المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر في الثورة المصرية



طارق السيد
08-16-2011, 01:05 AM
خواطر في الثورة المصرية

1- رأيت نوعين من الشباب خلال هذه الثورة على طرفي نقيض.. الشباب الذي كان يبيت في حراسة مداخل ميدان التحرير ليالي الثورة وذاق لباس الخوف والجوع و صد هجمات البلطجية ..ألا بارك الله أقداما اغبرت في مداخل ميدان التحرير . وشباب آخرين كانوا يدورون على المعتصمين في الأيام الأخيرة قبل خلع الرئيس يناقشونهم في جدوى الاعتصام "الذي سوف يجعل إسرائيل تهاجمنا" بزعمهم.. كلام ساقط وحجج تثير الاشمئزاز تجعلك ترتاب في دوافع هؤلاء الشباب أو دوافع من أرسلهم! اليوم تطورت عينة من هؤلاء الشباب الأخير لتلبس مسوح الثورة فتهاجم وتشتم باسم الثورة من شاءت بما شاءت بدون خطام ولا زمام .. أظن الجميع اليوم يعرف دوافع من أرسلهم !
2- من أجمل ما شاهدناه أثناء الثورة أناس بسطاء الحال والتعليم ولكن عند حديثك معهم تجد وعيا كبيرا وثقافة عميقة..رأيت مرة رجلا يبيع الشاي على الأرض يوم 11 فبراير وقد ألف قصيدة شعرية عامية جميلة يلقيها أثناء عمله للشاي ! أظهرت الثورة أيضا أن في المصريين خصال جميلة ومهارات إبداعية كثيرة كانت محجوبة عن أعيننا بسبب سمك طبقة الفساد.. عندما يفسد النظام فإنه للأسف يؤثر في أخلاق الناس
3- يقولون أن الثورة المصرية أعظم ثورة في التاريخ المعاصر وفي الحقيقة إن كانت ثورتنا قدمت ثمانمئة وخمسين شهيدا فقد قدمت الثورة السورية المستمرة منذ خمسة أشهر حوالي ثلاثة أضعاف هذا العدد من الشهداء وعدد ضخم من المعتقلين وإن كانت ثورتنا استمرت ثلاث جمع فقد استمرت الثورة اليمنية طويلة النفس خمسا وعشرين جمعة وكلتاهما ثورة سلمية كثورتنا إلا أن الله أكرمنا بانحياز الجيش لنا أخيرا فصار جزءا من الثورة.
4- عرفنا قدر مصر بين دول العالم حين كنت تفتح محطة مثل السي إن إن في خضم الثورة فلا تجد لها تقريبا حديثا غير مصر
5- انظر كيف أن بعض الناس البسطاء قبل تنحي مبارك كانت تقول للثوار "لقد تحققت 90 % من مطالبكم .. يكفيكم هذا !!" ومثل ذلك قول أحدهم "خلع مبارك هو إهانة لمصر" أو قولهم "إن كان هناك مليونان في الشوارع يهتفون بسقوط مبارك فهناك ثمانية وسبعون مليونا في البيوت يريدونه ! " للأسف مسلسل الاستخفاف بالعقول هذا لم يتوقف حتى بعد الثورة ولكن صار باسم الثورة!
6- ألا ترى أن من أقوى روافد هذه الثورة هو الأمل الذي تشبعت به النفوس بعد أن رأوا كيف فعل الله ببن علي ويوم هروبه من تونس ؟
7- بعض المصطلحات المركبة والتراكيب الإبداعية الجديدة مثل (الثورة المضادة - فلول الوطني- مليونية-) عندما تستخدمها لتصف ظواهر موجودة بالفعل فإنها تكون مساعدة جدا في بناء أفكار مركبة عن ظواهر المجتمع بعكس لو لم تستحدث هذه التراكيب فإنك حينئذ لكي توصل نفس الفكرة تستغرق وقتا أطول في شرح الظاهرة أولا ثم توصيل فكرتك .. بعض المصطلحات في نفس السياق: البلطجة طائفية - مرتزقة الإعلام - أيتام النظام السابق- القافزون على الثورة - الحالمون بقصر العروبة !
8- يا ترى لو كانت فشلت هذه الثورة هل كان المغرضون سيتعامون عن رؤية " الملتحين " الذين كانوا في الميدان ويؤمون الناس أحيانا في الصلوات؟ يقولون أين كان السلفيون أثناء الثورة .. ولو كان السلفيون أثناءها بنفس عددهم جمعة الإرادة الشعبية ويطالبون بنفس مطالب الشعب لاتهم الكثير منهم الثوار بأنهم متطرفون و حرضوا النظام على الثورة " الوهابية " !!
9- من كان يظن أن الغرب بمراكز أبحاثه واستخباراته سوف يترك الشعوب العربية تختار أنظمة الحكم فيها بكامل حريتها بدون أي تدخل منه فهو واهم ولم يقرأ التاريخ.. علينا فقط أن نتبصر في ما يجري حولنا لنرى آثار ذلك
10- هل لمبارك من توبة؟ ومن يحول بينه وبينها؟ ولكن كيف يتوب مبارك؟ يعترف بينه وبين ربه أولا بكافة أخطائه وجرائمه ويسأله المغفرة بصدق. يطلب العفو من الشعب المصري - وربما من عدة شعوب عربية أخرى- فيما اقترف في حقه من جرائم. يرد ما استطاع من الأموال المغصوبة من الشعب ويعوض كل من ظلم أو عُذب في عهده عما أصابه.. يخبرنا بأسرار مؤامرات و جرائم الدول الكبرى في حق مصر والشعوب العربية طوال فترة حكمه وما كانت تكيده لنا مما قد لا يعلمه غيره في مصر لكي نكون على بصيرة منها ثم بعد ذلك يرضى بحكم القضاء فيه
11- هناك نفر من بني جلدتنا ليس هناك سقف لطموحاتهم في السرقة ! فقد سرقوا مصطلح المدنية واحتكروه لأنفسهم مع أن المدينة و المدني هي مسميات تحمل دلالات معينة في التاريخ الإسلامي منذ الهجرة المشرفة وسرقوا شرف المشاركة في صنع الثورة من فئة أصيلة من الشعب المصري لم تكن تخطؤها عين في الميدان وبعدها حاولوا سرقة مليونيتهم ولم يستطيعوا ويحاولون الآن سرقة البلد بأكملها في جيوبهم بعد أن لاحت لهم بشائر الهزيمة الصادقة في يوم الصناديق المرتقب ولن يستطيعوا بإذن الله.
12- لماذا لا يلجأ الإسلاميون لدار الإفتاء ومشيخة الأزهر لسؤالهما تحديدا هذا السؤال: هل يجوز للدولة المسلمة أن يكون في قوانينها ودستورها مواد تخالف الشريعة الإسلامية ؟ وحينها يكون لديهم حجة قوية ضد أي محاولة (بلطجة) علمانية ضدهم ويجعلون هذه الفتوى في الواجهة عند أى نزاع ويجعلونها مرجعا عند أي نقاش مع (شلة) الدولة المدنية ..لو فطن شيخ الأزهر لفقه اللحظة التاريخية التي تعيشها مصر الآن و خطر الجدال الدائر حول الهوية ولو أدرك ما لكلمته من صدى لكان أولى له أن يقول كلمة يذكرها له التاريخ ينتصر فيها لآية : أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون .. وأحسب أنه لو فعل لرفعه الله بها .. فهل يفعلها؟
13- رسالة إلى المجلس العسكري: ( وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ )
طارق السيد