المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة نيلسون مانديلا لثوّار مصر وتونس - للنقاش أيها الكرام -



فخر الدين المناظر
08-09-2011, 08:10 AM
أنقل إليكم رسالة نيلسون منديلا، التي أبدى فيها وجهة نظره، هذه الأخيرة التي قد تبدوا للبعض غامضة بعض الشيء وملغومة، وللبعض الآخر نصيحة بحسن نية .. والله أعلم بحقيقة الحال.

أنقلها لكم للنقاش والتمحيص .. :


رسالة نيلسون مانديلا لثوّار مصر وتونس

ينشر موقع "هسبريس" نص رسالة تاريخية وجهها الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا، إلى ثوار مصر وتونس خاصةً، وثوار العرب عامةً.

وفي ما يلي نصها:

أعتذر أولاً عن الخوض في شؤونكم الخاصة، وسامحوني إن كنت دسست أنفي فيما لا ينبغي أن تقحم فيه.

لكني أحسست أن واجب النصح أولاً، والوفاء ثانيًا لما أوليتمونا إياه من مساندة أيام قراع الفصل العنصري يحتمان علي رد الجميل وإن بإبداء رأي محّصته التجارب وعجمتْه الأيامُ وأنضجته السجون.

أحبتي ثوار العرب؛ لا زلت أذكر ذلك اليوم بوضوح. كان يومًا مشمسًا من أيام كيب تاون. خرجت من السجن بعد أن سلخت بين جدرانه عشرة آلاف عام.

خرجت إلى الدنيا بعدما وُورِيتُ عنها سبعًا وعشرين عامًا لأني حلمت أن أرى بلادي خالية من الظلم والقهر والاستبداد ورغم أن اللحظة أمام سجن فكتور فستر كانت كثيفة على المستوى الشخصي إذ سأرى وجوه أطفالي وأمهم بعد كل هذا الزمن، إلا أن السؤال الذي ملأ جوانحي حينها هو:

كيف سنتعامل مع إرث الظلم لنقيم مكانه عدلاً؟

أكاد أحس أن هذا السؤال هو ما يقلقكم اليوم. لقد خرجتم لتوكم من سجنكم الكبير وهو سؤال قد تحُدّد الإجابة عليه طبيعة الاتجاه الذي ستنتهي إليه ثوراتكم.

إن إقامة العدل أصعب بكثير من هدم الظلم.

فالهدم فعل سلبي والبناء فعل إيجابي.

أو على لغة أحد مفكريكم –حسن الترابي- فإن إحقاق الحق أصعب بكثير من إبطال الباطل.

أنا لا أتحدث العربية للأسف، لكن ما أفهمه من الترجمات التي تصلني عن تفاصيل الجدل السياسي اليومي في مصر وتونس تشي بأن معظم الوقت هناك مهدر في سب وشتم كل من كانت له صلة تعاون مع النظامين البائدين وكأن الثورة لا يمكن أن تكتمل إلا بالتشفي والإقصاء، كما يبدو لي أن الاتجاه العام عندكم يميل إلى استثناء وتبكيت كل من كانت له صلة قريبة أو بعيدة بالأنظمة السابقة.

ذاك أمر خاطئ في نظري.

أنا أتفهم الأسى الذي يعتصر قلوبكم وأعرف أن مرارات الظلم ماثلة، إلا أنني أرى أن استهداف هذا القطاع الواسع من مجتمعكم قد يسبب للثورة متاعب خطيرة، فمؤيدو النظامالسابق كانوا يسيطرون على المال العام وعلى مفاصل الأمن والدولة وعلاقات البلد مع الخارج. فاستهدافهم قد يدفعهم إلى أن يكون إجهاض الثورة أهم هدف لهم في هذه المرحلة التي تتميز عادة بالهشاشة الأمينة وغياب التوازن. أنتم في غنى عن ذلك، أحبتي.

إن أنصار النظام السابق ممسكون بمعظم المؤسسات الاقتصادية التي قد يشكل استهدافها أو غيابها أو تحييدها كارثة اقتصادية أو عدم توازن أنتم في غنى عنه الآن.

عليكم أن تتذكروا أن أتباع النظام السابق في النهاية مواطنون ينتمون لهذا البلد، فاحتواؤهم ومسامحتهم هي أكبر هدية للبلاد في هذه المرحلة، ثم إنه لا يمكن جمعهم ورميهم في البحر أو تحييدهم نهائياً، ثم إن لهم الحق في التعبير عن أنفسهم وهو حق ينبغي أن يكون احترامه من أبجديات ما بعد الثورة.

أعلم أن مما يزعجكم أن تروا ذات الوجوه التي كانت تنافق للنظام السابق تتحدث اليوم ممجدة الثورة، لكن الأسلم أن لا تواجهوهم بالتبكيت إذا مجدوا الثورة، بل شجعوهم على ذلك حتى تحيدوهم وثقوا أن المجتمع في النهاية لن ينتخب إلا من ساهم في ميلاد حريته.

إن النظر إلى المستقبل والتعامل معه بواقعية أهم بكثير من الوقوف عند تفاصيل الماضي المرير.

أذكر جيدا أني عندما خرجت من السجن كان أكبر تحد واجهني هو أن قطاعا واسعا من السود كانوا يريدون أن يحاكموا كل من كانت له صلة بالنظام السابق، لكنني وقفت دون ذلك وبرهنت الأيام أن هذا كان الخيار الأمثل ولولاه لانجرفت جنوب إفريقيا إما إلى الحرب الأهلية أو إلى الديكتاتورية من جديد. لذلك شكلت “لجنة الحقيقة والمصالحة” التي جلس فيها المعتدي والمعتدى عليه وتصارحا وسامح كل منهما الآخر.

إنها سياسة مرة لكنها ناجحة.

أرى أنكم بهذه الطريقة– وأنتم أدرى في النهاية- سترسلون رسائل اطمئنان إلى المجتمع الملتف حول الديكتاتوريات الأخرى أن لا خوف على مستقبلهم في ظل الديمقراطية والثورة، مما قد يجعل الكثير من المنتفعين يميلون إلى التغيير، كما قد تحجمون خوف وهلع الدكتاتوريات القائمه من طبيعة وحجم ما ينتظرها.

تخيلوا أننا في جنوب إفريقيا ركزنا – كما تمنى الكثيرون- على السخرية من البيض وتبكيتهم واستثنائهم وتقليم أظافرهم؟ لو حصل ذلك لما كانت قصة جنوب إفريقيا واحدة من أروع قصص النجاح الإنساني اليوم.

أتمنى أن تستحضروا قولة نبيكم: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.

نلسون روهلالا مانديلا
هوانتون – جوهانزبيرغ

http://hespress.com/international/35973.html

عياض
08-10-2011, 01:57 AM
صدق الرجل في نظري...و قد أشرت الى قريب من هذا هنا (http://www.eltwhed.com/vb/showpost.php?p=224599&postcount=27)و لكن آنذاك خفت ان أستفيض حتى لا اتكلم فيما لم اقف عليه خلافا لما عليه الجمهور و السواد و ما تكون كلمة ؟؟...

مستفيد..
08-10-2011, 02:43 AM
أرى أن الرجل غير ملم بواقع البلدان العربية..فرموز النظام السابق ليسوا إلا أجهزة استعمارية متخفية تحت جنسيات محلية..
أتذكر وصف أحد الإخوة لما كان عليه الحال في تونس..قال " كل بلدان العالم تتجسس على البلدان الأجنبية لفائدة شعوبها إلا تونس تتجسس على شعبها لفائدة بلدان أجنبية..!"
إذن فالمشكل ليس في كون هؤلاء الرموز يرغبون في العفو وإلا لكانوا فعلا هم الطلقاء ولكن المشكل انهم لا يُريدون لهذه الشعوب أن تكون " طلقاء "

Digital
08-16-2011, 06:15 PM
رسالة نيلسون مانديلا لثوّار مصر وتونس

إن النظر إلى المستقبل والتعامل معه بواقعية أهم بكثير من الوقوف عند تفاصيل الماضي المرير.
-------
إنها سياسة مرة لكنها ناجحة.
-----------
أتمنى أن تستحضروا قولة نبيكم: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.
--------
نلسون روهلالا مانديلا
هوانتون – جوهانزبيرغ


http://hespress.com/international/35973.html


كلمة حق
إذا كان الهدف من الثورة الإصلاح والصلاح فلابد انهم يعرفون ماعليهم لتحقيق كل ذلك
وإذاكان الهدف هو الإسقاط ليس غير بثلاثيته
السلطة , الإنتقام , التشفى .
فعلى الثورة البيضاء السلام

حسن المرسى
08-16-2011, 07:39 PM
أتمنى أن تستحضروا قولة نبيكم: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.
يعرفون أننا مسلمون .. وهذا إنطباعهم عنا ..

______________________
مسألة المسامحة التى يقصدها مسألة مهمة .. فبعيداً عن الرموز الكبيرة .. يجب إحتواء باقى المستفيدين من النظام السابق ..
والذين كانوا يشكلون قطاعا واسعا فى المجتمع .. لا يصلح إقصائه ..
ولا أعنى المتورطين المباشرين ..
كمثال أرى فى الجامعات محاولة لإقالة كل الرموز القديمة بما لها وما عليها ..
وأيضا فى الوزارات كل وكلاء الوزارات مستهدفون الصالح منهم والطالح .. وهكذا ..
...*** أذكر أحد الإخوة الذين عذبوا فى أمن الدولة وإعتقلوا لمدة ليست بالقصيرة ..
كنت أكلمه عن هذا الضابط الذى كان يضطهده أن يتتبعه ويرد له بعض ما عاناه ..
فقال لى : هذا إنتهى وقته .وأصبح شخصاً محترقاً ..
دعه يموت غيظاً وكمداً فى منزله .. ويخرج شحنة الكمد التى فى نفسه فى زوجته وأطفاله ..
المشكلة فى البناء فعلاً ..