نور الدين الدمشقي
10-07-2011, 05:41 PM
منهجية اللاأدري في التفكير:
اللاأدرية طبعا أنواع: فمنهم من يزعم بأنه لا أدري ويجزم بأنه لن يدري وأن احدا لن يدري. ولهذا وجه من الصحة من حيث أن قدرات عقل الانسان محدودة,,,ويحتاج للوحي والخبر كي يطلعه على ما غاب عنه من حقائق للوجود...وكثير من هؤلاء مكابرين فحسب.
لكن النوع الذي أريد ان اتحدث عنه: هو اللأدري التائه. هذا اللاأدري بالمناسبة شخص ضعيف الشخصية وغير حازم بطبعه. تبدأ الحكاية عنده أول ما يسمع بمنهج الشك...فتراه يبدأ التشكيك في الأمور حتى يصبح عنده "ادمان" في الشك. فيشكك في المسلمات والاساسيات. تأتيه الفكرة من هنا او من هناك فيقر مباشرة بأن تلك الفكرة قد تكون احتمالا صحيحا!
ثم اذا جئت كلمته على الله ورسوله وكتابه....تراه مباشرة يرفع سيف الشك: وما ادرانا ان الله موجود؟ وما ادرانا ان النبي صلى الله عليه وسلم صادق؟ وما ادرانا ان القرآن نقل الينا بصحة؟ وما ادرانا...الخ.
لمثل هؤلاء أقول: قبل ان تقرر ان تخرج من بيتك أيها اللاأدري, هل فكرت في الاحتمالات التالية:
1- ماذا لو كان هناك لص خارج بيتك ينتظر خروجك ليقتلك.
2- ماذا لو سقطت صخرة من كوكب آخر على رأسك فور خروجك
3- ماذا لو وقعت في حفرة امام باب بيتك لتلقتلك
4- ماذا لو كان هناك طائرة تسقط امام بيتك في تلك اللحظة.
5- ماذا لو كان هناك نسمة باردة فأصابتك بنوبة قلبية.
6- ماذا لو فقدت الوعي وجلست في الجو البارد ولم يدر بك أحد فمت بردا!؟
7- ماذا لو كان هناك أسد هارب من حديقة الحيوان فكنت أنت الفريسة التي ينتظرها بلهف؟
8- ماذا لو كان هناك سيارة طائشة وخرجت انت في نفس الوقت التي حادت فيه عن الطريق لتضربك؟
9- ماذا لو وقع قمر صناعي على رأسك تماما في تلك اللحظة تماما!
10- ماذا لو وضع احدهم قشرة موزة فتزحلقت بها فسقطت على رأسك سقطة مميتة!
طبعا العاقل لن يقرر البقاء في بيته للأسباب السابقة...(انصح بطبيب نفساني او مستشفى الأمراض العقلية لمن رآها اسبابا منطقية تمنع من الخروج من البيت). رغم أنها كلها احتمالات ممكنة (في لغة المنطق)...اي لا يحيلها العقل...ولن يقرر العاقل كذلك بأن تلك الاسباب تعضد بعضها فتخرج نتيجة احتمالية الموت من "ضعيف الى حسن لغيره!"
اذا هناك "احتمالات" وهناك "قرارات" يتخذها الانسان في حياته واعمال يقوم بها بمتقضى معرفته وايمانه وترجيحه لتلك الاحتمالات. لكن مثل هذه الاحتمالات لا يرعي العاقل له اهتماما لماذا؟ لأنه ليس كل ممكن منطقي واقع عملي
. بالمناسبة: الممكنات المنطقية لا محدودة...فلا عبرة بأي خواطر او افكار عابرة (احتمالات ممكنة) الا بمرجح أو دليل.
نصيحة الى كل عاقل:
1-عندما تنظر الى الكون من حولك..تراه مليئا بالآيات والادلة التي تشير الى وجود الله.
2- ثم عندما تنظر في نفسك وفطرتك, ستراها تدل على وجود الله كذلك (طبعا فلينكر من ينكر ذلك استكبارا لكن من وقع في مصيبة او قارب الموت تراه مباشرة يريد ان يلجأ الى ركن شديد يجده في داعي الله في نفسه!).
يقول الله: "سنريهم آياتنا في الآفاق (1) وفي أنفسهم (2) حتى يتبين لهم أنه الحق!"
بعد هذا: يأتي اللاأدري ليقول لنا: ماذا لو كان الكون كله خلية مثلا...أو ماذا لو كان الكون كله فقاعة مائية....الخ. وكل هذه تخرصات لا دليل عليها من علم ولا من عقل...لكنها تخيلات فحسب...فظن صاحبها المسكين بأنها قد تكون واقعية! ورد بذلك صريح النقل والعقل..واثبت لنفسه التناقض في فكره حيث أن الانسان العاقل يعمل بمقتضى ما توصل اليه من العلم, ويبني قراراته على ذلك.
هذا مثال عملي في المشاركة الثالثة للزميل "نديم" هداه الله:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=33105
وأخيرا تجد اللاأدري حتى لوقامت الحجج والأدلة على شيء...يريد ان يتمسك بخيار ثالث غير موجود ولا يعرفه: لكنه "قد" يتعرف عليه!! فيقول لك: ماذا لو كان هناك احتمال آخر في تفسير الحياة (على سبيل المثال): ولم يكتشفه أحد حتى اليوم...لذلك انا لا أدري. هذا يذكرني بأن اضيف نقطة على مثالي السابق:
11 - ماذا لو حصل شيء من نوع ما..بطريقة ما...ووقت ما...لا تعرفه...لكن المهم قتلك!!!
هل ترى ذلك يمنعك من الخروج من المنزل؟!! والله الهادي!
اللاأدرية طبعا أنواع: فمنهم من يزعم بأنه لا أدري ويجزم بأنه لن يدري وأن احدا لن يدري. ولهذا وجه من الصحة من حيث أن قدرات عقل الانسان محدودة,,,ويحتاج للوحي والخبر كي يطلعه على ما غاب عنه من حقائق للوجود...وكثير من هؤلاء مكابرين فحسب.
لكن النوع الذي أريد ان اتحدث عنه: هو اللأدري التائه. هذا اللاأدري بالمناسبة شخص ضعيف الشخصية وغير حازم بطبعه. تبدأ الحكاية عنده أول ما يسمع بمنهج الشك...فتراه يبدأ التشكيك في الأمور حتى يصبح عنده "ادمان" في الشك. فيشكك في المسلمات والاساسيات. تأتيه الفكرة من هنا او من هناك فيقر مباشرة بأن تلك الفكرة قد تكون احتمالا صحيحا!
ثم اذا جئت كلمته على الله ورسوله وكتابه....تراه مباشرة يرفع سيف الشك: وما ادرانا ان الله موجود؟ وما ادرانا ان النبي صلى الله عليه وسلم صادق؟ وما ادرانا ان القرآن نقل الينا بصحة؟ وما ادرانا...الخ.
لمثل هؤلاء أقول: قبل ان تقرر ان تخرج من بيتك أيها اللاأدري, هل فكرت في الاحتمالات التالية:
1- ماذا لو كان هناك لص خارج بيتك ينتظر خروجك ليقتلك.
2- ماذا لو سقطت صخرة من كوكب آخر على رأسك فور خروجك
3- ماذا لو وقعت في حفرة امام باب بيتك لتلقتلك
4- ماذا لو كان هناك طائرة تسقط امام بيتك في تلك اللحظة.
5- ماذا لو كان هناك نسمة باردة فأصابتك بنوبة قلبية.
6- ماذا لو فقدت الوعي وجلست في الجو البارد ولم يدر بك أحد فمت بردا!؟
7- ماذا لو كان هناك أسد هارب من حديقة الحيوان فكنت أنت الفريسة التي ينتظرها بلهف؟
8- ماذا لو كان هناك سيارة طائشة وخرجت انت في نفس الوقت التي حادت فيه عن الطريق لتضربك؟
9- ماذا لو وقع قمر صناعي على رأسك تماما في تلك اللحظة تماما!
10- ماذا لو وضع احدهم قشرة موزة فتزحلقت بها فسقطت على رأسك سقطة مميتة!
طبعا العاقل لن يقرر البقاء في بيته للأسباب السابقة...(انصح بطبيب نفساني او مستشفى الأمراض العقلية لمن رآها اسبابا منطقية تمنع من الخروج من البيت). رغم أنها كلها احتمالات ممكنة (في لغة المنطق)...اي لا يحيلها العقل...ولن يقرر العاقل كذلك بأن تلك الاسباب تعضد بعضها فتخرج نتيجة احتمالية الموت من "ضعيف الى حسن لغيره!"
اذا هناك "احتمالات" وهناك "قرارات" يتخذها الانسان في حياته واعمال يقوم بها بمتقضى معرفته وايمانه وترجيحه لتلك الاحتمالات. لكن مثل هذه الاحتمالات لا يرعي العاقل له اهتماما لماذا؟ لأنه ليس كل ممكن منطقي واقع عملي
. بالمناسبة: الممكنات المنطقية لا محدودة...فلا عبرة بأي خواطر او افكار عابرة (احتمالات ممكنة) الا بمرجح أو دليل.
نصيحة الى كل عاقل:
1-عندما تنظر الى الكون من حولك..تراه مليئا بالآيات والادلة التي تشير الى وجود الله.
2- ثم عندما تنظر في نفسك وفطرتك, ستراها تدل على وجود الله كذلك (طبعا فلينكر من ينكر ذلك استكبارا لكن من وقع في مصيبة او قارب الموت تراه مباشرة يريد ان يلجأ الى ركن شديد يجده في داعي الله في نفسه!).
يقول الله: "سنريهم آياتنا في الآفاق (1) وفي أنفسهم (2) حتى يتبين لهم أنه الحق!"
بعد هذا: يأتي اللاأدري ليقول لنا: ماذا لو كان الكون كله خلية مثلا...أو ماذا لو كان الكون كله فقاعة مائية....الخ. وكل هذه تخرصات لا دليل عليها من علم ولا من عقل...لكنها تخيلات فحسب...فظن صاحبها المسكين بأنها قد تكون واقعية! ورد بذلك صريح النقل والعقل..واثبت لنفسه التناقض في فكره حيث أن الانسان العاقل يعمل بمقتضى ما توصل اليه من العلم, ويبني قراراته على ذلك.
هذا مثال عملي في المشاركة الثالثة للزميل "نديم" هداه الله:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=33105
وأخيرا تجد اللاأدري حتى لوقامت الحجج والأدلة على شيء...يريد ان يتمسك بخيار ثالث غير موجود ولا يعرفه: لكنه "قد" يتعرف عليه!! فيقول لك: ماذا لو كان هناك احتمال آخر في تفسير الحياة (على سبيل المثال): ولم يكتشفه أحد حتى اليوم...لذلك انا لا أدري. هذا يذكرني بأن اضيف نقطة على مثالي السابق:
11 - ماذا لو حصل شيء من نوع ما..بطريقة ما...ووقت ما...لا تعرفه...لكن المهم قتلك!!!
هل ترى ذلك يمنعك من الخروج من المنزل؟!! والله الهادي!