المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((مفرغ))الأمانة خطبة الجمعة للشيخ محمد حسان



زاد المعاد
10-06-2011, 05:46 PM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْلَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}

أما بعد..

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

حياكم الله جميعا..

أيها الإخوة الفضلاء الأعزاء وأيتها الأخوات الفاضلات وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعا من الجنة منزلا وأسأل الله الحليم الكريم جل وعلا الذي جمعنا في هذا البيت العامر على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك ومولاه



أحبتي في الله

قال الله جل وعلا: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}النساء 85

اتفق جماهير المفسرين على أن هذه الآية الكريمة قد نزلت على نبينا صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة مباشرة فبعد رحلة طويلة من العناء والمشقة تعرض فيها نبينا صلى الله عليه وسلم لكل أصناف العذاب والمحن والابتلاءات؛ يعود مكة فاتحاً، ويحطم الأصنام بيده الشريفة، ويطهر الله الكعبة من الأوثان، ويشرق على مكة نور التوحيد والإيمان، ويرجع كل شيء إلى نصابه {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}الإسراء81 وفي هذه النشوة نشوة النصر والعز والتمكين يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة وكان عثمان بن طلحة سادناً للبيت بيده مفتاح الكعبة فلما نصر الله عبده وأعز الله جنده وهزم الله أحزاب الشرك والكفر وحده وأتم الفتح على عبده المصطفى ونبيه المجتبى أمر رسول الله عثمان بن طلحة أن يفتح له الكعبة من الداخل وفتح له عثمان وقام العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب من رسول الله أن يأخذ مفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة وهو يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله.. يا رسول الله أعطني مفتاح الكعبة لنجمع بين السقاية وسدنة البيت أووسدانة البيت وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المفتاح من عثمان وأعطاه العباس) وفي رواية أعطاه عليّ رضي الله عنه فنزل قول الله تعالى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في داخل الكعبة حتى قال عمر: (رأيت رسول الله فداه أبي وأمي يخرج من الكعبة يقرأ هذه الآية ولم أسمعه يقرأها من قبل) خرج رسول الله وهو يقرأ قول الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا }؛ فنادى النبي على عثمان بن طلحة وقال يا عثمان خذ المفتاح فهذا يوم بر ووفاء وأعطى النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة مرة أخرى لعثمان بن طلحة بل وجعلها في نسله وذريته خالدة مخلدة إلى قيام الساعة لا ينازعهم فيها إلا ظالم)

أرجو أن أقف اليوم مع هذا المشهد النبوي الوفي مع صورة من صور الأمانة فما أحوجنا الآن في ظل هذا الواقع الضبابي أن نتعرف على حقيقة الأمانة وعلى معنى الأمانة وأنا لا أطيل النفس فهذا موضوع يحتاج إلى عشرات اللقاءات وبالفعل أفصله في عشرات اللقاءات الآن على شاشة الرحمة لكنني أذكر فقط ببعض المعاني المجملة لأننا نشهد الآن صور كثيرة من صور الخيانة ونجد الأمانة عملة صعبة بل نادرة.

فما هي الأمانة أيها الأفاضل؟

قال الله عز وجل { إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}الأحزاب 72 قال ابن عباس الأمانة: (هي الفرائض) أي التي افترضها الله على عباده. وقال أبو العالية الأمانة: (هي ما أمروا به وما نهو عنه). وقال الحسن: (الأمانة هي الدين فالدين كله أمانة).

ونبينا صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن رفع الأمانة وعن قبض الأمانة وأن الأمانة ستُرفع ففي الصحيحين من حديث حذيفة وحذيفة هو أمين السر النبوي يقول حذيفة (حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال يعني في أعماق أعماق القلوب حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر أعماق الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال صلى الله عليه وسلم: [ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فبظل أثرها مثل أثر الوكد] والوكد هو السواد اليسير يعني ينام الرجل نومة في ليلة من الليالي وهو أمين على الدين أمين على الفرائض أمين على الأوامر والنواهي أمين على الوادئع أمين على الجوارح وهو أمين بكل ما تحمله الكلمة من معنى [ينام الرجل النومة فيصبح في الصباح ولا أمانة في قلبه لا ترى أثرا للأمانة في قلب الرجل إلا كأثر الوكد] أي إلا كبقعة سواد يسيرة من موضع قبض الأمانة من القلب.

اللهم سلم سلم يا أرحم الراحمين

ينام الرجل النومة فتُقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكد ثم ينام الرجل النومة فتُقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفض فتراه منتبراً وليس فيه شيء يعني ينام الرجل فتقبض الأمانة من قلبه ولا ترى أثراً للأمانة إلا كأثر المجل كلكم يعر ف المجل المجل هو ما يصيب الجلد من تشقق وانتفاخ من شدة العمل بالفأس مثلا فيظهر جلد منتفخ لو ضغطت عليه لانضغط هو في الظاهر إذا نظرت إليه تشعر أنه ممتلئ بالماء مثلا أو ممتلئ بالصديد مثلاً فإذا ضغطت عليه انضغط هذا هو المجل فيظل أثرها مثل أثر المجل يعني ترى صورة منتفخة ترى إنسانا كذاباً مدعيا للأمانة وهو فارغ من الأمانة لا يحمل شيئاً في قلبه ولا في صدره من معنى الأمانة فيظل أثرها مثل أثر المجل كجمر دحرجته على رجلك وأخذ النبي حصاة فدحرجها على رجله كجمر دحرجته على رجلك فنفض أي انتفخ الجلد وانتفش وعلا فتراهمنتبرا وليس فيه شيء فيصبح الناس يتبايعون أي يبيعون ويشترون فلا يكاد أحد منهم يؤدي الأمانة.لا حول ولا قوة إلا بالله

تدبروا معي لأننا نعيش واقع مرا أليما الآن ورب الكعبة

فيصبح الناس يتبايعون أي يبيعون ويشترون ويتعاملون مع بعضهم البعض فلا يكاد أحدا يؤدي الأمانة حتى يُقال إن في بني فلان رجلاً أمينا صار عملة صعبة صار عملة نادرة صار أمرا فريدا يتيما واليتم هو الانفراد لا نظير له فيصبح الناس يتابعون فلا تكاد ترى منهم رجلا واحدا يتعامل بالأمانة ثم قال صلى الله عليه وسلم حتى يقال أن في بني فلان رجلا أمينا وحتى يُقال للرجل ما أعقله ما أظرفه ما أعلمه وليس في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان يُنفخ في الخونة ويشار إليهم بالبنان ويثنى عليهم ويمدحون ما أعقله وما أعلمه وما أظرفه إنه المحلل السياسي البارع إنه المُحلل المحنك إنه المفكر إنه الأديب إنه كذا

يُقال للرجل ما أعلمه وما أعقله وما أظرفه وليس في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان.

يقول حذيفة رضي الله عنه (وما كنت أبالي أيكم بايعت يعني كنت أبيع وأشتري وأتعامل مع أي أحد فإن يكن مسلما رده علي إسلامه أي لو تعاملت مع مسلم سيمنعه إسلامه من أن يخونني في بيع أو شراء أو قول أو عمل فإن كان مسلما رده علي إسلامه وإن كان يهوديا أو نصرانيا رده علي ساعيه) أي واليه فاليهود والنصارى حتى في كنف الإسلام والمسلمين يتعاملون في هذا الوقت الذي يتحدث عنه حذيفة رضي الله عنه يتعاملون بالأمانة ربما لأن بعضهم أمينا بطبعه وهذا لا ينبغي أن ننكره لقول ربنا تبارك وتعالى وربما يخاف البعض أن يتعامل بالخيانة لأنه سيحاسب وسيعاقب رده علي ساعيه أي واليه يقول حذيفة أما اليوم حذيفة في العصر النبوي يقول: (في آخر العصر النبوي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وفي آخر عهد الصحابة يقول أما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا وسمى أشخاص محددين لا يتعامل إلا معهم لأنهم أهل أمانة).

أيها الأفاضل:الذي أريد أن أصل إليه في معاني الأمانة أصل إلى معنى محدد يُبينه لنا أيضا نبينا صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو في مجلسه يحدث القوم يُحدث الصحابة جاءه أعرابي؛ أعرابي عاقل فقيه فقال يا رسول الله متى الساعة؟ القيامة أمتى؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه ولم يُجب الأعرابي على سؤاله فقال بعض القوم سمع رسول الله قوله فكره قوله وقال بعضهم بل لم يسمعه ورسول الله يمضي في حديثه يُحدث الصحابة دون أن يلتفت إلى الأعرابي فلما قضى النبي حديثه بأبي وأمي وروحي سأل بنفسه عن الأعرابي وقال: أين السائل عن الساعة؟ ها أنا يا رسول الله أنا اللي سألت

اسمع.. فقال بأبي وأمر وروحي إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة فسأل الأعرابي سؤلاً فقيها قال: وكيف إضاعتها يا رسول الله؟ كيف تضيع الأمانة فقال بأبي وأمي وروحي إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة وأنا اقسم بالله قد وُسد الأمر إلى غير أهله

على مستوى الأرض على مستوى الكوكب الأرضي كله إلا من رحم ربي من أفراد قلائل الذين ذكرهم الحديث كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة

وراعي الشاة يحمي الذئب عنها فكيف إذا الرعاة لها الذئاب

قال الصادق كما في مسند أحمد في مستدرك الحاكم بسند صحيح من حديث أبو هريرة رضي الله عنه: [سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل من الرويبضة يا رسول الله قال الرجل التافه] وفي لفظ قال بأبي وأمي وروحي الرجل [السفيه يتكلم في أمر العامة] والله لقد تكلم الرويبضات والتافهون والسفهاء لا في أمر العامة بل في أمر العامة في أمر السياسة في أمر الإعلام في أمر الاقتصاد في أمر الدين بل منهم من يطعن الآن في قرآن رب العالمين وفي سنة سيد النبيين وفي أطهر وأشرف الخلق بعد الرسل والنبيين من أصحاب النبي الأمين محمد صلى الله عليه وسلم التافهون والسفهاء يتكلمون الآن في كل شيء ويطعنون الآن في الثوابت والأركان والأصول والكليات ولا يريدون لهذا الدين أن يحكم ولا لهذا الدين أن يسود ولا يريدون لهذا البلد أن يطمئن ويستقر لتبدأ عملية التنمية والاقتصاد ولتدور من جديد عجلة الإنتاج في وقت يشعر فيه ما يقرب من نصف المجتمع بالفقر العاض المؤلم

وإنا لله وإنا إليه راجعون

فالله تبارك وتعالى يأمرنا بالأمانة ويحذرنا من الخيانة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} اصغ سمعك وافتح قلبك فالملك ينادي عليك أيها المؤمن {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} سمعا وطاعة يا رب هذا شعار المؤمنين فوق أي أرض وتحت أي سماء فالغاية عند المؤمن يا سادة لا تبرر الوسيلة أنا لا أتحرك وأنا أنظر إلى مصلحتي الشخصية فقط حتى ولو كان ذلك على حساب الآخرين وحتى لو كان ذلك على حساب المرضى أو على حساب الطلبة أو على حساب البلد لا أقطع الطريق لأنني أطالب بحق لي أنا لا أقلل من شأن حقك ولا انتقص قدر مطالبتك بحقك

لكن هذا الظلم الذي وقع عليك من نظام سابق لماذا تحمل الآخرين ممن لا ذنب لهم ولا جريرة جرمه وأثمه ما ذنب المريض الذي ينام الآن لأن في مستشفى الفلاني لأن الأطباء وهم نماذج الرحمة مضربون عن العمل لظلم واقع عليهم لا أقلل من شانه ولا انتقص من قدره لكن ما ذنب هذا المريض المسكين الذي تريد أن تعامله بظلم نظام سابق ظلم الأطباء وظلم المعلمين وظلم العمال وظلم الفلاحين لكن ما ذنب هؤلاء المساكين؟ ما ذنب الطلبة؟ ما ذنب أبناء المسلمين؟ ما ذنب المرضى على الأسرة البيضاء ما ذنب رجل يريد أن يصل إلى بيته أو إلى عمله فيرى طريق عام مقطوع..ليه؟ إضراب قاطع الطريق لمجموعة تطالب بحق هذا حرام!

إغلاق لمستشفيات المرضى ليزداد ألمهم ويموت منهم من يموت حرام ولو كنت تطالب بحق شخصي لك !!

تعطيل التدريس والتعليم لأولادنا حرام! ولو كنت تطالب بحق لك!!

يا أخي لا ضرر ولا ضرار الضرر هو الذي تحصل منه منفعتك حتى ولو وقع الضرر على غيرك هذا هو معنى الضرر

الضرر هو ما تحقق منه أنت منفعة لشخصك وإن وقع الضرر على غيرك

أما الضرار فو الذي لا تحقق منه لشخصك أي مصلحة ومنفعة بل الضرر كله واقع على غيرك فرسول الله يحذرنا من الضرر وإن حصلنا النفع لأنفسنا على حساب المجتمع ويحذرنا من الضرار [لا ضرر ولا ضرار]

لماذا لا تقوم مجموعة من الأفاضل من المدرسين ومن الأطباء وغيرهم ولا يتوقف العمل يسير العمل على أكمل على وجه إرضاءً لله ثم خوفاً وحرصاً على هؤلاء المرضى وعلى هؤلاء المساكين لتستمر عجلة التنمية والعمل لتغيير الواقع المر الأليم

لأن الواقع لن يتغير إلا بالعمل لن يتغير بالجدال ولا بالمراء ولا بالإضرابات ولا بالاعتصمات ولا بالاحتجاجات لن يتغير الواقع من الضيق إلى السعة والرخاء إلا بالعمل إلا بالإبداع إلا بالإنتاج لكن بالتشكيك والاتهامات والتخوين لن يتغير أي شيء ولو عشنا نفس السنوات التي عشناها في نظام الظلم السابق لن يتغير أي شيء لا ضرر ولا ضرار

لقد دخل رجل الجنة في غصن شجرة نحاه عن طريق المسلمين فما حكم من يقطع طريق المسلمين؟

رجل بغصن شجرة النبي بيقول حديث في صحيح مسلم راجل ماشي لقى غصن واقع من شجرة على طريق عام سادت على الناس الطريق الراجل قال إيه؟ قال لأنحيين هذا عن طريق المسلمين فنحى الغصن يقول النبي: فغفر الله له فأدخله الجنة رجل ينحي غصناً ليُيِسر للناس طريقهم يدخله الله الجنة فما حكم من يقطع الطريق عن قصد وعمد عن المسلمين؟

ياجماعة الغاية لا تبرر الوسيلة هذا مذهب ميكافيللي

حق مشروع لكن الشرع جعل الوسيلة التي اسلكها للوصول إلى غاية المشروعة جعل احكم الوسيلة حكم الغاية تصبح الغاية أيضاً محرمة المقاصد لها أحكام قاعدة أصولية متفق عليها بين علماءنا

ليس من الأمانة أيها الأفاضل أن يشل البلد وأن تتهم الجيش حتى الجيش بالخيانة من الذي حمى الثورة إذن؟ من الذي حمى شبابنا وأولادنا إذن؟

آلا تتابعوا ما يجري الآن على أرض سوريا آلا تتابعوا ما يجري الآن على أرض اليمن ألم ترو ما وقع ولا زال يقع على ارض ليبيا؟ لماذا يُتهم الجيش الذي حمى أولادنا وشبابنا بالخيانة من أجل أن يظل البلد كمرجل يغلي حتى لا يهدأ وحتى لا تستقر أوضاعه وأحواله وحتى نظل في صراع دائم حتى لا يشعر هذا البلد ولا يشعر أهله بشيء من الرخاء أو الأمن أو الاستقرار أو الهدوء

انتشر حال البلطجة وروع وسُرقت الأموال وسُفكت الدماء

بسبب ماذا؟ الغاية تبرر الوسيلة حرام

الغاية لها في الإسلام حكم الوسيلة فإذا كانت الوسيلة محرمة تصبح الغاية أيضا محرمة والعكس

فمن الأمانة أيها الأفاضل أن نحافظ على مقدرات هذا البلد ومكتسباته ولقد ذكرت ذلك من أول الأيام قلت:

مصر ليست عزبة وليست تكية ومؤسسات البلد ملك لأجيالنا وشبابنا وأولادنا لماذا نحطم هذه المؤسسات لماذا نعطلها لماذا نشُل البلد هذا الشلل الكلي المروع {ِإنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنتُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا }

أي إنسان مؤتمن على ما بين يديه فكن أمينا وحذاري أن تكون ممن قال الله فيهم { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} قال ابن عباس: (لا تخونوا الله بتضييع أوامره ولا تخونوا الرسول بترك سنته ولا تخونوا أماناتكم أي بتضييعها فيما بينكم وأنتم تعلمون)

أنا أعلم أن هذا المريض الذي بين يدي في المستشفى العام أو في أي مكان آخر لا ذنب له أنا أعلم علم اليقين وأنا مضرب عن العمل وكذلك الممرضة التي أضربت عن العمل وعن إسعاف المريضة التي تتألم وتتأوه تعلم يقيناً أنها لا ذنب لها ولا جريرة لها وهذا المسكين الذي ربما تعرض للموت لعدم أخذه للدواء أو لعدم إسعافه يعلم الطبيب المضرب عن العمل أنه لا ذنب له أيضاً ولا جريرة إنما هو يحمله ظلم نظام سابق

لماذا لا تخرج مجموعة من أساتذتنا الأفاضل الأطباء وأساتذتنا المدرسين بطلباتهم إلى مجلس الوزراء أو إلى المجلس العسكري وإذا كان إخواننا هنا في المنصورة أنا مستعد أن أذهب بنفسي معهم إلى أي مكان يريدون أن يذهبوا إليه إلى مجلس الوزراء أو إلى المجلس العسكري وأدخل معهم وأقدم طلبهم وأحث المسئولين على تنفيذ هذه الطلبات وأنا أعلم أن المسئولية على رؤوسهم كبيرة وأن الأمانة عليهم ثقيلة وعظيمة والكل يطالب الآن بحقه في وقت لا تملك فيه الدولة الإمكانيات التي تُعطي الجميع في سنة أو في ثمانية أشهر

لكن يبقى العمل تبقى المستشفى تعمل بل والطبيب المسلم صادق يقول والله أنا لو كان عملي 8 ساعات أنا هخليهم عشر ساعات لله ثم لصالح هؤلاء المساكين المتألمين ، المدرس اللي كان بيعمل ست ساعات أو أربع حصص أو خمس حصص يقول أنا مني حصتين لله ثم لمصر.

هذا هو المنطق في وقت الأزمة لا تطالبني وأنت تعلم أنني لا أملك وأنا لا أنكر حقك الذي تطالبني به لكن أمهلني حتى أخرج من أزمتى حتى أخرج من ضائقتي ثم التخريب والتحطيم لن يعدل الواقع بل يزيد الطين بله وقد ضربت مثالاً/ شاب دخل البيت متنرفز كسر الثلاجة كسر السرير كسر الفراش حطم البيت وبعد ساعات لما هدأ يا أمي عاوز مية باردة مافيش يا بني مية باردة ما انت لسة مكسر التلاجة دلوقتي .. عاوز أنام مافيش نام على الأرض ما أنت مكسر السرير

هذا منطق سفيه أن أحطم كل شيء وأن تطالب بكل شيء لا دليل عليه لا من قرآن ولا من سنة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} أنا أعلم أن التلميذ الذي ينتظرني لأعلمه الحق في وقت نحتاج أن نًعلم أولادنا فيه الحق بحق.

أنا أعلم يقينا أنه لا ذنب له وأنه مظلوم وهو أيضاً ممن وقع عليهم الظلم هذا الطريق الذي قُطع هنا أو هناك وخرج الناس وأوقفوا سيلا من السيارات على الطريق العام قد تصل عدد السيارات على طريق رئيسي إلى آلاف السيارات إلى كيلومترات واقفة متوقفة متعطلة تماماً ليه؟ لأن فئة طالعة قاطعة الطريق عشان لها حق

وما ذنب هؤلاء؟ أقسم بالله ستُسأل عن كل واحد من هؤلاء بين يدي الله تبارك وتعالى وإن كنت تتحرك الآن لأنك تعلم أنه لا توجد قوة تردعك عن هذا العمل فاعلم بأن الله حي لا يموت قيوم لا ينام ونحن ما استفدنا من الدرس الذي رأيناه أي شيء ما استفاد البلطجي شيئاً ما استفاد الظالم شيئا ما استفاد آكل الحرام شيئاً ما استفاد قاطع الطريق شيئاً وهو يرى سندت الظلم وأساتذة الإجرام يراهم الآن في السجون والمعتقلات ما الذي استفاده هذا الذي يظلم الخلق ويتعدى على الخلق ويروع الآمنين ويسلب المستقرين استقرارهم وطمأنينتهم وسكينتهم ما الذي استفاده هذا؟ نعم صدق ربي {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً} بس لمين؟! مش لأي أحد لن يستفيد من الدرس أي أحد ولن يتعلم الدرس أي أحد {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةًلِمَنْ خَافَعَذَابَ الْآخِرَةِ} فقط هو ده اللي بيخاف هو ده لما تقول له حرام يقولك حاشا لله والله لو آكل التراب لا ارتكب الحرام والله لو حاكل عيش حاف لا أرتكب الحرام لأنه يراقب ربه لا يراقب قانونا وضعياً أعمى ولا يراقب وزيرا ولا رئيس الوزراء ولا رئيساً مباشراً لوظيفته يراقب ربه الذي يعلم أنه يسمعه ويراه {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنتُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ}

نعمة الموعظة أن يعظنا ربنا جل وعلا بتحقيق الأمانة وأدائها والحكم بيننا بالعدل والحق {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}

نهايات الآيات مش مجرد كلمات موضوعة لأ تحتاج إلى تفكر وإلى تدبر {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}يسمع أقوالنا ويرى أفعالنا وأحوالنا التي لا ترضيه ورب الكعبة التي لا ترضيه

لابد أن يكون التغيير نابعا منا يا إخواني

هذا مخالف لسنة التدرج في الكون مخالف لسنة كونية ثابتة لن تتغير ولما علت طموحات الناس إلى سقف لا حدود له ووقعوا على أرض الواقع المر الأليم أصيب كثير منهم بالإحباط واليأس الذي أوصله إلى هذا الخلل في الأقوال والأفعال والسلوك.

في تدرج في الكون والله جل وعلا لا يجامل أحد من الخلق بحال مهما ادعى لنفسه من مقومات المجاملة أو المحاباة لابد أن تسير سنن الله الكونية في مدارها وفي طريقها كما قدر ربها وربنا جل وعلا أن السنن

لن تتغير أبداً لا تتصور أبداً أن السنن ستتسارع من أجل سواد عيوننا ومن أجل سواد عيون الثوار لا قد هُزم المصطفى وهُزم المسلمون في أحد

ولقد هُزم المسلمون بقيادة المصطفى في أحد نعم وفشل الصحابة بنص القرآن: { حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ}

فشل الصحابة وهُزموا في احد وقائد المعركة المصطفى حبيب الحق وسيد الخلق معقول الكلام ده ينفع؟ ينفع يُهزم جيش قائده النبي محمد والله ما ينفع .. ينفع ينتصر جيش بقيادة الكفر والشرك على جيش التوحيد بقيادة إمام التوحيد محمد بن عبد الله؟ إنها السنن يعني إيه السنن يعني الصحابة أو بعض الصحابة أو حتى بعض الرماة خالفوا أمراً واحداً لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما تنزلوش لو رأيتم السباع تتخطفنا لو رأيتمونا نغنم لو رأيتمونا نقتل لا تتركوا أماكنكم وكان الأمر النبوي صريحاً واضحاً لكن الصحابة تناسوا الأمر أو إن شئت فقل لما ظنوا أن المعركة قد حُسمت وانتهت وهم يرون إخوانهم في أرض الميدان يجمعون الغنائم فنزلوا متناسين لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وكان ما كان تعرض النبي للموت شُج وجهه كُسرت رباعيته دخلت حلقة المغفر في وجنتيه الشريفتين انتشر خبر قتله في الميدان حتى استسلم الصحابة بعضهم للموت وألقى بعضهم السلاح من بين يديه ومر عليهم أنس بن النضر وحديثه في الصحيحين وقال ما تصنعون ؟ لما ألقيتم السلاح؟ قالوا: قُتل رسول الله فماذا نصنع بالحياة بعده. فقال لهم أنس: قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله إلى هذا الحد نعم كيف؟ الجواب من الله: { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}

مش عاوزين شماعات بقى نعلق عليها أخطائنا وتقصيرنا وهزائمنا أنا عندي خطأ أنا عندي قصور وحضرتك عندك خطأ وعندك قصور طب ليه أنا مصر أن أرى القذاة الصغيرة في عينك مع انها لا تُرى إلا بالميكروسكوب وفي الوقت الذي أُغمض فيه عيني على عود ضخم يملأ عيني لا يكاد يُبصر الإنسان معه أغض الطرف عن عيبي وأنظر عيوب الآخرين وأضخمها أغض الطرف عن تقصيري وأجسد وأضخم خلل الآخرين وتقصير الآخرين.

فلان لا يعمل فلان حتى لو عمل لا دا صاحب نية سيئة ده عاوز فلوس ده عاوز منصب دا عاوز جاه دا كذا وكذا

وأنا لا أريد أبداً أرى في نفسي عيباً في الوقت الذي أرى فيه الآخرين جميعاً كتلة مجسمة ومجسدة للعيوب والنقائص والتقصير

أيها الناقد أعمال الورى هل أريت الناس ماذا نعمل؟

لا تقل عن عمل ذا ناقصاً جيء بأوفى ثم قل ذا أكمل

إن يغب عن ليل صار قمر فحرام أن يُلام المشعل

لو لم تجد إلا أخ من إخوانك يؤدي عملاً لو كان يسيراً من وجهة نظري أكمل أنت العمل سد الخلل أكمل النقص لكن لا تتهمني بالخيانة ولا بالتقصير ما دمت أعمل على قدر طاقتي وإمكانياتي والله يعلم السر وأخفى

أيها الأفاضل

روى الإمام الحاكم في المستدرك والخطيب في تاريخ بغداد والبيهقي في السنن وقال الحاكم صحيحاً على شرط الشيخين وليس كذلك ففي سنده ضعف ولذا يضعف هذا الحديث مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم ويصح موقوفا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (من ولي من أمر المسلمين شيئا) خلي بال حضرتك (من ولي من أمر المسلمين شيئاً فولَّى رجلا وهو يجد المسلمين من هو أصلح منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين)

لابد أن تكون إيجابيا وأن تكون أمينا وأن تختار الرجل الكفء الذي تراه أهلا للمنصب وأهلا للكرسي وأهلا للأمانة نريد أن نودع التزوير والبلطجة وشراء الأصوات وشراء الذمم بالأموال فهذه أيضا صورة من صور الخيانة وواقعنا يحتم علينا أن نعيي هذه الكلمات

إياك أن تختار مرشحاً لأي منصب أو لأي مكان لمجرد المحسوبية أو المجاملة الكذابة أو لمجرد المال الحرام فكل هذا لا ينفع إنما أعلم أن اختيارك أمانة وستُسأل عنه بين يدي الملك الحق فاختر من تعتقد أمام ربك انه أمين كفء أهل لهذا المركز ولهذا المنصب لا تجامل أحدا ولو كان أخ لك من أمك وأبيك الأمر دين إن تقدم أخوك ابن أمك وأبيك لشغل منصب ما وأنت ترى في المسلمين من هو أكفأ منه وائمن منه وأصلح منه وأخلص منه وأنفع للمسلمين منه أعلم بان اختيارك لأخيك ابن أمك وأبيك خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين اختر الكفء الأمين

لا تجامل

هذه أمانة أطوق بها أعناق الأمة ممن يستمعون إليَّ الآن وممن سيستمعون إلىَّ عبر شاشة الرحمة المباركة أمانة أطوق بها الأعناق

هذه هي البداية الحقيقية أن نختار الأفراد الأمناء الأكفاء الصادقين المبدعين الصالحين ليشغلوا الوظائف والأعمال لنغير الدماء الفاسدة الكاسدة لنغير الظلم لنغير الخيانة لنغير الكذب لنغير هذه الأخلاقيات المريرة التي أصبحت نظاما متغلغلا في جُل المؤسسات

التغيير يبدأ من هنا من الفرد

وأنا دائماً أبداً أقول لن يكون التغيير الحقيقي إلا من الأفراد ولازلت أعتقد ذلك اعتقادا جازما طب تغير القانون وعدل الدستور ماشي إيه اللي تغير على الأرض؟ إيه اللي تغير على الواقع؟ لن يكون التغيير الحقيقي إلا إذا نبع من أعماقنا ومن نفوسنا نحن {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}

لابد أن نكون أمناء وأن نكون أهلا للأمانة وأن نحكم بين الناس وفي كل شيء من أمور حياتنا وآخرتنا وديننا ودنيانا بالحق والعدل

يعجبني هذا القول البديع لعمر بن عبد العزيز رحمه الله حين أرسل إليه واليه على خراسان ليستئذن عمر في أن يستخدم بعض القوة وبعض العنف والشدة مع أهل خراسان فبيقول له: (يا أمير المؤمنين ائذن لي في استخدام القوة مع أهل خراسان فإنه لا ينفعهم إلا السيف والسوط) رسالة إلى الخليفة من والي من الولاة يعني مثلاً وزير أو محافظ في محافظة من المحافظات بيبعت له يقوله ائذن لي أن أستخدم القوة مع الناس لأن دول ما ينفعهمش إلا السيف والسوط فرد عليه عمر بن عبد العزيز رحمه الله رداً حازما قاطعا جازماً بعد ما حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم رد عليه وقال له: (قبح الله رأيك بل لا يصلحهم إلا الحق والعدل فابسط ذلك فيهم واعلم أن لا يصلح عمل المفسدين).

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين وأشهد أن سيدنا محمد قائد الغر الميامين اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين

أما بعد

فيا أيها الأحبة

روى الإمام احمد وأبو داوود والترمذي وغيرهم من حديث بريده بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [القضاة ثلاثة] والقاضي هو كل رجل حكم بين اثنين لا تتصور أن هذا الحكم ينسحب على هيئة القضاء فقط لأ ينسحب على هيئة القضاء في المقام الأول وينسحب على كل قاض يقضي بين رجلين ينسحب على الحاكم على ينسحب على الأب ينسحب على المدرس ينسحب على الطيب ينسحب على أي إنسان يحكم بين مجموعة أو بين اثنين

[القضاة ثلاثة رجل في الجنة واثنان في النار] اتنين من التلاتة في النار وواحد في الجنة مين اللي في الجنة؟ قال: [أما الذي في الجنة رجل عرف الحق فقضى به] اللهم اجعلنا منهم يا أرحم عرف الحق وقضى به

عرفت الحق اقض به بين زوجتك وأولادك بين مرؤوسيك في العمل بين رؤسائك بين جيرانك اقض بالحق الذي عرفته [رجل عرف الحق وقضى به] طب والاتنين اللي في النار؟ [ورجل عرف الحق وقضى بخلافه] هذا خائن هو عارف الحق لكنه يقضي بخلاف الحق يقول بخلاف الحق يعمل خلاف الحق [ورجل عرف الحق وقضى بخلافه] طب والثالث؟ [رجل قضى بين المسلمين على جهل] انت منتش عارف الدليل ولا عارف الحكم بتقضي ليه؟ بتتكلم ليه بغير علم وبغير بينة في حكم لله ولرسوله [ورجل قضى بين المسلمين على جهل] أي على غير علم وحق وبينة [فهو في النار هذه بعض المفردات لمعنى الأمانة أتصور أننا في أمس الحاجة إليها الآن ذلك لأن الله {لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}

اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع الكريم ذنب إلا غفرته ولا مريضا إلا شفيته ولا دينا إلا قضيته ولا ميتا لنا إلا رحمته ولا عاصياً بيننا إلا وهديته ولا طائعا إلا زدته وثبته ولا حاجة هي لك رضى ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا رب العالمين اللهم اجعل جمعنا هذا مرحوما وتفرقنا من بعده معصوما ولا تجعل فينا ولا منا شقيا ولا محروماً اللهم استرنا ولا تفضحنا وأكرمنا ولا تهنا وكن لنا ولا تكن علينا اللهم أحفظ مصر يا أرحم الراحمين وسائر بلاد المسلمين اللهم أحفظ مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن وسائر بلاد المسلمين اللهم أحفظ مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن وسائر بلاد المسلمين اللهم احقن المسلمين في سوريا وأحقن دماء المسلمين في اليمن وأحقن دماء المسلمين في ليبيا وفي كل مكان يا أرحم الراحمين اللهم احقن دمائهم في العراق وفي الشيشان وفي أفغانستان وفي كل مكان اللهم ولي أمورنا خيارنا ولا تولي أمورنا شرارنا اللهم من ولي من أمر المسلمين شيئا فرفق بهم فارفق به ومن ولي من أمر المسلمين شيئاً فشق عليهم فأشقق عليه يا أرحم الراحمين اللهم استر نسائنا وأحفظ بناتنا وأصلح شبابنا واهدِ أولادنا ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين

للتحميل

http://www.islamup.com/download.php?id=137984

هذا وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان وأعوذ بالله بأن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويرمى به في جهنم ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.

سليلة الغرباء
10-06-2011, 06:35 PM
بارك الله فيك ، جعله الله في ميزان الحسنات يا زاد المعاد