المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات



الكاشف السريع
09-08-2011, 12:36 AM
السلام عليكم أخوتي في الله
أحببت اليوم أن أنقل لكم أحد مواضيعي التي كتبتها في منتدى إلحادي
فإن الذكرى التي تنفع المؤمنين ... يبدو أنها لم تنفع الملحدين!
---------------------------------------

في نقطة خلافية رئيسية بين المؤمنين والكافرين، هي أن الكافرين في هذا المنتدى يعتقدون بأن الكائن الحي هو مجرد ماكنة أو جهاز أو مجموعة أجهزة في غاية التعقيد ( جماد ) وهذا الجماد يقوده جماد أيضاً هو الدماغ، أيضاً بالغ التعقيد بلا خلاف، هذا الدماغ مبرمج ( لا ندري من برمجه ) ليكون هو السلطة العليا الذي يتحكم بأعضاء الجسم ويحلل الإشارات القادمة من العين والأذن واللسان والجلد والأنف، بالإضافة إلى الإشارات النابعة من الإنسان نفسه حين يحلل الأمور ويفكر فيها بعقله الباطن.

في نقطة مشتركة، أن الإنسان يحتاج لمصدر طاقة، نفترق من جديد حينما يعتقد الملحد أن مصدر الطاقة هو الطعام والشراب والهواء فحسب، بينما المؤمن يأخذ بأن النفس والروح متلازمة مع الجسد. صحيح أننا بحاجة إلى تلك المصادر، ولكن هي لا شيء إذا حان الأجل، كم من صحيح مات بلا علة، وإن توافرت تلك المصادر، مثال من أمثلة كثيرة:


http://www.youtube.com/watch?v=OXXv10t_nUY&feature=player_embedded

وقد يكون هناك مريض بالسرطان والإيدز وووو، تراه يعيش سنوات طويلة، معلوم أن الماكنة السليمة تعمل بشكل جيد أكثر من الماكنة المهترئة، ولو كانت الأمور تقاس هكذا بالنسبة للإنسان لما رأيت الصحيح يموت بلا علة، والسقيم يعيش حيناً من الدهر، فالإنسان أكبر وأسمى وأرقى من مجرد ماكنة فائقة التعقيد.

بالنسبة للمؤمن فهو يرى أنه قد انتهى أجله، فهو سيموت لا محالة حتى لو كان في أفضل حالات صحته ونشاطه، بالنسبة للكافرين فيبحثون دائماً عن تفسيرات علمية، نحن بالطبع لا ننكرها، ولكن الفرق أننا نؤمن بأن هناك سبب ومسبب، تعددت الأسباب والموت واحد، أما الكافر فيهرب إلى السبب وينسى أو ينكر المسبب.

أن يتبخر الماء ثم يتكاثف ويهطل بفعل التسخين والتبريد والجاذبية على الترتيب، فتلك أسباب، لكن لكل سبب مسبب.

أن يصدر الدماغ الأوامر إلى الحجاب الحاجز فيتنفس الإنسان حتى وهو نائم فهذا سبب، لكن هناك مسبب.

أن تدور الأرض حول نفسها، أن يُمد الظل ولو شاء جعله ساكناً، فينتج لديكم الليل لتسكنوا فيه والنهار معاشاً، فهذا سبب، لكن هناك مسبب.

المسبب أعزائي هو من وضع القوانين، ورتبها لتبدو فيما تبدو للمؤمن أنها مسخرة للإنسان، وللكافر أنها قوانين أتت مع المادة.

فهل يمكن أن يكون الإنسان أو الحيوان ماكنة تفرح وتحزن وتضحك وتبكي وتخاف وتأمن وتغدر وتتألم وتضحي، نعم تضحي من أجل غيرها، أي ماكنة تلك التي تبذل أسمى معاني التضحية، لو يشاهدها الكافر في ما يلي في دقائق معدودة، أقل ما أقوله هو أنه سيشعر بالخجل.


http://www.youtube.com/watch?v=79dIDHnszVQ&feature=player_embedded

عندما اتى داروين، فإنه وضع خطوطاً عريضة، هو لم يعطينا تفسيرات لتعقيدات يحار الإنسان بالنظر إليها، كان يمشي خطوتين إلى الأمام وخطوة إلى الوراء، كان متشككاً فيما كان، ولكن كيف لا يتشبث الكافر هنا بالقشة التي تسوغ لنفسه أي بديل حتى لو لم يكن منطقياً، بديل لفكرة الخلق من تراب.

تلك الفكرة التي لا يتقبلها الكافر هنا، ربما لأنه لم ير ذلك يحصل أمام عينيه، مع أنه يستطيع أن يستشعر وجود الشمس من وراء الغيوم، ويستطيع أيضاً أن ينكر وجودها، ما يلبث أن يراها، تلك الفترة التي انتظرها حتى رأى الشمس من وراء الغيوم، لن تقل كثيراً عن الفترة التي سينتظرها حتى يرى الحقيقة التي لطالما استعجل عليها.

فالناظر إلى الشجرة، سيرى كيف أنها ليست مغروسة في المسحوق السحرى العجيب الذي يمكنها من النمو بهذا الشكل، بل في تراب، في حين لا يستغرب ولا يتعجب من ذلك، فإنه يثقل عليه تصديق أن الإنسان أصله من تراب!!

فالأمر فعلاً يحتاج لوقفة تأمل، شجرة نمت من حبة أو فسيلة، تعطينا من ثمراتها ما يحتاجه الإنسان في نموه ورفاه عيشه، تأخذ تراباً وماءاً ثمناً لذلك.. يا ترى لو أعطينا أفضل مصانع ومختبرات العالم حفنة تراب إضافة إلى ماء، والشمس موجودة بطبيعة الحال، ورجعنا إليه بعد 1000 سنة، فهل سينتج لنا ثمرة واحدة ؟!!

فلماذا العجب كل العجب من فكرة خلق الإنسان من تراب؟

من منطلق المسلم، فتلك الثمار هي: رزقاً للعباد:

◄ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ * رِزْقًا لِّلْعِبَادِ


http://farm3.static.flickr.com/2672/3775359369_270947f807.jpg

أما الكافر فيرى فيها ضرورة ملحة للشجرة كي تحافظ على نسلها، فكلنا يعلم أن بالثمار بذوراً، طبعاً بالصدفة تلك الثمار أصبحت غذاءاً ملائماً للإنسان، وكأنه ما من وسيلة للنبات لإنتاج البذور إلا بتلك الثمار!!

قبل وبعد اختراع الكهرباء، كان لدينا السمكة الكهربائية، تستطيع توليد من 400 - 600 فولت!


http://www.science-facts.com/electric_eel.jpg

ولما كان الإنسان يعيش على مصابيح الزيت، كان لدينا قنديل البحر:


http://www.focuspocus.org/photodata/0124_jellyfish.jpg

أو حتى الذبابة المضيئة:


http://www.55a.net/firas/ar_photo/6/1as.jpg

تقوم بتحويل الطاقة الكيميائية بواسطة الأكسدة إلى طاقة مضيئة، إذن هي ليست معجزة، لأنه لدينا سبب، وإذا عرف السبب بطل العجب.

ليس دائماً، فالعجب لا يزال موجوداً، عند الكافر طبعاً، فإن لم يكن هناك عجب فينبغي أن يكون، لأنه من أعطى تلك المخلوقات تلك المكونات، أو المقادير التي صنعت منها المكونات، أو المقادير التي صنعت منها المقادير التي صنعت منها المكونات، لا ندري درجة التعقيد في تلك العملية، المهم أن المؤمن ليس لديه عجب على الإطلاق، فقد عرف السبب، وعرف المسبب، أما الكافر الذي ما فتئ يسقط الأمور كلها على فرضية التطور، إن سألناه عن حشرة التخفي، فالجواب طبعاً أنه ارتقاء بداعي البقاء:



http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTIHov5A4JpJgEIkOTKQli6EZd1OQDtQ Pj-4tFDqNaa_RCkKigyWQ


لكن لو عدنا إلى الحشرة المضيئة، هل هو ارتقاء بداعي الفناء، تكشف نفسها للأعداء لتقع فريسة سهلة، طالما لدينا ذباب غير مضيء، استطاع البقاء والتكاثر، فهل بقي مبرر لتطور كهذا يجعل من الحشرة مضيئة، أم أن الصدفة تلعب دوراً ؟!! كم استلزم الأمر؟ مليون سنة مثلاً؟ هل عجزت تلك الحشرات خلال هذه الفترة عن تغيير بيئتها ومكان عيشها إلى مكان تستطيع التكيف معه، بدل المكوث وانتظار رحمة التطور، أو الاحتمالات، لا فرق.

-------------------------------------
صفحتي على الفيسبوك
http://www.facebook.com/Asrar.Alquran

ودمتم بخير :emrose:

نور الدين الدمشقي
09-08-2011, 12:46 AM
بارك الله فيك. وأنصحك بكتاب "الاسلام يتحدى" لوحيد الدين خان...فستجده يشير لى ما أشرت اليه كذلك..جزاكم الله خيرا