المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعونا نتفق سويا على شروط إنسانية للحوار



أبو حسين
11-11-2005, 01:38 PM
هذه أول سطور لي هنا
جئت ساعيا إليكم متعلما منكم
لما شاهدته من معرفة واسعة وكبيرة عند كل الأطراف
وضعت - متعجلا - شيء من الشروط الأخلاقية والإنسانية
التي لا تركز على المنطق ولا تهتم لهذا الأمر بقدر ما تهتم
بالأخلاق والضمير في أن يكون حاضرا في حوارتنا
وإليكم شيء منها فمن صحح شكرا له ومن أضاف فالحمد لله
1- لا تنس فضل الناس فمن وجدته شجاعا يجب أن تعترف بهذا ومن وجدته دقيقا في بحثه يجب أن تعترف بهذا ومن وجدته قد دافع عن الإسلام وإن اختلف عن مذهبك يجب أن تعترف بهذا بغض النظر عن اختلافاتك معه يقول المولى ( ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير)
2- إذا وجدت شيئا من الصحة أو القوة في كلام خصمك فلا تنكره فلا يهمك أن تفحم الآخرين بل المهم لديك أن تكتشف كامل الحقيقة ، فهذه الشبهات التي تثار لها شيء من الوجاهة ولها شيء من القيمة ، لا ينفع أن نقلل من شأن الآخرين ومن شأن كلامهم هذا لا يقنعهم بل يزيدهم إصرارا ، والمكابرة من صفات الملحدين ، إن المسلم الهين اللين الذي إذا جاءته شبهة توقف عندها واعترف للخصم بقوتها وطلب بالتفكر فيها تفكيرا مليا حتى يعرف حقيقتها الكاملة أو يعترف للآخر أنه عاجز عن كشف حقيقتها وأن الحجة مع هذا الآخر ، حتى يتبين الأمر لاحقا . لقد واجه الرسول ص والقرآن الكثير من الشبهات ، مثل تحويل القبلة ، فلم يبين تهافتها بل بين أنها كبيرة وفيها شيء من الفتنة ، كذلك القتال في الأشهر الحرم
3- يقول المولى (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون) فمن يخالف هذا النص وهذه القاعدة الربانية العظيمة فحتما مصيره للنار ، فتذكر لا يهم أن تكون مسيحيا أو يهوديا أو بوذيا أو مسلما عند الله، فسبحانه لا ينظر لهذه المسميات بل ينظر لجوهر أعمالك وصلاح أخلاقك ، فإن كنت تدلس على الناس أو كنت تعرف الحق وتكتمه حتى لا تقوي من حجة الخصم ، فأنت تجادل عن باطل ، ولا تريد معرفة الحقيقة إنما تريد نصرة باطلك الذي تؤمن به ، وهذا هو الجرف الذي سينهار بك فتصبح من أهل النار .
4- أقول لرجل الحق سواء كان مسلما أو غيره لا ينفع العنف والشدة ، فالرفق يزين الأشياء ويقرب الناس إلى بعضها ، فقد تجد مسيحيا متعصبا وعنيفا ، تقربه الكلمة وتجعله يسمع للمسلمين وينصت لهم ، وقد يقتنع أحدهم بالكلمة الطيبة وقد تصده ألف ألف حجة فيها شيء من القسوة .
5- وأقول للمسلمين المختلفين في المذاهب ، أننا يجب أن نحسن الظن ببعضنا لا يحق لنا أن نبدأ الحوار ونحن نسيء الظن بالطرف الآخر ، قد تكون عنده شبهة وقد يكون موقفه العنيف نابع من تجارب ماضية ، وقد تجده يشتم ، كل هذه قشور يعبر فيها عن غضبه ، فإذا كنّا ربانيين وشهداء على الناس ودعاة للحق ، يجب أن نكف أيدينا عن الشتائم وأن مد يد المساعدة للآخرين ، وأن نحسن الظن بإخوتنا المسلمين جميعا وبدون استثناء وأن نعترف بالحق الذي عندهم ، فعلى سبيل المثال يقر السلفيون بالصفات الخبرية بينما ينفي المعتزلة وغيرهم هذه الصفات ، فهل بالله عليكم يؤدي هذا إلى الاقتتال ، كيف وكل واحد فيهم يحمل هدفا نبيلا فهذا يعظم الخالق وذاك يبغي التنزيه له .
6- إن القاعدة الأساسية هي أن نحب للناس من نحبه لأنفسنا وأن نعاملهم كما نريد أن يعاملوننا ، هذه القاعدة الأخلاقية العظيمة الجامعة المانعة هي التي تنبثق منها بقية الأخلاقيات الإنسانية ، وما اهتدى أبو بكر وعمر وعلي وبقية المسلمين إلا أنهم يحملون أخلاقا عظيمة جدا وهي السبب الرئيس التي تجعل الله يقدم لنا كل سبل الهداية كاملة
7- لا أريد أن أطيل عليكم ولكن هذه الافتتاحية قصدت بها تطوير الحوار بيننا نحن البشر بكل الأطياف والأديان ، معتبرين ضمائرنا هي القاضي الأول والأخير بعد الخوف من الله جل جلاله ، ولا أزعم أني بلغت شيئا من هذه القواعد ولكنني أسعى سعيها ، فإن وجدتم أخاكم يخالف هذه القواعد فعلا عليكم إلا بقرعي وتنبيهي ، وإن وجدتم خطأ في فكري فلا عليكم إلا نصحي ، فأخوكم يبحث عن الحقيقة .

وأختم كلامي بأننا كلنا نخالف هذه القواعد وقواعد أخرى لم أذكرها ، لكن يجب أن نجاهد ونجاهد أنفسنا دائما حتى نتخلص من نرجسيتنا وحبنا للدفاع عما نعتقده سابقا ورغبتنا في عدم التغيير ناهيك عن ذلك الشخص الذي يعرف أنه على ضلال ويريد أن يضل الناس من بعده فما أحقر مثل هذا الشخص فهو أكثر الناس استحقاقا للنار .

أبو حسين

DirghaM
01-09-2008, 10:30 AM
ناهيك عن ذلك الشخص الذي يعرف أنه على ضلال ويريد أن يضل الناس من بعده فما أحقر مثل هذا الشخص فهو أكثر الناس استحقاقا للنار .

نعم والله ..