المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحكمه من خلق الملائكه



عبدالرحمن الحنبلي
11-20-2011, 01:14 PM
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
لا يتم إيمان المسلم حتى يثبت لربه تعالى ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات والأفعال ، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم كذلك ، ومما ثبت لله تعالى من الأسماء " الحكيم " ، ومما ثبت له من الصفات " الحكمة " ، فلم يخلق الله تعالى خلقاً إلا لحكمة ، ولم يشرع شرعاً إلا لحكمة ، وليس بالضرورة أن تصل عقول العباد إلى تلك الحكم دائما ، بل قد يبين الله تعالى لعباده بعض تلك الحكم ، وقد يستر عنهم بعضهم ، محنة لهم ، واختبارا لعبودئتهم وتسليمهم لربهم .

ثانياً:
قدر الله تعالى أن يخلق الملائكة ، ولا شهوة لهم إلى المعصية ، بل همتهم مصروفة بالكلية إلى طاعة رب العالمين ؛ فليس لهم في الدنيا اختبار ولا ابتلاء ، ولا عليهم في الآخرة حساب ولا جزاء .
قال ابن القيم – رحمه الله - :
فإن الله سبحانه خلق خلقَه أطواراً ، فخلق الملائكة عقولاً لا شهوات لها ولا طبيعة تتقاضى منها خلاف ما يراد من مادة نورية لا تقتضي شيئاً من الآثار والطبائع المذمومة ، وخلق الحيوانات ذوات شهوات لا عقول لها ، وخلق الثقلين الجن والإنس وركب فيهم العقول والشهوات والطبائع المختلفة لآثارمختلفة بحسب موادها وصورها وتركيبها ، وهؤلاء هم أهل الامتحان والابتلاء ، وهم المعرضون للثواب والعقاب ، ولو شاء سبحانه لجعل خلقه على طبيعة خلق واحد ولم يفاوت بينهم ، لكن ما فعله سبحانه هو محض الحكمة ، وموجب الربوبية ، ومقتضى الإلهية .
" طريق الهجرتين " ( ص 203 ) .

ثالثاً:
الملائكة الكرام خلقٌ من خلق الله تعالى ، عبادٌ مكرمون ، لا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يُؤمرون ، يكلفهم ربهم تعالى بما يشاء ، وإذا علمتَ تلك الوظائف والأعمال التي يقوم بها أولئك الخلق الكرام فهي الحكمة من خلقهم ، ومجمل هذه الأعمال والوظائف ثلاثة :

الأولى : عبادة الله تعالى ، وتمجيده ، وتعظيمه ، وتسبيحه .
قال تعالى : ( يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ ) الأنبياء/ 20 ، وقال تعالى – على لسان الملائكة الكرام - : ( وَإنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ . وَإِنّا لَنَحْنُ المُسَبِّحُونَ ) الصافات/ 165 ، 166 .
عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ ، أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ ) .
رواه الترمذي ( 2312 ) وابن ماجه ( 4190 ) ، وحسَّنه الألباني في " صحيح الترمذي " .
وانظر شرح الحديث في جواب السؤال رقم ( 131516 ) .

الثانية : القيام بأمر خلق الله تعالى وملكوته تعالى بإذن ربهم وتكليفه .
فمن الملائكة مكلفون بحمل العرش وعددهم ثمانية ، ومنهم مكلفون بتبليغ الوحي ، ومنهم خزنة الجنة ، ومنهم خزنة النار ، ومنهم ملائكة الأرزاق ، وهكذا في سلسلة أعمال جليلة كلفهم بها الرب سبحانه وتعالى .

الثالثة : القيام بأمر بني آدم بإذن ربهم وتكليفه .
فمن الملائكة من يحرس بني آدم ، ومنهم من يسجل أعمال بني آدم ، ومنهم مكلفون بقبض الأرواح ، ومنهم المكلف بسؤال الميت في قبره ، والمستغفر للمؤمنين ، وهكذا في سلسلة أعمال جليلة تتعلق بابن آدم .
وانظر جواب السؤال رقم ( 14610 ) ، ويمكن أن يراجع تفاصيل ما يتعلق بالملائكة في كتاب "عالم الملائكة الأبرار" للشيخ الدكتور عمر سليمان الأشقر ، حفظه الله ، وهو كتاب مهم جامع في بابه .

الاسلام سؤال وجواب

عائدة إلى الله
11-29-2011, 10:14 AM
بوركت جهوذكم