المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنزيه النبوات وأخبار الغيب عن عبث أهل التهوك والريب.



أبو الفداء
07-22-2011, 10:57 AM
الحمد لله وحده،
أما بعد فقد راسلني أحد الأفاضل الكرام بحديث عن رجل كتب مقالا أسماه (يوم القيامة في ضوء العلم الحديث)، يستدل فيه – على ما فهمت من كلام أخي الفاضل – على صحة ما روي عن الجنة والنار، ببعض الظواهر الفزيقية كالثقوب السوداء والثقوب الدودية ونحو ذلك! فرأيت أن أكتب هذه الرسالة الموجزة جوابا عن ذلك المسلك المعوج بعموم، لا عن المقال بعينه.
وأقول وبالله المستعان إن هذا طريق خطير من طرق الرجم بالغيب والافتراء على الوحي، قد صار كثير من الناس يستملحونه ويستحسنونه في زمان غلب فيه الهوان على نفوس المسلمين كما لم يكن في تاريخ أمتنا من قبل، حتى صار بعض الناس لسان حاله كأنما يقول: "والله لا أتيقن في خبر الوحي حتى أرى العلم الحديث يصدقه" ولا حول ولا قوة إلا بالله! هذا المسلك المعوج من ذاك الصنف المتهوك، وإن كانوا يزعمونه نصرا للدين وتتميما للعلم الطبيعي، لا تراه إلا عدوانا على الدين والعلم الطبيعي وسائر العلوم جميعا، والله المستعان! فإن أمور الآخرة والمعاد والمحشر كلها من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، والأمة مجمعة على التوقف فيه وفي كل ما في بابه من الغيبيات عند ما جاء به النص، فلا نزيد ولا ننقص ولا ندعي ما ليس لنا به سلطان، وإلا دخلنا في القول على الله بغير علم، نسأل الله السلامة! فإن المسألة في ذلك ليست صدعا على سطح القمر - مثلا – سنكتشفه مشاهدة بالمجاهر كما اكتشفنا ما في جنس ذلك! وليست هي أمرا يمكن معرفته بالقياس العقلي على أحوال هذا الكون المنظور (الذي افتتن صاحبنا المذكور بما تصوره فيه الفيزيائيون من أشياء تحير العقل – بل قد تخالف بديهته الأولى أصلا في بعض الأحيان!!)!

كل خبر الآخرة مما تقرر أنه من الغيب المطلق في هذه الدنيا، فلا يطلع عليه إلا من أوحى الله له بخبره من الأنبياء والمرسلين! فأي علم حديث هذا الذي يريدونه طريقا إلى تحصيل المعرفة بشيء لم يأت به الخبر في ذلك، أو إلى البرهنة على صحة شيء مما جاء به الخبر فيه؟ والله لا يحتاج العقلاء إلى أدنى قدر من الدراية بالعلم الشرعي أو بالعلم الطبيعي (الذي كانت فيه فتنتهم) حتى يرى جهالة هذا الهراء، ويري كيف أن الجهة منفكة أصلا – ببديهة العقل - بين تلك الأمور وما وضع العلم الطبيعي لدراسته والتنبؤ به! وما أخزاها من منزلة منبتة يقف عندها هؤلاء، فإنهم لا قبول ولا تصريف لهرائهم هذا عند أهل العلم بكتاب الله وأخبار الوحي، ولا عند أهل العلم الطبيعي والفيزياء التي افتتنوا بها، نعوذ بالله من الخذلان!

إن أمثال هؤلاء في الحقيقة إنما يحتاجون إلى درة عمر، يحتاجون إلى من ينهاهم عن ذاك العبث بكتاب ربهم، ويعلمهم حدود صنعة العلم الطبيعي، تلك الصنعة التي افتتنوا بها فدخلت بهم ذات الجحر المظلم العفن الذي دخله أهل الكتاب من قبلهم، حتى صاروا يتأولون سائر نصوصهم على الهوى والمزاج، فيكون النص تبعا للنظرية الطبيعية والتصور الرياضي الحديث للكون، بدلا من أن يكون النص حكما على ما صح وما بطل من ذلك! ولا نعجب من وقوع من ضيعوا وبدلوا وحرفوا نصوصهم في مثل هذا الضلال والخذلان المبين، إذ كلما خارت قواهم في الدفاع عن تلك النصوص لما فيها من تناقض صارخ، رأيتهم يتأولونها على ما يوافق كل شاردة وواردة من نظريات العلم الحديث! هؤلاء لعبتهم التحريف ولي أعناق النصوص من يوم أن وضعت بين دفتي كتاب يقال له الكتاب المقدس وإلى أن يأتي تأويل ما أخبر الله به من أمر زوالهم على أيدي المسلمين قبل قيام الساعة! وهل لعنهم الله في كتابه من قليل؟ فأي عذر إذن لسلوك المسلمين تلك المسالك، يحرفون الكلم عن مواضعه، ويعبثون بالقرءان الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكأنما تحتاج حجة الحق إلى أن تأتي هذه النظرية الفيزيائية أو الفلكية أو نحوها "لتوافق" هذا الخبر أو ذاك مما في كتاب الله؟

نعم إن القطعيات في علوم الطبيعيات إن ثبتت بما لا يدع مجالا للشك العلمي المحمود، ثم رأينا موافقتها لما جاء به النص عندنا، دونما إبطال لمجموع أفهام السابقين لذلك النص، فإننا نعده من جملة دلائل صدق النبوة ولا إشكال.. ولكن هذا إنما يكون في الأمور المشاهدة المحسوسة، أو التي يمكن أن يتطلع الناس لمشاهدتها يوما ما ويُتصور في العقل أن تطالها طرق الحس والمشاهدة بطريق أو بأخرى، لا في شيء من أمر الدار الآخرة أو نحوه مما لا يصح في النقل والعقل أن ينقلب من الغيب إلى الشهادة، فتستعمل لمعرفته أدوات المراقبة المعملية وأقيسة الحقائق والكيفيات كالرياضيات ونحوها!

هؤلاء ينبغي أن يكون الحوار معهم حوارا قاطعا، غايته بيان أن ثمة سد شرعي سلفي منيع لا يسمح في دين الله تعالى لمخرف متمخرق ولا لمغامر تافه بأن يخترقه بتلك الخزعبلات! هذا يقول الأعراف هي الثقب الأسود، وآخر يقول عرش الرحمان هو مجرة درب التبانة والسماوات السبع هي طبقات الغلاف الجوي، وغيره يدعي أن الملائكة والجن تعيش - ولا بد - في عالم من العوالم الموازية التي يتوهم المسكين أن ميكانيكا الكم (تلك الساحة المفتوحة على مصراعيها لكل مخرف سفيه) قد (أثبتت) وجودها، وغيره يدعي أن القرءان يثبت صحة نظرية الانفجار الكبير، وهلم جرا!
فبالله أي شيء هذا؟
ما خطب هؤلاء القوم؟ ألا يتقون الله؟
هلا وضعوا القرءان فيما أنزل له، والعلم الطبيعي فيما وضع له؟

فليعلم هؤلاء أن صنعة العلم الطبيعي لا سلطان لها على شيء مما أجمع المسلمون (ولو بالتواتر المعنوي) على أنه من خبر الغيب الذي لا يُعرف إلا بالنص! فلن يأتي يوم تخترع فيه أداة نرى بها عذاب القبر أو نسمعه! ولن يأتي يوم نرى فيه ملائكة الموت وهي تقبض أرواح الموتى على شاشة جهاز إلكتروني! ولن يأتي يوم يظهر فيه اختراع مجهري خارق يطلعنا على أبواب السماء الأولى، أو على ذاك الملك العظيم حامل العرش الذي أذن الله للنبي في وصفه لنا، فأخبرنا بأن رجليه في الأرض السفلى وكتفيه تحت العرش، أو على البيت المعمور فوق الكعبة المشرفة، أو على عرش إبليس الذي دل الخبر على أنه على الماء (وراح أناس يقولون إنه في مثلث برمودا!!)، أو نرى الجنة والنار والصراط كما نرى الكواكب في التليسكوب، أو يخرق حجاب الغيب فيما بيننا وبين الملائكة والجن فنراهم عيانا كما يروننا! هذه ونحوها آيات لو صح أن يعثر الناس على طريق حسي قاطع يطلعهم عليها شهادة في يوم من الأيام، لما كان من وجه لتغييبها وابتلاء الناس بالإيمان بها في الغيب أصلا، وهو الابتلاء الماضي مذ خلق الله آدم وإلى حين يأتي يوم تأويل تلك الآيات وانكشافها للناس بأمر الله تعالى!

ومما يؤسف له حقا أن ترى بعض الأفاضل يتأثر بتلك المسالك، كما ذهب بعض المعاصرين - غفر الله له - إلى القول بأن يأجوج ومأجوج لابد وأن يكونوا فيما يسمى بمثلث برمودا، مع أن هذا المثلث قد استفاضت الدلائل القطعية على أنه ليس فيه ما يخفى عن رصد الأقمار الصناعية في هذا الزمان، بل يمكن لأي إنسان أن يتفحصه في بيته على برنامج (جوجل إيرث) إن كان فاعلا!
وأقول لكل باحث في أمثال هذه الأشياء: هب أننا قد انكشف لنا موقع ذلك السد العظيم الذي يحجز عنا هؤلاء، ورأيناه بأعيننا، فأي شيء في ظنك يترتب على هذا؟ سيتحول إثبات صحة دين الإسلام كله إلى قضية موقوفة على هذه المسألة دون غيرها: "هل حقا خلف هذا السد تعيش تلك الأمة العجيبة الموصوفة في القرءان؟" فأي شيء يترتب على هذا؟ لعله يترتب عليه حرص الملاحدة وأعداء الملة على إثبات بطلان القرءان عن طريق هدم ذلك السد وإثبات أنه لا شيء خلفه! بل لعله تقع مقتلة عظيمة بين طوائف من المسلمين وبين هؤلاء حرصا من المسلمين على حفظ السد من الانخراق! فلو كان هو السد حقا، فقد بطلت بذلك نصوص أجمع المسلمون على صحتها في الأحداث التي بها ومن بعدها تظهر تلك الأمة على الناس! فلا والله لا يكشفه الله لنا حتى يأتي يوم تأويل الأخبار والنبوات في شأنه!

ولو أن هؤلاء الأفاضل تأملوا لوجدوا في ذلك الترتيب العقلي جوابا كافيا لسؤال من سأل: لماذا خفي علينا سد عظيم على هذا النحو؟ فإذا كان السؤال عن كيفية الخفاء لا عن سببه، فنقول الله أعلم! وهل يصدق من يزعم أن الناس قد رأوا ورصدوا في هذا الزمان كل ما يمكن رؤيته ورصده على سطح هذه الأرض؟ كيف ولا تزال إلى يوم الناس هذا تكتشف أصناف جديدة من الكائنات في الأحراش والبراري، وتكتشف كهوف غائرة حيث لم يكن يُظن أن توجد أصلا؟ وكيف يقال إن مسح سطح الأرض بالأقمار الصناعية يكفي لإظهار شيء قد علمنا أن من لوازم حكمة الرب جل وعلا بل ومن لوازم صدق النبوات أن يخفيه الله سبحانه حتى يأتي يوم انكشافه وتأويل النبوة؟ وهل يعجزه سبحانه أن يخفيه بسبب خارق للعادة أو على الأقل أن يصرف الناس عن اكتشافه إن أراد ذلك سبحانه؟ كلا والله! فلماذا لا نكتفي بهذا القدر ونتوقف؟ لماذا نُستدرج في تلك المقامات في كل مرة إلى كلام قد يرجع على أخبار الغيب بالنقض والإبطال؟

ومثل ذلك يقال في الجزيرة التي عليها الدجال! صحيح إن تميما الداري رضي الله عنه قد قدر الله له أن يراه ويخاطبه في ذلك الكهف كما جاء في حديث الجساسة، ولكن هذا حدث لم يكتب الله له الوقوع إلا في تلك المرة وحدها لحكمة قد نعلم بعضها ونجهل بعضا، وقد لا نعلمها أصلا، وليس بضارنا من شيء! ذلك أن الأصل أن يروي الصحابة عن النبي عليه السلام، لا أن يروي النبي عن صحابي! ففي ذلك منقبة لتميم رضي الله عنه ليس ههنا مقام تصور الحكمة من اختصاصه بها. والقصد أننا لو افترضنا يوما في هذا الزمان يُكتشف فيه كهف الدجال كما اكتشفه تميم ومن معه، لما ترتب على ذلك إلا بطلان ما تحصل لدى المسلمين من خبر الوحي في الأشراط السابقة على خروجه وفيما جاء في النص من أن الناس يفتنون به ويعظمونه! إذ كيف يعبده من دون الله من يعبده (مفتونا بما معه من الخوارق) وما كان خروجه بين أيديهم إلا أن اكتشفه الناس أسيرا مكبلا بالأغلال في كهف من الكهوف ينتظر يوم انفكاك أسره؟ ثم أي عمل يكون للناس إن اكتشفوه على تلك الحال؟ قطعا لن يكون على نحو ما جاءت به أخبار الوحي في أمر الدجال وما يكون من ظهوره وافتتان الناس به! فنقول لا لن يأتي يوم يتكشف أحد من الناس فيه كهف الدجال كما قدر الله وقوعه لتميم والذين كانوا معه!

لقد كان من فطنة السلف رحمهم الله أن روي عن بعضهم حين سئل عن المهدي "كيف نعرفه"، أنه قال: "إن دق بابك فلا تصدقه حتى ترى الناس قد اجتمعوا عليه"! فتأمل بربك كيف أدرك هؤلاء الحكماء العقلاء أن خبر الله في شأن المهدي وما يجري حال ظهوره من اجتماع الناس عليه = هو في نفسه دليل إثبات لصحة دعواه ذلك الأمر لنفسه إذا ما أظهره الله! والواقع يشهد بأنه لا يقع ذلك الاجتماع الشامل على رجل واحد في جميع الأمة حين يأتي يوم ظهوره حتى تكون قد وقعت في الأمة أحداث وأحداث، وتغيرت فيها أحوال وأحوال! وإلا فكيف يُتصور أن لو خرج المهدي الآن فسيجتمع عليه الناس من سائر أقطار الأمة يجيبون دعوته ويبايعونه في الحرم فيصير إمامهم الأعظم وخليفتهم على منهاج النبوة؟ هذا بعيد في أيامنا هذه بعد المشرقين كما لا يخفى! وعلى أي حال فحتى لو سلمنا تنزلا بأن اجتمع الناس على ذاك الرجل الواحد في موسم الحج القادم أو الذي يليه – مثلا - على نحو ما جاء في الخبر، فنحن على ما اجتمع عليه المسلمون إذا اجتمعوا! ولكن الشاهد أن مثل هذا الخبر الغيبي يمكننا بدلالات الالتزام والاقتضاء أن نبني تصورا عاما منه لما يتوقع أن تكون عليه أحوال الناس يوم تقع بيعة المهدي تحقيقا فيرونها واقعا مشاهدا. فبمثل تلك اللوازم وما ينبني عليها من اجتماع الناس عليه، يُعرف أنه هو!

ومما يحضرني الآن وأختم به هذه الرسالة الموجزة، أنني قد مر بي مقطع فيديو عرضه أحد الإخوة في هذا المنتدى المبارك من قريب، لبرنامج على قناة الرحمة جاء فيه الأخ مقدم البرنامج بمادة فيديو يُفترض أنها تصور بحثا قام به بعض الباحثين الغربيين لدراسة الموت وما يجري على جسد الإنسان من تغيرات أثناء الموت! فكان من جملة ما عُرض في ذلك المقطع، مشهد قد ثبتت فيه الكاميرا على رجل يحتضر، لتصوره بالتصوير الحراري، فسمعت الأخ يعلق على المقطع أثناء عرضه قائلا ما معناه إن هذا المشهد قد صور للرجل في لحظة موته، ويظهر فيه انسحاب الروح من الجسد، ثم راح يستعمله كدليل على صدق خبر النبي عليه السلام في وصف انسحاب الروح من الجسد في حال خروجها! فلما استغربت ذلك الأمر، أجريت بحثا سريعا على الشبكة عن تلك المادة (من عنوانها الانكليزي الذي ظهر في المقطع)، فعثرت على المقطع بلغته الأصلية، واستمعت إلى ما قاله المقدم الأصلي للحلقة في وصفه للتجربة، فوجدته يقول إن الكاميرا الحرارية كانت مثبتة على هذا النحو لمدة 24 ساعة (على ما أذكر)، فهذا الذي عُرض في المقطع في ثوان معدودة إنما هو تعجيل لعرض ما رصدته الكاميرا لمدة أربع وعشرين ساعة كاملة من بعد موت الرجل! فلو كان هذا هو حدث انتزاع الروح، فهل تظل الملائكة تنتزع في روح الميت يوما وليلة كاملين؟؟ وهل نفهم من هذا أن الروح هي الحرارة في الجسد مثلا؟ سبحان الله! ما حاجتنا إلى هذه الأشياء يا عقلاء المسلمين؟ والله ليأتينكم تأويله ولترونه عين الشهادة، ففيم تستعجلون؟ أولستم تؤمنون؟ وهل احتاج الأولون إلى أمثال تلك "المغامرات" حتى يؤمنوا بالغيب الذي جاء به المرسلون؟ سبحان الله العظيم!

إن من الغيبيات ما غيبه الله تغييبا مطلقا في الحياة الدنيا فلا ينكشف إلا بالخروج منها أو في يوم المحشر، ومن الغيبيات ما كان تغييبه مؤقتا بوقت ظهور تأويل النبوات كما أخبر بها الوحي المعصوم! فلا يكون تعظيم تلك الغيبيات والانتصار لها إلا بالتسليم بها والتوقف عليها كما جاءت، بلا زيادة ولا نقصان ولا تكلف ما لا يفيد بل يضر! وهل يستقيم تمام اليقين والتصديق في القلب، إذا ما ذهب المسلمون يستعينون بأمثال تلك الأشياء بدعوى أنها تقوي وترسخ فيهم الإيمان بخبر الغيب؟ فلماذا لا نكتفي بقول (الله أعلم) ونقف عند ما أوقفنا عليه النص من أخبار الأمور المغيبة عنا؟ لماذا لا نكتفي بمعاملة تلك الأخبار كما عاملها السلف رضوان الله عليهم، فلا نعبث بها ولا نسعى فيها بتلكم التهوكات والتخرصات والرجم بالغيب؟ لماذا صار يثقل هذا الأمر على نفوسنا وصار بعض الناس يتخذها غاية لنفسه أن ينقب في كتب العلم الطبيعي بحثا عما يمكن أن يرى فيه موافقة لما فهمه (أو ظن أنه يفهمه) من نصوص الوحيين؟

نسأل الله السلامة من أمراض القلوب، والعافية من أمراض العقول، والحمد لله على نعمة الكتاب والسنة.

إلى حب الله
07-23-2011, 02:26 PM
بارك الله فيك أستاذذنا أبو الفداء ...
مقالة عامة سيُرجع إليها كثيرا ًويُستفاد منها بإذن الله تعالى ...

وعلى هامش ما ذكرته أستاذنا الحبيب :
فقد طلب مني أحد الأعضاء منذ شهور قليلة مضت : أن أدخل لأحد المنتديات : خصيصا ً:
للرد على صاحب النظرة الفيزيائية ليوم القيامة هذا !!..
وقمت بالواجب هناك والحمد لله ..
وبينت أن هؤلاء (يؤلفون) وقائع ومشاهد وأحداث : لم تأت في نص واحد في الإسلام !!..
ولا يوجد حتى دليل عليها من علم الفلك ولا الفيزياء نفسه !!!..

فمثلهم مثل الذي قرأ عن حُسن خلقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم :
فزاد من عنده مثلا ًأن النبي كان له شامة حسن ٍسوداء أعلى يمين الفم !!!..
وكذب وافترى والله (حتى ولو قال ذلك بحُسن نية وبغرض الدعوة) !!!..
إذ :
لا هو الذي شاهد تلك الشامة حقا ً!!!..
ولا هو الذي قرأ عنها حتى في أي حديثٍ صحيح ٍأو ضعيفٍ : ولا حتى في قول ٍمأثور !..
فهذا هو مثال هؤلاء فيما يؤلفون ..

ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم ..