المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تذكير سريع للتوحيد



أبو المسيطر
10-25-2011, 09:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيمن
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا الحبيب محمد صلى الله عليه واله وسلم وارض اللهم عن الاربعة الخلفاء الراشدين أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين وابا الحسنين علي رضي الله عنهم وأرضاهم .

إخواني أخواتي الكرام سأتكلم معكم لنستذكر اليوم أهمية التوحيد وتعلم التوحيد الصافي من باب المذاكرة أو المراجعة لنستفيد ونفيد سائل الله عز وجل أن ينفعنا في الدنيا والأخرة من فضله انه كريم رحيم .

إن الله عز وجل ما بعث الرسل والأنبياء الكرام عليهم السلام إلا لسبب واحد ألا وهو التوحيد أي توحيد عبادة الله عز وجل وتوجه الناس له سبحانه.

يقول تبارك وتعالى : ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ)) [سورة الأنبياء:25].



حيث أن بعض الناس ومنذ القدم قد حولوا العبادة بإتجاه خاطئ فمنهم من عبد البشر ومنهم من عبد الحيوانات والكائنات ومنهم من عبد الشجر والحجر والكثير الكثير من الأمور التي أشركوها بعبادتها أو جعلوها نظيراً لله عز وجل.

فهؤلاء الناس قد انحرفوا وشذوا عن الطريق غاية البعد فلا شجر ولا قبر ولا ضريح ولا حجر ولا صنم ولا شيء غير الله ينفع أو يضر .

فنستطيع أن نقسم الناس هؤلاء لفئات فمنهم من قد ضل بجهالته ومنهم من ضل بالوراثة ومنهم من ضل متكبرا ومتعمداً سنفصل فيهم ان شاء الله .

1- الذين ضلوا عن جهالة : يوجد من الناس من ضل بسبب عدم معرفته بالفصل بين الحق والباطل فتجده يطوف على الضريح ويدعوه لينفعه في غرض أو يشفيه من مرض وهو يؤدي هذامن باب حسن النية لا يعلم أن هذا شرك فهذا الشخص من الواجب تبيين الحق له بأن هذا الضريح لا ينفع ولا يضر وهنا سأحكي لكم قصة حصلت لي في بلادي يوجد مسجد يطلق عليه مسجد عزيز وهذا المسجد يا اعزائي صار ملجأ كل من يظن أن القبور تنفع وتضر وبداية هذا المسجد أنه قبل سنين تقريبا منذ 35 أو 39 سنة لا اذكر بالتحديد ادعى أحد الشيعة أن في هذا المكان دفن رجل اسمه الشيخ عزيز (( والشيعة مشهورين بهذه الإدعاءات حيث أنهم يعشقون التمرغ في تراب القبور)) وبنى فوق هذا القبر بعض الحجارة ليتم التعرف على هذا المكان المهم أنه مع مرور الزمن تطور القبر الى ان صار غرفة ثم صار مسجد والناس يطوفون حوله ومن حواليه والذي زاد الناس هؤلاء ضلالة ما حدث تالياً.

كان هذا المعبد أو ما يسمى بمسجد الشيخ عزيز في وسط الشارع وكان يضايق الطريق على بقية الناس فقررت الحكومة في ذاك الوقت ازالة هذا المبنى من وسط الطريق فجاءة سيارة الازالة لتهدم السور المحيط فإصطدمة بجذور شجرة فلم تستطيع ان تزيل السور فقرروا ترك العمل في هذا المكان إلى وقت أخر بعد ازالة الاشجار وغيرها من المعوقات فهنا ظهر عشاق البدع والشركيات يرقصون ويهللون مبتهلين للقبر فرحين بهذه المعجزت فصار المسجد هذا أكبر من ذي قبل وبدأ يتوسع في العمل فالدعاء بكذا قيمة مالية والمتعة الجسدية بكذا ولكل شيء قيمته.
ولكن أراد الله فضحهم بعد مرور كم سنة أصدرت الحكومة أمر بإستئناف العمل في ازالة المسجد هذا ومن ضربة واحد من السيارة المخصصة للهدم تمت ازالة دار الشركيات هذا !!! فحينها بكى المبتدعة بكل ما اوتوا من قوة وقالوا ازالوا دار العبادة وحرقوا القرآن بينما كان المفروض بهم أن يتساؤلوا هل كنا في غفلة كل هذه السنين لماذا لم ينفع نفسه هذا الضريح؟؟

الجهل يا أخوتي أفة يجب التخلص منها فيجب على المرء أن لا يكابر حينما تعرض عليه الحقائق فربما يهلك بسبب التعنت والتكبر فإبليس ما خسر الا بالمكابرة والتعنت.

فلذلك وجب على كل مسلم أن يسعى لتعلم سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم قدر استطاعته ليتجنب الوقوع في الجهالة والضلالة .

2- الذين ضلوا عن طريق الوراثة : وما أصعب هذه الفئة فهؤلاء قد ورثوا لبدعة كابر عن كابر وكل جيل يزيد على من سبقه بدعة جديدة وهذا مصدق بناء على حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حيث يقول تجنبوا المحدثات فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
تسلسل يقود من شيء الى شيء ومن حالة الى حالة أخرى سبحان الله .
فمن ورث البدعة والضلالة إقناعه يكون صعب جداً حتى لو تكشف له الحق تجده يتعنت ويعاند والسبب أنه لا يريد أن يقتنع أن اباءه ضالين مضلين مثلما ذكر لنا رب العزة جل جلاله المثال من القرآن ((( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ( 170 ) ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون ( 171 ) )

فهذا النوع حينما لم يجد مفر من الحجة التي فرضت عليه قال بل اتبع ما وجدت عليه ابي وجدي وعمي وخالي يعني يا اخوان اتباع اعمى وتعصب حتى لو كان فيه هلاكه.

وأما النوع الثالث وهو الطامة الكبرى هو النوع المتعمد فهو لا يكفيه اضاعت نفسه فهو يصيع أهله وجيرانه ومن أحبه ومن اتبعه ومن له هوى في نفسه فالله عز وجل ضرب لنا مثلا في كتابه الكريم :: (أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ) هذا نوع من التكبر حيث أنهم قالوا هل تريد أن نؤمن بك وانت اتبعك الفقراء ومن لا يصلون لمستوانا الفكري أو الاجتماعي وهذا مُطبق في زمننا هذا فالبعض يتعصب للشيخ الفلاني حتى ولو كان ضال بسبب قوميته فهو يتعصب له بسبب انه من نفس جنسيته وهذا لا يجوز فالحق لا يعرف بالرجال ولكن الرجال يعرفون بالحق.
وكذلك يقول عز من قائل:: ((قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ)) كما قرآتم في هذه الأية كيف أن المجرمين الذين اشركوا بالله تكبروا على نبي الله رغم انه جاءهم بالحجج الكافية فلما لم يجدوا حجة للرد عليه ردوا عليه باستكبار مثلما قرأتم في الأية السابقة وهذا هو الحاصل اليوم في زمننا هذا فالبعض حينما تبين له أن اعتقاده خاطئ أو أن ما يأتي به من فعل يعتبر شرك تجده يسبك أو يقول لك يا وهابي يا تكفيري يا يا يا والاتهامات كثيرة وتسع الجبال.

المهم يا إخواتي وإخواني الكرام
فالتوحيد ينقسم لثلاثة أقسام :
1- توحيد الالوهية 2- توحيد الربوبية 3- توحيد الأسماء والصفات.

أما توحيد الألوهية فهي أن تعتقد بأن الله جل جلاله واحد أحد لا شريك له فرد صمد نافع ضار لا ينفع ولا يضر الا هو سبحانه لا يُعبد الا الله لا يجوز سؤال ضريح أو قبر أو الدعاء وطلب الحاجة من أي شيء سوى الله لا شجر ولا حجر ولا غيرهم من مخلوقات الله عز وجل .


وأما توحيد الربوبية فهي أن تعتقد أن الرازق هو الله سبحانه وهو الرب المعطي وهو المانع يقول الامام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى (( فتوحيد الربوبية وهو الإيمان بأفعال الرب سبحانه وأنه فعال لما يريد، وأنه الخلاق الرزاق، وهذا القسم ما أنكره المشركون بل أقروا به، وهو يستلزم توحيد العبادة ويلزمهم بذلك، فمن كان بهذه الصفة من كونه هو الخلاق، الرزاق، المحيي، المميت، ومدبر الأمور، ومصرف الأشياء وجب أن يعبد وأن يخضع له فإنه يقول سبحانه: { قُلْ من يَّرزقُكُم مِّن السّماء والأرض أمَّن يملك السَّمع والأبصار ومن يخرج الحيَّ من الميّت ويُخرج الميِّت من الحيِّ ومن يُدبِّرُ الأمرَ فسيقولون الله فقل أفلا تتَّقون } [يونس:31].

والمعنى ما دمتم تعلمون أن هذا الله أفلا تتقون الله في توحيده والإخلاص له، وترك الإشراك به، وهم مقرون بهذا يعلمون أنه ربهم وخالقهم ورازقهم، ولكنهم اعتقدوا أن تقربهم إليه بعبادة الأوثان والأصنام أنه شيء يرضيه، كما قال الله سبحانه: { ويعبدون من دون الله ما لا يضرُّهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شُفعاؤنا } [يونس:18] هذا اعتقادهم الباطل: { إنهم اتَّخَذوا الشَّياطين أولياء من دون الله ويحْسبون أنَّهم مُّهتدون } [الأعراف:30].
انتهى الاقتباس.

أما عن توحيد الأسماء والصفات جاء في كتاب(( صفات رب البرية على منهج العقيدة السلفية)) للدكتور علي محمد محمد الصلابي :: { إن النفوس لفي حاجة ملحة لمعرفة ربها ومليكها الذي لا غنى لها عنه طرفة عين ولا صلاح لها ولا ذكاء إلا بمعرفة أسماءه وصفاته وكلما كان العبد أعرف بأسماء ربه وصفاته وما يستحقه من صفات الكمال وما يتنزه عنه مما يضاد ذلك كان أعظم إيمانا واستحق من الثناء والمدح بحسب معرفته} ص 39

فأما معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته : أنهم يؤمنون بما وردت به النصوص في كتاب الله عز وجل وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاءت لا يزيدون عليها ولا ينقصون منها شيء فهم لا يشبهون ولا يحرفون ولا يكيفون ولا يعطلون صفة من صفات الله عز وجل فهم يثبتون لله ما أثبته هو لنفسه جل جلاله وينفون ما نفاه سبحانه عن نفسه أو ما نفاه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .

قال الشيخ الألباني رحمه الله:


" طالب الحق يكفيه دليل ، و صاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل ، الجاهل يُعلّم و صاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل "

هذا وبإختصار تذكير سريع للتوحيد اسأل الله أن يفيدنا من علمه وأن يرحمنا برحمته ويغفر لنا ولسائر المسلمين إنه ولي ذلك والحمدلله رب العالمين





أبو المسيطر