المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لكل حادث محدث هل هي قانون رياضي ام فيزيائي ؟؟؟



عبدالرحمن الحنبلي
06-27-2011, 06:29 AM
لكل حادث محدث ....هل هي قانون رياضي ازلي ام قانون فيزيائي حادث


واذا كانت قاعده رياضيه ارجو ذكر المصدر ...لان الملاحده يقولون هذه قاعده فيزيائيه متغيره مثل الماء يغلي عند درجة 100مئويه وانا اقول بل هي قانون رياضي ثابت مثل 1+1=2...مارايكم ؟؟؟

د. هشام عزمي
06-27-2011, 10:38 AM
هذا هو قانون السببية الذي هو من البديهيات أو أوليات العقل مثل قانون الهوية وعدم التناقض والثالث المرفوع ..

عبدالرحمن الحنبلي
06-27-2011, 05:07 PM
هذا هو قانون السببية الذي هو من البديهيات أو أوليات العقل مثل قانون الهوية وعدم التناقض والثالث المرفوع ..

اذا كان من البديهيات لماذا ينكره الملاحده ؟؟؟؟وهل هو قانون رياضي ؟؟؟وماذا تقصد بقانون الهويه والثالث المرفوع باختصار وبساطه وجزاكم الله خيرا

د. هشام عزمي
06-27-2011, 06:28 PM
قانون الهوية يعني أن عبد الرحمن هو عبد الرحمن ، فلا يمكن أن يكون عبد الرحمن هو زيد أو عبيد ، بل هو عبد الرحمن ولا أحد غيره ، باختصار هو ينص على أن (أ) هو (أ) ..
أما قانون الثالث المرفوع فهو أنه إذا كان عبد الرحمن إما ذكر أو أنثى ، فالقانون يقضي أنه لا يمكن أن يكون عبد الرحمن لا ذكر ولا أنثى ، بل لابد أن يكون أحدهما لأنه لا ثالث لهما ..
وهو قريب من قانون عدم التناقض الذي يقضي أنه إذا كان عبد الرحمن ذكر أو أنثى فإنه لا يمكن أن يكون ذكرًا وأنثى في نفس الوقت ؛ لأن الذكر عكس الأنثى ولا يجتمعان ..

وهذه القوانين مع قانون السبب الكافي تمثل القوانين الأولية العقلية التي تولد مع الشخص ولا تحتاج إلى برهان مسبق ، ويفكر الإنسان بمقتضاها دون أن يفكر في البرهنة على صحتها لأن صحتها مركوزة في فطرته ..
يقول ابن سينا في تعريفها : "هي قضايا ومقدمات تحدث في ذهن الإنسان من جهة قوته العقلية من غير سبب يوجب التصديق بها إلا ذواتها" .. ويقول الغزالي رحمه الله : "هي قضايا تحدث في الإنسان من جهة قوته العقلية من غير معنى زائد عليها يوجب التصديق بها" ..

وهذه القوانين يا أخي ضرورية أي أنها ثابتة عقلاً ولا تحتاج لبرهان أو دليل عليها ، لأن العقل يصدق بها ويثبتها بفطرته دون دليل ، ولو جاز أن تكون مبرهنة لما قامت في العقل معلومات أصلاً ، لأن المعلومات النظرية تعتمد في تحصيلها على مقدمات تثبتها ، فإذا كانت هذه المقدمات تحتاج إلى ما يثبتها لوقع التسلسل إلى ما لانهاية في إثبات العلم البشري لأن المقدمات تحتاج إلى مقدمات تثبتها ، وهذه المقدمات الأخرى تحتاج كذلك إلى مقدمات تثبتها ، وهكذا إلى مالانهاية ، فتكون الحصيلة انعدام العلم اليقيني في الذهن البشري نفسه ..
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : "البرهان الذي ينال بالنظر فيه العلم لابد أن ينتهي إلى مقدمات ضرورية فطرية ، فإن كل علم ليس بضروري لابد أن ينتهي إلى علم ضروري ، إذ المقدمات النظرية لو أثبتت بمقدمات نظرية دائمًا لزم الدور القبلي أو التسلسل في المؤثرات في محل له ابتداء ، وكلاهما باطل بالضرورة واتفاق العقلاء من وجوه .
فإن العلم النظري الكسبي هو ما يحصل بالنظر في مقدمات معلومة بدون النظر ، إذ لو كانت تلك المقدمات أيضًا نظرية لتوقفت على غيرها ، فيلزم تسلسل العلوم النظرية في الإنسان ، والإنسان كائن حادث بعد أن لم يكن والعلم الحاصل في قلبه حادث ، فلو لم يحصل في قلبه علم إلا بعد علم قبله للزم لأا يحصل في قلبه علم ابتداء ، فلابد من علوم بديهية أولية يبتدؤها الله في قلبه ، وغاية البرهان أن ينتهي إليها" ..

أما لماذا ينكره الملاحدة ، فهو بسبب أنهم يقولون بقول المدرسة المادية الوضعية التي تنكر البديهيات وتقصر المعرفة في الحسيات فقط ، فكل فكرة عندهم لا ترتد إلى أصل حسي فهي باطلة ، وأن مصدر جميع المعارف راجع إلى الخبرة الحسية ، ولا مصدر لها سواه ، فكل ما لا يدركه الحس فهو باطل .. وقد رد عليهم ونقد أدلتهم حجافل من العلماء والفلاسفة ، ويمكنك الاطلاع على طرف من هذا في كتاب (المعرفة في الإسلام) لعبد الله القرني ..

عبدالرحمن الحنبلي
06-27-2011, 07:42 PM
جزاكم الله خيرا هل كتاب المعرفه لعبد الله القرني موجود على الشبكه

عبدالرحمن الحنبلي
06-28-2011, 04:05 AM
اذا نستنتج ان قانون السببيه مسلمه رياضيه او بديهيه رياضيه ازليه

وليس قانونا فيزيائيا لان القوانين الفيزيائيه تعتمد على مايستنتجه العقل مماتدركه الحواس

اما البديهيات فهي لاتحتاج الى استنتاج فهي من هداية الله العليم للانسان .....قال تعالى (وعلم ادم الاسماء كلها )

د. هشام عزمي
06-28-2011, 07:22 AM
في كتابه الموسوعي (الفصل بين الملل و الأهواء و النحل) قام الإمام العلامة ابن حزم رحمه الله ببيان أن الإنسان عندما يولد يكون لديه أسس و بديهيات للتفكير السليم يصل بها لاستيعاب الحقائق و تمكنه من الوصول لها فقال : (( والإدراك السادس علمها بالبديهيات‏.‏

فمن ذلك علمها بأن الجزء أقل من الكل فإن الصبي الصغير في أول تمييزه إذا أعطيته تمرتين بكى وإذا زدته ثالثة سر وهذا علم منه بأن الكل أكثر من الجزء وإن كان لا ينتبه لتحديد ما يعرف من ذلك ومن ذلك علمه بأن لا يجتمع المتضادان فإنك إذا وقفته قسراً بكى ونزع إلى القعود علماً منه بأنه لا يكون قائماً قاعداً معاً‏.‏

ومن ذلك علمه بأن لا يكون جسم واحد في مكانين فإنه إذا أراد الذهاب إلى مكان ما فأمسكته قسراً بكى وقال كلاماً معناه دعني أذهب علماً منه بأنه لا يكون في المكان الذي يريد أن يذهب إليه ما دام في مكان واحد‏.‏

ومن ذلك علمه بأنه لا يكون الجسمان في مكان واحد فإنك تراه ينازع على المكان الذي يريد أن يقعد فيه علماً منه بأنه لا يسعه ذلك المكان مع ما فيه فيدفع من في ذلك المكان الذي يريد أن يقعد فيه إذ يعلم أن مادام في المكان ما يشغله فإنه لا يسعه وهو فيه‏.‏

وإذا قلت له ناولني ما في هذا الحائط وكان لا يدركه قال لست أدركه وهذا علم منه بأن الطويل زائد على مقدار ما هو أقصر منه وتراه يمشي إلى الشيء الذي يريد ليصل إليه وهذا علم منه بأن ذا النهاية يحصر ويقطع بالعدو وإن لم يحسن العبارة بتحديد ما يدري من ذلك‏.‏

ومنها علمه بأنه لا يعلم الغيب أحد وذلك أنه إذا سألته عن شيءٍ لا يعرفه أنكر ذلك وقال لا أدري‏.‏

ومنها فرقة بين الحق والباطل فإنه إذا أخبر بخبر تجده في بعض الأوقات لا يصدقه حتى إذا تظاهر عنده بمخبر آخر وآخر صدقه وسكن إلى ذلك‏.‏

ومنها علمه بأنه لا يكون شيءٌ إلا في زمان فإنك إذا ذكرت له أمراً ما قال متى كان وإذا قلت له لم تفعل كذا وكذا قال ما كنت أفعله وهذا علم منه بأنه لا يكون شيء مما في العالم إلا في زمان‏.‏

ويعرف أن للأشياء طبائع وماهية تقف عندها ولا تتجاوزها فتراه إذا رأى شيئاً لا يعرفه قال أي شيء هذا فإذا شرح له سكت‏.‏

ومنها علمه بأنه لا يكون فعل إلا لفاعل فإنه إذا رأى شيئاً قال من عمل هذا ولا يقنع البتة بأنه انعمل دون عامل وإذا رأى بيد آخر شيئاً قال من أعطاك هذا‏.‏

ومنها معرفته بأنه في الخبر صدقاً وكذباً فتراه يكذب بعض ما يخبر به ويصدق بعضه ويتوقف في بعضه هذا كله مشاهد من جميع الناس في مبدأ نشأتهم‏.‏

قال أبو محمد فهذه أوائل العقل التي لا يختلف فيها ذو عقل وههنا أيضاً أشياء غير ما ذكرنا إذا فتشت وجدت وميزها كل ذي عقل من نفسه ومن غيره وليس يدري أحد كيف وقع العلم بهذه الأشياء كلها بوجه من الوجوه ولا يشك ذو تمييز صحيح في أن هذه الأشياء كلها صحيحة لا امتراء فيها وإنما يشك فيها بعد صحة علمه بها من دخلت عقله آفة وفسد تمييزه أو مال إلى بعض الآراء الفاسدة فكان ذلك أيضاً آفة دخلت على تمييزه‏.‏ )) الفصل ج1 ص16-17

ثم قال : (( فهذه المقدمات التي ذكرناها هي الصحيحة التي لاشك فيها ولا سبيل إلى أن يطلب عليها دليلاً إلا مجنون أو جاهل لا يعلم حقائق الأشياء ومن الطفل أهدى منه‏.‏

وهذا أمر يستوي في الإقرار به كبار جميع بني آدم وصغارهم في أقطار الأرض إلا من غالط حسه وكابر عقله فيلحق بالمجانين لأن الاستدلال على الشيء لا يكون إلا في زمان ولابد ضرورة يعلم ذلك بأول العقل لأنه قد علم بضرورة العقل أنه لا يكون شيء مما في العالم إلا في وقت وليس بين أول أوقات تمييز النفس في هذا العالم وبين إدراكها لكل ما ذكرنا مهلة البتة لا دقيقة ولا جليلة ولا سبيل على ذلك فصح أنها ضرورات أوقعها الله في النفس ولا سبيل إلى الاستدلال البتة إلا من هذه المقدمات ولا يصح شيءٌ إلا بالرد إليها فما شهدت له مقدمة من هذه المقدمات بالصحة فهو صحيح متيقن وما لم تشهد له بالصحة فهو باطل ساقط‏.‏ )) المصدر السابق ص17