المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قانون :في أن الصدق مع النفس = يوصل للحق



أبو القـاسم
11-09-2011, 04:53 AM
الكذب في تعريفه المشهور =الإخبار بخلاف الواقع ,وهذا الإخبار قد يكون عن معرفة بالواقع أو لا ,أما الأول فأمره واضح , والثاني هو الخطأ ..هذا الخطأ حتى لو لم يعمد إليه صاحبه عن قصدٍ لمخالفة الواقع ,فإنه لا يخلو من المؤاخذة بحسب تقصيره في استكمال أدوات التحري في تحقيق مطابقة الخبر للحقيقة الواقعة ,ومن هنا جرّمت الشريعة من يفتي بغير علم لأن خلوَّه من العلم المؤهِل له بأن يقول كلامًا ياتفق مع الحق ,يجعل شروعه في الحديث على هذه الصفة تجويزا منه خفيا أن يقول الكذب, لكون كلامه عُرضة لأن يكون باطلا مع علمه بجهله , فيكون حينئذ كاذبًا من وجهين :
-أنه وضع نفسه في موضع ليست له بأهل ,فصور للناس أنه قادر على الإدلاء في الأمر وليس كذلك..وهذا الكذب العملي
-وأنه يعلم بجواز أن يكون كلامه باطلا , فأقدم على الكلام غير مبالٍ ,فصار في حكم الكاذب لجراءته على القول بما يعلم أنه قد يكون كذبا..في السنن من حديث بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (القضاة ثلاثة ، اثنان في النار وواحد في الجنة : رجل عرف الحق فقضى به فهو في الجنة ، ورجل قضى بين الناس بالجهل فهو في النار ، ورجل عرف الحق فجار فهو في النار) ,كما جرّمت الشريعة كتمان الحق -وليس غير كفٍّ عن البيان-, لأن حقيقته الامتناع عن قول الصدق فيما يجب قوله فكان السكوت عنه في هذا الموضع إقرارا بضده وهو الكذب وتقريرا له "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون " وكل ذلك مما يوافق العقل فيه النقلَ بجلاء.
فإذا خرج من يصدر في كلامه عن جهل ,فقيل له ممن هو أعلم منه :إن عليك أن تدرس كذا وكذا لتعيَ ما أشكل عليك ,فبقي في الجدال على ذات المنوال غيرَ مكترثٍ بنصح العليم الذي فوقه ,كان هذا من الكذب العملي على نفسه لأنه سلك سبيلا يعرف أنها مغايرة لحقيقته فانبعث في معالجته للمسائل العلمية على وفق ثوب الزور الذي لبسه وقنع به, فيصدق عليه أنه غش نفسه وكذب عليها حين تشبع بما لم يعط, وهذا إذا كان عيبا مذموما في أي علم , فإنه في مسائل العقيدة والإيمان والمصير: جريمة كبرى ..!
ولو أن المرء جال في مصادر الشريعة يستخرج منها مواطن التشديد على استقباح الكذب والحط على أهله لخرج من ذلك بسفر ضخم ينوء بحمله ,وهذا يدلك على أن الشارع قصد إلى الحفاظ على الحقيقة مسلّمة من أيّ خدش ,وإذا أنت تأملت في الباعث على الكذب تجد جِماعَه في الهوى ..وحقيقة الهوى:الانتصار لحظوظ النفس وما تلذّ به
فإذا هوي الإنسان أن يمدحه الناس لأجل أن يكون مرموقا ولم يعد على نفسه بتطهيرها من هذا الداعي ,كان كالمربوط بخطام فهو أسير هواه,وحيثما جابه هواه عقبة في طريقه التف من حولها ,ولا يلبث بعد تتابع مظاهر الكذب على تصرفاته أن يقع في تصديق هذا الكذب وربما تحول إلى مسلّمة في عقله "اللاشعوري", لتواترحصول المشاكلة الوهمية بين الهوى القلبي والمظهر القالبي
في حديث عبدالله بن عمرو في صحيح مسلم عن النبي (ص) : (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر)..عند التدبر في هذه الأربع تجد مدارها على الكذب ,فالخائن مثلا ,حُمّل أمانة فنوى النكوص عن الوفاء بها, فهذا كذب لمخالفته ما تعهد به ..وكذلك الفجور في الخصومة وهو أن يبهت خصمه بما ليس فيه أو يشبعه شتما لايستحقه ليتوصل بذلك إلى الزراية به ودحض قوله
فمن نظر في مسائل الأصول خاصة ,متجردا عن الهوى -وآية ذلك: أن يخمد ثورة حظوظه الذاتية-, وكان على نفْسه الدنيا رقيبًا, بنفْسٍ عُليا كأنما انفصم إلى شخصين ,شخص ينظر من علوٍ إلى ميل نفسه الدنيا ويرقب حيث تميل مع هواها -بكل ما يدخل في الهوى من معنى- ( وكان كمن تعنّى داء عضالا فقال له الأطباء إن الشفاء في هذا الدواء بإذن الله ,فلست واجدا مثله يصنع دواء كاذبا يتحساه بل يسعى بكل ما أوتي ليتحصل عليه مهما غلا ثمنه) وكلما وجد منها جنوحا كبحها ,وأخذ بزمامها نحو الجادة يجرها إليها = فإنه بالغٌ طلِبته لا محالة ولا يلزمه أن يكون ذا قدرة ذهنية خاصة,بل يستوي في ذلك الغبي والذكي,والجاهل والعالم , ومن تدبر في أحوال من يدخل الإسلام كل يوم يدرك هذا القانون المطرد بأجلى ما يكون .."فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم" ,"أرايت من اتخذ إلهه هواه أفانت تكون عليه وكيلا "

واسطة العقد
11-09-2011, 04:57 AM
بارك الله فيكم , و اسرَكم بما عملتم يوم الحشر

اخت مسلمة
11-09-2011, 06:04 AM
جزاكم الله خيراً وأثقل لكُم كتاباً تأخذونه في يمينكم يوم القيامة ياشيخنا ..
هذه آفة ذكرتها في القاعدة أعلاه , يُضافُ إليها " الكِبر " بآفاته ومايجرّهُ على صاحبه من ويلٍ وثبور , مما يعمي القلب ويطمس داعي الحق ويرفعُ شأن الهوى وإتباعه فوق كُل شأن ,,,قال النعمان بن بشير على المنبر إن للشيطان مصالي وفخوخا وإن من مصالي الشيطان وفخوخه البطر بأنعم الله والفخر بإعطاء الله والكبر على عباد الله واتباع الهوى في غير ذات الله ,,,فماكان الإعراض عن قبول الحق دوماً إلا الكِبْر واتِّباع الهَوَى وبَطْر الحَقّ , نسأل الله السلامة والعافية ..

بحب دينى
11-09-2011, 07:51 AM
بارك الله فيك ونفع بك ياشيخ وزادك علماً واخلاصاً وخيراً . اللهم آمين

أهل الحديث
11-09-2011, 08:18 AM
بارك الله فيكم أيها المقربُ من القلب أبو القاسم ، لله دركم ما من كلمةٍ تكتبونها إلا كانت ذهباً نقياً .

معتزز
11-12-2011, 08:31 AM
من لايبحث عن الحق بصدق كمن يود الأكل بيد مشلولة لن تمس الأكل ولن تمس الفم كي تستقر في الجسد
جعلك الله نورا يضيء لنا بعلمه أستاذنا أبو القاسم

أسـامة
11-12-2011, 09:05 AM
أثابك الله على هذا الموضوع القيم، والكلمات الموجزة المعبرة.
ومن صور الصدق مع النفس:
http://www.youtube.com/watch?v=hwq_bHeKWEY

عياض
11-13-2011, 06:08 PM
بارك الله فيكم شيخنا و المناظرة فعلا دليل حي على ما ذكرت و لم استطع ترك متابعتها لملاحظة هذا الأمر بالذات ..فبما ذكرت في اول الكلام يفهم لم كان بعض السلف يعبر عن الخطأ بالكذب...مع المتكلم فيه قد يكون صدوقا في نفسه معروفا بالعدالة...ما يدل على علو فقههم لمراتب الوجود و النفس...و هذا يدل كما قلت شيخنا الفاضل ان قيام هذه الشرعة و ميزان الخلق على الصدق لا الجدل و لا القوة العقلية و لا الحدس و لا حتى الحواس..فلا ينفع على الحقيقة الا الصدق و لا عاقبة ارجى لما ذكر من ادوات المعرفة اكثر من عاقبته الهادية الى البر و من ثم الجنة... هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ...ليسأل الصادقين عن صدقهم..لا غيرهم و لا عن غير الصدق.. ليجزي الله الصادقين بصدقهم..اتقوا الله = و كونوا مع الصادقين ..فمن أظلم = كذب بالصدق (لم يقل بالعقل و لا الحدس و بالحواس و لا شيء من ذلك)..و الذي جاء بالصدق و صدق به = هم المتقون...فجعل العمدة على البحث عن الصدق ثم التصديق به..بل كل هذا الوجود الذي يعده الملحدون حيرة و متاهة و عذابا خاطبهم : و لقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن : العقلانيين؟؟ المطلعين؟؟ المثقفين؟؟ المتواجدين و العارفين؟؟..بل الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين...بل قدم الصديقين اهل التخصص بالصدق على الشهداء و الصالحين و العلماء في هذه الحياة اللعبة و الزينة.....فلا شك ان مقام الصدق هو آخر مقامات الايمان و اول مقامات الاحسان حيث ينتقل المرء الباحث الهمام عن سبب وجوده من الوعي به عقلا و قلبا ..الى الوعي به بوجوده كله الواعي و اللاواعي ...فبعد تخطي الاستسلام بالدخول في السلم..يمتحن بمعاملة من يبحث عنه..فان قنت له و اخبت و انقاد اورثه الصدق و فتحت البصيرة ..فيمتحن في الثبات عليها فان وصل الى المقام التالي للصدق وهو الصبر عليها رغم كل زلزلات الشبه و الشهوات التي يصيب منها و تصيب منه و الامتحان بالخير و الشر فتنة و غلب شر نفسه و كما قلت شيخنا راقب اخفاه كما يحلو لشيخنا الخلوصي ان يسميه...اورثته السكينة الواعية و اللاواعية على الحق و الخشوع في عامة امره ..فينتقل الى البرهان الوجودي على من يبحث عنه من التصديق بالقوة الى التصديق بالفعل...افعالا و ثمارا ...من ثمارهم تعرفهم..ما ينفع الناس مما يمكث في الأرض...حتى يصل الى الذكر..ان يذكر و يذكر في الملأ و الشهود الأعلى و الأسفل و يرفع ذكره ما دام على الاستغفار من شر نفسه الخفية التي لا ينقطع شرها الا بموته و لهذا جعل بعض العلماء -و قد ألف فيه الامام السيوطي رسالة ماتعة -الذكر و رأسه الاستغفار افضل من الجهاد في سبيل الله...يستوي في ذلك الوجود الأنثوي بالذكوري ان لم يكن يتفوق عليه احيانا...و هذه المراتب كلها من الحكمة التي بحث عنها الأوائل من الأمم علماء و طبائعيين و الهيين و فقهاء و فلاسفة و متكلمين و صوفية و عرفانيين و وجوديين و سائحين في البحث عن المقياس الوجودي ...حكمة كانت تتلى في بيوت النبي صلى الله عليه و سلم و ذكرت مراتبها في الآية :
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا...

أبو القـاسم
11-13-2011, 07:36 PM
و لهذا جعل بعض العلماء -و قد ألف فيه الامام السيوطي رسالة ماتعة -الذكر و رأسه الاستغفار افضل من الجهاد في سبيل الله
جزى الله خيرا الشيخ أسامة النبيل على الرابط فهو رابط على قلوب المؤمنين أيضا! , وأشكرك على القطعة الفاخرة التي أثريت بها مولانا عياض, ولكن أستسمحك في إبداء رأيي إزاء هذا القول بما أدين الله به وإن كنتَ ذكرتَه عرَضا عن بعضهم,وهو أن مسائل المفاضلة بين العبادات لا تخلو من لزوم تفصيل في الجملة , ,ولا أخفيك ..انزعج خاطري من جسارة بعضهم على تفضيل الذكر على الجهاد في سبيل الله ..وهو شيء يرتاح لنصرته الصوفية الطرقيون والمرجئة القاعدون ,وترى من هؤلاء من يمسّكون بأحاديث مظلمة من نحو "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر " والحق أن هذا من الباطل المعلوم بداهة في الشرع وفي حس المؤمن "إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون" ,وإذا كان الذكر معظّما في الشريعة لدلالته على حب المذكور ,فالإقدام على بذل النفس هو ذروة ما هنالك في تحقيق هذا المقام ولهذا سمي المقتول فيه شهيدا ,ومن معانيها أنه قدّم شهادة عملية على الصدق لا يعلى عليها ,حيث كانت روحه أغلى ما يملك ,
وترى الله أثبت للمنافقين ذكرا ,هو قليل ,فامتاز عنهم المؤمنون بالقدر الزائد بخلاف الجهاد فسورة براءة تنبيك عن براءتهم من بلوغ هذا المرتقى الصعب ..نعم أفهم أن ثمّ اعتبارات مختلفة تنفذ من خلالها أنظار المجتهدين عند المفاضلة فرب شخص قال :الجهاد نفسه من الذكر فلا غرو أن يكون الذكر أفضل , لكني مع هذا أقول إذا كان لابد من ذكر حكم عام فلا ينبغي أن يقال إن الذكر أفضل من الجهاد ,وبخاصة في هذا الزمن الذي عم فيه الإرجاء شتى الأرجاء ,..وأخلد الناس إلى الأرض ,,واتبعوا أهواءهم,,وركنوا إلى طول الأمل وحب الدنيا , ويكفي إطلالة سريعة على القرآن العظيم والأحاديث الصحاح ليعلم التفاوت فيما أكدت عليه الشريعة من العبادات بالألفاظ الشرعية المعهودة بميزان العدل والإتقان..

اخت مسلمة
11-13-2011, 08:29 PM
كم أُحبّ هذه المُطارحات بين الأساتذة .!
لاعدمنا فوائدكم ..زيدونا زادكم الله من فضله وأتم عليكم نعمه ظاهرها وباطنها ..


بعد تخطي الاستسلام بالدخول في السلم..يمتحن بمعاملة من يبحث عنه..فان قنت له و اخبت و انقاد اورثه الصدق و فتحت البصيرة ..فيمتحن في الثبات عليها فان وصل الى المقام التالي للصدق وهو الصبر عليها رغم كل زلزلات الشبه و الشهوات التي يصيب منها و تصيب منه و الامتحان بالخير و الشر فتنة و غلب شر نفسه و كما قلت شيخنا راقب اخفاه كما يحلو لشيخنا الخلوصي ان يسميه...اورثته السكينة الواعية و اللاواعية على الحق و الخشوع في عامة امره ..فينتقل الى البرهان الوجودي على من يبحث عنه من التصديق بالقوة الى التصديق بالفعل...افعالا و ثمارا

كم هي رائعه , مُفيدة , هادية , هذه العبارة ياحكيمنا عياض ..!
ليتَ كل واحدٍ يقرأها بعين الباحث المُنصف ففيها كُلّ الأمر وحل المُعضلة لمن يهمهُ الأمر , وكُلنا يهمه..!!

عياض
11-13-2011, 08:38 PM
الشكر لك سيدي الشيخ على مواضيعكم المختصرة...و هذا الباب من جنس ابواب اخرى تعد زبدة ثمار علم المقاصد كتفضيل العابد و العالم و الشهيد و الغني الشاكر و الفقير الصابر و الشكر و الحمد و الاستغفار و حفظ النفس و حفظ الدين...و قواعد الشريعة فيها مرنة قوية الى اقصى درجات المرونة و القوة ..لتفرق النص و الظاهر و الاشارة فيها على مئات النصوص ما يحتاج معه الى عقول خبيرة باصول الشرعة و فروعها القائمة على دفع المضرة و جلب المصلحة.. ما يشي بتوسعة اقيمت في هذه الشريعة السمحة للميل الى احد الطرفين كلما اقتضى الحال و ان الأمر فيها لا يكون دائما على وتيرة واحدة في كل زمان ..و لهذا كانت اغلب مناظرات العلماء المتعمقين و العارفين بدقائق الفقه و كلياته فعلا حول امثالها لظني ان ما يشغل بالهم من امر العامة قيادة الجموع و الجماهير لا صلاح الفرد وحده حين النظر في هذه المسائل...فقد يميل الجمهور الى اللين و التفريط في وقت او عصر فيحتاج الى تفضيل الشدة كما كان من بني اسرائيل في عصر الشرعة الموسوية و قد يميل الجمهور الى الشدة و الافراط فيحتاج الى تفضيل اللين كحال بني اسرائيل في عصر الشرعة العيسوية..و هذه الأمة كتب لها الوسط من الشرعتين و اجتمعت فيها الخصلتين و كتب لها الصراط المستقيم بين النجدين الاسرائيليين ..فكان دلالة و لا بد على وقوع ما كان فيمن قبلها فيها خاصة مع كثرة ذكر بني اسرائيل في الكتاب و التحذير من فعلهم..لهذا كانت خاتمة المثاني في الفاتحة دليلا للمجتهد ان يراعي في حكمه هذا التوازن بين امري المغضوب عليهم و الضالين...وان لا يتطرف بان يجعل امر احدهما لازما دائما...و لهذا في رايي الضعيف ان في مسألتنا من فضل الذكر مطلقا او فضل الجهاد مطلقا فقد دخلت عليه شبهة الارجاء ...اذ تصور ان مثل هذا النوع من الذكر الذي يستغرق الباطن و الظاهر ان لزمه المرء و استولى على كيانه انه يستطيع معه ان يمنع نفسه عن لوازمه من الأعمال الظاهرة التي ذروة سنامها الجهاد ..او ان من عرض نفسه للاتلاف في سبيل محبوبه صدقا ان ذلك لا يورثه اجل درجات الحضور و التربية الباطنية القاهرة للهلع و الطمع ...الناتجة عن ذكره لمحبوبه ما استطاع...و ان مثل احوال الشوق و صدق العاطفة و حسن البصيرة المتولدة عن الذكر لن تنتج فيه همة و انقيادا الى عمل يظهرها في الواقع و لو بتحديث النفس على الأقل بالغزو...فان لم ينتج فليعلم ببساطة انه يموت على شعبة من النفاق...و الله أعلم

أبو القـاسم
11-13-2011, 08:55 PM
لا أريد أن أقلبها جدلًا يا رعاك الله ..ولكني أظن لو فهمت مرادي لما علقت بهذا , نعم هناك من يستولي عليه الذكر ولا تطاوعه نفسه على الجهاد , ومن ذلك أن يرى الذكر المعهود أفضل فيلزمه معرضا عن داعي الجهاد أو يجبن عنه,هذه مسألة محسوسة لا تحتاج إلى تدليل يدركها المرء بنفسه ,ومقامات السلف أنفسهم في هذا شاهد واقعي..أقول يكفي استقراء كلام الشارع في معرفة أقدار الأعمال في الجملة ..وأما مراعاة الأحوال والاعتبارات فلا ينكر , هل يشك أحد أن إماطة الأذنى أدنى شعب الإيمان في الحكم العام ,لكن قد يحتف بها من الظروف ما يرقيها إلى مرتبة تضاهي أجر ما هو أعلى منها , والنظر العقلي قاض بأنه لابد في الجملة من تفاوت عام في الأعمال حتى في الأمور الدنيوية,ثم تأتي مرجحات تحتف بهذه الأعمال وتؤثر على المرتبة ,كما قال ابن المبارك :رب عمل صغير تعظمه النية ,ورب عمل عظيم تصغره النية , فلو قيل الصلاة أفضل من الحج..كان هذا هو الحقيق بالحكم العام ,بمعنى أن جنس الأول أفضل من جنس الثاني , فإذا قورنت صلاة النافلة بحج الفريضة كان الرجحان للحج ..فأقول :من يقرأ القرآن يجد من الحث على الجهاد وربطه بمقامات العبودية ما ليس لكثير من الأعمال الصالحة غيره ..والأحاديث في الباب من أوضح ما يكون كذلك..الجهاد شرعة فيها حفظ جميع الضروريات الخمسة ونفعه متعد..وحسبك بذلك بيانا لجلالته في أركان الشريعة , والإفصاح عن دقائق التفاصيل يطول جدا ..أيما قاريء لكتاب الله يأخذ الانطباع الكلي عما أقول وهو ما فهمته فقيهة النساء عائشة رضي الله عنها فقالت:نرى الجهاد أفضل العمل , وأقرها عليه حبيبها رسول الله (ص) ,وليس كلامي عن الاعتبارات الأخرى

إلى حب الله
11-13-2011, 09:02 PM
ما شاء الله .....

أبو القـاسم
11-13-2011, 10:22 PM
بارك الله فيكم ..أحب تلخيص كلامي بنقطتين إمعانا في البيان:
-إطلاق اسم التفضيل الأصل انصرافه إلى الجنس لا إلى الآحاد..
-وكلما كان العمل مشتملا على أسباب فضل أكثر كان مقدما ..
فلو فرضنا أن رجلا يذكر الله ونيته100% , ورجل يجاهد في سبيل الله ونيته 100% (أي هي النية التامة المطلوبة في كل منهما )
ثم إن رجلا في الجنة اطلع عليهما ورآهما استويا في كل شيء إلا أن هذا يجاهد في الوقت الذي يمكث فيه الثاني يذكر الله خاليا, وخيّر في الرجوع ليعمل صالحا,فلاشك في اختياره الجهاد ,وهو من بديهات الدين التي تتولد في حس المؤمن تلقائيا دون حاجة لنظر في نظري لما سبق تقريره ولأسباب كثيرة أخرى , وتدرك العقول بداهة أن قول متيم قصيدة في محبوبته أقل في معنى الوفاء والحب من أن يضحي بروحه لأجلها ..ولهذا قال عليه الصلاة والسلام :والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ، ثم أغزو فأقتل ، ثم أغزو فأقتل . رواه الشيخان , ورسول الله لا يتمنى إلا الأكمل ..واللمقصود بالذكر في كلامي هو الذي في نحو قول رسول الله"ذكر الله خاليا ففاضت عيناه " فلعمري لا يقارن جنس هذا بجنس الجهاد ..لشسوع البون بينهما ,والله أعلم

أبو عثمان
11-13-2011, 10:43 PM
بارك الله فيكما وزادكم علما ورفعة
ولم يكن جدلاً ولا شِبهه
انما اراها مدارسة خفيفة :):
وفقكم الله لكل خير وهداكم سبل الرشاد

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-13-2011, 10:47 PM
قال الراغب الأصفهاني: (الصدق مطابقة القول الضمير والمخبر عنه معا، ومتى انخرم شرط من ذلك لم يكن صدقا تاما)

عياض
11-13-2011, 11:24 PM
فلو فرضنا أن رجلا يذكر الله ونيته100% , ورجل يجاهد في سبيل الله ونيته 100% (أي هي النية التامة المطلوبة في كل منهما )ç
المشكلة في مثل هذه الفروض و الحكم على قضايا واقعية جدا ..مختلطة جدا..نفعية جدا..من خلالها...كمثل افتراض رجل يعتقد اعتقادا جازما 100% و لا يعمل..و افتراض رجل يعمل عملا صالحا 100% و لا يعتقد..و بينهما ضاعت نظرية المعرفة الأولى..و يكفي للدلالة على هذا قول النبي صلى الله عليه و سلم " مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُو وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِالْغَزْوِ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنَ النِّفَاقِ" و حقيقته المنافية للذكر التام و للصدق التام و للجهاد التام ..و أهرب شاكرا لك و لمسلمة و حفيد و بقية الاخوة قبل ان تنقلب فعلا الى جدل :):

متروي
11-13-2011, 11:59 PM
الجهاد في سبيل الله عز وجل لا يوفق له إلا ذو حظ عظيم و كم من علماء المسلمين على مر السنين و الدهور حرمهم الله منه و لو كانت العبرة بالعلم لإستغنى نبينا صلى الله عليه و سلم و صحابته به لكنه لا يكفي و من أكبر المصائب التي حلت بدين الأمة تصورها أن الجهاد أمر هين و يسير و هو من عمل العوام و الغوغاء بينما العلم و العبادة هي عمل الخواص و نسى أصحاب هذا الرأي أن المجاهد هو أقرب المسلمين إلى ربه عز وجل فما من ساعة تمر عليه إلا و هو بين خوف و رجاء و لسانه لا يفتر عن ذكر الله فليس أمامه ووراءه إلا بارقة السيوف فهو يدور بين القتل و الأسر و العطب لا فراش وثير ولا أم حانية ولا زوجة عطوفة ولا صبيان تنسي طلعتهم الهم و الغم ولا أب رحيم ولا مال يتنعم به ولا نعيم يتقلب فيه فهل يخطر على البال أن يكون خالي الهم من العباد أكثر ذكرا لله ممن يتوقع كل لحظة ملاقاة ربه فإذا كان مضمون الحج هو تحمل المشاق في سبيل الوصول إلى أرض الله فكيف بالجهاد و هدفه الوحيد الوصول إلى أصل البيت فوق السموات و السبع وإذا كان معنى الصوم التخلي عن اللذات و الشهوات في سبيل الله فكيف بمن يترك الدنيا كلها بل و يترك معها الأمن و الأمان و إذا كان معنى الزكاة هو بذل المال فكيف ببذل المهج و الأنفس و إذا كان السعيد من قبل له الله عز وجل صلاة واحدة فأي صلاة أحق بالقبول من صلاة بين الصفين لا يدري صاحبها أيرفع رأسه أم يموت و إذا كانت الشهادتان عنوان الإسلام فأي شهادة أصدق من شهادة كتبت بالدم و الدموع فما من عبادة يأتي بها القاعد إلا و المجاهد أجدر بأن يأتي بخير منها أخلص و أصدق لكن دهور الإرجاء أفسدت الكثير فورثة الأنبياء هم من يرث كل صفات الأنبياء علم و عمل ..دعوة و جهاد.. صبر و ابتلاء فليس ورثة الأنبياء من أخذوا السهل و تركوا الصعب و ليس ورثة الأنبياء من خالفوا منهج نبيهم فعندما أقرأ السيرة الطاهرة أتعجب من نبينا صلوات الله و سلامه عليه نصف نبوته إعداد و نصفها جهاد و أتعجب ممن يزعم التمسك بسنته !!! فرسول الله صلى الله عليه و سلم عندما تأخر أبو ذر و هو من هو قال دعوه فإن يكن فيه خير يأتي به الله !!! و سبحان من حاسب ثلاثة من أهل السابقة و الجهاد لغزوة تخلفوا عنها لا لحب في الدنيا و لا لسعي لها ولا لجبن و إنما لتسويف بسيط فلم يتخلفوا و لم يقعدوا و إنما كانوا يعتقدون حقيقة أنهم سيلحقون به صلى الله عليه و سلم و أنهم حقا قادرون على اللحوق به فكيف بمن لم تحدثه نفسه أصلا بالخروج و كيف بمن منته نفسه بالقعود طيلة عمره فأنى لهؤلاء أن يدركوا من سبق فوالله إن الجهاد في سبيل الله أصعب العبادات على الإطلاق و قد يسبق أصحاب القلوب الناصعة أصحاب المحابر و قعبان اللبن ..

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-14-2011, 12:25 AM
ما هذا يا شيخ متروي صاير خطيب ما شاء الله عليك :)
صدقت في ذلك ولكن يلاحظ أن مفهوم الجهاد كما لا يخفاكم ولا أظن أنه يخفاكم وحاشاكم = لا يقتصر على القتال بالسنان وإنما قد يكون به وبغيره من الجهاد بالقلم وبالمال وباللسان وقد يكون الجهاد مع الشخص نفسه فيكون جهاد النفس والشيطان وغير ذلك ..

أبو عثمان
11-14-2011, 12:46 AM
صدقت في ذلك ولكن يلاحظ أن مفهوم الجهاد كما لا يخفاكم ولا أظن أنه يخفاكم وحاشاكم = لا يقتصر على القتال بالسنان وإنما قد يكون به وبغيره من الجهاد بالقلم وبالمال وباللسان وقد يكون الجهاد مع الشخص نفسه فيكون جهاد النفس والشيطان وغير ذلك ..
هذا ابعد حدٍّ عندي
ويا ليتني أُفلح .. الله المستعان

أبو القـاسم
11-14-2011, 10:18 AM
كبيرٌ تعجبي من تعليق الشيخ عياض عفا الله عنه حيث يظن خفاء هذه المعاني على إخوانه مجتزئا بعض الجمل ليعلق عليها بمثل هذه الطريقة "الصوفية" بعد أن رماهم بالفهم الإرجائي ,وعلى وفق هذا الذي قال يمكن أن نقول الذكر أفضل من التوحيد! لأنه يسع الواحد منا أن يقول ما قال عن الجهاد في غيره ,والشريعة ليس هذا منطقها في المحاكمات الكلية العامة ..ولهذا كان الفاسق المجاهد خيرا من الصالح القاعد في قول عامة أهل العلم لأدلة منها "لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله ",ولفظ "القاعدون" يتناول الذاكرين الله كثيرا حال قعودهم, وأرى أن الجدال عن تغليب الذكر على الجهاد لأجل بعض المعاني التي نوه عليها أخي عياض مشتمل على مجازفة مؤسفة مخيبة لي ,وتجعلني أشعر أن بطن الأرض خير من ظهره والله المستعان ..ولا تناسب المتسق مع خطاب الشريعة ولا مع السياسة الشرعية..
-فلو قال إن الذكر الذي صفته كيت وكيت هو الحامل على كل خصلة نبيلة , فلا يكون هناك معنى لذكر تميز عمل على عمل, وجاز حينئذ كلما قيل هذا أفضل من هذا أن يخطّأ صاحبه ,وليس هذا مما يدل عليه كلام الشرع , بل الذي يدل عليه ما يفهمه أولو القرائح المتوقدة من أهل العلم أمثال أم المؤمنين عائشة حين قالت:نرى الجهاد أفضل العمل ..وأقرها على الفهم العام رسول الله (ص)
-ولا من ناحية الفقه في الخطاب على مقتضى السياسة الشرعية.. إني أعد كلامك يا شيخ: هدية مجانية لمن بطأ به عمله عن درك المعالي لاسيما إذا كان ممن يحلو له انتقاد المجاهدين كلما سنحت له فرصة وإن كنت أعلم أنك من أبعد الناس عن هذا ,,على أن البيان الذي أكرم الله به الإنسان إنما يتوجه في الذهن إلى معان مقصودة معهودة لا إلى اعتبارات تفصيلية خفية ..وقد والله آلمني أن يعمد إلى التهوين من مكانة الجهاد السامقة-دون أن يشعر- الذي بليت الأمة بالقعود عنه والذي أناط الله وصف الصدق به بعد الإيمان بالله ورسوله ..وجعله النبي (ص) لا عِدل له كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: دُلني على عمل يعدل الجهاد، قال: لا أجده! ، قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك، فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر ؟) قال: ومن يستطيع ذلك ؟ وانت ترى هنا أن النبي قرنه بالذكر فبين أنه يمكن المعادلة لو كان هذا الذي يذكر لا ينام ولا يفطر,والمعنى استحالة ذلك ! وهذا يشبه في المقاربة معنى 100% التي عنيت وعابها علي الشيخ عياض سامحه الله , فإني ما ازال أرى فيه العدول بكلامي عن مقاصده التي أردت
فإن قيل هذا مبعثه النية وما أشبه, فالذكر إذن أفضل ,قيل والذكر مبعثه النية ! ..وما يزال التاريخ ينعى على الغزالي أبي حامد عدم خروجه مع المقاتلين لقتال الصليبيين وتفضيله جمعية القلب على ربه في بيت المقدس يؤلف الإحياء ,بعد أن أعرض فيه عن شِرعة الإحياء الحقيقية:الجهاد ,ويحفظ للإمام المجاهد ابن قدامة المقدسي خروجه باحرف من نور ,ولهذا أيضا فضلوا ابن المبارك على الفضيل وما يكون لهما من نظائر في التاريخ..
-وإذا أراد أحد أن يقول الجهاد حقيقته ذكر أو من الذكر او ما أشبه , قيل ويمكن أن يقال :وجمعية القلب والصبر على لزوم الذكر إلخ من الجهاد ..فآل الأمر عند التفضيل الإجمالي الصحيح اعتبار استقراء كلام الشارع الذي لا يقول إلا بوزن صدقا في الأخبار وعدلا في الأحكام..وقد ذكر الجهاد في مئات المواضع بأفخم الألفاظ والمعاني , ولما أراد بيان أهمية إدخال الناس في الدين نفسه: سمى جدال أهل الكفار :جهادا , وخلد ذكر الصحابة لأجل ركوبهم إياه غير مبالين بحيواتهم, وهي مسألة واضحة مقررة فيء بدائه العقول ,وهو الذي يفهمه عامة الناس من الخطاب إذا قيل جهاد وذكر

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-14-2011, 01:17 PM
شيخنا الحبيب أرجو منك أن تتقبلني كمناقش متطفل على موائد أهل العلم وأعيذك بالله من مظنة السوء بي وأعيذ نفسي من المرجئة وأعمال قلوبهم إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
أولا شيخنا الحبيب ماذا نجيب عن هذا الحديث وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والوَرِق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا: بلى، قال: ذكر الله. رواه أحمد والترمذي والحاكم، وصححه الأرناؤوط والألباني.
ثم إن بعض أهل العلم يرى أن الأفضلية تختلف بحسب أحوال العاملين فمنهم من يكون الأفضل في حقه الجهاد ، ومنهم من يكون الأفضل في حقه الذكر أو الصلاة أو غير ذلك من أعمال البر، وعلى هذا حمل العلماء تنوع إجابته صلى الله عليه وسلم لسائليه عن أفضل الأعمال ..

بل وإني أذكر كلاماً لشيخنا ابن العثيمين شبيه بذاك وهو أيهما أفضل طلب العلم أم الجهاد فقال رحمه الله أن هذا يختلف بحسب حال المكلف فإذا كان ذكياً حافظاً حذقاً وليست عنده تلك القدرة فطلب العلم في حقه أفضل وإذا كان قوياً ضخماً مفتول العضلات مرن الحركات فالجهاد في حقه أفضل ..
فلاحظت أن بعض أهل العلم يختار طريقة التفصيل وهي وسط بين الطريقتين والله أعلم ...

أبو القـاسم
11-14-2011, 01:40 PM
الاعتبارات التي نوهت إليها ذكِرت يارعاك الله , والجهاد ركن عظيم من شعائر الملة نفعه متعد وهو سياج الدين ولايحفظ حماه إلا به ,به تحفظ جميع الضروريات الكلية ,وتقام الدولة الإسلامية ,ويعبد الله بكل معاني العبودية ..أما الحديث فالراجح وقفه على أبي الدرداء -رضي الله عنه-من جهة , ومن جهة أخرى أن الخيرية هنا نسبية باعتبار أنه عمل لايمكن لأحد أن يعجز عنه لا شاب فتي ولاشيخ هرم ,لذلك :الرجل الذي قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتشبث به..أجاب النبي (ص): لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله..وأرجو أن هذا كاف يارعاك الله وما أنا لك بشيخ ولا لغيرك وإنما هذا أدب زائد منك ,وليس هو مني تواضعا ولا محاولة للتواضع ,إنما يصح أن تقول شيخنا لمن درست عليه ,وأنا وإياك كلانا طلبة علم إن شاء الله..وجزاكم الله خيرا

عياض
11-15-2011, 06:11 AM
وما يزال التاريخ ينعى على الغزالي أبي حامد.. ,ويحفظ للإمام المجاهد ابن قدامة المقدسي ..
العرق بيمد لسابع جد :):

هشام بن الزبير
11-22-2011, 10:52 PM
أخي الحبيب محب أهل الحديث:
سمعت بعض أهل العلم يقول إن هذا الحديث أشكل عليه جدا, حتى فتح الله له بابا لفهم مغزاه. وخلاصة كلامه أن الذاكر أفضل العاملين مطلقا, فلو أتينا المصلين والمنفقين والآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر والمجاهدين وفاضلنا بينهم لوجدنا أن الذاكرين منهم أعظم درجة, فهم أشد الناس قربا من ربهم, لمداومتهم ذكره بالقلب والجوارح واللسان, وهم بذلك أقرب للإخلاص.
ولو أخذنا مثال الجهاد وقتال الأعداء, فإن اشتداد البأس عند التحام الصفوف من أعظم البلاء, ولا يثبت فيه إلا أفذاذ الرجال, عندها يحصل التفاضل مرة أخرى على الوجه الذي أخبر به الحديث, فالذاكر المستغرق في مراقبة ربه أحرى أن يصبر ولا يجزع, ويكر ولا يفر, ويخلص ولا يرائي والله أعلى وأعلم.

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-22-2011, 11:04 PM
جزاك الله خيرا أخي هشام ، وأنا أميل لرأي بعض أهل العلم أن هذا يختلف بحسب حال الشخص ، والغالب على المجاهدين الصادقين الجمع بين الحسنيين (( الذكر والجهاد )) فهم وإن توقفوا عن القتال للراحة أو للتعبئة أو لأي سبب آخر فيستبعد أن يقضوا توقفهم بغير الذكر ولو قل ..
والله أعلم