمَن حولي ساعتها : فكل تفكيري في ذلك الوقت
كان : نقل استمتاعي إلى الآخرين !!!!..
نعم ...
فعليهم (ولو جبرا ً... :confused:) : أن يستمعوا لهذه الأغنية : ليُعجبوا ويستمتعوا بها مثلي !..
كنت أظن وقتها أني (أ ُسدي معروفا ً) إلى مَن حولي من الجيران !!!!..
وأني ألفت نظرهم (أقصد سمعهم) إلى أغنية : لم يعرفوها أو يلتفتوا إليها (فأنا السابق) !!..
وعليه ....

ماذا لو أن رجلا ًصالحا ً(((( مستجاب الدعوة )))) : قد مر عليّ وأنا على هذه الحال من
المعصية (( بجهلي )) : ومن إيذائي للغير (( بغفلتي )) ؟؟؟!!..

هل تراه : يدعو عليّ باللعنة مثلا ً؟؟؟!!..
أم تراه : يدعو لي بالهداية إذا لم تتح له فرصة نصحي ؟؟؟!!!..

أقول : هنا محك : من أكبر محكات القلوب الداعية بحق ٍإلى الله عز وجل !!!..
هنا محك القلوب التي استودعها الله تعالى (الرحمة) : قبل (العلم) !!!..

نعم ... قد وصل الحال بنبي الله نوح : ونبي الله موسى : ونبي الله محمد : عليهم الصلاة
والسلام : أن يدعوا على قومهم : أو بعض ٍمن قومهم .. ولكن :
ألم يكن ذلك بعد استنفاد كافة سبل الدعوة والهداية معهم ؟!!!...

فاللهم يا مقلب القلوب .. قلب قلوب الضالين التائهة الباحثين عن الحق : قلبها على
دينك .. وعلى ما ترتضيه من منهج عبادك الصالحين المصطفين الأخيار ...
وارزقنا قبل الدعوة والعلم : سحائب الرحمة واللين والرفق ..

مع اعترافي التام بأن بعض حالات الإصابة بأمراض الضلال الشديد المُبكر : قد يُجدي
معها بعض القسوة للإفاقة السريعة : أكثر من اللين والرفق ....
وهذا أيضا ًمن الرحمة ..........!

بدون إسم
06-23-2011, 01:40 PM
موضوع جميل , ذكرتني بموضوعي الذي نسيته :)):




فاللهم يا مقلب القلوب .. قلب قلوب الضالين التائهة الباحثين عن الحق : قلبها على
دينك .. وعلى ما ترتضيه من منهج عبادك الصالحين المصطفين الأخيار ...
وارزقنا قبل الدعوة والعلم : سحائب الرحمة واللين والرفق ..


آمين

بارك الله فيك

إلى حب الله
06-24-2011, 02:20 PM
شكرا ًلك أخي الحبيب سبحان الله 3 ..
وكلنا إنما يُحاول أن ينقل ما يظن فيه الفائدة من حياته وتفكيره الشخصي : إلى حياة
الآخرين وأفكارهم : لعل الله تعالى أن يكتب به نفعا ًبالفعل ...
والله المستعان ..
---

2)) زينة الباطل ...!

غريبة هي النفس الإنسانية التي ركبها الله تعالى فينا .. وإن مَن لم يفهم أن غرض وجوده
في هذه الدنيا هو (الاختبار) و(الامتحان) : فهو خاسرٌ لا محالة : لا أقول خاسرا ًأمام
أعدائه من الخارج (كالشيطان ووسوسته ومصائب الدنيا وظروف المجتمع ... إلخ) بل
أقول : أن أول المعارك التي سيخسرها إذا لم يعرف مغزى حياته هي معركته أمام :
نعم .. أمام نفسه التي بين جنبيه !!!..

فقد ركب الله تعالى في هذه النفس بطبيعتها الهوائية : بعض نقاط الضعف التي يجب
على كل واع ٍأن يتوخاها قدر المستطاع : وأن يأخذ في مواجهتها بعزائم الأخلاق التي
جاءت بها الرسالات السماوية وكل الأنبياء والرسل السابقين !!..
ولعل من أشهر نقاط الضعف هذه وأكثرها انتشارا ًبيننا هي :
((( التأثر بزينة الباطل ))) !

فإن الباطل يا إخواني إذا ما رأيناه على حقيقته : لرأيناه خبيثا ًفاسدا ًقبيحا ًغير نافع !!..
ولولا الزينة التي يُلقيها شياطين الإنس والجن عليه :
ما كان انخدع به أحد : ولا انجذب لجماله الزائف الذي تم فبركته صورة ًومضمونا ً!!!..

ولسوف أكتفي معكم هنا بمثالين : بهما يتضح المقال ...
>>>>>>
ففي عالم المرأة .. وعندما تستجب إحداهن لداعي الشيطان بداخلها : فتتبرج وتتعرى :
فأنت ترى الشاب العازب : يكاد ينخلع قلبه إذا ظهر منها قدم ٌأو ساق ٌأو صدرٌ أو ورك ٌ
أو ظهر !!!!..
وهذا كله : ليس بمُستغرب ٍعلى عازب ...
ولكن الغريب حقا ًهو : لماذا نرى من الرجال المتزوجين أيضا ً: نفس هذا التأثر بمثل تلك
المشاهد ؟!!!..
أليس من العجيب بمَن يحل له رؤية أي شيءٍ في زوجته (وهو بالفعل يراه) : أليس من
العجيب أن ترى مثله وقد تأثر بكتف ٍأو ساق ٍعار ٍ؟؟!!!..
بل وأليس من الأعجب والأعجب أن ترى من المتزوجين : مَن يبحث في القنوات أو في
النت أو المجلات أو غيرها : يبحث عن صورة تكون فيها امرأة : شبه عارية أو حتى بعض
عارية (ولا أقول عارية) ؟؟!!!..
والسؤال : ما الذي استجد هنا في رأيكم لينفعل مثل هذا المخدوع بالحرام الذي : هو أقل
بكثير مما تحت يديه أصلا ًمن الحلال (وقد تكون زوجته بالفعل أجمل ممَن يراها بمراحل) ؟!!
نعم ...
إنه (تزيين الشيطان للباطل) في عين ضعاف النفوس !!!!..
إنه وحيه إلى كل غافل بأن هذه المرأة أو تلك : تملك من الجديد : ما لا يملكه !!!....
وأنه سيرى معها : ما لم يراه من قبل !!!!..
وكل هذا وهم سراب ٍعند عرضه على أي عقل ٍواع ٍكما تعلمون !. فسبحان الله العظيم !
>>>>>>
وإذا كان المثال الأول : قد قلته لكم وأنا على استحياء شديد مما فيه : إلا أني اخترته عن
غيره : لزيوعه وانتشاره بالفعل بين الكثيرين للأسف ...
وأما المثال الذي يُعد أهم وأعمق من مجرد تزيين (امرأة) في عين مَن لا يغض بصره :
فهو (ولكم أن تتعجبوا) :
تزيين الأفكار الباطلة (الإلحادية أو الشركية أو البدعية أو المعادية) للدين !!!..

ذلك التزيين الذي يُغلفه الشيطان بالكثير من أمراض الأنفس لمَن يجهل نقاط ضعف نفسه !
فمنها ما يُغلفه الشيطان بزينة : أن المُتبع لهذه الأفكار هو المتميز الفريد الذي ليس مثله أحد !
ومنها ما يُغلفه بزينة : أن المُتبع لهذه الأفكار هو العارف وحده : وكل مَن خالفهم هم الجهلة !
ومنها ما يُغلفه بزينة : أن المُتبع لهذه الأفكار هو الذي توصل إلى : ما لم يتوصل إليه الآخرون !
ومنها ما يُغلفه بزينة : انجذاب النفس دوما ًلكل ممنوع (وهي شهوة الممنوع مرغوب لمَن لا يعرف) !

وتلك الزينات للأسف : لا تنتهي !!..
لأن أمراض النفوس متجددة في صورها ودرجاتها : وإن كانت أصولها واحدة !!!..
والسؤال هنا هو :
متى يفيق كل مخدوع ٍبالزينة الكاذبة : ويعرف أن الظن لا يُغني من الحق شيئا ً!!!..
وأن الأمر (دين ٌ) يا عباد الله : فلا تستخفوا ببيع أخراكم بدنياكم : ولا ببيع الدين بالدنيا ؟؟!!!..
ولا ببيع الحق الذي أكرمكم الله به : بالباطل الذي يُزينه لكم شياطين الجن والإنس كل يوم !

وصدق الله القائل في محكم التنزيل عندما حكى عن الشيطان قوله بعدما أظهره الله على حقيقته :
" قال : رب بما أغويتني : لأ ُزينن لهم (أي البشر) في الأرض : ولأ ُغوينهم أجمعين " الحِجر 39 ..

فاللهم نجنا من شرور أنفسنا .. وعلمنا من أنفسنا ما لم نعلم : فنفوز بذلك بالنجاة في الدنيا
والآخرة ...

سعادة
06-26-2011, 02:28 PM
جزاك الله خيرا اخي الفاضل
احاديثك عين الصواب واعجبني ماسطرته من ان الرحمة قبل العلم.

إلى حب الله
07-07-2011, 11:25 PM
3)) امتحان القبض والبسط ..!

أحيانا ًتمر بحياة الواحد منا أوقات ٌ: يشعر فيها أن كل شيء في حياته :
على ما يرام !!!..
عبادته .. توفيقه في عمله .. دراسته .. علاقته مع زوجته .. حالته المادية .. الدعوية .. إلخ

وأحيانا ًأيضا ًتمر بحياة الواحد منا أوقات ٌ: يشعر فيها وكأن كل شيءٍ في حياته :
قد تعقد أو توقف أو ذهبت لذته أو فسد !!!..
عبادته .. توفيقه في عمله .. دراسته .. علاقته مع زوجته .. حالته المادية .. الدعوية .. إلخ

وأما المتأمل : فيجد أنه لا ذلك الحال يدوم !!.. ولا الآخر أيضا ًيدوم !!!..
وإنما هما امتحان ٌمن الله تعالى في حياة العبد بـ (القبض) و(البسط) !!!!...

وأن الخاسر : هو مَن تنسيه حالة البسط : شكر الله عز وجل على فضله ونعمه !!..
وأن الخاسر : هو مَن تدفعه حالة القبض : للتخلي عن طريق الاستقامة أو التنكب
أو القنوط من رحمة الله عز وجل !!!..
---
فأنا عن نفسي في حالة القبض .. أعلم أن الله عز وجل يُريد أن يرى مني : أدنى
قوة على الصلاح والعبادة عندي !!!..
أو بمعنى آخر :
في الوقت الذي ربما تخلى فيه البعض عن أداء (الصلوات المفروضة) مثلا ًفي حال القبض :
يكون التخلي مني أنا فقط عن (السنن) أو (النوافل) !!!!..
وهكذا ....
إذا ً:
على كل مَن يتموج به هذا الحال من القمة للقاع ومن القاع للقمة أن يعلم : أنما هو
في اختبار ٍلن يدوم : وأنه سرعان ما سينقشع الضباب عن نتيجة الامتحان !!!..
فليُري الله من نفسه : أقوى حال ٍفي أضعف حاله !!!!..
---
وأما في وقت البسط .. فأنا أعلم وأضع نصب عيني أن الدنيا : لن تكمُـلَ لأحدٍ أبدا ً!
وأنها إذا أعطتك منها شيئا ً: فستسحب منك شيئا ًآخرا ً!!!...
إذا ً: هي معادلة موزونة الطرفين لمَن يعقل !!!!..

وعليه : ففي حال البسط : لا تطغى فرحتي على عقلي وتفكيري !!!..
بل يتوجه عقلي لشكر المُنعم ولا يغفل عنه ...
ويتوجه تفكيري لمراقبة حالي والمسارعة برفع راية (الرضا بالمقسوم) !!!!...
فبهذا الرضا وحده : تــُستمطر سحائب السعادة على الإنسان !!!..
حيث بالرضا لا يطلب غائبا ً!!!.. وبالرضا لا يتكبر عما في يده !!!..
وبذلك :
يمر حال البسط عليه بسلام ٍلم يرتكب فيه ما يغضب الله :
تماما ً: كما مر عليه حال القبض من قبل !!!..
وقريبا ًمن هذا المعنى ما نجده في قول الله عز وجل :
" لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ !!.. وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ !!.. وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ :
مُخْتَالٍ فَخُورٍ " الحديد 23 ..

فالدنيا أصلا ًلم تــُخلق كاملة ًللتنعم فيها وإنما :
خلقت للامتحان والابتلاء !!!.. فبنقصها ومنغصاتها نشتاق للكمال وللراحة في
الجنة !!!.. والحمد لله رب العالمين ..

إلى حب الله
08-01-2011, 11:59 AM
4)) رمضان : تجربة العُمُر !..

جلست مع نفسي للحظات : أتفكر فيهن في شأن رمضان ..
---
1.. تشبيه العُمُر : بصيام يوم ٍفي رمضان ...

مَن مِنا يا إخواني : بلا ذنوب ؟!....
مَن مِنا تخلو حياته مِن لحظات ضعفٍ : قد يقترف فيها بعض المعاصي والخطايا ؟!.....
أعتقد أنكم توافقوني أنه : لا أحد .............!
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
" كل بني آدم خطاء .. وخير الخطائين : التوابون " ......
رواه الترمذي وابن ماجة والدارمي وصححه الألباني ....
---
ولكن أيها الأحباب :
أن تقع هذه المعاصي والخطايا : في الأيام المُباركات !!..
فهذا والله : نصرٌ للشيطان مُبين !!...
نصرٌ للشيطان :
لا يشعر معه المسلم العاصي إلا : بالأسى الشديد لنفسه ولحاله الذي تردى !!...
وأما الأدهى والأدهى :
فهو أن بعض مَن لا فقه له .. وبعض مَن لا قوة له على نفسه وهواها :
إذا نال الشيطان مِنه جولة ًفي أول نهار يوم الصيام مثلا ً:
ظن أن اليوم بأكمله قد ضاع !!!..
فتأبى نفسه المريضة إلا : أن يستكمل باقي يوم الصيام بمزيدٍ مِن المعاصي !!......
---
فيا عجبا ًله !...
بدلا ًمِن أن يتوب ويستغفر مباشرة ًبعد الذنب : ويحاول جاهدا ًإصلاح ما بقي :
تسوقه نفسه إلى الخلف : لا إلى الأمام !!!...
وإلى التدني : لا إلى الصعود !!!...
فيا حسرته وقت الإفطار وقد :
علِمَ أنه ما انقضى نهار الصوم إلا : وهو في عداد الخاسرين !
خسر أمام الشيطان أولا ً.......
ثم خسر أمام نفسه ثانيا ً..........
ولعَمرُ الله : ما أشبه هذا الحال :
بحال مَن ضاع عمره بأكمله بمثل هذه الحماقة !.....
فكثيرٌ والله الذين نال الشيطان منهم نيلة ًفي مقتبل حياتهم :
فبدلا ًمِن التوبة على ما بدر وفات : والعزم على إصلاح ما هو قادمٌ وآت :
لا تجدهم إلا مخذولين منقلبين : قد رضوا بإكمال ما بقي مِن حياتهم : على هذا المنوال
مِن المعاصي بلا إقلاع !...
فيا حسرتهم عند الممات وبعده !..
--------
2... العُمُر : وصيام رمضان ...

ولأن رحمة الله بالإنسان واسعة .. ففي الدنيا : لم يعطه يوما ًواحدا ًمِن رمضان !..
بل الثلاثين يوما ًأو أقل بيوم !.......
كما أن رسولنا الكريم : شرع لنا زكاة الفطر في رمضان :
" طهرة للصائم مِن اللغو والرفث : وطعمة للمساكين " ..
فهل نفع معظم الغافلين ذلك ؟!.....
لا للأسف !.....
فبعض الضعفاء أيضا ً: يقع في الشهر الكريم بأكمله :
في نفس الفخ الشيطاني الذي وقع فيه صاحب اليوم الواحد !

إذ أن الشيطان قد نال مِنهم نيلة ًفي بعض أيام رمضان :
فأبوا أن يُكملوا الشهر الكريم : إلا على المعاصي والذنوب !
فيا سبحان الله : ما أعجب حالهم !...
يستبدلون مكان التوبة : إصرار على الذنب !..
ويستبدلون مكان الأوبة والرجوع :
مضيا ًعلى العمى !!!...
فكيف حالهم يا ترى في نهاية الشهر الكريم :
والمسلمون حولهم قد فرحوا بصومهم وفرحوا باستقبال فطرهم :
وأما هم : فقد أفطروا قبل الأوان بأوان !!!!!...
فأي فطر ٍ؟!.. وأي فرح ٍ؟!...
----
وخلاصة القول يا إخواني ...........
الحرب بيننا وبين الشيطان قائمة : ولذا أسماه الله تعالى لنا بـ العدو فقال :
" إن الشيطان لكم عدوٌ : فاتخذوه عدوا ً" فاطر 6 ...
فكان لذلك :
مِن الطبيعي أن تكون هناك جولات ومنازلات : فيها ما يخرج مِنها المؤمن :
فائزا ًرافع الرأس .. ومِنها ما تغلبت عليه نفسه أمام الشيطان : فانخذل جولة ًأو أكثر .....
ولكن :
العجب كل العجب لِمن تابعت نفسه الشيطان في انتصاره عليها !
فوالته ولم تتعظ : بدلا ًمِن التوبة وموالاة الله عز وجل :
" أفتتخذونه وذريته أولياء مِن دوني : وهم لكم عدو ؟!!!!!...
بئس للظالمين بدلا ً" الكهف 50 ...
---
أقول :
يا مَن فرطت في أول اليوم : لا ينفرط مِنك آخره !!!...
ويا مَن فرطت في أول الشهر : لا تخسر معه آخره !!!...
ويا مَن فرطت في أول العُمُر : لا يفوتك إصلاح آخره !!!...

ويا مَن رأيت في أول أيام صومك : كيف أن قرصة الجوع تأتي قوية ً: ثم تروح :
فهكذا هي دواعي الشر فيك : تأتي قوبة ً: ثم لا تلبث أن تروح إذا صبرت لحظات !

فيا مَن ضيع الأوقات جهلا ً >>>>> بحرمتها أفـق : واحذر بوارك !
فسوف تفارق اللذات قهرا ً>>>>> ويُخلي الموت كرها ً: مِنك دارك !
تدارك ما استطعت مِن الخطايا >>>> بتوبةِ مُخلص ٍ: واجعل مَدارك :
على طلب السلامة مِن جحيم ٍ>>>> فخير ذوي الجرائم : مَن تدارك !

والحمد لله رب العالمين ..

إلى حب الله
09-08-2011, 10:36 PM
5)) حال البشر ..

جلست يوما ًأنظر في حالي وفي حال البشر ..
فإذا هم ثلاثة أحوال .. وقد يتقلب الإنسان بينها جميعا ًفي حياته !!..

أحدهم : ضميره في سعادة من داخله :
رغم متاعب جسده والحياة من خارجه !

وأحدهم : ضميره في عذاب من داخله :
رغم الراحة التي لجسده وفي الحياة من خارجه !

وأما أشقى البشر : فهو صاحب الضمير المُعذب من داخله :
والجسد المتعب وقسوة الحياة من خارجه !

فإذا كان قدرك أيها الإنسان هو تعب الجسد وقسوة حياتك من خارجك :
فلا أقل إذا أردت أن ترحم نفسك : من أن تـُصلح ضميرك من داخلك :
وحتى لا تجمع على نفسك العذاب من كل جانب !!..

وما علمت والله سبيلا ًلراحة الضمير مثل : رضى القلب بالله واطمئنان
النفس إليه !!..
---------

6)) كظم الغيظ ومقابلة السيئة بالحسنة !!..

كثيرا ًهي المواقف التي يُستفذ فيها الواحد للغضب أو لمقابلة الإساءة بمثلها !
ولكن بمضي مواقف الحياة المختلفة :
ومع تجربة كظم الغيظ ومقابلة السيئة بالحسنة مرات :
وتجربة إنفاذ الغيظ ومقابلة السيئة بمثلها مرات :

ما وجدت أجلب للخير من الصبر !!.. ومن كظم الغيظ !!..
وأما مقابلة السيئة بالحسنة : فهو سحرٌ من سحر القلوب !!.. وصدق جل وعلا :

" وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ !!.. ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ !.. فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ
وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ : كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ !!.. وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا !!.. وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا
ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ " فصلت 34- 35 ..

وبالفعل عندما يرى الإنسان ثمرة كظمه الغيظ ومقابلة السيئة بالحسنة :
يحمد الله أن لم يتركه ينساق خلف إنفاذ الغيظ (وإن كان مشروعا ً) أو ينساق
خلف مطلب الأخذ بالحق (وإن كان مشروعا ًهو الآخر) : ولكن : سبحان
من أوحى لنبيه صلى الله عليه وسلم :

" إن الله تعالى رفيق يحب الرفق ! ويُعطي على الرفق : ما لا يُعطي على العنف !
وما لا يُعطي على ما سواه " !!..

رواه مسلم عن عائشة .. والبخاري في الأدب المفرد وأبو داود عن عبد الله بن
المغفل .. وابن ماجة عن أبي هريرة وصححه الألباني ..

وما زلت إلى اليوم أحاول أن أستبقي هذه الخصلة في نفسي ! بل أ ُجاهد نفسي
عليها جهادا ً.. والله المستعان ..

أمَة الرحمن
09-09-2011, 12:12 PM
على كل مَن يتموج به هذا الحال من القمة للقاع ومن القاع للقمة أن يعلم : أنما هو
في اختبار ٍلن يدوم : وأنه سرعان ما سينقشع الضباب عن نتيجة الامتحان !!!..
فليُري الله من نفسه : أقوى حال ٍفي أضعف حاله !!!!..

كلمات من ذهب! سأضعها نصب عينيّ دائماً إن شاء الله.

خالد المرسي
09-24-2011, 06:23 PM
جزاك الله خيرا أستاذ أبو حب الله
نسأل الله أن يقذف في قلوبنا الرحمة ، وهل يمكن للانسان قاسي القلب أن يضاعف من قدر الرحمة في قلبه؟ وكيف؟

إلى حب الله
09-24-2011, 09:41 PM
الأخت الكريمة أمة الرحمن : والأخ الحبيب خالد المرسي :
أسعدني مروركما الكريم على هذه الخواطر المتواضعة للعبد الفقير ..

أما بالنسبة لسؤال الأخ خالد عن زرع الرحمة في القلب أو زيادتها :
فإليك أخي الطريقة الشخصية التالية : أقتصر عليها هنا لعدم الإطالة :

>>>>>
حاول أن تضع نفسك دوما ًمكان الآخرين .. من الصغير للكبير للعجوز ..
بل من الرجل للمرأة !!.. بل حتى : من الكافر للمؤمن !!!..
والذي أعنيه هنا أخي : أن تحاول أن تفكر بتفكير الآخرين : في جميع المواقف ..
وسترى أخي أن تصرفاتك سوف تتغير كثيرا ًجدا ً!!!.. بل وستصير مرهف
الحس لدرجة لن تتخيلها !!!..

مثال ..
رجل ٌمتزوج ..
يرجع للبيت بعد الظهر منهكا ًمن العمل والحر والجوع : يريد أن يأكل في هدوء ..
يوضع طعام الغداء .. يجلس الزوج مع زوجته .. ولكن ولده الصغير (5 سنوات مثلا ً)
ينام على السرير بجوار طبلية الأكل : ويلعب بقذف الكرة إلى الحائط ثم إمساكها ثم قذفها
من جديد !!..
صوت ارتطام الكرة بالحائط : مزعج جدا ًللأب !!.. يُخبر ولده بأن يكف عن اللعب ..
يمتنع الولد للحظات : ثم يعود !!.. يُعيد الأب طلبه للولد : ثم يعود !!.. يأمر الأب
الولد : فيعود !!!..
وهنا يقوم الأب فيضرب الولد ...

والآن ...
ماذا لو وضع الأب (ولو للحظات) نفسه : مكان ولده ؟!!!..
فيماذا سيفكر حينئذ ؟!!..
نعم ..
إنها طبيعة الطفولة تلك التي تدفع الولد لهذا اللعب لإخراج طاقته أو الاستمتاع !
نعم .. قد لا يعني التأرجح لساعات شيئا ًلإنسان ٍبالغ ٍكبير !!.. بل قد يرى فيه الملل !
ولكنه عند الطفل الصغير : ليس كذلك !!!..

إذا ً:
لو تعود الأب مثل هذا التفكير : لبحث لولده عن فكرة لعبةٍ أخرى : تؤدي الغرض
في إلهاء الصغير أو إخراج طاقته : وفي نفس الوقت : تبتعد به عن إزعاج الآخرين !!!..
ماذا عن شراء لعبة المكعبات أو الميكانو مثلا ً :thumbup: ؟!!!..

الخلاصة :
أن كل إنسان ٍلو تعود على التفكير بعقل الآخرين وأعمارهم وظروفهم وحالاتهم :
لاختلفت طريقة سيرنا في الحياة كثيرا ً!!.. ولحلمنا على الجاهل بالفعل كما كان
يفعل
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم !!.. ولمشينا على الأرض هونا ًبالفعل كما وصف
الله عباده عباد الرحمن !!!..

ولشعر الزوج بمتاعب زوجته ومتطلباتها فرحمها !!..
ولشعرت الزوجة بمتاعب الزوج ومتطلباته فرحمته !!..
ولشعر الغني بحاجة الفقير ومعانات الجوع والبرد وغياب المأوى والحنان والعطف !!..
ولشعر القوي وذو السلطان بحاجة الضعيف والمظلوم إليه !!..
ولشعر الصحيح بمتاعب المريض ولتحمله وساعده !!..
ولشعر المعافى بظروف الأرملة والمطلقة واليتيم !!..
ولشعر المهديّ بتيه الضال وتخبطه : فلا يترك يده إلا بعد الوصول لباب الهداية إن أمكن !
ولشعر العالم بحاجة الجاهل إلى مَن يُنير له دروب الحياة !!..
ولشعر مَن يملك : بشعور مَن لا يملك : فلم يؤذه بكلمة ٍأو تصرف !!..

أشياء كثيرة أخي الحبيب خالد المرسي ستتغير في حياة الفرد : إذا هو فقط : شعر بشعور
الآخرين أو أقام نفسه مقامهم للحظات !!!..

وهي كلها أشياء : لن تأتيك بين يوم ٍوليلة !!.. بل يجدر بك أن تتأمل الناس من حولك وأحوالهم
وظروفهم وأفعالهم !!!.. ويجدر بك أن تزور أو تقترب من الطفل والمريض واليتيم والأرملة
والمحتاج والمسكين والفقير والمطلقة والعجوز والمظلوم وصاحب الحاجة !!!..

< فليتذكر إنسان ٌمثلا ًأول يوم ٍقات فيه سيارته في الشارع الرئيسي .. هل كان يحب
أن يسمع سبابا ًوشتما ً: مثل الذي يقوله الآن لغيره في نفس وضعه السابق هذا > ؟!!..

وأما رحمة الله عز وجل : فقد وسعت كل شيء !!!..
ولا يلحق بها إلا : ضال ٌشقي : أورد نفسه المهالك عن عمد ٍوهو يدري !!!..
فهو سبحانه :
لم يُعاجل كافر ولا ظالم ولا متكبر ولا مذنب بعقوبة !!!!..
بل يحلم ويصبر سبحانه : تقديرا ًمن عنده للضعف البشري ولخطأ بني آدم !!!..
ويجعل من مكفرات الذنوب والتوبة حتى الرمق الأخير من الحياة : ما يجبّ ما قبلها !
لم يهلك الأمم والقرى : إلا بعد استنفاد كافة سبل الهداية والتبليغ معها !!..
وعليه :
فإنه بالفعل أخي وكما جاء في الحديث الصحيح :
" لا يهلك على الله : إلا هالك " !!!..

والحمد لله رب العالمين ..

خالد المرسي
09-24-2011, 10:46 PM
جزاك الله خيرا
والله هذه مشكلة خطيرة جدا
نسأل الله أن يؤلف بين قلوبنا

إلى حب الله
09-29-2011, 08:17 PM
7)) شيء أفضل من لا شيء !.. ولا شيء أفضل من شيء !

قد يبدو العنوان غريبا ًبعض الشيء .. بل : هو مغر ٍالحقيقة لجعله أحجية ً
يمكن أن أتركها لكم أياما ًليتفكر المرء فيها !!.. ولكني لن أفعل بالطبع ...!
والآن ........ نأت للجد ..

فالشيء الذي هو أفضل من لا شيء :
فإنما أعني به : القليل من الخير الذي يمكن تقديمه : عندما يُحجم الآخرون عن
فعل ذلك الخير لسبب ٍأو لآخر !!!..
ولا أقصد بالخير هنا : قصره على شيءٍ معين !!!.. بل هو يشمل كل صور
الخير وما يؤدي إليها ...

مثال ...
فعندما نجد أخا ًلنا في مأزق ٍويحتاج مالا ً: فيُحجم القوم لفقر ٍأو بخل ٍأو شح ٍأو
حتى لبرود مشاعر ٍوتلبد أحاسيس : فعندها يكون تقدمك له بشيء (أي شيء)
هو خيرٌ والله من (لا شيء ٍ) يخرج به من بينكم صفر اليدين !!!..
يسحب معه خزلانه بإخوانه عاطفيا ً: قبل أن يُحملوه هم ذلك الخزلان ماديا ً!
بل وربما فتح ذلك (الشيء) القليل منك : باب خير ٍعليه وكان بمثابة القشة التي
قصمت ظهر بعير الجمود والبلادة !!.. أو كانت أولى قطرات البركات التي تمطر
السماء من بعدها !..

ومثال ٌآخر:
عندما تجد أخا ًلك يسألكم عن علم ٍ(أي علم ٍنافع وليس بالضرورة علم ٍديني)
ثم ترى الإحجام عنه أيضا ً: تكبرا ًأو عدم اكتراث ٍأو خوف منافسةٍ أو خوف
تضييق مزاحمة العلم وربما الرزق : فهنا إسدائك لأخيك بعضا ًمما يريد ولو حتى
على سبيل التوجيه والإرشاد : فهو (شيءٌ) خير ٌوالله من (لا شيء) وأفضل له من
تخبطه في دروب التيه وتضييع الأوقات فيما لا علم له به !!!..

والسؤال :
إذا كان بهذين المثالين : قد اتضح المقصود بالعبارة المألوفة :
( شيء : أفضل من لا شيء ) فما هو إذا ًالـ ( لا شيء الأفضل من شيء ) ؟!

أقول ...
بعض الناس من قصر نظره وضيق أفقه : قد يقصر به تفكيره أحيانا ً: فنجده
يُعطي من الأشياء (ومع قلتها) : ما يضر ولا ينفع (أي بعكس ما يظن) !!!..
فهذا هو الذي (لا شيء منه) : أفضل من هكذا (شيء ٍ) منه بهذه الصورة !!!..
وبالمثال : يتضح المقال ...

بعض الناس يُعطي من المعلومات المقطوعة أو المبتورة : ما كان عدمها منه أفضل !
فرب علم ٍناقص ٍ: أتى بغير غرضه بل بعكس مراده أصلا ً!!!..
فالعلم الطيب النافع : أشبه بالدواء الذي يتم تركيبه : فإذا نقص منه جزء ولم
يُستكمل : فقد يورد صاحبه المهالك أو يقتله أو يُصيبه بالداء الدائم !!..
فلو كانت طريقة تركيب الدواء الفلاني المكتوبة لشربه مثلا ًهي :

" احضر (س) : ثم ضعه على (ج) : ثم ضعه على (ع) لأنه لو شـُرب هكذا ربما
قتل المريض "..

فماذا لو أن أحد مبتوري العلم (جهلا ًأو علما ً: تعمدا ًأو سهوا ً) اكتفى فقال :

" احضر (س) : ثم ضعه على (ج) " ..

ففعل المريض المسكين هذا : فشربه على هذه الحال ؟!!!!..
فلو ما شرب : لبقيَ مريضا ًيُرجى له الشفاء .. ولما شرب : ربما خسر حياته !

فهكذا قس عليه كل فائدة هامة مبتورة : سواءٌ كانت فائدة دينية أو دنيوية !!..
علما ًكانت أم كلاما ًتم بتره بين شخصين أو أكثر !!!..
مقطعا ًمبتورا ًمن فيديو : أو جزءا ًمبتورا ًمن سياق ٍأو عبارة ٍأو مقطع ٍمن كتاب !!!..
فهذا هو الشيء : الذي أفضل منه اللا شيء !!!..
والله المستعان ..
---------

8)) أهمية الجزاء بالسلب والإيجاب ..

إن المتأمل لقصة ذي القرنين في القرآن : لرأى أنها من ضمن ما حملت لنا من
قصص ٍوفوائد وعبر وحقائق : فقد أبرزت لنا قيمة الاهتمام بالجزاء :
سواء بالسلب أو بالإيجاب ...

فها هم الظالمين الذين أقدره الله تعالى عليهم يقول عنهم ذو القرنين :
" أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا " الكهف 87 !
وها هم المؤمنين الذين يعملون الصالحات يقول عنهم أيضا ً:
" وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا " !!
الكهف 88 ..
فلم يمنعه أن كان لهم الجزاء الحسنى : من أن يُكرمهم بيسير الأمر من كلامه
وثنائه عليهم أيضا ً!!!!..
فله من التأثير النفسي والمعنوي ما له !!..

والحقيقة إخواني ..
أن الجزاء بالعقاب كثير : ونراه في مرحلة طفولتنا : وحتى نكبر ونعمل (عقاب
المدير - عقاب الشرطة - عقاب الأزواج .... :ANSmile:) ..
حيث أن معظم البشر بالفعل : يدركون أهميته في التقويم أو سرعة التأثير : بل :
ويحكي الحكماء منهم كيف أن العقاب على موقف ٍبسيط في السن الصغيرة : يمكن
أن يبقى أثره مفيدا ًمثلا ًلصاحبه لبقية حياته من بعد : بل وحتى الموت !!!..
ولذلك : فلن أقف معه كثيرا ً...

حسنا ًيا أحباب ...
والآن : كم منا (أو من البشر عموما ً) : يُدرك أهمية الشق الثاني من الجزاء ؟!!!..
وأعني هنا الجزاء الإيجابي ؟؟!!!..

قليل ٌعلى ما أرى وأعتقد للأسف الشديد !!..
قليل ٌ: رغم أهمية هذا الجزاء الإيجابي أيضا ًمن الطفولة وحتى الموت !!!.. تخيلوا ؟!!.....

فالطفل كما تعاقبه على السوء ليعرف أنه سوءا ً: يجب أن يرى منك جزاء ًحسنا ً
على الأفعال والأقوال الحسنة : حتى يتمسك بها ويلتزم على نهجها منذ الصغر !!..

بل وهذا الجزاء الحسن : لا يمكن قصره أبدا ًعلى الكلمة الحسنة : بل تمتد أهميته
للجزاء المادي أيضا ً: وهذا ما تنتهجه كبريات الشركات والمؤسسات الناجحة في
الخارج : وقليل ٌجدا ًفي بلادنا الإسلامية والعربية للأسف الشديد !!..

فكما ترفع الكلمة الحسنة والشكر المستحق وجميل الثناء : الروح المعنوية لصاحبه
فتطير به في أعالي سحائب السعادة والراحة النفسية : سواء من والدين لأولادهما :
أو من معلم ٍلتلميذه : أو من عالم ٍلطالبه : أو من صاحب عمل ٍلعامله : أو حتى من
زوج ٍلزوجته أو العكس :
فكذلك أيضا ًالتقدير المادي أو الجزاء المادي : هو سر النهوض برواكد الأعمال
وكسول البشر في أي صنعةٍ أو عمل !!!.. مع بقاء علو كعب الكلمة الحسنة على
التقدير المادي مع أغلب البشر !!!..

< أعرف أناسا ًبالفعل : كان سر نجاحهم وتميزهم في مجالاتهم الدينية والدنيوية : هو
كلمة ثناء واحدة : أو كلمةٍ تبعث الثقة في نفوسهم والتقدير لمجهوداتهم أو تميزهم >

وهنا .. لا بد لنا من كلمةٍ ختاما ًحتى لا أطيل عليكم ..
أقول ...
كم هي تلك النفوس المحطمة للأسف في عالمنا وفي مجتمعاتنا وفي أسرنا : والتي سحقت
همتها وبهجتها ندرة الجزاء الحسن أو الثناء الحسن أو انعدامهما بالكلية !!!..

>>>
فدرجة الألم الأولى في ذلك : أن لا يتلق المرء ولو كلمة شكر ٍعلى صنيع ٍحسن !!..
ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول :
" مَن لا يشكر الناس : لا يشكر الله " رواه الترمذي وصححه الألباني .. وجاء عند
البخاري في الأدب المفرد وأبي داود وصححه الألباني أيضا ًبلفظ :
" لا يشكر الله : مَن لا يشكر الناس " !!!..

>>>
وأما درجة الألم الثانية في ذلك : أنه بعد أن لم يتلق المرء ما يستحقه من الشكر أو الثناء
أو التقدير المادي : يرى غيره الذي لا يستحق (أو لم يبلغ مبلغه) : يناله !!!..
فذلك والله من محطمات النفس والروح المعنوية في الحياة والعلاقات والعمل للأسف !

>>>
وأما الدرجة الأخيرة من الألم في ذلك : فهو أنه بعد أن يرى غيره ممَن لا يستحق أو أقل
منه في البذل والعطاء : ينال الجزاء الحسن أو الثناء أو التقدير المادي : يرى أنه لم يُترك
حتى في حاله ولكن : يقع عليه لومٌ أو عتابٌ أو تقريع ٌأو ذم ٌأو اتهام ٌبالتقصير أو بما ليس
فيه !!!..
فهذه والله هي المثبطة !!.. وهي الضربة القاضية في مسيرة العطاء لدى جل البشر !!!..
بها تتحطم الطاقات المعطاءة كما تتحطم كأس الزجاج فلا ترجع !!!..
وبها تقعد الهمم عن العمل تماما ً! فإذا أجبرتها على العمل (وكان لك القدرة على ذلك) :
فهي أبدا ًلن تنجز لك عملا ًكاملا ًأو على الوجه المطلوب !!!..

وأما المؤمن القوي :
فيكفيه لتخطي كل تلك الآلام أن يجعل عمله الحسن الذي يُقدمه للناس ابتداءً : لوجه
الله عز وجل !!!.. شعاره في ذلك إذا قام به :
" إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ : لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا " الإنسان 9 ..

والحمد لله رب العالمين !!..

إلى حب الله
10-08-2011, 11:03 PM
9)) ما هي حدود طاقتك في الحياة ؟!!..

كان بيتي منذ المرحلة الإعدادية : يقع قريبا ًمن الاستاد الرياضي بمدينتي ..
وشجعني ذلك على ممارسة الكثير من الألعاب المتنوعة منذ الصغر ..

في إحدى السنوات عندما كنت أتدرب على لعبة كرة السلة (وكنت في
المرحلة الثانوية وقتها) : كان التدريب هو التصويب بالكرة على فتحة السلة
من على خط الرمية الثلاثية (حيث الرمية من خارج هذا الخط بثلاث نقاط) ..
وبالفعل ..
حاولنا جاهدين ولكن : كانت كل رمياتنا تنتهي تقريبا ًقبل بلوغ السلة
بمتر أو بمتر ٍونصف !!!.. والسبب بالطبع هو : ثقل كرة السلة : وهذا معلوم
لكل مَن حملها أو لعب بها ..

المهم ...
لما رأى المدرب منا هذه (الخيابة) !!.. استدعى العامل المختص بمخزن الكور ..
ووقفنا كلنا مستبشرين خيرا ً: وقد ظننا أنه سيُبدلنا بهذه الكور الثقيلة (والكبيرة
نسبيا ًعلى حجم أكف أيدينا) : بكور ٍأخرى أخف وأصغر حجما ً...

وما هي إلا دقائق :
حتى جاءنا العامل : وهو يدفع بيديه مجموعة من الكور في عربة صغيرة : كانت
الواحدة منهم بالفعل : أصغر حجما ًمن كرة السلة : ولكن غلافها الخارجي
كان من الجلد الأسود السميك !!!..
فطلب منا المدرب أن يذهب كل ٌمنا ليحمل كرة ًبنفسه .. وهنا كانت الصدمة !
الكرة (وعلى صغر حجمها) : كانت ثقيلة كالحجر !.. بل أثقل من كرة السلة
نفسها التي كنا نعاني منها منذ قليل !!.. وأظن أنها وبغلافها الجلدي الأسود : هي
أشبه بكيس الملاكمة لو يعرفه أحدكم !!.. وهو كيس الرمل الثقيل الذي يتدرب
على ضربه الملاكم !!!..

بالطبع أخذتنا نوبة ضحك لدقائق من قلة تفكير هذا المدرب (هكذا وصفناه ساعتها
في عقولنا) !!.. والذي بدلا ًمن التخفيف عنا : يأتينا بالأثقل !!..
وما هي إلا ثوان : حتى طلب منا المدرب أن نرمي بهذه الكرة في السلة : ولكن من
مسافات أقرب ..

وبالفعل حاولنا ... وحاولنا ... وحاولنا ........
ولم ينجح أحدنا في أن تصل كرته أصلا ًلمحيط متر ٍمن السلة أو أكثر من متر !!!..
فلما قارب اليأس على الاستحواذ علينا جميعا ً: أمرنا المدرب بالرجوع لكرات
السلة العادية مرة أخرى : وطلب منا أداء نفس الرمية الثلاثية التي عجزنا عنها
أول مرة !!!!!..

كان الوضع العام مشعرا ًبالإحباط .. ولكنه سرعان ما اختفى : مع أول حمل ٍلنا
لكرة السلة هذه المرة !!!.. كان الأمر أشبه بالسحر أو الحلم !!!..
لقد صارت كرة السلة أخف وزنا ً(أو هكذا خـُيل لنا وقتها) !!!.. ما هذا ؟!..
هي هي نفس الكرات التي كانت معنا من قبل !!.. فما الذي تغير ؟!!!..
وصارت رمياتنا كلها تصل إلى السلة بكل سهولة ودقة !!!!..
والسبب ....
هو هذه الفعلة الذكية التي قام بها المدرب : لرفع طاقة قدرة كل منا !!!!!..
------

في سنةٍ أخرى تالية بعد هذه الواقعة (ربما بثلاث أو أربع سنوات) : مررت بموقف
متشابه ٍمع الموقف السابق بدرجة كبيرة (ولذلك علق الموقفان بذاكرتي إلى اليوم) !

فقد كنت أتدرب ساعتها على إحدى الألعاب القتالية .. وكان اليوم هو يوم رفع
اللياقة البدنية وقوة التحمل ..
كان المطلوب منا الجري حول ملعب كرة القدم الكبير في الإستاد : وبعد كل نهاية
لفة : نقوم بالقفز فوق مدرجات الملعب إلى أعلاها (عشرين درجة كل ٍمنها ارتفاعها
النصف متر تقريبا ً) ثم النزول ....

تمرين ٌفي الحقيقة : شاق ٌللغاية !!.. تشعر معه وكأن عضلات قدمك الخلفية تحترق !
وخصوصا ًوهي أول مرة نقوم فيها بفعل هذا التمرين بهذا الشكل يومها ..
فلما وجد المدرب هو الآخر (تخاذلا ً) عما كان يتخيله لنا من مستوى ...
طلب منا طلبا ًعجيبا ً!!!..

طلب أن يحمل كل واحد ٍمنا الآخر فوق كتفيه : ثم يُجري سباقا ًبيننا لمسافة مائة
متر ذهابا ًوعودة !!!..
طبعا ًسارعت باختيار أرفع القوم وأخفهم وزنا ً: قبل أن يقع حظي العاثر في أحد
الإخوة ضخام الجثة والذين لا أريد مصاحبتهم في تلك اللحظة بالذات :): !!..

المهم .. حملت أحد الزملاء في التدريب .. وعدوت به مسافة المائة متر ذهابا ً...
ولكن في العودة (وحتى لا أكون كاذبا ً) : كنت أشبه بمَن يمشي أو يزحف وليس
يعدو !!.. كان هدفي (مثل الباقين في تلك اللحظة) : هو الوصول فقط لخط البداية !
وهنا : صار حدث ٌغريبٌ آخر مثلما وقع في مسألة كرة الرمل وكرة السلة !!!..

حيث ما إن نزل زميلي عن كتفيّ : حتى شعرت أني خفيف ٌلدرجة لا توصف !!!!..
بل لا أكذب والله لو أخبرتكم أني من كثرة شعوري بالخفة : أحسست وكأني أطير
للأعلى !!.. أو على الأقل : كتفاي يرتفعان !!!!..

وعندما طلب المدرب منا نفس التمارين الشاقة الماضية : قمنا بها أسهل بكثير من
المرة الأولى بشكل ٍملحوظ !!!..
وسبحان الله رب العالمين !!!..
-------

والآن ...
أتى موعد الفائدة من هاتين القصتين : ومن هذا الموضوع بأكمله ...

لقد وجدت أن لكل إنسان ٍطاقة : أكبر بكثير مما يتخيل !!.. ولكنها لا تظهر
للأسف : إلا في حالتين ...

>>>>
حالة : هي بعد تحميل الجسم فوق طاقته الابتدائية التي يظن صاحبها أنها أقصى
ما لديه !!!!.. وهو ما ترجمته لنا القصتان بالأعلى .. ومثلما رأيت أيضا ًفيمَن
دخل الجيش مثلا ً: فخرج منه أقوى في الحياة ..

>>>>
وحالة : لا تظهر إلا في أوقات الخطر الشديد فجأة : أو التعرض فجأة لظروف
حياتية لم يكن يحسب صاحبها من قبل : أنه بإمكانه التعايش معها فضلا ًعن
تحملها أصلا ً(كزوجة ضعيفة : تصير فجأة أرملة لعدد من الأولاد .. إلخ)

ومن هنا ...
فأنعم به ذلك الأب وتلك الأم الذان لا يُغرقان أولادهما في الترفه والترفع عن
كل الأعمال !!.. وأنعم بهما إذا تعمدا تحميل أولادهما من الحين للآخر بعض
مشقة الحياة !!.. فوالله .. ثم والله .. ثم والله :
ما أريت أكثر ثباتا ًفي وجه بلايا هذه الدنيا ومصائبها البدنية والنفسية : إلا
ثلاثة من أربعة :

الأول ...
وهو المؤمن الذي يستمد ثباته وصبره وقوة تحمله من شدة إيمانه ويقينه بالله ...

والثاني ...
وهو الذي تحمل في طفولته أو في فترة من حياته أكثر من طاقته المعتادة : فصار
لديه القدره على تخطي عقبات الحياة أكثر من غيره بكثير .. لأنه ذاق الأصعب !

والثالث ...
وهو أفضلهم جميعا ً: وهو الذي جمع مزايا الأول والثاني معا ً!!.. فجمع بجانب قوة
إيمانه ويقينه بالله : قوة تحمل وطاقة عالية على تخطي الصعاب البدنية والنفسية
بالمرور على ما لم يمر به أترابه من ظروف ٍفي المعتاد ..

وأما الرابع :
فهو من أبأس البشر وأكثرهم بعثا ًعلى الشفقة عليه !!!..
هو مَن لا يملك إيمانا ًويقينا ًبالله يُصبره !!!..
ولا مرّ بخبرات حياة ٍترفع من قدراته في مواجهة الصعاب والمصائب والثبات أمامها !

فاللهم لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين ..!
--------

10)) صغار لكن : عظماء ...!

يقولون أنه بإمكانك معرفة العظيم الشأن : منذ سن طفولته وصغره !!!..
وقديما ًفي العرب : وصلت فراستهم الشهيرة لذلك الأمر أيضا ً!!..
فكانوا يستبشرون بالصبي الذي يقول أثناء لعبه للباقين :
" مَن يكون معي " ؟!!.. فكانوا يعولون عليه القيادة في كبره ..!
ولم يكن يعولون كثيرا ًعلى من يقول أثناء لعبه :
" مع مَن أكون " !!!!...
-----
ونحن ...
على ماذا ربينا أبناءنا ؟!!!..

نعم .. هناك بعض الملكات الفطرية في الطفل من صغره : توحي بعظمته في
القيادة أو الذكاء أو العبقرية ... إلخ ولكن :
هل نحن استقبلنا تلك الملكات بما يناسبها من الاهتمام والتنمية والرعاية ؟!

منذ شبابي وقد عُرفت بمحبتي الكبيرة للأطفال واللعب منهم : حتى صار أبي
يستعيب ذلك مني : لأني كنت أحيانا ًأترك مجلس الرجال : لألتفت إلى اللعب
مع الأطفال ومضاحكاتهم ومداعبتهم !!!!!.. < الصراحة لم تكن مجالس الرجال
بالمفيدة دوما ً > ..

وفي إحدى الجلسات عند بعض أقاربي .. كان لأحدهم طفل ٌصغير ٌ: غاية في
الذكاء ما شاء الله .. ولكن أبوه لم يكن متعلما ًأو مثقفا ًللدرجة المطلوبة مع
مثله للأسف ..
وفي أثناء جلوسنا : كان هذا الطفل الذي لم يتجاوز خمس سنوات فيما أذكر :
كان يريد الدخول لحجرة جدتي المتوفية رحمها الله : ليأتي لنفسه بشيءٍ يلعب
به .. ولكن أبوه كان له بالمرصاد !!!..

فما أن فتح الطفل الباب ليدخل للحجرة : حتى قام أبوه من مجلسنا ليُعنفه :
فجرى منه الولد وهرب ....
فلما جلس أبوه .. عاد الولد ثانية ًليفتح الباب : ولكن هذه المرة يسير على
أطراف أصابعه كاللصوص !!.. كان مشهدا ًيبعث على الاهتمام أكثر حقيقة
من الضحك !.. الولد ذكي وعنيد ...
ولكنه أصدر صوتا ًفي طريقه لفتح الباب : جعل والده يقم له ثانية ًليضربه :
فعدا الولد وهرب مرة ًأخرى ...
فقام الأب بوضع (شنكل) صغير على الباب من أعلى (أعلى من مستوى طول
الطفل) ... وجلس الأب وهو يشعر بالزهو : لأن ولده يقينا ًلن يصل لهذا الطول
من (شنكل) الباب فيفتحه ...

وما هي إلا دقائق معدودات : حتى رأيت الولد يتسحب في هذه المرة : حاملا ً
مكنسة ًقديمة في يديه (مقشة) !!!!.. فكتمت ضحكة ًبداخلي لئلا ينتبه الأب !
وبالفعل : وبعد محاولتين أو ثلاث : نجح الولد في رفع (الشنكل) وفتح الباب !!
ولكن للأسف .. صدر عن فتح الباب صرير ٌ: لفت نظر والده إليه ...
وهذه المرة : لم يجد الولد المسكين وقتا ًللوذ بالفرار ككل مرة .. وتوقعت وقتها
أن يضربه أبوه : فقمت إليه مسرعا ًملاطفا ً.. وأخذته وولده على جنب ٍبعيدا ً
عن مرأى ومسمع الرجال ...
وأخبرته أن مثل هذا الولد في ذكائه : هو منحة ربانية له : ونعمة وجب أن يشكر
الله تعالى عليها !!.. ثم أرشدته لبعض النصائح في معاملته .. وخصوصا ًطريقة توجيه
طاقة الولد لشيء ٍنافع أو لشيء : يُنمي قدراته وذكائه أكثر وأكثر مثل إشراكه
في بعض الألعاب الرياضية من صغره .. ومثل أن يُحضر له بعض ألعاب الذكاء
وتقوية الذاكرة : كألعاب التكوين وألعاب المتشابهات في الصور ونحوه .. وألا ينسى
بالطبع أن يُلحقه بأي حلقةٍ أو درس ٍلتحفيظ القرآن الكريم ...

فهذا مثل ٌصغير مررت به : أحببت أن أعرضه عليكم : وعلى كل مَن وجد مثله
في الحياة ليعرف : كم هي مسؤلية ٌتلك الأبوة وتلك الأمومة !!!!..
وكم نحن مفرطون في حق أطفالنا لو كنا كذلك ...
------

ومِن أنجح السُبل لزرع تلك (الريادة والعظمة الطفولية) لأمتنا من جديد لو صح التعبير :
هي قصص العظماء من صغار السن : وحتى الشباب !!!..
وقبل أن نتطلع لتراث الأجانب والكافرين : يجب علينا أولا ًأن نتطلع لتراثنا وتاريخنا
العظيم !!!.. فلو كان فارغا ًمن ذلك : لالتمسنا لمَن يتطلع للأجانب العذر .. فما
الحال وهو يمتليء بالنماذج المشرقة من عهد النبي وصحابته : وفيمَن تلاهم ؟!!!..
------

فما زالت تعلق في ذهني تلك القصة وتلك الكلمات التي قالها طفل ٌمسلم : بقيَ
في مكان لعبه في الطريق : بعكس أترابه الذين فرّوا في كل اتجاه مهابة ًمن الخليفة
الفاروق عمر رضي الله عنه عندما مرّ ..!
فلما سأله عمر : " ما لك لم تفرّ مع أصحابك " ؟!..
فقال له : " يا أمير المؤمنين :
لم أرتكب جريمة ًفأخاف !!.. وليست الطريق ضيقة فأوسع لك " !!!..
------

ودخل على عمر بن عبد العزيز رحمه الله في أول خلافته : جموع ٌووفود ٌمن
المُهنئين من كل مكان .. فتقدم من وفد الحجازيين للكلام : غلامٌ صغيرٌ : لم
يتعدى سنه الأحد عشر عاما ً!!!!... فقال له عمر :
" ارجع أنت !!.. وليتقدم مَن هو أسن (أي أكبر) منك " !!..
حيث خاف عمر أن يكون ذلك : من سوء أدب الصغير مع الكبير ..
فقال الغلام :
" أيد الله أمير المؤمنين ..! المرء بأصغريه (أي يوزن قدره بهما وهما) :
قلبه .. ولسانه !!!..
فإذا منح الله العبد : قلبا ًحافظا ً.. ولسانا ًلافظا ً: فقد استحق الكلام !!!..
ولو أن الأمر يا أمير المؤمنين بالسن :
لكان في الأمة مَن هو أحق منك بالخلافة "!!!!!!...

فتعجب عمر رحمه الله من كلامه أشد العجب وأنشد قائلا ً:

تـَعَـلم .. فليس المرء يُولد عالما ً: وليس أخو علم ٍ: كمَن هو جاهلُ !!..
وإن كبير القوم : لا عِلم عنده ::::::: صغيرٌ : إذا التفت عليه المحافلُ !!!..
--------

وقحطت الصحراء في عهد الخليفة هشام بن عبد الملك رحمه الله ..
فقدِم عليه عرب الصحراء والبادية في المدينة : يلتمسون منه النفقة والمعونة من
بيت مال المسلمين .. فلما دخلوا عليه .. خافوا وهابوا أن يتكلموا مع الخليفة !
وإذ فيهم : درواس بن حبيب : ولم يكن وقتها إلا صبيٌ صغير !!..
فرآه الخليفة فقال : " كل الناس تدخل عليّ : حتى الصبيان " !!..
فقال الصبي درواس :
" يا أمير المؤمنين : إنا أصابتنا ثلاث سنوات :
سنة : أذابت الشحم !!.. وسنة : أكلت اللحم !!..
وسنة : نقت العظم (أي أخرجت مخ العظم منه من شدة القحط) ..
وفي أيديكم : فضول أموال (أي أموال ٌزائدة) :
فإن كانت لله : ففرقوها على عباده !!!..
وإن كانت لعباده : فعلام تحبسونها عنهم !!!..
وإن كانت لكم : فتصدقوا بها عليهم : فإن الله عز وجل :
يجزي المتصدقين .. ولا يُضيع أجر المحسنين " !!!..

فقال الخليفة هشام :
" ما ترك لنا هذا الغلام في واحدةٍ من الثلاث عذرا ً" !!!..
فأمر لأهل الصحراء بمائة ألف درهم .. وللغلام وحده بمائة ألف لفضله عليهم !
فقال الغلام :
" ا ُرددها يا أمير المؤمنين إلى المائة التي لهم .. فإني أخاف أن تعجز (أي تعجز المائة
ألف التي لهم) عن كفايتهم " !!..
فقال له هشام بن عبد الملك وهو يرغب في إكرامه على فصاحته :
" أما لك حاجة : فنقضيها لك " ؟!!.. فقال له الغلام :
" ما لي حاجة ًفي نفسي دون عامة المسلمين " !!!..

فخرج الصبي درواس يومها :
وهو من أنبل القوم وأكرمهم !!!!!!!!...
------------

وأخيرا ًوحتى لا أطيل عليكم ..
تولى يحيى بن أكثم رحمه الله قضاء البصرة في العراق :
وعمره يومها : قد قارب العشرين عاما ًفقط !!!!!....
فسأله أحد الناس مستخفا ًبه قائلا ً:
" كم عمر القاضي " ؟؟...
فعلم يحيى بن أكثم أن الرجل إنما قد استصغر عمره على القضاء ..!
فقال له :
" أنا أكبر سنا ًمن عتاب بن أ ُسيد الذي أرسله النبي قاضيا ًعلى أهل مكة يوم الفتح !
وأنا أكبر سنا ًمن معاذ بن جبل الذي أرسله النبي قاضيا ًعلى أهل اليمن !!!..
وأنا أكبر سنا ًمن كعب بن سور الذي أرسله عمر قاضيا ًعلى أهل البصرة " !...
-------

فسبحان الله العظيم ...
أين شبابنا اليوم ؟!!!.. أم ترى معظمهم راح ضحية ًلأمثال قريبي وولده الصغير فاتح
الباب ؟!!.. أم تراهم راحوا ضحية ًلعبث الحكومات والإعلام بهم وإغراقهم في الإلتهاء
بالشهوات واللعب والتفاهات ؟!!!.. أم تراهم راحوا ضحية أب ٍلاه ٍوراء المال أو وراء
حاجاته لا يلتفت لأولاده ؟!!.. أم تراهم راحوا ضحية أم ٍقد تركت تربية أولادها
ومتابعتهم لغيرها ؟!!!..

فيا سبحان الله !.. ما فرق أجيالنا عن أجيال سلف المسلمين العظام ؟!..
هم قد ربوا أبناءهم صغارا ًعلى عدم الحياء في الحق وإنما الحياء مما يعيبهم !!!..

ونحن نربي أبناءنا على الحياء والخوف من فِعل الحق أو قوله !..
ونربيهم على الجرأة في فعل الباطل أمام الناس : بلا حياء ٍمن الله أو الناس !..

فاللهم سلم سلم ..
واللهم أعنا على أداء أمانة الأبوة والأمومة كما تحب وكما ينبغي ..
واللهم أعن خيارنا على الإصلاح والصلاح .. وأعن تائهنا على العودة للفلاح ..

اللهم آميــــــن ..

إلى حب الله
11-25-2011, 10:06 PM
11)) صفحة الماء : والقدر ..

من حكمة الله عز وجل أنه جعل منسوب أنهار المياه العذبة دوما ً: أعلى من منسوب
المياه المالحة في البحار لتصب فيها : ولكيلا يحدث العكس فتفسد الأنهار ..!

فإذا نظرنا لنهر النيل مثلا ً.. فهو يأتينا من مرتفعات وسط أفريقيا : ليصب في دلتا
البحر الأبيض المتوسط بفرعيها دمياط ورشيد بمصر ..

ولكي يعرف شخص ٌما اتجاه سريان الماء : فما عليه إلا أن يُلقي شيئا ًيطفو على الماء
فيه .. ثم لينظر إلى الاتجاه الذي ستحمله صفحة الماء إليه ..

وفي فترة خدمتي بالجيش المصري .. قدّر الله تعالى أن تكون على النيل مباشرة ًلارتباط
سلاحي به .. وبالفعل : صارت معظم خلواتي التي أتفكر فيها : هي أمام صفحة مائه !

ولفت نظري في يومٍ شيئا ً: لم ألحظه من قبل أو أتوقف أمامه : رغم حدوثه دوماً لكل
مَن ينظر لصفحة ماء النيل !!!.. ألا وهو :

تأثيرات الرياح الشمالية والشمالية الغربية ونسيمها : على صفحة جريان الماء !!!..
فاتجاه جريان النيل في مصر هو : من الجنوب للشمال ..
واتجاه الريح الغالب في مصر هو : من الشمال للجنوب !!..
وعلى هذا :
فالناظر لصفحة الماء في هبوب الرياح واشتدادها وما تتسبب فيه من تموجات متتاليات
على صفحة الماء : يظن أنه لو ألقى شيئا ًفي النيل في هذه اللحظة : فسوف تأخذه تلك
التموجات في اتجاه الريح إلى الجنوب (أي عكس اتجاه جريان النيل) !!!..

ولكن الغريب :
أن هذا (ورغم أن ظاهره يحدث والتموجات تحمل هذا الشيء الطافي) : لا يحدث !!!..
فقوة جريان البحر لانحداره وعلو منسوبه والجاذبية : أقوى من هذه التموجات يقينا ً!
ومن هنا :
فالمشهد غريب ولن يعرفه إلا مَن رآه !!!..
فالتموجات تحمل الشيء الطافي وكأنها ستودي به في اتجاه غير اتجاه جريان الماء :
والواقع : أن اتجاه جريان الماء الأصلي : هو في الحقيقة الذي يسود !!!..

وهنا قفزت في رأسي ساعتها فكرة ألا وهي :
كيف أن هذا الذي يحدث : هو نفس الذي يحدث في الحياة والناس لا تعلم !!..

فالناس تنظر لأشياء كثيرة في الحياة أنها تحدث : وتتنافى مع قدرة الله عز وجل وتقديره !
في حين أنهم لا يدركون أن كل ما يحدث (وإن بدا أنه على غير مراد الله) :
فهو في الحقيقة : يسير وفق إرادة الله عز وجل ومشيئته !!!..
فقــَدَرَ الله تعالى : يَنفـُذ حتما ًفي هذا الكون :
ومهما بدا أن الأمور والعوارض تسير عكس مُراد الله عز وجل !!!..
تماما ً: كما يحدث في صفحة الماء هذه !!!..
مع فارق التشبيه بالطبع ...
------

وبمناسبة أن بزوغ الفكرة : كان على ضفاف نهر النيل بمصر ..
فلنأخذ العبرة والمثل من نبيين كريمين ممَن عاشوا في مصر فترةً واشتهر ذكرهما في القرآن !
نعم .. إنهما يوسف وموسى عليهما السلام ..
----

فأما نبي الله يوسف عليه السلام : فمع استعراض المواقف التي مرّ بها في حياته :
من غيرة وحسد إخوته ورميهم له في الجُب وحيدا ً.. ومن بيعه وفقره وسجنه وغيره :
لرأينا أنها (وفي نظر الناس) :
لا توحي إلا بالهلاك والضياع : لهذا النبي الكريم منذ الصغر !!..

ولكن ..
وبرغم كل تلك الأمور المُعاكسة في أعين الناس في حياة هذا النبي :
إلا أن الله تعالى يُطمئنا (ومنذ بداية القصة في سورة يوسف) أنه عز وجل :

" غالبٌ على أمره (أي مهما بدا للناس عكس ذلك) : ولكن أكثر الناس :
لا يعلمون " !!.. يوسف 21 ..

وبالفعل :
وبين عشيةٍ وضحاها (ويا للعجب لكل يائس من رحمة الله وقدرته) :
أبدله الله تعالى من بعد فقر ٍوبيع ٍوسجنٍ : أن جعله متوالي خزائن مصر !!!..
يحكم ويُطاع !!!.. وليس أقرب منه للملك !!!..
وهذا هو جزاء الصبر والعفة والدعوة إلى الله (ولو في أحلك المواقف في السجن) !!..
يقول عز وجل :

" وكذلك مَكنا ليوسف في الأرض : يتبوأ مِنها حيث يشاء !!.. نصيب برحمتنا :
مَن نشاء .. ولا : نضيع أجر المُحسنين " يوسف 56 ..

بل : وما هو إلا زمنٌ يسير :
وبعد أن هداه الله للمكر بأخوته حتى جاءوه في آخر الأمر :
فقراء .. مُحتاجين .. منكسرين : يطلبون منه أن يتصدق عليهم :
حتى أسمعه الله تعالى منهم اعترافهم له بأنفسهم قولتهم :

" تالله : لقد آثرك الله علينا .. وإن كنا لخاطئين " !! يوسف 91 ..

ثم جمعه بهم على خير ومع أبيه وأمه وقرّ عينه أخيرا ًقبل الممات على الإسلام !!..
---------

وأما موسى عليه السلام : فقد كانت قصته : مِن أبلغ الأدلة أيضا ًعلى جريان
قدر الله وأمره : مهما بدا للناس غير ذلك !.. ومهما اتخذ الناس من الاحتياطات
والعراقيل والتدابير لعكس مشيئة الله عز وجل !!..
فهذا الطاغية فرعون :
لمَا أخبرهُ ملأهُ بأن نهاية مُلكه ستكون على يد : رجل ٍمِن بني إسرائيل : لم يولد بعد :
أمر أن يُذبح كل طفل ٍيولد في هذه الفترة لبني إسرائيل في بلاد مصر !!!..
وهنا ...
ومع توالي الأحداث التي نعرفها : نجد أن موسى عليه السلام :
ينشأ في كنف ورعاية هذا الطاغية !!.. وهو نفسه الذي كان يطلبه لقتله !!!!!..

ولننظر في مقادير الله العلام وهو يقص لنا قصة الوليد في تابوته ولا حول له ولا قوة :
يقول عز وجل :
" فالتقطه آل فرعون : ليكون لهم : عدوا ًوحزنا ً(سبحان الله : قذف الله في قلوب
أهل فرعون الرحمة والشفقة بهذا الوليد : ليكون هو نفسه فيما بعد : عدوا ًلهم !..
وسببا ًلحزنهم !!) إن فرعون وهامان وجنودهما : كانوا خاطئين (أي عندما ظنوا أنهم
قادرون على عكس مراد الله ومشيئته فيهم وهم كافرون) !!..
وقالت امرأة فرعون : قرة عين ٍلي ولك : لا تقتلوه : عسى أن ينفعنا .. أو نتخذه
ولدا ً: وهم (أي فرعون وملأه) لا يشعرون (أي بما مكره الله بهم) !!!!..
وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ً(أي مِن أي شيءٍ ما عدا التفكير في وليدها) !!.. إن
كادت لتبدي به (أي تعترف أنه ولدها فيعرفون أنه مِن بني إسرائيل فيقتلوه) : لولا
أن ربطنا على قلبها : لتكون مِن المؤمنين !!..
وقالت لأخته : قصيه (أي تتبعي خبره) : فبصُرت به عن جنب ٍ: وهم لا يشعرون
(أي وآل فرعون وملأه لا يعرفون أنها أخته) .. وحرّمنا عليه المراضع مِن قبل (وهذا
رحمة ًبأمه : وإنفاذا ًلوعد الله لها بإعادة وليدها إليها) !!.. فقالت (أي أخته وهم لا
يعرفونها) : هل أدلكم على أهل بيتٍ : يكفلونه لكم : وهم لكم ناصحون ؟!..
فرددناه إلى أمه : كي تقر عينها ولا تحزن .. ولِتعلمَ أن :
وعد الله حق !!.. ولكن أكثرهم : لا يعلمون " القصص 8 : 13 ..
--------

فسبحانك ربي سبحانك ....
ما ذكرت أكثر الناس في قرآنك : إلا ووصفتهم بأنهم : لا يعلمون !!!..

فاللهم اجعلنا مِن القليل الذين يعلمون !!..
ومِن القليل الذين يشكرون !!..
ومِن القليل الذين يؤمنون حقا ًبأنك :
بالغ ٌدوما ًلأمرك ومشيئتك .. وبأنك قد جعلت لكل شيئ ٍقدرا ً:
مهما بدا عكس ذلك للجاهلين والمُتعجلين :
" إن الله : بالغ أمره : قد جعل الله لكل شيءٍ قدرا ً" الطلاق 3 !!....

والحمد لله رب العالمين ..
---------------

12)) لو قام كلٌ منا بدوره : لفعلنا الأعاجيب !!..

يستغرق الوقت بين بدء الإقامة للصلاة : وبين بدء الصلاة : دقائق أقل من الخمسة !!..
ويستغرق الوقت بين نهاية إقامة الصلاة : وبين بدء الصلاة : ثوان ٍمعدودات !!..

فهل يتخيل أحدكم : أعجوبة اصطفاف المصلين في المسجد الحرام بمكة للصلاة :
في هذا الوقت القصير : وعددهم ربما يصل لمئات الألوف أو مليون أو الأكثر (حسب
الوقت من العام) ؟!!!..

هل يتخيل أحدكم : مسلمين في طواف ٍوسعي ٍوجلوس ووقوف وانشغال :
تجدهم في لحظات وقد شكلوا دوائر وصفوف :غاية في الانتظام : وحدهم بغير رقيب ؟!!!..

هل تتخيلون مثل هذه المناظر :

http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTdwGCT9fxOXNFP2CdV0t2DGsWmrfipY tfefe2BYn0AHcMWdG8G0Yg2D_r4QA

http://www.syadh.com/vb/imgcache/36829.imgcache.jpg

http://www.alwatan.com.sa/news/images/newsimages/2894/0109.nat.p1.n3.jpg

http://www.rofof.com/img2/7nbogd2.gif

تصير كالمناظر التي سترونها الآن في : لحظات معدودات ؟!!..
ومن أمة ٍصارت توصف بـ : عدم النظام وبالإهمال وبالتخبط وبعدم الإلتزام ؟!!..

http://www.pixarabia.com/data/media/77/harammaky.jpg

http://photo.bdr130.net/files/file/photo/%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%85.jpg

http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcR9AYpGuj1jnFeTrQsui7sFanycHMZ5X SNqLDZmmi1gSD-6zQrdWcnnBymN_A

http://www.mithag.com/contents/albumsm/352.jpg

http://photo.bdr130.net/files/file/photo/%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%85.jpg

http://www.rofof.com/img2/7jwevi2.gif

إنها الأمة الإسلامية :

عندما يقوم كل فرد ٍفيها بدوره ..
ويقف كل فردٍ فيها في مكانه : محدودٌ بالخط الذي وُضع له !!..

ساعتها :

لن يضير النظام العام انحراف قلةٍ قليلة : تعمدوا ذلك أم لم يتعمدوا !!..

والله المستعان !!..