المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكمة تشريع سبي الكافرات في المعارك



د. هشام عزمي
10-12-2011, 09:02 AM
السؤال:
أرسل لي أحد الأصدقاء غير المسلمين هذا التساؤل : " كيف يمكن أن يقول الله إنه يجوز أخذ المرأة المتزوجة أو الفتاة في الحرب على أنها سبيّة ؟! كيف ستشعر هذه المرأة التي قُتل أبوها وأخوها وزوجها في الحرب على أيدي جيش محمد وهي ترى نفسها في آخر النهار على نفس السرير مع قاتلهم ؟ وأشير بذلك إلى صفيّة بنت حيي ! لا يمكن لربٍّ أن يقول بذلك أبداً ، لا أظن إلا أن المسألة كلها مُختلقة ، فكروا معي قليلاً وسترون ! " . لقد قرأت جوابكم في الموقع على هذه المسألة ، وأنا مقتنع تماماً وليس لدي أي مشكلة في ذلك لأني مسلم ، وأعلم أن ذلك من عند الله وأقبله بكل إيمان ويقين ، لكن كيف أقنع صاحبنا هذا ؟ لقد استطعت تقريباً أن أقنعه بكل شبهة يثيرها حول الإسلام إلا هذه ، فأرجو منكم المساعدة .

الجواب :
الحمد لله
أولاً :
نشكر لك – أخي السائل – غيرتك على شرع الله تعالى ، وحبَّك لإيصال الخير للناس ، ولتعلم أنه ليس كل من يقرأ ويسمع الحق الذي جاء به الرب تعالى يهتدي لقبوله أو للعمل به ، وهؤلاء الكفار يجدون في دينهم من التناقض ما يعجز أقطاب دينهم عن أن يدفعوه ، فلا تأسف على من بان له الحق ولم يقبله ، فمثل هؤلاء من أهل الأهواء قد قال الله تعالى فيهم ( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ) الأنعام/ 25 .
ثانياً:
هناك حقائق يجب معرفتها بخصوص السبايا من النساء الكافرات توضح الأمر وتجليه لمن أراد معرفة الحق من مصادره الأصلية ، وهي :
1. الإسلام لم يشرع ابتداء سبي النساء ، بل هو نظام كان معمولاً به في الأمم السابقة ، وقد كانت له مصادر كثيرة تسترق بها النساء ، فحصرها الإسلام بمصدر واحد وهو القتال المشروع مع الكفار .
2. لا تسبى النساء في الإسلام لمجرد كفرها ، بل تسبى المقاتلات للمسلمين في المعارك ، والمهيجات للكفار على القتال ، ولا شك أن أسر هؤلاء النساء وسبيهن خير لهن من القتل .
3. سبي النساء الكافرات من قبَل المسلمين قد يجر عليهن خيراً عظيماً ، وذلك بأن تدخل في دين الله تعالى فتصير مسلمةً ، وهي بذلك تُنجي نفسها من الخلود في نار جهنم ، كما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِي السَّلَاسِلِ ) رواه البخاري ( 2848 ) .
قال ابن حجر – رحمه الله - :
قال ابن الجوزي : معناه : أنهم أُسروا وقُيدوا فلما عرفوا صحة الإسلام دخلوا طوعاً ، فدخلوا الجنة ، فكان الإكراه على الأسر والتقييد هو السبب الأول ، وكأنه أطلق على الإكراه التسلسل ، ولما كان هو السبب في دخول الجنة أقام المسبب مقام السبب .
" فتح الباري " ( 6 / 145 ) .
4. وقد يحصل لبعض المسبيات فضائل دنيوية كالمال والجاه والعلم ، وعلى رأس الشرف الديني والدنيوي ما حصل لصفية بنت حيي بن أخطب ، وجويرية بنت الحارث ، وقد كان سبيهما سبباً في تزوج النبي صلى الله عليه بهما ، حتى صارتا أمهات للمؤمنين جميعاً ، فهما زوجتاه في الدنيا والآخرة ، وأي شرف يمكن أن تحظى به مسبية مثل هذا ، فلا ندري كيف لواحدٍ أن يُنكر تشريع السبي وفعل المسلمين بهنَّ ، وخاصة انتقاد السائل لما حصل مع صفية بنت حيي بن أخطب وقد صار حالها ما علمتَ .
5. إذا أُسرت المرأة مع زوجها وصارا في ملك رجل واحدٍ من المسلمين : فإنه لا ينفسخ عقد الزوجية بين تلك الكافرة وزوجها ويبقيان على عقدهما ، وعليه : فلا يستطيع مالك تلك المرأة أن يجامعها .
6. لا يجوز للمسلم أن يجامع المرأة المسبية مباشرة حتى يستبرئ رحمها ، فإذا كانت حاملاً فبوضع حملها ، وإذا كانت حائلاً [ ليست ذات حمل ] فبحيضة واحدة .
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي " سَبَايَا أَوْطَاسَ " : ( لَا تُوطَأُ حَامِلٌ حَتَّى تَضَعَ ، وَلَا غَيْرُ ذَاتِ حَمْلٍ حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً ) .
رواه الترمذي ( 1564 ) وأبو داود ( 2157 ) وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
قال المباركفوري – رحمه الله - :
وفيه دليل على أنه يحرم على الرجل أن يطأ الأمَة المسبيَّة إذا كانت حائلا حتى تستبرئ بحيضة ، وقد ذهب إلى ذلك الشافعية والحنفية والثوري والنخعي ومالك . انتهى من " تحفة الأحوذي " ( 5 / 151 ) .
7. لا يحل لأحد أن يجامع تلك المرأة إلا الذي وقعت في سهمه من المسلمين ، فهي ليست مشاعاً ، بل هي مملوكة لشخص واحدٍ ، ومقصورة عليه ، كما أن الاستمتاع بالزوجة خاص بزوجها فقط . كما أنها إذا تزوجت وهي في الرق ، صار حق الاستمتاع خاصا بزوجها ، وحرم ذلك على سيدها .
8. المرأة المسبية إذا أنجبت من سيدها فإنها تُعتق بموته .
9. فتحت الشريعة المطهرة أبواباً متعددة لعتق الرقاب ومنهم النساء المسبيات وبعض هذه الأبواب واجب على المستطيع ، فكفارة اليمين والقتل والخطأ والظهار والجماع في رمضان فيها عتق رقبة ، وعقوبة من لطم مملوكه أو ضربه أن يعتقه ! ، وثمة أحاديث كثيرة فيها بيان عظيم الأجر لمن أعتق رقبة لوجه الله .
ومن الضروري أن تنظر في جواب السؤال رقم ( 94840 ) ففيه مزيد بيان حول الرق في الإسلام .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب (172745)

إلى حب الله
10-12-2011, 10:24 AM
نقل طيب وموفق أخي الحبيب د. هشام .. وأعتقد في وقته أيضا ً..
ولا أزيد عليه إلا نقطة ًأخرى غفل عنها الكثيرون وهي :

ماذا لو جاء الأمر الإلهي في القرآن أو السنة (ومرة واحدة) : بإعتاق كل العبيد والإماء ؟!..
هيـــــه ؟!..
ماذا سيحدث ساعتها ؟!!!..

العبد أو الأمة : لا بيت يؤيهم .. ولا عمل ..
وبقاؤهم في بيوت مخدوميهم : مرهون ٌبعبوديتهم لم يزل !!..
فماذا يختارون ؟!!..

أعتقد أن الأمر لا يحتاج لكثير حكمة لمعرفة أن فيهم مَن سيرفض بنفسه تلك الحرية المفاجئة !
< وقد وقع قريبا ًمن هذا في السعودية منذ قرون قريبة مضت >
ولا سيما وقد شمل الإسلام العبيد والإماء بشرائع وأحكام : لم يصل إليها العالم اليوم وهو الذي
يدعي التحضر ويخدع بشعاراته الرنانة الناس !!!..

وإما ينطلق المئات والآلاف منهم بغير عمل ٍولا بيت ٍيؤيهم ..
فمنهم مَن سيجد عملا ًلقوة في بدنه أو حرفةٍ يجيدها : وأكثرهم سيتجه للإجرام والسرقة والنهب !
وأما النساء : فأغلبهن ستكون حياة الرق بالنسبة للذي سيصيرن إليه : هي حياة العفاف والعفة
والطهارة !!!..

وهنا ..
فقد اختفى الرق من بلاد الإسلام تدريجيا ًبلا عوائق : في عكس دول كثيرة (علمانية) و(ليبرالية)
ما زال تاريخها البشع في الرق قديما ًوحديثا ً: تعتذر عنه ( رسميا ً) الآن !!!..
ومَن أراد التوثيق والإحصائيات : فليطلب ...!
< يمكنني بالفعل أن أستغل هذه المبادرة الطيبة لـ د. هشام : وأعرض جانبا ًمن ذلك ليتكامل
موضوعه بإذن الله تعالى > ..

ومن هنا نلمس أيضا ًحكمة (مكاتبة) العبد لسيده أو (مكاتبة) الأمة لسيدها : والتي أباحها شرع
الله الرحيم الحكيم بل : وجعل المساعدة في بعضها أو كلها : أحد مصارف الزكاة !!!!!!..
و(المكاتبة) :
هي اتفاق العبد أو الأمة مع سيدهما : على أداء مبلغ من المال أو غيره إليه : في سبيل إعتاق رقبة
نفسه !!.. وفي مقابل ذلك : يُتيح له سيده فسحة ًمن الوقت ليعمل بالفعل : ليتحصل على ما اتفقا
عليه .. فيكون بذلك قد عتق رقبة نفسه من جهة .. ومن الجهة الأخرى (وهو الأهم) : أنه عندما
يصير حرا ًفي المجتمع : يكون معه حرفة أو صنعة يستطيع بها القيام بنفسه دون الإضرار بذاته أو
بالمجتمع كما قلنا !!!..
وأما أغلب المكاتبات : فكان يتم قضاؤها كما قلنا : بزكاة أحد المسلمين ومساعدتهم .. وخصوصا ً
للنساء وكبار السن الذين لا يستطيعون كسبا ًأو يشق عليهم الخدمة في بيت غير سيدهن ..

وأرى أن لي مشاركتين مطولتين أخرتين إن أحيانا الله عز وجل ..
واحدة عن التاريخ البشع للاستعباد في أوروبا وأمريكا ..
والثانية عن حكمة التشريعات الإسلامية بالعبيد والرحمة (عمليا ً) بهم ..

والله الموفق ..

إلى حب الله
10-12-2011, 09:22 PM
هذا جزء من رسالة مطولة مدعمة بالصور كنت كتبتها منذ أربع سنوات تقريبا ً:
أرفقه لكم هنا لتعلقه بفضائح الاستعباد في دول أوروبا وأمريكا : وإلى عهدٍ قريب !
ثم يتبقى لي مشاركة أخرى أخيرة كما وعدت : عن تشريعات الإسلام الرحيمة بالعبيد
والإماء ...
وأترككم مع النقل مع بعض التصرف اليسير لو استلزم الأمر ..
< ملحوظة : الموضوع كان ردا ًموجها ًللنصارى يفضح أكاذيب عقيدتهم وتاريخهم >
--------

4- بالأدلة : الكنيسة تعتذر عن مجازر العبيد السود ..

عندما يحيا الإنسان في هذا العالم بدون دين أو عقيدة صحيحة .. أو حتى بدين وعقيدة
( مُحرفتين ) كدين وعقيدة النصارى المحرفتين .. فإنه يصير كالذئب الضاري وسط
الخراف الأليفة .. ووالله .. إن الحيوانات لتشمئز مما سأذكره لحضراتكم الآن من حقائق ..
ومن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ..!
ولنبدأ في فتح هذه الصفحة السوداء من تاريخ الكنيسة على بركة الله :

في عام 2006م قدمت كنيسة إنجلترا اعتذاراً رسمياً علنياً عن دورها المشين في الاتجار
بالرقيق، واقتناء عشرات الألوف من العبيد ظلوا يعملون حتى الموت في المزارع الواسعة
التي تمتلكها الكنيسة في منطقة الكاريبي . وقد شاركت في قنص وترحيل العبيد عدد :
2704 سفينة من السفن البريطانية !!..
وفى مارس 2007م قاد الدكتور روان ويليامز رئيس أساقفة كانترى- كنيسة إنجلترا- مسيرة
حاشدة شارك فيها عشرات القساوسة والشخصيات العامة، طافت شوارع لندن، اعتذاراً
عن : "تورط الكنيسة في التاريخ البشع للعبودية في العالم" على حد قول وليامز نفسه !!..
وأضاف رئيس أساقفة بريطانيا : " أنه ليس الندم فقط، بل يجب إعلان التوبة عن مشاركتنا في
هذه الوصمة التي كلفت الملايين من العبيد البؤساء أرواحهم وممتلكاتهم .. ودمرت
إقتصاديات العديد من دول أفريقيا" !!..
< موقع شبكة BBC باللغة العربية على الإنترنت – 24 مارس 2007م > ..

ويمكن أن أكتفي بهذا الدليل على تورط الكنيسة في مثل هذه الأعمال .. ولكني أحضرت
لكل مَن ( يتعلق قلبه بالكنائس ويحبها ) بعض المقتطفات الجميلة التي تدل على أن ( كلام
المسيح دوما عن التسامح والرحمة في وادي .. والتطبيق طوال عصور المسيحية في وادي
آخر ) .. واقرأوا معي هذه الصور البشعة للأسف :

يقول آدم هوتشيلد في كتابه "شبح الملك ليوبولد" :
" أن هذا الطاغية قتل كل هؤلاء خلال 23 عاماً فقط !!.. حكم خلالها الكونجو التي
كان يدعيها مستعمرة مملوكة له شخصياً بكل ما عليها من بشر وثروات وحيوانات !!!...
وقد كان الأوروبيون مثل "ليوبولد" في الكونجو .. والفرنسيون في مناطق أخرى ..
والبرتغاليون في أنجولا .. والألمان في الكاميرون " !!!!!!!!..

http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1194462572200px-slavetreatment.jpe

صورة توضح آثار :
نوع من الكرابيج يصنعه الجلادون خصيصاً من جلد الخرتيت بعد أن يتم تجفيفه وتقطيعه
بطريقة تجعل أطرافه حادة وقاطعة !!.. ويقول هوتشيلد أن عشرين جلدة بهذه الكرابيج
كانت كافية ليفقد "المجلود" الوعي تماما !!..

وأضاف أيضا قائلا ً:
والإنجليز في دول أخرى عديدة قد وضعوا نظاماً إجرامياً للسخرة لاستخراج المطاط والذهب
وغيرها من كنوز القارة السوداء التي نهبها المجرمون .. كما سرقوا فلذات أكباد الأفارقة ..
وعطلوا مسيرتهم مئات السنين .. ولم يتركوا لهم سوى الموت والخراب الشامل والتعاسة
التي لم يفلت منها أحد !!.. ويُعدد "هوتشيلد" وغيره من المؤلفين الغربيين الفظائع التي
ارتكبها الأوروبيون في أفريقيا .. فقد كان الشنق وتعليق الجثث على الأشجار, وقطع
الأيدي والأقدام والأذن والعضو الذكرى أمراً شائعاً مارسه المحتلون على اختلاف دولهم
وهوياتهم !!.. وكان من المألوف أيضاً الإجبار على العمل المتواصل تحت الشمس الحارقة
بلا ماء أو طعام كاف .. والربط بالسلاسل الحديدية .. وحرق قرى بأكملها عقاباً على أية
بادرة تذمر ..!!!!!!!!!!!!!!
( وأقول : الحمد لله على نعمة الإسلام ) ..

وأما عن فضائح تورط الكنيسة في هذه البلايا :
فقد أورد القسيس البرتغالي ( فرناندو دى أليفيرا ) فقرات خطيرة في كتابه " فن الحرب
في البحر" .. ذكر فيها كيف كان تجار الرقيق من البرتغاليين بقيادة صديقه القس ( لاس
كاساس ) أكبر النَخّاسين في عصره !!.. يقومون بترحيل مئات الألوف من العبيد الأفارقة عبر
المحيط الأطلنطي بعد خطفهم وانتزاعهم من أسرهم وتقييدهم بالسلاسل !!..

وذكر أيضا أنه كان يصاحب كل سـفينة قسيس ليقوم ( حسبما ذكر إليفيرا ) بتنصير العبيد
مقابل مبلغ مالي يتقاضاه عن كل رأس !!.. وهكذا يسلبون الضحايا الحرية والدين أيضاً !!..
وحققت الكنائس الأوروبية ثروات هائلة من تلك الرسوم التي تتقاضاها من النَخَّاسين !!..
( والحمد لله .. نراها تدفع التعويضات الآن بالملايين .. سبحان الله ) ..

وشاركت هولندا أيضاً في تجارة العبيد، حيث طافت مئات من السفن الهولندية موانئ
أفريقيا الغربية منذ القرن السادس عشر لنقل ملايين من العبيد إلى أوروبا وأمريكا ...
بل كانت جزيرة "جورى" التي يجمعون فيها العبيد تمهيداً لنقلهم عبر الأطلنطي تحت
سيطرة الهولنديين إلى أن باعوها للإنجليز عام 1872م .. وكانت بعثات التبشير "التنصير"
الهولندية متورطة في أخس تجارة عرفتها البشرية !!.. ويبدو أنهم اكتشفوا أن خطف واصطياد
الأفارقة المساكين واستعبادهم يدر من الأرباح أضعاف العمل على تغيير عقائدهم
باسم الرب الذي يزعمون !!!!!!!!!!...

ويؤيد ما قاله هيوتوماس أن البابا يوجينياس الرابع أعلن رعايته لحملات الاستعباد التي
يقوم بها الملك هنرى في أفريقيا !!.. وفى الفترة من 1450م حتى 1460م عقد البابا نكولا الخامس
وكالكاتاس الثالث صفقة لاسترقاق الأفارقة مقابل "تعميد" – تنصير – العبيد : كراون واحد
للكنيسة عن كل رأس !!.. بل وقد أرسل أحد الأساقفة سفينة لحسابه في إحدى الحملات !!..
وبعد كل هذه الفضائح يجدون الوقاحة الكافية للتطاول على الإسلام !!!!!!!!!....
الإسلام الذي إن يدخل بلد من البلاد إلا وأنارها بالعلم والإيمان .. وحمى ساكنيها بالعدل الذي
لم ولن تجده الإنسانية إلا في ظل شرع الله تعالى : ( لا إكراه في الدين ) ..

وحتى نظام ( الجزية ) الذي يتشدقون به في كل مكان كان لا يُـفرض أصلا على الفقراء ..
بل على القادرين من غير ملة الإسلام من النصارى واليهود .. وكانت ثلاثة مستويات :
للعادي .. وللمتوسط .. وللغني .. وكانت للغني ( 40 دينارا ) فقط في العام .. وذلك مهما
كان مستوى غناه .. أي لو أنه يملك مليون دينار .. فليس عليه في العام إلا 40 دينار فقط
لبيت المال .. في حين لو أن تاجرا مسلما يملك نفس المبلغ وهو مليون دينار .. فعليه
أن يدفع في العام مبلغ ( 25000 دينار ) وهو مقدار الزكاة : 2,5 % !!!!!!!!!!!
فبالله عليكم .. هل في هذا ظلم .. أم قمة العدل ؟..
ثم أين كانت تذهب هذه الأموال ؟.. هل هي للمسلمين فقط ؟.. أم أنه يتم صرفها بالأولوية
في مصالح أهل البلد عامة وفي الدفاع عن البلاد ؟...
اقرأوا التاريخ يا إخواني .. التاريخ الصحيح وليس ما يكتبه صحاب النفوس الحاقدة الماكرة ..
ثم اسألوا عن أحكام العبيد في الإسلام .. وكيف أن الله تعالى جعل إعتاق رقبة العبد
من أفضل الأعمال .. وجعلها كفارة لكثير من الذنوب التي قد يقع فيها المسلم .. فكان
ذلك سببا للتخلص من الرق تدريجيا نهائيا في بلاد الإسلام قبل أوروبا وأمريكا بقرون ..
واقرأوا أيضا كيف أمرنا الرسول الكريم بمعاملة العبيد خاصة .. والخدم بصورة عامة .. وأننا
نطعمهم مما نطعم .. ونلبسهم مما نلبس .. ولا نضرب .. ولا نسب .. ولا نكلفهم من
الأعمال ما لا يطيقون .. وإذا فعلنا ذلك .. فلنساعدهم فيه !!.. الأمر الذي جعل بعض
العبيد وعائلاتهم يرفضون أن يبتعدوا عن أسيادهم في السعودية واليمن إلى عهد قريب !!!!!..

ويكفي الإسلام : أن هذه التفرقة العنصرية البغيضة ( والتي ما تزال حتى الآن ) كانت سبباً
في تحول كثير من الأمريكيين السود ونظرائهم في أوروبا إلى الإسلام !!.. إذ أن طوفان
المظالم والاستعباد والقهر دفعهم إلى البحث عن سفينة النجاة، فلم يجدوا أي سبيل آخر
سوى الإسلام .. الإسلام الذي :
يحظر تماماً كل أنواع الظلم والتفرقة بين الناس إلا بالحق ..
الإسلام وحده هو الذي يرد إليهم الاعتبار والآدمية ..

وقبل أن أترك هذه اللطمة .. أود أيضا ذكر ( جانبا مظلما ) لِما تم فعله النصارى في هنود أمريكا
الحمر من الإبادة والاستعباد ..

يحكى المؤرخون الأوربيون المنصفون قصصاً يشيب لهولها الولدان .. وذلك كما جاء في كتاب
( الحمر والبيض والسود ) للكاتب الهولندي ( جاري ناس ) فيقول :
" فقد كان الغزاة البيض يشعلون النار في أكواخ الهنود، ويقيمون الكمائن حولها، فإذا
خرج الهنود من أكواخهم هاربين من الحريق، يكون رصاص البيض في انتظار الرجال منهم !!..
بينما يتم القبض على الأطفال والنساء أحياء لاتخاذهم عبيداً واغتصابهم جنسياً أيضاً !!..
وكتب أحد الهولنديين قائلاً : " انتزع البيض بعض الأطفال الهنود الصغار من أحضان أمهاتهم
وقطعوهم إرباً أمام أعينهن !!.. ثم ألقيت الأشلاء في النيران المشتعلة أو النهر !!..
وربطوا أطفالا آخرين على ألواح من الخشب ثم ذبحوهم كالحيوانات أمام أعين الأمهات " !!..
إنه منظر ينفطر له قلب الحجر – تعليق الهولندى الراوي نفسه – .. كما ألقوا ببعض الصغار
في النهر، وعندما حاول الآباء والأمهات إنقاذهم لم يسمح لهم الجنود بالوصول إلى شاطئ
النهر، ودفعوا الجميع صغاراً وكباراً بعيداً عن الشاطئ ليغرقوا جميعاً !!.. والقليل جداً من
الهنود كان يمكنه الهرب، ولكن بعد أن يفقد يداً أو قدماً، أو ممزق الأحشاء برصاص البيض !!!!..
وهكذا كان الكل : إما ممزق الأوصال، أو مضروباً بآله حادة أو مشوهاً بدرجة لا يمكن تصور
أسوأ منها " !!!!!!..

ولذلك فقد جاء في دائرة المعارف البريطانية في مادة "العبودية" slavery:
" أن الإنجليز كانوا يشعلون النيران في الأحراش والأشجار المحيطة بأكواخ الأفارقة، فيضطر
هؤلاء المساكين إلى الخروج من مساكنهم هرباً من النيران، فتتلقفهم رصاصات القناصة
لقتل الرجال, بينما يتم أسر الأطفال والنساء، ثم ترحيلهم إلى مراكز لتجميع العبيد على طول
الساحل الغربي الأفريقي تمهيداً لنقلهم بالسفن عبر المحيط الأطلنطي في رحلة بلا عودة !!..
ونلاحظ أن هذا هو الأسلوب ذاته الذي جرى استخدامه لاصطياد الهنود الحمر !!.. كما
يصطادون الوحوش والحيوانات غير الأليفة من الغابات " !!...

ولمن أراد الاستزادة فليقرأ مثلا للمؤرخ ( لاس كاساس ) في كتابه الشهير ( تدمير الهنود
الحمر ) .. أو يقرأ لغيره من المؤرخين المنصفين .. والذين يؤكدون أن أعداد الهنود الحمر ( السكان
الأصليين للأمريكتين ) الذين تم إبادتهم على يد ( السادة البيض النصارى ) .. ليس مليونا
أو اثنين كما تدعي القنوات الرسمية .. بل أباد ( السادة البيض ) : 112 مليون هندي أحمر !!..

وأُبيدت معهم حضارات "المايا" و "الأزتيا" و "البوهاتن" وغيرها لإقامة أمريكا زعيمة النظام
العالمي الجديد !!! .. ولو حدث معشار هذه الإبادة أو 1% منها فقط ضد الحيوانات .. لأقامت
جمعيات الرفق بالحيوان في الغرب الدنيا ولم تقعدها !!.. أما إبادة مائة مليون هندي أحمر
فهو أمر : "يؤسف له" - على حد زعمهم- وأنه : كان "ضروريًا" لأمن البلاد !!!...
بل كان أبو "الحرية" الأمريكية المزعومة ( جورج واشنطن ) نفسه يملك ثلاثمائة عبد وجارية
في مزرعته الخاصة، ولم يحرر منهم واحداً قط !!...

والجدير بالذكر أنه وحتى عام 1865م كانت عملية الإبادة والسخرة حتى الموت للهنود ( مقننة ) ..!
حيث كان يتم في بعض الولايات صرف ( مكافأة ) لكل من يُحضر فروة رأس هندي !!..

http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1194462441780px-amerikanska_folk,_nordisk_familjebok.jpg

صورة للهنود الحمر : سكان أمريكا الأصليين الذين أبادهم المستعمرون الأوروبيون !

وليس هذا بمستغربا بالقياس إلى أحط الوسائل وأخس السُبل للقضاء على الهنود الحمر والتي
استخدموها .. ومنها : تسميم آبار المياه التي يشرب منها السكان الأصليون !!.. وحقنهم
بالفيروسات وجراثيم أشد الأمراض فتكاً مثل الطاعون والتيفود والجدري ومسببات السرطان !!...

هذه هي حقيقة دين التسامح والرحمة عند التطبيق .. وعندما يتمكنون من البشر ..
وما العراق منا ببعيد ..
وهذه هي حقيقة أمريكا بلد الحرية وتمثال الحرية .. والتي قامت على كاهل وأعناق ملايين
الهنود الحمر حتى الموت .. وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
( والحمد لله على نعمة الإسلام ) ..


< يمكن الاطلاع على المزيد من الكتب التي تفضح العلمانية والحرية المزعومة لأمريكا
وغيرها مثل كتاب (أمريكا طليعة الانحطاط) لروجيه جارودي - من أول الكتاب ..
ومثل الرابط التالي :
http://www.quran-m.com/articleprint.php?id=479
والذي كنت استقيت منه أيضا ً>

إلى حب الله
10-20-2011, 01:08 PM
وها هي المشاركة الثانية التي كنت قد وعدت بها ..
وهي مأخوذة من موضوعي : (حوار مع مسلم) : الفصل 21 النقطة 6 :
شبهات عن ملكة اليمين ..
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=31313

فقط :
أريد القاريء أن يُـطالع في العصر الحديث (ولن أقول قديما ً) بشاعة جرائم الشيوعيين في أخواتنا المسلمات وتوالي اغتصاب الواحدة منهن من أكثر من خنزير :
وكذا في مأساة البوسنة والهرسك حيث كانوا يقيمون حفلات اغتصاب جماعية للفتيات والنساء (وربما حتى الموت) :
فليقارن كل منصف بين هذه الوحشية (أو يضعها في رأسه على الأقل) :
ثم ليقرأ الكلام التالي :
-------

6))
وهنا : التفتت العيون للشيخ (عبد الله) .. حيث أن معظمهم بالفعل : لم يكن يعرف شيئا ًعن هذه الاتهامات الخاصة بـ (ملكة اليمين) في الإسلام !!!.. فكل ما فهموه هو أن (جوليان) تقصد : العبيد من النساء ....
وقرأ الشيخ (عبد الله) في عيون الحاضرين : كل هذه التساؤلات ....
فقال ولم تفارق الابتسامة وجهه :

أما بالنسبة لهذه المسألة (جوليان) ... فالحق أقول لكم : سوف تذهلون من الحقائق التي سأذكرها لكم الآن !!!.. والتي ستتيقنون بها : أن الله تعالى هو بالفعل : المشرع الوحيد : الرحيم والحكيم للبشر !!!.. وستتيقنون أيضا ًبأن دين الإسلام ورسالة نبيه الخاتم (محمد) :
هي الرحمة التي أعطاها الله تعالى للبشرية جميعا ً.... حتى للعبيد !!!...

ثم نظر الشيخ في ساعته وهو يقول :
أوووه .. الساعة تشير باقترابنا من (الخمس ساعات) تقريبا ًمن وقت هذه الندوة !!!!...
ثم التفت إلى الحاضرين قائلا ً:
سأحاول أن أختصر معكم الحقائق التالية : في عدة نقاط مركزة ....

1))
لا شك أن أمر (الحروب) في عالم الإنسان : واقع ٌلا محالة !!!.. سواء الحرب التي يشنها (الظالم والمتجبر) واعتدائه على غيره من البشر .. أو تلك الحرب التي يقودها (المؤمن المدافع) عن دين الله تعالى وعن أرضه ...
ولذلك : فالإسلام : ليس أول مَن أتى بنظام (الحروب) .. وليس أول مَن أتى بنظام (استعباد) المنتصر للمهزوم ....

2))
وبالرغم من أن (العفو) : هو من أعظم الصفات التي يدلنا الله تعالى عليها ...
وهو الذي فعله رسول الله الخاتم (محمد) بالفعل بعد (فتحه لمكة) .. حيث عفى عن معظم من فيها ...!
إلا أننا لا نتخيل دوما ً: أن يعفو المنتصر عن المهزوم !!.. أو حتى أن يتركه حرا ً!!!.. لأنه إذا فعل ذلك : فهو يُعطى بذلك فرصة للمهزوم : لمعاودة حربه من جديد !!!!...
ولذلك : فقد انتشر في دنيا البشر والحروب منذ القدم : نظام (العبيد) ....
وحتى ولو لم يتبقى من المهزوم إلا النساء والأطفال .. فاستعبادهن أيضا ً: يقي المنتصر من كر ّهؤلاء النسوة بأولادهن عليه في المستقبل !!!.. وذلك عندما يشب هؤلاء الأطفال ويكبرون ...
كما أن فيه أيضا ً: حفظ ٌلهؤلاء النسوة من الضياع بعد موت : رجالهن وأزواجهن وعائلاتهن !!!...
وحفظ ٌلهن أيضا ًمن ابتذال أعراضهن طلبا ًللمال والعيش ..

3))
وأما الغريب الملفت للنظر : فهو أن الإسلام : هو الدين الوحيد الذي (التزم) بقوانين وشرع الله تعالى الرحيمة بهؤلاء (العبيد) !!!... وذلك في الوقت الذي كانت جميع أمم الأرض من النصارى والرومان والفرس والصينيين وغيرهم : ينظرون للعبيد وكأنهم : حيوانات أو أقل !!!..
فكانوا لا يرون فيهم إلا (العمل حتى الموت) !!!.. أو (المتعة أيضا ًولو بالموت) !!!..
فلا مانع من تحميل العبد فوق طاقته في العمل : حتى ولو كلفه ذلك صحته وحياته !!!..
بل ولا مانع أبدا ًمن السخرية به !!!.. وظلمه في المأكل والمشرب والملبس !!!..
بل وفي (روما) (وكما تعرفون) : كانوا يتمتعون بمشاهدة (العبيد) وهم يقتلون بعضهم البعض من أجل أن ينجو آخرهم !!!!..
أو يتمتعون حتى بإلقاءهم أمام (الأسود الجائعة) !!!...

وأما النساء : فلم يكن لهن ولا لأعراضهن أي حرمة إذا ما وقعت في الأسر أو العبودية للأسف !!!...
فكانوا يجبرونها على الجماع (حتى ولو مع أكثر من شخص) !!!..
لدرجة أنها لو أنها حملت جنينا ًفي بطنها : لم تكن لتعرف أبدا ً: مَن هو أبوه !!!...

وأما الإسلام :
فكما قلت لكم : ستندهشون من عظمة القوانين التي وضعها لطبقة (العبيد) و(ملكة اليمين) في الإسلام !!!..
والتي : لا أكذب إذا أقسمت لكم : أن العالم اليوم : لا يطبق ولو جزءا ًفي المائة منها !!!!..
واسمعوا الآتي :

4))
لقد شرع الله تعالى أكثر من سبب : تؤدي جميعها لعتق (العبيد) وتحريرهم في الإسلام !!!..
فجعل الله تعالى مثلا ً(عتق رقبة العبد) : هو (الكفارة الأولى) لأكثر من ذنب !!!..

فجعله كفارة ثابتة لمَن :
>> (يقتل مؤمنا ًخطأ ً) !!!.. أو حتى (قتل مُعاهدا ًخطأ ً) !!!..
>> وجعله الاختيار الأول في كفارة الظهار (أي امتناع الزوج عن معاشرة زوجته وتشبيهه لها بأمه) !!..
>> بل وجعله أيضا ً: الخيار الثاني في كفارة (الحنث في اليمين أو القسَم) !!!..
>> كما جعله النبي الخاتم (محمد) : الاختيار الأول في كفارة (الجماع المتعمد أثناء صوم رمضان) !!..

>> بل وأوجب النبي الخاتم (محمد) : أن من مَلك (قريبا ًله) : فيتم عتقه بسبب ذلك مُباشرة !!!..

>> بل وأوجب النبي الخاتم (محمد) أيضا ً: أن عتق رقبة المملوك : هو الكفارة الوحيدة لسيده إذا آذاه بـ :
قطع عضو من أعضائه أو تحريقه أو تعذيبه : أو حتى ضربه !!!!..
واسمعوا معي لهذا الحديث الصحيح التالي :
فعن (أبي مسعود الأنصاري) قال :
" كنت أضرب غلاما ًلي (أي عبدا ًله) فسمعت من خلفي صوتا ًيقول : اعلم أبا مسعود .. اعلم أبا مسعود : لله أقدر عليك : منك عليه !!!.. فالتفت ... فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم !!!.. فقلت : يارسول الله ... هو حرٌ لوجه الله تعالى !!!.. فقال له : أما إنك لو لم تفعل : للفعتك النار " !!!..
حديث صحيح رواه مسلم وغيره ..

>> بل وأكثر من هذا أيضا ً.. وهو أن رسول الله الخاتم (محمد) : أخبر أنه إذا اشترك أكثر من سيد في ملكية (عبد) واحد : فإنه إذا قرر أحدهم عتق هذا العبد .. واستعد بالفعل لشراء نصيب الباقين فيه لعتقه :
فعليهم جميعا وجوبا ًالاستجابة له !!!...

فهل رأيتم مثل كل هذه التشريعات والتعاليم والقواعد : لتحرير (العبيد) في دين من الديانات أو مذهب من المذاهب أو أمة من الأمم ؟؟!!!...

بل ولن تجد البشرية في تشريعاتها : مثل هذه الحكمة الربانية في تحرير (العبيد) بهذه الصورة ..
حيث أن من مزايا هذه الطريقة الإسلامية في تحرير (العبيد) :
أنها لم تأتي مثلا ًبـ (حكم ٍعام ٍمفاجيء) لتحرير (العبيد) : يُلزم الأسياد جميعا ًبه مرة واحدة !.. وذلك لما فيه من خطر ٍجسيم على المجتمع .. حيث أن المجتمع فجأة : سيجد بين أفراده : المئات (وربما الآلاف) من الرجال والنساء والأطفال : والذين : لا عمل لهم !!!.. ولا بيت لهم !!!.. وفي نفس الوقت : لهم حاجاتهم الضرورية من الطعام والشراب والكساء !!!...
فإذا فهمتم ذلك :
فستعرفون مقدار الحكمة البالغة في هذه التشريعات الإسلامية لتحرير العبيد .. والتي عملت على تحريرهم :
(جزءا ًجزءا ً) ... و(أفرادا ً) غالبا ًوليس (جماعات) !!!!...

>> ومما يدل على هذه الحكمة أيضا ً: هو تشريع الله تعالى لنظام (المُكاتبة) .. وهي أن يشتري (العبد) رجلا ًكان أم أنثى : نفسه من سيده : لقاء مبلغ يُحدده من المال أو (جُعل ٍ) معين ٍ: يتفقان عليه !!!....

وذلك لن يتأتى بالطبع : إلا أن يُخفف السيد عن (عبده) من بعض الأعمال والأوقات : ليُمكن لهذا (العبد) أن يعمل عملا ًجانبيا ًفي المجتمع : يجني من ورائه المال !!!..

وبذلك : يضمن المجتمع أنه عندما ينال ذلك (العبد) حريته : أنه قد صار فردا ً: قادرا ًعلى العمل والكسب بنفسه ...
>> بل : وجعل الله تعالى مصرفا ًمن مصارف زكاة مال المسلمين : أن يُساعدوا هؤلاء (العبيد) الذين كاتبوا أسيادهم على (مبلغ ٍ) أو (جُعل ٍ) معين !!!!.....
فهل رأيتم حكمة ًمثل هذه ؟؟!!.. بل هل رأيتم رحمة ًمثل هذه بالعبيد من قبل ؟؟!!!..

5))
وأما بالنسبة للنساء اللاتي وقعن في الأسر أو في العبودية ....
فقد حرّم الله تعالى أن تنتهك إنسانيتهن بالاعتداء عليهن بالقوة أو بالاغتصاب !!!...
ولكنه أيضا ً: شرع لسيدها أن يُجامعها برضاها .. وذلك في لمحة لطيفة من الله تعالى : للاهتمام بمشاعرها وأنوثتها !!!.. بل وبحاجتها للجماع : مثلها مثل الرجل تماما ً.....
وأيضا ً: لإعفافها أن تطلب ذلك خارج بيت سيدها : فتشيع بذلك الفاحشة في المجتمع !!!...

ولكن الشرع الحكيم لله تعالى : لم يترك حتى هذه الأمور بدون ضوابط كالعادة ...!
فمن الضوابط الحكيمة في هذا الأمر مثلا ً:
أن المرأة التي يستمتع بها سيدها بالجماع : لا يستمتع بها غيره أو يجامعها !!!....
وذلك : كي لا تختلط الأنساب في المجتمع ... !
كما أن المرأة التي تقع في العبودية وهي حامل :
فلا يجامعها أحد (حتى ولو رضيت) : إلا بعد أن تلد وتضع حملها !!!...
وأيضا ًالمتزوجة منهن التي وقعت في العبودية : لا يجامعها أحد (حتى ولو رضيت) : إلا بعد أن يستبرأ رحمها : بأن ينتظر شهرين متتابعين : لكي يتأكد تماما ًمن عدم وجود حمل سابق عندها ...
حيث كان رسول الله الخاتم (محمد) في إحدى الغزوات (وهي غزوة حنين) .. فقال لمن معه :
" لا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر : أن يسقي ماءه زرع غيره !!!...
(أي لا يجامع امرأة ًحاملا ً: إذا صارت من عبيده) ...
ولا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر : أن يقع على امرأة من السبي حتى يستبرئها " !!!..
صحيح الجامع الصغير (2/6507) ..

وكما جاء أيضا ًفي الحديث عن (عمر) رضي الله عنه موقوفا ً:
" أيما أمة (أي مملوكة) ولدت من سيدها : فهي حرة بعد موته .. إلا أن يعتقها قبل موته " !!!..
ضعيف الجامع الصغير (2218) ..

6))
كما أنه يمكن للسيد أن يتزوج (مملوكته) .. بأن يكون (مهرها) هو (عتقها) !!!...
وقد فعل النبي الخاتم (محمد) ذلك الأمر بالفعل : مع اثنين من زوجاته : كانتا من سبي اليهود تحت يده ..
كما أن (العبيد) في الإسلام : لهم (نصف الحدود والعقاب) في الكثير من الأشياء ...
فـ (الحرة) الغير متزوجة إذا ضـُبطت وقد (زنت) مثلا ً: فجزائها أن يتم جلدها : (مائة جلدة) ..
وأما (الأمة) الغير متزوجة إذا (زنت) : فعقابها يكون (النصف) فقط !!!..
وفي ذلك من الله تعالى :
(رحمة) و(مراعاة) لضعف وغلبة حال (العبيد) وسط المجتمع !!!....

7))
وأما إذا أردت آنسة (جوليان) أن تلمسي معي : مدى رحمة النبي الخاتم (محمد) بـ (العبيد) :
والتي ورثها عنه : أصحابه والمسلمون من بعده ...
فاستمعي معي للحديثين التاليين ... حيث يقول في أولهما نبي الله (محمد) :
" للمملوك : طعامه وكسوته .. ولا يُكلف من العمل : ما لا يطيق " !!!.. رواه مسلم .. وفي زيادة حسنة في السنن : " ولا تعذبوا عباد الله : خلقا ًأمثالكم " !!!..

وأما عن (التطبيق العملي) لهذه الرحمة من النبي الخاتم (محمد) ..
فقد دخل بعض الناس على صاحب ٍمن أصحاب رسول الله (محمد) (وهو أبو ذر الغفاري) رضي الله عنه ... فوجدوه يرتدي (بُردا ً) (وهو نوع من الرداء القيم) .. وعلى غلامه (أي عبده) : مثله !!!!..
فقالوا له متعجبين :
يا (أبا ذر) !!.. لو أخذت بُرد غلامك إلى بُردك : فكانت حُلة .. ثم كسوته ثوبا ًغيره !!!..
فقال لهم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" إخوانكم : جعلهم الله تحت أيديكم .. فمن كان أخوه تحت يديه : فليطعمه مما يأكل .. وليكسه مما يلبس .. ولا يكلفه ما يغلبه (أي ما لا يستطيعه) .. فإن كلفه ما يغلبه : فليُعينه " ..
صححه الألباني في سنن أبي داود .. وله شاهد في البخاري ومسلم ...

بل وفي التاريخ الإسلامي عموما ً: العديد من الشخصيات الشهيرة جدا ً.. والتي كانت في الأصل : (عبيدا ً) !!.. أو كانت من (المماليك) و(الموالي) الذين حررهم أسيادهم وبقوا معهم لخدمتهم !!!...
ومن أشهرهم مثلا ً: مؤذن الصلاة لرسول الله (محمد) صلى الله عليه وسلم .. وهو : (بلال) الحبشي ....
وذلك لأن دين الله تعالى الإسلام : قد سبق بشرعه : محاربة (العنصرية المقيتة) بين البشر !!!...
والتي دفعت أناسا ًمثل (السود) في (أمريكا) مثلا ً(ومن شدة ما لاقوه من هذه العنصرية المقيتة) :
تجدونهم وقد صنعوا تماثيلا ًعديدة في كنائسهم لـ (عيسى) عليه السلام : بالبشرة السوداء !!!!..

ولكن الله تعالى يخبر الناس جميعا ًفي قرآنه فيقول :
" يا أيها الناس : إنا خلقناكم من ذكر وأنثى .. وجعلناكم : شعوبا ًوقبائل : لتعارفوا !!!.. إن أكرمكم عند الله : أتقاكم " !!!.. الحجرات – 13 ..

كما يقول الرسول الخاتم (محمد) في جموع الناس التي اجتمعت به في (الحج) :
" يا أيها الناس .. إن ربكم واحد .. وإن أباكم واحد .. ألا لا فضل لعربي على عجمي .. ولا لعجمي على عربي .. ولا لأحمر على أسود .. ولا لأسود على أحمر : إلا بالتقوى (ثم تلا قول الله) : إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ...
سلسلة الآحاديث الصحيحة (6/2700) ...

8))
كما أن لـ (العبد) الحق في طلب الزواج بعد إذن سيده !!!.. وليس لسيده أن يمنعه إذا كان (العبد) فعلا ً:
قادرا ًعلى مشقات وأعباء الزواج ...
كما أن المرأة التي في العبودية : يؤخذ رأيها أيضا ًفي الزواج منها : إذا ما تقدم لها أحد الرجال ...
فإذا تزوجت (عبدا ً) أو (حرا ً) : فليس لسيدها من ساعتها أن يُجامعها أو ينظر لعورتها !!!....
وعلى زوجها في هذه الحال : أن يساعدها في (مكاتبة) نفسها من سيدها !!!....
كما أنها لو نالت حريتها : ولم يزل زوجها (عبدا ً) : فلها أن تختار بين البقاء معه : أو الانفصال عنه !!!..
وفي ذلك : مراعاة كبيرة من الله تعالى لها ولحالها ولظروفها المعيشية !!!...

فهل سمعتي أو قرأتي آنسة (جوليان) عن مثل هذه التعاليم (الراقية) و(الرحيمة) في معاملة (العبيد) في أي مكان على وجه الأرض ؟؟!!..

وهنا ابتسمت (جوليان) وهي تقول : ولا حتى في (منظمات حقوق الإنسان) !!!!..
فضحك معظم الحاضرين : وهم يستمعون بالفعل لكل هذه الحقائق عن الإسلام :
لأول مرة في حياتهم !!!..
بل وتساءلوا في داخلهم : لماذا لا يُبرز الإعلام عندهم في الغرب : مثل هذه (الحقائق الإسلامية) الرائعة : في الوقت الذي لا يهتم فيه فقط إلا : بإثارة التهم والشبهات حول الإسلام ؟؟!!..