إلى حب الله
08-01-2011, 01:01 AM
--------
1... سورة الفاتحة ..
---------------
وهي مكية .. وعدد آياتها سبع بإضافة البسملة إليها والله أعلم ..
<وإن لم تكن البسملة آية فيها : فقد رجح البعض أن آيتها الأخيرة هي آيتين فتصير سبعا ً>
وهي السبع المثاني المذكورة في سورة الحجر 87 في قوله تعالى :
" ولقد آتيناك : سبعا ًمن المثاني : والقرآن العظيم " .. وعطف السبع من المثاني هنا على
القرآن العظيم : هو من عطف العام على الخاص ..
وقيل في سبب تسمية الفاتحة بالسبع المثاني : أنها تتكون من سبع آيات : وأنها تتكرر في
الصلوات وتعاد مرتين مرتين مع الركعات (لأن غالب الصلوات تتكون من ركعتين ركعتين ما
عدا صلاتي المغرب والوتر) ...
وأما الدليل من السنة على أن السبع المثاني هي الفاتحة .. فعن سعيد بن المعلى قال :
" قال لي النبي : ألا أ ُعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد ؟.. فذهب
النبي ليخرج : فذكرَته (أي ذكرته بكلامه لي) فقال : الحمد لله رب العالمين : هي السبع
المثاني .. والقرآن العظيم الذي أوتيته " ... رواه البخاري ..
وسماها النبي صلى الله عليه وسلم أيضا ً: أم القرآن : لاشتمالها على أكثر معانيه ومقاصده !
وسُميت أيضا ًبـ : الشافية : للحديث الشهير للصحابي الذي رقى بها ملدوغا ًفشفاه الله !!..
وأترككم مع الآيات بإيجاز ...
----
1)) بسم الله (أي الكلام التالي هو باسم الله) .. الرحمن الرحيم (الرحمة هي إرادة الخير
لأهله ومُستحقيه .. وقيل الرحمن : يشمل الرحمة العامة لكل المخلوقات : حتى الكافر
منهم .. وحتى الحيوان والطير .. إلخ وقيل الرحيم : هي الرحمة الخاصة بالمؤمنين !
ولا تخفى لطيفة اختيار الله تعالى لهذين الاسمين خصوصا ًمن أسمائه الحسنى ليبدأ بهما قرآنه :
ليُشجع حتى العاصي والمُسرف على نفسه : أن يقرأ كلام ربه الرحمن الرحيم ولا يخف !!) .....
2)) الحمد لله (إعلان الثناء على الله وحده : فالخير في يديه .. والشر ليس إليه : وإن كان
قد سمح بوقوعه لحِكمة إظهار كل مخلوق ٍمُختار على حقيقته من الخير والشر : ثم يُوفي
الجميع أعمالهم بعد الممات بغير ظلم ٍ) .. رب العالمين (أي رب جميع العوالم المخلوقة
مثل عالم الملأ الأعلى الملائكة وعالم الإنس وعالم الجن وعالم الطير وعالم الجماد وعالم
الحيوان وعالم النبات وما الله به أعلم .. وهنا لطيفة .. وهي الفرق بين الإله والرب .. فالإله
هو الذي يُعبد ويُطاع ويُذبح له ويُنسك له .. فقد يكون الإله هو العقل !!.. أو الهوى !!..
أو الصنم !!.. أو النجم !!.. أو المال !!.. أو الشهوة !!.. أو السلطة !!.. أو الإنسان !!..
وأما الله : فهو اسم إله المسلمين .. وأما الرب : فهو متولي تربية عباده والقائم على شئونهم !
مثلما نقول رب الأسرة وربة البيت وهكذا .. فالرب هو موجد المخلوقات ورازقها وهاديها
في حياتها : كلٌ لما خــُلق له .. ومن هنا : فالكافرين والملحدين : ورغم عنادهم وتكبرهم
على قبول ألوهية الله تعالى والانصياع له في العبادة والطاعة : إلا أنهم عند الحاجة وعند
التفكر : لا يُنكرون أن لهم ربا ًخالقا ًومبدعا ًورازقا ًومُجيبا ً!!!.. ولكن : لا ينفعهم اعترافهم
بالله تعالى ربا ًفقط من دون إله !!.. بل : هذا كان عين كفر قوم النبي صلى الله عليه وسلم !
حيث كانوا يعترفون بالله ربا ًولكن : قد صرفوا العبادة والطاعة والنسك لغيره من الأصنام !
فظنوا أنها تشترك مع الله تعالى في ملك الضر أو النفع لهم : وظنوا أنها تقربهم إلى الله
زلفى كما حكى عنهم القرآن .. ولعله من الغريب أيضا ًأن نجد اليوم مَن يسيرون على هذا
النهج من الإيمان برب ٍخالق : ولكن : يُنكرون أنه له أوامر وشرع !!.. وهؤلاء يُسمون بـ :
الربوبيين .. حيث أبت عقولهم الاعتراف بوجود أنفسهم والكون من دون خالق : ولكن
أيضا ًأبت نفوسهم المتمردة على الحق : أن تتقيد بقيود الشرع والعبادات) !
3)) الرحمن الرحيم (تكرر ذكرهما هنا للتأكيد عليهما من جهة .. ومن الجهة الأخرى :
يفيد بأن الله تعالى الذي هو رب للعالمين : فهو يتصف في تلك الربوبية بالرحمن والرحيم :
والتي تشمل معنى التقويم أيضا ًللعباد بالتربية والإصلاح لهم بالشدة تارة وباللين تارة ولكن :
في إطار الرحمة العامة للجميع : إلا مَن يُعاند منهم ويختار الكفر على الإيمان) !
4)) مالك يوم الدين (أي المالك الأوحد ليوم الجزاء والحساب : حيث في الدنيا يغتر
الجاهلون بملوكها من الإنس والجن ومن الأمم الجبارة .. ولكن يوم القيامة تظهر الحقيقة
للكل !!.. وهي أنه لا مالك في الحقيقة إلا الله عز وجل !!.. وأن الكل كان يُمتحن فيما
أمّره الله تعالى عليه في الدنيا !!.. ثم حان وقت الحساب والجزاء) ..
5)) إياك نعبد (والحديث هنا انتقل في أسلوبه إلى المؤمنين أنفسهم حيث يقولون لله تعالى :
إياك وحدك يا رب نعبد ونخلص في عبادتك وطاعتك بعكس المشركين وغيرهم) .. وإياك
نستعين (أي وبك وحدك نستعين في الحقيقة يا رب على كل شيء في حياتنا .. نستعين بك
على العبادة .. وعلى الاستقامة .. ونستعين بك : بما قد يترتب على هذه العبادة والاستقامة
من متاعب وابتلاءات في الحياة مع قوى الشر التي لا يُرضيها وجود العابدين المستقيمين) !
6)) اهدنا الصراط المستقيم (وهو دعاء ٌجاء أيضا ًبصيغة الجمع : ليؤكد على روح الجماعة
الإسلامية بين أفراد المجتمع المؤمن .. والذي يدعو أحدهم بالخير بصيغة الجمع له
ولإخوانه : حتى ولو كان يدعو منفردا ً!!.. والصراط المستقيم : هو الطريق القويم الذي لا
اعوجاج فيه .. وهو أقصر طريق للخير والنجاة : وهي سمة الحق دوما ًفي بساطته ووضوحه !
وكما يقولون : أقصر طريق بين نقطتين : هو الخط المستقيم !!.. ومن سمات الحق أيضا ً
أنه أبلج .. لا يحتاج لكثير لف ٍودوران لتزيين الباطل لإضفاء المنطقية عليه !!.. وأما الباطل
فهو دوما ًلجلج !!.. أي متذبذب متردد : ينفي الشيء حينا ً: ثم هو يُثبته في حين ٍآخر !!
وكل مَن تحدث مع كافر ٍأو ضال : لمس هذا الاضطراب في عقله ونفسيته وتفكيره) !
7)) صراط الذين أنعمت عليهم (وهم المؤمنين الذي رضي الله عنهم : ورضوا عنه .. ورضى
بهم الله عبيدا ً.. ورضوا هم بالله ربا ًوإلها ً) .. غير المغضوب عليهم (وهو صراط كل مَن
عرف الحق وتأكد منه : ثم تكبر عليه وجحده على علم !!.. وهؤلاء خير مثال ٍعليهم هم
اليهود) .. ولا الضالين (أي وغير صراط الضالين في هذه الحياة عن الحق : والذين لم
يهمهم حينا ًمن الدهر التبصر في مآلهم بعد الموت !!.. وهل هم على الدين أو المذهب
الصواب أم الخطأ في حياتهم ؟!!.. إذ ليس كل مَن وُلد مسلما ًدخل الجنة !!.. وليس كل
مَن وُلد غير مسلم ٍ: ظل على ما هو عليه ودخل النار !!.. بل قد وزع الله تعالى على البشر
كل ٍامتحانه بما يُناسبه لإظهار حقيقة كفره وإيمانه وإرادته للخير أو للشر ورضاه بأي ٍمنهما !
وهؤلاء خير مثال ٍعليهم هم النصارى) ..
--------
وأخيرا ً........
فإنه لعظمة سورة الفاتحة : فإني أنصح كل مسلم ٍومسلمة ممَن يشكو بالسرحان فيها أو
عدم التركيز أو الخشوع فيها وتدبرها .. أنصحه بأن يقرأها ببطء وليس بسرعة .. وأنصحه
أيضا ًبقراءتها بصوتٍ مرتفع ٍولو قليلا ًفي الصلاة السرية في السنة أو الظهر والعصر إلخ
فذلك كله يساعده في تدبر معاني ما يقرأ من القرآن في صلاته عموما ً: ومعاني ما يقرأ
من الفاتحة خصوصا ً: ولاسيما بعدما تجولت بكم في رحاب معانيها الزاخرة التي لا تنتهي !
ولا سيما أيضا ًوهو يستحضر التقسيم التالي لآياتها : والذي ذكره لنا أبو هريرة رضي الله
عنه من حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال :
" قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين (والصلاة هنا بمعنى الدعاء :
حيث صور لنا الله تعالى سورة الفاتحة بأكملها : على أنها دعاء) .. ولعبدي ما سأل ..
فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين : قال الله تعالى : حمدني عبدي .. وإذا قال :
الرحمن الرحيم : قال الله تعالى : أثنى عليّ عبدي .. وإذا قال : مالك يوم الدين : قال :
مجدني عبدي (أي عظمني وشرفني - وفي رواية أنه قال : فوض إلي عبدي) .. فإذا قال :
إياك نعبد .. وإياك نستعين : قال : هذا بيني وبين عبدي .. ولعبدي ما سأل .. فإذا قال :
اهدنا الصراط المستقيم : صراط الذين أنعمت عليهم : غير المغضوب عليهم : ولا
الضالين : قال : هذا لعبدي .. ولعبدي ما سأل " ...
رواه مسلم وغيره ..
والله تعالى الموفق ..
1... سورة الفاتحة ..
---------------
وهي مكية .. وعدد آياتها سبع بإضافة البسملة إليها والله أعلم ..
<وإن لم تكن البسملة آية فيها : فقد رجح البعض أن آيتها الأخيرة هي آيتين فتصير سبعا ً>
وهي السبع المثاني المذكورة في سورة الحجر 87 في قوله تعالى :
" ولقد آتيناك : سبعا ًمن المثاني : والقرآن العظيم " .. وعطف السبع من المثاني هنا على
القرآن العظيم : هو من عطف العام على الخاص ..
وقيل في سبب تسمية الفاتحة بالسبع المثاني : أنها تتكون من سبع آيات : وأنها تتكرر في
الصلوات وتعاد مرتين مرتين مع الركعات (لأن غالب الصلوات تتكون من ركعتين ركعتين ما
عدا صلاتي المغرب والوتر) ...
وأما الدليل من السنة على أن السبع المثاني هي الفاتحة .. فعن سعيد بن المعلى قال :
" قال لي النبي : ألا أ ُعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد ؟.. فذهب
النبي ليخرج : فذكرَته (أي ذكرته بكلامه لي) فقال : الحمد لله رب العالمين : هي السبع
المثاني .. والقرآن العظيم الذي أوتيته " ... رواه البخاري ..
وسماها النبي صلى الله عليه وسلم أيضا ً: أم القرآن : لاشتمالها على أكثر معانيه ومقاصده !
وسُميت أيضا ًبـ : الشافية : للحديث الشهير للصحابي الذي رقى بها ملدوغا ًفشفاه الله !!..
وأترككم مع الآيات بإيجاز ...
----
1)) بسم الله (أي الكلام التالي هو باسم الله) .. الرحمن الرحيم (الرحمة هي إرادة الخير
لأهله ومُستحقيه .. وقيل الرحمن : يشمل الرحمة العامة لكل المخلوقات : حتى الكافر
منهم .. وحتى الحيوان والطير .. إلخ وقيل الرحيم : هي الرحمة الخاصة بالمؤمنين !
ولا تخفى لطيفة اختيار الله تعالى لهذين الاسمين خصوصا ًمن أسمائه الحسنى ليبدأ بهما قرآنه :
ليُشجع حتى العاصي والمُسرف على نفسه : أن يقرأ كلام ربه الرحمن الرحيم ولا يخف !!) .....
2)) الحمد لله (إعلان الثناء على الله وحده : فالخير في يديه .. والشر ليس إليه : وإن كان
قد سمح بوقوعه لحِكمة إظهار كل مخلوق ٍمُختار على حقيقته من الخير والشر : ثم يُوفي
الجميع أعمالهم بعد الممات بغير ظلم ٍ) .. رب العالمين (أي رب جميع العوالم المخلوقة
مثل عالم الملأ الأعلى الملائكة وعالم الإنس وعالم الجن وعالم الطير وعالم الجماد وعالم
الحيوان وعالم النبات وما الله به أعلم .. وهنا لطيفة .. وهي الفرق بين الإله والرب .. فالإله
هو الذي يُعبد ويُطاع ويُذبح له ويُنسك له .. فقد يكون الإله هو العقل !!.. أو الهوى !!..
أو الصنم !!.. أو النجم !!.. أو المال !!.. أو الشهوة !!.. أو السلطة !!.. أو الإنسان !!..
وأما الله : فهو اسم إله المسلمين .. وأما الرب : فهو متولي تربية عباده والقائم على شئونهم !
مثلما نقول رب الأسرة وربة البيت وهكذا .. فالرب هو موجد المخلوقات ورازقها وهاديها
في حياتها : كلٌ لما خــُلق له .. ومن هنا : فالكافرين والملحدين : ورغم عنادهم وتكبرهم
على قبول ألوهية الله تعالى والانصياع له في العبادة والطاعة : إلا أنهم عند الحاجة وعند
التفكر : لا يُنكرون أن لهم ربا ًخالقا ًومبدعا ًورازقا ًومُجيبا ً!!!.. ولكن : لا ينفعهم اعترافهم
بالله تعالى ربا ًفقط من دون إله !!.. بل : هذا كان عين كفر قوم النبي صلى الله عليه وسلم !
حيث كانوا يعترفون بالله ربا ًولكن : قد صرفوا العبادة والطاعة والنسك لغيره من الأصنام !
فظنوا أنها تشترك مع الله تعالى في ملك الضر أو النفع لهم : وظنوا أنها تقربهم إلى الله
زلفى كما حكى عنهم القرآن .. ولعله من الغريب أيضا ًأن نجد اليوم مَن يسيرون على هذا
النهج من الإيمان برب ٍخالق : ولكن : يُنكرون أنه له أوامر وشرع !!.. وهؤلاء يُسمون بـ :
الربوبيين .. حيث أبت عقولهم الاعتراف بوجود أنفسهم والكون من دون خالق : ولكن
أيضا ًأبت نفوسهم المتمردة على الحق : أن تتقيد بقيود الشرع والعبادات) !
3)) الرحمن الرحيم (تكرر ذكرهما هنا للتأكيد عليهما من جهة .. ومن الجهة الأخرى :
يفيد بأن الله تعالى الذي هو رب للعالمين : فهو يتصف في تلك الربوبية بالرحمن والرحيم :
والتي تشمل معنى التقويم أيضا ًللعباد بالتربية والإصلاح لهم بالشدة تارة وباللين تارة ولكن :
في إطار الرحمة العامة للجميع : إلا مَن يُعاند منهم ويختار الكفر على الإيمان) !
4)) مالك يوم الدين (أي المالك الأوحد ليوم الجزاء والحساب : حيث في الدنيا يغتر
الجاهلون بملوكها من الإنس والجن ومن الأمم الجبارة .. ولكن يوم القيامة تظهر الحقيقة
للكل !!.. وهي أنه لا مالك في الحقيقة إلا الله عز وجل !!.. وأن الكل كان يُمتحن فيما
أمّره الله تعالى عليه في الدنيا !!.. ثم حان وقت الحساب والجزاء) ..
5)) إياك نعبد (والحديث هنا انتقل في أسلوبه إلى المؤمنين أنفسهم حيث يقولون لله تعالى :
إياك وحدك يا رب نعبد ونخلص في عبادتك وطاعتك بعكس المشركين وغيرهم) .. وإياك
نستعين (أي وبك وحدك نستعين في الحقيقة يا رب على كل شيء في حياتنا .. نستعين بك
على العبادة .. وعلى الاستقامة .. ونستعين بك : بما قد يترتب على هذه العبادة والاستقامة
من متاعب وابتلاءات في الحياة مع قوى الشر التي لا يُرضيها وجود العابدين المستقيمين) !
6)) اهدنا الصراط المستقيم (وهو دعاء ٌجاء أيضا ًبصيغة الجمع : ليؤكد على روح الجماعة
الإسلامية بين أفراد المجتمع المؤمن .. والذي يدعو أحدهم بالخير بصيغة الجمع له
ولإخوانه : حتى ولو كان يدعو منفردا ً!!.. والصراط المستقيم : هو الطريق القويم الذي لا
اعوجاج فيه .. وهو أقصر طريق للخير والنجاة : وهي سمة الحق دوما ًفي بساطته ووضوحه !
وكما يقولون : أقصر طريق بين نقطتين : هو الخط المستقيم !!.. ومن سمات الحق أيضا ً
أنه أبلج .. لا يحتاج لكثير لف ٍودوران لتزيين الباطل لإضفاء المنطقية عليه !!.. وأما الباطل
فهو دوما ًلجلج !!.. أي متذبذب متردد : ينفي الشيء حينا ً: ثم هو يُثبته في حين ٍآخر !!
وكل مَن تحدث مع كافر ٍأو ضال : لمس هذا الاضطراب في عقله ونفسيته وتفكيره) !
7)) صراط الذين أنعمت عليهم (وهم المؤمنين الذي رضي الله عنهم : ورضوا عنه .. ورضى
بهم الله عبيدا ً.. ورضوا هم بالله ربا ًوإلها ً) .. غير المغضوب عليهم (وهو صراط كل مَن
عرف الحق وتأكد منه : ثم تكبر عليه وجحده على علم !!.. وهؤلاء خير مثال ٍعليهم هم
اليهود) .. ولا الضالين (أي وغير صراط الضالين في هذه الحياة عن الحق : والذين لم
يهمهم حينا ًمن الدهر التبصر في مآلهم بعد الموت !!.. وهل هم على الدين أو المذهب
الصواب أم الخطأ في حياتهم ؟!!.. إذ ليس كل مَن وُلد مسلما ًدخل الجنة !!.. وليس كل
مَن وُلد غير مسلم ٍ: ظل على ما هو عليه ودخل النار !!.. بل قد وزع الله تعالى على البشر
كل ٍامتحانه بما يُناسبه لإظهار حقيقة كفره وإيمانه وإرادته للخير أو للشر ورضاه بأي ٍمنهما !
وهؤلاء خير مثال ٍعليهم هم النصارى) ..
--------
وأخيرا ً........
فإنه لعظمة سورة الفاتحة : فإني أنصح كل مسلم ٍومسلمة ممَن يشكو بالسرحان فيها أو
عدم التركيز أو الخشوع فيها وتدبرها .. أنصحه بأن يقرأها ببطء وليس بسرعة .. وأنصحه
أيضا ًبقراءتها بصوتٍ مرتفع ٍولو قليلا ًفي الصلاة السرية في السنة أو الظهر والعصر إلخ
فذلك كله يساعده في تدبر معاني ما يقرأ من القرآن في صلاته عموما ً: ومعاني ما يقرأ
من الفاتحة خصوصا ً: ولاسيما بعدما تجولت بكم في رحاب معانيها الزاخرة التي لا تنتهي !
ولا سيما أيضا ًوهو يستحضر التقسيم التالي لآياتها : والذي ذكره لنا أبو هريرة رضي الله
عنه من حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال :
" قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين (والصلاة هنا بمعنى الدعاء :
حيث صور لنا الله تعالى سورة الفاتحة بأكملها : على أنها دعاء) .. ولعبدي ما سأل ..
فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين : قال الله تعالى : حمدني عبدي .. وإذا قال :
الرحمن الرحيم : قال الله تعالى : أثنى عليّ عبدي .. وإذا قال : مالك يوم الدين : قال :
مجدني عبدي (أي عظمني وشرفني - وفي رواية أنه قال : فوض إلي عبدي) .. فإذا قال :
إياك نعبد .. وإياك نستعين : قال : هذا بيني وبين عبدي .. ولعبدي ما سأل .. فإذا قال :
اهدنا الصراط المستقيم : صراط الذين أنعمت عليهم : غير المغضوب عليهم : ولا
الضالين : قال : هذا لعبدي .. ولعبدي ما سأل " ...
رواه مسلم وغيره ..
والله تعالى الموفق ..