عبد الواحد
07-12-2011, 07:33 AM
زميلٌ - للأخ الكريم ontology- في رده على موضوع الصدفة التراكمية قال مدافعا عن "مثل السارق" لريتشارد دوكينز:
هناك ملاحظة قد وجب الالتفات اليها وهي ان الصدفة التراكمية هي في الواقع عبارة عن طفرة متراكمة موجهة من قِبَل الانتخاب الطبيعي إذاً هي لا تُعد الصدفة (اي نشأة شئ غير متوقع) فهيا متوقعة علمياً وبالنسبة الى ظروفها. فالطفرة هي ليست الميكانيزما الوحيدة للتطور بل هناك التكيف والانتخاب الطبيعي.
إذاً يصبح في مثال السارق, ان السارق لما يدخل ارقام فانه سيكتشف ان ارقامه خطأ ولكن تخيل ان الخزنة تخبرك اذا كنت تقترب من الرقم الصحيح, فهنا صحيح ان الارقام مختارة بعشوائية من قبل السارق لكنه لما يلاحظ انه بدأ يقترب من الحل فانه يعدل فقط الارقام الخطأ ويترك الصحيحة, فهي لا تعد عشوائية بل هذا اختيار متجه. وصف سلوك السارق في هذا الاقتباس هو مجرد تكرار لما يقوم به برنامج المحاكاة (هـنـا (http://fahrs.net/set/s1/c1/b1-treasury.php?)) والذي يحتوي على معايير الانتخاب التي ينبغي تشفيرها عند خط البداية! والمطلوب من الزميل المدافع عن الانتخاب الطبيعي أن يأتي ببديل يحاكي الصدف التراكمية التي تُظهر غاية السارق نفسها التي تعالج الأرقام العشوائية! لا أن يفترض وجود و "عصمة" تلك الغاية من الطفرات طوال عملية التراكم! فتلك هي مغالطة دوكينز الذي نسي أن يسأل عن احتمال ظهور وثبات معايير الانتخاب نفسها!
https://blufiles.storage.live.com/y1p1MTB67n2RlbnElx60q1k8kbYSoBjSmWzg6vSPUckokNbsgA yz81GLyVxdCjuY7JRn5VJ0m8JU8frBzx2nNveVg/b1-treasury1.jpg?psid=1
يقوم السارق بتدوين التجارب السابقة ليقارنها باللاحقة.. ثم يقارن (ارتفاع/أو انخفاض الرقم) بــ(ارتفاع/أو انخفاض الصوت) 2 * 2 = 4 حالات مختلفة تحدد هل -بقفزته الأخيرة- اقترب أم ابتعد، صعودا أو نزولا من كلمة السر! وعلى أساس ذلك يقرر إهمال قسم معين من الأرقام.. ليحصر بحثه في حيز ينكمش كل مرة الى أن يُحال الى رقم واحد هو نفسه الرقم السري ! هذه العملية ليست "صدفة تراكمية" كما يتوهم الزميل وأستاذه.. بل هي "محاصَرة تراكمية" للصدفة نفسها.. طبقا لشروط انتخاب محددة مسبقا!
------------------
• هل "التطور الصغير" يتحول نتيجة التراكم الى" تطور كبير"؟
هذا صحيح إذا كان الأمر متعلق مثلا بترسبات بسيطة تتراكم مع مرور الزمن لتكون طبقات صخرية كبيرة ! لكن لا يوجد تطور يقود بسلسلة من الصدف الى ظهور برنامج يحتاج الى: (أ) معالج للمعلومات يقرأ (1) جزء من الذاكرة التي تحتوي على قواعد الانتقاء.. قبل أن يتم تطبيقها على (2) جزء آخر من الذاكرة تدوَّن فيها الأحداث العشوائية التي تمثل التجارب السابقة. وبناء على ذلك يحدد البرنامج الخطوة التالية التي على الحاسوب القيام بها.
https://blufiles.storage.live.com/y1phvPrJScJMLrwlcNkVhCiO-glv9NNV5tWJ6sqiAXO1YToLcmaYGMlXNigraIpy3PQMbbTuRNx WW0/prossesor2.jpg?psid=1
ماذا لو حاول شخصٌ أن يثبت أن هذا البرنامج تطور نتيجة الطفرات وأنه سيستمر في التطور. فنظر الى الذاكرة التي طرأت عليها تغييرات عشوائية.. فصرخ: "طفرة طفرة! هناك معلومات أضيفت عشوائيا الى (2) وهذا دليل قاطع أن البرنامج في (1) يمكنه أن يتطور بمزيد من الطفرات ليتحول الى برنامج جديد" ! هذا المثل يلخص سذاجة من يستشهد بتأقلم وتفاعل البرنامج مع الظواهر العشوائية.. ليستنتج إمكانية تطور البرنامج نفسه نتيجة للطفرات! وغفل أن الطفرة لو طالت ما هو مكتوب من معايير في الذاكرة (1).. لما أصبح هناك انتخاب ولما أمكن "للروبوت السارق" أن يحدد -بناء على التجارب السابقة- الخطوة المقبلة التي تخدم مصلحته. النتيجة: حدود تكيف البرنامج مع العوامل العشوائية .. هي حدود المعايير المكتوبة مسبقاً في نفس البرنامج.
-----------------
• هل معايير التأقلم تخضع للاحتمال؟
إذا كان التأقلم هو تغير من أجل البقاء.. فإن مادة جسم الكائن الميت تبقى في الكون حتى بعد تحللها!
إذاً بقاء ماذا بالضبط؟؟ بالطبع القضية ليست في بقاء المادة وكفى... بل بقاء المادة تحت شروط معينة!
لكن هل تلك الشروط هي فقط توليفة من القوانين الأولية المؤسسة للنظام الفزيائي؟
1- إذا كان الجواب بنعم! إذاً كل حالة في الكون دون استثناء هي متكيفة تماما مع محيطها. ولا توجد حالة مادية تخالف القوانين الأولية للمادة. فالخلية المسرطنة أو حتى مادة الجسم المتحلل هي في تناسق تام مع محيطها ولم تخالف قط القوانين الكيميائية!
2- أما إذا كان التأقلم يُقصد منه ذلك التغيير الذي يُبقي على شروط إضافية غير (القوانين الأولية المسلَّم بها والتي لا نسأل عن احتمال احترامها).. حينها يصبح للتأقلم معنى، لكن أيضاً تصبح معاييره مرتبطة بشروط هندسية غير حتمية فيزيائيا.. وبالتالي تخضع لقواعد الاحتمال!
البعض أختلط عليه الأمر، فأخذ تعريف التأقلم من (2) وأعطاه مزايا (1) .. فلم يسأل عن احتمال ظهور وثبات معايير الانتخاب نفسها!
ولهدم فكرة "الانتخاب التراكمي الأعمى" ..
طبق قواعد الاحتمال على صدفة ظهور وثبات (برنامج الانتقاء نفسه).. وليس على (العشوائية التي يعالجها البرنامج) !
طبق قواعد الاحتمال على صدفة ظهور وثبات (غاية السارق وسعيه) .. وليس على (العشوائية التي يعالجها السارق) !
يُتبع ..
.
هناك ملاحظة قد وجب الالتفات اليها وهي ان الصدفة التراكمية هي في الواقع عبارة عن طفرة متراكمة موجهة من قِبَل الانتخاب الطبيعي إذاً هي لا تُعد الصدفة (اي نشأة شئ غير متوقع) فهيا متوقعة علمياً وبالنسبة الى ظروفها. فالطفرة هي ليست الميكانيزما الوحيدة للتطور بل هناك التكيف والانتخاب الطبيعي.
إذاً يصبح في مثال السارق, ان السارق لما يدخل ارقام فانه سيكتشف ان ارقامه خطأ ولكن تخيل ان الخزنة تخبرك اذا كنت تقترب من الرقم الصحيح, فهنا صحيح ان الارقام مختارة بعشوائية من قبل السارق لكنه لما يلاحظ انه بدأ يقترب من الحل فانه يعدل فقط الارقام الخطأ ويترك الصحيحة, فهي لا تعد عشوائية بل هذا اختيار متجه. وصف سلوك السارق في هذا الاقتباس هو مجرد تكرار لما يقوم به برنامج المحاكاة (هـنـا (http://fahrs.net/set/s1/c1/b1-treasury.php?)) والذي يحتوي على معايير الانتخاب التي ينبغي تشفيرها عند خط البداية! والمطلوب من الزميل المدافع عن الانتخاب الطبيعي أن يأتي ببديل يحاكي الصدف التراكمية التي تُظهر غاية السارق نفسها التي تعالج الأرقام العشوائية! لا أن يفترض وجود و "عصمة" تلك الغاية من الطفرات طوال عملية التراكم! فتلك هي مغالطة دوكينز الذي نسي أن يسأل عن احتمال ظهور وثبات معايير الانتخاب نفسها!
https://blufiles.storage.live.com/y1p1MTB67n2RlbnElx60q1k8kbYSoBjSmWzg6vSPUckokNbsgA yz81GLyVxdCjuY7JRn5VJ0m8JU8frBzx2nNveVg/b1-treasury1.jpg?psid=1
يقوم السارق بتدوين التجارب السابقة ليقارنها باللاحقة.. ثم يقارن (ارتفاع/أو انخفاض الرقم) بــ(ارتفاع/أو انخفاض الصوت) 2 * 2 = 4 حالات مختلفة تحدد هل -بقفزته الأخيرة- اقترب أم ابتعد، صعودا أو نزولا من كلمة السر! وعلى أساس ذلك يقرر إهمال قسم معين من الأرقام.. ليحصر بحثه في حيز ينكمش كل مرة الى أن يُحال الى رقم واحد هو نفسه الرقم السري ! هذه العملية ليست "صدفة تراكمية" كما يتوهم الزميل وأستاذه.. بل هي "محاصَرة تراكمية" للصدفة نفسها.. طبقا لشروط انتخاب محددة مسبقا!
------------------
• هل "التطور الصغير" يتحول نتيجة التراكم الى" تطور كبير"؟
هذا صحيح إذا كان الأمر متعلق مثلا بترسبات بسيطة تتراكم مع مرور الزمن لتكون طبقات صخرية كبيرة ! لكن لا يوجد تطور يقود بسلسلة من الصدف الى ظهور برنامج يحتاج الى: (أ) معالج للمعلومات يقرأ (1) جزء من الذاكرة التي تحتوي على قواعد الانتقاء.. قبل أن يتم تطبيقها على (2) جزء آخر من الذاكرة تدوَّن فيها الأحداث العشوائية التي تمثل التجارب السابقة. وبناء على ذلك يحدد البرنامج الخطوة التالية التي على الحاسوب القيام بها.
https://blufiles.storage.live.com/y1phvPrJScJMLrwlcNkVhCiO-glv9NNV5tWJ6sqiAXO1YToLcmaYGMlXNigraIpy3PQMbbTuRNx WW0/prossesor2.jpg?psid=1
ماذا لو حاول شخصٌ أن يثبت أن هذا البرنامج تطور نتيجة الطفرات وأنه سيستمر في التطور. فنظر الى الذاكرة التي طرأت عليها تغييرات عشوائية.. فصرخ: "طفرة طفرة! هناك معلومات أضيفت عشوائيا الى (2) وهذا دليل قاطع أن البرنامج في (1) يمكنه أن يتطور بمزيد من الطفرات ليتحول الى برنامج جديد" ! هذا المثل يلخص سذاجة من يستشهد بتأقلم وتفاعل البرنامج مع الظواهر العشوائية.. ليستنتج إمكانية تطور البرنامج نفسه نتيجة للطفرات! وغفل أن الطفرة لو طالت ما هو مكتوب من معايير في الذاكرة (1).. لما أصبح هناك انتخاب ولما أمكن "للروبوت السارق" أن يحدد -بناء على التجارب السابقة- الخطوة المقبلة التي تخدم مصلحته. النتيجة: حدود تكيف البرنامج مع العوامل العشوائية .. هي حدود المعايير المكتوبة مسبقاً في نفس البرنامج.
-----------------
• هل معايير التأقلم تخضع للاحتمال؟
إذا كان التأقلم هو تغير من أجل البقاء.. فإن مادة جسم الكائن الميت تبقى في الكون حتى بعد تحللها!
إذاً بقاء ماذا بالضبط؟؟ بالطبع القضية ليست في بقاء المادة وكفى... بل بقاء المادة تحت شروط معينة!
لكن هل تلك الشروط هي فقط توليفة من القوانين الأولية المؤسسة للنظام الفزيائي؟
1- إذا كان الجواب بنعم! إذاً كل حالة في الكون دون استثناء هي متكيفة تماما مع محيطها. ولا توجد حالة مادية تخالف القوانين الأولية للمادة. فالخلية المسرطنة أو حتى مادة الجسم المتحلل هي في تناسق تام مع محيطها ولم تخالف قط القوانين الكيميائية!
2- أما إذا كان التأقلم يُقصد منه ذلك التغيير الذي يُبقي على شروط إضافية غير (القوانين الأولية المسلَّم بها والتي لا نسأل عن احتمال احترامها).. حينها يصبح للتأقلم معنى، لكن أيضاً تصبح معاييره مرتبطة بشروط هندسية غير حتمية فيزيائيا.. وبالتالي تخضع لقواعد الاحتمال!
البعض أختلط عليه الأمر، فأخذ تعريف التأقلم من (2) وأعطاه مزايا (1) .. فلم يسأل عن احتمال ظهور وثبات معايير الانتخاب نفسها!
ولهدم فكرة "الانتخاب التراكمي الأعمى" ..
طبق قواعد الاحتمال على صدفة ظهور وثبات (برنامج الانتقاء نفسه).. وليس على (العشوائية التي يعالجها البرنامج) !
طبق قواعد الاحتمال على صدفة ظهور وثبات (غاية السارق وسعيه) .. وليس على (العشوائية التي يعالجها السارق) !
يُتبع ..
.