المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حاجة الإنسان إلى الدين الإسلامي



عبدالعزيز الباروني
10-20-2005, 11:40 PM
أولاً : ما من أمة إلا لها دين

أ - اقرأ الآية (( 24 )) من سورة فاطر

يقول الله تعالى : ( وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ )

أي ما من أهل عصر إلا جاءهم رسول أو نبي يرشدهم و ينذرهم .
و هكذا لم تخل أمة قديماً و لا حديثاً من دين تعتقد به

ب - اقرأ ما توصل إليه علماء مقارنة الأديان(( إن فكرة التدين مسألة شائعة لم تخل منها أمة من الأمم في القديم و الحديث رغم تفاوتها في
مدارج الرقي ، إن الدين في المجتمعات أسبق من كل حضارة ))
ثانياً : الدين يلبي حاجة الفطرة :
أ - الآية من سورة الروم :

يقول الله تعالى : فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ
اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

ب - تأمل المعاني الواردة من خلال الآية ستجد ما يلي :
1 - الدين فطرة خلق الله تعالى الناس عليها
2 - هذه الفطرة لا تتغير و لو تغيرت القرون و البقاع
3 - يلبي الدين حاجات ملحة في نفس الإنسان ، فيجيب عن أسئلة الفطرة من مثل : من أين جئت
و إلى أين المصير ، و لماذا ؟

ثالثاً : الدين غذاء للروح :
الإنسان جسد و روح ولابد لكل منهما من الغذاء لينمو ، و غذاء الروح هو الايمان .
و هكذا فإن الإنسان بفطرته بحاجة إلى الدين لتغذية روحه ، كحاجته إلى الطعام و الشراب لتغذية
جسده .

رابعاً : الدين الحق ضرورة لهداية الفرد و المجتمع :بعد آدم (عليه السلام ) ضل البشر عن عبادة الله الواحد ، و عبدوا الأصنام و الشمس و القمر
و الشجر ، و انتشر الظلم و القهر و العدوان ، فبعث الله النبيين لهداية الناس و نشر الحق فيما بينهم ،
إلا أن الناس كانوا يضلون فيغيرون تعاليم الأنبياء و يبدلون . و لربما نسوا ما ذكروا به حتى
أصبحوا بحاجة إلى دين قويم يهديهم إلى سواء السبيل في العبادة و نشر الحق و تنظيم التعامل
و تلبية حاجاتهم الروحية تلبية كافية ، بما يتناسب مع ما وصلت إليه البشرية من تقدم فكري
و اجتماعي و رشد إنساني ، و بما ينظم حياة الناس بمختلف جوانبها و يحقق لهم السعادة في الدنيا
و الآخرة .
و لتحقيق هذا أنزل الله تعالى الدين الخاتم كاملاً شاملاً محفوظاً إلى قيام الساعة . فكان الإسلام
(( الدين الحق الكامل ))

خامساً : دور الوازع الديني في حياة الفرد و المجتمع :

هل يمكن أن يتحقق الالتزام بالقيم و التشريعات بشكل كاف بسبب الخوف من الحاكم أو خشية
عقوبة القاضي ، أو بسبب رقابة الناس ؟
إن الإنسان يمكن أن يختفي عن هؤلاء جميعاً و يتصرف في معزل عن رقابتهم.
و لذلك فإن الذي يحقق هذا الالتزام هو الوازع الديني الذي يشعر الإنسان بمراقبة الله تعالى
الدائمة و الشاملة . فالله ( سبحانه ) لا تخفى عليه خافية .
و لذلك فإن للوازع الديني الأدوار الآتية : -
1 - إن الوازع الديني في النفس البشرية هو خير ضمان لاستقامة الفرد في حياته اليومية .
2 - إن الوازع الديني هو الحارس الأمين لحسن تعامل الفرد مع الآخرين في المجتمع .
3 - هذا الوازع يرافق الفرد في نهاره و ليله ، رآه الآخرون أم لم يروه .
بهذا الوازع يبني الدين الحق المجتمع الفاضل المنشود الذي تحقق فيه السعادة الفرد و الجماعة .

سادساً : ميزات الدين الإسلامي :


يتميز الدين الإسلامي في تلبية حاجات الفرد و المجتمع بأنه :
1 - دين ذو عقيدة ربانية واضحة فلا خرافات و لا أساطير .
2 - دين التوحيد الخالص فلا شرك و لا أوثان .
3 - دين التشريع الكامل الصالح للتطبيق في كل بيئة و زمان .
4 - دين يربط بين قلوب المؤمنين برباط متين فيتعاونون على البر و التقوى و في حالتي العسر
و اليسر .
5 - دين يكفل انتشار العدل و المساواة و مكارم الأخلاق و يحارب صور الظلم و الفساد.
6 - دين تكريم الفرد و الحفاظ على مصالح الجماعة .
7 - دين يسخر الكون للإنسان و يوافق العلم و لا يصادمه .
8 - أنه دين البشرية من لدن آدم و نوح و إبراهيم و موسى و عيسى حتى محمد صلى الله عليه و سلم.
و قد (( أمر الله - تعالى - رب السموات و الأرض بالتزامه و نبذ ما سواه على ألسنة الرسل
قال تعالى :
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ
سورة النحل الآية 36
و قال تعالى :
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
سورة آل عمران الآية 85
- و هو الدين الذي ختم الله تعالى به الأديان و أكمل به الرسالات و رضيه للعالمين ديناً حتى تقوم
الساعة قال تعالى :
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا
سورة المائدة الآية 3

أبو جهاد الأنصاري
10-21-2005, 01:03 AM
ما شاء الله يا أخ عبد العزيز
موضوع رائع وفهم سليم
واسلوب مستقيم
فقط أود التنبيه على مسألة بسيطة :

الدين الحق ضرورة لهداية الفرد و المجتمع :بعد آدم (عليه السلام ) ضل البشر عن عبادة الله الواحد ، و عبدوا الأصنام و الشمس و القمركان الأولى أن نقول - يا أخى - منذ عهد نوح عليه السلام .
ذلك أن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا أن بين آدم ونوح عشرة قرون جميعها على التوحيد.
بارك الله فيك وننتظر المزيد.

أسعد عز الدين
11-03-2005, 04:50 PM
من الطريف أن العلماء الآن يقولون: إن الإنسان يحمل جينات التدين في داخله وأنه يولد بها.

وقد سبقهم النبي صلى الله عليه وسلم بقرون فقرر أن (كل مولود يولد على الفطرة) والفطرة هي الإسلام في أرجح أقوال العلماء.

جزاكم الله خيرا إخواني الكرام