المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال مهم بالنسبة لي أرجوا الأجابة



ماجد
07-09-2011, 02:48 PM
.
.
.
.
التاريخ من يكتبه؟
علي ما يبدو لي أن التاريخ يكتبه المنتصر,أو السائد في عصر الكاتب أو أيديولوجياته وأعتقاداته ورؤيته الشخصية..
وأن كان ذلك صحيحا إذا لن نثق في التاريخ أبدا,,
والسؤال الأهم هل ينطبق ذلك علي التاريخ الأسلامي والسيرة والأحاديث..
أرجوا الأجابة بسرعه وبوضوح فقد نال الشيطان اللعين مني..

ماجد
07-09-2011, 03:16 PM
يعني مثلا حادثة "وعد النبي لسراقة بسواري كسرا" من وجهة نظرنا نحن المسلمين صحيحة ولا شك فيها,

ولكن هل يوجد تأريخ من جهة المكذبين أو الكفار ؟
وإن كان فهل يثبت تأريخهم صحة ذلك الخبر؟
-----------------
*أعني أنه لكي نحكم بأمر ما لابد وأن يكون مجمعون علي صحته المسلمون وغيرهم..

ماجد
07-09-2011, 03:21 PM
فمعظم الفراعنة مثلا تقول أثارهم أنهم كانوا عادلين وغير ذلك ,,لأنهم هم من كتبوه,,,
ولكن الحقيقة غير ذلك في قرأننا,

هشام بن الزبير
07-09-2011, 03:28 PM
أيها الأخ الكريم,
أعيذك بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
اعلم أخي الكريم أن التاريخ أخبار. وما زال الناس ينقلون أخبار التاريخ ويجتهدون في تنقيحها وتمحيصها ما استطاعوا, وما زالت هذه الشبهة التي ذكرتها تطرح على المسلمين.
والحمد لله فقد كفانا أخونا الفاضل الدكتور هشام عزمي عناء جواب هذا السؤال, فإليك مقالا قيما يشرح فيه المسألة بشكل علمي ممتع:

بسم الله .. والحمد لله ..

هذا السؤال يواجهه كثيرًا من يتصدى لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام ..
فعندما يأتي لهم بأحاديث المعجزات المادية وغيرها من دلائل النبوة يتشكك غير المسلم ويقول :
ما أدراني أن ما تخبرني به صحيح ؟!!
ويسعى في طرح شبهات حول صحة التاريخ الذي كتبه المسلمون وخلوه من التحيز والمبالغات ..

وكان علماؤنا رضوان الله عليهم يردون هذا الطعن بطريقة غاية في الفعالية ..
فقد كان الواحد منهم يتحدى المجادل في أن يأتي بأوثق خبر عنده في تاريخه ثم يثبت أن الرواية التي ينقلها المسلمون أوثق وأقوى ..
وهذا في الواقع سهل جدًا فإنك لن تجد عند أي من أهل الملل هذا النقل الدقيق من راو إلى آخر بمنتهى الدقة والإحكام ..
بل لن تجده أصلاً في رواة التاريخ القديم أو حتى الحديث ..
فأنت عندما تقرأ كتب التاريخ الذي يحترمها غير المسلمين لا تعرف كيف وصلتك المعلومة التاريخية ولا كيف تم توثيقها ..
بل تجدها عادةً مرسلة بلا زمام ولا خطام ..
وهي في الغالب مروية عن شخص معاصر للتاريخ دون توضيح لكيفية وصول المعلومة لهذا المعاصر ومدى صدقها ..
وهل هذا الراوي للتاريخ شخص أمين حقًا وصادق حقًا ودقيق حقًا ، وما الدليل على ذلك ..!
ثم ما الدليل على كون من ينقلون منهم الأحداث صادقين حقًا وضابطين للأحداث غير مخلطين وغير مضطربين ..!
لا يمكنك أن تعرف أبدًا ..!!

لهذه الأسباب ولغيرها كانت ثقتنا في التاريخ المكتوب غير تامة وغير كاملة ..
ولذلك ظهرت أقوال مثل (التاريخ يكتبه المنتصرون) ..
ولذلك ظل باب الطعن في التاريخ مفتوحًا دائمًا ..!

أما في التاريخ الإسلامي ، وخصوصًا في ما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد تم تجنب هذه المساوئ تمامًا ..
ففي كل حدث وكل خبر وكل رواية تعرف ناقل الخبر المعاصر له ، وتعرف مدى مصداقيته ومستواه من الأمانة والدقة والإحكام ..
وتعرف كذلك من نقل عنه .. ثم من نقل عنه .. هكذا في كل طبقة من طبقات نقل الخبر .. من جيل إلى جيل ..
وهذا لأن علماؤنا علموا أن صدق الخبر مبني ومعتمد على صدق ناقل الخبر ودقته في النقل وضبطه للخبر ..
أو كما كانوا يقولون (صدق الخبر فرع عن صدق المخبِر به) .. رحمهم الله جميعًا وجمعنا بهم في جنته ..

ومن الأدلة على صدق رواة التاريخ الإسلامي عمومًا - والسيرة النبوية خصوصًا - ما كان معروفًا عنهم من التقوى والورع والنفور من الكذب ..
حتى أُثر عن أحدهم قوله : لو نادى منادٍ من السماء أن الكذب حلال ما كذبت ..!!
وحتى قال آخر : لأن أزني أحب إليّ من أن أدلّس - أي: على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ..!!
وأقوالهم وسيرهم وتراجمهم طافحة ببغضهم للكذب والتنفير منه وتحاشيه بكل وسيلة ..
وفي الكتب غنية عن الإطالة في هذه السطور ..

ومن الأدلة كذلك على صدقهم أنهم هم نفسهم الذين نقلوا إلينا ما يتناقض مع "تلميع" السيرة النبوية ..
كحديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم وروايات رضاع الكبير وغيرها ..
فلو شاؤوا لـ"لمعوا" السيرة النبوية بحذف هذه الروايات وأمثالها ..

أما صدق معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكفيه أن نقلها كان من ثقاث عن ثقات عن ثقات ..
وقد تواترت بعض أفراد هذه المعجزات كانشقاق القمر وحنين الجذع وتكثير الطعام ونبع الماء من بين أصابعه الشريفة صلى الله عليه وسلم ..
والتواتر هنا يعني أن يرويها جمع كبير من الناس يستحيل تواطئهم جميعًا على الكذب ..
ثم هناك التواتر المعنوي للمعجزات كأن يروي قوم معجزة ما ، ويروي غيرهم غيرها ، ويروي غيرهم غيرها ..
فيكون صدور المعجزات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرًا متواترًا بين الناس ..
تمامًا كما تواتر العلم بكرم حاتم الطائي وشجاعة عنترة بن شداد ..
فالناس تواتر عندهم العلم بكرم حاتم الطائي لأن أحدهم شهد منه موقف كرم بالغ ..
ثم شهد الثاني مثله .. والثالث مثله .. وهكذا حتى تواتر بين الناس كرم حاتم ..
نفس الشيء مع شجاعة عنترة .. فهذا يشهد شجاعته في موقف ما ، وآخر في موقف آخر ، وثالث في موقف ثالث ..
حتى تواترت شجاعة عنترة بين الناس ..
وهذا هو بالضبط المقصود بتواتر صدور المعجزات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فأحد الصحابة يشهد منه معجزة .. وآخر يعاين أخرى .. وثالث يرى ثالثة .. وهكذا ..
حتى تواتر بين الصحابة صدور المعجزات من رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ثم نقلوا هذا التواتر من جيل إلى جيل كما نقلوا التواتر بكرم حاتم وشجاعة عنترة ، بل أقوى وأبلغ ..!

هذا والله تعالى أعلم وأحكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

مستفيد..
07-09-2011, 03:32 PM
حتى لو كتبه المنتصر..فإن لم يكن التاريخ حقيقيا فلن يجد له آذانا صاغية وإن وجد فالعيب في المتلقي لا في التاريخ..كما أن التاريخ لا يُصنع في حقبة أو في مرحلة حياة المنتصر..بل ينتج عن تراكم عدة معارف تاريخية تنتج لنا وثائق وحقائق مخالفة لما كان متعارف عليه..فالمنتصر قادر على أن يغير ويُزيف الحقائق بصورة آنية ولكنه غير قادر على تزييف التاريخ..فتعاقب المنتصريين يحول دون ذلك ولنا في الثورات خير دليل..فكم من رئيس حاول إخفاء جرائمه وقد نجح في ذلك لمدة محددة بل كان يُصنف من ضمن الزعماء إلى أن جاء من أطاح به وكشف عوراته أمام صفحات التاريخ بالوثائق والأدلة التي لا يرق إليها أدنى شك..فصراع الزعامة يؤدي دائما اٍلى كشف النقاب عن حوادت وفضائح هي حقائق تاريخية أراد اصحابها اٍخفاؤها واٍنكارها لأنها تضر بمصالحهم..ولكن دائما ما يأتي من ينفض عنها الغبار طال الزمن أو قصر..ولنا في ويكيلكس خير مثال...فهاهو التاريخ المعاصر ورغم وجود المنتصر أمريكا في جميح حروباتها تقريبا إلا أنها دخلت مزبلة التاريخ بجرائمها في اليابان وفتنام والعراق وفضائح أبو غريب وغوانتنامو..فهل يقدر الأمريكان على محو كل هذه الفظاعات من صفحات التاريخ !!..إذن فالتاريخ لا يكذب خاصة إذا ما أجمعت كل المعارف التاريخية المتراكمة على صدقه...

ماجد
07-09-2011, 05:24 PM
بارك الله فيكم أخوتي فقد أسقطتم بفضل الله جزء كبير من الشبهة عندي , ولكن,

هناك نقطة لم تفهموني فيها جيدا
----------------------------------
* عندما نحكم ونجزم بصحة خبر تاريخي معين لابد وأن يكون جميع الأتجاهات والأنحيازات تشهد بصحته..

**مثلاً أنتصار المسلمين علي الروم لا شك فيه لأن الفريقين يشهدون بذلك في تأريخهم.

جيد ولكن,,

إذا كان الخبر غير متفق عليه وذلك بأحدي الطريقتين:

1- إما أن تكون جهة واحدة تتبناه.
2- أو يكون مختلف فيه بين الأطراف والأتجاهات.

ففي هذه الحالتين كيف نثبت صحة ذلك؟
-------------------------------------------
أعلم أن توثيقنا قوي جدا لدرجة ظهور علم الجرح والتعديل,,

وأفعال الناقلين الأمناء مثل "ترك البخاري لأحد الرواه لأنه يكذب علي حماره بأنه معه طعام له"

*ولكن هذا عندنا فقط فلا يجزم بذلك غيرنا

فالبخاري عندنا موثوق ولكن عند غيرنا شئ أخر
وجيفارا عندنا نذل ولكن عندهم بطل..

هل فهمتم قصدي؟

مستفيد..
07-09-2011, 06:55 PM
فالبخاري عندنا موثوق ولكن عند غيرنا شئ أخر
وجيفارا عندنا نذل ولكن عندهم بطل..
هل فهمتم قصدي؟
هنا تأتي المفارقة بين المنهج الإسلامي وبقية المناهج الأخرى التي تفسر التاريخ تفسيرا عرقياً أو جغرافيا أو فكريا..فهؤلاء حكموا على جيفارا بتعصب وانحياز ففسروا الحقيقة التاريخية تفسيرا خاطئ..فمثل هؤلاء لا يؤخذ منهم ولا نلقي له بالا لأن التعصب والإنحياز حجاب ساتر عن رؤية الحققة التاريخية..فالخطا هنا في تعصب المفسر لا في الحدث التاريخي..ولو قارناه بالمنهج الإسلامي في التعامل مع مثل هذه الأحداث لوجدنا فارق كبير لأن المنهج الإسلامي يجعل العقيدة الإسلامية ومقتضياتها هي الأساس في منطلقاته المنهجية وفي تفسير حوادثه والحكم عليها..يقول ابن تيمية رحمه الله : إن الحكم على أي طائفة أو قوم ، يقوم على أصلين ، أحدهما : المعرفة بحاله، و الثاني : معرفة حكم الله في أمثالهم . مجموع الفتاوى (28/510 ) ..هذا هو منهج الإسلام في الحكم على التاريخ الإنساني حكم ديني أخلاقي عادل يعطي كل ذي حق حقه ويحكم على الحادثة بناء على حكم الله فيهم..
كما أن الحكم على جيفارا بأنه بطل جاء بناء على مرجعية مادية نفعية عرقية لا أخلاقية جعلت منه حكم غير حيادي وبهذا فقد غاب اهم شرط لتفسير التاريخ ألا وهو الحياد الذي يعطينا روح موضوعية لاتنحاز اٍلا للحقيقة ومعرفتها كما هي..ولهذا فعندما يكون مفسر التاريخ الإنساني من الفاسقين او الكذابين يجب الرجوع إلى المصادر الأصلية الموثوقة للحقيقة التاريخية للحكم عليها لأن الهوى والكذب يصور الحدث على غير حقيقته وهذا الأمر لا ينطبق فقط على التاريخ الإنساني من المنظور المعرفي بل حتى في الإكتشافات الأححفورية المحددة لعمر الإنسان وأصله..فعندما تستمع لعلماء غير محايدين تظن أن أصل الإنسان قرد وعمره يعد بالملايين ولكن عندما تعود للمصادر الأصلية التي بنوا عليها تفسيرهم الإنحيازي تجد خلاف ذلك..تجدهم قد فسروا الحدث على غير حقيقته..ولهذا قلت في مداخلتي السابقة " فإن لم يكن التاريخ حقيقيا فلن يجد له آذانا صاغية وإن وجد فالعيب في المتلقي لا في التاريخ "..

ابن النبلاء
07-09-2011, 09:10 PM
من محفوظاتي (في المستندات )للدكتور حسام الدين حامد حفظه الله ورعاه

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام الدين حامد
بالنسبة لمسألة "التاريخ يكتبه المنتصر" .. إن كان هذا هو ما يمنعك من اتباع الحق بعدما تبين .. فهاك جواب هذه النقطة التي طرحتها مرتين ..

إن طرح الملاحدة لمسألة أن التاريخ يكتبه المنتصر .. في مقابل الأدلة المتتابعة التي يطرحها المسلمون .. هذا الطرح ما هو إلا حيلة العاجز! فإنك ترى أنّ هذا القول "التاريخ يكتبه المنتصر" مجرد دعوى تحتاج للدليل، فنسأل بدايةً ما الدليل على أنّ التاريخ الإسلامي قد زُيّف كله فلم يبق منه شيء؟! إن ما يوردونه هو مجرد احتمال بعيد، وإيراد الاحتمال استدلالًا به ليس من العلم في شيء، بل العلم يكون بإثبات أن المنتصر حرّف التاريخ بالفعل، لا أن المنتصر "قد" يحرف التاريخ، فهذه "القدقدة" يستطيعها كل أحد، ويمكن أن نقول، قد تكون مخدوعًا في نتائج العلم الحديث، قد تكون مخدوعًا – أيها الملحد – في أنك ابن أبيك الذي نسبت إليه، فجوابه على هذه "القدقدة" هو جوابنا أيها الزميل، وهو أن مجرد الاحتمال لا يقوم به علم!

ثانيًا: إنّ كل ما يورده المعترض من أمثلة نجد فيه ذاته الرد عليه، ولنأخذ مثلًا ما ذكرته عن هتلر، فإنّ هتلر رغم ما اشتهر عنه من منفرات، وما عملته الآلة الإعلامية اليهودية في تشويه صورته، وما عملوه من أفلام سينمائية سخرية منه، وقد ساهم شارل شابلن الممثل الساخر الصامت في هذا بفيلم "الديكتاتور العظيم"، رغم كل هذا فإن التاريخ لم يخلُ من ذكرٍ لمحاسن لهتلر، ولم يخل من منتصرين له، ولم يخل من كاتبين يمجدونه، وبين هذا وذاك يعمل الناقد في استخراج الحقيقة.

ثالثًا: إننا نقول إنّه لو كان التاريخ يكتبه المنتصر، فلماذا لم يغير اليهود ما يظهر بطلان دينهم ويأخذه عليهم أعداؤهم في كتبهم؟؟ لماذا لم ينسب البوذيون لبوذا تاريخًا يجعله ملهمًا لا باحثًا يظل سنين يبحث عن الحقيقة؟؟ لماذا عجز القاديانيون عن إخفاء النبوءات الفاشلة لميرزاهم واكتفوا بمحاولات ساذجة لتبريرها؟؟ لمَ لم تكتب الكنيسة في العصور الوسطى في أوربا تاريخ النصرانية من جديد!؟ لماذا لم تستطع الكنيسة أن يمنع ما كان يكتبه فولتير وجاليليو وغيرهم تحت أسماء مستعارة؟؟ لماذا لم تستطع الكنيسة تزوير التاريخ والحقائق رغم ما كانت تستعمله من وسائل قهر وتعذيب ونفي وسجن وقهر؟! لماذا لم يتغير التاريخ تمامًا في أيّ من هذه الأحوال، وظل الباطل مدحورًا والعلم ظاهرًا؟؟ ثم لماذا نرى أن التاريخ لا يحرّف كلية في أي من هذه الأحوال ثم يزعمون أنه تغير كلية في الإسلام؟!

رابعًا: وهذه قاصمة الظهر لهؤلاء المبطلين، أنني لم أستند في هذا لشيءٍ من التاريخ المحض، بل قلتُ لك بوضوح أنه من حقنا أن نرى مثل ما رأى هؤلاء الأولون من أدلة الحق، لا أن يكون دليل الحق مجرد تاريخ، ولذلك كنت أود أن تدقق النظر فيما سبق، فستجد أن قولنا يستحيل ثم يستحيل أن يتوجه إليه قول القائل "التاريخ يكتبه المنتصر"!

ألم تقرأ قول الحافظ ابن حجر في شرح كلام الرسول صلى الله عليه وسلم (وزعم كثير من أهل التشريح أن مني الرجل لا أثر له في الولد إلا في عقده وأنه إنما يتكون من دم الحيض، وأحاديث الباب تبطل ذلك)، فكلام الرسول صلى الله عليه وسلم كان مخالفًا لكلام أهل التشريح في عصر ابن حجر رحمه الله، فلو حرّف المسلمون التاريخ لكانوا جعلوا كلام رسولهم موافقًا لأهل التشريح لا مخالفًا، ثم تمضي الأيام ويثبت خطأ كلام أهل التشريح، ويثبت أن الصواب والموافق للواقع هو ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهاهي الشريعة الإسلامية أمامنا، ونصوصها أمامنا، ومنها نستنتج خصائص هذه الشريعة من الوضوح، والثبات ومناسبة كافة البشر وشموله لما فيه صلاح البشر، ونهيه عن الخوض في السفاسف والشطحات، مع اعتبارٍٍ لطبيعة النفس البشرية في غير مثاليةٍ لا تقوم إلا في الخيال، مع تشريعٍ يرفع النفس البشرية إلى سقف ما يمكن لها من كمال، بل ومعالجةٍ لما يعرض للنفس البشرية من خطرات الشيطان، وأول هذا وآخره بناء عقيدةٍ كاملةٍ على التوحيد .. فهذا نراه أمامنا دون خوضٍ في شيء من التاريخ يا مماجد، هذا هو الشرع الذي بين أيدينا، والذي عجز الكافرون أن ينسبوا منه شيئًا للباطل، أو أن يأتوا بمثله، وهاهم يضعون الاشتراكية ويعملون بها حتى تفضي بهم إلى خراب، ويعملون برأسمالية ويصبرون على ما لها من ضحايا حتى انتهت بهم إلى الأزمات .. بينما عمل الخلفاء بالتشريع الإسلامي فلم يُنقل لنا أن شرع الله أفضى بالدولة العباسية أو الأموية أو العثمانية إلى أزمة احتاجوا معها إلى الاشتراكية أو الرأسمالية .. وقس على هذا في شؤون الاجتماع والأسرة وغير ذلك ...

وقد نظرنا إلى شخص الرسول الكريم، فوجدناه يوحي إليه "غلبت الروم في أدنى الأرض * وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين"، ووجدناه يقول في الساعة "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل"، ووجدناه يبلغ ما قالت الصديقة رضي الله عنها أنه لو كان كاتمًا شيئًا من الوحي لكتمه، وهكذا .... فالمسألة ليست مسألة التاريخ يكتبه المنتصر، بل نحن نقول إن المنتصر الكذاب الدجال لو كان هو الذي كتب التاريخ، لكان كتبه على خلاف هذه الصورة .. ثم نقول إنّ هذا الشرع الذي وصلنا يعجز المستشرقون إلى يومنا هذا عن تفسيره إلا أن يقروا بالرسالة والنبوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك فالمنصفون منهم مثل دينيه وموريس بوكاي وعبد الكريم جرمانوس وغيرهم قد أسلموا بعد دراستهم الإسلام، أما غير المنصفين من المستشرقين فمازالوا يأتون بما يضحك الباحثين، فيردون ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم إلى التنويم الذاتي والخواطر المتهيجة والصرع وغيرها من المضحكات!!
فلو أنك تأملت قليلًا – وعهدي بك لبيبًا منصفًا – لعلمتَ أن مقولة "التاريخ يكتبه المنتصر" لا تتوجه إلينا بشيء، بل بالعكس نحن نلزمهم بها، ويعجزون عن جوابنا، ونحن
فوق ذلك نستدل با هو حاضر مشاهد وليس من التاريخ وحسب!

أبو القـاسم
07-10-2011, 04:23 PM
في الإسلام الكذب ممنوع ولا يجوز بحال أن يُدعى إلى الله عبر قنطرة الكذب ..وهذا كاف فيما أحسب في نسف هذه الشبهة
فإنك ترى أحاديث كثيرة في بيان خصائص الرسول (ص) نفسه ويجمع الحفاظ على أنها كذب ,وكذا في حق عظماء الإسلام
كأبي بكر الصديق وعمر الفاروق ..وغيرهما ,مع أن هذه المرويات تتضمن المدح لهؤلاء ,بيد أنك تجد العلماء يقولون هذا موضوع
ومكذوب وضعيف ومنكر وباطل ولا أصل له, ثم قد تجد أخبارا تشتمل على ذكر بعض الهفوات للعظماء أو الجنايات العظيمة لبعض الخلفاء ومع هذا يصححها الأئمة وقد يعتذرون لهؤلاء بتاويل سائغ أو يبينون أنهم خطأهم في الاجتهاد أو فساد الجاني كل بحسبه..بخلاف العلماء غير المسلمين فليس لديهم وازع شرعي يمنعهم من الكذب والخيانة والتاريخ في كثير من أحداثه معروف بالاستفاضة بحيث لايمكن تكذيبه ومع هذا يوجد من يكذّب فلا قيمة لقوله ولا اعتداد بشذوذه..