المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنبيه مسألة مختصرة فى القراءات و تواترها



ابن السنة
10-08-2011, 01:55 AM
مسألة مختصرة فى القراءات و تواترها

دائماً ما يتوارد الى الذهن هذا السؤال المشروع: لو كانت القراءات المعروفة متواترة فلما اشتُرط صحة السند، موافقة اللغة و الرسم كشروط لقبول القراءة الصحيحة؟
نقول ان هذا الشرط ليس كما يتوهم طالب العلم. فائمة القراء لم يسقط فى ايديهم فى يوم من الايام و احتاروا بين القراءات المنتشرة حينذاك فاوجدوا هذه الشروط لقبول و رفض القراءات ثم جلسوا يمحصون و يتفحصون القراءات و يقبلون ما حقق الشرط و يرفضون ما خالفه، ينتقون و يغربلون بعد ان تاهوا بين القراءات الكثيرة و التى افتراها القراء من عند انفسهم فتشددوا فى القبول لينقذوا ما يمكن انقاذه. فهذا وهم لا يمت للواقع بصلة. فكم من أحرف انتقدها بعض ائمة القراءات لعدم معرفة توجيهها الاعرابى بناء على قواعد اللغة المبنية على استقراء اللغة و مع ذلك ضُرب بكلامهم عرض الحائط و قال المحققون ان القراءة حاكمة على صحة اللغة لا العكس. و بالفعل انبرى المحققون ليثبتوا و يبينوا انه ما من حرف تواتر الا و له أصل فى اللغة و لا يهم ان يكون هذا التوجيه الاعرابى هو ما استقر عليه النحو ام لا. فالنحو مبنى على الاستقراء اللغوى و اختُرع لضبط اللغة قدر الامكان. و القراءة تسبق القواعد النحوية و لا تتقيد بها.

ان هذا الشرط المجمع (صحة السند، اللغة و الرسم) هو شرط ضرورى و كافى للتواتر
فمن ناحية لا يتصور ان تتواتر قراءة لم تصح فيها الثلاثة شروط ،مع بعض التحفظ فى شرط اللغة لأنه ضابط غير واضح لاختلاف قواعدها و تباينها، و كما ذكرنا من قبل ان اللغة تابعة للقراءة لا العكس فمتى تواترت القراءة ففصاحة اللغة تتبعها لا محالة.
و من ناحية أخرى فان هذه الشروط الثلاثة مجتمعة لم تتوافر الا فى القراءات المتواترة.
فالشرط الأول مثلاً و هو صحة السند قد يتوافر فى غير القراءات المتواترة و لكن لوجود خلل آخر كمخالفة الرسم فتزهد العامة فى تعلم هذه القراءة و بالتالى تفقد تواترها.
و اللحن فى القراءة يعنى الخطأ و السهو و بالتالى يفقدها التواتر تلقائياً لاكتشاف الناس لخطأ القارئ،حيث ان جموع الناس الحافظة مجتمعة تضمن عدم انتشار اللحن.
و بالتالى فمعنى كلام العلماء ان هذه الشروط تكافئ شرط التواتر فمتى تحقق التواتر تحققت الشروط لا محالة و متى تحققت الشروط الثلاثة تحقق التواتر لا محالة.
بصيغة منطقية:
التواتر يؤدى الى تحقق الشروط الثلاثة
و الشروط الثلاثة لا و لم توجد الا فى المتواتر
و الله اعلم