المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهات حول تعدد الزوجات



القطري
08-18-2011, 05:58 AM
1 - ان غيرة الزوجة لا تقبل ان تشاركها امرأة في زوجها.
2 - أغلبية أبناء يرفضوا زوج أبيهم على أمهم.
3 - العدل بين الزوجات من مستحيل.
4 - تعدد لا يخلق أسر مترابطة والشواهد كثيرة.
5 - تعدد ينجب أولاد مشردين في المجتمع.
6 - يخلق خلافات اجتماعية بين العوائل.

adam.e90
08-18-2011, 09:08 AM
النقطة 1 و 3- تندرج تحت "فإن خفتم الا تعدلو فواحدة " ,, و العدل المقصود ليس المال فقط و لكن قدر الحب و الحالة القلبية و ليس مستحيلا !! فالعدل فى المال ليس مستحيلا و ان كان قصدك على الحالة القلبية فأقول لك ان الأب يحب اولاده كلهم بنفس القدر(الأول مثل الثانى مثل الثالث مثلا) ! و يمكن تطبيق ذلك على الزوجات . أين المستحيل !
2 - من اين جئت بهذه الاحصائية ؟ أم انها ثقافة البلد التى تعيش فيها !
4 - !! اثبت كلامك .. و حين تاتى بشىء يجب ان يكون له علاقة بالتعدد ذاته و ليس مشاكل يمكن ان تحدث فى اى اسرة و تقول ان التعدد السبب فيها كخلافات على الميراث و غيره
5 - ما علاقة التعدد بالأولاد !! يمكن ان يتزوج الرجل اربعة و ينجب من كل واحدة واحدا و هو ما يمكن فعله فى حين الزواج بواحدة فقط (انجاب 4) و فى الحقيقة يمكن ان يشرد الاولاد فى حين التزوج من واحدة فقط ما علاقة التعدد بتشرد الأولاد .
6 - تكرار للنقاط السابقة بصيغ كلامية اخرى خذ على سبيل المثال
7 - عدم قدرة الرجل على التوفيق بين الزوجات
8 - ظهور خلافات و ضغائن بين الزوجات ... إلخ

و كلها نقاط تتلخص فى (مقدرة) الرجل على الزواج من اكثر من واحدة و (العدل) بينهم !

و بهذه المناسبة تذكت مناظرة الشيخ ديدات رحمه الله مع سواجرت حين كانو فى البداية و كانو يمزحون مع بعضهم فقال ديدات نحن مسموح عندنا ان نتزوج بأربع فرد عليه سواجرت قال نحن عندنا الزواج بواحدة فقط و نخلص لها ,, و الغريب ان بعد فترة انتشرت فضيحة القس سواجرت فى جميع الصحف و ممارسته الدعارة ,, هذا الذى كان يقول انه يكتفى بواحدة و يخلص لها ذهب لغيرها لممارسة الرزيلة و هو قس !!! لأنه لم يكتفى بها .. و بعد ذلك طلع على شاشات التلفاز يعترف امام العالم انه اخطىء و يطلب من الله ان يسامحه !
...
من فضلك حين تأتى بشبه :
1 - تجتهد فى ان تردها مثل ما حاولت انا.
2 - او ترسل الى احد المحاورين الكرام فى المنتدى كى يردو عليها و لكن لا تتركها هكذا.

تقبل مرورى :)

عَرَبِيّة
08-18-2011, 09:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,


1 - ان غيرة الزوجة لا تقبل ان تشاركها امرأة في زوجها.
هذا صحيح { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } ,
ولكن ليس كل النساء , فمنهن من تذهب لتخطب لزوجها إذا لمست أنها لا تستطيع أن توفيه كل حقوقه ,
وفي الجهة المقابلة هناك الرجال من لا يحفظ من القرآن إلاّ قوله تعالى { مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ } .
وإن آثرت إمرأة الطلاق فهي أدرى بعواقب قرارها أو منافعة وهو أمرٌ مشروع وثاني خَيَاريْن من كريمٍ عليمْ { أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ } .

أغلبية أبناء يرفضوا زوج أبيهم على أمهم .
أظنك تقصد أنّ أغلبية الأبناء يرفضون زوجة أبيهم ,
بالتأكيد وهذا يعود للحالة النفسية - المؤقتة - التي يمر بها الأولاد ولكنها في أغلب الأحوال أيضاً تزول مع المعاملة الحسنة .
- تمتد هذه الحالة - السلبية - وقد تتحول إلى طبع فيهم إذا كانت والدتهم إنسانية غير واعية :
وتصور لهم زوجة أبيهم ككائن شرير , تريد الإنتقام من خلال أبنائها والله سبحانه وتعالى يقول { يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ }
- وقد نجد أيضاً بعض زوجات الأب لا يُحسنّ التعامل مع الأطفال :
فتقوم بتهديدهم , ضربهم , أو تحريض والدهم عليهم وكم شهدنا في السعودية من حالات العنف الأسرية فيها زوجة الأب طرف في جريمة , وأقول جريمة لأنّ عدد من الأطفال ماتوا نتيجة الضرب المبرح والعذاب الشديد الذي تعرضوا له ورسول الهُدى ( ص ) يقول "لا ضرر , ولا ضرار ، من ضار ضره الله ، ومن شاق شق الله عليه " ويقول " المؤمن للمؤمن كالبنيان يَشُدُّ بعضُه بعضاً – وشبك بين أصابعه " هذا بدل من أن تعين أحداهما الأخرى ..!!
- أو قد الأب نفسه سبباً في إعتلال نفسية أبنائه إذ يُكافئهم إذا أحسنوا معاملة زوجته الأخرى ويسيء إليهم إن أحسنوا لوالدتهم نكايةً بها :
وكان أولى به أن يقرأ ملياً قوله تعالى { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً } ويتقي الله , فالعدل نقيضه الجور : والجور الظلم : والظلمُ ظلمات يوم القيامة .


العدل بين الزوجات من مستحيل.
كيف يعني مستحيل ؟
اذكر ماالاستحالة في تحقيق العدالة ؟
وما هو مفهومك عن العدالة بين الزوجات ؟


تعدد ينجب أولاد مشردين في المجتمع .
مالعلاقة بين التعدد وتشُّرد الأطفال , إن كان الأصل في الإنجاب هو زيادة عدد الفاعلين في المجتمع ؟
{ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ }
قال ( ص ) : " إذا مات ابن آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث ، صدقه جاريه وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له " , عليْنا أن نتفكر ملياً في إسقاط الولد الطالح من هذه المعادلة ..!!


يخلق خلافات اجتماعية بين العوائل
إذاً تنقصنا ثقافة الحياة : التعايش , وفي مجتمعاتنا تُقدّم العاطفة والعادة على العقل والعبادة , قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }

تعدد لا يخلق أسر مترابطة
لو تعود بالنظر في ردي لمّا تمّ تلوينه بالوردي , لعرفتَ أنّ الإسلام بريء من تجاوزات الإنسان ,
وما عُلِّم بالبنفسجي فهي ماتقوم به النفس البشرية على خلاف ماجاءت به الأوامر الربانية , وإلى الله المشتكى .
فإن كانت هناك سلبيات , فيجب أن تُنكت على رؤوس المسؤولين وأفراد المجتمع نفسه ,
في ماليزيا لا يُكتب عقد القِران إلاّ إذا حضر الزوجان دورة تأهيلية للحياة الزوجية , وفي مجتمعاتنا تندر أيضاً مكاتب الإستشارات الأسرية والإجتماعية , في مجتمعاتنا الكثير من التجاوزات التي لا يقرها الإسلام , ومع هذا يبقى التناصح قليل وخصوصاً في هذا المجال الحساس , ربما يخجل شبابنا من الكلام فيه , ولكن ينبغي الكلام فيه لتأسيس أيدلوجية أو نظرة مشتركة في هذا الموضوع , نظرة إسلامية تقينا شر الجهل والإحتكام إلى الجاهلية .!!

أويس
08-18-2011, 09:44 AM
مع التذكير بأنه أبغض الحلال .

لقد سمعت الشيخ ابو اسحاق الحويني يقول في أحد فيديوهاته على اليوتوب، أنه لا يوجد شيء يسمى أبغض الحلال !! سأوافيك بالرابط إن وجدته إن شاء الله...

عَرَبِيّة
08-18-2011, 10:09 AM
صدقتَ أخي أويس بارك الله فيك ,
رجعت إلى بحث " درر سنية (http://www.dorar.net/enc/hadith)" ووجدتُ أنّ الحديث ضعيف .
تمّت إزالته , أزال الله عنك همّك وأجاب دعوتك ورزقك من حيثُ لا تحتسب .

أبو حمزة المصري
08-18-2011, 12:08 PM
إخوانى وأخواتى فى الله
أشهد الله إنى أحبكم فى الله جمعنا الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله
فى الحقيقه وددت أن أبين وأوضح للأستاذ قطرى وأرد عليه بالرد المفحم ولكن وجدت الإخوة والأخوات جزاهم الله كل الخير
جاءو بردود تفلق الحجر .
ولكنى أقول للأستاذ قطرى هل أنت مسلم
سوف تقول طبعاً طبعاً أنا مسلم أنت بتشك فى دينى
أقول لك أنا أسف لكن أفهم وخذها قاعدة وإنتبه جيداًيقول الله تعالى : " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36)" سورة الأحزاب
ووالله ضحكت كثيراً عندما قرأت كلمه شبهات فقد تذكرت ما يقوله الحزب الواطى اسف الوطنى بمصرنا الحبيبه بقياده
الهم إنى صائم .
كانوا يقولون شعار طفلين إثنين أفضل من عشره مش لائين .
والأن يقولون العلمانين لعنهم الله فى كل مكان وزمان لو إغلقت السياحه دخل مصر سوف يقل سبحان الله ألم يسمعوا قول الله تعالى
{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ } الآيات .
قوله سبحانه وتعالى { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى } هذا خطاب وخبر من الله سبحانه وتعالى لكل من يسكن قرية أو مدينة أو أي موطن من المواطن ، إخبار منه سبحانه وتعالى أن أهل القرية إذا آمنوا واتقوا الله سبحانه وتعالى فتح عليهم من بركات السماء والأرض مما لا يحتسبوه ، ولذا لا ترون المجتمع الذي خالف شرع الله سبحانه وتعالى وتعدى حدوده لا تراه إلا مجتمعا منحلا منحطا متأخرا إلا من كفر بالله سبحانه وتعالى فكما قال تعالى { لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ{196} مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ } وقد اخبر عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم ( أن الدنيا جنة الكفار وأنها سجن المؤمن ) فما ترونه من هطول أمطار ومن خضرة ومن خيرات في بعض البلدان الكافرة إنما هو استدراج من الله سبحانه وتعالى وهذا هو نعيمهم في الدنيا لكن مآلهم إلى النار – نسأل الله العافية .
{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ }
الإيمان لا يأتي إلا بالأمن ولا يأتي إلا بالخير { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ } ثم قال { وَاتَّقَواْ } ليس المعنى أن تؤمن بالله سبحانه وتعالى وتؤمن بما أمرك به فقط ( لا ) وإنما عليك أمر آخر ويضاف إليك أمر آخر وهو أن تتقي الله سبحانه وتعالى فلا تقع فيما حرمه ، قد يقيم العبد عبادة الله ، يصلي ، يصوم ، يزكي ، وما شابه ذلك من هذه العبادات لكنه لا يتورع عما حرَّم الله سبحانه وتعالى ومن ثَم فإن مثل هذه السيئات قد تُذهب بحسناته ، فكما أن الحسنات تذهب السيئات فكذلك العكس .
{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا }
من حين ما تسمع كلمة [ الفتح ] ألا يشعر قلبك بالراحة ؟ كلمة الفتح تختلف عن كلمة الإغلاق ، فكلمة الفتح تثير في الوجدان سعادة وراحة { لَفَتَحْنَا } في قراءة { لَفَتَّحْنَا } بالتشديد ، بمعنى أن التفتيح يكون أكثر وأكثر وأعظم .
{ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ }
لم يقل [ بركة ] وإنما قال بركات ، من أين ؟ { مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ } إذا حبس الله سبحانه وتعالى بركات الأرض وبركات السماء هَلَك الناس ، انحبس المطر عنا في العام الماضي ما هو حال الناس ؟ غارت العيون وغارت الآبار وقلت المياه ، لولا فضل الله سبحانه وتعالى وهيأ لنا من بركات الأرض وهو هذا [ البترول ] ما نستطيع به بفضل منه سبحانه وتعالى أن تحلى هذه المياه في البحار لولا فضل الله لهلكنا ، تأتينا هذه المياه من خارج المنطقة ، اسألوا المزارعين واسألوا أهل القرى كيف أحوالهم مع هذه المياه ؟ جفَّت الآبار وقلَّت المياه ، الله سبحانه وتعالى سمى المطر رحمة لأن به رحمة للعباد وللدواب وللأرض ، حينما تأتي الرياح ولم تجد أرضا رطبة أرضا مغمورة بالماء تأتي معها بالمكروبات ، بالأوساخ ، لكن حينما تكون الأرض رطبة غنية بالماء فإنها تأتي بالرطوبة ، تأتي بالراحة ، ارتفعت نسبة مرض [ الربو وحساسية الصدر ] في هذه السنة أكثر من السنوات الماضية .
{ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ }
كما قال تعالى { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} وقال تعالى { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً }الطلاق4 يجد أن أموره كلها ميسرة { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى }طه123 { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } النحل97.
{ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ }
تصوروا لو أن بركة الأرض في هذه البلاد اضمحلت وتضاءلت وزالت ، من بركات هذه الأرض التي نعيش عليها [ البترول ] لو غارت آبار البترول ، لو جفت ينابيعه كيف يكون حالنا ؟ أعندنا من القوة والجلد والنشاط ما عند أجدادنا ؟ لا والله ، والله ما عندنا إلا التعب ، ما عندنا إلا الخمول والكسل ، لو قيل لأحدنا هرول دقيقة واحدة أو دقيقتين لمات من تتابع أنفاسه ، فإذا أردتم أن تبقى نعمة الله سبحانه وتعالى عليكم أن تؤمنوا بالله وأن تتقوا الله وأن تأخذوا على أيدي السفهاء من الأولاد ومن النساء وممن ولاكم الله سبحانه وتعالى عليكم أمرهم .
{ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }
ما نزل بلاء إلا بكسبك ( ما نزل بلاء إلا بذنب ) سواء كان هذا الذنب عاما أم خاصا ، لنفتش أنفسنا { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ }المائدة49 ، ليس بكل ذنوبهم { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الروم41، ما نزل بنا من أمراض مختلفة ، ما حلَّ بالمجتمع من قحط ، من غلاء في الأسعار كل هذا فتنة وابتلاء واختبار من الله سبحانه وتعالى بسبب ذنوبنا ، بل بسبب بعض ذنوبنا من أجل أن نرجع إليه وأن نعود إليه { وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } ، ولذلك يقول سبحانه وتعالى { أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ{45} أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ } في تصرفاتهم يذهبون في الليل أو في النهار في معايشهم في البحث عن أرزاقهم { فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ{46} أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ} أي على تنقص شيئا فشيئا ، وها نحن والله نرى آثاره في مجتمعنا { أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ } كل ما مرت سنة تأتي مشكلة ، تأتي معضلة ، نأتي مصيبة ، كل هذه نُذر من الله سبحانه وتعالى { أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ } على تنقص – سبحان الله – { أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرؤُوفٌ رَّحِيمٌ } لم يأخذهم بغتة وإنما هو رؤوف رحيم يأخذهم شيئا فشيئا لعلهم يتعظوا ، لعلهم أن يتذكروا فإذا لم يتعظوا مع تتابع وتوالي هذه المصائب يدل على أن هناك قسوة وغلظة وغفلة في قلوبهم ، فما مصير هؤلاء إلا أن يأخذهم الله سبحانه وتعالى بعد حين على حين غِرة .
{ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ }الأعراف97
أن يأتيهم عذاب الله وهم بالليل نائمون ، إما من أمره سبحانه وتعالى جند من جنوده أو أن يسلط الله سبحانه وتعالى عليهم عدوا ، وأنتم تعلمون ما مضى مما يقرب من سبع عشرة سنة أو أكثر ، ماذا حلَّ لبعض البلدان التي تجاورنا ، أتاهم جارهم على حين غِرة وهم نائمون ، سلبت الأموال ، دُمِّرت الممتلكات ، أخذت النساء { أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ } هذا يدل على عظيم قدرة الله ومكر الله سبحانه وتعالى بمن خالف أمره في أي لحظة من اللحظات يمكن أن يأتي أمر الله ثم حينها يندم ابن آدم ولا ينفع الندم .

{ أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ }الأعراف98
قد تَلَهَّوا ولعبوا وذهبوا للبحث عن أرزاقهم أو يلعبون فيما بينهم {أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ } { وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ }الأعراف4 يعني في القيلولة .
{ أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ } ثم قال تعالى
{ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ }
ترى العبد يذنب ويذنب الذنب تلو الذنب كل هذا أمن من مكر الله سبحانه وتعالى ، لو كان يخشاه ويخشى بطشه ما فعل ذلك ، ولكن ما عاقبة من أمن مكر الله ؟
{ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }الأعراف99.
يخسرون أنفسهم ، يخسرون حياتهم ، يخسرون النعمة التي بين أيديهم ، ولذلك لو تدفقت النعم على عبد أو تدفقت النعم على مجتمع وهو يعصي الله سبحانه وتعالى فإنما هو استدراج منه ، ولذلك في مسند الإمام أحمد قال عليه الصلاة والسلام ( إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا وهو مقيم على معاصيه فاعلم بأنه استدراج { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ } نسوا أمر الله { فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ } لم يقل بابا ، ولم يقل من نوع معين ( لا ) فتح الله سبحانه وتعالى عليهم من النعم من جميع أصنافها وأنواعها وأشكالها ، والله إن الإنسان ليخاف ويخشى حينما يأتي إلى بعض المراكز التي تقتض بالمواد الغذائية بمختلف أنواعها وأشكالها هبطت إلينا من كل بلد ومَنْ حولنا يتضوغون جوعا لا يجدون ما يأكلون حتى فتات الخبز لا يجدون ما يأكلونه ، ليتذكر العبد نعمة الله سبحانه وتعالى ، الآن تُبسط إلينا عند الآذان الموائد والأشربة بمختلف أنواعها وأشكالها ، أقول حتى ما غلاء الأسعار ومع قلة الأموال في أيدي الناس إلا أن المجتمع ما زال بخير في الدنيا ، فالنعم بين أيدينا لم نمت جوعا { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ } أيسون { فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ } هم الذين ظلموا { وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَـكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }آل عمران117 ، {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام45 حَمِد نفسه لأنه سبحانه وتعالى لا يفعل إلا كل خير .
{ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }الأعراف99
فهي فرصة لنا لكي نعيد النظر في أحوالنا وفي تصرفاتنا وكلٌ يبدأ بنفسه ، عندنا تقصير ؟ عندنا تقصير ، عندنا تفريط ؟ عندنا تفريط ، والله سبحانه وتعالى ليس بغافل { وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ }إبراهيم42، وأنتم تتذكرون ،وتُعد هذه من النكبات التي لا ينساها أي سعودي في هذا المجتمع وهي نكبة الأسهم ، لما انغرق الناس في الأسهم المحرمة أو المختلطة ما أظن أن أحدا سلم منها ومن أوجاعها ومن آلامها ومن مصيبتها ، ذهبت الأموال مليارات أين ذهبت ؟ الله أعلم إلى أين ذهبت ، لكن هذه أسباب الذنوب { يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ }البقرة276 ، يعني مرت بنا أمور ، الله سبحانه وتعالى لما ذكر المنافقين – ونسأل الله سبحانه وتعالى ألا تنطبق علينا هذه الآية – ماذا قال ؟ { أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ }التوبة126 يعني كم مرت بنا من أزمة ؟ كم مر بنا من حدث ؟ كم جرى في مجتمعنا من وجع ، من ألم ، من مصائب ؟ الآن ترون أن هناك أمراضا متنوعة ، مختلفة ، فتاكة نزلت بالناس ، كانت هناك أمراض نعدها من الأمراض العضال ومع ذلك أصبحت الآن من الأمراض اليسيرة ولذلك إذا قيل فلان من الناس مريض بـ [ السكر أو بالضغط ] أمر طبيعي أصبح أمرا اعتياديا لكن حلَّ بالناس ، الآن أمراض مختلفة في الأشكال ، في الأنواع ( ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلا ظهرت فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ) فليبدأ كلٌ منا بنفسه وليحاسب نفسه ولتكن هذه العشر المباركة القادمة صفحة جديدة بيضاء يتعامل فيها العبد مع ربه عز وجل على أحسن أحواله حتى ييسر الله له أمره ، ولن يجد من ربه إلا كل خير ، ولذلك يقول شيخ الإسلام رحمه الله : إذا عمل العبد عملا صالحا فلم يجد له نتيجة وثمرة وسعادة فليعلم أن عمله مدخول ، فإن الرب كريم والله لا يضيع أجر من أحسن عملا ، الله أكرم من عبده ، تصور لو عملت عملا صالحا فنفعه يعود عليك في الدنيا وفي الآخرة .
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر أمورنا وأن يردنا إليه ردا جميلا ، وأن يغفر لنا وأن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا .
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد .

القطري
08-18-2011, 09:43 PM
جزاكم الله خير على رد الشبهات، لكن هل تعتقدوا العيب في مطبقيين التعدد مننا حيث انهم اخطوؤا تنفيذ شروط التعدد للحفاظ على حقوق المراة و صيانة المجتمع؟ هل احكام التعدد واضحة لكل متعددين لكني قابلت كثير منهم تفكرهم اشباع غريزتهم؟

عَرَبِيّة
08-19-2011, 08:56 AM
وإياكم , بارك الله فيكم ..


من الرجال من لا يحفظ من القرآن إلاّ قوله تعالى { مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ } .

تنقصنا ثقافة الحياة : التعايش , وفي مجتمعاتنا تُقدّم العاطفة والعادة على العقل والعبادة

في ماليزيا لا يُكتب عقد القِران إلاّ إذا حضر الزوجان دورة تأهيلية للحياة الزوجية , وفي مجتمعاتنا تندر أيضاً مكاتب الإستشارات الأسرية والإجتماعية
من حق كل مواطن أن يُطالب بدورات تأهيلية قبل الزواج , فيها يدرس كلاً من الزوجين حقوق الآخر , ويعرف كيف يتعامل الرسول ( ص ) مع نسائه والأطفال , ويعرفان حدود الله في الأحكام الزوجية , ومن حق أي مواطن أيضاً أن يُطالب بتجديد هذه الدورات أن تكون على مستويات مثلاً : فمثلاً دورة في طريقة الإعتناء بالأطفال , وتربيتهم بوسائل التربية الحديثة ..... إلخ
وإن شقّ لك على الحكومة , فتوصيات بكتب أو [ بحبة الجيب قليلاً ] لإعداد برامج تصبُ في هذا الجانب وربما منهج يُدرّس في المدارس , وهذا أدنى ما يُمكن أن يُقدّم ليُحافظ المجتمع على ترابطه وكفاءته وإنتاجه .
وعلى أية حال فالمقبل على الزواج ومن باب { اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ } عليه أن يكون واعٍ كفاية لإدراك أهمية توقيعه على الميثاق الغليظ , فيقرأ ويثقف نفسه ويتقي الله [ في بنت الناس ] .
أتمنى أن تكون الصورة واضحة الآن أخي .

adam.e90
08-19-2011, 10:49 AM
رد اخر منقول

أولاً : حُكم التعدد في الإسلام :

- النص الشرعي في إباحة التعدد :
قال الله تعالى في كتابه العزيز : ( وإن خفتم ألا تُقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا ) النساء/3 .

فهذا نص في إباحة التعدد فقد أفادت الآية الكريمة إباحته ، فللرجل في شريعة الإسلام أن يتزوج واحدة أو اثنتين أو ثلاثاً أو أربعاً ، بأن يكون له في وقت واحد هذا العدد من الزوجات ، ولا يجوز له الزيادة على الأربع ، وبهذا قال المفسرون والفقهاء ، وأجمع عليه المسلمون ولا خلاف فيه .

وليُعلم بأن التعدد له شروط :

أولاً : العدل
لقوله تعالى : ( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) النساء/3 ، أفادت هذه الآية الكريمة أن العدل شرط لإباحة التعدد ، فإذا خاف الرجل من عدم العدل بين زوجاته إذا تزوج أكثر من واحدة ، كان محظوراً عليه الزواج بأكثر من واحدة . والمقصود بالعدل المطلوب من الرجل لإباحة التعدد له ، هو التسوية بين زوجاته في النفقة والكسوة والمبيت ونحو ذلك من الأمور المادية مما يكون في مقدوره واستطاعته .

وأما العدل في المحبة فغير مكلف بها ، ولا مطالب بها لأنه لا يستطيعها ، وهذا هو معنى قوله تعالى : ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ) النساء/129

ثانياً : القدرة على الإنفاق على الزوجات :
والدليل على هذا الشرط قوله تعالى : ( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله ) النور/33. فقد أمر الله في هذه الآية الكريمة من يقدر على النكاح ولا يجده بأي وجه تعذر أن يستعفف ، ومن وجوه تعذر النكاح : من لا يجد ما ينكح به من مهر ، ولا قدرة له على الإنفاق على زوجته ". المفصل في أحكام المرأة ج6 ص286

ثانياً : الحكمة من إباحة التعدد :

1- التعدد سبب لتكثير الأمة ، ومعلوم أنه لا تحصل الكثرة إلا بالزواج . وما يحصل من كثرة النسل من جراء تعدد الزوجات أكثر مما يحصل بزوجة واحدة .

ومعلوم لدى العقلاء أن زيادة عدد السكان سبب في تقوية الأمة ، وزيادة الأيدي العاملة فيها مما يسبب ارتفاع الاقتصاد – لو أحسن القادة تدبير أمور الدولة والانتفاع من مواردها كما ينبغي – ودع عنك أقاويل الذين يزعمون أن تكثير البشرية خطر على موارد الأرض وأنها لا تكفيهم فإن الله الحكيم الذي شرع التعدد قد تكفّل برزق العباد وجعل في الأرض ما يغنيهم وزيادة وما يحصل من النقص فهو من ظلم الإدارات والحكومات والأفراد وسوء التدبير .....

2- تبين من خلال الإحصائيات أن عدد النساء أكثر من الرجال ، فلو أن كل رجل تزوج امرأةً واحدة فهذا يعني أن من النساء من ستبقى بلا زوج ، مما يعود بالضرر عليها وعلى المجتمع :

أما الضرر الذي سيلحقها فهو أنها لن تجد لها زوجاً يقوم على مصالحها ، ويوفر لها المسكن والمعاش ، ويحصنها من الشهوات المحرمة ، وترزق منه بأولاد تقرُّ بهم عينها ، مما قد يؤدي بها إلى الانحراف والضياع إلا من رحم ربك .

وأما الضرر العائد على المجتمع فمعلوم أن هذه المرأة التي ستجلس بلا زوج ، قد تنحرف عن الجادة وتسلك طرق الغواية والرذيلة ، فتقع في مستنقع الزنا والدعارة - نسأل الله السلامة – مما يؤدي إلى انتشار الفاحشة فتظهر الأمراض الفتاكة من الإيدز وغيره من الأمراض المستعصية المعدية التي لا يوجد لها علاج ، وتتفكك الأسر ، ويولد أولاد مجهولي الهوية ، لا يَعرفون من أبوهم ؟

فلا يجدون يداً حانية تعطف عليهم ، ولا عقلاً سديداً يُحسن تربيتهم ، فإذا خرجوا إلى الحياة وعرفوا حقيقتهم وأنهم أولاد زنا فينعكس ذلك على سلوكهم ، ويكونون عرضة للانحراف والضياع ، بل وسينقمون على مجتمعاتهم ، ومن يدري فربما يكونون معاول الهدم لبلادهم ، وقادة للعصابات المنحرفة ، كما هو الحال في كثير من دول العالم .

3- الرجال عرضة للحوادث التي قد تودي بحياتهم ، لأنهم يعملون في المهن الشاقة ، وهم جنود المعارك ، فاحتمال الوفاة في صفوفهم أكثر منه في صفوف النساء ، وهذا من أسباب ارتفاع معدل العنوسة في صفوف النساء ، والحل الوحيد للقضاء على هذه المشكلة هو التعدد .

4- من الرجال من يكون قوي الشهوة ، ولا تكفيه امرأة واحدة ، ولو سُدَّ الباب عليه وقيل له لا يُسمح لك إلا بامرأة واحدة لوقع في المشقة الشديدة ، وربما صرف شهوته بطريقة محرمة .

أضف إلى ذلك أن المرأة تحيض كل شهر وإذا ولدت قعدت أربعين يوماً في دم النفاس فلا يستطيع الرجل جماع زوجته ، لأن الجماع في الحيض أو النفاس محرم ، وقد ثبت ضرره طبياً . فأُبيح التعدد عند القدرة على العدل .

5- التعدد ليس في دين الإسلام فقط بل كان معروفاً عند الأمم السابقة ، وكان بعض الأنبياء متزوجاً بأكثر من امرأة ، فهذا نبي الله سليمان كان له تسعون امرأة ، وقد أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم رجال بعضهم كان متزوجاً بثمان نساء ، وبعضهم بخمس فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بإبقاء أربع نساء وطلاق البقية .

6- " قد تكون الزوجة عقيمة أو لا تفي بحاجة الزوج أو لا يمكن معاشرتها لمرضها ، والزوج يتطلع إلى الذرية وهو تطلع مشروع ، ويريد ممارسة الحياة الزوجية الجنسية وهو شيء مباح ، ولا سبيل إلا بالزواج بأخرى ، فمن العدل والإنصاف والخير للزوجة نفسها أن ترضى بالبقاء زوجة ، وأن يسمح للرجل بالزواج بأخرى .

7- وقد تكون المرأة من أقارب الرجل ولا معيل لها ، وهي غير متزوجة ، أو أرملة مات زوجها ، ويرى هذا الرجل أن من أحسن الإحسان لها أن يضمها إلى بيته زوجة مع زوجته الأولى ، فيجمع لها بين الإعفاف والإنفاق عليها ، وهذا خير لها من تركها وحيدة ويكتفي بالإنفاق عليها .

8- هناك مصالح مشروعة تدعو إلى الأخذ بالتعدد : كالحاجة إلى توثيق روابط بين عائلتين ، أو توثيق الروابط بين رئيس وبعض أفراد رعيته أو جماعته ، ويرى أن مما يحقق هذا الغرض هو المصاهرة – أي الزواج – وإن ترتب عليه تعدد الزوجات .

اعتراض :
قد يعترض البعض ويقول : إن في تعدد الزوجات وجود الضرائر في البيت الواحد ، وما ينشأ عن ذلك من منافسات وعداوات بين الضرائر تنعكس على من في البيت من زوج وأولاد وغيرهم ، و هذا ضرر ، والضرر يزال ، ولا سبيل إلى منعه إلا بمنع تعدد الزوجات .

دفع الاعتراض :
والجواب : أن النزاع في العائلة قد يقع بوجود زوجة واحدة ، وقد لا يقع مع وجود أكثر من زوجة واحدة كما هو المشاهد ، وحتى لو سلمنا باحتمال النزاع والخصام على نحو أكثر مما قد يحصل مع الزوجة الواحدة فهذا النزاع حتى لو اعتبرناه ضرراً وشراً إلا أنه ضرر مغمور في خير كثير وليس في الحياة شر محض ولا خير محض ، والمطلوب دائماً تغليب ما كثر خيره وترجيحه على ما كثر شره ، وهذا القانون هو المأخوذ والملاحظ في إباحة تعدد الزوجات .

ثم إن لكل زوجة الحق في مسكن شرعي مستقل ، ولا يجوز للزوج إجبار زوجاته على العيش في بيت واحد مشترك .

اعتراض آخر :
إذا كنتم تبيحون التعدد للرجل ، فلماذا لا تبيحون التعدد للمرأة ، بمعنى أن المرأة لها الحق في أن تتزوج أكثر من رجل ؟

الجواب على هذا الاعتراض :
المرأة لا يفيدها أن تُعطى حق تعدد الأزواج ، بل يحطّ من قدرها وكرامتها ، ويُضيع عليها نسب ولدها ؛ لأنها مستودع تكوين النسل ، وتكوينه لا يجوز أن يكون من مياه عدد من الرجال وإلا ضاع نسب الولد ، وضاعت مسؤولية تربيته ، وتفككت الأسرة ، وانحلت روابط الأبوة مع الأولاد ، وليس هذا بجائز في الإسلام ، كما أنه ليس في مصلحة المرأة ، ولا الولد ولا المجتمع " . المفصل في أحكام المرأة ج6 ص 290.

الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد

د. هشام عزمي
08-19-2011, 02:39 PM
إن كان العدل بين الزوجات مستحيل ، فهو كذلك أيضًا بين الأبناء ، فالأولى إذن عدم تعدد الأبناء لاستحالة العدل بينهم خاصة إذا كانوا ذكورًا وإناثًا فالعدل هنا مستحيل بلا نزاع ، فلينظر المعترض إذا وجهنا اعتراضه إلى تعدد الأبناء وألزمناه بإنجاب واحد فقط لا غير !
ثم أبلغ من هذا استحالة المساواة والعدل بين الوالدين في الطاعة ، وبين الأعمام والأخوال والعمات والخالات في البر والصلة ، فانظر أين تذهب بتعسفك واشتراطك المساواة المطلقة بين الزوجات كشرط للتعدد ، وهل يطرد هذا المنطق على ميزان الواقع البشري أم لا ..

أما كون التعدد لا يخلق أسرًا مترابطة فهو باطل ؛ لأن الترابط الأسري لا يعتمد على التعدد من عدمه ، بل كثيرًا جدًا ما تكون زوجة واحدة وينعدم الترابط الأسري ، فلا دخل لتعدد الزوجات بالترابط الأسري ، والدليل على هذا أنك إذا ذهبت تحصي الأسر التي تعاني من التفكك وعدم الترابط ستجدها في أغلبيتها الكاسحة بلا تعدد زوجات ..

أما مسائل الغيرة الزوجية والمشاكل العائلية فهي حاصلة حاصلة ولو بدون تعدد ، والمنزوجون يعلمون ذلك ولا يمارون فيه إطلاقًا ..

أما حكاية أن التعدد يأتي بأولاد مشردين فغريب جدًا ؛ لأن المنطق يقتضي أن تعدد الزوجات يجعل للأطفال أمهات كثيرات يرعين البيت والأسرة ويتناوبن العناية بالأولاد ، فتكون فرصة الانحراف وافتقاد الرعاية الأسرية فيهم أقل بكثير ..
والله أعلم .

أبو حمزة المصري
08-19-2011, 03:58 PM
هل هناك مشكلة اليوم تعرف بمشكلة تعدد الزوجات في العالم الإسلامي تستحق كل هذه الضجة ، وكل هذا الاهتمام؟



لقد دلت الإحصاءات عن الزواج والطلاق على أن نسبة المتزوجين بأكثر من واحدة – في بعض البلاد التي تثار فيها هذه الضجة على الأقل – نسبة قليلة جداً ، لا تكاد تبلغ الواحد بالألف ، وذلك حيث كان لارتفاع مستوى المعيشة ، وازدياد نفقات الأولاد في معيشتهم ، وفي تعليمهم ، والعناية بصحتهم ، أثر كبير في انخفاض عدد المتزوجين بأكثر من واحدة ، يضاف إلى ذلك تنوع مطالب الحياة ، وكثرتها للبيت وللأولاد وللزوجة ، التي تتطلبها الحياة الكريمة ، مما كان له أعظم الأثر في الحد من التعدد ، وسينخفض التعدد من يوم لآخر تبعاً لتعقد الحياة ، وكثرة مطالبها من يوم لآخر ، فليس التعدد الآن من الأهمية بالمكان الذي تثار من أجله كل هذه الضجة ، اللهم إلا من الراغبين في الشهرة بأنهم تقدميون ، وأنهم متحررون.



ونتساءل: لماذا يريد هؤلاء وضع العراقيل في وجه تعدد الزوجات؟ هل يفعلون ذلك غيرة على المرأة ، وحرصاً على مصلحتها وكرامتها؟



إن الله الذي خلق المرأة وهو الذي شرع هذا النظام لهو أغير على المرأة ، وأشد حرصاً على مصالحها وكرامتها ، من أولئك الذئاب الشرسة المسعورة ، المتلبسين بجلد الحمل.



أم هل يفعلون ذلك خوفاً من أن يؤدي انتشار التعدد إلى كثرة النسل ، فتؤدي كثرته إلى المجاعة كما يقول علماء الأرقام الذين لا يؤمنون بأن الله هو الرزاق؟ أو تؤدي كثرة النسل إلى ازدحام في السكان ، مما يتسبب عنه سوء الحالة الصحية ، وانتشار الأوبئة؟



أما عن الأول وهو الخوف من المجاعة:



فأولاً: نحن نؤمن بأن الله هو الرزاق ، فلن يخرج المولود من بطن أمه إلى هذه الحياة إلا وقد تكفل الله برزقه ، قال تعالى: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم).



وثانياً: إن بلادنا الإسلامية فيها من الخيرات والثروات ما لم يستثمر إلا الأقل الأقل منه ، فلو وجهت الجهود إلى استثمارها فإنها تكفي لأضعاف عدد السكان الآن.



وأما عن الثاني وهو الخوف من ازدحام السكان:



فإن البلاد الإسلامية من الاتساع بحيث تكفي رقعتها لأضعاف العدد الموجود حالياً ، ولا يوجد بلد إسلامي يشكو من ازدحام السكان إلا بعض الأقاليم في باكستان ، وبعض الجزر في أندونيسيا ، ولكنهم في اعتقادي لا يخشون لا هذا ولا ذاك ، ولكن هذه الفكرة جزء لا يتجزأ من خطة متكاملة ، تهدف إلى تحطيم الأسرة والبيت ، وتعطيل أكبر قدر ممكن من نسائه عن الزواج ، ليتم لهم ما يريدونه من تحطيم المجتمع بواسطة المرأة ، وهي أمضى سلاح يمكن استعماله في هذا الشأن.



والثائرون على نظام تعدد الزوجات منهم من تطرف فطالب بمنع التعدد وتحريمه ، ومنهم من طالب بوضع قيود تُقيد راغب التعدد.



المنادون بمنع التعدد



أما المنادون بمنع التعدد وتحريمه فقد زعموا أن القرآن يحرم التعدد فقد قال تعالى: (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ، ذلك أدنى ألا تعولوا) ، وقال في آية أخرى: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ، فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة) الآية.



تفسيرهم للآيتين:



ويقولون في تفسير هاتين الآيتين: إن الله قد أباح في الآية الأولى التعدد ولكنه اشترط لإباحته العدل بين الزوجات ، ثم ذكر في الآية الثانية أن هذا العدل متعذر ومستحيل ، فتكون النتيجة بحسب مقدماتهم هذه أن التعدد حرام.



خطأ هذا التفسير:



وواضح أن هذا عبث بآيات الله وتحريف لها عن مواضعها ، فما كان الله ليرشد إلى تزوج العدد من النساء عند الخوف من ظلم اليتامى ويضع العدل بين الزوجات شرطاً في التعدد من النساء بأسلوب يدل على استطاعته والقدرة عليه ثم يعود وينفي استطاعته والقدرة عليه.



التفسير الصحيح للآيتين:



فتخريج الآيتين الذي يتفق مع جلال التنزيل وحكمة التشريع ويرشد إليه سياقهما وسبب نزول الثانية منهما أنه لما قال في الآية الأولى: (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) ، فُهم منه أن العدل بين الزوجات واجب ، وتبادر إلى النفوس أن العدل بإطلاقه ينصرف إلى معناه الكامل (المساواة في كل شيء) فتحرج لذلك المؤمنون ، لأن العدل بهذا المعنى الذي يتبادر إلى الأذهان غير مستطاع ، لأن فيه ما لا يدخل تحت الاختيار ، فجاءت الآية الثانية ، ترشد إلى العدل المطلوب في الآية الأولى (فإن خفتم ألا تعدلوا) وهو العدل في الأمور المادية ، كالقسم والنفقة ونحوهما ، أما الميل القلبي الذي أشارت الآية الثانية إلى عدم استطاعته ، فلا مؤاخذة فيه ، على أن لا يشتط: (فلا تميلوا كل الميل).



وبهذا يتضح جلياً أن الآية الثانية تتعاون مع الآية الأولى ، على تقرير مبدأ التعدد بما يزيل التحرج منه ، إذ تنطويان للشروط اللازمة لجواز التعدد وتيسير على الناس في هذه الرخصة.



المطالبون بوضع القيود



وأما الذين يطالبون بوضع قيود لتعدد الزوجات غير القيود الشرعية ، التي ذكرها القرآن وهي أن لا يزيد عن أربع ، وأن يعدل بين زوجاته ، فقد اقترحوا إضافة شروط منها:



1- أن لا يباح تعدد الزوجات إلا إذا كان له مبرر.



2- وأن يخضع تقدير هذا المبرر لإشراف القضاء ، فلا يؤذن بالتعدد إلا إذا كان المبرر داعياً إلى التعدد حقاً.



3- وأن يتحقق القاضي من استطاعته على العدل.



4- وأن يتثبت القاضي من قدرته على الإنفاق على زوجاته وذريته.



مبرراتهم في تلك القيود:



وهؤلاء يقولون: إن من يرغب في الزواج على امرأته يجب أن يكون مستعداً لإقامة الدليل أمام القضاء ، على أن زواجه الجديد له مبرر مشروع يتفق مع مقاصد الشريعة ، وتقدير هذا المبرر من سلطة القاضي ، بحيث إذا اقتنع القاضي بما أبداه الرجل من أسباب أذن له في تعدد الزوجات ، وإذا لم يقتنع رفض الإذن له بالزواج الجديد ، وأصبح هذا الزواج محرماً قانوناً ، وادعوا بأن القرآن يشترط مع العدالة وجود الضرورة الداعية للتعدد ، وزعموا أن قوله تعالى: (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء ...) الآية ، قد أباح التعدد في حالة ضرورة الخوف من عدم الإقساط لليتيمة ، ومجانبة العدل في إدارة أموالها ، وجعل هذه الضرورة شرطاً لجواز التعدد ، فالجواب في الآية وهو قوله: (فانكحوا) مترتب على الشرط ومقيد به ، والشرط هو قوله: (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى) ، فالآية إذاً تنص على أن التعدد لا يجوز إلا لهذه الضرورة ، غير أنه من الممكن أن تقاس عليها الضرورات التي تشبهها ... وبذلك ينتهي صاحب هذا الرأي إلى أن الإسلام لا يبيح التعدد إلا بشرطين وهما: العدل والضرورة ، سواء في ذلك الضرورة التي صرحت بها الآية أو ضرورة أخرى تشبهها وتقاس عليها.



التفسير العجيب للآية:



ويذهب صاحب هذا الرأي في تفسير قوله تعالى: (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم ...) الآية ، مذهباً عجيباً فهو يفسر هذه الآية بأن الله تعالى لما حرم أكل أموال اليتامى وحظرها على الأولياء في قوله: (وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم ، إنه كان حوباً كبيراً) فَصَل أموال اليتامى عن أموالهم ، فجعل الشيء من طعام اليتيم يفضل ويحبس فيفسد ، فاشتد ذلك عليهم فنزل: (ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير ، وإن تخالطوهم فإخوانكم ، والله يعلم المفسد من المصلح ، ولو شاء الله لأعنتكم ، إن الله عزيز حكيم) ، فخلطوا طعامهم بطعامهم ، وخالطوهم في أموالهم ، ثم إنهم شعروا بحرج من الاختلاط باليتيمات ، إذا لم يكونوا محارم لهن ، لضرورة اتصالهم بهن ، والتعرف على أحوالهن ، فنزل قوله تعالى: (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء ...) الآية ، أي اليتيمات وأضيفوهن إلى زوجاتكم.



التفسير الصحيح للآية وبيان خطأ تفسيرهم:



وما ذهب إليه صاحب هذا التفسير مخالف لما أجمع عليه المفسرون من السلف والخلف في معنى هذه الآية ، ولم يسبق إليه أحد من قبل ، بل معنى الآية كما يراه جمهور المفسرون: وإن خفتم ألا تقسطوا في زواج اليتيمات فدعوهن ، وانكحوا ما طاب لكم من النساء سواهن.



ويؤيده ما رواه البخاري وغيره عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: أنه كان الرجل تكون عنده اليتيمة في حجره ، تشركه في ماله ، ويعجبه مالها وجمالها ، فيريد وليها أن يتزوجها من غير أن يقسط في صداقها ، فيعطيها مثل ما يعطيها غيره ، فنهوا أن ينكحوهن ، إلا أن يقسط إليهن ويبلغوا بهن أعلى سنتهن في الصداق ، وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن) ، فلا دليل في تلك الآية على ما ذهب إليه أولئك من شرط المبرر للتعدد كما يدعون.



تفسيرهم حل غير سليم:



ثم إن التفسير على الوجه الذي ذهب إليه صاحب هذا الرأي يتضمن حلاً غير سليم للمشكلة التي يزعم أن الآية تتصدى لحلها ، وذلك أن اقتراح الزواج باليتيمات لا يعد مخرجاً سليماً لتحرج الأولياء من الاختلاط بهن ، فقد لا يكون للولي رغبة في اليتيمة ، وقد لا تكون هي راغبة في الزواج به ، وقد لا تكون صالحة لزواجه بها لسبب ما ، وقد يكون في حجره يتيمات لا يجوز الجمع بينهن ، وقد يكون في حجره أكثر من أربع يتيمات ، فإذا كان الزواج باليتيمة مخرجاً في حالة ما فإنه لا يمكن أن يكون مخرجاً في آلاف الحالات.



لا دليل لاشتراط المبرر:



ثم إن اشتراط مبرر لإباحة التعدد يَهم جماعة المسلمين فلو كان مراداً ومطلوباً للشارع لنص عليه صراحة ولم يغفل عنه.



كما أنه لو كان هناك قيد للتعدد غير العدل لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة الذين كانوا متزوجين بأكثر من أربع ، فأمرهم عند نزول الآية المحددة للعدد بالاكتفاء بأربع وتسريح الباقي ، والوقت وقت وحي وبيان.



شبهة والرد عيها:



وأجابوا عن انتشار التعدد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه كان عهد حروب فكان الناس يعيشون مبرراً عاماً يراه كل إنسان في زيادة عدد الأرامل.



ويرد على مثل هذا الرأي ، بأن العالم يشهد اليوم زيادة في عدد العانسات ، وعزفاً من الشباب عن الزواج .. ومثل ذلك النظر يقتضي أن نعتبر زيادة عدد غير المتزوجات مبرراً عاماً يبيح تعدد الزوجات حتى يستوعب عدداً من الأرامل والمطلقات والعانسات.



شبهة أخرى والرد عليها:



ومما قالوه لاشتراط المبرر: إن الزواج بواحدة هو الأصل في الإسلام وأن التعدد استثناء ، ولا يعمل بالاستثناء إلا عند الضرورة وهي تظهر عند وجود مبرر لتعدد الزوجات.



ويرد عليهم بأن الآية التي ورد فيها مشروعية تعدد الزوجات ، لم يرد بها أن الزواج بواحدة هو الأصل والواجب ، وأن غيره ضرورة واستثناء ، بل الأمر في ذلك مبني على العدل وعدم الخوف من الجور.



إلى غير ذلك من الحجج الواهية.



أضرار إثبات المبرر عن طريق القاضي:



ولو سلمنا جدلاً بضرورة وجود مبرر ، يكون إثباته عن طريق القاضي عند إرادة الزواج بأكثر من واحدة ، فإن هذه الفكرة سوف تفشل عند التطبيق وذلك لأن إثبات ذلك المبرر عند القاضي سوف يؤدي إلى فضائح وإساءات ، أو يتحول إذن القاضي إلى إجراء صوري ، يتعين على القاضي اتخاذه لمجرد رغبة الرجل في الزواج بأكثر من واحدة ، دون بحث جدي في مبررات الزواج ، حفاظاً على كرامة الأسرة ، اللهم إلا إذا كان الدعاة لهذا القيد لا يهدفون إلى تقييد تعدد الزوجات بوجود مبرر يخضع لتقدير القضاء وإنما يهدفون إلى منع تعدد الزوجات – وهذا هو الواقع – نظراً لما يحيط بإثبات المبرر عند القاضي من صعوبات وفضائح ، يجد الرجل معها نفسه مضطراً إما إلى طلاق زوجته والزواج ممن يريدها ، وإما إلى الإبقاء على زوجته على كره منه ، وفي هذه الحالة ، قد تضطره كراهيته لزوجته مع تزيين الشيطان له أن يبحث عن أخرى عن طريق الحرام.



فمثلاً لو تقدم رجل يطلب الزواج بأخرى ، لأن زوجته لا تعفه ، أو لأنها ذات عيب جنسي ، أو لأنه يكرهها بطبعه ، فكيف يثبت ذلك للقاضي ، ثم إن في إثبات بعض المبررات التي يمكن إثباتها كشفاً لعورات النساء ، وفضحاً لأسرار الأسر ، وتعرضاً لحرماتهم بدون ضرورة شرعية ، ولو فرض وثبت ذلك العيب فإنه سيكون سبة للزوجة ولأهلها وربما للزوج نفسه.



إن هذه الأمور من الأسرار العائلية التي لا يكسب المجتمع والأفراد إلا الشر من إثارتها ، ولعله أكرم للمرأة الجديدة أن يتزوج الرجل وأن يطلق في هذه الأحوال بعيداً عن المحاكم وفي صمت.



تقييد التعدد قضاء بالعدل بين الزوجات والرد عليهم:



أما عن تقييد التعدد قضاء بالعدل بين الزوجات ، بحيث لا يجوز التعدد إلا بإذن القاضي ، ولا يأذن القاضي إلا إذا تأكد من عدالة راغب التعدد مستقبلاً بين زوجاته كما يرون ، فقد احتجوا له بأن القرآن ورد به تقييد تعدد الزوجات باستطاعة العدل ، فوجب التحقق من ذلك قضاء عند إرادة التعدد.



ويرد عليهم: بأن القرآن فعلاً اشترط العدل بين الزوجات ولكنه أوجب ذلك تديناً بين العبد وربه ، ولم يوجبه قضاءً إلا إذا وقع ظلم بين الزوجات بالفعل من ظلم الزوج لزوجاته ، وقوله تعالى: (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) ، إنما هو خطاب موجه للأفراد في شأن لا يعرف إلا من جهتهم ، يرجعون فيه إلى نياتهم وعزائمهم وليس له من الأمارات الصادقة المطردة أو الغالبة مما يجعل معرفته وتقديره داخلين تحت سلطان الحاكم حتى يترتب على تلك الأمارات تشريع ، يمنع تعدد الزوجات أو إباحته أو تقييده.



استدلالهم بآية والرد عليهم:



وأما عن اشتراط التعدد بالمقدرة قضاء ، بحيث لا يأذن له القاضي بالزواج من أخرى إلا إذا ثبت لديه أنه يستطيع الإنفاق على زوجته أو زوجاته ، وعلى أولاده منهن ، ومن تجب عليه إعالتهم من أقاربه ، فقد احتج له القائلون به: بأن القرآن يفيد ذلك ، حيث يستفاد ضمناً من قوله تعالى: (ذلك أدنى ألا تعولوا) على تفسير (تعولوا) بتكثير عيالكم ، كما ذهب إليه الإمام الشافعي.



قالوا: ولما ورد القرآن بتقييد تعدد الزوجات باستطاعة الإنفاق وجب التحقق من ذلك ديناً وقضاءً عند إرادة التعدد.



ويجاب: بأن معنى قوله تعالى: (تعولوا) أي: تميلوا وتجوروا ، من الجور ومن الميل عن الحق ، وهو ما فسره به أكثر المفسرين ، وذهب إليه الجمهور ، أما تفسير (تعولوا) بتكثير عيالكم ففيه نظر فإنه كما يخشى كثرة العيال من تعدد الحرائر كذلك يخشى من تعدد السراري أيضاً.



ويشهد لما ذهب إليه الجمهور أن العدل مطلوب وواجب بين الحرائر ، أما الإماء فلا يجب العدل بينهن في القسم وغيره ، وإن فعل فحسن.



قال الشوكاني عند تفسير قوله تعالى: (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم) وفيه دليل على أنه لا حق للمملوك في القسم ، كما يدل على ذلك جعله قسيماً للواحدة في الأمن من عدم العدل.



وحتى على تفسير (تعولوا) بمعنى تكثر عيالكم على تسليمنا بذلك ، فإنه يطلب التثبت من المقدرة على الإنفاق قضاء.



ثم إنه لم يثبت عن رسول الله ولا عن أحد من صحابته أو من سلف الأمة اشتراط المقدرة على الإنفاق قضاء.



أما المقدرة على الإنفاق فيما بينه وبين ربه فهي مطلوبة حتى في حالة زواجه من زوجة واحدة ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) ، والباءة مؤنة النكاح على أحد معنييها ، أو هي الجماع على معناها اللغوي وهو المعنى الثاني ويكون تقديره: من استطاع منكم الجماع لقدرته على مؤنته وهي مؤنة النكاح فليتزوج.



كلمة أخيرة:



هذا هو رأي جمهور علماء المسلمين فما زعم أولئك المبتدعون أنها أدلة تكلفاً وتمحكاً لبدع ابتدعوها وأفهام خاطئة أو مغرضة فهموها لمدلولات النصوص ، فأوجدوا شروطاً وسنّوا قيوداً لم يشترطها ولم يسنها الشارع على الناس ، ولم يقيدهم بها ، وإنما هو الإيغال في الجرأة على كلام الله ، ومحاولة تحريفه ، حتى يتفق مع رأي رأوه وفكرة اختمرت في عقولهم يريدون تكليف الناس بها ظلماً وزوراً (وما جعل عليكم في الدين من حرج).
إن أعداء الإسلام لما عجزوا عن مواجهة الإسلام بالطرق والأساليب المشروعة لجأوا إلى الأبواب الخلفية وراحوا يطعنون في الإسلام وتشريعاته التي تعتبر هي إعجاز وليست شبهات وهو بفضل الله يوماً بعد يوم يثبت أنه نصر للإسلام وزيادة في أتباعه عن طريق من يشككون في المعجزة الخالدة. قال الله تعالى: "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبي الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون" صدق الله العظيم
قالوا: إن نظام التعدد يكاد يكون مقصوراً على الأمم التي تدين بالإسلام، وأنه لا ينتشر إلا في الشعوب المتأخرة في الحضارة.
وقالوا: نظام التعدد هو مسايرة لدواعي الشهوات عند الرجال، وأنه إهدار لكرامة المرأة وإجحاف بحقوقها كما أنه إهدار لمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة الذي يقتضي أن يكون الزوج خالص لزوجته كما هي خالصة له.
وقالوا: أن تعدد الزوجات مدعاة للتنازع الدائم بين الزوج وزوجاته، وبين الزوجات بعضهن مع بعض، كما أنه مصدر للشقاق والتنافر مما يؤدي إلى إشاعة الفوضى والاضطراب في حياة الأسر، ويعيش الأولاد في جو فاسد.
الرد:
والرد على هذه الشبهة مثل شبهات كثير هي في الأصل ليست بشبهات ولكنها عند تدقيق النظر فيها هي محض فضل ونعمة من العلي القدير على هذه الأمة التي يزيد الحاقدون عليها يوماً بعد يوما وكلما ازداد حقدهم كلما علا شأنها.
إن مسألة إباحة تعدد الزوجات كانت سائدة من قبل ظهور الإسلام في شعوب كثيرة:
يقول على عبد الواحد في كتابه المرأة في القرآن: "فالحقيقة أن هذا النظام كان سائداً من قبل ظهور الإسلام في شعوب كثيرة منها الإسرائيليون، العرب، الهنود، البرهميون، الإيرانيون، الزادشتيون، وشعوب الصقالبة أو السلافيون التي ينتمي إليها معظم أهل البلاد التي نسميها روسيا وليتوانيا، وأستونيا، وبولونيا...وعند بعض الشعوب الجرمانية والسكسونية".
التعدد في الديانة اليهودية:
تبيح تعدد الزوجات بدون عدد محدود، ولم يرد في التوراة نهي عن ذلك، وإنما ورد أنه مباح ومأثور عن أنبيائهم فقد ورد في العهد القديم:
1- في سفر الملوك الأول، الإصحاح الحادي عشر، فقرة رقم (3) [وكانت له سبع مئة من السيدات وثلاث مئة من السراري].
2- سفر التكوين، الإصحاح الثامن والعشرون، فقرة (9) [..فذهب عيسو إلى إسماعيل وأخذ محلة بنت إسماعيل بن إبراهيم أخت نيابوت زوجة له على نسائه].
3- وعند الحديث عن يعقوب بن إسحاق يذكر سفر التكوين، الإصحاح الثاني والثلاثون، فقرة (22) [..ثم قام في تلك الليلة وأخذ امرأتيه وجاريتيه وأولاده الأحد عشر .....]
وقد ذكر في الحديث الصحيح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ما يؤكد التعدد في الديانة اليهودية فقد روى أبو هريرة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: "قال سليمان بن داود لأطوفن الليلة على سبعين امرأة كلهن تأتي بفارس يقاتل في سبيل الله". (البخاري 4/135) ومسلم 1654 في باب الاستثناء.
أما في الديانة النصرانية:
فإنه لم يرد في الأناجيل نص يمنع التعدد، بل ورد في بعض رسائل بولس ما يفيد أن التعدد جائز فقد قال: "يلزم أن يكون الأسقف زوجاً لزوجة واحدة".
يذكر العقاد في كتابه المرأة في القرآن: أن وستر مارك العالم الثقة في تاريخ الزواج يقول: "إن تعدد الزوجات باعتراف الكنيسة بقي إلى القرن السابع عشر، وكان يتكرر كثيراً في الحالات التي لا تحصيها الكنيسة والدولة".
ومما يعرف عن مارتن لوثر زعيم الإنجيليين أنه أول من أقر تعدد الزوجات واحتج على كراهية الكهنة للزواج لدرجة أنه تخلى عن رهبنته وتزوج من راهبة، وكل هذا ليرسم طريقاً جديداً في التفكير حتى أصبح يتكلم في مناسبات شتى عن تعدد الزواج.
ويقول الدكتور مصطفى السباعي في كتابه (المرأة بين الفقه والقانون): "المسيحيون في أفريقيا يتخذون تعدد الزوجات وسيلة لنشر رسالتهم التبشيرية بعد أن وجدت الإرساليات التبشيرية نفسها أمام واقع اجتماعي وهو تعدد الزوجات لدى الإفريقيين الوثنيين، ورأوا الإصرار على منع التعدد يحول بينهم وبين الدخول في النصرانية، فنادوا بوجوب السماح للإفريقيين المسيحيين بالتعدد إلى غير حد".
ويقول أيضاً –رحمه الله- في نفس الكتاب: والشعوب الغربية النصرانية وجدت نفسها تجاه زيادة في عدد النساء على الرجال –وبخاصة بعد الحربين العالميتين- إزاء مشكلة اجتماعية خطيرة، لا تزال تتخبط في إيجاد الحل المناسب، وقد كان من بين الحلول تعدد الزوجات.
في عام 1948عقد مؤتمر الشباب في ميونخ بألمانيا، وبحث مشكلة زيادة النساء وكانت النتيجة أن أقرت اللجنة توصية المؤتمر بإباحة تعدد الزوجات.
يقول جوستاف لوبون في كتابه (حضارة العرب): إن مبدأ نظام تعدد الزوجات الشرقي نظام طيب يرفع المستوى الأخلاقي في الأمم التي تقول به ويزيد الأمم ارتباطاً ويمنح المرأة احتراماً وسعادة لم ترهما في أوربا.
التعدد في المجتمع الجاهلي قبل الإسلام: فحدث ولا حرج حيث كان التعدد بغير قيود ولا حدود ففي سنن أبي داود عن الحارث بن قيس قال: أسلمت وعندي ثمان نسوة فذكرت ذلك لرسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: "اختر منهن أربعاً".
من كل ما سبق يتبين أن التعدد لم يكن مقصوراً على الدين الإسلامي لكن لماذا أباح الإسلام هذه الرخصة؟
يجيبنا عن هذا السؤال صاحب تفسير الظلال فيقول: أن الإسلام نظام واقعي وإيجابي يتوافق مع فطرة الإنسان وتكوينه، ويتوافق مع واقعه وضروراته ويتوافق مع ملابسات حياته المتغيرة في شتى البقاع وشتى الأزمان وشتى الأحوال.
فكيف نعالج هذا الواقع، الذي يقع ويتكرر وقوعه بنسب مختلفة هذا الواقع الذي لا يجدي فيه الإنكار؟ نعالجه بهز الكتفين؟ أو نتركه يعالج نفسه بنفسه؟ حسب الظروف والمصادفات؟ ولابد إذن من نظام، ولابد إذن من إجراء..
عندئذ نجد أنفسنا أمام احتمال من ثلاثة:
1- أن يتزوج كل رجل صالح للزواج امرأة صالحة للزواج وتبقى واحدة أو أكثر بدون زواج.
2- أن يتزوج كل رجل صالح للزواج امرأة واحدة زواجاً شرعياً ثم يخادن أو يسافح واحدة أو أكثر فلا يعرفن الرجل إلا خليلاً في الحرام.
3- أن يتزوج الرجال الصالحون امرأة أو أكثر وأن تعرف المرأة الأخرى الرجل، زوجة شريفة، في وضح النور لا خليلة في الحرام والظلام.
الاحتمال الأول: ضد الفطرة وضد الطاقة ولا يندفع هذا باشتغال المرأة عن الرجل بالعمل والكسب كما يدعي البعض فهناك مطالب للجسد والغريزة كما هناك مطالب للروح والعقل من السكن والأنس بالعشير.
الاحتمال الثاني: ضد اتجاه الإسلام النظيف وضد قاعدة المجتمع الإسلامي العفيف، وضد كرامة المرأة والذين لا يكترثون أن تشيع الفاحشة في المجتمع هم أنفسهم الذين يتعالمون على الله ويتطاولون على شريعته.
الاحتمال الثالث: هو الذي يختاره الإسلام، يختاره رخصة مقيدة لمواجهة الواقع الذي لا ينفع فيه هز الكتفين
فنحن نرى أن فترة إخصاب الرجل تمتد حتى السبعين وللمرأة تقف عند الخمسين فهناك في المتوسط عشرين سنة من الإخصاب في حياة الرجل لا مقابل لها عند المرأة ومن الحالات الواقعية ما نراه أحياناً من رغبة الزوج في أداء الوظيفة الفطرية، مع رغبة الزوجة عنها مع رغبة كليهما في امتداد العشرة الزوجية وكراهية الانفصال فكيف نواجه هذه الحالات؟
نجد أنفسنا أمام احتمال من ثلاثة:
الاحتمال الأول: أن نكبت الرجل ونصده عن مزاولة نشاطه الفطري بقوة التشريع وقوة السلطان ونقول له عيب يا رجل أن هذا لا يليق ولا يتفق مع حق المرأة.
الاحتمال الثاني: أن نطلق هذا الرجل يسافح من يشاء من النساء.
الاحتمال الثالث: أن نبيح لهذا الرجل التعدد ونتوقي طلاق الزوجة الأولى.
أيهما تختار بالطبع هو الاختيار الثالث الذي قال به الإسلام ومن كل ما سبق يتبين لنا أن ما يحاولون الطعن به هو موطن إعجاز ويأبي الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

أبو حمزة المصري
08-19-2011, 04:04 PM
الرد المفصل على شبهة تعدد الزوجات
بسم الله الرحمن الرحيم
للرد سنتطرأ إلى 3 نقاط
النقطة الأولى سأبين لك ان تعدد الزوجات ظاهرة عرفتها البشرية على مر العصور لم ينكرها حتى الأنبياء
أما النقطة الثانية هي سنتكلم عن الحكمة من تعدد الزوجات أما النقطة الثالثة سنتكلم عن لماذا تزوج النبي بتسعة وجعل للناس أربعة
نبدأ بالنقطة الأولى أخي الحبيب على بركة الله
لم يبتكر الإسلام نظام التعدد .. فالثابت تاريخيا أن تعدد الزوجات ظاهرة عرفتها البشرية منذ أقدم العصور .. كانت الظاهرة منتشرة بين الفراعنة .. وأشهر الفراعنة على الإطلاق وهو رمسيس الثاني ، كان له ثماني زوجات وعشرات المحظيات و الجواري ، وأنجب أكثر من مائة وخمسين ولدا وبنتا .. وأسماء زوجاته ومحظياته وأولاده منقوش على جدران المعابد حتى اليوم ..

وأشهر زوجات رمسيس الثاني هي الملكة الجميلة نفرتارى .. وتليها في المكانة و الترتيب الملكة (( أيسه نفر )) أو (( إيزيس نفر )) وهى والدة ابنه الملك (( مرنبتاح )) الذي تولى الحكم بعد وفاة أبيه وإخوته الأكبر سنا .

ويروى أن فرعون موسى كانت له عدة زوجات منهن السيدة (( آسيا )) عليها السلام ، وكانت ابنة عمه ، ولم تنجب أولادا منه ، ولهذا احتضنت سيدنا موسى – على نبينا وعليه الصلاة والسلام – وقالت لفرعون عن الرضيع موسى الذي التقطته الخادمات من صندوق عائم في مياه نهر النيل : { قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا } .(2)

وكان تعدد الزوجات معروفا في عهد أبى الأنبياء خليل الرحمن إبراهيم – صلى الله على نبينا وعليه وسلم – وأنجبت له السيدة هاجر الذبيح (( إسماعيل )) جد العرب عليه السلام ، بينما رزقه الله من (( سارة )) بسيدنا (( إسحاق )) عليه السلام .
وجمع نبي الله يعقوب بين أختين – ابنتي خاله لابان – هما (( ليا )) و (( راحيل )) (3) وجاريتين لهما ، فكانت له أربع حلائل في وقت واحد
يذكر سفر التكوين، الإصحاح الثاني والثلاثون، فقرة (22) [..ثم قام في تلك الليلة وأخذ امرأتيه وجاريتيه وأولاده الأحد عشر
وكانت لسيدنا داود – عليه السلام – عدة زوجات والعديد من الجواري .. وكذلك كانت لابنه سليمان زوجات وجواري عديدات .


- في سفر الملوك الأول، الإصحاح الحادي عشر، فقرة رقم (3) [وكانت له سبع مئة من السيدات وثلاث مئة من السراري]. وجاء في سفر التكوين، الإصحاح الثامن والعشرون، فقرة (9) [..فذهب عيسو إلى إسماعيل وأخذ محلة بنت إسماعيل بن إبراهيم أخت نيابوت زوجة له على نسائه].
وكان تعدد الزوجات منتشرا في جزيرة العرب قبل الإسلام أيضا ..

روى الإمام البخاري – رضي الله عنه – بإسناده أن غيلان الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة ، فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) : ( اختر منهن أربعا ) .

وروى أبو داود – رضي الله عنه – بإسناده أن عميرة الأسدى قال : أسلمت وعندي ثماني نسوة ، فذكرت ذلك للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال : ( اختر منهن أربعا ) .

وقال الإمام الشافعي – رضي الله عنه – في مسنده : أخبرني من سمع ابن أبى الزياد يقول أخبرني عبد المجيد عن ابن سهل عن عبد الرحمن عن عوف بن الحارث عن نوفل ابن معاوية الديلمى قال : أسلمت وعندي خمس نسوة ، فقال لي رسول الله () : ( اختر أربعا أيتهن شئت ، وفارق الأخرى ) .

وروى البخاري في كتاب النكاح أن النبي (صلى الله عليه وسلم) آخى بين عبد الرحمن بن عوف وبين سعد بن عوف الأنصاري ، وعند الأنصاري امرأتان ، فعرض عليه أن يناصفه زوجتيه وماله ، فقال له عبد الرحمن بن عوف : (( بارك الله لك في أهلك ومالك .. دلني على السوق .. )) .

وكان تعدد الزوجات شائعا في الشعوب ذات الأصل (( السلافى )) ..

وهى التي تسمى الآن بالروس والصرب والتشيك والسلوفاك .. وتضم أيضا معظم سكان ليتوانيا وأستونيا ومقدونيا ورومانيا وبلغاريا ..

وكان شائعا أيضا بين الشعوب الجرمانية والسكسونية التي ينتمي إليها معظم سكان ألمانيا والنمسا وسويسرا وبلجيكا وهولندا والدانمارك والسويد والنرويج وانجلترا ..

ويلاحظ أن التعدد كان ومازال منتشرا بين شعوب وقبائل أخرى لا تدين بالإسلام .. ومنها الشعوب الوثنية في أفريقيا والهند والصين واليابان

ومناطق أخرى في جنوب شرق آسيا .

ويقول الدكتور محمد فؤاد الهاشمي : (( إن الكنيسة ظلت حتى القرن السابع عشر تعترف بتعدد الزوجات )).(5)

ولا يوجد نص صريح في أي من الأناجيل الأربعة يحظر تعدد الزوجات ، وكل ما حدث هو أن تقاليد بعض الشعوب الأوروبية الوثنية كانت تمنع تعدد الزوجات ( ونقول بعض الشعوب ، لأن أغلبها- كما ذكرنا – كان يعرف تعدد الزوجات على أوسع نطاق ) ، فلما اعتنقت هذه الأقلية التي تمنع التعدد النصرانية فرضت تقاليدها السابقة على النصرانيين ، وبمرور الزمن ظن الناس أن تحريم التعدد هو من صلب النصرانية ، بينما هو تقليد قديم فرضه البعض على الآخرين على مر السنين ..

ونحن نتحدى معارضي التعدد أن يأتونا بنص على تحريم التعدد في أي إنجيل من الأربعة التي تمثل العهد الجديد ..

ولكن السؤال المطروح هنا ما الجديد الذي جاء به الإسلام في هذه الظاهرة التي توارثتها الشعوب؟

الجواب هو أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي حدد التعدد وجعل له ظوابط التعدد في الإسلام حده أربعة لا أكثر أما في الأديان الأخرى يمكنك أن تتزوج بألف

ومع هذا التعدي هناك شرط هو العدل بين النساء في النفقة والحقوق بل من لم يعدل فعقوبته عظيمة جدا

قال الله تعالى"وأنكحو ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم أن لا تعدلو فواحدة ذلك أقسط عند الله"
والآن أنظر إلى العقاب لمن لا يعدل

حديث أبي هريرة : عن النبي قال

إذا كانت عند الرجل امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط
والآن لننتقل للنقطة الثانية ما الحكمة من تعدد زوجات النبي
الحكمة عند النصارى هي الشهوة
أولا نرد على هذه الحكمة المفتراة ونقول بإذن الله تعالى يمكن للرجل أن يكون شهواني إذا إجتمعت فيه هذه الصفات
1-كثير الشبع
2-كثير الراحة البدنية
3-كثير الراحة النفسية
هل كان يتميز عليه الصلاة والسلام بهذه الخصائص
كان النبي يصوم الإثنين والخميس و13-14-15 من كل شهر ويصوم أيام شول ويصوم رمضان ولا يوقد في بيته نارا للطبخ كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: كنا نتراءى الهلال والهلال والهلال ثلاثة أهلة في شهرين، ولا يوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار!! قيل: فما كان طعامكم. قالت: الأسودان: التمر والماء!!!
ولم يكن يجد آل محمد التمر في كل أوقاتهم، بل كان رسول الله يمضي عليه اليوم واليومين وهو لا يجد من الدقل (التمر الرديء) ما يملأ به بطنه.

ولم ير رسـول الله الخبز الأبيض النقي قط، وسأل عروة بن الزبير رضي الله عنه خالته عائشة رضي الله عنها هل أكل رسول الله خبز النقي؟ فقالت: ما دخل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلاً قط، ولا رأى رسول الله منخلاً قط.. قال: فكيف كنتم تأكلون الشعير؟ قالت: كنا نطحنه ثم نذريه (مع الهواء) ثم نثريه ونعجنه!! ومع ذلك فإن رسول الله لم يشبع من خبز الشعير هذا يومين متتالين حتى لقي الله عز وجل!!

قالت أم المؤمنين رضي الله عنها: ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتالين حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولقد جاء للنبيرجل فقال: يا رسول الله أنا ضيفك اليوم!! فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى تسع زوجات عنده، ترد كل واحدة منهن (والله ما عندنا ما يأكله ذو كبير!! والمعنى من طعام يمكن أن يأكله إنسان أو حيوان) فما كان من النبيإلا أن أخذه إلى المسجد عارضاً ضيافته على من يضيفه من المسلمين فقال: [من يضيف ضيف رسول الله!!]

وأقول: الله أكبر!! رسـول رب العالمين، ومن له خزائن السموات والأراضين لا يوجد في بيته خبزة من شعير أو كف من تمر يقدمه لضيفه!!
.بل حتى صيامه لم يكن صياما عاديا بل كان يستعمل الوصال يعني

الوصال في الصيام هو أن يصوم يومين أو أكثر بدون أن يفطر ، أي أنه يواصل الصيام في الليل فلا يأكل ولا يشرب .

وقد كان النبي يواصل الصيام ، وكان الله تعالى يعطيه القوة على ذلك ، ولكنه نهى أمته عن ذلك شفقة عليهم ، ورحمة بهم .

روى البخاري (7299) ومسلم (1103) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تُوَاصِلُوا . قَالُوا : إِنَّكَ تُوَاصِلُ . قَالَ : إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي""
أما عن قوته البدنية فكان يقوم الليل حتى تتورم قداماه وتتفطر وكان قبام الليل فرضا عليه نافلة على أمته وكان يطيل القيام كثيرا حتى سأله عائشة يوما وقالت له لما تفعل كل هذا مع أن الله غفر لك ما تقدم وتأخر من ذنبك فقال أفلا أكون عبدا شكورا بإلاضافة إلى أنه صلوات ربي وسلامه عليه كان يقوم بأعمال البيت فكان يخيط ثوبه بنفسه ويساعد نساؤه في أعمال البيت فأين القوة البدنية إذن وكان يجهز الجيوش ويحارب الكفار المعتدين

أما القوة النفسية فلا حدث ولا حرج فكان اليهود يخالفون العههود ويتآمارون وقريش يريدون أن يقتوله فأخرجوهم من مكة فهاجر إلى المدينة بعد كل ما تعرض إليه من الأذى ومن هنا يتين بطلان شبهة أن النبي عليه الصلاة والسلام كان شهواني حشاه عليه الصلاة والسلام

والآن لننتقل إلى الحكم العظيمة في تعدد الزوجات

الحكمة الأولى هي الحكمة التعليمية لقد كانت الغاية الأساية هي تعليم المجتمع النسائي بواسطة تعدد الزوجات لأن هناك مسائل كان النبي عليه الصلاة والسلام يستحي من أن يفتي فيها النساء مباشرة فقد ساعده تعدد الزوجات في ذلك فكان نساؤه من علم نساء الأمة في ذلك الزمان وحتى في زمانا خاصة الأحكام التي تتعلق بالنساء كالحيض والنساء فلو بحثت عن أحاديثها لوجدت أن أغلب الأحتديث روتها نساء وقد كان الكثيرات منهن يستحيين من سؤال النبي عن بعض الأمور الشرعية وخاصة المتعلقة بهن كأحكام الحيض والنفاس والجنابة والأمور الزوجية وغيرها من الأحكام، وقد كانت المرأة تغالب حياءها حينما تريد أن تسأل الرسول الكريم عن بعض هذه المسائل، كما كان من خلق الرسول الحياء الكامل، وكان كما تروي كتب السنة أشد حياءً من العذراء في خدرها، فما كان عليه الصلاة والسلام يستطيع أن يجيب عن كل سؤال يعرض عليه من جهة النساء بالصراحة الكاملة بل كان يكني أحيانا يعني يتكلم بالمعاني لا يتكلم مباشرة فلم يكن يقول الوطأ مثلا إنما كان يقول الجماع ولا يزيد على ذلك والمرأة أحيانا لا تفهم ذلك

تروي السيدة عائشة رضي الله عنها أن امرأة من الأنصار سألت النبي عن غسلها من المحيض فعلّمها كيف تغتسل ثم قال لها: ((خذي فرصة ممسكة ـ أي قطعة من القطن بها أثر الطيب ـ فتطهري بها)) قالت: كيف أتطهر بها؟ قال: ((تطهري بها)) قالت: كيف يا رسول الله أتطهر بها؟ فقال لها: ((سبحان الله تطهري بها))، قالت السيدة عائشة: فاجتذبتها من يدها فقلت: ضعيها في مكان كذا وكذا وتتبعي بها أثر الدم. وصرحت لها بالمكان الذي تضعها فيه، فكان صلوات الله عليه وسلم يستحي من مثل هذا التصريح

ثانيًا: الحكمة التشريعية:
ونتحدث الآن عن الحكمة التشريعية التي هي جزء من حكمة تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه الحكمة ظاهرة تدرك بكل بساطة، وهي أنها كانت من أجل إبطال بعض العادات الجاهلية المستنكرة، ونضرب لذلك مثلاً بدعة التبني التي كان يفعلها العرب قبل الإسلام فقد كانت دينًا متوارثًا عندهم، يتبنى أحدهم ولدًا ليس من صلبه ويجعله في حكم الولد الصلبي، ويتخذه ابنًا حقيقيًا له حكم الأبناء من النسب في جميع الأحوال؛ في الميراث والطلاق والزواج ومحرمات المصاهرة ومحرمات النكاح إلى غير ما هنالك مما تعارفوا عليه، وكان دينًا تقليديًا متبعًا في الجاهلية.
وجاء الإسلام وأبطل ذلك بزواج النبي من زينب بنت جحش عندما كان زوجة زيد بن حارثة الذي تبناه النبي قبل الإسلام فهذه حكمة عظيمة كتب عنها العلماء المؤلفات الكثيرة

للتشريع وكان بأمر الحكيم العليم فسبحان من دقت حكمته أن تحيط بها العقول والأفهام وصدق الله: {وَمَا أُوتِيتُم مّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء: 85].
ثالثًا: الحكمة الاجتماعية:أما الحكمة الثالثة فهي الحكمة الاجتماعية، وهذه تظهر بوضوح في تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بابنة الصديق الأكبر أبي بكر رضي الله عنه، وزيره الأول، ثم بابنة وزيره الثاني الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه، ثم باتصاله عليه السلام بقريش اتصال مصاهرة ونسب وتزوجه العدد منهن مما ربط بين هذه البطون والقبائل برباط وثيق وجعل القلوب تلتف حوله وتلتقي حول دعوته في إيمان وإكبار وإجلال.
رابعًا: الحكمة السياسية:
لقد تزوج النبيببعض النسوة من أجل تأليف القلوب عليه وجمع القبائل حوله، فمن المعلوم أن الإنسان إذا تزوج من قبيلة أو عشيرة يصبح بينه وبينهم قرابة ومصاهرة، وذلك بطبيعته يدعوهم إلى نصرته وحمايته! ولنضرب بعض الأمثلة على ذلك لتتضح لنا الحكمة التي هدف إليها الرسول الكريم من وراء هذا الزواج

تزوج صلوات الله عليه بالسيدة جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق وكانت قد أسرت مع قومها وعشيرتها، ثم بعد أن وقعت تحت الأسر أرادت أن تفتدي نفسها، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه بشيء من المال فعرض عليها الرسول الكريم أن يدفع عنها الفداء وأن يتزوج بها فقبلت ذلك، فتزوجها فقال المسلمون: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت أيدينا ـ أي أنهم في الأسر ـ فأعتقوا جميع الأسرى الذين كانوا تحت أيديهم، فلما رأى بنو المصطلق هذا النبل والسمو وهذه الشهامة والمروءة أسلموا جميعًا ودخلوا في دين الله وأصبحوا من المؤمنين، فكان زواجه صلى الله عليه وسلم بها بركة عليها وعلى قومها وعشيرتها لأنه كان سببًا لإسلامهم وعتقهم وكانت جويرية أيمن امرأة على قومها

أرأيت هذه الحكم من تعدد الزوجات

أما الآن سننتقل إلى النقطة الثالثة وهي لماذا يتزوج بتسعة والناس يتزوجون بأربعة
أولا إن قول الله تعالى"فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ " النساء 3
نزلت بعد أن عدد النبي زوجاته وكان تزوج بتسعة والله عزوجل أمره قبلها أن لا يزيد عن هؤلاء التسعة ولا ينقص
{ لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا} (52) سورة الأحزاب

ولما نزلت هذه الآية"النساء3"
كان هناك من الصحابة من تزوج ب10 وهناك من تزوج بخمسة فجاؤو إلى النبي ليسألوه ماذا يفعلو بعدما نزلت الآية كما بينا في الروايات السابقة فأمرهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يبقو اربع ويطلق الباقي
ولكن لماذا النبي لم يطلق 5 ويبقي 4؟؟؟؟؟؟؟

الجواب واضح وهو أنه لو طلق سيختار من يطلق وسيكون هناك غيرة من طرف النساء التي سيطلقهن فقد يسيطر عليهن الحزن الشديد
ثم لو طلقهم لا يمكن لأحد أن يتزوجهن لثلاث أسباب واضحين
السبب1 هو أن النبي طلقهم فمن يرغب فيهم إذن مادام رول الله طلقهم

السبب الثاني أنهن أمهات المؤمنين ولا يجوز للمسلم ان يتزوج امه "وأزواجه أمهاتكم"

السبب الثالث هناك آية نزلت من قبل حرمت على النبي أن يطلق أزواجه أو يزيد عليهن كما بينت لك
لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا} (52) سورة الأحزاب