يوم العَروبة !

[سنايبر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الكرام عندي سؤال بخصوص معنى العَروبة : اسم يوم الجمعة في الجاهلية . ما معنى الاسم نفسه وهل له علاقة باللغة السريانية ؟ سبب السؤال أن أحد النصارى قال أن العَروبة اسم غير عربي وأن معناه الغروب واستشهد بذالك بكلام جواد علي [ المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ] و كلام للإمام الآلوسي في تفسيره . ثم حاول ربط ذالك باسماء أيام الأسبوع السرياني حيث قال أن يوم العَروبة - الذي يعني الغروب - ذكرى لصلب المسيح عند السريان ! فهل يتفضل علي أحد النبلاء من المتخصصين باللغات بتفصيل لهذا الأمر خصوصاً وأن المراجع التي عندي لا تقول سوى أن يوم العروبة يعني : اليوم البين العظيم . فمن أين أتى هذا المخبول بهذا الفلم الهندي ؟!!!

أيضاً ادعى هذا النصراني أن قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } ( الجمعة : 9 ) هي في مصحف أبي ابن كعب يوم العروبة الأكبر بدل الجمعة ! ودليله ما اورده المستشرق ارثر جيفري في كتابه : Materials
for the History of the Text of the Quran; The Old Codices والذي من المفترض أنه تحقيق لكتاب المصاحف للساجستاني !!

صورة من الكتاب :
http://oi54.tinypic.com/11cgyfp.jpg

[ابن عبد البر الصغير]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

المنتدى المبارك هذا ليس للرد على النصارى بل على الإلحاد والمذاهب الفكرية المعاصرة، فراجع منتدى متخصصا بمقارنة الأديان، كمنتدى الجامع أو منتدى ابن مريم...

غير أنك سألتَ حفظك الله ورعاك عما نعرف إجابته ولا نحب ان نُسأل في شيء نعرفه ثم لا نجيب من باب عدم كتمان العلم .

فأقول وبالله التوفيق:

أنه قبل جواب هذا النصراني فليمحص في ما يرمي إليه، لأنك حكيتَ قولا مجملا داخلا بعضه في بعض، فكان الأولى بسؤالك :


فمن أين أتى هذا المخبول بهذا الفلم الهندي ؟!!!

فهو أولى بهذا السؤال منا نحن، لأن النصارى العرب يندرجون تحت فئتين قلما تجد أحدهم خارجا عنها :

1- فئة محترفة في التدليس والكذب على المصادر واقتطاع الكلام وإخراجه عن سياقه - وهذا لمسناه في أكثر من مناظرة- .

2- فئة مدلس عليها من طرف الفئة الاولى فتجعلها مصدرا لها، فيصبح ناقلا للتدليس . - وهذا لمسناه في أكثر حواراتنا معهم-.

لهذا فإني أشد على يدك بحصره في موضوع السؤال هذا .

ثانيا : يوم العروبة احد أسماء يوم الجمعة في الجاهلية، فما شأننا بأهل الجاهلية ؟؟ فهل صادف في القرآن الكريم أو السنة اسم يوم العروبة حتى يبدأ في نسج الحبكة ؟؟.

فلا يهمنا أن يكون أهل الجاهلية سموه بيوم العروبة او حتى يوم هُبل فذلك مما يُلزم ملة الجاهلية وليس ملتنا الحنيفة. ومن نافلة القول بأن الأيام كانت عندهم كالآتي : أول، أهوية، جبار، وبار، هونس، عروبة، شبار .

ثالثا: أن يوم العروبة آت من جذرين، الأول عرب، وهو الانكشاف والظهور والثاني بمعنى التزين والتودد، وكلاهما لا يدلان على الصلب أو ما شابه، إضافة إلة أنخ في معتقد النصارى الفاسد يوم الصلب غير يوم قيامة المسيح، فيوم الصلب لم يظهر او يتكشف شيء وعليه فالنصراني قد أخطأ الحفرة.

رابعا : أن كتاب المصاحف للسجستاني - الإبن وليس الأب أبي داود صاحب السنن- ففيه الصحيح والسقيم كما بين ذلك النقاد، بله أن نأخذ مصدرنا عن مستشرق، خاصة آرثر جفري المعروف بتضارباته وسقطاته الجسيمة، وإن شئتَ التوسع في رد شبهاته فحمل كتاب المصاحف بتحقيق الدكتور محب الدين واعظ، فقد بين سقطات وأخطاء المستشرق ورد عليها.

والله المستعان لا رب سواه .

[إلى حب الله]

بارك الله فيك شيخنا ابن عبد البر ..
إجابة وافية ما شاء الله ..
ونفعنا وإياك بعلمك ..

[سنايبر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


المنتدى المبارك هذا ليس للرد على النصارى بل على الإلحاد والمذاهب الفكرية المعاصرة، فراجع منتدى متخصصا بمقارنة الأديان، كمنتدى الجامع أو منتدى ابن مريم...

نعم سألت في منتديات أهل الإختصاص في هذا المجال وقد أجابني أخ كريم في منتدى الجامع وهو الاخ متعلم جزاه الله خير الجزاء .. لكني كنت أطمع في مزيد من الإجابات التي قد تفيدني عند الرد على هذا النصراني خصوصاً وأن الكلام كان على الهواء مباشرة ( صوت وصورة ) ولك أن تتخيل الكم الهائل من الأكاذيب الذي يبثها هذا المأفون على مسامع الناس - مسلمين ونصارى - وأظنكم تعرفون عن من أتحدث ولا داعي لذِكر اسم البرنامج وصاحبه فهو أحقر من أن يُذكر في المجالس .


غير أنك سألتَ حفظك الله ورعاك عما نعرف إجابته ولا نحب ان نُسأل في شيء نعرفه ثم لا نجيب من باب عدم كتمان العلم .
وهذا ظني بكم :hearts:


فأقول وبالله التوفيق:
أنه قبل جواب هذا النصراني فليمحص في ما يرمي إليه، لأنك حكيتَ قولا مجملا داخلا بعضه في بعض، فكان الأولى بسؤالك :

فهو أولى بهذا السؤال منا نحن، لأن النصارى العرب يندرجون تحت فئتين قلما تجد أحدهم خارجا عنها :

1- فئة محترفة في التدليس والكذب على المصادر واقتطاع الكلام وإخراجه عن سياقه - وهذا لمسناه في أكثر من مناظرة- .

2- فئة مدلس عليها من طرف الفئة الاولى فتجعلها مصدرا لها، فيصبح ناقلا للتدليس . - وهذا لمسناه في أكثر حواراتنا معهم-.

لهذا فإني أشد على يدك بحصره في موضوع السؤال هذا .

أحسنت يا ابن عبد البر . أنت جمعت جميع أصناف نصارى العرب في هاتين النقطتين .. هذا واقع ملموس وكما قلت أحسن الله إليك لا يخرج أحد من النصارى عن هذين التعريفين .


ثانيا : يوم العروبة احد أسماء يوم الجمعة في الجاهلية، فما شأننا بأهل الجاهلية ؟؟ فهل صادف في القرآن الكريم أو السنة اسم يوم العروبة حتى يبدأ في نسج الحبكة ؟؟.
فلا يهمنا أن يكون أهل الجاهلية سموه بيوم العروبة او حتى يوم هُبل فذلك مما يُلزم ملة الجاهلية وليس ملتنا الحنيفة. ومن نافلة القول بأن الأيام كانت عندهم كالآتي : أول، أهوية، جبار، وبار، هونس، عروبة، شبار .

مع أنه هذه المسألة مُختلف عليها . فهناك من العلماء من قال أن يوم الجمعة يوم إسلامي .. أي أن التسمية سُميت بذلك في الإسلام وقد حكى ذلك الإمام ابن حزم وغيره .. لكن على أي حال لو قلنا بالعكس أي أن يوم الجمعة هو اسمه في الجاهلية فلماذا يغيره الإسلام ؟ بالطبع هذا لا يعد نوع من انواع الأخذ عن الأخر - الإقتباس - هذا ما تعارف عليه الناس في ذلك الوقت فما المصلحة في تغييره ؟
أنظر لكلام ابن فارس : [ فأمَّا يوم الجُمعة فإِنَّه يُدعى العَرُوبة، وهو اسمٌ عندنا موضوعٌ على غير ما ذكرناه من القياس. ويقولون: إِنَّه كان يسمَّى في الزَّمن القديمِ العَرُوبة. وكتابُ الله تعالى وحديثُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يجئْ إلاّ بذكر الجُمعة. على أنَّهم قد أنشدوا:وأنشدوا أيضاً: يا حُسْنَهُ عند العزيز إذا بدا *** يوم العَرُوبة واستقَرَّ المِنْبرُ وكلُّ هذا عندنا مما لا يعوَّل على صحّته. ] [ المصدر (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8E%D8%B1%D9%88% D8%A8%D8%A9) : مقاييس اللغة ]


ثالثا: أن يوم العروبة آت من جذرين، الأول عرب، وهو الانكشاف والظهور والثاني بمعنى التزين والتودد، وكلاهما لا يدلان على الصلب أو ما شابه، إضافة إلة أنخ في معتقد النصارى الفاسد يوم الصلب غير يوم قيامة المسيح، فيوم الصلب لم يظهر او يتكشف شيء وعليه فالنصراني قد أخطأ الحفرة.

الصراحة هذا النصراني طريف نوعاً ما . فهو جمع كل التعريفات لهذا الإسم في وقت واحد . بمعنى أنه قال يوم الرحمة .. اليوم البين العظيم .. يوم الغروب ! يأخد بكلام من قال بعربية اللفظ وفي نفس الوقت يأخد بكلام من قال بسريانية أو عبرانيته يعني (Mixed) ثم يربط ذلك بنقطة صلب يسوع عند السريان !! غباء متجسد :wallbash:


رابعا : أن كتاب المصاحف للسجستاني - الإبن وليس الأب أبي داود صاحب السنن- ففيه الصحيح والسقيم كما بين ذلك النقاد، بله أن نأخذ مصدرنا عن مستشرق، خاصة آرثر جفري المعروف بتضارباته وسقطاته الجسيمة، وإن شئتَ التوسع في رد شبهاته فحمل كتاب المصاحف بتحقيق الدكتور محب الدين واعظ، فقد بين سقطات وأخطاء المستشرق ورد عليها.

هذا أشكل عليّ كثيراً . أرثر جيفري هذا لم يأتي بدليل واحد على أن مصحف أبي ابن كعب يحتوي على [ يوم العروبة الكبرى ] بدل يوم الجمعة . وعندما راجعت كتاب المصاحف الأصلي - باب ذكر اختلاف مصحف أبي - لم أجد رواية واحدة صحيحة أو ضعيفة أو موضوعة في شيء من سورة الجمعة من الأصل ! كذلك لن تجد احداً من الأئمة في مختلف العلوم قال أن قراءة مصحف أبي يوم العروبة الكبرى !!! ولعله يكون من ضمن القراءات التفسيرية وهذا مشهور في مصاحف الصحابة وهذا ما قاله الاخ الحبيب متعلم .


والله المستعان لا رب سواه

بارك الله فيك أخي ابن عبد البر :emrose:

[ابن عبد البر الصغير]

بارك الله فيك شيخنا ابن عبد البر ..
إجابة وافية ما شاء الله ..
ونفعنا وإياك بعلمك ..

وفيكم يا أبا الحب، دعوة جليلة جميلة أفضل ما يهديها الأخ لأخيه، فشكر الله لك .

غير أن مسألة المشيخة هذه ثقيلة علي، بيني وبينها مسافات طوال وتسلق جبال شاهقات، فإن كنتُ شيخا وأنا الجهول الراتع في بحر معاصيه، فماذا سنسميكم أنتم يا معشر المحاورين والطلبة ؟؟

فما أخوكم إلا متابع فقير يستزيد من مدرسة الإسلام الربانية، استضاف في بيته أياما أحد محاوري هذا المنتدى فألصق حب المشاركة فيّ ومضى إلى حجّه بعدما قايضته بدعوات يوم عرفة.

الأخ سنايبر، جعلك الله قناصا للشبهات ترديها قتيلة تلو الأخرى بفضله وكرمه:


مع أنه هذه المسألة مُختلف عليها . فهناك من العلماء من قال أن يوم الجمعة يوم إسلامي .. أي أن التسمية سُميت بذلك في الإسلام وقد حكى ذلك الإمام ابن حزم وغيره .. لكن على أي حال لو قلنا بالعكس أي أن يوم الجمعة هو اسمه في الجاهلية فلماذا يغيره الإسلام ؟ بالطبع هذا لا يعد نوع من انواع الأخذ عن الأخر - الإقتباس - هذا ما تعارف عليه الناس في ذلك الوقت فما المصلحة في تغييره ؟
أنظر لكلام ابن فارس : [ فأمَّا يوم الجُمعة فإِنَّه يُدعى العَرُوبة، وهو اسمٌ عندنا موضوعٌ على غير ما ذكرناه من القياس. ويقولون: إِنَّه كان يسمَّى في الزَّمن القديمِ العَرُوبة. وكتابُ الله تعالى وحديثُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يجئْ إلاّ بذكر الجُمعة. على أنَّهم قد أنشدوا:وأنشدوا أيضاً: يا حُسْنَهُ عند العزيز إذا بدا *** يوم العَرُوبة واستقَرَّ المِنْبرُ وكلُّ هذا عندنا مما لا يعوَّل على صحّته. ]

غالب الظن عندي أن يوم الجمعة هذا سمي في ظل الإسلام، و على أقل تقدير فالأيام كانت قديما فغيرتها العرب، وفي ذلك سَل عالما بتاريخ العرب الجواهل فسيعطيك الإجابة.

المهم أن شبهة النصراني الدعي متهالكة متهافتة كما اتضح.

ووفقك الله لما فيه الخير لك وللأمة.