المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منتدى التوحيد .. من العقيدة .. إلى السياسة .. رحلة نحو الغموض ..



وعد الآخرة
11-25-2011, 04:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
وبعد ..

أكتب هذه الكلمات وقلبي يتقطع على الحال التي وصلنا إليها في هذا المنتدى الجميل ..
فأنا ممن دخلوا إلى هذا المنتدى المبارك إعجاباً بالحوارات القائمة فيه والمحاورين الأجلاء الذين أعطاهم الله من العلم والحكمة والدهاء ما مكنهم من فرض مذهبهم وطريقتهم في الحوار وبيان الحق وكشف زيف الضلال، على كثير من المنتديات الإسلامية الأخرى التي قامت على طريقتهم واستقت أسلوبهم وسنتهم، فكان لهم جميعاً أعظم الأثر في عودة الوعي الإسلامي لكثير من الشباب.
وهذا النجاح هو من فضل الله عز وجل وحده وهو بسبب إخلاص النية لله عز وجل واستناداً إلى أن العقيدة الإسلامية هي العقيدة الصحيحة التي لا تقبل الشك أو المثال أو الند، فعندما نحاور ونبين حقيقة عقيدة التوحيد فنحن نملك الحقيقة المطلقة المضمونة الواضحة والصافية وبالتالي لا يوجد من يقيم حجة أمام حجتنا ولا من يثبت مذهباً أمام عقيدتنا ..

ولكن الذي حصل في هذا العام .. هو تحول غير منطقي ويكاد أن يكون قد فرض فرضاً من عدة مشتركين – جدد – ومن سار على نهجهم عاطفة من الأعضاء وبعض المحاورين القدامى، ألا وهو تحويل المنتدى إلى منتدى سياسي يفرض مواضيعه محاور جديد يملك من الوقت ما يخوله أن يحدد اتجاهات المنتدى من خلال مواضيع مثبتة ومشاركات جديدة تنهمر على المنتدى مع كل حدث سياسي في مشارق الأرض ومغاربها، دون أن نعي حقيقة الوضع السياسي القائم عالمياً بما فيه من الغموض والجهل ونقص المعرفة وعدم وضوح الرؤية ويدفعنا دفعاً نحو اتخاذ آراء وتوجهات سياسية لا ندري حقيقة صحتها وفائدتها للأمة ..
فبحر السياسة هو بحر غامض وللأسف لا نملك حقائقه وأدواته ومتطلباته ..

فلا يوجد حتى الآن وسيلة إعلامية سياسية إسلامية واحدة نستطيع أن نعتبرها شاهد عدل في مقابل المئات من الوسائل الإعلامية التي أقل ما يمكن أن توصف به هو الفسق.

ولا يوجد حتى الآن منهج سياسي إسلامي واحد نستطيع أن نتخذه منهجاً أو نتفق عليه، في مقابل المئات من المناهج السياسية - ومنها من يدعي الإسلام - التي أقل ما يمكن أن توصف به هو البلاهة أوالغباء.

ولا يوجد حتى الآن قوة إسلامية واحدة تستطيع أن تدافع عن الحق أو تفرض حق النقض الفيتو، في مقابل العديد من القوى التي تسيرنا أو تخيرنا لتحقيق مصالحها والدفاع عن عقيدتها ومذاهبها السياسية والفكرية.

ولا يوجد حتى الآن اقتصاد إسلامي مترابط واحد يستطيع أن يفرض إجراءً اقتصادياً واحداً ضد أعدائنا، في مقابل العديد من الإقتصادات التي تجعل أطفالنا يبكون لنقص الحليب بقرار اقتصادي واحد.

وبعد كل هذا نجد من أبنائنا وإخوتنا – ممن لا نشك بصدقهم – يتكلم بالسياسة ويتوقع بالسياسة ويفتح مواضيع في السياسة ويريد أن نتخذ آراء في السياسة ..

يا إخوتي لست هنا لأحرم الكلام في السياسة، ولست هنا لأفرض رأياً في شيء أدعي غموضه ولجاجة مياهه ..

ولكن ما أطلبه هو التعقل والحكمة والموازنة، وأن نحافظ على هذا المنتدى بنقائه وصفائه فيما لا نختلف عليه ألا وهو عقيدة التوحيد وأن نجنبه أن يكون صورة طبق الأصل لأدوات إعلامية ثبت فسقها كحد أدنى، في مقابل التثبت الذي يتطلبه اتخاذ القرار في ديننا الإسلامي " فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ".

وكم تمنيت من خلال موضوعي السابق ( من يقود الأمة ؟! )
أن يقوم أحد المتحمسين والذي يشارك بأكبر كمية مواضيع سياسية في المنتدى ..
أن يقوم بالرد على هذا الموضوع، وأن يوضح المناهج والأدوات الشرعية فيما يحصل حالياً في أمتنا ..
ولكنه آثر الصمت على مشاركتي مع أنه يشارك بمعدلات كبيرة تصل إلى أقل من ساعتين بين كل مشاركة وأختها في بعض الأحيان ..

أخيراً أطلب من إدارة المنتدى الكريمة أن تتخذ إجراءً فورياً بعمل قسم خاص للمواضيع السياسية يتم بموجبه سحب جميع المشاركات السياسية من كافة الأقسام إليه ..
كما أطلب الحد من إغراق المنتدى بهذه المواضيع في مقابل المواضيع الأساسية التي تم إنشاء المنتدى من أجلها ..

وأتمنى أخيراً من محاورينا القدماء الأجلاء أمثال الدكتور هشام عزمي والدكتور عبد الواحد والدكتور عياض حفظهم الله، الذين أراهم يلتزمون الصمت إزاء ما يجري من أحداث في المنتدى وفي الواقع أو يقومون بتعليقات مقتضبة على استحياء أمام التيار الجارف، أن يقوموا مشكورين ببيان رأيهم الحقيقي الشرعي في هذه الأدوات التي يتخذها المندفعون نحو التغيير دون فهم عميق لمقاصد الشريعة وغاياتها ووسائلها ومناهجها وأدواتها..

اللهم اغفر لي ولإخوتي في هذا المنتدى ولجميع المسلمين
وهيأ لنا أمر رشد ... وقادة رشد ... وعلماء رشد
إنه أكرم مسئول
وهو ولي ذلك والقادر عليه
والحمد لله رب العالمين

متروي
11-25-2011, 06:30 PM
الإسلام دين كامل يهتم بكل شؤون المسلمين و ليس من الحكمة ولا من الفقه إهمال المواضيع التي تهم الأمة خاصة في مثل هذا الظرف الراهن و قولك أننا لا نملك أدوات فهم السياسة المحلية و العالمية قول مجانب للصواب فالكلام عن السياسة عندما يكون مضبوطا بحكم الشرع لا يجانب الحقيقة غالبا إلا من ناحية سوء الإسقاط ..
أما أن المنتدى مغرق بمواضيع السياسة فغير صحيح فالمواضيع السياسية مقصورة فقط على قسم الحوار العام و هي مواضيع في الغالب لمتابعة التطورات الحاصلة في العالم العربي بغية المناقشة و تبادل وجهات النظر و باقي المنتدى كله للرد على الشبهات ..
زيادة على أن الرد على العلمانيين هو جزء من الرد على الملحدين لأن هؤلاء الملاحدة لا ينتقدون الدين الإسلامي إلا لأنه يتدخل في الشأن العام و لهذا تجدهم يكثرون من الحديث عن الجهاد و حد الردة و الحدود الشرعية و هي نفس وجهة العلمانيين المدعين للإسلام زورا و بهتانا فالواجب شرعا تبيين وجهة نظر الإسلاميين من الأحداث الراهنة ..

عبدالرحمن الحنبلي
11-25-2011, 06:30 PM
وجهة نظر + تعليق سريع + ابتسامه

رايي انه لاداعي لقسم للسياسه فقسم الحوار العام موجود وهو يشمل اي حوار كان سياسي اجتماعي ثقافي الخ

ثانيا لاضير من المواضيع السياسيه على القسم العام بل لاضير من ان ينسق الاخوه خصوصا الاسلاميين ( الاخوان + السلف ) مواقفهم ويقفوا صفا واحدا في مواجهة الليبراليين والعلمانيين في مصر الحبيبه


تحياتي :emrose:

مشرف 9
11-25-2011, 07:38 PM
أكتب هذه الكلمات وقلبي يتقطع على الحال التي وصلنا إليها في هذا المنتدى الجميل ..

وما الذي تغير أيها الأخ الكريم؟
وهل ترانا أغلقنا باقي الأقسام لنتفرغ للسياسة؟
أم أن الوضع الراهن الذي قام منذ أقل من عام هو الذي استوجب أن نشارك فيه ولا نقف معصوبي الأعين صم الآذان مكتوفي الأيدي وكأن الإسلام دين الشلل؟

وأما الأخ الذي تعنيه
فتخصصه في الكتابة عن العلمانية والاستشراق وفضحهما وتوقع قرب أفولهما هو الذي جعله يتصدر لمثل هذه المواضيع ويهتم بها وبإبرازها وتجميع الأراء حولها

وشكرا ًلك ثقتك في المنتدى وثناؤك عليه بما نرجو أن يكون أهله
وللحديث بقية إن أردت

طارق منينة
11-25-2011, 08:05 PM
والله لم ارى موضوع اخونا وعد الآخرة الذي اشار اليه وقال اني لم أعلق عليه
اذا كان يقصدني فأنا اظن أني لم ارى الرابط
اما تحويل المنتدى للكلام في السياسة فلم يحدث اخي الكريم
انا فقط فتحت مواضيع في منتدى الحوار فقط كما اشار لك اخي المتروي
فتحنا مواضيع للثورات واهتممنا بأمر الأمة لحظة اسقاطها للطواغيت واظن ان هذا هو من عمل القلب وعمل التوحيد في قلوبنا!
ثم تكلمنا عن السياسة نعم، وذلك لندلف منها الى مرحلة الأمة المنتجة في الادارة وقيادة الناس واصلاح امورهم ومراغمة العلمانيين وانت تعرف آية المراغمة واقوال ابن القيم العظيمة فيها
لم اتجاوز ركن الحوار، وتركت الاركان الأخرى، وعندما أخطيء واضع موضوع في ركن آخر يحوله مراقب حفظهم الله الى ركن الحوار
الأمة الآن تتكلم في السياسة كل السلفيين وكل الاخوان وكل الجماعات وكل الافراد وكلام السلفيين والاخوان فيها انما غرضهم منه تطبيق شريعة الله وحراسة الدين ومنفعة اهل الاسلام وغيرهم من البشر، وهو من التوحيد وفوائده
هل نترك العلمانيين اخي الكريم ليسيطروا على الأمة والثورات والحكومات الجديدة لاجل مايقال انه التوحيد وهو جزء منه، نعم جزء كبير ونراعيه، والاخوة يكتبون فيه ومن اشرت اليهم يكتبون فيه ولم يمنعهم احد فهم اصلا اهل المنتدى ونحن ضيوف عليهم، نحن صرنا ثقلاء على المنتدى فمعذرة على هذه، وأسأل الله أن يكون تواجدي هنا لمة ملك.
ولااعلم لماذا كما لاحظت انت لايشاركوننا -غالبا!-في المواضيع والذي اعرفه انهم تركونا نتكلم فان ارادوا ان نذهب ذهبنا.
اما قلة علمي وخلافه فيااخي بارك الله فيك اكتب ونتعلم منك وانا والله احب ان اتعلم من كل احد ولااترفع عن العلم من اي احد
ولااخفي عليك سرا وهو اني فعلا اتعلم من الجميع هنا فهذا منتدى كما وصفته انت من ارفع منتديات الأمة ولاأُغالي.
ولك علي ان اخفف من المواضيع السياسية فوالله لقد تركت عملا جما وقراءات كثيرة جدا وحتى كتب كنت في حاجة لاكمالها ولكن الله قدر لنا ان نعيش اجواء التحرير مع الأمة ،اللحظة باللحظة، التحرير من الطواغيت، والتحرير من شرائع الكفر والطغيان او تكريس وجودها الذي نحارب لازاحته، والتحرير من الفقر والحرمان، والتحرير لكافة أنواع الإنسان
انها لحظات حرجة في تاريخ الأمة وإني قد تعمدت أن اكتب هنا، وفي هذا المنتدى، مشاركاتنا فيما شاركناكم فيه، لأكثر من سبب واعظمه بعد ماذكرنا، هو اننا نقول للعلمانيين أن ملتقياتنا التوحيدية ورجالاتها كلهم شاركوا الأمة في مهماتها وهمومها، وقضاياها الكبرى والصغرى ولم يعتزلوها عزلة المتصوفة والزهاد .....
والله من وراء القصد ولا حرمك الله من كل خير ونسألك الدعاء.

ابو علي الفلسطيني
11-25-2011, 10:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اتفق مع صاحب الموضوع في عدم الانحراف عن هدف المنتدى الذي أُسس من أجله .. لكن في الوقت نفسه أخي الكريم لا نستطيع أن ننأى بأنفسنا عما يجري حولنا .. وأيضا ليس من مصلحة الجميع أن يغيب الفكر والنظرة الاسلامية لما يجري من أحداث .. نعم نتفق ونختلف ... لكن في النهاية يجب ان تكون لدينا النظرة والتصور الاسلامي لما يجري .. فليس الدين كله هو رد للشبهات فقط .. بل الاسلام هو الحياة بكل مجالاتها .. وابراز حكمة الاسلام ونظامه المتكامل في هذا الوضع الحاصل هو افضل سبيل لتوعية الناس بعظمة هذا الدين .. والله الموفق سبحانه

وعد الآخرة
11-26-2011, 12:23 AM
أشكر جميع الأخوة على ردودهم والتي تبين الحرص الكبير لديهم على المنتدى بشكل خاص وعلى الأمة بشكل عام ...

لا أريد من موضوعي أن أسفه رأياً ولا أن أقلل من شأن أي جهد يبذله صاحبه في خدمة قضايا الأمة ..

ولكنني قصدت أننا ذهبنا بعيداً في نقولاتنا من مجرد نقل الأخبار إلى المساهمة الفعالة في تحقيق أهداف لا تخدم أمتنا ...

فكلنا سعدنا وانبهرنا عند سقوط طاغية مصر ...
بنفس المقدار الذي بهرنا به يوم تفجيرات الأبراج قبل سنوات ...
وبنفس الانبهار الذي حدث يوم خلع الملكية بثورة الضباط الأحرار في مصر قبل خمسين عاماً ....
وبنفس الانبهار الذي حدث لنا يوم الثورة العربية الكبرى قبل مئة عام ...
ولكن مالذي حدث بعد ؟

بعد الثورة العربية الكبرى .. تم تقسيم الدول العربية المسلمة إلى 22 دولة وتم احتلال معظمها .. وتم تسليم فلسطين ؟!
بعد ثورة الضباط الأحرار ... تم التخلص من الشباب المؤمن الذي كان وقوداً للثورة وتسليم الحكم لنظام شيوعي ؟!
بعد تفجيرات الأبراج ... تم احتلال أفغانستان والعراق ؟!
وبعد سقوط طاغية مصر ... تم احتلال ليبيا وقيام الفوضى في كل من سوريا واليمن وبدأت البوادر في بعض دول الخليج وربما تمتد إلى كل الدول العربية ...

أسائل نفسي لماذا لم نستفد من كل الذي حصل ولو بدا أنه لصالحنا في البداية ؟!

وبعد رحلة بحث وتأمل طويل في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
وصلت إلى نتيجة مفادها ..
أننا في كل أفعالنا وإرادتنا المخلصة للتغيير لا ننطلق من أدوات ديننا ومنهج شريعتنا وأهداف رسالتنا ..

فنحن في ثوراتنا نعتمد على قوة أعدائناالإعلامية والاقتصادية والعسكرية والسياسية ليخلصونا من الظلم والطغاة ... ونسينا أنهم وحسب كلام ربنا ( وَلَا يَزَالُونَ يُقَـٰتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ ٱسْتَطَـٰعُوا۟ ۚ)، ونبينا صلى الله عليه وسلم ورغم كل الظلم والقتل الذي تعرض له وأصحابه لم يفكر مجرد تفكير بالاستعانة بالكافرين على الكافرين ...

ونحن في كل ثوراتنا لا نأخذ بالأسباب المادية التي أمرنا الله بها ( وأعدوا .. ) بل نكتفي فقط بالدعاء ... بل ونشعر بالحزن لأن الله لا ينصرنا ... وننسى أننا لم نفعل أياًّ من أوامر الله في سبيل التغيير ( حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ).

ويغيب عن أذهاننا أن الله عزوجل أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة سيراً على الأقدام وأخذ الاحتياطات اللازمة من تجهيز للإبل والاتفاق على من ينقل الطعام وترك علي رضي الله عنه ينام في فراشه والاتفاق مع دليل الطريق والاتفاق مع الراعي والأغنام التي ستمحو الأثر والاتفاق مع سراقة على السكوت مقابل المال والتمويه على المرأة عندما قال لها نحن من ماء ... كل هذه الأفعال المادية التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم ( وهو المعصوم من الناس ) ولم يكتف بالدعاء فقط والله سبحانه وتعالى قادر أن ينقله إلى المدينة بلمح البصر كما نقله يوم الإسراء والمعراج ... ولكن لماذا كل هذا العمل وهذه السياسة وهذه الطريقة في الهجرة ... هل لتمر علينا مرور الكرام وأن تبقى تدرس في الأثر ... ؟!

من هذا المنطلق كان حزني على إخوتي في هذا المنتدى الكريم والذي كما قلت لا أشك في إخلاصهم وصدقهم وعلمهم ...
ولكنني وجدتهم سائرون في صنعة لا نجيدها ... وفي علم لا نملك وسائله وأدواته ...

ألا يكفينا لنعيد حساباتنا أن أول من هلل لسقوط الطاغية هم أعداء أمتنا ...
ألا يكفينا لنعيد حساباتنا أن من يقتل المسلمين دون رحمة أو شفقة وخلال مئة عام هو من يرسل طائراته لحماية المدنيين في ليبيا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
ألا يكفينا لنعيد حساباتنا أن مجلس الأمن الذي أشرف على قتل الفلسطينيين خلال ستين عاماً هو من يجتمع ويندد ويضغط للتدخل وحماية المدنيين في ليبيا وسوريا واليمن ؟!

الآن فرنسا وبريطانيا وأمريكا أصحاب العدوان الثلاثي على مصر أصبحوا الحريصين على أهل مصر ...
الآن قطر صاحبة أول سفارة لإسرائيل وأكبر قاعدة عسكرية لأمريكا قصفت منها أفغانستان والعراق ولبنان وغزة أصبحت حريصة على دماء المسلمين في البلدان العربية ...

صدقوني يا إخوتي أن اللعبة أكبر من تصوراتنا ...
وأن الأدوات المستخدمة أكثر من توقعاتنا ...

وأننا نحن فقط من سيدفع الثمن مرة أخرى وسيتقاسموننا كما تقاسمونا أول مرة ...
لأننا لا نملك أي وسيلة ندافع بها عن أنفسنا إعلامياً أو إقتصادياً أو عسكرياً أو سياسياً ...

لهذا أتمنى أن ننأى بأنفسنا ومنتدانا الكريم عن هذا البحر الهائج...
وأن لا نساهم بنفخ نار الفوضى والعشوائية - العفوية - أمام من يدرس ويخطط وينفذ ويمتلك كل مقومات القوة التي نفتقدها ...

والله من وراء القصد
وهو الهادي إلى سواء السبيل

عبدالرحمن الحنبلي
11-26-2011, 12:39 AM
ماهو المطلوب اخي الكريم ...هل هو عدم كتابة مواضيع سياسيه ام المطلوب التقليل منها ...أنا رايي الشخصي انه لامانع من كتابة مواضيع تهم الامه ...وليكتب حبيبنا الاستاذ طارق منينه ماشاء ....تحياتي :emrose:

د. هشام عزمي
11-26-2011, 01:00 AM
قرأت موضوع الأخ وعد الآخرة قبل أن يعلق عليه الأخوة الفضلاء ، وكنت أنوي التعقيب ثم أحجمت ..
في الواقع كلام الأخ فيه شيء من الحق لكن مع بعض التوضيح سيزول الإشكال عنده إن شاء الله ..
الأستاذ طارق منينة حفظه الله مكثر فعلا في مسألة عرض آرائه السياسية بما يخالف أحيانًا - عند البعض أو الأكثر - للتوجه الإسلامي العام أو الأقرب للصواب ..
أو بما يخالف أحيانًا الواقع الموجود على الأرض ..
وهذا أمر متوقع ، ومن يزعم فينا أن تكون له العصمة أو أن يلازمه الصواب ؟!
خاصة مع غزارة المشاركات وتشعبها ، لا يسلم المرء من الوقوع في الخطأ مرة أو مرات ..
ولا ريب أنه يقع في هذه الموضوعات - من حين لآخر - ذكر آراء ووجهات نظر ليست محل اتفاق أو تسليم ..
ومع النشاط الكبير في المشاركة وإحجام البعض عن الرد والتصحيح بنفس المعدل قد يبدو أن آراء الاستاذ طارق محل اتفاق أو أرجح ..
لهذا أظن أنه من المنطقي أن نقول لأخينا وعد الآخرة أن الأستاذ طارق يدلي برأيه فقط ..
ومعظم كلامه وتقريراته إنما هي للتوثيق فقط من خلال فضائية الجزيرة وغيرها ..
أما الواقع الحقيقي على الأرض فهو مختلف تماااااااااااااااااااااااامًا عن بث الفضائيات ..

والموضوع أكبر في رأيي من مجرد منتدى التوحيد ..
فالمزاج الثوري الملتهب أصاب كثير من الإسلاميين فصاروا يتعجلون قطف الثمار ..
وصار لسان حال كثير منهم : انتخابات ثم أغلبية برلمانية ثم خلافة إسلامية ..
وفصيل آخر مصاب بعقدة نقص ثورية لعدم مشاركته في 25 يناير ..
فصار يريد أن يثور ويثور تعويضًا لذلك وتحسينًا لصورته أمام الغير ..
والوضع على الأرض غاية في التعقيد وفيه حسابات من أعقد ما يكون ..
وكبار الشيوخ يريدون بناء الدولة أولاً من خلال الانتخابات ومعهم أغلب الاسلاميين (إخوان وسلفيين وعوام) ..
وفئات صغيرة من الاسلاميين يريدون الثأر من قتلة عثمان أولاً قبل أي شيء ..
وفكرهم تصادمي بشكل كبير ، ومنهم أخوة عملنا معهم سويًا قبل الثورة في نصرة دين الله بالقلم وباللسان ..
والفضائيات الإسلامية تجدها ممثلة لهذا الحراك الفكري والسياسي ..
فقناة الناس والرحمة والحافظ تمثل التيار الذي يرى بيعة علي قبل الثأر لعثمان ..
وقناة الحكمة تمثل تيار القصاص والتطهير والمحاكمات قبل بناء الدولة ..
والله أعلم .

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-26-2011, 01:33 AM
كلام الشيخ وعد الآخرة سليم ومنضبط بضوابط الإسلام تماماً إلا أنه يلاحظ عليه :
أن هذا الخطاب يوجه عادة لمن يسلك غير طريق السلف من أصحاب القوميات والأحزاب المختلفة ، ولهذا حصل الذي حصل مما ذكره الشيخ المكرم أعلاه بسبب تقديم القوميات والأهواء على نصوص الكتاب والسنة ضاربي بها عرض الحائط ، أما هنا فإن الأمر مختلف إن شاء الله ، فمعتقد الإخوة هنا سليم مع محاولتهم ربط الأحداث بما يتفق مع الشرع مع وجود بعض الحماسيات التي لها نصيب حقيقي من النقد والرد أو التأييد والأخذ ..

متروي
11-26-2011, 01:34 AM
الحق أن ما ينتقده علينا الأخ وعد الآخرة هو في الواقع ما ننتقده نحن عليه و على من هم على رأيه ففي مداخلته الأخيرة بدا لي أنه هو البعيد عن الواقع و هو الذي لا يفهم الأحداث فهو يريدنا أن نتبع فهمه مع أننا لا نسلم له أبدا بما يقول بل و أكثر من ذلك نرى أن هذا الفهم هو أحد أسباب تخلفنا و هو أحد أسباب إضاعتنا للفرص المرة تلو المرة فالواجب عندنا هو العمل على إزالته ..

طارق منينة
11-26-2011, 05:55 AM
وبعد سقوط طاغية مصر ... تم احتلال ليبيا وقيام الفوضى في كل من سوريا واليمن وبدأت البوادر في بعض دول الخليج وربما تمتد إلى كل الدول العربية ...

أسائل نفسي لماذا لم نستفد من كل الذي حصل ولو بدا أنه لصالحنا في البداية ؟!


انت الان اخي وعد الآخرة اصبحت طارق منينة ولكن على الجهة الأخرى تماما!
انك تتكلم الآن سياسة مئة بالمئة فقد صلت لنا الأمور بطريقتك ولا مانع طبعا من الحوار معك او حول ماكتبت!
اما قولك

وبعد سقوط طاغية مصر ... تم احتلال ليبيا وقيام الفوضى في كل من سوريا واليمن وبدأت البوادر في بعض دول الخليج وربما تمتد إلى كل الدول العربية ...أسائل نفسي لماذا لم نستفد من كل الذي حصل ولو بدا أنه لصالحنا في البداية ؟!

وبعد رحلة بحث وتأمل طويل في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
وصلت إلى نتيجة مفادها ..
أننا في كل أفعالنا وإرادتنا المخلصة للتغيير لا ننطلق من أدوات ديننا ومنهج شريعتنا وأهداف رسالتنا ..
فنحن في ثوراتنا نعتمد على قوة أعدائناالإعلامية والاقتصادية والعسكرية والسياسية ليخلصونا من الظلم والطغاة ... ونسينا أنهم وحسب كلام ربنا ( وَلَا يَزَالُونَ يُقَـٰتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ ٱسْتَطَـٰعُوا۟ ۚ)، ونبينا صلى الله عليه وسلم ورغم كل الظلم والقتل الذي تعرض له وأصحابه لم يفكر مجرد تفكير بالاستعانة بالكافرين على الكافرين ...

ونحن في كل ثوراتنا لا نأخذ بالأسباب المادية التي أمرنا الله بها ( وأعدوا .. ) بل نكتفي فقط بالدعاء ... بل ونشعر بالحزن لأن الله لا ينصرنا ... وننسى أننا لم نفعل أياًّ من أوامر الله في سبيل التغيير ( حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ).
فهذا كلام باطل اللهم الا مافيه من الآيات القرآنية الموجودة فيه ومافيه من كلام عن النبي صلى الله عليه وسلم!
واعلم اني ربما أول مرة استعمل كلمة باطل في الحوار
لكنك جئت لنا بنقيض مانحن عليه مما نصر الله به الثورات
ثم انك تتهم بهذا الكلام الثوار الموحدون والشعوب المرهقة الثائرة بحق وتقول لهم انتم وثوراتكم على باطل!
لو جرى كلامك على طريقة : نريد التقليل من المواضيع السياسية في المنتدى لاجل الكلام في التوحيد لكان لكلامك وجه صحيح، او قد يكون صحيح!، لكن أن تدخل من مدخل السياسة وتتهم الثورات وترمي الثوار بالسلبية والغرب بالايجابية وتحرمهم من فضل الله وانهم على شيء فهذا مرفوض مرفوض مرفوض، ونحن نتكلم عن الواقع ومن خلال الواقع ومعنا كتاب الله ومعنا جريان سنن الله في خلقه وفي الاجتماع البشري وفي الطواغيت وفي تحول الامة الى مافيه خيرها
نظرتك سلبية وسياسية سلبية وتستخدم لها آيات قرآنية في غير موقعها
شكرا لك على العموم ان عرفتنا على وجهتك.

$&@$$@@
11-26-2011, 06:38 AM
النعذرة لتدخلي بينكم

إنني أتفق مع الأخ ( وعد الآخرة ) , و أرى أن مواضيع السياسة ( على قلتها و انحصارها) لكنها غطت على الجانب العقدي للمنتدى و الذي أنشئ لأجله .
ثم هناك عتب آخر و هو مستوى الحوارات الآن , فمن يقرأ المناظرات القديمة يجد فرقا كبيرا بينها و بين ما يكتب الآن , و إني لا أنتقص من المحاورين الحاليين , لكني أرى أنه قد دخل هذ المجال من هو ليس من أهله .



وتستخدم لها آيات قرآنية في غير موقعها

الحقيقة أراها في مكانها تماماً , و لكنك يا اخي متفائل أكثر من اللازم تجاه الثورات .

طارق منينة
11-26-2011, 07:02 AM
نعم متفائل لان الحق غالب ان شاء الله والتغيير حدث في المنطقة والجماعات الاسلامية حرة في قول ماتريد ومنها سينبثق قوة كبرى لتغيير المنطقة والتأثير على العالم ومن هنا يمكن القول أن الأمة قد عادت الى الساحة مرة اخرى لاستئناف الحضارة الاسلامية ومسيرتها ومن جديد وهنا اقول مالاتتوقعينه لكنه في بؤرة تفكيري الا وهو انه لم توجد في العالم الى اليوم حضارة تعاود ظهورها بنفس ادواتها ومقوماتها القديمة الا هذه الأمة!
وهو مايثبت أنها أمة من الله لان مقوماتها حية لم تمت وهو النور الذي جاء به القرآنز
اما مداخلة الدكتور هشام فاقول له ان من رشحته انت يادكتور هو اكثر خيالا مني!، ويمكنك ا، تضيف الى ماعمله ماقاله!، وهنا ستعرف ان هناك من هو اكثر مني خيالا وحضورا يقول بأكثر مما قلناه في المنتدى هنا
واظنك تكلمت عن الشيخ فوزي السعيد وانه شيخك وهو ايضا في الدندنة التي نحن فيها
وهذه خبر في موضوعه
الشيخ فوزي السعيد ينزل الميدان ويوصي بتغيير فتوى النكوص عنه
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=33792&search=1
ولااظن ان كلامي في المنتدى اختلف عنه!
هذا هو الواقع وانا لااختلف عنه
انما قد اختلف مع رؤى معينة او اجزاء منها فموقفي كان على طول الخط وغالبا مع توجه الشيخ عبد المنعم الشحات

لكني اخطيء كغيري وهذا طبيعي

طارق منينة
11-26-2011, 07:10 AM
لتفسير كلمة السلبية والايجابية في كلامي اقول قصدت بها انك اخي وعد الآخرة، تنزع عن الثوار الفعل البدئي خصوصا في ليبيا وغيرها وتسلبهم اعز ماهم عليه في الحقيقة وتمنح الغرب ماهو اصلا للثوار وتقول انه صاحب الفعل والثوار تبع وخدم وكأنك تنزع عن الثوار في البلاد التي ذكرتها كل ماحركهم اصلا مما اعتمل داخلهم وشكل قلبهم وكيانهم
ويمكنك ان تنظر الى مقالي التالي (مصر وماوراء السطوح)وفيه جعلت الايجابية والفعل" الأصلي" في الثوار، وانهم هم من اراد وحرك الثورات وانتجها.
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=28584

وكذلك مقالي عن اسقاط طواغيت ليبيا وسوريا واليمن وغيرها
مقالي الهادر عن الطواغيت المخزية والضربات المقضية
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=30289

مشرف 9
11-26-2011, 09:06 AM
الأخ الكريم وعد الآخرة
التدخل الغربي أو الكافر في شئون المسلمين وبلادهم يتأتى عن طريقين
الأول, وهو أن يُخططوا له ابتداءً ويمكروا له دهاءً والمسلمون لا يدرون وهذا هو جنس ما ذكرت
والثاني, وهو ما لم يكن بأيديهم ابتداءً ولكنهم يُسارعون فيه بالتدخل لنول النصيب الأوفر من الكعكة إن لم يكن كلها كاعادتهم لو لم ينتبه المسلمون لهذا التدخل, إما بمنعه ابتداءً وإما بحده وقطعه بعد زوال أسبابه الاضطرارية
وهذا ما أراه حدث ووقع في بلادنا
وعموماً, ما أرى كل ذلك إلا إرهاصات للجولة الأخيرة بإذن الله تعالى بين الإسلام والكفر
والله أعلم

د. هشام عزمي
11-26-2011, 12:26 PM
مداخلة د.محمد يسري إبراهيم والشيخ حسن أبو الأشبال على قناة الحافظ يوم الجمعة 25 نوفمبر 2011 حول الأحداث التي تجري على أرض مصر وتراجع الشيخ حسن أبو الأشبال عن دعوته للنزول.
http://www.youtube.com/watch?v=oWl6pt59NVM

مستفيد..
11-26-2011, 01:35 PM
موضوع ممتاز..لخص بامتياز وجهتي النظر السائدة هذه الأيام..وهي ان هناك من ينظر للأحداث على انها صناعة غربية وهذا قول وجيه لعدة اعتبارات تاريخية مماثلة كالتي ذكرها الأخ وعد الآخرة وغيرها من الثورات المصطنعة كثورة رومانيا والشيلي والأرجنتين وغيرها وراي آخر ينظر للأحداث على انها وعد الله ونصره وهذا ايضا قول وجيه..فتجد الراي الاول يتهم الثاني بالسذاجة وسوء فهمه للواقع وإهماله للتاريخ الذي يُؤيد هذا الواقع وهذا قول وجيه وتجد الثاني يتهم الأول بسوء ظنه بالله لدرجة تأليه الغرب وإنكار اي دور لله في نصرة عباده والإستنقاص من المسلمين في استغلال ما يحصل من احداث لصالحهم وهذا ايضا قول وجيه..
وأنا اقول ان الامة تحتاج للرأيين مجتمعين فلا نهمل وننكر مكر الكافرين او ما يُسمى بنظرية المؤامرة فهذا واقع أقره القرآن ودلت عليه القرائن التاريخية فالواجب كشفه والعمل على فرض واقعنا ويجب أن ندرك أن الحرب خديعة والثاني ان نثق بنصر الله ولا نأله العدو بأن نجعل مكرهم فوق مكر الله..والله أعلم..

طارق منينة
11-26-2011, 05:55 PM
وأنا اقول ان الامة تحتاج للرأيين مجتمعين فلا نهمل وننكر مكر الكافرين او ما يُسمى بنظرية المؤامرة فهذا واقع أقره القرآن ودلت عليه القرائن التاريخية فالواجب كشفه والعمل على فرض واقعنا ويجب أن ندرك أن الحرب خديعة والثاني ان نثق بنصر الله ولا نأله العدو بأن نجعل مكرهم فوق مكر الله..والله أعلم..
تعليق ممتاز منكم اخي المتوكل بارك الله فيكم
ولكن!
رأيي الذي يقول بأن وعد الله يتحقق يمكن ان يقبل بالقول بوجود مؤامرة كالتي عرض مشرف 12 صورتها وهي

وهو ما لم يكن بأيديهم ابتداءً ولكنهم يُسارعون فيه بالتدخل لنول النصيب الأوفر من الكعكة إن لم يكن كلها كاعادتهم لو لم ينتبه المسلمون لهذا التدخل, إما بمنعه ابتداءً وإما بحده وقطعه بعد زوال أسبابه الاضطرارية
وهذا ما أراه حدث ووقع في بلادنا
وعموماً, ما أرى كل ذلك إلا إرهاصات للجولة الأخيرة بإذن الله تعالى بين الإسلام والكفر
والله أعلم
ولكن اخي وعد الآخرة والذي يذهب بأن الثورات من صنع الغرب لم يقبل شيء مما في الثورة والثوار، وقال في ذلك

تم احتلال ليبيا(!) وقيام الفوضى في كل من سوريا واليمن وبدأت البوادر في بعض دول الخليج وربما تمتد إلى كل الدول العربية ...
وقال

وصلت إلى نتيجة مفادها ..
أننا في كل أفعالنا وإرادتنا المخلصة للتغيير لا ننطلق من أدوات ديننا ومنهج شريعتنا وأهداف رسالتنا ..

فنحن في ثوراتنا نعتمد على قوة أعدائناالإعلامية والاقتصادية والعسكرية والسياسية ليخلصونا من الظلم والطغاة
فكيف يقبل هذا الرأي بوجود ثورات حقيقية وثوار لم يحركهم الغرب ؟
نحن نقبل حقيقة ان محاولة الاستغلال موجودة لكن غيرنا لايقبل بأن الثوار ثاروا لله وبالله ويسعون ان يتم الأمر للاسلام
والآن قرأت كلام اخي عبد الرحمن الحنبلي

ماهو المطلوب اخي الكريم ...هل هو عدم كتابة مواضيع سياسيه ام المطلوب التقليل منها ...أنا رايي الشخصي انه لامانع من كتابة مواضيع تهم الامه ...وليكتب حبيبنا الاستاذ طارق منينه ماشاء ....تحياتي
واقول لك احبك الله الذي احببتنا فيه وجمعنا الله على خيري الدنيا والآخرة، ونصرة هذا الدين وليجعلنا مخلصين لله وحده.

مستفيد..
11-26-2011, 07:28 PM
ابدأ من حيثُ انهيتَ استاذ طارق..بالنسبة للكتابة في المنتدى أراه ظروريا وأختلف هنا مع أخي وعد الآخرة والذي لا اشك في غيرته على المنتدى وعلى الإسلام ولكن كلامه قد يُفهم ايضا على غير معناه فكاني به يدعو (وانا على يقين من انه لم يقصد) إلى فصل الدين عن السياسة وهذا فكر علماني إلحادي ما أنشأ هذا المنتدى إلا لمحاربة مثل هذه الأفكار..فالدين يشمل السياسة..
بالنسبة لموضوع صدق الثورات من زيفها فهذا غير مهم ولن يتجاوز كونه رجما بالغيب سواء لمن هو مع او لمن هو ضد..ولن يحل الإشكال إلا التاريخ فالتاريخ وحده هو من يحكم على نجاح الثورات من عدمها بناء على من آلت إليه الثمرات..لذا على المسلمين في هذه المرحلة ان يعتبروا ويقرأوا الف حساب للتجارب السابقة الفاشلة في غيرنا من البلدان التي عرفت ثورات كأمريكا الجنوبية والإتحاد السفياتي وحتى ما سماها أخانا وعد الآخرة بالثورة العربية الكبرى والتي حكم عليها التاريخ بانها النكسة العربية الكبرى وبناء على مدى صحوتنا وحرصنا من المتربصين الكثر ورغم قوتهم وبناء على مدى يقيننا بنصر الله وقوله سبحانه { كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ }..عندها فقط سنحول وجهة التاريخ لصالحنا حتى لو كانت الثورات مصطنعة من الغرب لان عندها سيتحقق قول الله فيهم "{ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ }..

وعد الآخرة
11-26-2011, 11:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أشكر جميع الأخوة الذي أثروا هذا الموضوع بتعليقاتهم القيمة وأخص بالذكر
أستاذنا الفاضل الدكتور هشام عزمي ...
وكل الأخوة الأفاضل متروي، عبد الرحمن الحنبلي، مشرف 12 ، طارق منينة، أبو علي الفلسطيني، البرازيلي، أم عبد الملك السلفية ومتوكل .. بارك الله بكم أجمعين ..

بالطبع لا أستطيع التعليق على جميع الأفكار والكتابات التي تمت في الموضوع

ولكن لا بأس أن أشير إلى بعض الأفكار مما ورد في ثنايا الموضوع ..



ماهو المطلوب اخي الكريم ...هل هو عدم كتابة مواضيع سياسيه ام المطلوب التقليل منها ...أنا رايي الشخصي انه لامانع من كتابة مواضيع تهم الامه ...وليكتب حبيبنا الاستاذ طارق منينه ماشاء ....تحياتي


ولكن ما أطلبه هو التعقل والحكمة والموازنة،




لهذا أظن أنه من المنطقي أن نقول لأخينا وعد الآخرة أن الأستاذ طارق يدلي برأيه فقط ..
ومعظم كلامه وتقريراته إنما هي للتوثيق فقط من خلال فضائية الجزيرة وغيرها ..
أما الواقع الحقيقي على الأرض فهو مختلف تماااااااااااااااااااااااامًا عن بث الفضائيات ..



فلا يوجد حتى الآن وسيلة إعلامية سياسية إسلامية واحدة نستطيع أن نعتبرها شاهد عدل في مقابل المئات من الوسائل الإعلامية التي أقل ما يمكن أن توصف به هو الفسق.





والموضوع أكبر في رأيي من مجرد منتدى التوحيد ..



فأنا ممن دخلوا إلى هذا المنتدى المبارك إعجاباً بالحوارات القائمة فيه والمحاورين الأجلاء الذين أعطاهم الله من العلم والحكمة والدهاء ما مكنهم من فرض مذهبهم وطريقتهم في الحوار وبيان الحق وكشف زيف الضلال، على كثير من المنتديات الإسلامية الأخرى التي قامت على طريقتهم واستقت أسلوبهم وسنتهم، فكان لهم جميعاً أعظم الأثر في عودة الوعي الإسلامي لكثير من الشباب.





فمعتقد الإخوة هنا سليم مع محاولتهم ربط الأحداث بما يتفق مع الشرع مع وجود بعض الحماسيات التي لها نصيب حقيقي من النقد والرد أو التأييد والأخذ ..


لا أريد من موضوعي أن أسفه رأياً ولا أن أقلل من شأن أي جهد يبذله صاحبه في خدمة قضايا الأمة ..
ولكنني قصدت أننا ذهبنا بعيداً في نقولاتنا من مجرد نقل الأخبار إلى المساهمة الفعالة في تحقيق أهداف لا تخدم أمتنا ...





الحق أن ما ينتقده علينا الأخ وعد الآخرة هو في الواقع ما ننتقده نحن عليه و على من هم على رأيه ففي مداخلته الأخيرة بدا لي أنه هو البعيد عن الواقع و هو الذي لا يفهم الأحداث فهو يريدنا أن نتبع فهمه مع أننا لا نسلم له أبدا بما يقول بل و أكثر من ذلك نرى أن هذا الفهم هو أحد أسباب تخلفنا و هو أحد أسباب إضاعتنا للفرص المرة تلو المرة فالواجب عندنا هو العمل على إزالته ..


بعد الثورة العربية الكبرى .. تم تقسيم الدول العربية المسلمة إلى 22 دولة وتم احتلال معظمها .. وتم تسليم فلسطين ؟!
بعد ثورة الضباط الأحرار ... تم التخلص من الشباب المؤمن الذي كان وقوداً للثورة وتسليم الحكم لنظام شيوعي ؟!
بعد تفجيرات الأبراج ... تم احتلال أفغانستان والعراق ؟!
وبعد سقوط طاغية مصر ... تم احتلال ليبيا وقيام الفوضى في كل من سوريا واليمن وبدأت البوادر في بعض دول الخليج وربما تمتد إلى كل الدول العربية ...





انت الان اخي وعد الآخرة اصبحت طارق منينة ولكن على الجهة الأخرى تماما!
انك تتكلم الآن سياسة مئة بالمئة فقد صلت لنا الأمور بطريقتك ولا مانع طبعا من الحوار معك او حول ماكتبت!



يا إخوتي لست هنا لأحرم الكلام في السياسة، ولست هنا لأفرض رأياً في شيء أدعي غموضه ولجاجة مياهه .




لو جرى كلامك على طريقة : نريد التقليل من المواضيع السياسية في المنتدى لاجل الكلام في التوحيد لكان لكلامك وجه صحيح، او قد يكون صحيح!


أخيراً أطلب من إدارة المنتدى الكريمة أن تتخذ إجراءً فورياً بعمل قسم خاص للمواضيع السياسية يتم بموجبه سحب جميع المشاركات السياسية من كافة الأقسام إليه ..
كما أطلب الحد من إغراق المنتدى بهذه المواضيع في مقابل المواضيع الأساسية التي تم إنشاء المنتدى من أجلها ..





ثم انك تتهم بهذا الكلام الثوار الموحدون والشعوب المرهقة الثائرة بحق وتقول لهم انتم وثوراتكم على باطل!


من هذا المنطلق كان حزني على إخوتي في هذا المنتدى الكريم والذي كما قلت لا أشك في إخلاصهم وصدقهم وعلمهم ...
ولكنني وجدتهم سائرون في صنعة لا نجيدها ... وفي علم لا نملك وسائله وأدواته ...




فمن يقرأ المناظرات القديمة يجد فرقا كبيرا بينها و بين ما يكتب الآن , و إني لا أنتقص من المحاورين الحاليين , لكني أرى أنه قد دخل هذ المجال من هو ليس من أهله .



وهذا النجاح هو من فضل الله عز وجل وحده وهو بسبب إخلاص النية لله عز وجل واستناداً إلى أن العقيدة الإسلامية هي العقيدة الصحيحة التي لا تقبل الشك أو المثال أو الند، فعندما نحاور ونبين حقيقة عقيدة التوحيد فنحن نملك الحقيقة المطلقة المضمونة الواضحة والصافية وبالتالي لا يوجد من يقيم حجة أمام حجتنا ولا من يثبت مذهباً أمام عقيدتنا ..





لكني اخطيء كغيري وهذا طبيعي


وأن لا نساهم بنفخ نار الفوضى والعشوائية - العفوية - أمام من يدرس ويخطط وينفذ ويمتلك كل مقومات القوة التي نفتقدها ...





وفيه جعلت الايجابية والفعل" الأصلي" في الثوار، وانهم هم من اراد وحرك الثورات وانتجها.



أننا في كل أفعالنا وإرادتنا المخلصة للتغيير لا ننطلق من أدوات ديننا ومنهج شريعتنا وأهداف رسالتنا ..
فنحن في ثوراتنا نعتمد على قوة أعدائناالإعلامية والاقتصادية والعسكرية والسياسية ليخلصونا من الظلم والطغاة ..




والثاني ان نثق بنصر الله ولا نأله العدو بأن نجعل مكرهم فوق مكر الله


أن الله عزوجل أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة سيراً على الأقدام وأخذ الاحتياطات اللازمة من تجهيز للإبل والاتفاق على من ينقل الطعام وترك علي رضي الله عنه ينام في فراشه والاتفاق مع دليل الطريق والاتفاق مع الراعي والأغنام التي ستمحو الأثر والاتفاق مع سراقة على السكوت مقابل المال والتمويه على المرأة عندما قال لها نحن من ماء ... كل هذه الأفعال المادية التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم ( وهو المعصوم من الناس ) ولم يكتف بالدعاء فقط والله سبحانه وتعالى قادر أن ينقله إلى المدينة بلمح البصر كما نقله يوم الإسراء والمعراج ...




ولكن اخي وعد الآخرة والذي يذهب بأن الثورات من صنع الغرب لم يقبل شيء مما في الثورة والثوار


ألا يكفينا لنعيد حساباتنا أن أول من هلل لسقوط الطاغية هم أعداء أمتنا ...
ألا يكفينا لنعيد حساباتنا أن من يقتل المسلمين دون رحمة أو شفقة وخلال مئة عام هو من يرسل طائراته لحماية المدنيين في ليبيا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
ألا يكفينا لنعيد حساباتنا أن مجلس الأمن الذي أشرف على قتل الفلسطينيين خلال ستين عاماً هو من يجتمع ويندد ويضغط للتدخل وحماية المدنيين في ليبيا وسوريا واليمن ؟!





وأختلف هنا مع أخي وعد الآخرة والذي لا اشك في غيرته على المنتدى وعلى الإسلام ولكن كلامه قد يُفهم ايضا على غير معناه فكاني به يدعو (وانا على يقين من انه لم يقصد) إلى فصل الدين عن السياسة وهذا فكر علماني إلحادي ما أنشأ هذا المنتدى إلا لمحاربة مثل هذه الأفكار..فالدين يشمل السياسة..



أخيراً أطلب من إدارة المنتدى الكريمة أن تتخذ إجراءً فورياً بعمل قسم خاص للمواضيع السياسية يتم بموجبه سحب جميع المشاركات السياسية من كافة الأقسام إليه ..


والله من وراء القصد
وهو الهادي إلى سواء السبيل

وعد الآخرة
11-26-2011, 11:26 PM
أتمنى على أستاذنا الفاضل الدكتور هشام عزمي - إن كان لديه الوقت -

أن يثري الموضوع ببعض النقولات عن علم النفس الجمعي وأساليبه

ورغم أنني أعلم أنه ليس من اختصاصه العلمي ولكنني أتوقع أنه بمقدوره أن يختار ما يناسب موضوعنا

أو أن يرشح - بحكم خبرته في المنتدى - أحد الأعضاء المختصين في هذا العلم ...

وجزاه الله خيراً

متروي
11-26-2011, 11:35 PM
حتى لا نشعب الموضوع كثيرا يقول الأخ

وبعد سقوط طاغية مصر ... تم احتلال ليبيا وقيام الفوضى في كل من سوريا واليمن وبدأت البوادر في بعض دول الخليج وربما تمتد إلى كل الدول العربية ...

فالأخ هنا وقع في مغالطات كبيرة جدا و نلاحظ ذلك في إستثناءه لتونس من الأحداث فهو لم يفعل ذلك سوى لأحد السببين أن ثورة تونس واضحة جدا أنها عفوية و بالتالي لم يدخلها في كلامه و هذا الإعتراف منه إن كان هو ما دفعه لذلك يجعل إستبعاد الدول العربية من التأثر بتونس لا معنى له إذ الشعوب العربية في الهوى سوا و إما أن يكون فعل ذلك لأنها نجحت و خرجت من عنق الزجاجة فهو محرج من ذكرها فكيف تتسبب أمريكا بالثورة التونسية ثم توصلها لمرحلة رائعة من الحرية ؟؟؟
أما قوله أن سقوط طاغية مصر هو سبب إحتلال ليبيا فكلام لا معنى له فهل طاغية مصر الذي لم يكن يحمي سيناء و فلسطين سيهتم لحماية ليبيا فهذا إذا ربط عجيب ؟؟؟
أما سوريا و اليمن فلا أظن الأخ يعتقد أنهما يعيشان في نعيم و سعادة حتى لا تتطلع شعوبهما للحرية التي يتنسمها إخوانهم أما القول أن ليبيا محتلة الآن فكلام غريب فلا أعرف كيف تكون ليبيا مثلا محتلة و بقية العرب الذين تحت الطغاة مستقلون فلا أعرف حقيقة معنى الإحتلال و الإستقلال عنده ؟؟؟؟

طارق منينة
11-27-2011, 01:04 AM
وبعد سقوط طاغية مصر ... تم احتلال ليبيا وقيام الفوضى في كل من
يااخي متروي الاخ يري ان ليبيا إحتُلت!
وان مايحدث في بلاد العرب هو فوضى!
هذا اهم ماجاء به مع الزعم انه يعتمد على سيرة النبي في استخلاص نتائجه

وبعد رحلة بحث وتأمل طويل في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
وصلت إلى نتيجة مفادها ..أننا في كل أفعالنا وإرادتنا المخلصة للتغيير لا ننطلق من أدوات ديننا ومنهج شريعتنا وأهداف رسالتنا ..
وبمعنى اخر انه يتهم الثوار بانهم ادوات سلبية في يد القوى العالمية الغربية!
هذه سياسة وعلم سياسة...فهل هذا توحيد ونصرة موحدين، وولاء وبراء... ودعوة توحيدية للاهتمام بها في منتدى توحيدي (من الطراز الفريد كما ازعم انا)
يقول اخونا في مقدمة الرابط

أكتب هذه الكلمات وقلبي يتقطع على الحال التي وصلنا إليها في هذا المنتدى الجميل ..
فأنا ممن دخلوا إلى هذا المنتدى المبارك إعجاباً بالحوارات القائمة فيه والمحاورين الأجلاء الذين أعطاهم الله من العلم والحكمة والدهاء ....
...فعندما نحاور ونبين حقيقة عقيدة التوحيد فنحن نملك الحقيقة المطلقة المضمونة الواضحة والصافية وبالتالي لا يوجد من يقيم حجة أمام حجتنا ولا من يثبت مذهباً أمام عقيدتنا ..
ولكن الذي حصل في هذا العام .. هو تحول غير منطقي ويكاد أن يكون قد فرض فرضاً من عدة مشتركين – جدد – ومن سار على نهجهم عاطفة من الأعضاء وبعض المحاورين القدامى، ألا وهو تحويل المنتدى إلى منتدى سياسي يفرض مواضيعه محاور جديد يملك من الوقت ما يخوله أن يحدد اتجاهات المنتدى ....دون أن نعي حقيقة الوضع السياسي القائم عالمياً بما فيه من الغموض والجهل ونقص المعرفة وعدم وضوح الرؤية ويدفعنا دفعاً نحو اتخاذ آراء وتوجهات سياسية لا ندري حقيقة صحتها وفائدتها للأمة ..
ثم يريد ان يدرسنا من خلال علم النفس الجمعي ولااعرف علم بهذا الاسم اللهم الا اذا كان يقصد علم النفس الاجتماعي (وهو علم مادي يرفض الدين والقيم الدينية والمبادئ الربانية)ثم ماله اخونا حفظه الله بعلوم الغرب الجمعية والجماعية الم يتكلم عن السيرة وانه استخلص منها

امور عجيبة مريبة
غفر الله لك

ابن عبد البر الصغير
11-27-2011, 01:38 AM
فليسمح لي الإخوة رعاهم الله بتعليق بسيط، وكلهم إخواني وأحبابي .

أن المنتقِدَ ما انتقَدَ إلا لمخافته للمُنتَقَدِ، بمعنى أن الأخ وعد لديه رؤية مختلفة للأحداث وربما لا يناصر الثورات ولا يرى جواز الخروج على مبارك وزين العابدين وأضرابهم، فتضايق من هذه المسألة رغم انها في قسم الحوار العام .

قوله أن الكلام في السياسة أتى على حساب توجه المنتدى، قول مجمل لا تحقيق فيه، فأمامه قسم الحوار عن الإسلام، وقسم الحوار عن المذاهب الإسلامية وقسم الحوار حول السنة، ما تغير شيء فيها، بل لازالت الحوارت العقدية قائمة والمواضيع الجديدة كثيرة.

أن المسائل السياسية من توجهات المنتدى ولا شك، وذلك لأن الإسلام أولا دين شامل، وقد يحدث مناقشة أمور في السياسة الشرعية كما في السياسة الوضعية، و هذه الأخيرة من أساسيات المذاهب الفكرية، ونقضها على أرض المنتدى هو نقض لتطبيقات هذه المذاهب في عالمنا العربي: كالعَلمانية والاشتراكية، والتغريب والاستعمار الثقافي.
فإغفال التطبيقات والاكتفاء بنقض الأفكار فقط سيُسقط المنتدى في أخطاء أكاديمية، فكلُّ مذهب فكري له تطبيقات وفهوم، فقد يقرأ قيادي عربي عَلماني كلام فيلسوف أوروبي عَلماني، فيخالفه في نقاط ويعدل أخرى ويضيف من مشكاته فيصوغ الكل برنامجا سياسيا واقتصاديا محددا مترجما سواء في ممارسات الحكومات أو الأحزاب أو الإعلام، فيكون منتدى التوحيد ينقض كلام الفيلسوف دولوز مثلا، ولكنه لا يغفل عن تطبيقات وإضافات الأحزاب العلمانية السياسية وهو الأهم.

لهذا كان لا بد من نقض الفكر في صياغته النظرية وفي اجتهاداته اللاحقة والمختلفة وفي تطبيقاته المعاصرة غربية كانت أم عربية.

والله من وراء القصد.

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
11-27-2011, 02:21 AM
والله يا إخواني الذي فهمته من الأخ هو جعل الوحيين الأصل في توجيه التحركات والسكنات والحركات والأفكار بدون خلط وبدون اختلاط فعلى ماذا تنقمون عليه ، فليراجع كلامه مرارا وتكرارا ، فقد خرجت من موضوعه بنتيجة مفادها حتى يكون الأمر كله لله وبالله وفي الله مع مخالفتي له في التطبيق والوسيلة بحكم الواقع والضرورة ...

طارق منينة
11-27-2011, 10:29 AM
الإسلام أولا دين شامل، وقد يحدث مناقشة أمور في السياسة الشرعية كما في السياسة الوضعية، و هذه الأخيرة من أساسيات المذاهب الفكرية، ونقضها على أرض المنتدى هو نقض لتطبيقات هذه المذاهب في عالمنا العربي: كالعَلمانية والاشتراكية، والتغريب والاستعمار الثقافي.
فإغفال التطبيقات والاكتفاء بنقض الأفكار فقط سيُسقط المنتدى في أخطاء أكاديمية، فكلُّ مذهب فكري له تطبيقات وفهوم، فقد يقرأ قيادي عربي عَلماني كلام فيلسوف أوروبي عَلماني، فيخالفه في نقاط ويعدل أخرى ويضيف من مشكاته فيصوغ الكل برنامجا سياسيا واقتصاديا محددا مترجما سواء في ممارسات الحكومات أو الأحزاب أو الإعلام، فيكون منتدى التوحيد ينقض كلام الفيلسوف دولوز مثلا، ولكنه لا يغفل عن تطبيقات وإضافات الأحزاب العلمانية السياسية وهو الأهم.
هكذا ينحتها اخونا ابن عبد البر، كلمات لامعة، من أجل الكلمات التي كتبت حتى الآن على الشبكة المعلوماتية،ذلك أن التسابق الآن في الاعلام انما هو بين فريقين اثنين لاثالث لهما، الا وهما فريق الاسلاميين، بمعنى النقاد من المسلمين، والعلمانيين، بمعنى الطابور البارز والخامس الذي يدفع كل ثانية الى شبكة الانترنت بآلاف الصفحات من افرازات العقول الغربية، وهذا الفريق الأخير استعد استعدادا تاما وبكل وسائل التقنية الحديثة لخوض معركة شرسة على كل المستويات، ومن المعلوم ان الاجيال القديمة من العلمانيين لم يعد لها وجود الا في الكتب وفي صدور الاجيال الجديدة، الشبابية المتعلمة من العلمانيين، وهؤلاء التلاميذ متترسين خلف الانتاج الفكري الغربي، وهم يحاولون توصيله الى بيوت المسلمين ، مجانا، وعن طريق كافة وسائل الاعلام، اما مفاجأة هؤلاء العلمانيين فهي تواجدهم في المجال السياسي بقوة غير معهودة، وبثقافة جديدة متقنة بصورة ما، وهؤلاء يشكلون اليوم احزاب جديدة، ويخوضون المعارك من ميدان التحرير ومن قبله من وسائل التواصل الاجتماعي، وهم مجموعات شبابية على درجة عالية من الثقافة.
وهؤلاء لهم تواصل كبير بالنوادي الثقافية والرياضية والفنية ولهم صلات عميقة برؤساء تحرير الصحف وكتاب السيناريوهات والروايات والمخرجين والصحفيين والفنانين، وهم من يدفع بالكتب الحديثة للمطابع والانترنت، ويدفع بالافلام المصرية الجديدة الى كل وسائل الدعاية المضادة، حتى انها تُعرض في مراكز السينما في كل مدينة غربية، وقريبا رأيت عرضا، او اعلانا لافلام مصرية في لاهاي وروتردام وغيرها، ومنها فيلم" رسائل البحر" للبنت الممثلة التي كانت تجلس مع عمرو حمزاوي في سيارتها وسرقا ليلا، الا تعرفونها، ومشاهدة هذه الافلام في مراكز السينما الغربية كبيرة، والاقبال عليها كبير!
فهذا الامتداد من بيوت المسلمين حتى مدن الغرب ، فيه، أوصل العلمانيون العرب رسالتهم وتأثيراتهم، وتشويهاتهم، ونحن هنا نتكلم عن التقليل مما طُلب التقليل منه!
والصحف الغربية تنقل عن هؤلاء احلامهم واعتراضاتهم على الاسلام والاخبار كل يوم في التلفزيون الغربي انما هي بكثرة عن الاخوان والسلفيين.
ان الأمر يتجاوز الحدود المفكر فيها، ويتخطى كل خطوط يمكن ملامستها ذلك ان الحرب هي حرب مكر الليل والنهار.

متعلم
11-27-2011, 07:13 PM
الحمد لله رب العالمين ..

== هذه المشكلة لا تخص منتدى التوحيد فقط ، فالمنتديات الإسلامية "الجدلية" جميعها فيها نفس المشكلة ، بل حتى منتديات النصارى والملاحدة فيها نفس المشكلة : غلبة الحديث على الأحوال السياسية المعاصرة.

== ما يحدث في المنتديات هو انعكاس لما يحدث في الواقع .. فالأحبة هنا مثلاً ، حتى لو منعناهم من الكتابة في "السياسة" في منتدانا المبارك أو غيره، هم في واقعهم مغمورون حتى الآذان في المشاكل السياسية المعاصرة .. لا يمكن أن أتصور أن يلتقي أحد هؤلاء الأحبة بأخيه ثم لا يتبادلا الآراء في آخر الأحداث .. هذا ممتنع الحصول إلا إذا أصبحنا جمادًا لا نحس ولا نشعر ولا نأبه بواقعنا.

== إذا استبان أن ما تراه في المنتديات ما هو إلا انعكاس للواقع الفعلي نقول : إذا منعت هذا الانعكاس على المنتديات فلن تستطيع منعه من الواقع ، دعك من أن المنتديات الإسلامية ساعتها ستبدو كأنها في أبراج عاجية ، أو كأن أفرادها جمادات لا تشعر، وأخبرني ساعتها عن مدى نفع هذا للدعوة.

ودعك أيضـًا من التناقض الذي سيحصل ساعتها ، فأنت صدعت أدمغة الناس بشمول الشريعة وواقعيتها، وبحلولها الناجعة، لكنك في المقابل عاجز عن تقديم "الحلول الشرعية" التي طنطنت بها ليل نهار ! .. تأمل هذا وأخبرني ساعتها عن مدى نفع هذا للدعوة، بل عن مدى صدقنا أمام أنفسنا وإيماننا بيننا وبين الله عز وجل !!

واستحضر هنا أن النبي عليه الصلاة والسلام ، قبل قيام الدولة الإسلامية في المدينة، ما كان يقتصر مجهوده على الدعاء والعبادات، وإنما كان يسعى عليه الصلاة والسلام لاكتساب أسباب دنيوية لا يمتلكها، ويقول: من يحميني لأبلغ رسالة ربي ؟!
نعم، كان هناك دعوة وتعليم وتربية .. لكن كان هناك أيضـًا بحث دءوب عن أسباب القوة الدنيوية دون تنازلات .. حتى قدر الله نصرة الأنصار سببـًا في تثبيت الدين .. فلله درهم رضي الله عنهم.
وكذا المطلوب منا الدعوة والتعليم والتربية .. ومطلوب أيضـًا البحث الدءوب عن أسباب القوة الدنيوية دون تنازلات .. وكيف يتسنى لنا هذا البحث إذا انعزلنا عن الواقع بالكلية ؟!

== القول بأن "اللعبة السياسية أكبر منا" .. لا أراها إلا تثبيطـًا عن الخير ، أو "علمانية" في ثوب سلفي !
فأما أنها تثبيط، فلو كان الصحابة رضي الله عنهم يفكرون هكذا، لما فتحوا البلاد ونشروا الدين، لأنهم لم يكونوا أصحاب حكم ولا إدارة بلاد، فلو قالوا: الفرس والروم أكبر منا، وكيف سندير بلدًا مهولة المساحة والسكان كمصر ... إلخ .. لو فكر الصحابة هكذا لقعدوا مع القاعدين !
وأما أنها "علمانية" مقنعة ، فكثير من المخلصين المحبين للدين، الذين يقولون شريعة الله شاملة للحياة كلها، يجهلون ما أنزل الله من الهدى في مجال السياسة ، فيحسبون ألا هدى لله فيه ، فإذا سمعوا شيخًا أو داعية يتكلم في "السياسة" حسبوا أنه يتكلم في غير "الدين"، وليس الأمر كذلك، وإنما يحاول الشيخ أو الداعية أن يضبط السياسة بالهدى الذي أنزله الله عز وجل.
وهذا كما أن الشيخ قد يتكلم عن معاملات تجارية، فيبين حكم الله فيها، فيعترض العلمانيون على هذا لأنهم يجهلون حدود ما أنزل الله في مجال الاقتصاد، فيقولون ما دخل الدين بهذا ؟! .. ولو أدركوا أن لله هدى في كل مجالات الحياة - حتى الخراءة - لما تساءلوا ما دخل الدين بكذا ؟!

== في المقابل ، فتح الباب للنقاش السياسي ، وإن كان مهمًا ، إلا أنه لا بد أن ينضبط بضوابط الشرع ، مثله في هذا مثل أي مجال آخر.
والحق أن أي تقصير في منتدى التوحيد في هذا الجانب، ولا معصوم ، يقابله تقصير أكبر في باقي المنتديات .. حتى أن بعضها أقل ما يوصف به هو "المهازل" !

وهذه المشكلة كانت موجودة أصلاً في نفس مجال الدعوة .. بل ما تميز منتدى التوحيد أو غيره إلا لأن هاتيك المنتديات حملت على عاتقها عدم فتح الباب لكل من هب ودب ليتكلم في دين الله بغير علم .. لا سيما والسائد بين العوام على الإنترنت أنك إذا كنت في موقف الذاب عن الدين فكل ما تقوله حق وصدق ولا ينبغي لأحد أن يعارضك بكلمة ! .. لا سيما إذا كنت "تهاجم" الخصم فالباب مفتوح أمامك للفتيا كما تشاء ! .. وما تميز هذا المنتدى أو ذاك عن باقي المنتديات إلا بحسب قربه أو بعده عن رفض هذا التيار الخاطئ السائد بين العوام.

والمقصود أن مشكلة فتح الباب للكلام بغير علم، كانت موجودة أصلاً قبل الثورة ، ولكن في مجالات الدعوة .. وقد استطاعت عدة منتديات - بفضل الله وحده - النجاح في هذا الباب إلى حد معقول وإن اختلفت درجاتها .

فلما انفتح الباب للسياسة، ظهرت نفس المشكلة : الكلام بغير علم .. لكن المشكلة هنا أكبر كمًا وكيفًا .. لأننا فوجئنا - عن نفسي على الأقل - بأن هناك "علمانية" مقنعة في ثوب إسلامي بل سلفي ! ..

لقد استبان لي أن كثيرًا ممن نعدهم إسلاميين ، هم في الحقيقة لا يرون أن لله هدى في السياسة وقضاياها .. وإن كان السبب الغالب في هذا هو جهلهم بهذا لا سوء النية .. لكن العجيب أنك إذا ناقشتهم عن رؤية شيخ من المشايخ لقضية في الواقع قالو: وما دخل الشيخ بالسياسة ؟! .. ولا أدري ما هو الفصل بين الدين والسياسة إن لم يكن ذاك !

ثم الغالب عليهم أيضـًا الجهل بالواقع والسياسة أصلاً ! .. فاجتمع فيهم الجهل بالدين أو على الأقل حدود ما أنزل الله في السياسة، مع الجهل بالواقع ومجالات السياسة .. وهذا هو السبب - والله أعلم - في حصول هذه "العلمانية/الإسلامية" العجيبة !

والمقصود أن كثيرًا من "الإسلاميين" ، دعك من العوام ، حسبوا الساحة كلأ مباحًا .. فزاد الكلام بغير علم، بل زاد التهجم على العلماء والمشايخ ، ونال كثير من "الإسلاميين" من مشايخهم وعلمائهم، يقول واحدهم: حقه أن آخذ منه الفقه وأن يتعلم مني السياسة !

اخلط هذا الحال ببعض العُجب بالرأي، وإحسان الظن بالنفس، ولا تسل بعدها عن المساخر التي تراها في المنتديات "الإسلامية" هنا وهناك !!

الطريف في الأمر أن "سياسيينا" الجدد ، كلهم على نظرية واحدة ! ..
كلهم يرى أن كل حدث هو "مؤامرة" .. و"كبرى" !
مؤامرة كبرى وراؤها أمريكا وإسرائيل !
وتتخيل من كلامهم أن أمريكا هي الرب وإسرائيل هي الإله !!
كل كلمة يتفوه بها خنزير من خنازير يهود في "الكنيف" هي واقع حتمًا لازمًا !
كل "شخبطة" من طفل أمريكي تؤثر في مقادير المسلمين رضينا أم كرهنا !
وفي المقابل لا نصيب لنا إلا "جلد الذات" .. بل قل : حرق الذات .. شنق الذات ..
فالمسلمون - عند سياسيينا الجدد - إما حمير أو مستحمرون !
ولا يخرج عن هذه "الحظيرة" شيخ ولا عالم ، ولا ذكي ولا عاقل !
بل هؤلاء - الشيوخ والعلماء والأذكياء - هم مقدمو هذه الحظيرة وأصحاب القرون الكبيرة فيها !
فأمريكا تخطط .. والشيوخ تنفذ ..
وإذا سألتهم : هل الشيوخ يحبون أمريكا وينفذون مخططاتها ؟!
يقولون إجابة واحدة لا تتغير: شيوخنا مخلصون ، لكنه مكر الأعداء !

وعبثـًا تحاول تذكيرهم بحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وأنه لا تزال طائفة على الحق ، بما يمنع أن تصير الأمة كلها كما يصورونها حميرًا أو مستحمرين .. ولكن تنفخ في رماد !

ولا أدري كيف ينجو المرء من العجب والكبر وهو يتهم فضلاء الأمة قاطبة بالغفلة والجهل والاستحمار ؟!

والمقصود أن غلق الباب غير ممكن، ولو أمكن ففيه ضرر محقق.
وفي المقابل: ينبغي تحجيم "سياسيينا" الجدد .. ونشر هدي الله الذي يحتاجه الناس في الأحداث المتلاحقة.

أمَة الرحمن
11-27-2011, 08:35 PM
الطريف في الأمر أن "سياسيينا" الجدد ، كلهم على نظرية واحدة ! ..
كلهم يرى أن كل حدث هو "مؤامرة" .. و"كبرى" !
مؤامرة كبرى وراؤها أمريكا وإسرائيل !
وتتخيل من كلامهم أن أمريكا هي الرب وإسرائيل هي الإله !!
كل كلمة يتفوه بها خنزير من خنازير يهود في "الكنيف" هي واقع حتمًا لازمًا !
كل "شخبطة" من طفل أمريكي تؤثر في مقادير المسلمين رضينا أم كرهنا !
وفي المقابل لا نصيب لنا إلا "جلد الذات" .. بل قل : حرق الذات .. شنق الذات ..
فالمسلمون - عند سياسيينا الجدد - إما حمير أو مستحمرون !
ولا يخرج عن هذه "الحظيرة" شيخ ولا عالم ، ولا ذكي ولا عاقل !
بل هؤلاء - الشيوخ والعلماء والأذكياء - هم مقدمو هذه الحظيرة وأصحاب القرون الكبيرة فيها !
فأمريكا تخطط .. والشيوخ تنفذ ..
وإذا سألتهم : هل الشيوخ يحبون أمريكا وينفذون مخططاتها ؟!
يقولون إجابة واحدة لا تتغير: شيوخنا مخلصون ، لكنه مكر الأعداء !

وعبثـًا تحاول تذكيرهم بحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وأنه لا تزال طائفة على الحق ، بما يمنع أن تصير الأمة كلها كما يصورونها حميرًا أو مستحمرين .. ولكن تنفخ في رماد !

ولا أدري كيف ينجو المرء من العجب والكبر وهو يتهم فضلاء الأمة قاطبة بالغفلة والجهل والاستحمار ؟!

لله درك يا أخي!!

أين كنت عنا طوال هذه المدة؟

طارق منينة
11-27-2011, 09:49 PM
كتبه اسمه " متعلم" عجبت من هذا!
والحق ان اسمه " مُعلم" فما قاله يعتبر مقالة فريدة يجب أن تُعرض في المجلات المهمة مثل المختار الإسلامي او مجلة منتدى التوحيد او اي مجلة من مجلات الدعوة بمعناها الواسع.
انها مقالة تدل على أن نخبة من الأمة استوى عودها ويمكن ان تفيد الأمة أيما افادة او فائدة!
يجب في الحقيقة أن يُفرد منتدى التوحيد لهذه المقالة للمتعلم بل للمُعلم مساحة للعرض تروح وتجيء على مدار الشهور فلو بقيت هنا لذهب مفعولها المفترض ان يبقى لأنها ليست من الزبد الذي يذهب جفاء انما هي مما ينفع الناس.
هذا والله الذي لا اله الا هو ليس مدحا للاخ متعلم فربما اقوم بنقده في موضوع آخر-ابتسامة
ولكنها مقالة حق وفيها من العلوم المختصرة التي لو شرحها صاحبها في كتيب او كتاب لانتفع بها جيل يتأهل لحمل الدعوة في المستقبل.
والله من وراء القصد
وهاهي مقالته ،مقالة الاخ متعلم مرة اخرى اعرضها

الحمد لله رب العالمين ..

== هذه المشكلة لا تخص منتدى التوحيد فقط ، فالمنتديات الإسلامية "الجدلية" جميعها فيها نفس المشكلة ، بل حتى منتديات النصارى والملاحدة فيها نفس المشكلة : غلبة الحديث على الأحوال السياسية المعاصرة.

== ما يحدث في المنتديات هو انعكاس لما يحدث في الواقع .. فالأحبة هنا مثلاً ، حتى لو منعناهم من الكتابة في "السياسة" في منتدانا المبارك أو غيره، هم في واقعهم مغمورون حتى الآذان في المشاكل السياسية المعاصرة .. لا يمكن أن أتصور أن يلتقي أحد هؤلاء الأحبة بأخيه ثم لا يتبادلا الآراء في آخر الأحداث .. هذا ممتنع الحصول إلا إذا أصبحنا جمادًا لا نحس ولا نشعر ولا نأبه بواقعنا.

== إذا استبان أن ما تراه في المنتديات ما هو إلا انعكاس للواقع الفعلي نقول : إذا منعت هذا الانعكاس على المنتديات فلن تستطيع منعه من الواقع ، دعك من أن المنتديات الإسلامية ساعتها ستبدو كأنها في أبراج عاجية ، أو كأن أفرادها جمادات لا تشعر، وأخبرني ساعتها عن مدى نفع هذا للدعوة.

ودعك أيضـًا من التناقض الذي سيحصل ساعتها ، فأنت صدعت أدمغة الناس بشمول الشريعة وواقعيتها، وبحلولها الناجعة، لكنك في المقابل عاجز عن تقديم "الحلول الشرعية" التي طنطنت بها ليل نهار ! .. تأمل هذا وأخبرني ساعتها عن مدى نفع هذا للدعوة، بل عن مدى صدقنا أمام أنفسنا وإيماننا بيننا وبين الله عز وجل !!

واستحضر هنا أن النبي عليه الصلاة والسلام ، قبل قيام الدولة الإسلامية في المدينة، ما كان يقتصر مجهوده على الدعاء والعبادات، وإنما كان يسعى عليه الصلاة والسلام لاكتساب أسباب دنيوية لا يمتلكها، ويقول: من يحميني لأبلغ رسالة ربي ؟!
نعم، كان هناك دعوة وتعليم وتربية .. لكن كان هناك أيضـًا بحث دءوب عن أسباب القوة الدنيوية دون تنازلات .. حتى قدر الله نصرة الأنصار سببـًا في تثبيت الدين .. فلله درهم رضي الله عنهم.
وكذا المطلوب منا الدعوة والتعليم والتربية .. ومطلوب أيضـًا البحث الدءوب عن أسباب القوة الدنيوية دون تنازلات .. وكيف يتسنى لنا هذا البحث إذا انعزلنا عن الواقع بالكلية ؟!

== القول بأن "اللعبة السياسية أكبر منا" .. لا أراها إلا تثبيطـًا عن الخير ، أو "علمانية" في ثوب سلفي !
فأما أنها تثبيط، فلو كان الصحابة رضي الله عنهم يفكرون هكذا، لما فتحوا البلاد ونشروا الدين، لأنهم لم يكونوا أصحاب حكم ولا إدارة بلاد، فلو قالوا: الفرس والروم أكبر منا، وكيف سندير بلدًا مهولة المساحة والسكان كمصر ... إلخ .. لو فكر الصحابة هكذا لقعدوا مع القاعدين !
وأما أنها "علمانية" مقنعة ، فكثير من المخلصين المحبين للدين، الذين يقولون شريعة الله شاملة للحياة كلها، يجهلون ما أنزل الله من الهدى في مجال السياسة ، فيحسبون ألا هدى لله فيه ، فإذا سمعوا شيخًا أو داعية يتكلم في "السياسة" حسبوا أنه يتكلم في غير "الدين"، وليس الأمر كذلك، وإنما يحاول الشيخ أو الداعية أن يضبط السياسة بالهدى الذي أنزله الله عز وجل.
وهذا كما أن الشيخ قد يتكلم عن معاملات تجارية، فيبين حكم الله فيها، فيعترض العلمانيون على هذا لأنهم يجهلون حدود ما أنزل الله في مجال الاقتصاد، فيقولون ما دخل الدين بهذا ؟! .. ولو أدركوا أن لله هدى في كل مجالات الحياة - حتى الخراءة - لما تساءلوا ما دخل الدين بكذا ؟!

== في المقابل ، فتح الباب للنقاش السياسي ، وإن كان مهمًا ، إلا أنه لا بد أن ينضبط بضوابط الشرع ، مثله في هذا مثل أي مجال آخر.
والحق أن أي تقصير في منتدى التوحيد في هذا الجانب، ولا معصوم ، يقابله تقصير أكبر في باقي المنتديات .. حتى أن بعضها أقل ما يوصف به هو "المهازل" !

وهذه المشكلة كانت موجودة أصلاً في نفس مجال الدعوة .. بل ما تميز منتدى التوحيد أو غيره إلا لأن هاتيك المنتديات حملت على عاتقها عدم فتح الباب لكل من هب ودب ليتكلم في دين الله بغير علم .. لا سيما والسائد بين العوام على الإنترنت أنك إذا كنت في موقف الذاب عن الدين فكل ما تقوله حق وصدق ولا ينبغي لأحد أن يعارضك بكلمة ! .. لا سيما إذا كنت "تهاجم" الخصم فالباب مفتوح أمامك للفتيا كما تشاء ! .. وما تميز هذا المنتدى أو ذاك عن باقي المنتديات إلا بحسب قربه أو بعده عن رفض هذا التيار الخاطئ السائد بين العوام.

والمقصود أن مشكلة فتح الباب للكلام بغير علم، كانت موجودة أصلاً قبل الثورة ، ولكن في مجالات الدعوة .. وقد استطاعت عدة منتديات - بفضل الله وحده - النجاح في هذا الباب إلى حد معقول وإن اختلفت درجاتها .

فلما انفتح الباب للسياسة، ظهرت نفس المشكلة : الكلام بغير علم .. لكن المشكلة هنا أكبر كمًا وكيفًا .. لأننا فوجئنا - عن نفسي على الأقل - بأن هناك "علمانية" مقنعة في ثوب إسلامي بل سلفي ! ..

لقد استبان لي أن كثيرًا ممن نعدهم إسلاميين ، هم في الحقيقة لا يرون أن لله هدى في السياسة وقضاياها .. وإن كان السبب الغالب في هذا هو جهلهم بهذا لا سوء النية .. لكن العجيب أنك إذا ناقشتهم عن رؤية شيخ من المشايخ لقضية في الواقع قالو: وما دخل الشيخ بالسياسة ؟! .. ولا أدري ما هو الفصل بين الدين والسياسة إن لم يكن ذاك !

ثم الغالب عليهم أيضـًا الجهل بالواقع والسياسة أصلاً ! .. فاجتمع فيهم الجهل بالدين أو على الأقل حدود ما أنزل الله في السياسة، مع الجهل بالواقع ومجالات السياسة .. وهذا هو السبب - والله أعلم - في حصول هذه "العلمانية/الإسلامية" العجيبة !

والمقصود أن كثيرًا من "الإسلاميين" ، دعك من العوام ، حسبوا الساحة كلأ مباحًا .. فزاد الكلام بغير علم، بل زاد التهجم على العلماء والمشايخ ، ونال كثير من "الإسلاميين" من مشايخهم وعلمائهم، يقول واحدهم: حقه أن آخذ منه الفقه وأن يتعلم مني السياسة !

اخلط هذا الحال ببعض العُجب بالرأي، وإحسان الظن بالنفس، ولا تسل بعدها عن المساخر التي تراها في المنتديات "الإسلامية" هنا وهناك !!

الطريف في الأمر أن "سياسيينا" الجدد ، كلهم على نظرية واحدة ! ..
كلهم يرى أن كل حدث هو "مؤامرة" .. و"كبرى" !
مؤامرة كبرى وراؤها أمريكا وإسرائيل !
وتتخيل من كلامهم أن أمريكا هي الرب وإسرائيل هي الإله !!
كل كلمة يتفوه بها خنزير من خنازير يهود في "الكنيف" هي واقع حتمًا لازمًا !
كل "شخبطة" من طفل أمريكي تؤثر في مقادير المسلمين رضينا أم كرهنا !
وفي المقابل لا نصيب لنا إلا "جلد الذات" .. بل قل : حرق الذات .. شنق الذات ..
فالمسلمون - عند سياسيينا الجدد - إما حمير أو مستحمرون !
ولا يخرج عن هذه "الحظيرة" شيخ ولا عالم ، ولا ذكي ولا عاقل !
بل هؤلاء - الشيوخ والعلماء والأذكياء - هم مقدمو هذه الحظيرة وأصحاب القرون الكبيرة فيها !
فأمريكا تخطط .. والشيوخ تنفذ ..
وإذا سألتهم : هل الشيوخ يحبون أمريكا وينفذون مخططاتها ؟!
يقولون إجابة واحدة لا تتغير: شيوخنا مخلصون ، لكنه مكر الأعداء !

وعبثـًا تحاول تذكيرهم بحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وأنه لا تزال طائفة على الحق ، بما يمنع أن تصير الأمة كلها كما يصورونها حميرًا أو مستحمرين .. ولكن تنفخ في رماد !

ولا أدري كيف ينجو المرء من العجب والكبر وهو يتهم فضلاء الأمة قاطبة بالغفلة والجهل والاستحمار ؟!

والمقصود أن غلق الباب غير ممكن، ولو أمكن ففيه ضرر محقق.
وفي المقابل: ينبغي تحجيم "سياسيينا" الجدد .. ونشر هدي الله الذي يحتاجه الناس في الأحداث المتلاحقة.
يجب ان يفخر منتدى التوحيد بان فيه هذا الرجل المُعلم " متعلم"!

وعد الآخرة
11-27-2011, 10:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أشكر كل الأخوة الذين انضموا إلى هذا الموضوع وهم ابن عبد البر، متعلم وأمة الرحمن على مداخلاتهم التي أثرت الحوار

وأشكر الأخوة الذين تابعوا إيضاح مداخلاتهم السابقة الأخوة متروي وطارق منينة

وفي انتظار مداخلات الأستاذ الفاضل الدكتور هشام عزمي عن الطلب الذي طلبته عن علم النفس الجمعي وأساليبه

أو الاعتذار عن ذلك إن لم يسعفه الوقت، مشكوراً

فإنني سأشير إلى بعض الأفكار التي وردت في المداخلات الجديدة ..


يااخي متروي الاخ يري ان ليبيا إحتُلت!
وان مايحدث في بلاد العرب هو فوضى!



كسر إشارات المرور وزجاج مدرسة للتعليق الإبتدائي
سرقة ونهب ممتلكات كل مؤسسة يتم الهجوم عليها.

إذا كان الوضع في المغرب حالة خاصة بالنسبة لباقي دول العالم العربي فالوضع في طنجة حالة خاصة في المدن المغربية. فقد تمت فوضى عشوائية وتخريبات فوضوية على الممتلكات الخاصة والعامة دون تمييز ومن طرف أطفال ومراهقين؛ لا مطالب لهم ولا معاناة عندهم سوى لعبة التخريب على أساس المفاخرة بين الأصحاب.
بعد العناصر تم تصويرها ويتم متابعتها لتلحق بجبل الوقواق ربما :):



أن المنتقِدَ ما انتقَدَ إلا لمخافته للمُنتَقَدِ، بمعنى أن الأخ وعد لديه رؤية مختلفة للأحداث وربما لا يناصر الثورات ولا يرى جواز الخروج على مبارك وزين العابدين وأضرابهم، فتضايق من هذه المسألة رغم انها في قسم الحوار العام .



فكلنا سعدنا وانبهرنا عند سقوط طاغية مصر ...




وهذا الفريق الأخير استعد استعدادا تاما وبكل وسائل التقنية الحديثة لخوض معركة شرسة على كل المستويات، ومن المعلوم ان الاجيال القديمة من العلمانيين لم يعد لها وجود الا في الكتب وفي صدور الاجيال الجديدة، الشبابية المتعلمة من العلمانيين، وهؤلاء التلاميذ متترسين خلف الانتاج الفكري الغربي، وهم يحاولون توصيله الى بيوت المسلمين ، مجانا، وعن طريق كافة وسائل الاعلام، اما مفاجأة هؤلاء العلمانيين فهي تواجدهم في المجال السياسي بقوة غير معهودة، وبثقافة جديدة متقنة بصورة ما، وهؤلاء يشكلون اليوم احزاب جديدة، ويخوضون المعارك من ميدان التحرير ومن قبله من وسائل التواصل الاجتماعي، وهم مجموعات شبابية على درجة عالية من الثقافة.
وهؤلاء لهم تواصل كبير بالنوادي الثقافية والرياضية والفنية ولهم صلات عميقة برؤساء تحرير الصحف وكتاب السيناريوهات والروايات والمخرجين والصحفيين والفنانين، وهم من يدفع بالكتب الحديثة للمطابع والانترنت، ويدفع بالافلام المصرية الجديدة الى كل وسائل الدعاية المضادة، حتى انها تُعرض في مراكز السينما في كل مدينة غربية، وقريبا رأيت عرضا، او اعلانا لافلام مصرية في لاهاي وروتردام وغيرها، ومنها فيلم" رسائل البحر" للبنت الممثلة التي كانت تجلس مع عمرو حمزاوي في سيارتها وسرقا ليلا، الا تعرفونها، ومشاهدة هذه الافلام في مراكز السينما الغربية كبيرة، والاقبال عليها كبير!


صدقوني يا إخوتي أن اللعبة أكبر من تصوراتنا ...
وأن الأدوات المستخدمة أكثر من توقعاتنا ...


== القول بأن "اللعبة السياسية أكبر منا" .. لا أراها إلا تثبيطـًا عن الخير ، أو "علمانية" في ثوب سلفي !





واستحضر هنا أن النبي عليه الصلاة والسلام ، قبل قيام الدولة الإسلامية في المدينة، ما كان يقتصر مجهوده على الدعاء والعبادات، وإنما كان يسعى عليه الصلاة والسلام لاكتساب أسباب دنيوية لا يمتلكها، ويقول: من يحميني لأبلغ رسالة ربي ؟!
نعم، كان هناك دعوة وتعليم وتربية .. لكن كان هناك أيضـًا بحث دءوب عن أسباب القوة الدنيوية دون تنازلات .. حتى قدر الله نصرة الأنصار سببـًا في تثبيت الدين .. فلله درهم رضي الله عنهم.


الآن فرنسا وبريطانيا وأمريكا أصحاب العدوان الثلاثي على مصر أصبحوا الحريصين على أهل مصر ...
الآن قطر صاحبة أول سفارة لإسرائيل وأكبر قاعدة عسكرية لأمريكا قصفت منها أفغانستان والعراق ولبنان وغزة أصبحت حريصة على دماء المسلمين في البلدان العربية ..



فأما أنها تثبيط، فلو كان الصحابة رضي الله عنهم يفكرون هكذا، لما فتحوا البلاد ونشروا الدين، لأنهم لم يكونوا أصحاب حكم ولا إدارة بلاد، فلو قالوا: الفرس والروم أكبر منا، وكيف سندير بلدًا مهولة المساحة والسكان كمصر ... إلخ .. لو فكر الصحابة هكذا لقعدوا مع القاعدين !


ويغيب عن أذهاننا أن الله عزوجل أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة سيراً على الأقدام وأخذ الاحتياطات اللازمة من تجهيز للإبل والاتفاق على من ينقل الطعام وترك علي رضي الله عنه ينام في فراشه والاتفاق مع دليل الطريق والاتفاق مع الراعي والأغنام التي ستمحو الأثر والاتفاق مع سراقة على السكوت مقابل المال والتمويه على المرأة عندما قال لها نحن من ماء ... كل هذه الأفعال المادية التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم ( وهو المعصوم من الناس ) ولم يكتف بالدعاء فقط والله سبحانه وتعالى قادر أن ينقله إلى المدينة بلمح البصر كما نقله يوم الإسراء والمعراج ... ولكن لماذا كل هذا العمل وهذه السياسة وهذه الطريقة في الهجرة ... هل لتمر علينا مرور الكرام وأن تبقى تدرس في الأثر ... ؟!





في المقابل ، فتح الباب للنقاش السياسي ، وإن كان مهمًا ، إلا أنه لا بد أن ينضبط بضوابط الشرع ، مثله في هذا مثل أي مجال آخر.


ولكن ما أطلبه هو التعقل والحكمة والموازنة، وأن نحافظ على هذا المنتدى بنقائه وصفائه فيما لا نختلف عليه ألا وهو عقيدة التوحيد وأن نجنبه أن يكون صورة طبق الأصل لأدوات إعلامية ثبت فسقها كحد أدنى، في مقابل التثبت الذي يتطلبه اتخاذ القرار في ديننا الإسلامي " فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ".




والمقصود أن غلق الباب غير ممكن، ولو أمكن ففيه ضرر محقق.
وفي المقابل: ينبغي تحجيم "سياسيينا" الجدد .. ونشر هدي الله الذي يحتاجه الناس في الأحداث المتلاحقة.


ولكن الذي حصل في هذا العام .. هو تحول غير منطقي ويكاد أن يكون قد فرض فرضاً من عدة مشتركين – جدد – ومن سار على نهجهم عاطفة من الأعضاء وبعض المحاورين القدامى، ألا وهو تحويل المنتدى إلى منتدى سياسي يفرض مواضيعه محاور جديد يملك من الوقت ما يخوله أن يحدد اتجاهات المنتدى من خلال مواضيع مثبتة ومشاركات جديدة تنهمر على المنتدى مع كل حدث سياسي في مشارق الأرض ومغاربها،

لله درك يا أخي!!

أين كنت عنا طوال هذه المدة؟



والحمد لله رب العالمين

مواطن
11-27-2011, 10:35 PM
الحمد لله رب العالمين ..

== هذه المشكلة لا تخص منتدى التوحيد فقط ، فالمنتديات الإسلامية "الجدلية" جميعها فيها نفس المشكلة ، بل حتى منتديات النصارى والملاحدة فيها نفس المشكلة : غلبة الحديث على الأحوال السياسية المعاصرة.

== ما يحدث في المنتديات هو انعكاس لما يحدث في الواقع .. فالأحبة هنا مثلاً ، حتى لو منعناهم من الكتابة في "السياسة" في منتدانا المبارك أو غيره، هم في واقعهم مغمورون حتى الآذان في المشاكل السياسية المعاصرة .. لا يمكن أن أتصور أن يلتقي أحد هؤلاء الأحبة بأخيه ثم لا يتبادلا الآراء في آخر الأحداث .. هذا ممتنع الحصول إلا إذا أصبحنا جمادًا لا نحس ولا نشعر ولا نأبه بواقعنا.

== إذا استبان أن ما تراه في المنتديات ما هو إلا انعكاس للواقع الفعلي نقول : إذا منعت هذا الانعكاس على المنتديات فلن تستطيع منعه من الواقع ، دعك من أن المنتديات الإسلامية ساعتها ستبدو كأنها في أبراج عاجية ، أو كأن أفرادها جمادات لا تشعر، وأخبرني ساعتها عن مدى نفع هذا للدعوة.

ودعك أيضـًا من التناقض الذي سيحصل ساعتها ، فأنت صدعت أدمغة الناس بشمول الشريعة وواقعيتها، وبحلولها الناجعة، لكنك في المقابل عاجز عن تقديم "الحلول الشرعية" التي طنطنت بها ليل نهار ! .. تأمل هذا وأخبرني ساعتها عن مدى نفع هذا للدعوة، بل عن مدى صدقنا أمام أنفسنا وإيماننا بيننا وبين الله عز وجل !!

واستحضر هنا أن النبي عليه الصلاة والسلام ، قبل قيام الدولة الإسلامية في المدينة، ما كان يقتصر مجهوده على الدعاء والعبادات، وإنما كان يسعى عليه الصلاة والسلام لاكتساب أسباب دنيوية لا يمتلكها، ويقول: من يحميني لأبلغ رسالة ربي ؟!
نعم، كان هناك دعوة وتعليم وتربية .. لكن كان هناك أيضـًا بحث دءوب عن أسباب القوة الدنيوية دون تنازلات .. حتى قدر الله نصرة الأنصار سببـًا في تثبيت الدين .. فلله درهم رضي الله عنهم.
وكذا المطلوب منا الدعوة والتعليم والتربية .. ومطلوب أيضـًا البحث الدءوب عن أسباب القوة الدنيوية دون تنازلات .. وكيف يتسنى لنا هذا البحث إذا انعزلنا عن الواقع بالكلية ؟!

== القول بأن "اللعبة السياسية أكبر منا" .. لا أراها إلا تثبيطـًا عن الخير ، أو "علمانية" في ثوب سلفي !
فأما أنها تثبيط، فلو كان الصحابة رضي الله عنهم يفكرون هكذا، لما فتحوا البلاد ونشروا الدين، لأنهم لم يكونوا أصحاب حكم ولا إدارة بلاد، فلو قالوا: الفرس والروم أكبر منا، وكيف سندير بلدًا مهولة المساحة والسكان كمصر ... إلخ .. لو فكر الصحابة هكذا لقعدوا مع القاعدين !
وأما أنها "علمانية" مقنعة ، فكثير من المخلصين المحبين للدين، الذين يقولون شريعة الله شاملة للحياة كلها، يجهلون ما أنزل الله من الهدى في مجال السياسة ، فيحسبون ألا هدى لله فيه ، فإذا سمعوا شيخًا أو داعية يتكلم في "السياسة" حسبوا أنه يتكلم في غير "الدين"، وليس الأمر كذلك، وإنما يحاول الشيخ أو الداعية أن يضبط السياسة بالهدى الذي أنزله الله عز وجل.
وهذا كما أن الشيخ قد يتكلم عن معاملات تجارية، فيبين حكم الله فيها، فيعترض العلمانيون على هذا لأنهم يجهلون حدود ما أنزل الله في مجال الاقتصاد، فيقولون ما دخل الدين بهذا ؟! .. ولو أدركوا أن لله هدى في كل مجالات الحياة - حتى الخراءة - لما تساءلوا ما دخل الدين بكذا ؟!

== في المقابل ، فتح الباب للنقاش السياسي ، وإن كان مهمًا ، إلا أنه لا بد أن ينضبط بضوابط الشرع ، مثله في هذا مثل أي مجال آخر.
والحق أن أي تقصير في منتدى التوحيد في هذا الجانب، ولا معصوم ، يقابله تقصير أكبر في باقي المنتديات .. حتى أن بعضها أقل ما يوصف به هو "المهازل" !

وهذه المشكلة كانت موجودة أصلاً في نفس مجال الدعوة .. بل ما تميز منتدى التوحيد أو غيره إلا لأن هاتيك المنتديات حملت على عاتقها عدم فتح الباب لكل من هب ودب ليتكلم في دين الله بغير علم .. لا سيما والسائد بين العوام على الإنترنت أنك إذا كنت في موقف الذاب عن الدين فكل ما تقوله حق وصدق ولا ينبغي لأحد أن يعارضك بكلمة ! .. لا سيما إذا كنت "تهاجم" الخصم فالباب مفتوح أمامك للفتيا كما تشاء ! .. وما تميز هذا المنتدى أو ذاك عن باقي المنتديات إلا بحسب قربه أو بعده عن رفض هذا التيار الخاطئ السائد بين العوام.

والمقصود أن مشكلة فتح الباب للكلام بغير علم، كانت موجودة أصلاً قبل الثورة ، ولكن في مجالات الدعوة .. وقد استطاعت عدة منتديات - بفضل الله وحده - النجاح في هذا الباب إلى حد معقول وإن اختلفت درجاتها .

فلما انفتح الباب للسياسة، ظهرت نفس المشكلة : الكلام بغير علم .. لكن المشكلة هنا أكبر كمًا وكيفًا .. لأننا فوجئنا - عن نفسي على الأقل - بأن هناك "علمانية" مقنعة في ثوب إسلامي بل سلفي ! ..

لقد استبان لي أن كثيرًا ممن نعدهم إسلاميين ، هم في الحقيقة لا يرون أن لله هدى في السياسة وقضاياها .. وإن كان السبب الغالب في هذا هو جهلهم بهذا لا سوء النية .. لكن العجيب أنك إذا ناقشتهم عن رؤية شيخ من المشايخ لقضية في الواقع قالو: وما دخل الشيخ بالسياسة ؟! .. ولا أدري ما هو الفصل بين الدين والسياسة إن لم يكن ذاك !

ثم الغالب عليهم أيضـًا الجهل بالواقع والسياسة أصلاً ! .. فاجتمع فيهم الجهل بالدين أو على الأقل حدود ما أنزل الله في السياسة، مع الجهل بالواقع ومجالات السياسة .. وهذا هو السبب - والله أعلم - في حصول هذه "العلمانية/الإسلامية" العجيبة !

والمقصود أن كثيرًا من "الإسلاميين" ، دعك من العوام ، حسبوا الساحة كلأ مباحًا .. فزاد الكلام بغير علم، بل زاد التهجم على العلماء والمشايخ ، ونال كثير من "الإسلاميين" من مشايخهم وعلمائهم، يقول واحدهم: حقه أن آخذ منه الفقه وأن يتعلم مني السياسة !

اخلط هذا الحال ببعض العُجب بالرأي، وإحسان الظن بالنفس، ولا تسل بعدها عن المساخر التي تراها في المنتديات "الإسلامية" هنا وهناك !!

الطريف في الأمر أن "سياسيينا" الجدد ، كلهم على نظرية واحدة ! ..
كلهم يرى أن كل حدث هو "مؤامرة" .. و"كبرى" !
مؤامرة كبرى وراؤها أمريكا وإسرائيل !
وتتخيل من كلامهم أن أمريكا هي الرب وإسرائيل هي الإله !!
كل كلمة يتفوه بها خنزير من خنازير يهود في "الكنيف" هي واقع حتمًا لازمًا !
كل "شخبطة" من طفل أمريكي تؤثر في مقادير المسلمين رضينا أم كرهنا !
وفي المقابل لا نصيب لنا إلا "جلد الذات" .. بل قل : حرق الذات .. شنق الذات ..
فالمسلمون - عند سياسيينا الجدد - إما حمير أو مستحمرون !
ولا يخرج عن هذه "الحظيرة" شيخ ولا عالم ، ولا ذكي ولا عاقل !
بل هؤلاء - الشيوخ والعلماء والأذكياء - هم مقدمو هذه الحظيرة وأصحاب القرون الكبيرة فيها !
فأمريكا تخطط .. والشيوخ تنفذ ..
وإذا سألتهم : هل الشيوخ يحبون أمريكا وينفذون مخططاتها ؟!
يقولون إجابة واحدة لا تتغير: شيوخنا مخلصون ، لكنه مكر الأعداء !

وعبثـًا تحاول تذكيرهم بحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وأنه لا تزال طائفة على الحق ، بما يمنع أن تصير الأمة كلها كما يصورونها حميرًا أو مستحمرين .. ولكن تنفخ في رماد !

ولا أدري كيف ينجو المرء من العجب والكبر وهو يتهم فضلاء الأمة قاطبة بالغفلة والجهل والاستحمار ؟!

والمقصود أن غلق الباب غير ممكن، ولو أمكن ففيه ضرر محقق.
وفي المقابل: ينبغي تحجيم "سياسيينا" الجدد .. ونشر هدي الله الذي يحتاجه الناس في الأحداث المتلاحقة.

زميل الفاضل
منذو متى رأيتنا نوصف من يخالفنا الرأي بهذا الوصف ؟
ما نطلبه هو عدم التسرع كي لا نقع في فخ ,, علينا ان نستفيد من دروس الاستعمارين الاوائل الذين قسموا بلاد العرب وبقي الدول وكيف خدعوا العرب
والمشكلة تكمن في اننا لو نرغب في شيء ,, نتمناه ان يتحقق في اسرع وقت
واذا ساعدنا احفاد المستعمرين في تحقيق هذا العرض ,, شطبنا مصطلح المؤامرة عنهم
دائما نرى على المدى القريب ونترك المدى البعيد
,,,,,,,,
هي مؤامرة بالفعل
الثوار لن ولن يستطيعوا موجهه النظام وجيشه والمزود باسلحته الثقيلة
ونحن لسنا في عصر السيوف كي يستطيع الثوار مواجهته ,, لا نخدع انفسنا اخي الفاضل
اعطيك مثال
سوريا ,, نظام الاسد يختلف عن نظام زين العابدين ومبارك
لقد تحدى المجتمع الدولي الذي نادى بالاصلاح او الرحيل
الا ان الاسد استمر في قمع الثوار وها هو يحاول ابادة المعارضيين
ولا امل للثوار ,, لن يقدروا على مواجهه النظام
الا في حال ان تدخل حلف الناتو او الحزب الجمهوري الامريكي القادم

ما اعني لماذا يصر الغرب على التدخل ؟
وما الهدف من هذا التدخل السريع ,, هل لسواد عيون الثوار ,, ام ماذا ؟
واين هو طوال تلك الفترات لماذا لم يتدخل ؟؟؟


ان كان المجتمع الدولي صادق في حديثه
فلماذا لم يتدخل في بقية الدول الدكتاتورية وفي اسرائيل ؟

تاكد بان الشعوب لم تتحرر بعد لطالما الهمينة الامريكية مستمرة في المنطقة
وما اخشاه هو ان الدول العربية سوف تنقسم
ولا تنسا بوجود ساسة الاقليات في امريكا التي تحتضنهم والله العالم ما هي نواياهم

طارق منينة
11-27-2011, 10:41 PM
لقد تحدى المجتمع الدولي الذي نادى بالاصلاح او الرحيل
الا ان الاسد استمر في قمع الثوار وها هو يحاول اباد المعارضيين
ولا امل للثوار ,, لن يقدروا على مواجهه النظام
الا في حال ان تدخل حلف الناتو او الحزب الجمهوري الامريكي القادم
يااخي مواطن:أين الله؟
كفانا تأليها للغرب والقوى العالمية

عبدالرحمن الحنبلي
11-27-2011, 10:51 PM
يااخي مواطن:أين الله؟
كفانا تأليها للغرب والقوى العالمية

لكن استاذ طارق لماذا لانقول ان الغرب اسباب خلقها الله لكي ينصر عباده ...اليس الله يقول في كتابه والخيل والبغال والحمير لتركبوها ...فمن باب اولى الناتو وامريكا لتركبوها (ابتسامه)

مواطن
11-27-2011, 11:00 PM
يااخي مواطن:أين الله؟
كفانا تأليها للغرب والقوى العالمية

الله عز وجل موجود
ما اعني
بان الانظمة مستهدفه سواء برضى الشعوب او لا

هذا ما كنت اعني تحديدا

وعلينا ان نوقف هذا الزحف اولا قبل اسقاط الانظمة

والمشكلة اننا لا نستطيع
حتى لوقلنا للعالم كله باننا مع النظام
الا ان امريكا بالذات سوف تخلق ذرائع كي تبرر اسقاط تلك الانظمة
لهذا السبب القضية خطيرة جدا
يجب ان يكون التركيز نحو امريكا قبل الانظمة


والله يحمي بلاد المسلمين

ابن عبد البر الصغير
11-27-2011, 11:23 PM
كلامك أخي الكريم مواطن غير دقيق .

لأنه سياسيا حينما تجري الرياح بما لا تشتهي سفن الغرب، تكون هناك صدمة ثم توقف ثم رد فعل .

بمعنى :

- الصدمة : حين تخرج الثورة لإسقاط حليف استراتيجي لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، ههنا يدندن الغرب بأن تلك أمور داخلية ونوصي بالتعامل الديمقراطي مع المتظاهرين وضبط النفس . - لأن الغرب يعطي عن نفسه انه الراعي الرسمي لحقوق الإنسان والداعي إلى الديمقراطية وأيضا لتجنب ضغوط الرأي العام الداخلي عنده - .

- التوقف : وهو مراقبة ما ستؤول إليه الأمور، اتصالات مكثفة مع الحليف.

- رد الفعل : مبني على مدى استمرارية الاحتجاجات، فإن بان لهم أن الحليف ساقط لا محالة هنا، وهنا فقط، يتم التخلي عنه ونصرة الثوار، حتى يتبوء الغرب مكانة عندهم، وفي ظنهم أنهم سيعيدون إنتاج حليف بعد هدوء الثورة .

وقل لي بربك من هو الأصلح لإسرائيل وأمريكا ؟ مبارك الذي كان لا يتورع عن تطبيق الأجندات ومحاصرة المسلمين وتجويعهم والعمل على إضعاف المقاومة الفلسطينة، أم اللعب بالنار مع الإسلاميين وإمكانية وصول أحدهم مما سيقلب السحر على الساحر ؟

وقل لي من هو الأصلح لفرنسا، هل هو زين العابدين الذي كان يطبق العلمانية الفرنكفونية بحذافيرها أم حزب النهضة الإسلامي المعادي لسياسة التغريب ؟؟

أما ليبيا فهي حالة خاصة، حينما تعلم الغرب من دروس تونس ومصر، فارتأى نصرة الثوار بالعتاد، لظنهم أنهم سيفتحون صفحة جديدة معهم، والثوار حينما رؤوا أنهم سيبادون عن بكرة أبيهم ارتأوا قبول العرض وكأنه "حلف فضول"، ومن نافلة القول إخبارك بأن الإمارات والسعودية وقطر والمغرب شاركوا عسكريا أيضا سواء بإرسال متخصصين بالاستراتيجيات الحربية أو من الجنود والعتاد.

طارق منينة
11-27-2011, 11:45 PM
اخي عبد الرحمن الحنبلي نعم الغرب اسباب خلقها الله لكي ينصر عباده
ولكن اخونا يقول لم ولن!
يقول

الثوار لن ولن يستطيعوا موجهه النظام وجيشه والمزود باسلحته الثقيلة
...ولا امل للثوار ,, لن يقدروا على مواجهه النظام
الا في حال ان تدخل حلف الناتو او الحزب الجمهوري الامريكي القادم
اي انه يجعل الاسباب الغربية موجبة مع ان الله هو موجب الاسباب كما قال شيخ الاسلام
وهو سبحانه الذي يجري المقتضى ويرفع الموانع او يضع الموانع
ومن المعلوم ان الامة فيها اسباب النصر وهاهي تنتصر وهاهي تهدم اساسات التواجد الغربي في بلاد العرب وهاهي تُرغم الغرب على مجموعة هائلة من التنازلات بل والتعامل مع الاسلاميين وغدا سيصل الاسلاميون ان شاء الله الى برلمانات الغرب بعد ان شن الغرب عليه حملات هائلة
فهناك اخي تدافع بالاسباب وانت تعلم ان قدر المراغمة الاسلامية في تدافع مع قدر الدفع الغربي وهناك وسط هذا الفريق وذاك وعود اذا حضر اوانها فان النصر يكون بأمر الله
ونحن نرى الامة تدفع وتنتصر والغرب يتراجع ويشعر بفقدان دول كانت راكعة لمصالحه وخاضعة له الا انه مضطر للتعامل مع الاسلاميين، وهنا يدخل الاسلاميون معركة جديدة في عالم السياسة ويدخل فيها مقابلات وعلاقات ومنازعة ومغالبة واخذ حقوق وغير ذلك فان قلت كما قال اخونا ان الثوار لم ولن يقدروا فانت تلغي بذلك فاعلية الاسباب من جانبها الذي هو للامة الوسط وتثبته للجانب الغربي وتغفل عن سنن الله وانه ينصر عبادة مهما بلغت قوة العدو فهو ينصرهم من حيث لايحتسبون

أمَة الرحمن
11-27-2011, 11:49 PM
والثوار حينما رؤوا أنهم سيبادون عن بكرة أبيهم ارتأوا قبول العرض وكأنه "حلف فضول"،

شكراً!

أخيراً يظهر أخٌ آخر يُحسن الظن بإخوانه في ليبيا و لا يُسارع بإتهامهم في دينهم و أخلاقهم (كما فعل البعض ممن لا يتقون الله في أقوالهم).

مواطن
11-27-2011, 11:51 PM
زميلي الفاضل ابن عبد البر

لو لم يتدخل الغرب واصر على حماية الانظمة
لرايت المجازر ترتكب بحق المعارضيين وينتنهي ملف الازمة في فترة بسيطة
مثل ما فعل صدام بالاكراد وغيرهم في السابق

,,,,
اقتباس
(( وقل لي بربك من هو الأصلح لإسرائيل وأمريكا ؟ مبارك الذي كان لا يتورع عن تطبيق الأجندات ومحاصرة المسلمين وتجويعهم والعمل على إضعاف المقاومة الفلسطينة، أم اللعب بالنار مع الإسلاميين وإمكانية وصول أحدهم مما سيقلب السحر على الساحر ؟ ))




لو تحقق هذا الغرض
هل يتجرأ اسلامي عسكري او رأيس مسلم ويسمح للمقاوميين الشباب الجدد دخول قطاع غزة ؟
ام فقط يفكر في اصلاح البلد ويترك الفلسطينيين يحاصرون ويقتلون


هل اغفلت اسرائيل عن تلك النقطة ؟





اقتباس
(( وقل لي من هو الأصلح لفرنسا، هل هو زين العابدين الذي كان يطبق العلمانية الفرنكفونية بحذافيرها أم حزب النهضة الإسلامي المعادي لسياسة التغريب ؟؟ ))


القضية سياسية اخي الفاضل

مجرّد إنسان
11-28-2011, 08:54 AM
كانت رحلةً ممتعة (ابتسامة) بين تعليقات الأخوة الأفاضل والأساتذة الكرام....وليسمح لي الأخوة الكرام أن أتطفّل على موائدهم بالتعليق التالي...

والمداخلة هنا إنما هي تعليق على كلام الأستاذ متعلم -جزاه الله خيراً-فيها النسج على المنوال...وشيءٌ من التعقيب

أولاً: للعلوم السياسية مفاهيم ومداخل وأزقة وشوارع (ابتسامة) تحتاج إلى "دربة" لفهم ماهيّتها وقواعدها، وهذا هو الذي لا يدركه بعض مشايخنا ممن نجلّهم ونحترمهم.

ثانيا: التنظير شيء...والتطبيق شيء آخر...وتنزيل النصوص على أرض الواقع شيء ثالث...وهنا مناط افتراق المواقف

ثالثاً: "النظرة السياسية" هي إمساك بالعديد من الخيوط في ذات الوقت...وتعتمد على فقه الموازنات والنظر إلى المقاصد بدرجةٍ كبيرة، ومثل هذه الأمور هي خاضعةٌ للاجتهاد أولاً -ومناط الاجتهاد قائم على الملَكَةَ العقلية والفكريّة للشيخ المجتهد- وثانياً: تعتمد على ملاحظة التغير شبه اليومي في الأمور التي تجري الموازنة فيها، متفقةً في ذلك مع حال أسهم البورصة في صعودها ونزولها، لذلك فالتقييم والمواقف تتباين من لحظةٍ إلى أخرى


رابعا: نظرية المؤامرة وما أدراك ما نظريّة المؤامرة!!!....علق في ذهني كلمة حقٍ سمعتها -قديماً-من الشيخ سلمان العودة وأراها صادقة إلى حد بعيد...

لقد قال: "اليهود لا يصنعون الحدث...لكنهم يجيدون استغلاله".

فقضيّة أن كل الثورات العربية هي من صناعة أمريكا...وأن الثوار هم ألعوبة من كيد اليهود...والمسألة برمّتها مؤامرة متعددة الفصول كمسلسل مكسيكي كثير الحلقات...هو قول من لا يفقه الواقع وينبهر بما عند الغرب...

لكن المسألة هو أن الأعداء يدرسون الواقع بدقة ...لحظةً بلحظة...ويستغلون الثغرات لتحقيق مآربهم...فإذا انتصرت الثورة في المرحلة (أ)...فإنهم يبحثون عن ثغرات لإجهاض الثورة في المرحلة (ب)...لذلك فكيدهم مستمر...والتدافع بين الحق والباطل سنة كونية...تحتاج إلى يقظة تماة من أهل الحق ودراسة حقيقية لأرض الواقع وإدراك سرّ هذه "اللعبة الكبيرة".


أخيراً: جزى الله خيراً الأستاذ طارق منينة....فما قدّمه ليس بالقليل...وأستحضر كذلك أسماء بعض من تخصصوا في فهم الواقه والمجال السياسي ومشروع "إخراج الأمة من أزمتها" وكل ما يريده الأخ وعد الآخرة

أتذكر اسم الأستاذ: عبدالعزيز مصطفى كامل...والأستاذ أحمد فهمي...والأستاذ محمد بن شاكر شريف..ولهم كتب ومقالات منشورة في مجلة البيان...ولا ننسى التنويه على التقرير الاستراتيجي الذي تصدره مجلة اليان كل سنه

http://albayan.co.uk/


وكل عام وأنتم طيبون (ابتسامه)

مجرّد إنسان
11-28-2011, 09:08 AM
وهذا مثالٌ نقرؤه للأستاذ محمد شاكر ويدلّ على حصافته ورجاحة عقاله:

لم تلومون الإسلاميين؟؟

عندما نجحت الثورة في هدم النظام البائد ولاح في الأفق إمكانية أن يكون للشعب دوره في إقامة النظام الأمثل الذي يريد، وسارعت كل الفصائل العلمانية والليبرالية لتستحوذ على المشهد كله أو ليكون لها دورها المؤثر فيه

بادر الإسلاميون في التعامل مع الحدث الذي يندر حدوثه مرة أخرى لو فاتهم الاستفادة منه، وكان لا بد من حملة لحث الإسلاميين المترددين على المشاركة والتفاعل مع الحدث، وبيان المميزات التي يمكن أن تتحقق من المشاركة والسيئات التي يمكن أن تزول بها.

وقامت في الوقت نفسه حملة مضادة من بعض الإسلاميين تبين خطأ هذا المسلك ومعارضته للأحكام الشرعية فضلا عن عدم إمكانية حدوث نتائج حقيقية له في الواقع، واعتبرت أن تصور إمكانية صياغة دستور إسلامي أو تحكيم الشريعة وإلغاء النظام القانوني السابق المخالف للشريعة من خلال تلك المشاركة نوعاً من الحلم الجميل واستسلاماً للأوهام انطلاقا من خلفية مفادها لا الخارج ولا الداخل سوف يسمحان بذلك:

أما الخارج فإن أعداءنا من اليهود والصليبيين-وهم أصحاب القوة والتأثير في العالم الآن- لن يسمحوا لنا بأن نعود إلى ديننا أو إسلامنا لحقدهم علينا أن هدانا الله للدين القويم ولخطورة ذلك أيضا على مصالحهم وسوف يحولون دون حدوث ذلك مهما كلفهم الأمر.

أما الداخل فأمامنا ثلاثة معوقات: إحداها أن النظام برمته لم يسقط وإنما الذي سقط هو رأس النظام، وكان إسقاطه هو خطة بين عناصر الخارج وعناصر الداخل للحفاظ على جسم النظام ريثما يؤتى له برأس مناسب،ومن ثم فإن فلسفة النظام وتوجهاته ما زالت تعمل عملها وتؤدي دورها، خاصة أن المجلس العسكري الذي يحكم البلاد الآن هو من بقايا نظام المخلوع، وليس أدل على ذلك من التشكيلة الوزارية وما يتبع ذلك من المحافظين ورؤساء الجامعات والقيادات الإعلامية، فالذي تغير من ذلك لم يكن سوى تغير الوجوه.

وكذلك ما يقوم به جسم النظام من المحاولات الظاهرة المتتالية للحد من أي تأثير لإمكانية للفوز الكاسح المتوقع للإسلاميين في الانتخابات المقبلة وتحجيمه، وذلك عن طريق عدد من التصرفات: كوضع الدستور قبل الانتخابات، أو المواد فوق الدستورية أو المبادئ الحاكمة للدستور أو المبادئ الحاكمة لاختيار الجمعية التأسيسية لوضع الدستور.

المعوق الثاني: جهل عامة الشعب حيث إنه لا يفقه أساس المشكلة بين الإسلاميين وبين النظام السائد، مما يسهل عملية التغرير به حتى يجعل في نهاية الأمر في مواجهة حادة مع الإسلاميين عن طريق الكذب وتشويه الصورة وتخويفهم من أن وصول الإسلاميين للحكم معناه تحزب الغرب ضدنا إضافة إلى التخويف منالحرمان من الشهوات بحيث يحال بين الإسلاميين وبين القاعدة الشعبية، مع أن ذلك نقاط قوة في صالح الإسلاميين فكون الغرب يرفض وصولهم للحكم يعني أنهم هم الأمناء على مصالح الأمة وأن الغرب لا يمكن أن يستميلهم إليه كما يستميل غيرهم ليكونوا أعوانا له لتحقيق مآربهحتى وإن كان ذلك مناقضا لمصلحة الأمة.

المعوق الثالث: الأقليات كالنصارى والعلمانيين والليبراليين وكرههم للتوجه الإسلامي وإمكانية تعاونهم مع العدو الخارجي وافتعال المشكلات للقضاء على أي إمكانية لمحاولة أسلمة الدولة.

وبعض ما تقدم من معوقات سواء الخارجية أو الداخلية لا شك عندي في صدقه وصوابه،وما أظنه غائبا عمن يدعو للمشاركة السياسية فهم ليسوا سذجاً أو من العوام، لكن ما الحل كيف نواجه ذلك الواقع؟ هل تتم المواجهة بإخلاء الميدان لتلك القوى كي تخطط وتدبر وتحتل المناصب وتمسك بزمام الأمور وتفعل ما تريد، حتى يجد الإسلاميون أنفسهم في النهاية مقهورين مضيق عليهم وعلى دعوتهم.

ثم أليس هذه المعوقات هي ما تعترض أصحاب الدعوات على مختلف العصور، ألم يكن مثل هذا ما اعترض الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأول، ألم تبين لنا النصوص الشرعية موقف اليهود والنصارى من المسلمين ألم يقل الله تبارك وتعالى: { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} وألم يقل: {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}، فما الجديد في الأمر؟

لقد كانت العلاقة بين العقائد المتناقضة منذ أن خلق الله الخلق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها مبنية دوما على التدافع والمغالبة، وليس التوافق والمسامحة قال الله تعالى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} ، وقال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} .

عندما أكرم الله تعالى البشرية ببعثة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم كانت هناك قوتان عظميان هما فارس والروم ولم يكن العرب-إذا قورنوا بهما-بجوارهم شيئا، ومع ذلك فقد جالدهم المسلمون رغم ميل ميزان القوى في جانب أعداء الإسلام بصورة لا تتصور-ولم يقولوا مثل ما يقول البعض منا اليوم لا طاقة لنا بهم-حتى أزالوا ملكهما إلى يوم القيامة.

ثم هذه المعوقات الداخلية هل يطالب الإسلاميون بالاستسلام لها؟ إن الاستسلام لها وعدم الشروع في تطويقها وإحباط دورها خاصة في تلك الأيام يعني أنه لن يمكن القيام بذلك فيما يستقبل من الأيام، وحينئذ نكون قد حكمنا على أنفسنا ورضيا بالبقاء في خانة المفعول وليس القيام بدور الفاعل، ونكون بذلك قد أعطينا بأنفسنا قيادنا لمن يسوق البلاد والعباد إلى التهلكة.

ولو قدر لهذه المعوقات أن يحبطها الله القوي العزيز كما أزال المخلوع الذي لم يكن أحد على الإطلاق يتصور إمكانية إزالته إلا من خلال انقلاب عسكري، عندها سيلوم الإسلاميون أنفسهم أشد اللوم ويندمون أشد الندم أنهم لم يستفيدوا من الفرصة التي هيأها الله لهم ولات حين ندم .

ثم يقال إن الإسلاميين إذا شاركوا في العملية السياسية من غير تنازل عن الأحكام الشرعية ثم قدر الله تعالى أن يتغلب العدو الخارجي والمعوقات الداخلية على جهدهم في هذا الأمر فلن يخسروا شيئاً ويكونوا بذلك قد أعذروا إلى ربهم، لكن ماذا يمكن أن يكون موقفهم إذا امتنعوا عن المشاركة تحسباً لتلك المعوقات ثم ظهر أن هذه المعوقات معوقات صورية (كخيال المقاتة) لا حقيقة لها بعد أن ضاعت مهم فرصة قد لا تعود، إن مخالفي الاتجاه الإسلامي لو أمسكوا بزمام الأمور فسيضعون من القوانين والأنظمة ما يعوق تأثير الإسلاميين في البلاد ربما لعشرات من السنين القادمة، فأقلوا اللوم رحمكم الله على المسلمين المشاركين الذين يقومون بعمل يحتسبونه من الجهاد في سبيل الله تعالى، وهم بعد ذلك عندهم فتاوى من أهل العلم بصواب ما يقدمون عليه، وإذا رأى المانعون عدم صواب هذا المسلك وأن تلك الفتاوى غير صائبة فإن أحدا لا يملك أن يمنعهم من ذلك والله حسيبهم فيما يقولون لكنهم لا تستطيعون أن ينفوا أن المسألة مسألة اجتهادية، ومسائل الاجتهاد لا تثريب على من اتقى الله فيها ما استطاع، واتبع قول من يثق في علمه ودينه وتقواه، فالمانع من المشاركة لا يستطيع أن يدعي وجود نص قاطع للعذر في تحريم المشاركة بغرض المغالبة وإلا فليخرجه، كما لا يستطيع أن يدعي وجود إجماع على تحريمالمشاركة بغرض المغالبة، فإذا لم يكن في المسألة نص ولا إجماع فليس من الكياسة أن يتعصب المانع لرأيه ليحمل الأمة على اختياره في مسألة يعلم أن فيمن يخالفه فيها من هو أكثر علماً وفقها وخبرة،وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وأزال من قلوبهم الشحناء .

انتهى كلامه

طارق منينة
11-28-2011, 09:15 AM
أولاً: للعلوم السياسية مفاهيم ومداخل وأزقة وشوارع (ابتسامة) تحتاج إلى "دربة" لفهم ماهيّتها وقواعدها، وهذا هو الذي لا يدركه بعض مشايخنا ممن نجلّهم ونحترمهم.

ثانيا: التنظير شيء...والتطبيق شيء آخر...وتنزيل النصوص على أرض الواقع شيء ثالث...وهنا مناط افتراق المواقف

ثالثاً: "النظرة السياسية" هي إمساك بالعديد من الخيوط في ذات الوقت...وتعتمد على فقه الموازنات والنظر إلى المقاصد بدرجةٍ كبيرة، ومثل هذه الأمور هي خاضعةٌ للاجتهاد أولاً -ومناط الاجتهاد قائم على الملَكَةَ العقلية والفكريّة للشيخ المجتهد- وثانياً: تعتمد على ملاحظة التغير شبه اليومي في الأمور التي تجري الموازنة فيها، متفقةً في ذلك مع حال أسهم البورصة في صعودها ونزولها، لذلك فالتقييم والمواقف تتباين من لحظةٍ إلى أخرى


رابعا: نظرية المؤامرة وما أدراك ما نظريّة المؤامرة!!!....علق في ذهني كلمة حقٍ سمعتها -قديماً-من الشيخ سلمان العودة وأراها صادقة إلى حد بعيد...

لقد قال: "اليهود لا يصنعون الحدث...لكنهم يجيدون استغلاله".

فقضيّة أن كل الثورات العربية هي من صناعة أمريكا...وأن الثوار هم ألعوبة من كيد اليهود...والمسألة برمّتها مؤامرة متعددة الفصول كمسلسل مكسيكي كثير الحلقات...هو قول من لا يفقه الواقع وينبهر بما عند الغرب...

لكن المسألة هو أن الأعداء يدرسون الواقع بدقة ...لحظةً بلحظة...ويستغلون الثغرات لتحقيق مآربهم...فإذا انتصرت الثورة في المرحلة (أ)...فإنهم يبحثون عن ثغرات لإجهاض الثورة في المرحلة (ب)...لذلك فكيدهم مستمر...والتدافع بين الحق والباطل سنة كونية...تحتاج إلى يقظة تماة من أهل الحق ودراسة حقيقية لأرض الواقع وإدراك سرّ هذه "اللعبة الكبيرة".
بارك الله فيك اخي مجرد انسان وجعلك علامة على التقدم بالامة الى الامام، فالأمة تحتاج لامثالكم، وكلامكم يؤكد تفسيري في صعود الأمة(في شخص نخبتها المثقفة-الاسلامية) للآفاق الرحبة بعلم وفهم فلله الحمد.
وجزاكم الله خيرا على هذا التوضيح العلمي الذي يمكن لكل منصف ان يستفيد منه، وانا عن نفسي استفدت منه ولاشك

مجرّد إنسان
11-28-2011, 09:23 AM
هذا من تواضعكم حفظكم الله أستاذي الكريم

عبدالرحمن الحنبلي
11-28-2011, 01:03 PM
لو لم يتدخل الغرب واصر على حماية الانظمة

يااخي اتق الله انت انسان مسلم ...عليك ان تقرا جيدا في مبحث القضاء والقدر ...وفاعلية الاسباب ..والتوكل على الله ....

الاسباب الامريكيه تدخلت في فيتنام ولم يكتب لها الله ان تنجح ....لو امريكا واوروبا والغرب والعالم كله اجتمع على اسقاط حاكم ما ..فلن يسقط الا اذا اراد الله له السقوط ...وانظر الى فيديل كاسترو رئيس كوبا ..ورئيس فنزويلا ..ورئيس كوريا الشماليه ...وايران ...كل هؤلاء طغاه ولم يرد الله لهم السقوط لحكمه ..فلاتجزم وتقول امريكا ان تدخلت فيسقط النظام حتما ...الحتميه هذه غير جائزه ....بل قل امريكا والغرب اسباب خلقها الله ولكن لن تؤثر الا اذا اراد الله لها ذلك ...وعلينا نحن المسلمين ان نأخذ بالاسباب مع عدم الاعتماد عليها

وعد الآخرة
11-29-2011, 07:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

لقد أسعدني كثيراً انضمام محاورين آخرين إلى النقاش وخصوصاً الأخ " مجرد إنسان "

مما سيساهم بإذن الله في إغناء النقاش والوصول إلى قناعات وأفكار أقرب إلى الصواب في هذا الموضوع

كما أشكر انضمام الأخ مواطن واستمرار الأخوة البرازيلي، طارق منينة، عبد الرحمن الحنبلي، ابن عبد البر وأمة الرحمن في إغناء الحوار بمداخلاتهم الجديدة والمزيد من الإيضاح لمداخلاتهم السابقة.

حقيقة كنت أنتظر مشاركة الأستاذ الفاضل الدكتور هشام عزمي ببعض النقولات عن علم النفس الجمعي وأساليبه، لما يمثله - الدكتور هشام - من موثوقية علمية في هذا المنتدى المبارك وليكون مصدراً محايداً في النقل، ولكن ألتمس له العذر، ربما لضيق الوقت أو لأسباب أخرى.

ونظراً لأهمية هذا العلم - حسب تقديري - في موضوعنا، فقد وجدت نقلاً بسيطاً مختصراً يساهم في توضيح بعض المفاهيم، وهذا النقل هو نقل مبسط للتوضيح فقط وليس له بالضرورة ارتباطاً كاملاً أو منقوصاً بعقيدتي وأفكاري.

ولم أقم بالنقل من قراءاتي الخاصة لكي يكون البحث موضوعياً، والمصدر مفتوحاً ومتاحاً للجميع في النقل والاستشهاد، وكما ذكرت نقلي لهذا الموضوع لا يعني أنني مقتنع بكل أو ببعض ماورد فيه ولكن هو علم له وجود قوي لدى الغرب، والكثير من العلماء والسياسيين والمفكرين ومراكز الأبحاث لديهم تعمل من خلاله، والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها التقطها.

ماهو علم النفس الجماعي؟ ( منقول )

المعروف أن علم النفس يهتم عادة بدراسة النفسية الفردية ومشاكلها في فترة الطفولة والمراهقة خصوصا. وعلم التحليل النفسي الذي أسسه فرويد قائم على استبطان الذات الفردية لا الجماعية من أجل تشخيص عقدها النفسية التي قد تكون ابتليت بها في طفولتها الأولى تمهيدا لتحليلها ثم لعلاجها إذا أمكن ذلك. ونحن نعلم مدى تعقيد مصطلحات علم النفس والتحليل النفسي ومدى تشعب مدارسه واتجاهاته وفروعه. ولكن يوجد هناك علم آخر يستخدم مصطلحات علم النفس بطريقة أخرى: إنه علم النفس الاجتماعي. وهو غير معروف كثيرا لدينا على الرغم من أنه أصبح أحد العلوم الإنسانية الأساسية: كعلم الاجتماع، وعلم النفس، وعلم الأنتربولوجيا (أي الإنسان)، وعلم الإتنولوجيا (أي الإناسة أو الشعوب)، وعلم الألسنيات، وعلم الاقتصاد السياسي، وعلم التاريخ، إلخ. وهذا العلم متطور جدا في الولايات المتحدة الأمريكية، وبخاصة بعد الحرب العالمية الثانية. والواقع أن مؤسسيه الأوائل هم الفرنسيون وغوستاف لوبون بالذات، ولكنهم أهملوه فيما بعد وتأخروا عن ركب البحث في هذا المجال كثيرا. وهدفه دراسة الصراع الناشب بين الفرد والمجتمع كمرحلة أولى، أي مدى انسجام الفرد اجتماعيا أو شذوذه عن خط المجتمع. ولكن العلم يتجاوز هذه المسألة فيما بعد لكي يدرس سلوك المجموعات في المجتمع وليس الأفراد فقط. نقصد الفئات الاجتماعية، أو الطبقات، أو الأقليات، أو الطوائف الدينية. سيكولوجية الجماهير .... الخ .

والواقع أن هناك تكاملا بين العلمين وليس تناقضا: فعلم النفس الفردي يكمله علم النفس الاجتماعي أو الجماعي. فمن الصعب، إن لم يكن من المستحيل، عزل السلوك الفردي عن الوسط الاجتماعي- الثقافي المحيط به. كما أنه من غير الدقيق أن نحرم الذات الفردية من نواياها الخاصة ومشاعرها الذاتية. فكلا الجانبين في حالة تداخل وتفاعل، أو صدام وتنافر.

ولكن الشيء المعروف والمتفق عليه أيضا من قبل كل علماء النفس- بمن فيهم فرويد- أن الفرد ما إن ينخرط في جمهور محدد حتى يتخذ سمات خاصة ما كانت موجودة فيه سابقا. أو قل إنها كانت موجودة ولكنه لم يكن يجرؤ على البوح بها أو التعبير عنها بمثل هذه الصراحة والقوة. لهذا السبب يمكن القول بأن علم النفس المطبق على الجماعات- أو على الجماهير- يختلف من حيث المنهج والنتائج عن علم النفس الفردي. وبالتالي فله خصوصيته المشروعة. ليس غريبا - والحالة هذه - أن يكون قد تشكل على هيئة علم متمايز يحتل أهمية كبيرة في ساحة العلوم الإنسانية الحديثة.

بالطبع فإن لعلم النفس الاجتماعي تاريخا طويلا، ويمكننا أن نعود به إلى أقدم الفلاسفة والعصور كأفلاطون وأرسطو مرورا بالمفكر العربي ابن خلدون الذي درس في القرن الرابع عشر مسألة انحطاط الدولة الإسلامية في إسبانيا. ومن المعروف أنه كان تلميذا لفلسفة أرسطو من خلال ابن رشد. وقد حاول استخلاص القوانين العامة التي تتحكم بتطور الجماعات البشرية وانحطاطها عن طريق أخذ العوامل الاقتصادية والنفسية (كمسألة العصبية) بعين الاعتبار. ولكن هذه التأملات تبقى بدائية وبعيدة جدا بطبيعة الحال عن مناهج علم النفس الاجتماعي الحديث ووسائله في العمل. ويمكن أن نذكر بالطبع كرواد بعيدين لهذا العلم أسماء العديد من الفلاسفة الأوروبيين الذين تتابعوا من عصر النهضة وحتى اليوم كهوبز (1588-1679)، وجان جاك روسو (1712-1778)، وفورييه (1792- 1837)، وأوغست كونت مؤسس علم الاجتماع (1798- 1857).

ولكن كان ينبغي أن ننتظر مجيء القرن العشرين لكي يتأسس علم النفس الاجتماعي على أسس علمية راسخة. وينبغي التفريق هنا قليلا بين علم النفس الاجتماعي وعلم النفس الجماعي، Psychologie sociale , Psychologie collective . فالثاني يمكن اعتباره فرعا من فروع الأول. ذلك أن علم النفس الاجتماعي يدرس، كما قلنا سابقا، العلاقة بين الفرد والمجتمع. ثم عمليات دمج الإنسان في المجتمع أو تحويله إلي كائن اجتماعي. إنه يقوم بالدراسة العلمية للفرد بصفته إنسانا متأثرا بأفراد آخرين وبالمجتمع ككل. وبالتالي فهو يدرس كل المشاكل المتعلقة بالتربية والتثاقف والوسط الاجتماعي الثقافي والتمرين الاجتماعي وتأثيره على الدائرة العاطفية والسلوكية للفرد. وفيها نجد مشاكل البلورة الاجتماعية - الثقافية للشخصية (شخصية الفرد) مع كل المفاهيم التي تتضمنها : كمفهوم الدور الذي يلعبه الفرد، ومكانته، ومعايير السلوك الطبيعية أو الشاذة ثم علاقات الأشخاص ببعضهم البعض مع كل عمليات التفاعل والتواصل.

ووسائل العمل التي يستخدمها علم النفس الاجتماعي هي: الركائز الخاصة بعلم المقاييس النفسية (دراسة درجة الذكاء مثلا)، والاستفتاء، والمقابلات، والتحريات الميدانية، والتجارب المخبرية . وفي حوالي عام (1940) كانت تتنازعه ثلاثة تيارات أساسية هي التيار السلوكي (behavioriste) أو التجريبي من حيث المنهج، التيار التحليلي النفسي (أو العيادي الطبي)، والتيار الثقافي المعتمد على علم الإناسة (الإتنولوجيا).

ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم كثرت الدراسات الميدانية والمخبرية في مجال علم النفس الاجتماعي واتخذت أهمية قصوى، نظرية وتطبيقية، في العالم الأنغلوساكسوني. ثم حاولت فرنسا مؤخرا اللحاق بالركب وتدارك ما فات من خلال بعض البحوث الموفقة التي جرت طيلة العشرين سنة الماضية في بعض مراكز البحوث. وتوزعت الاهتمامات بشكل أساسي على المحورين التاليين:

1. مجموعة البحوث المتمحورة حول مسألة تكوين الشخصية ودمجها في الوسط الاجتماعي. وقد استخدمت مكتسبات علم الإناسة والتحليل النفسي ونظريات التدرب أو التمرين. وهذه المدرسة وريثة عالمة الأنتربولوجيا الأمريكية مرغريت ميد (Margaret Mead) إلى حد كبير.

2. مجموعة بحوث متمحورة حول دراسة الخلافات والتمايزات الموجودة بين الشعوب والأجناس المختلفة. ومنها بحوث أوتو كلينبيرج الخاصة بدراسة الطبقات الاجتماعية والفئات العرقية والقومية. وقد ابتدأت هذه البحوث في الولايات المتحدة، وهي متواصلة في فرنسا حاليا في رحاب المدرسة التطبيقية للدراسات العليا. وأوتو كلينبيرج هو الذي كتب مقدمة الكتاب الذي ترجمناه هنا "سيكولوجية الجماهير". أو "نفسية الجماهير".

أما علم النفس الجماعي ( Psychologie collective) فهو ليس إلا الفرع الأخير من فروع علم النفس الاجتماعي، وكثيرا ما يدرس كآخر فصل من فصوله، وكأنه شيء مهمل أو ثانوي. ولكن يبدو من الصعب في عصرنا هذا إهمال مثل هذا العلم الخطير حيث نجد أن كل شيء يعبر عن نفسه بواسطة الكمية والعدد (كالاقتصاد، والدعاية، والإعلان، والأيديولوجيات السياسية أو الحزبية أو النقابية أو الدينية، ثم الاضطرابات الاجتماعية التي تقوم بها الجماهير والاضطرابات العمالية أو الطلابية، والثورات، إلخ...). كل هذه الظواهر تندرج تحت إطار علم النفس الجماعي، أو علم نفسية الجماهير وبالتالي فمن الصعب إهمالها أو استبعادها من ساحة الدراسة العلمي . نقول ذلك وخصوصا أن علم النفس الجماعي سابق من حيث المنشأ الزمني على علم النفس الاجتماعي، فهو قد نشأ في القرن التاسع عشر على يد بعض الباحثين الإيطاليين قبل أن يتبلور بشكل علمي على يد غوستاف لوبون. يضاف إلى ذلك أن علم النفس الجماعي أو الجماهيري كان أول من اهتم بمسألة هامة جدا : هي مسألة تلك الجاذبية الساحرة التي يمارسها بعض القادة أو الديكتاتوريين على الجماهير والشعوب. وعلم النفس الجماعي يفيدنا ويضيء عقولنا عندما يشرح لنا جذور تصرفاتنا العمياء والأسباب التي تدفعنا للإنخراط في جمهور ما والتحمس أشد الحماسة للزعيم، فلا نعي ما فعلناه إلا بعد أن نستفيق من الغيبوبة. وربما جعلنا ذلك أكثر حيطة وحذرا في "الإنبطاح" أمام زعيم جديد قد يظهر.

دور فرويد في تطوير علم نفسية الجماهير
قبل أن نتحدث عن دور غوستاف لوبون في هذا المجال، فإننا سنكرس فقرة قصيرة للدور الذي لعبه مؤسس التحليل النفسي: سيغموند فرويد . كنا قد ذكرنا سابقا بأن التحليل النفسي يهتم بتحليل الشخصية الفردية لا الجماعية. ليس غريبا والحالة هذه أن تكون الكتب التي خصصها فرويد لدراسة علم النفس الجماعي قد جاءت في المرحلة الأخيرة من حياته. ولهذا السبب اعتبرها تلامذته بمثابة اللاعلمية لأنها متأثرة بالشيخوخة والمرض. والواقع أنهم كانوا يأنفون من أن يهتم التحليل النفسي بشيء آخر غير الشخصية الفردية . من هنا إهمالهم لأعمال فرويد الأخيرة أو تغاضيهم عنها وكأنها تحرجهم أو تسيء إلى سمعة الأعمال الأولى الموصوفة وحدها بالعلمية والجدية، ولكن التاريخ أثبت صحة نبوءات فرويد وتحليلاته المتضمنة في هذه الكتب أكثر مما نتوقع. ففرويد الذي شهد الحرب العالمية الأولى وتصاعد الحملات المضادة للسامية في أوروبا الغربية واضطرته الأحداث فيما بعد للهجرة إلى إنكلترا ما كان بإمكانه إلا أن يطرح بعض التساؤلات على ظاهرة الجماهير وكيف تتحرك وتهتاج وتلعب دورا كبيرا في حركة التاريخ. فقد كانت جماهير النازية والفاشية أمامه في طور التحضير والتهيئة. ومن أهم كتبه في هذا المجال "علم النفس الجماعي وتحليل الأنا" و "مستقبل وهم".

وفيهما يبين فرويد أوجه التشابه بين بعض الطقوس الشعائرية والممارسات الهوسية، ويوضح مدى الأهمية والضخامة التي يمكن أن تتخذها أوهام الفكر السحري أو العقائد اللاعقلانية. وأما كتاباه الآخران اللذان صدرا فيما بعد فيشكلان استمرارية لما سبق ومدا للتحليلات السابقة لكي تشمل المؤسسات الاجتماعية والسياسية أيضا. وهما "توعك في الحضارة" و "موسى والديانة التوحيدية".

والواقع أن علم النفس الجماعي بالنسبة لفرويد ليس إلا نقلا لمصطلحات التحليل النفسي وتطبيقها على العلم المذكور مع إجراء بعض التعديلات عليها بالطبع لكي تتناسب مع الجماعة أو الجمهور. ففرويد يرى أن لب المشكلة يكمن في الأعماق في كلتا الجهتين: جهة الفرد وجهة الجماعة. وعندما يقول في الأعماق فإنه يقصد اللاوعي بالطبع. هذا على الرغم من أنه يرفض فكرة اللاوعي الجماعي التي يستخدمها كل من يونغ وغوستاف لوبون. فالتحليل النفسي الذي أسسه هو وحده العلمي وليس ذلك الذي أسسه يونغ. وبالتالي فنفس المفاهيم والآليات التي وجدها في اللاوعي الفردي سوف يطبقها على اللاوعي الخاص بالجماعة. وهكذا نجد مصطلح الليبيدو، أي الطاقة الشبقية الحيوية التي تتمثل فيها غريزة الحياة، في صلب الموضوع. وكذلك الغرائز الجنسية والعدوانية، ومفهوم الأنا والأنا العليا، إلخ...

ويرى روبير ماندرو، أحد رواد علم النفس التاريخي أو تاريخ العقليات في فرنسا، أن فرويد كان يريد اكتشاف المنهجية التي تمكنه من "ردم الهوة التي تفصل علم النفس الفردي عن علم النفس الجماعي ". ولكن بعض الأتباع الذين جاؤوا على أثره حاولوا دراسة الجماهير والشعوب على هواهم: أي عن طريق المبالغة في استخدام مصطلحات التسميم (تسميم النفوس عن طريق الإشاعات)، والتلاعب بالناس، ووسائل الدعاية. ويرى ماندرو ضرورة الحذر والأناة فيما يخص هذه النقطة ويذكرنا بالبدهية التالية: إن النفسية الجماعية لفئة ما ليست هي مجموع النفسيات الفردية لأعضائها. كما أن الجماعة ليست محصلة لمجموع الأفراد. وهذا يشبه ما يقوله لوبون عن اختلاف الفرد المعزول أو الواحد، عن الجمهور. فما أن ينخرط الفرد في الجمهور حتى يتغير وينصهر.

وبالتالي فإن مناهج التحليل النفسي الخاصة بالأفراد لا يمكن نقلها إلى ساحة الجماعات وتطبيقها عليها إلا في حدود ضيقة جدا، وبعد التعديل الكثير. ولكن الرأي العام الشائع يطبق هذه الأشياء على طريقة الأحكام المسبقة كما هو معلوم. وهي أحكام عنصرية في جوهرها لأنها تقول مثلا بأن المسلم متعصب لأنه مسلم، أو أن العربي متخلف بجوهره وعاجز عن صنع الحضارة لمجرد أنه عربي (وهي أحكام عنصرية منتشرة جدا في أوساط اليمين المتطرف الأوروبي منذ القرن التاسع عشر وحتى اليوم. انظر بعض تصريحات جان ماري لوبان زعيم اليمين المتطرف في فرنسا مثلا ).

وهنا يمكن أن نفتح قوسا ونقول بأن تركيز غوستاف لوبون على مسألة العرق وأنه هو العامل الحاسم في تحديد سلوك الشعوب والأفراد قد أصبح باليا ومدحوضا من الناحية العلمية. و لا يمكن فهم مثل هذا الإلحاح على مسألة العرق إلا إذا موضعناها ضمن سياقها التاريخي في القرن التاسع عشر حيث ازدهرت النظريات العنصرية وتطورت جدا وارتبطت بالفلسفة الوضعية أو بصيغة مبتذلة من صيغ الوضعية والعلموية لا العلمية (scientisme) فحتى فرويد نفسه لم ينج منها لأنها كانت تشكل الأيديولوجيا المنبثة لعصر بأكمله، فهو يكتب مثلا: "كل فرد ينتمي إلى عدة أرواح جماعية : روح عرقه، وروح طبقته، وروح طائفته…".

مهما يكن من أمر، فإنه من المباح استخدام مناهج علم النفس والتحليل النفسي في دراسة الجماهير بشرط التروي في ذلك وعدم التهور. وبشرط عدم استخدامها لترسيخ الأحكام العنصرية كما يفعل لوبون أحيانا. فالجماهير هي الجماهير أينما كانت، ولا معنى للتفريق بين جمهور لاتيني وجمهور أنغلوساكسوني وجمهور إسلامي أو عربي، إلخ... فإذا ما وجدت في ظروف تاريخية معينة انفجرت الجماهير ودمرت، أو أفادت وضحت بنفسها بكل سخاء وكرم من أجل القضايا الكبرى. ويمكننا إذا ما استخدمنا مصطلحات التحليل النفسي بذكاء واعتدال أن نفسر الظواهر الخاصة بالجماهير كظاهرة "العدوى" أو "التحريض" مثلا . وهذا ما فعله المؤرخ الفرنسي الكبير جورج لوفيفر في دراساته عن الثورة الفرنسية. فقد استخدمها واستفاد من بحوث لوبون بشكل إيجابي ومعقول من أجل فهم ظاهرة الجماهير الثورية (انظر كتابه: دراسات حول الثورة الفرنسية، عام 1954، المطبوعات الجامعية الفرنسية).


علم الجماهير بين الأيديولوجيات الدينية والأيديولوجيات السياسية
في الماضي كان الدين، أو بالأحرى كانت الأيديولوجيا الدينية هي التي تهيج الجماهير وتجيشها لكي تنخرط في الحركات الكبرى (كالحروب الصليبية مثلا، أو كالدعاية العباسية التي قلبت الدولة الأموية، إلخ...). ولكن بعد أن تعلمنت أوروبا في العصور الحديثة حلت الأيديولوجيات السياسية محل الأيديولوجيات الدينية في القيام بهذه المهمة. وأصبحت الأحزاب السياسية والنقابات العمالية هي التي تعبئ الجماهير وتجعلها تنزل إلى الشارع. وبدلا من حروب الأديان السابقة بين البروتستانت والكاثوليك، حلت الحروب العلمانية بين الأحزاب الاشتراكية والأحزاب الليبرالية. يقول الباحث ب. أديلمان بهذا الصدد ما يلي : "لقد حلت السياسة محل الدين، ولكنها استعارت منه نفس الخصائص النفسية. بمعنى آخر أصبحت السياسة دينا معلمنا، وكما في الدين فقد أصبح البشر عبيدا لتصوراتهم الخاصة بالذات". ولكننا شهدنا في السنوات الأخيرة تجييشا كبيرا للجماهير بواسطة الدين أو بالأحرى الأيديولوجيات الدينية في البلدان غير الأوروبية وغير المعلمنة. ولم يكن علم الجماهير قد اهتم حتى ذلك التاريخ إلا بالحركات الاجتماعية بشكل عام (كالفتنة، والهياج الشعبي، والإضرابات والتنظيمات النقابية والعمالية). هذا بالإضافة إلى اهتمامه بالحروب الصليبية التي جرت في الماضي.

ولكن بدءا من عصرنا الحاضر- وفي العشرين سنة الأخيرة بشكل خاص - راح بعض الباحثين يهتمون بظاهرة جديدة هي الجماهير السياسية المؤطرة. وعلى أثر أعمال غوستاف لوبون وفرويد وتارد ظهر باحثون جدد اهتموا بدراسة الظاهرة من أمثال عالم الاجتماع الفرنسي المعروف جان بودريار وكتابه "في ظل الأغلبيات الصامتة"، ثم بول أديلمان المذكور آنفا و "إنسان الجماهير"، ثم سيرج موسكوفتشي و "عصر الجماهير".

وكل هؤلاء الباحثين يطرحون، وإن بأساليب مختلفة، سؤالا واحدا يتعلق بمسألة هذه الظاهرة الجديدة التي تدعى : الجماهير. ثم يتساءلون عن مسألة صعودها القوي على مسرح التاريخ المعاصر. كما أن القادة المحركين للجماهير من أمثال: هتلر، موسوليني، ستالين، ماوتسي تونغ، غاندي، قد أصبحوا موضع تساؤل (بغض النظر عن حكم القيمة الإيجابي الذي يمكن أن نطلقه على هذا الأخير تمييزا له عن البقية، فهو على طرفي نقيض من هتلر مثلا. فالمسألة تخص القدرة على التجييش وحجم هذا التجييش أساسا).

والسؤال الذي يطرحه علم الجماهير، أو علم النفس الجماعي، هو التالي: كيف أمكن لهؤلاء القادة أن يجيشوا الجماهير بمثل هذا الحجم ؟

بالطبع لم يعد الباحثون اليوم يهدفون من وراء القيام بهذه البحوث إلى اكتشاف طريقة لمعرفة كيفية السيطرة على الجماهير والتحكم بها كما كان يفعل غوستاف لوبون، وإنما يهدفون بالدرجة الأولى إلى دراسة الشروط التي تجعل انبثاق ظاهرة الجماهير ممكنة في هذا البلد أو ذاك، في هذا الظرف الزمني المحدد أو ذاك والتي قد تؤدي إلى توليد أشكال من الحكم ديمقراطية، أو أشكال أخرى ديكتاتورية واستبدادية.




المصدر: http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=0d157cd20418d23b





والله من وراء القصد

وهو الهادي إلى سواء السبيل

طارق منينة
11-29-2011, 12:35 PM
سؤال للاستدراك لا استدراج-ابتسامة
ماصلة هذا بموضوعنا اخي وعد الآخرة.
وللفت النظر فعلم النفس الاجتماعي يُرجع " وعد الآخرة" عند الجماهير المستجاشة الى امور دنيوية ونفسية وجماهيرية وعناصر مادية اخرى.مع العلم ان كثير من العلمانيين العرب استخدم هذا العلم ليتهم السلفيين والاخوان او الخطاب الاسلامي المعاصر على انه تيار يعيش في الخيال الديني او المخيال الديني ويقتات من الاسطورة والخرافة ويجيش الناس لاجل مصالحه الخاصة التي تعمل على تأخير المجتمعات على اللحاق بالعالم واذا اردت نصوصا فاني اعدك بعشر نصوص كاملة او اكتفي بواحدة!، وان اردت المزيد اتيتك به.
الحديث.
وعلى كل ماذا تريد ان تخبرنا من خلال هذا العلم؟

ابن عبد البر الصغير
11-29-2011, 07:59 PM
سيدي الفاضل علم الإجتماع بمختلف فروعه أحد تخصصاتي الأكاديمية، ومن ضمنه علم النفس الاجتماعي، ومطلع على أكثر دراساته، وأبرز رواده وما كُتبَ فيه .

والأخ الفاضل يريد من خلال نقولات لا علاقة لها بنظرته، أن يقول بأن الثورات مخطط لها من طرف علماء النفس الاجتماعي الغربييين .

ودعني أطمئنه بأنه في علم الاجتماع يستحيل التحكم بالثورة بله إخراجها، فعلم الاجتماع ومنه علم النفس الاجتماعي يهتم بدراسة سيكولوجية الجماهير في مختلف حقباتها وأطوارها، من أجل فهمها ودراستها والعمل على تفادي المشاكل الناجمة عنها، وإيجاد حلول لتفادي الظواهر المنحرفة فيها، ولا يستطيع أكبر شنب في علم النفس الاجتماعي أن يدَّعي انه بإمكانه التحكم بالجماهير وإسقاط فلان وعلان وكأن البشر يشتغلون بجهاز تحكم عن بعد.

وهذا ما يغالي فيه بعض أصحاب النظريات الماسونية، في نظرية المؤامرة، والحق وسط بين المغالين فيها والمنكرين لها.

وكأنك تقول الآن في زعمك أخي وعد الآخرة بأن علم الأرصاد الفلكية هو من حرّك كوكب المشتري في الفلك البعيد .!!!!

فالعلم الراصد أخي لا يتحكم بشيء.

مواطن
11-29-2011, 08:27 PM
استاذي الفاضل ابن عبدالبر
اشكرك جزيل الشكر ,, لاني خذت الزبدة من مشاركتك القيمة

اضافة الى ما تفضلت به
من خلال ذلك العلم ايضا يمكن الكشف عن نقطة الضعف ,,,


,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وعد الاخرة ,,, ما ذكرته غاية في الروعة وفي الاهمية

شكرا لك

أمَة الرحمن
11-29-2011, 09:00 PM
ولا يستطيع أكبر شنب في علم النفس الاجتماعي أن يدَّعي انه بإمكانه التحكم بالجماهير وإسقاط فلان وعلان وكأن البشر يشتغلون بجهاز تحكم عن بعد.

من يتصوّر أن الجماهير العربية المسلمة ليست أكثر من نِعاج تُساق للذبح دون أن تملك من أمرها شيئاً، لا يصعب عليه تصوّرها كآلاتٍ يحركها أعدائنا "الخارقون " كيفما يشاؤون.

المهم أن ينفي عنها صفة العقل و الإرادة و العمل، و يثبت لأعدائنا صفاتاً شبه الهية (ربما لم يحلم الشيطان نفسه بامتلاكها).

أمَة الرحمن
11-29-2011, 09:02 PM
استاذي الفاضل ابن عبدالبر
اشكرك جزيل الشكر ,, لاني خذت الزبدة من مشاركتك القيمة

اضافة الى ما تفضلت به
من خلال ذلك العلم ايضا يمكن الكشف عن نقطة الضعف ,,,

مشاركة الأخ ابن عبد البر مناقضة لمشاركة الأخ وعد الآخرة يا أخ مواطن :confused: ........

مستفيد..
11-29-2011, 09:34 PM
إحقاقا للحق هو بالفعل وقع استغلال هذا النوع من علم النفس في مواضع واحداث سياسية واقتصادية عدة غالبا ما تؤدي لما يُسمى بالفوضى الخلاقة..وتعني ان الطرف الذي يطرح المشكل هو نفس الطرف الذي يقترح الحل بعد أن هيأه نفسيا لقبول هذا الحل وهذه سياسة امريكية بامتياز طُبقت مؤخرا في توجيه الرأي العام العالمي ضد الإسلام ثم رأينا النتائج في العراق وافغانستان فهي سياسة تركتز اساسا على وسائل الإعلام غايتها السيطرة على الشعوب فكريا لتمرير سياسات واجندات معينة..بل وما وجود منتدى التوحيد اليوم إلا نتيجة لظهور هذه الحرب الفكرية أو النفسية,,
ولكن أن نسقط هذا الامر على الثورات فهذا قدح في توحيد الالوهية أولا وقدح في قصص القرآن وكيف أهلك الله أقواما أشد بطشا وقوة من أمريكا..لذا أخي وعد الآخرة فلتحذر فلك ظالم نهاية !..
فأمريكا والغرب هم اكبر المتضررين مما يحصل ففرنسا لآخر لحظة وهي تمد بن علي بالسلاح لقمع الثورة ولا نفوذ اليوم في تونس يعلو فوق النفوذ الإسلامي وفي ليبيا ومصر هل تضمن امريكا ان لا تقوم انظمة معادية لإسرائيل ؟..ما كانت تعول عليه امريكا والغرب في استمرار النوم العربي لاستمرار مصالحهم هو خوف الشعوب العربية من النظمة العميلة الموالية لأمريكا ومجيء الثورة هو كسر لحاجز الخوف أي انهيار اكبر سند لامريكا والغرب الا وهو الخوف..

زهراء الروح
11-30-2011, 02:09 AM
سؤال للاستدراك لا استدراج-ابتسامة
ماصلة هذا بموضوعنا اخي وعد الآخرة.
وللفت النظر فعلم النفس الاجتماعي يُرجع " وعد الآخرة" عند الجماهير المستجاشة الى امور دنيوية ونفسية وجماهيرية وعناصر مادية اخرى.مع العلم ان كثير من العلمانيين العرب استخدم هذا العلم ليتهم السلفيين والاخوان او الخطاب الاسلامي المعاصر على انه تيار يعيش في الخيال الديني او المخيال الديني ويقتات من الاسطورة والخرافة ويجيش الناس لاجل مصالحه الخاصة التي تعمل على تأخير المجتمعات على اللحاق بالعالم واذا اردت نصوصا فاني اعدك بعشر نصوص كاملة او اكتفي بواحدة!، وان اردت المزيد اتيتك به.
الحديث.
وعلى كل ماذا تريد ان تخبرنا من خلال هذا العلم؟ ..

ألحقنا بها إن لم تكن هناك مشقة ’ أو أحلنا على مظانها
و جزاكم المولى خيراً ".. و نفع بكم الإسلام و أهله .

مواطن
11-30-2011, 01:00 PM
مشاركة الأخ ابن عبد البر مناقضة لمشاركة الأخ وعد الآخرة يا أخ مواطن :confused: ........

ما ذكره الاخ عبد البر صحيح لا غبار عليه
الا هناك نقطة اضافية لا بد ان تكون في الحسبان وهي نقطة ضعف لدى المجتمع ,, اضافة الى ذلك دراسة علاقة الاقليات بالنظام الحاكم ,, ومن خلال هذا العلم ايضا يمكن دراسة الحالات النفسية والتعصبية لكل طائفة ,,, كفرصة يتم استغلالها مستقبليا لاغراض سياسية ,, لاللتحكم بها

أمَة الرحمن
11-30-2011, 02:22 PM
الا هناك نقطة اضافية لا بد ان تكون في الحسبان وهي نقطة ضعف لدى المجتمع ,, اضافة الى ذلك دراسة علاقة الاقليات بالنظام الحاكم ,, ومن خلال هذا العلم ايضا يمكن دراسة الحالات النفسية والتعصبية لكل طائفة ,,, كفرصة يتم استغلالها مستقبليا لاغراض سياسية ,, لاللتحكم بها

معك حق في هذه.

وعد الآخرة
11-30-2011, 11:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


مكر الكافرين بين كلام الله ودلائل الواقع ...


إن كيد الكافرين للمسلمين هو حقيقة ثابتة منذ خلق الله آدم عليه السلام وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، وهذه الحقيقة قد أثبتها كلام ربنا سبحانه وتعالى في الكثير من الآيات القرآنية والتي تشمل بدء الخليقة وتكليف آدم وحتى قيام الساعة، وأكدتها سنن الله في الأرض على مر حياة الأنبياء والعصور ...


فالمكر الأول كان لإخراج آدم وزوجه من الجنة، واستخدمت فيه جميع أساليب الخداع والتضليل وتصوير الباطل على أنه الحق، حتى اقتنع آدم عليه السلام وزوجه وسارا إلى مصيرهما بكامل إرادتهما واختيارهما ..

(١٩﴾ فَوَسْوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيْطَـٰنُ لِيُبْدِىَ لَهُمَا مَا وُۥرِىَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَ‌ٰتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّآ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ ٱلْخَـٰلِدِينَ ﴿٢٠﴾ وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّى لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّـٰصِحِينَ ﴿٢١﴾ فَدَلَّىٰهُمَا بِغُرُورٍۢ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَ‌ٰتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ ۖ وَنَادَىٰهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ لَكُمَا عَدُوٌّۭ مُّبِينٌۭ ﴿٢٢﴾ الأعراف



واستمر هذا المكر والكيد ضد كل الأنبياء عليهم السلام ...


فهذا نوح عليه السلام ..

﴿٢٠﴾ قَالَ نُوحٌۭ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِى وَٱتَّبَعُوا۟ مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥٓ إِلَّا خَسَارًۭا ﴿٢١﴾ وَمَكَرُوا۟ مَكْرًۭا كُبَّارًۭا ﴿٢٢ ) نوح


وهذا صالح عليه السلام ..

﴿٤٧﴾ وَكَانَ فِى ٱلْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍۢ يُفْسِدُونَ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴿٤٨﴾ قَالُوا۟ تَقَاسَمُوا۟ بِٱللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُۥ وَأَهْلَهُۥ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِۦ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِۦ وَإِنَّا لَصَـٰدِقُونَ ﴿٤٩﴾ وَمَكَرُوا۟ مَكْرًۭا وَمَكَرْنَا مَكْرًۭا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٥٠﴾ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَـٰهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥١﴾ النمل


وهذا يوسف عليه السلام ..

﴿١٠١﴾ ذَ‌ٰلِكَ مِنْ أَنۢبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۖ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوٓا۟ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ﴿١٠٢﴾ يوسف


وهذا موسى عليه السلام ..

﴿٦٣﴾ فَأَجْمِعُوا۟ كَيْدَكُمْ ثُمَّ ٱئْتُوا۟ صَفًّۭا ۚ وَقَدْ أَفْلَحَ ٱلْيَوْمَ مَنِ ٱسْتَعْلَىٰ ﴿٦٤﴾ طه

﴿٦٨﴾ وَأَلْقِ مَا فِى يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوٓا۟ ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا۟ كَيْدُ سَـٰحِرٍۢ ۖ وَلَا يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ ﴿٦٩﴾ طه

﴿٤٤﴾ فَوَقَىٰهُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِ مَا مَكَرُوا۟ ۖ وَحَاقَ بِـَٔالِ فِرْعَوْنَ سُوٓءُ ٱلْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ غافر


وهذا عيسى عليه السلام ..

فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ ٱلْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِىٓ إِلَى ٱللَّهِ ۖ قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَٱشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٥٢﴾رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلْتَ وَٱتَّبَعْنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكْتُبْنَا مَعَ ٱلشَّـٰهِدِينَ ﴿٥٣﴾ وَمَكَرُوا۟ وَمَكَرَ ٱللَّهُ ۖ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَـٰكِرِينَ ﴿٥٤﴾ آل عمران.



ولتستمر الآيات في القرآن الكريم لتؤكد أن مكر الكافرين بالمسلمين مستمر متواصل وشامل .. لكل مكان وزمان ..


﴿١٢٢﴾ وَكَذَ‌ٰلِكَ جَعَلْنَا فِى كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَـٰبِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا۟ فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢٣﴾ الأنعام


﴿٤٥﴾ وَقَدْ مَكَرُوا۟ مَكْرَهُمْ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ ﴿٤٦﴾ إبراهيم


﴿٢٥﴾ قَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى ٱللَّهُ بُنْيَـٰنَهُم مِّنَ ٱلْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ ٱلسَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَىٰهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٢٦﴾ النحل


﴿٤٢﴾ ٱسْتِكْبَارًۭا فِى ٱلْأَرْضِ وَمَكْرَ ٱلسَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِۦ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ ٱلْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبْدِيلًۭا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحْوِيلًا ﴿٤٣﴾ فاطر




وبلغ هذا المكر مداه ضد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، وقد جاءت الآيات الكثيرة التي توضح وتبين وتحذر من هذا المكر وترسم الطريق الصحيح للتعامل مع مكر الكافرين ..

فهذه مقدمة لتوضيح سنة الله في خلقه ..

﴿٤١﴾ وَقَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ ٱلْمَكْرُ جَمِيعًۭا ۖ يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍۢ ۗ وَسَيَعْلَمُ ٱلْكُفَّـٰرُ لِمَنْ عُقْبَى ٱلدَّارِ ﴿٤٢﴾ الرعد


وهنا مواساة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن بدء مكرهم عليه ...

﴿٦٩﴾ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِى ضَيْقٍۢ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ﴿٧٠﴾ النمل



وهنا أولى خطوات التعامل مع مكر الكافرين ...

﴿١٢٦﴾ وَٱصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِٱللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِى ضَيْقٍۢ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ﴿١٢٧﴾ النحل



والخطوة الثانية ...

﴿١١٩﴾ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌۭ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌۭ يَفْرَحُوا۟ بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْـًٔا ۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌۭ ﴿١٢٠﴾ آل عمران



والخطوة الثالثة ...

﴿٢٩﴾ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ ۖ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَـٰكِرِينَ ﴿٣٠﴾ الأنفال

﴿٣٩﴾ إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ ثَانِىَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى ٱلْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَـٰحِبِهِۦ لَا تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُۥ بِجُنُودٍۢ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ ٱلسُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِىَ ٱلْعُلْيَا ۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٤٠﴾ التوبة



والخطوة الرابعة ..

﴿٥٩﴾ وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا۟ مِن شَىْءٍۢ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿٦٠﴾


والخطوة الأخيرة....

(38) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَـٰتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا۟ ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴿٣٩﴾ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُوا۟ مِن دِيَـٰرِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍۢ لَّهُدِّمَتْ صَوَ‌ٰمِعُ وَبِيَعٌۭ وَصَلَوَ‌ٰتٌۭ وَمَسَـٰجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا ٱسْمُ ٱللَّهِ كَثِيرًۭا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ ( 40 ) الحج



وبعد الإذن بالقتال، لابد من الإلتزام بالتنبيهات والتعليمات الإلهية ..

أولاً ..

﴿٣﴾ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِهِۦ صَفًّۭا كَأَنَّهُم بُنْيَـٰنٌۭ مَّرْصُوصٌۭ ﴿٤﴾ الصف


ثانياً ..

﴿٣٥﴾ إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْرًۭا فِى كِتَـٰبِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ‌ٰتِ وَٱلْأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌۭ ۚ ذَ‌ٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا۟ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَـٰتِلُوا۟ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةًۭ كَمَا يُقَـٰتِلُونَكُمْ كَآفَّةًۭ ۚ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ ﴿٣٦﴾ التوبة


ثالثاً ..

﴿٧٠﴾ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ خُذُوا۟ حِذْرَكُمْ فَٱنفِرُوا۟ ثُبَاتٍ أَوِ ٱنفِرُوا۟ جَمِيعًۭا ﴿٧١﴾ النساء


وحتى في الصلاة ...

(101) وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌۭ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوٓا۟ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا۟ فَلْيَكُونُوا۟ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا۟ فَلْيُصَلُّوا۟ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا۟ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةًۭ وَ‌ٰحِدَةًۭ ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًۭى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰٓ أَن تَضَعُوٓا۟ أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا۟ حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَـٰفِرِينَ عَذَابًۭا مُّهِينًۭا ﴿١٠٢﴾ النساء


رابعاً ..

﴿١٢﴾ لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةًۭ فِى صُدُورِهِم مِّنَ ٱللَّهِ ۚ ذَ‌ٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌۭ لَّا يَفْقَهُونَ ﴿١٣﴾ لَا يُقَـٰتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِى قُرًۭى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَآءِ جُدُرٍۭ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌۭ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًۭا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَ‌ٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌۭ لَّا يَعْقِلُونَ ﴿١٤﴾ الحشر



خامساً ..

﴿٧﴾ لَّا يَنْهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَـٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَـٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوٓا۟ إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ ﴿٨﴾ الممتحنة



مع الانتباه للشائعات ووسائل التحريض الإعلامي ..

﴿١٧٢﴾ ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُوا۟ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَـٰنًۭا وَقَالُوا۟ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ ﴿١٧٣﴾ آل عمران


ومن صفات المحرضين ...

﴿٣﴾ ۞ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا۟ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌۭ مُّسَنَّدَةٌۭ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ ٱلْعَدُوُّ فَٱحْذَرْهُمْ ۚ قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٤﴾ المنافقون



وبعد كل هذا لا بد من معرفة أهداف مكر الكافرين ...

الهدف الأول ..

﴿٢١٦﴾ يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ قِتَالٍۢ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌۭ فِيهِ كَبِيرٌۭ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَكُفْرٌۢ بِهِۦ وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِۦ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ ٱللَّهِ ۚ وَٱلْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ ٱلْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَـٰتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ ٱسْتَطَـٰعُوا۟ ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌۭ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَـٰلُهُمْ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ ۖ وَأُو۟لَـٰٓئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ ﴿٢١٧﴾ البقرة


الهدف الثاني ..

﴿٣﴾ وَقَضَيْنَآ إِلَىٰ بَنِىٓ إِسْرَ‌ٰٓءِيلَ فِى ٱلْكِتَـٰبِ لَتُفْسِدُنَّ فِى ٱلْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّۭا كَبِيرًۭا ﴿٤﴾ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًۭا لَّنَآ أُو۟لِى بَأْسٍۢ شَدِيدٍۢ فَجَاسُوا۟ خِلَـٰلَ ٱلدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًۭا مَّفْعُولًۭا ﴿٥﴾ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ٱلْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَـٰكُم بِأَمْوَ‌ٰلٍۢ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَـٰكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ﴿٦﴾ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلْءَاخِرَةِ لِيَسُـُٔوا۟ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا۟ ٱلْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍۢ وَلِيُتَبِّرُوا۟ مَا عَلَوْا۟ تَتْبِيرًا ﴿٧﴾ الإسراء


ومن أعرض عن كلام الله ...

في النهاية هذه هي حاله ..

﴿٣٢﴾ وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُوا۟ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوا۟ بَلْ مَكْرُ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَآ أَن نَّكْفُرَ بِٱللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُۥٓ أَندَادًۭا ۚ وَأَسَرُّوا۟ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا۟ ٱلْعَذَابَ وَجَعَلْنَا ٱلْأَغْلَـٰلَ فِىٓ أَعْنَاقِ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴿٣٣﴾ سبأ

صدق الله العظيم




والحمد لله رب العالمين

مجرّد إنسان
12-01-2011, 07:30 AM
إثبات مكر الكافرين شيء.....وجعلها شماعة تُعلق عليها جميع القضايا شيء آخر!!

طارق منينة
12-01-2011, 08:33 AM
اين الاجابة عن اسئلتنا؟!

مواطن
12-01-2011, 09:34 AM
مكر الكافرين بالمسلمين مستمر متواصل وشامل .. لكل مكان وزمان


الكافرون حاليا هم الحزب اليميني المتطرف الامريكي

لا بد ان نحسب حسابنا لهذا الحزب الخطير ,, وهو اشد بطشا بالمسلمين والعرب خصوصا

اما الحزب الديمقراطي الامريكي ,, و بقية الدول الغربية وخصوصا بريطانيا الغرض من تدخلها في شؤون المشرق العربي هو الحفاظ على مصالحها ,, اذن لا تشكل خطورة مباشرة على هذه الدول
,,,,,,,,,,,,,,,,
كان يفترض على حكومات الدول العربية في حال لو تولى الحزب الجمهوري الخطير الرئاسة الامريكية ,, ان تقوم في تدريب المدنيين على كيفية التجنب اي من الضربات الجوية وخصوصا التي عادة ما تستخدم الاسلحة المحرمة مع توزيع الاقنعة عليهم وذلك حفاظا على حياتهم وحياة اطفالهم من الاسلحة الكيميائية مع حفر الخنادق تحسبا للغزو ,,,, بدلا من جعلهم دروع بشرية وذلك لكسب الرأي العام او الاعلام العالمي




شكرا لك اخي وعد

Digital
12-01-2011, 10:27 AM
شكرا للأخ وعد الآخرة موضوع مهم فنحن فى منتدى التوحيد لا التحييد



والله يا إخواني الذي فهمته من الأخ هو جعل الوحيين الأصل في توجيه التحركات والسكنات والحركات والأفكار بدون خلط وبدون اختلاط فعلى ماذا تنقمون عليه ، فليراجع كلامه مرارا وتكرارا ، فقد خرجت من موضوعه بنتيجة مفادها حتى يكون الأمر كله لله وبالله وفي الله مع مخالفتي له في التطبيق والوسيلة بحكم الواقع والضرورة ...

بالأمس القريب لم يكن يسمح بفتح مواضيع لمظاهرات غزة وهناك الف حجة !!
ليكون هناك قسم تجمع فيه مواضيعنا السياسية نتيجة أختلافنا نحن المسلمين فيما يجرى على أرض الواقع
أهو امر بالمعروف ونهى عن المنكر إم هى ثورات مكيافلية ؟؟
إضافة الى إختلافنا فى الأسلوب والطريقة التى تنهجها هذة الثورات إضف الى ذلك أنها برعاية منظمات حقوق الإنساسياسية !!
أعتقد أن أكثر الردوود لايخرج عن كونها إنتصار لأشخاص مع إحترامنا للجميع وليس لمايجب ان يكون كأفضلية

المؤامرة
آدم وزوجه
فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَفَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى
وهائولاء أخوة يوسف
قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ

وهذا للمتحزبين
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّفَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ
الى المؤمنين كافة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ

وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ

الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ
وأخيرا
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ

طارق منينة
12-01-2011, 11:57 AM
والله هذه الآيات نتطبق عليك ياديجيتال
اقولها هنا صراحة، وليس فينا خيرا ان لم نقولها، فانت تعرف ماانت وماتقوله وماقلته
هذا رابط نريد الكلام فيه بالأدلة والموضوعية لكنك الآن تريد ان تسوق الرابط الى غير ماهو عليه، ويبدو انك لاحظت ان هناك من يشبهك في بعض توجهاتك الطاغوتيه، اي التي تزحزح الثورات عن حقيقتها ولكن ان تزيد عنها بنصرة الطواغيت!
يارجل الا ترى عينيك ان ثورة مصر رفعت الحركة الاسلامية لاعلى هذا فضلا عن شعور الناس بانهم انتقموا من اسيادك الذين تنصرهم من اليمن الى ليبيا الى مصر والبقية تأتي.
لااقول لك كن منصفا لصالح الامة مرة ولكن نصرة طواغيتك وبعبع الغرب لابث في شعورك وعقلك وقلبك لاتريد ان يتزحزح قيد انملة مع تناقض ماتكتب فالحملة على الغرب المفترض فيها ان تكون حملة على طواغيتك وجلاديهم ونصرة الامة لتكون لها العزة ولكن ماذا تفعل لمن يتناقضون ... ثم يتهموننا بجملة اتهامات...
ومنها اتهامات هذا الرابط الذي كنا نظن انه سيضغط على المنتدى لفتح قسم للسياسة الشرعية مثلا لكننا وياللحسرة رأيناه يتهم الثوار والثورات ويبحث لنا عن علم النفس الجمعي! او الجماعي او الاجتماعي وينسى انه وقع في فخ التفسير الغربي النازع للايمان-وان كان هو مؤمن بوعد الآخرة!ن فتحليل الثورات بالصورة التي تقومون بها يصب في المربع الغربي الاستعماري المادي الذي يرمي المسلمين بالسلبية بل ويشغل اسطوانة الجوهر الثابت السلبي للمسلمين باعتبار انهم مازالو في مرحلة الطفولة وان اي تغير عندهم انما هو بمؤامرة غربية تحكم كل شيء وكأنها الارادة الربانية والمشيئة الإلهية لاتنازغ ولاتدافع وان الانتصارات المباركة للثورات انما هي مؤامرات غربية فوق مؤامرات
حسبي الله
الى العمل!

متروي
12-01-2011, 08:36 PM
الهزيمة النفسية أخطر مليون مرة من الهزيمة الحقيقية فهذه الأخيرة يمكن الإلتفات عليها و يمكن الكر عليها لكن الذي يعتقد أنه مهزوم مهزوم و أنه كالدمية في يد عدوه فهذا في الحقيقة يعبد عدوه و إن إدعى ما ادعى فالإعتقاد بأن النصر من عند الله و أن لا ناصر ولا فاعل إلا الله هو عين الإيمان و من إعتقد غير هذا فليراجع نفسه قال هود عليه السلام (فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون) ..
و سبب هذه الهزيمة القاتلة هي إنتشار الفكر العلماني بين المسلمين حيث أصبح كثيرون منهم يعتقد حقيقة أن الدعاء مثلا لا ينفع و أنه مجرد عبادة لا تحقق شيئا المسلم مطالب فقط بأدائها و هم لا يعتقدون أن الله عز وجل ينزل ملائكته للحرب حقيقة و إلا فمن يقاتل جند الله أو من يصمد لهم..
فهذا باب واسع لا يمكن لمن لم يدرك حقيقة الإيمان أن يدرك نتائجه على الواقع و صواريخ أمريكا و قنابل أمريكا لن تنفع شيئا فالله عز وجل قادر على جعلها بلا فائدة أو يجعلها في صالح المؤمنين لكن التأثر البالغ بالفكر العلماني جعلهم يعتقدون أن أمريكا قادرة على تدمير الأرض و ليس فقط البلد الواحد و هذا وهم كبير جدا ..
و من قرأ مذكرات القادة الأمريكان في علاقاتهم الخارجية يدرك تماما أنهم بشر عاديون يخطئون أكثر مما يصيبون و يجهلون أكثر مما يعلمون
فأصحاب الهزيمة النفسية و نظرية المؤامرة هم فقط الذين ما زالوا يتابعون أفلام الكوبوي الأمريكي و أفلام الأكشن الهليودية فهم فقط من يصدق رامبو و أرنولد حيث عرف الجميع حقيقة رامبو و عرف أرنولد حقيقة الحرب حين زلت رجله في الطين العراقي و الأفغاني و حين جبن عن النزول على الرمال الليبية ..

وعد الآخرة
12-01-2011, 09:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أشكر الأخ ديجيتال على انضمامه للموضوع وكما أشكر جميع الأخوة المتابعين للحوار

سأكمل الفقرة السابقة لاحقاً إن شاء الله

ولكن أحببت أن أشير إلى هذين التعليقين من الأخوين طارق ومتروي

فأرجو التأمل ..



فأصحاب الهزيمة النفسية و نظرية المؤامرة هم فقط الذين ما زالوا يتابعون أفلام الكوبوي الأمريكي و أفلام الأكشن الهليودية فهم فقط من يصدق رامبو و أرنولد حيث عرف الجميع حقيقة رامبو و عرف أرنولد حقيقة الحرب حين زلت رجله في الطين العراقي و الأفغاني و حين جبن عن النزول على الرمال الليبية ..



وهؤلاء لهم تواصل كبير بالنوادي الثقافية والرياضية والفنية ولهم صلات عميقة برؤساء تحرير الصحف وكتاب السيناريوهات والروايات والمخرجين والصحفيين والفنانين، وهم من يدفع بالكتب الحديثة للمطابع والانترنت، ويدفع بالافلام المصرية الجديدة الى كل وسائل الدعاية المضادة، حتى انها تُعرض في مراكز السينما في كل مدينة غربية، وقريبا رأيت عرضا، او اعلانا لافلام مصرية في لاهاي وروتردام وغيرها، ومنها فيلم" رسائل البحر" للبنت الممثلة التي كانت تجلس مع عمرو حمزاوي في سيارتها وسرقا ليلا، الا تعرفونها، ومشاهدة هذه الافلام في مراكز السينما الغربية كبيرة، والاقبال عليها كبير!





وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ


اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا

وما أنت أعلم به منا ..

ابن عبد البر الصغير
12-02-2011, 01:38 AM
سيدي وعد الآخرة، الآن أراك تخرج من موضوع لآخر وتركتَ أصل فكرتك وذهبتَ لمسألة المكر .

فقد حاولتَ إقحام الدكتور هشام حفظه الله في نسخ نقولات حول علم النفس الاجتماعي تثبت فيها أن الثورات مخطط لها من قبل الغرب . وحينما أجبناك بأن ذلك مستحيل باعتراف علماء التخصص أنفسهم وأن ما أتيتَ به من نقل لا ينصر مذهبك ذهبتَ تستشهد بآيات نوافق عليها ولا نعارضك فيها .

ومن النافلة القول أنك لن تجد عالم اجتماع واحد يقول بإمكانية تحريك ثورة والتحكم بالبشر، وليس هذا تخصص العلم جملة وتفصيلا، ولن تستطيع لإثبات ذلك سبيلا ولو طلبتَ ذلك من مائة دكتور ما أجابوك ولا أعانوك.

إنما ذلك عندكم هو أساطير متداولة في أفلام الماسونية، فإبليس نفسه قال له الرب عز وجل : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ }

{ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }

{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً }

{ إِنَّ كَيْدَ ٱلشَّيْطَٰنِ كَانَ ضَعِيفاً }

ويقول عز وجل في مواضع أخرى :

{ قُلِ ٱللَّهُمَّ مَالِكَ ٱلْمُلْكِ تُؤْتِي ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

{ وَٱللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }

{ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }

{ وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

{ وَهُوَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلأُولَىٰ وَٱلآخِرَةِ وَلَهُ ٱلْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {

فتأتي أنتَ وأصحابك تُخبرنا بأن المسلمين هم بيد إبليس وجنوده يحركونهم كيف يشاؤون فاللهم ربنا إن هذا لبهتان عظيم .

ونحن نتفق معك في نسبة الكيد للكافرين، وانهم يكيدون بالليل والنهار للإسلام وأهله، لكن أن يكون ذلك على حساب التجرء على مقادير المولى وملكه فهذا مما قد يوقع في الشرك.

والحق وسط بين من يقول بأن الماسونية تتحكم في كل صغيرة وكبيرة وبين من ينفي المؤامرة بإطلاق فافهم ذلك وتأمله.

وعلى ذكر الكيد أحبُّ أن أسأل، بالله عليكم هل كان مبارك وزين العابدين والقذافي خلفاء راشدين مهديين، يحكمون بحكم الله ويقفون عند نواهيه حتى تقولوا لي الماسونية أسقطتهم وكادت لهم ؟!! هل يكيدون لإسقاط بعضهم البعض ؟؟

سبحان الله العظيم.

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
12-02-2011, 01:56 AM
يا إخواني لكي ننهي المسألة اسألوه فقط هذا السؤال وبعدها سيُحسْم الأمر :
هل تؤيد ابتعاد الإسلاميون عن الأحداث الراهنة وتركها لبني علمان وليبرال ينسجون لأنفسهم ونحن عنهم ساهون غافلون لاهون نكتفي بالتنظير ..
فإن أجابكم بأنه لا يؤيد بل يشجع ويحث على اغتنام الفرص فهو يوافقكم ولا يعارضكم
وإن قال أنه يعارض دخول الإسلاميون دور السياسة وأماكن صنع القرارات فهو من المثبطيين

وعد الآخرة
12-02-2011, 08:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

بداية أحب أن أذكّر إخوتي بقول الله عز وجل:

﴿٧﴾ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ كُونُوا۟ قَوَّ‌ٰمِينَ لِلَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلْقِسْطِ ۖوَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَـَٔانُ قَوْمٍ عَلَىٰٓ أَلَّا تَعْدِلُوا۟ۚ ٱعْدِلُوا۟ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌۢ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿٨﴾ المائدة

... وَإِذَا قُلْتُمْ فَٱعْدِلُوا۟ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ ٱللَّهِ أَوْفُوا۟ۚذَ‌ٰلِكُمْ وَصَّىٰكُم بِهِۦلَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١٥٢﴾ وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَ‌ٰطِى مُسْتَقِيمًۭا فَٱتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِۦۚذَ‌ٰلِكُمْ وَصَّىٰكُم بِهِۦلَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٥٣﴾ الأنعام

وأشكر أخي البرازيلي على حسن التأمل الذي أراه في ردوده المتروية ومحاكمته القرآنية للموضوع ..


هل تؤيد ابتعاد الإسلاميون عن الأحداث الراهنة وتركها لبني علمان وليبرال ينسجون لأنفسهم ونحن عنهم ساهون غافلون لاهون نكتفي بالتنظير ..





والله يا إخواني الذي فهمته من الأخ هو جعل الوحيين الأصل في توجيه التحركات والسكنات والحركات والأفكار بدون خلط وبدون اختلاط فعلى ماذا تنقمون عليه ، فليراجع كلامه مرارا وتكرارا ، فقد خرجت من موضوعه بنتيجة مفادها حتى يكون الأمر كله لله وبالله وفي الله ...



يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تُقَدِّمُوا۟ بَيْنَ يَدَىِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌۭ ﴿١﴾ الحجرات


نتابع الحديث عن مكر الكافرين بين كلام الله ودلائل الواقع ...

بعد أن رأينا حقيقة واستمرارية مكر الكافرين للمسلمين وفق النصوص القرآنية الكثيرة ..
وبعد أن ذكرنا أهداف هذا المكر والكيد ...
ندخل الآن إلى تطبيقات واقعية كاد بها الكافرون للمسلمين، وكيف ساهمت في تحقيق هذه الأهداف ...

أولى المكائد بالأمة الإسلامية بعد وفاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كانت ( فتنة مقتل عثمان ) وفيها قتل سيدنا عثمان رضي الله عنه ظلماً وعدواناً، وهذه المكيدة هي مكيدة سياسية بامتياز فتحت باباً من الشر – وفق الكثير من المؤرخين – في الأمة لم يغلق إلى اليوم ..

وإذا تأملنا هذه الفتنة نراها استخدمت كل أساليب الفوضى التي نتحدث عنها ...
فبداية الفتنة هي شائعات ومؤامرات ودسائس عن ظلم عثمان وتوليته أولي القربى .. مما دعا بالناس إلى القيام بأول تظاهرة في الأمة الإسلامية – دون وعي أو منهج قرآني متبع – أدت إلى قتله رضي الله عنه.

المكيدة الثانية هي معركتي الجمل وصفين، وفيها لعب اليهود والمنافقون دوراً كبيراً في صناعة الأحداث وتفريق المسلمين مما أدى إلى اقتتال الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وفق فتنة لم ننتهي من تبعاتها إلى اليوم، وما المكائد التي تجري في الأمة إلى اليوم إلا تبع لها وبناء عليها ..

وهاتين الفتنتين كانتا لتحقيق الهدف الأول – من أهداف المكر - وهو ضرب الدين وتفريق كلمة المسلمين.

واستمرت المكائد تتوالى تباعاً وتكراراً، فمن طريقة الإنقلاب على الأمويين وحكم العباسيين إلى سقوط الأندلس إلى الحروب الصليبية واحتلال القدس وحتى إسقاط نموذج الخلافة العثمانية قبل مئة عام تقريباً ...

لن أدخل في تفاصيل تلك الفترة الطويلة لأن في مكائد القرن الأخير ما يكفي ويزيد للعبرة والتأمل ... ويدعونا حقاً – إن كنا مسلمين – أن نعود إلى المنهج القرآني حصراً وفقط للتعامل مع هذا المكر وعدم تجريب حلول تنازلية أو مؤقتة أو مرحلية أو الوثوق بأعداء ديننا وأمتنا تحت أي ظرف ومن أجل أي عنوان ...

في هذا القرن بدأ المكر يتجه لتحقيق الهدف الثاني ( القدس ) بعد أن اطمأن الكافرون لتحقيق الهدف الأول فقد وصل المسلمون إلى بداية هذا القرن وهم:
1. منقسمون إلى مذاهب وطوائف وشيع يكفر بعضهم بعضاً في ظل بعد عميق عن كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
2. نسبة عالية من الجهل في الدين والدنيا ... واتباع التخاريف والشعوذة والسحر وسيطرة حالة غريبة من التواكل على معظم أنحاء الأمة.
3. ضعف الحركة العلمية بشكل عام والافتقار إلى العلماء الراشدين الذين يستنبطون الأمور ويبينونها للناس.

نستطيع أن نؤرخ لبداية هذه المرحلة بالثورة العربية الكبرى عام 1916 م والتي تم بموجبها – عفوياً – إسقاط نموذج الخلافة الإسلامية بالكامل دون وجود بديل إسلامي - حقيقي وقوي - والدخول في مرحلة النموذج الصليبي للحكم – وبكامل إرادتنا - .

وإذا بحثنا في هذه الثورة وظروفها وملابساتها وأدواتها نجد أنها استخدمت كل الأساليب التي نتحدث عنها حالياً:
1. فالثورة كانت ضد ظلم الأتراك الذين اضطهدوا الناس وأفقروهم وجهلوهم واغتصبوا النساء وقتلوا الأطفال.
2. والأتراك كانوا كفرة ضالين يقيمون الأضرحة والقبور ويدعون إلى عبادة الأموات.
3. والأتراك كانوا يسعون إلى إبعاد اللغة العربية لغة القرآن وإحلال اللغة التركية مكانها – مصطلح التتريك -.

وفي ظل هذا التحريض الممنهج للقيام برد فعل عشوائي وغير مدروس كان لابد من إقناع الناس بأن البديل هو أفضل ..

وهذا البديل المقترح هو حكم إسلامي صحيح يقوده رجل هاشمي من آل البيت هو الشريف حسين أمير الحجاز.


ولكننا شهدنا في السنوات الأخيرة تجييشا كبيرا للجماهير بواسطة الدين أو بالأحرى الأيديولوجيات الدينية في البلدان غير الأوروبية وغير المعلمنة

من كان يستطيع في تلك الفترة أن يعارض هذا المقترح ومن يستطيع أن يقول للناس:
أيها الناس اتقوا الله وسيروا وفق المنهج الذي وضحه لكم ربكم.
أيها الناس لا تثقوا بأعدائكم فأنتم تنفذون مخططاتهم ومصالحهم ...

بالطبع من كان سينادي بهذه الأقوال في ذلك الوقت، كانت اسطوانة التحريض جاهزة ضده
فهو من علماء السلاطين الأتراك وهو يدافع عن الطواغيت وهو من المثبطين ..
وهو من المشركين المشككين بقدرة الله وألوهية الله ..
وهو الذي يتهم المسلمين بأنهم نعاج يساقون إلى الذبح دون أن يدروا ..

وهل يعقل ياهذا أن تتفق أمم الأرض جميعها ضدنا لإدخال اليهود إلى فلسطين ... !!!! ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا لا بل هم ( حمير ) سخرهم الله لنا ( لنقيم دين الله بهم ). ( 1 )
وبالله عليك أيهما أصلح للأمة حكم الطغاة الأتراك أم حكم الشريف حسين وفق منهج الله وسنة نبيه ..
وأيضاً كيف ترفض يا هذا حكماً إسلامياً صافياً يسير وفق الكتاب والسنة يقوده شريف من شرفاء الأمة لا يشك أحد في نسبه وعلمه وصدقه وورعه ...

لله دركم ... حكماً إسلامياً صافياً ... يصل إلى الحكم بطريقة غير إسلامية ... وبالتعاون العسكري مع ألد أعداء الأمة ..

أمام هذا الغموض لم أقرأ لعالم واحد أو مفكر واحد أو مثقف واحد في ذلك الوقت اعتراضاً على ما يجري وأن أحداً حذر وأفتى بأن الذي تفعله الأمة غير مطابق لمنهج دينها وأوامر كتاب ربها ...

وما الذي حصل ...
· أُسقط نموذج الخلافة الإسلامية ....
· تمليك بعض الدول العربية بعد التقسيم لأبناء الشريف حسين – حقيقة – دون أدنى قوة يدافعون بها عنها.

وبعد أخذ نفس عميق .... تم ما يلي ..
· قسمت الدول الإسلامية إلى أكثر من خمسين دولة والدول العربية الإسلامية إلى 22 دولة.
· احتلال معظم الدول العربية والإسلامية من قبل الصليبيين.
· القتل والبطش والتنكيل بالعرب والمسلمين دون إلّ ولا ذمة. ( ودون تغطية إعلامية ).
· سرقة الأموال الذهبية المتبقية مع المسلمين واستبدالها بالسندات الورقية الصليبية.
· فرض نظام إدارة الدولة والحكم الصليبي على كل بلاد المسلمين المحتلة ..
· التركيز على البلاد العربية الإسلامية المحيطة بفلسطين، تمهيداً لإدخال اليهود إلى فلسطين.

وبعد الثورة العربية الكبرى عام 1916 م

في عام 1918 م نجحت المرحلة الأولى من الهدف الثاني ( القدس ) وهو السماح لليهود بدخول فلسطين والهجرة إليها.


وا أسفاه على يوسف ! ؟

والحمد لله رب العالمين

يتبع ...

________________________________

( 1 )
لكن استاذ طارق لماذا لانقول ان الغرب اسباب خلقها الله لكي ينصر عباده ...اليس الله يقول في كتابه والخيل والبغال والحمير لتركبوها ...فمن باب اولى الناتو وامريكا لتركبوها (ابتسامه)

مواطن
12-02-2011, 02:39 PM
اخ متروي كلامك هذا مبني على التواكل لا التوكل

يا عزيزي ما المانع بان نتحسب للمخاطر المحتملة

حتى الكوارث الطبيعية
ما هدف الارصاد الجوية ,,, او الاعلان عن كوارث محتملة
اليس لمساعدة المدنيين في اخذ احتياطاتهم واختباء في اماكن الامنة

ام تريدهم يتفرجون الى ان يلقوا حتفهم

,,,
وحتى اسرائيل نفسها التي هي دولة قوية لو مجرد احد جنودها سمع من اي شخص غريب بانه يهدد امن اسرائيل
لاخذت الاخيرة هذا التهديد على محمل الجد
ها هي تقوم بتدريب حتى المدنيين تحسبا لاي عملية عسكرية طارئة
فما بالك بنحن ؟
نعم مطلوب الدعاء
و على الاقل يجب علينا ايضا ان نخطوا خطوة ممثالة ؟
و يجب علينا محاكاة الحرب المحتملة كي نستطيع ان نتصرف من دون اي ارباك
وهذا التدريب ربما يقلل الخسائر البشرية في حال لو تعرضت اي دولة عربية للغزو ,, وهذا اضعف الايمان
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الاخ ابن عبد البر

اقتباس
وعلى ذكر الكيد أحبُّ أن أسأل، بالله عليكم هل كان مبارك وزين العابدين والقذافي خلفاء راشدين مهديين، يحكمون بحكم الله ويقفون عند نواهيه حتى تقولوا لي الماسونية أسقطتهم وكادت لهم ؟!! هل يكيدون لإسقاط بعضهم البعض ؟؟



سبق وذكرت الحرب على هؤلاء الرؤساء ليست عقائدية او دينية ,, انما سياسية

وهل تظن بان شرط الصداقة والحفاظ على المصلحة لا بد ان يصادق رئيس غربي نظيره لذي يجب ان يكون علمانيا مثله ؟
اسمح لي ان اقول هذا الاستنتاج سطحي

الحروب التي شنتها دول المحور على دول التحالف هل لسبب ان دول التحالف مسلمون ؟
وامريكا عندما قصفت اليابان بقنبلتين نوويتين هل لهدف بان اليابان دولة مسلمة ؟؟ او خوفهم من انتشار الديانة البوذية الى امريكا ؟ ام لغرض سياسي الهدف من ذلك القصف ترويع الاتحاد السوفيتيتي ؟؟

استهداف دول المغرب العربي ومنها مصر ايضا من اجل تقسيم هذه الدول
اما استهداف دول الخليج الهدف منها اشعال حرب طائفية بين السنة والشيعة اي حرب اهلية ,, من اجل جذب كل الارهابيين الانتحاريين في منطقة واحدة هي الخليج لمواجه ايران

اما بانسبة للاخ البرازيلي
اود ان اوضح لو نجح الاسلاميون في استغلال هذه الفرصة ودخلوا السياسية وحتى الرائسة ايضا
هنا ستكون الحرب القادمة عقائدية لا سياسية
واذا اراد الاسلاميون السلام مع اسرائيل ,, عليهم ازالة كلمة الجهاد من قاموس الاسلامي .. او تغير الهوية الاسلامية بحيث تكون لصالح الغرب

,,,,,,,,,,,
الاخ وعد ما ذكرته عن علم النفس والاجتماع مهم جدا فهو فعلا عامل مؤثر

متروي
12-02-2011, 05:39 PM
الأخ وعد الآخرة أنت ترتكب خطأ شنيعا في المقارنات التي تعقدها فليس من المعقول أن تقارن الثورة التي قامت على عثمان بن عفان رضي الله عنه بالثورات التي تحدث اليوم ولا يوجد أصلا أي وجه للمقارنة ؟؟؟
أما مقارنتك للثورة العربية بالثورات الحالية فبعيد جدا أيضا فالثورة العربية حدثت لتفتيت وإسقاط الخلافة العثمانية و قامت على أساس قومي جاهلي أي أسسها كلها باطلة بينما الثورات اليوم تقوم لسبب وحيد لا يشك فيه ولا ينتقده أحد عاقل و هو الثورة ضد الظلم أما كلامك عن التقسيم في الثورات الحالية فكلام خرافي فلم تقسم تونس و لم تقسم مصر و لم تقسم ليبيا مع أن الغرب لو كان هو الفاعل حقيقة كما تدعي لكان بإمكانه بكل بساطة تحقيق التقسيم في ليبيا بإبقاء القذافي و دعمه و بهذا توجد دولتان دولة بنغازي و دولة طرابلس لكن الغرب يعلم ما لا تعلمه أنت و هو أن التقسيم أمر صعب جدا و لا يمكن مقارنة حالة السودان و إسقاطها على ليبيا أو مصر أو سوريا فليبيا مقسمة طبيعيا و حقيقيا من خمسين سنة فالأمر فيها تحصيل حاصل..
ثم قولك أن ثورة الشريف حسين قسمت العرب إلى 22 دولة و المسلمين إلى خمسين دولة كلام لا يمت للحقيقة بصلة فلا علاقة للحسين بتقسيم بقية المسلمين ولا علاقة له بتقسيم العرب إنما تأثيره محدود جدا فدول العرب في شمال إفريقيا مقسمة طبيعيا من زمان طويل و العراق موجود من قديم و الحجاز الصراع فيه قديم و اليمن منفصل من زمان و الإمارات الخليجية عبارة عن مشايخ من القبائل ثم ثورة الحسين لم تكن ثورة شعبية إنما هو فقط إستغلال الغرب لطمع شخص في الملك..
أما باقي كلامك عن الأمويين و العباسيين فكلام لا يوجد ما أرد عليه فكله باطل .

أما كلام الأخ مواطن فأرد عليه بقولي أنك يا أخي أنت الذي لا يعرف الفرق بين التوكل و بين التواكل فالإعتقاد أن النصر على الحكام العرب مستحيل كلام لا يقوله من يعرف معنا للتوكل مع أن مثل هذا الحدث له مئات الأمثلة المتكررة عبر التاريخ و أنت للأسف تعتقد أن النصر على أمريكا ليس فقط مستحيل بل هو عندك أكثر من ذلك مع أنك ترى أن طالبان ببضع بنادق إنتصروا عليها و لم يتركوا لها أي مجال و هي اليوم تجر أذيال الهزيمة لكنك للأسف لا ترى هذا النصر ولا تريد أن تراه و نفس الهزيمة منيت بها أمريكا في العراق التي ستكمل إنسحابها المخذول خلال هذا الشهر فماذا فعلت أمريكا في حربيها هناك لم تسطع فعل شيء ألقت الألاف المؤلفة من القنابل فلم تنفعها شيء و جنودها هناك لا يتحركون إلا بالحفاظات فهم لا يستطيعون قضاء حاجاتهم إلا في ملابسهم و إذا لم تدرك أن هذه هزيمة لأمريكا فهذه كارثة كبرى تحتاج معها إلى المراجعة زيادة على أن خسائرها هناك تسببت في إسقاطها إقتصاديا و إغراقها في أزمة لن تخرج منها أبدا و المجاهدون في العراق و أفغانستان ليس لهم أي مدد على الإطلاق ولا يوجد أحد يمدهم بالمال أو بالسلاح فلو كنت انت عراقي أو أفغاني لكنت مع الأمريكان لأنك ترى من الإستحالة القطعية محاربتها و ترى أن هذا جنون و تواكل بينما هو في حقيقته توكل تام على الله عز وجل فالمجاهدون هناك يعتقدون أن الله عز وجل سينصرهم بتدبيره ولا يهم لا صواريخ أمريكا ولا قنابلها و لا أقمارها الصناعية ولا طائرتها التي لا طائر فيها ولا تجسسها على الهواتف ولا أي مخابراتها على الأرض فمع كل هذه القدرات الرهيبة لم تستطع القضاء على بضعة ألاف من المجاهدين لا يملكون من وسائل الصراع العصرية شيئا فهذا هو التوكل أخي الكريم و إذا كان هذا مع أمريكا و من خلفها الناتو فكيف بطاغوت عربي حقير لا يملك لا وسائل تكنولوجية ولا صواريخ دقيقة ولا طائرات بدون طيار ولا قدرة كبيرة على التجسس فالحكام العرب من أضعف الحكام على الإطلاق و لولا التخذيل المستمر من علماء السلاطين لما بقي طاغوت في كل البلاد الإسلامية ..

مواطن
12-02-2011, 07:35 PM
الأخ وعد الآخرة أنت ترتكب خطأ شنيعا في المقارنات التي تعقدها فليس من المعقول أن تقارن الثورة التي قامت على عثمان بن عفان رضي الله عنه بالثورات التي تحدث اليوم ولا يوجد أصلا أي وجه للمقارنة ؟؟؟
أما مقارنتك للثورة العربية بالثورات الحالية فبعيد جدا أيضا فالثورة العربية حدثت لتفتيت وإسقاط الخلافة العثمانية و قامت على أساس قومي جاهلي أي أسسها كلها باطلة بينما الثورات اليوم تقوم لسبب وحيد لا يشك فيه ولا ينتقده أحد عاقل و هو الثورة ضد الظلم أما كلامك عن التقسيم في الثورات الحالية فكلام خرافي فلم تقسم تونس و لم تقسم مصر و لم تقسم ليبيا مع أن الغرب لو كان هو الفاعل حقيقة كما تدعي لكان بإمكانه بكل بساطة تحقيق التقسيم في ليبيا بإبقاء القذافي و دعمه و بهذا توجد دولتان دولة بنغازي و دولة طرابلس لكن الغرب يعلم ما لا تعلمه أنت و هو أن التقسيم أمر صعب جدا و لا يمكن مقارنة حالة السودان و إسقاطها على ليبيا أو مصر أو سوريا فليبيا مقسمة طبيعيا و حقيقيا من خمسين سنة فالأمر فيها تحصيل حاصل..
ثم قولك أن ثورة الشريف حسين قسمت العرب إلى 22 دولة و المسلمين إلى خمسين دولة كلام لا يمت للحقيقة بصلة فلا علاقة للحسين بتقسيم بقية المسلمين ولا علاقة له بتقسيم العرب إنما تأثيره محدود جدا فدول العرب في شمال إفريقيا مقسمة طبيعيا من زمان طويل و العراق موجود من قديم و الحجاز الصراع فيه قديم و اليمن منفصل من زمان و الإمارات الخليجية عبارة عن مشايخ من القبائل ثم ثورة الحسين لم تكن ثورة شعبية إنما هو فقط إستغلال الغرب لطمع شخص في الملك..
أما باقي كلامك عن الأمويين و العباسيين فكلام لا يوجد ما أرد عليه فكله باطل .

أما كلام الأخ مواطن فأرد عليه بقولي أنك يا أخي أنت الذي لا يعرف الفرق بين التوكل و بين التواكل فالإعتقاد أن النصر على الحكام العرب مستحيل كلام لا يقوله من يعرف معنا للتوكل مع أن مثل هذا الحدث له مئات الأمثلة المتكررة عبر التاريخ و أنت للأسف تعتقد أن النصر على أمريكا ليس فقط مستحيل بل هو عندك أكثر من ذلك مع أنك ترى أن طالبان ببضع بنادق إنتصروا عليها و لم يتركوا لها أي مجال و هي اليوم تجر أذيال الهزيمة لكنك للأسف لا ترى هذا النصر ولا تريد أن تراه و نفس الهزيمة منيت بها أمريكا في العراق التي ستكمل إنسحابها المخذول خلال هذا الشهر فماذا فعلت أمريكا في حربيها هناك لم تسطع فعل شيء ألقت الألاف المؤلفة من القنابل فلم تنفعها شيء و جنودها هناك لا يتحركون إلا بالحفاظات فهم لا يستطيعون قضاء حاجاتهم إلا في ملابسهم و إذا لم تدرك أن هذه هزيمة لأمريكا فهذه كارثة كبرى تحتاج معها إلى المراجعة زيادة على أن خسائرها هناك تسببت في إسقاطها إقتصاديا و إغراقها في أزمة لن تخرج منها أبدا و المجاهدون في العراق و أفغانستان ليس لهم أي مدد على الإطلاق ولا يوجد أحد يمدهم بالمال أو بالسلاح فلو كنت انت عراقي أو أفغاني لكنت مع الأمريكان لأنك ترى من الإستحالة القطعية محاربتها و ترى أن هذا جنون و تواكل بينما هو في حقيقته توكل تام على الله عز وجل فالمجاهدون هناك يعتقدون أن الله عز وجل سينصرهم بتدبيره ولا يهم لا صواريخ أمريكا ولا قنابلها و لا أقمارها الصناعية ولا طائرتها التي لا طائر فيها ولا تجسسها على الهواتف ولا أي مخابراتها على الأرض فمع كل هذه القدرات الرهيبة لم تستطع القضاء على بضعة ألاف من المجاهدين لا يملكون من وسائل الصراع العصرية شيئا فهذا هو التوكل أخي الكريم و إذا كان هذا مع أمريكا و من خلفها الناتو فكيف بطاغوت عربي حقير لا يملك لا وسائل تكنولوجية ولا صواريخ دقيقة ولا طائرات بدون طيار ولا قدرة كبيرة على التجسس فالحكام العرب من أضعف الحكام على الإطلاق و لولا التخذيل المستمر من علماء السلاطين لما بقي طاغوت في كل البلاد الإسلامية ..

اي انتصار الذي حققه طالبان اخي الفاضل
صحيح هم نجحوا في نصب كمين او اسقاط عدة طائرات عمودية وقتل اعداد من افراد الجيش لامريكي
لكن مقابل ماذا ؟
مقابل مئات الالاف من الابرياء قتلوا على ايدى القوات الغازية ,,,,
وثانيا هل هذا يكفي حين ترى القوات الامريكية تفشل في مهماتها ؟
هل فشل في المهمة يعد هزيمة ؟
وهل هذا الفشل يشفي الغليل ؟
نعم ,, تأزم الاقتصاد الامريكي لكن هذا لا يعني بان القوى الامريكية ستتاثر ,,
الترسانة العسكرية هي التي تحمي الولايات المتحدة لا اقتصادها
نعم ,, فالازمة التي ابتليت بها قد تأثر سلبا ,, لكن على الرئيس الحاكم وحزبه سواء في البرلمان او في مجلس الشيوخ لا على الولايات المتحدة

هزيمة امريكا يا ان تأتي من الداخل او عن طريق الغزو الخارجي الذي من خلاله يمكن التوغل داخل امريكا وملاحقة المجرمين ,,
هذه هي الهزيمة

طارق منينة
12-02-2011, 07:45 PM
لم يرد الاخ وعد على اسئلتي وللمرة الكام لم يرد!
اما كلمة المواطن

هل فشل في المهمة يعد هزيمة ؟
نعم يعد هزيمة خصوصا اذا كانت المهمة كبرى ووضع في سبيلها ماوضع من اموال وقوات وطاقات وانفقت في صد واحتلال ماانفقت لاجله وخططت
وخصوصا اذا كانت بحجم امبراطورية!
ليس هذا مجال ي للكلام عن طالبان وغيرها وانما علقت هنا على سؤال اخي مواطن
وقد فشلت مهمة الاحزاب في احتلال المدينة وفشلت مؤامرات ابي سفيان في قتل النبي وكلها تعد نصرا للنبي لانها لم تمنع اكمال الرسالة ولاقدرت على قتله والانتهاء من اصحابه صلى الله عليه وسلم
وفشلت محاولات يهود وفشلت محاولات النفاق في اُحد وحتى مؤامرات زعيم النفاق في التثبيط او التقليب او اثارة الخلاف او مسجد ضرار فشلت كلها ومات المتآمر وانفض حزبه ...وكلها كانت نصرا للنبي واصحابه
ان المهمة الكبرى ايا كانت اذا فشلت ورجع العدو ال قهقري الى الخلف واالى الابد فانه لاشك هزيمة فاضحة
لكن اين الاجابة على اسئلتي؟

متروي
12-02-2011, 07:58 PM
اي انتصار الذي حققه طالبان اخي الفاضل
صحيح هم نجحوا في نصب كمين او اسقاط عدة طائرات عمودية وقتل اعداد من افراد الجيش لامريكي
لكن مقابل ماذا ؟
مقابل مئات الالاف من الابرياء قتلوا على ايدى القوات الغازية ,,,,
وثانيا هل هذا يكفي حين ترى القوات الامريكية تفشل في مهماتها ؟
هل فشل في المهمة يعد هزيمة ؟
وهل هذا الفشل يشفي الغليل ؟

قلت لك من قبل إنك لا ترى هذا النصر ولا تريد أن تراه و الآن أقول أنك لا تستطيع أن تراه لأنك للأسف تعاني من هزيمة نفسية ..
فطالبان لم ينجحوا فقط في نصب الكمائن بل نجحوا في طرد الأمريكان و الناتو من أمريكا و سيخرجون عما قريب يجرون أذيال الهزيمة وراءهم ألاف القتلى و ملايير الدولارات من الخسائر فإذا لم تكن هذه هزيمة فأنت لا تعرف أصلا معنى للنصر أو معنى للهزيمة..
ثم هل ألاف القتلى تحول النصر إلى هزيمة فعلى كلامك هذا كل الناس مخطئة في إعتبار الفيتنام منتصرة و كل الدنيا على خطأ لأنها إعتبرت الجزائر إنتصرت على فرنسا بمليون ونصف شهيد بل و كل الدنيا على خطأ بإعتبارها أن الحلفاء إنتصروا على دول المحور ما دام الفاتورة هي 50 مليون قتيل بل نعتبر الإتحاد السوفياتي إنهزم في معركة ستالينغراد مادام أن القتلى 23 مليون ؟؟؟
أما قولك أن الفشل في المهمة لا يعتبر هزيمة ؟؟؟ فهو كلام من أغرب ما سمعت ؟؟؟؟
أما أنه يشفي الغليل فليس ذاك فقط بل ينعش النفس و يرقص القلب ؟؟؟


نعم ,, تأزم الاقتصاد الامريكي لكن هذا لا يعني بان القوى الامريكية ستتاثر ,,
الترسانة العسكرية هي التي تحمي الولايات المتحدة لا اقتصادها
نعم ,, فالازمة التي ابتليت بها قد تأثر سلبا ,, لكن على الرئيس الحاكم وحزبه سواء في البرلمان او في مجلس الشيوخ لا على الولايات المتحدة
هزيمة امريكا يا ان تأتي من الداخل او عن طريق الغزو الخارجي الذي من خلاله يمكن التوغل داخل امريكا وملاحقة المجرمين ,,
هذه هي الهزيمة


يا أخ مواطن أنت تتكلم بكلام مرسل ليس له اي دليل فهل نفعت الترسانة العسكرية الإتحاد السوفياتي و منعته من السقوط و الإنهيار بعد هزيمته في أفغانستات فما لم ينفع الروس لن ينفع الأمريكان و هذا دليل من الواقع ؟؟؟
أما أن الأزمة تأثر فقط على الرئيس و البرلمان فللأسف كلام أخر لا تملك عليه دليل بل هو بعيد جدا عن الواقع و كأنك لا تتابع الأخبار فاقرأ إن شئت حجم الدين الأمريكي المهول و اقرأ عن إرتدادات الأزمة على كل دول أوروبا فهي لم تكتفي بالرئيس و البرلمان و أمريكا بل إمتدت لتشمل كل الإقتصاديات الرأسمالية فإذا لم يكن هذا في نظرك نصر فهذا شأنك فتعريفك للنصر و الهزيمة لا يشاطرك فيهما أحد ؟؟؟

مواطن
12-03-2011, 03:57 PM
النصر ,,
اطرح سؤال

افترضنا جدلا بان اسرائيل عازمة على غزو ايران
اتعلم بماذا ستخطط اسرائيل اولا قبل الموجهه العسكرية ؟؟

تعمل اولا على حماية المدنيين
ستشاهد نزوح غير مسبوق من الاسرائليين الى بقية دول العالم لفترة مؤقته
والبقية منهم سيتحصنون تحت الارض مع وجود كمية كافية من المؤن
وغير التدريبات المكثفة مع توزيع ملابس واقية تحميهم من الغبار النووي المحتمل او الكيماوي

فاين نحن من هذا كله ؟؟
الا يعلم المقاتلون او الحكومات بانهم مسؤولون عن حماية الابرياء اولا قبل التنفيذ لاي عملية ؟
هل نحتفل لمجرد انهم فقط فشلوا او نحتفل لمجدر ان المقاتليين نجحوا في عرقلة اي مشروع مخطط ؟
بينما نترك المدنيين يقتلون ويسفك دمائهم بهذه البساطة
نترك امرأة المسلمة تنهان ينهك عرضها امام زوجها او اولادها
نترك الاجنه تتشوه ويستمر هذا التشوه حتى للاجيال لاقادمة ؟؟؟؟
والطفل تسرق طفولته يعيش في حالة رعب دائم
فبئس النصر هذا الذي نتوهم به

,,,,,,,,,,,,,
اما انهيار الاتحاد السوفيتي جاء من الداخل

على العموم شكرا لكم

وعد الآخرة
12-04-2011, 12:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

لقد أسعدني هذا الحوار الجاد والمتابعة المسئولة من إخوة كرام نعرف كلنا قدرهم وأهميتهم في دفع الإلحاد وكشف زيفه وهشاشة بنائه – ولا نزكي على الله أحداً -.
وأقول للأخ الحبيب طارق ...



لكن اين الاجابة على اسئلتي؟


رويداً رويداً يا أخي ...

فليست قضايا الأمة بالتي يمكن الإجابة عليها بنعم أو لا أو بعبارة صح أو خطأ ...

ولا بد من توضيح بعض الأفكار .. من خلال أوامر كتاب ربنا جل وعلا ....
مع توضيح ما يفكر به أعداؤنا ...
وتأكيد هذه الأفكار من خلال الواقع القريب والبعيد ... وشرح حقيقة ما يجري – وفق رأيي الذي لا ألزم به أحداً - .

وأعدك أن تتلقى الأجوبة على أسئلتك من خلال المشاركات المتتالية والتي تفصل الإجابة حسب ما يقتضيه البيان ومقتضى حال الأمة ..

نتابع الحديث عن مكر الكافرين بين كلام الله ودلائل الواقع ...

وضحنا في المشاركة السابقة الهدف الرئيسي من كل الكيد والمكر الذي بدأت ملامحه تظهر خلال المائة عام الأخيرة..
وهذا الهدف مثبت في كتاب الله عز وجل ( المسجد الأقصى )، وبينا أن أكثر المستهدفين هي الدول المحيطة بفلسطين أو ما يسمى سياسياً ( دول الطوق ).
وتوقفنا في المشاركة السابقة عند نجاح المرحلة الأولى من هذا الهدف عام 1918 م والسماح لليهود بالدخول إلى فلسطين وإقامة المعسكرات فيها ...

نتابع حديثنا بعد هذه الفترة وسأخصص حديثي في الفترة القادمة عن دول الطوق وهي ( لبنان، سوريا، الأردن، ومصر )
لكي لا يتشعب الموضوع ويأخذ أكثر من اللازم، وبما يكفي لتوضيح الخطة وربط أحداثها وأبعادها ...

إن الثورة العربية الكبرى عام 1916 م، قد نتج عنها كيانات ضعيفة مفتتة ولا تملك من القوة ما تستطيع أن تدير به شئونها فضلاً عن أن تدافع به عن نفسها مما أدى إلى دخول القوات الصليبية الغازية واحتلال هذه الدول دون أي مقاومة تذكر.

فسوريا والتي كانت تضم لبنان وقتها كانت من نصيب الاحتلال الفرنسي والتي دخلها في عام 1920 م وأكمل احتلالها عام 1923 م بتفويض من عصابة الأمم المتحدة على المسلمين.

تم تقسيم لبنان عن سوريا عام 1920 م بما يسمى ( دولة لبنان الكبير ) - بالطبع أسماء رنانة وجذابة - وتم إعلان قيام الجمهورية اللبنانية عام 1926 م .

أما الأردن فكانت من نصيب الاحتلال البريطاني – سبحان الله نفس الدول التي حررت ليبيا وستقوم بتحرير باقي الدول العربية اليوم، لم المبالغة فربما تكون صدفة ( تعليق إلحادي ) – الذي عين الأمير عبد الله بن الحسين الهاشمي ملكاً عليها – مما يؤكد التزامهم بوعودهم واحترامهم لإرادة الشعب الحرة – وقد أعلن عن تقسيمها وتأسيسها عام 1921 م، وبالطبع كل ذلك بمباركة واعتراف وتفويض عصابة الأمم المتحدة على المسلمين.

أما مصر ورغم احتلالها المباشر منذ عام 1882 م والذي مهد لاحتلال بقية الدول العربية فقد أُعلن انفكاكها عن الخلافة العثمانية عام 1914 م ودخولها في مرحلة النموذج الصليبي للحكم ليتم بعد ذلك رفع الحماية البريطانية عنها عام 1922 م – طبعا الحماية من العدو الذي هو نفسه المحتل والذي يقوم بالحماية -.

دخلت دول الطوق بمرحلتين مختلفتين ...
فبينما كانت سوريا – ولبنان فيما بعد – تكافحان للتحرر من قبضة وبطش المحتل الغاشم، كانت الأردن ومصر في بداية الطفولة الديمقراطية من خلال تجارب الدساتير والانتخابات الغربية وتشكل الأحزاب والهيئات والمجالس النيابية والوزارية وصعود قوى وضمور أخرى ..

في نفس التوقيت كانت العصابات اليهودية تشتري الأراضي الفلسطينية وتجهز المعسكرات وتدرب أفراد العصابات المهاجرة من شتى أنحاء الأرض وتدرس وتخطط وتقتل وتنكل بالفلسطينيين بدم بارد ( ودون أي تغطية إعلامية ).

مضت هذه الفترة بكل ما فيها من حزن وألم .... لنصل إلى ..

عام 1943 م أعلن استقلال لبنان عن الدولة المحتلة فرنسا، وانسحبت القوات الفرنسية الغاشمة عام 1946 م.
في عام 1946 م انسحبت آخر القوات الغازية الفرنسية من سورية.
نلاحظ هنا أنه تم إعلان استقلال الجزء المقسوم قبل الجزء المقسوم منه وذلك لتثبيت الدولتين المقسمتين في عصابة الأمم ومنع اندماجهما مرة أخرى ...

في عام 1946 م أيضاً تم إنهاء الاحتلال( الإشراف ) البريطاني للأردن.

أما مصر ففي هذه الفترة كانت كما ذكرنا تعاني من تجارب الحياة الديمقراطية واختبارات تغيير الدساتير واحتمالات تولي الملك القاصر ومجلس الولاية على العرش وما يتخلل ذلك من مكائد واصطفافات، وطبخ الوعي السياسي للثورة على الملكية والتي بدأت الاستعدادات لها في هذه الفترة.

قبل أن تستقل هذه الدول سارعت إلى الانضمام وتشكيل جامعة الدول العربية ( بناء على فكرة من وزير خارجية الاحتلال البريطاني عام 1941 م ودعوة من وزير خارجية مصر آنذاك عام 1944 م ) – أي أن الجامعة العربية تم تأسيسها من قبل مجموعة دول يخضع معظمها للاحتلال الأجنبي الصليبي – وفي عام 1945 م تم إنشاء جامعة الدول العربية كتكريس حقيقي ونهائي لتقسيم الدول العربية وفق نماذج الحكم الصليبي في معظم هذه البلدان.

ونلاحظ أن القوات المحتلة لم تغادر – شكلاً – هذه الدول إلا بعد تفعيل هذا التقسيم ووضعه ضمن الأطر القانونية التي تضمن عدم العودة أو محاولة الرجوع عنه ..

وبعد استقلال دول الطوق – شكلاً – عام 1946 م...

في عام 1948 م نجحت المرحلة الثانية من الهدف الثاني ( القدس ) وهي إعلان قيام كيان عصابات يهودية صهيونية على أرض فلسطين الحبيبة واعتراف عصابة الأمم المتحدة على المسلمين به فوراً.

يا حسرة على العباد .. !؟

والحمد لله رب العالمين

يتبع ...

طارق منينة
12-04-2011, 01:53 AM
احبك الله ياوعد الآخرة وهداك الى الحق في مسألتنا بتواضع جم

مواطن
12-04-2011, 07:27 AM
اقتباس
(( فسوريا والتي كانت تضم لبنان وقتها كانت من نصيب الاحتلال الفرنسي والتي دخلها في عام 1920 م وأكمل احتلالها عام 1923 م بتفويض من عصابة الأمم المتحدة على المسلمين.

تم تقسيم لبنان عن سوريا عام 1920 م بما يسمى ( دولة لبنان الكبير ) - بالطبع أسماء رنانة وجذابة - وتم إعلان قيام الجمهورية اللبنانية عام 1926 م ))



المشكلة في الاقليات اخي وعد
لان الموارنة او المارنيون ارادوا التحرر من النظام الاسلامي او العثماني
فرحبوا بالبوارج الفرنسية التي رست على الشاطئ اللبناني بقيادة جنرال غورو

والطامة الكبرى بعد ان نجح الملك فيصل في توحيد الصفوف اللبنانية لاعلاء كلمة العروبة او ضم لبنان لى سوريا لفترة مؤقتة
اعلن جنرال غورو الحرب على سوريا


والان تخيل لو الاقليات الحالية رضيت بالنظام العربي او الاسلامي او حتى بالانظمة العربية التي سقطت
ترى هل سييعترف المجتمع الغربي والامريكي بهذا النسيج التعددي المتماسك في الوطن العربي
ام سيلجأ الى الخيار العسكري تحت اي ذريعة ؟

بصيغة اخرى
هل الحرب على الدول العربية وشيكة او حتمية في حال لو وقفت الاقليات الى جانب الانظمة العربية ؟

وعد الآخرة
12-05-2011, 08:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

بعد الإثبات في المشاركتين السابقتين من أن المكر والكيد بالمسلمين خلال المائة عام الأخيرة يسير وفق مخطط ممنهج للوصول إلى هدفهم الرئيسي المثبت في كتاب الله عز وجل ( المسجد الأقصى ) – وَلِيَدْخُلُوا۟ ٱلْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍۢ-

وبعد أن تبين أن المخطط يركز بشكل خاص على دول الطوق وهي ( لبنان، سوريا، الأردن، ومصر ) .. توقفنا في المشاركة السابقة عند نجاح المرحلة الثانية في عام 1948 م وهي إعلان قيام كيان عصابات يهودية صهيونية على أرض فلسطين الحبيبة واعتراف عصابة الأمم المتحدة به فوراً....

في الحقيقة كنت سأدخل إلى المرحلة الثالثة مباشرة ولكن آثرت أن أنقل مرة أخرى – من علوم أعدائنا – وذلك تحقيقاً للفائدة ولإتمام عملية الربط لأنه وكما قال أخونا الفاضل " مجرد إنسان " ..



أولاً: للعلوم السياسية مفاهيم ومداخل وأزقة وشوارع (ابتسامة) تحتاج إلى "دربة" لفهم ماهيّتها وقواعدها، وهذا هو الذي لا يدركه بعض مشايخنا ممن نجلّهم ونحترمهم.

ثانيا: التنظير شيء...والتطبيق شيء آخر...وتنزيل النصوص على أرض الواقع شيء ثالث...وهنا مناط افتراق المواقف

ثالثاً: "النظرة السياسية" هي إمساك بالعديد من الخيوط في ذات الوقت...وتعتمد على فقه الموازنات والنظر إلى المقاصد بدرجةٍ كبيرة، ومثل هذه الأمور هي خاضعةٌ للاجتهاد أولاً -ومناط الاجتهاد قائم على الملَكَةَ العقلية والفكريّة للشيخ المجتهد- وثانياً: تعتمد على ملاحظة التغير شبه اليومي في الأمور التي تجري الموازنة فيها، متفقةً في ذلك مع حال أسهم البورصة في صعودها ونزولها، لذلك فالتقييم والمواقف تتباين من لحظةٍ إلى أخرى



وكما ذكرت سابقاً فإن هذا النقل - من علومهم - لا يعني أنني أثبت أو أنفي هذا الكلام أو أنني مقتنع ببعض أو كل ما جاء فيه ولكن هذه علومهم وبها يعملون ومن تعلم لغة قوم أمن مكرهم ..

وأيضاً لو تدبرنا هذا العلم لوجدنا أن له أثر واضح في القرآن الكريم من خلال قصة نبي الله موسى عليه السلام وفرعون وكيف تم استخدام ومحاولة التأثير بالجموع – الجماهير – وكيف انتفض فرعون عندما خبا أثره أمام الحق المبين فصرخ ..
﴿١٢٢﴾ قَالَ فِرْعَوْنُ ءَامَنتُم بِهِۦ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌۭ مَّكَرْتُمُوهُ فِى ٱلْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا۟ مِنْهَآ أَهْلَهَا ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿١٢٣﴾ الأعراف

أترككم مع هذا النقل وهو دراسة لدكتورة في علم النفس ( ح – ه ) عن كتاب ( علم نفس الجماهير ) وما أسميه أنا ( إدارة الجماهير ) ..
ولن أضع المصدر ومن أراده يمكن أن يبحث عنه في محركات البحث على الانترنت ..

وأنوه إلى بعض الفقرات لأنه سيتم استخدامها بشكل واضح في المرحلة الثالثة – القادمة في الشرح – والمرحلة الرابعة التي نعيشها اليوم وسيكون ربط ذلك جلياً وواضحاً ....

أترككم مع النقل ..

تحتل الجماهير في التاريخ البشري موقعا أساسيا لجهة الادوار التي لعبتها ولا تزال على مسرح التغيرات السياسية والاجتماعية. وهي ادوار منها ما اتسم بالسلبية عبر الدعم الذي اعطته لقوى استبدادية او لايديولوجيات فاشية واوصلتها الى سدة الحكم، او عبر التضحيات العظيمة في سبيل قضايا وطنية واجتماعية، مما يجعلها تجمع بين القدرة على التدمير والقدرة على التضحية الكبرى في آن واحد. لقد شكلت الجماهير القاعدة التي تستند اليها الاحزاب السياسية والنقابات العمالية في عمليات التعبئة من اجل تحقيق مطالبها. توسعت الدراسات خلال القرن العشرين في بحث ظاهرة الجماهير من جميع الجوانب، واحتل علم النفس موقعا مهما في هذه الدراسات حتى بات هناك علم قائم في ذاته هو علم نفس الجماهير، يهدف الى دراسة الشروط التي تجعل انبثاق ظاهرة الجماهير ممكنة في هذا البلد او ذاك، وفي الظروف التي تجعل الجماهير عنصرا في الوصول الى حكم ديموقراطي او الى اشكال اخرى من الحكم الاستبدادي. في هذا السياق فإن كتاب غوستاف لوبون "سيكولوجية الجماهير"،الذي صدر اواخر القرن التاسع عشر، لا يزال يحتل موقعه في دراسة نفسية الجماهير، بوصفه مرجعا لا غنى عنه لكل باحث في هذا الميدان.


يلخص لوبون نظريته حول الجمهور بجملة مسائل تتناوله بصفته ظاهرة اجتماعية، تفسر عملية التحريض التي يخضع لها بأنها عملية انحلال الافراد في الجمهور والذوبان الكلي فيه. من هنا يمكن تفسير الدور الذي يلعبه القائد في تحريك الجماهير حيث يقوم بالدور اياه الذي يقوم به التنويم المغناطيسي، على غرار ما يقوم به الطبيب النفسي في علاجه لمريضه. اثبتت معاينة الحركات الجماهيرية وقائع عدة في مقدمتها أن هذا الجمهور يمتلك وحدة ذهنية، ويتحرك بشكل لا واع.

يرى لوبون ان للجماهير خصائص تميزها عن الافراد، حيث تتناول الخاصية الاولى ذوبان الشخصية الواعية للافراد وتوجيه المشاعر والافكار في اتجاه واحد. الجمهور النفسي "ايا تكن نوعية الافراد الذين يشكلونه، وايا تكن نوعية الافراد الذين يشكلونه، وايا يكن نمط حياتهم متشابها او مختلفا، وكذلك اهتماماتهم ومزاجهم او ذكاؤهم، فإن مجرد تحولهم جمهوراً يزودهم نوعاً من الروح الجماعية، هذه الروح تجعلهم يحسون ويتحركون بطريقة مختلفة تماما عن الطريقة التي كان سيحس بها ويفكر كل فرد منهم لو كان معزولا". في حالة الجمهور تتلاشى الشخصية الواعية للفرد وتصبح شخصيته اللاواعية في حالة من الهياج، ويخضع الجميع لقوة التحريض وتصيبهم عدوى انفلات العواطف، بحيث تلغى شخصية الفرد المستقل ويصبح عبارة عن انسان آلي ابتعدت ارادته عن القدرة على قيادته.

من هذه الخصائص أيضاً،(الثانية) سرعة انفعال الجماهير وخفتها، فالجمهور يقوده اللاوعي كليا تقريبا، فهو عبد للتحريضات التي يتلقاها، والجمهور كالانسان الهمجي لا يعبأ بأي عقبة تقف بين رغبته وتحقيق هذه الرغبة. والجمهور سريع التأثر وساذج في الوقت نفسه وقابل لتصديق كل شيء، وهو "يشرد باستمرار على حدود اللاشعور ويتلقى بطيبة خاطر كل الاقتراحات والاوامر"، كما يمتلئ الجمهور بنوع من المشاعر الخاصة بكائنات لا تستطيع الاحتكام الى العقل او القادرة على اتباع روح نقدية. كما ان العواطف التي يعبر عنها الجمهور سواء اكانت طيبة ام شريرة، تحوي تناقضا لجهة التضخيم او لجهة التبسيط، حيث "يتحرر الأبله والجاهل والمسود من الاحساس بدونيتهم وعدم كفاءتهم وعجزهم، ويصبحون مجيشين بقوة عنيفة وعابرة، ولكن هائلة".

وتتميز الجماهير ايضا (ثالثا) بالتعصب والاستبدادية والنزعة المحافظة، وهو امر ناجم عن كونها لا تعرف سوى العواطف البسيطة والمتطرفة، مما يجعلها تقبل الافكار والعقائد او ترفضها دفعة واحدة. والجماهير غير مهيأة لاحترام النزعات الاخلاقية لكونها صاحبة نزوات وغرائز شديدة الهيجان. لكن هذا الجمهور القادر على القتل والتدمير في ظروف معينة وحالات محددة، هو نفسه الجمهور القادر على القيام بأفعال تتسم بالتضحية والنزاهة والبطولة في سبيل قضايا اجتماعية ووطنية. فتعاطف الجماهير مع حدث ما قد يتحول نوعاً من العبادة، كما أن النفور من شيء قد يتحول مباشرة حقداً. يشار هنا الى انّ مؤسسي العقائد الدينية او السياسية كانوا مدركين أهمية فرض عواطف التعصب الديني على الجماهير وسيلة ايمانية تدفع بمعتنقيها الى التضحية غير المحدودة في سبيلها. من هنا تبدو احدى السمات العامة للعقائد، الدينية منها وغير الدينية، ان شرط ترسخها في معتنقيها مرهون باكتسابها حلة دينية ذات توجه ايماني مطلق بما يمنع عنها المناقشة في مدى صحتها.

يشير لوبون الى الجماهير الانتخابية خلال مواسم الانتخابات، فيرى انها غير متجانسة، ومن خصائصها ضعف قابلية التفكير العقلاني، وانعدام الروح النقدية لديها، واتسامها بالنزق وسرعة الغضب، والسذاجة وسرعة التصديق، اضافة الى تبسيط الامور واستسهال اطلاق الاتهامات يمينا ويسارا. فالناخب عليه واجب تملق المرشح واستخدام الموسم الانتخابي لتحقيق رغباته واطماعه، والمرشح في الفترة نفسها ملزم ان يغمر الناخب بالتزلف والتملق وتوزيع الوعود عليه والاستجابة الكلامية لطلباته

على رغم ان كتاب لوبون يعكس الحياة السياسية للمجتمع الفرنسي في القرن التاسع عشر، ومعاينته للاضطرابات التي عرفتها فرنسا منذ ثورتها الكبرى عام 1789 وما تبعها من تحولات دراماتيكية خلال القرن التالي، الا ان ما اثاره من قضايا في شأن تحليل نفسية الفرد عندما يدخل في الجمهور، لا تزال تحظى باهتمام كبير في الزمن المعاصر في ظل استخدام الجماهير في الحياة السياسية العربية بما يخدم بشكل رئيسي اليوم صعود الحركات الاصولية المتطرفة واستخدامها الجماهير في اثارة المشاعر وتجييش الاحقاد والكراهية ضد الاخر. من هنا يحتل كتاب غوستاف لوبون موقعه بوصفه واحدا من الكتب القديمة - الحديثة في فهم قضية الجماهير وكيفية التعامل معها لجهة توظيفها بما يخدم هذه الجماهير نفسها.


دينامية العلاقة بين الجماهير والسلطة:
حين تكون السلطة منطقية وشرعية وقائمة على الديمقراطية وحرية الكلمة وملتزمة بها ، وحين تكون الجماهير على درجة جيدة من التعليم والثقافة ولديها ملكة التفكير النقدي يصبح الأمر علاقة سلطة ناضجة بجماهير ناضجة فيسود العقل وتحتل الموضوعية مساحة كبيرة في العلاقة بين الطرفين فلا تتحول إلى حب حتى التقديس والاستلاب أو إلى كراهية حتى التدمير. ونتاج ذلك منظومة سياسية واجتماعية تتسم بالسلام وارتفاع معدلات الإنتاج والنمو والإبداع.

أما حين تكون السلطة غير منطقية، أو غير شرعية، أو استبدادية، أو فرعونية ، حينئذ تسود ديناميات مرضية مثل الكذب والخداع والنفاق والعدوان السلبي واللامبالاة من جانب الجماهير، بينما تتعامل السلطة مع الجماهير بازدراء وشك وتوجس، وترى أنها غير جديرة بالتحاور والتشاور وإنما تساق بالعصا. وإذا وصفنا نمط هذه العلاقة بمصطلحات علم النفس نقول بأنها علاقة بين والد ناقد مستبد وطفل يميل إلى العدوان السلبي. وهذا الطفل العدواني السلبي ينتظر اللحظة المناسبة لينقض على الوالد الناقد المستبد ليتحول بذلك إلى طفل متمرد. وبالتعبير الشعبي الدارج نصف هذه العلاقة بأنها علاقة القط والفأر.

هذان هما القطبان المتضادان على متصل العلاقة بين السلطة والجماهير وبينهما درجات عديدة من أشكال العلاقات حسب نوعية السلطة وطبيعة الجماهير.

تزييف الوعي:
ولكي تتمكن السلطة من قيادة الجماهير دون مواجهات أو مشكلات أو اضطرار للحل الأمني بكثرة فإنها تقوم بتشكيل وعي الجماهير بما يتفق مع مصالح السلطة، وهى تلح طول الوقت بأن ما تفعله هو في صالح الجماهير ، وقد تتمادى السلطة في تشكيل الوعي الجماهيري حتى تصل إلى تزييف ذلك الوعي خاصة حين تكون أهداف السلطة غير مشروعة وغير أخلاقية، لذلك فهي تقوم بتزييف وعي الجماهير حتى يرى تلك الأهداف الذاتية غير الأخلاقية أهدافا عظيمة ومشروعة ويخيل إليه أن السلطة تسعى لصالحه. وبالطبع فإن هذا العمل يتطلب مهارات عالية لذلك يختار أصحاب السلطة ذوي الكفاءات في الإعلام الموجه للإلحاح ليل نهار على حواس الجمهور من خلال الصحيفة والإذاعة والتليفزيون لإقناعه بما تراه السلطة.

وقد يتم التزييف من خلال شخصية كاريزمية في السلطة أو في المجتمع يتم من خلالها تسويق أفكار السلطة إلى الجماهير التي تتقبل هذه الأفكار بناء على تقبلها وحبها للشخصية الكاريزمية. وهذا التزييف لوعي الجماهير وبالتالي لخياراتهم يحدث في الأنظمة المستبدة والأنظمة الديمقراطية على السواء، ولكن تختلف وسائله وأساليبه ودرجة فجاجته أو وقاحته من مجتمع لآخر فبينما يحدث في الأنظمة المستبدة بشكل سلطوي غاشم يمجد إرادة الفرد ويرفعه إلى مصاف الآلهة نجده في الدول الديمقراطية يحدث من خلال آلة إعلامية هائلة التأثير تقوم بعمل غسيل مخ للفرد وتوجهه إلى حيث تريد من خلال التأثير على أفكاره ورؤاه.

والجماهير بعد تزييف وعيها تصبح كائنا انفعاليا غير منطقي يميل إلى التحيز على أساس عاطفي وحماسي ، ويميل إلى الاندفاع في الاتجاه الذي يحدده له من قاموا بتزييف وعيه. وهذا السلوك الجماهيري يستمر على هذا النحو إلى أن تكتشف الجماهير أنها قد غرر بها أو خدعت، وحينئذ يتغير مسارها وتنقض بلا رحمة على من غرروا بها أو خدعوها ، وقد يحدث هذا التحول بسبب كارثة كبرى تقع (هزيمة عسكرية ساحقة أو انهيار اقتصادي يهدد لقمة العيش) أو بسبب تراكم جرعات الوعي التي يبثها بعض المصلحون من أبناء الشعب.

الخصائص العامة للجماهير العربية:
1 - السلبية:
ربما يدهش بعض المراقبين تلك السلبية الشعبية غير المسبوقة تجاه الأحداث الساخنة ، والحقيقة أن هذه السلبية ليست حالة طبيعية وإنما هي نتيجة جهود حثيثة عملت على مدى سنوات طويلة على خلق حالة من السلبية الفردية وإعلاء قيم المصلحة الذاتية، وإعاقة أي بادرة للتجميع أو الفعل، والهدف في النهاية هو التأكيد على بقاء الوضع القائم برضا الجميع.

وقد تحدثنا للتو عن تأثير أجهزة التليفزيون والكومبيوتر على الوعي العام، وهنا سنزيد من رؤية هذا التأثير بطريقة كمية ونوعية، فلو حسبنا الساعات التي يقضيها الناس أمام هذه الأجهزة لوجدناها بالملايين، أي أن هناك ملايين الناس يقضون ملايين الساعات أمام الشاشة. والأمر لا يقتصر على استهلاك طاقة ملايين الأجساد وإنما يمتد إلى عقولهم، فكثير من البرامج تقتل ملكة التفكير النقدي وتدع الشخص في حالة تلقي سلبي لكل ما يراه على الشاشة أو معظمه ويشاهد برامج مبلدة للعقول ومخدرة للتفكير النقدي الواعي ومحشوة بالتفكير الخرافي أو الاستهلاكي وقاتلة لأي قدرة على الفعل الاجتماعي الجاد والمؤثر.

وهذا النوع من المشاهدة السلبية يعود المشاهد على أن دوره لا يتعدى حالة المشاهدة فهو كل يوم يرى في نشرات الأخبار من يقتلون أو يدمرون أو يزورون وهو لا يبرح مكانه أمام الشاشة ومن هنا تتكون لديه عادة الاكتفاء بالمشاهدة و في أقصى تقدير التحسر على ما يحدث والدعاء على من يفعلون والغضب ممن يسكتون وفقط. وربما يفسر لنا هذا سلبية الناس أمام أحداث كانت تحركهم لأقصى درجات التحريك فمثلا حدثت حالات اغتصاب أو محاولات اغتصاب في بعض الميادين العامة دون أن يحدث التدخل الشعبي المتوقع، وحدثت عمليات قتل وبلطجة في كثير من الأحداث دون أن تكون هناك استجابة مكافئة لذلك وكأن الناس تعودوا على المشاهدة دون الفعل من خلال ملايين ساعات المشاهدة التليفزيونية أو الكومبيوترية.

وما يتبقى من الوعي يتم تسكينه أو تخديره بواسطة السينما أو الإذاعة أو الصحف أو المباريات الرياضية أو الانتخابات الشكلية أو الحوارات الإلهائية أو الوعود الزئبقية ، وكلها تساهم في امتصاص طاقة رد الفعل الإنساني. وقد يقول قائل إن هذا تجن على وسائل الإعلام والوسائط التكنولوجية الحديثة ، فهي وسائل تنوير وإيقاظ للوعي وتحريك للمشاعر ودفع نحو التغيير ، وهذا صحيح ولكن في حدود ضيقة تجعل هذه التأثيرات الإيجابية في حكم الاستثناءات في كثير من دول العالم خاصة دول العالم الثالث التي تبقى يقظة للحيلولة دون تجاوز البرامج الجادة حد الخطورة أو التأثير ، فهي لا تمانع في وجود بعض من هذه البرامج الموقظة للوعي أو الكاشفة للحقيقة ولكن في حدود تجعلها مجرد تزيين للصورة العامة ودرء للاتهام بالتزييف الشامل ، وتحسين الصورة في الخارج والداخل ، مع الإبقاء على التفوق النوعي والكمي لبرامج وفعاليات غسيل العقول وتخدير الهمم وتزييف الوعي والحيلولة دون انتصاب الفعل الإنساني في اتجاهات التغيير الحقيقي. فالناس تعرف الكثير عن نجوم الكرة ونجوم الغناء وفاتنات السينما وملكات الجمال ومواعيد المسلسلات ومفتى الفضائيات أكثر مما يعرفون عن زعماء الإصلاح وجماعات الضغط من أجل التغيير.

ولا يغيب استعمال الدين في عمليات التخدير هذه من خلال برامج دينية تكرس للتفكير الخرافي وتكرس للاعتمادية السلبية من خلال مفتون يشغلون الناس بقضايا هامشية ومشاهدون وطالبي فتاوى وتفسير أحلام أدمنوا التلقي السلبي والاعتمادية الطفيلية الساذجة على ما يقوله المفتون ، وباعوا قلوبهم وعقولهم لنجوم الإفتاء كما باعوها قبل ذلك لنجوم الكرة والفن.

ويتعلم الناس مزيدا من السلبية من خلال انتخابات تزور إرادتهم ومن خلال بقاء أوضاع يرفضونها لسنوات طويلة ومن خلال إجهاض المحاولات التغييرية أو الإصلاحية المتكررة أو من خلال فشل الحملات الصحفية الكاشفة للفساد ومن ثم فشل كل هذه المحاولات في إحداث أي تغيير ملموس ، أو من خلال الملاحقات الأمنية المستمرة والضاغطة ، كل هذا يحمل الجماهير على الرضوخ للأمر الواقع والاعتقاد في أن الوضع الراهن قدر لا يمكن تغييره إلا بقدر آخر لا دخل لهم فيه.

2 - القابلية للإيحاء والاستهواء والاستلاب:
هذه إحدى الخصائص الهامة في الجماهير خاصة حين يتدنى مستواها التعليمي والثقافي فتصبح فريسة لأي شخصية قادرة على اللعب على مشاعرها وتصوراتها واحتياجاتها فتندفع بلا عقل إلى التصديق والإتباع دون تثبت أو تحقق ويساعد على ذلك غريزة القطيع التي تشكل نوعا من الضغط الجماعي على الناس فيندفعون إلى اتجاه معين لا لشيء إلا لأن غيرهم مندفعين أو مساقين إلى نفس الاتجاه . وهذه الخاصية يلعب عليها كثيرا السياسيون أصحاب الشخصيات الكاريزمية حيث يمتلكون القدرة على إلهاب حماس الجماهير وتوجيههم إلى حيث يريدون ، وفعلا تستجيب تلك الجماهير وهى مغمضة الأعين وتسلم قيادها إلى من تثق به ثقة عمياء دون أن تسأل إلى أين؟.

وفي انتخابات العالم الثالث غالبا لا تطرح برامج حقيقية للمرشحين وإنما ترفع شعارات رنانة تحرك المشاعر ولا تقنع العقول فالعقول هنا لا تعمل ولا تفند أو تنتقد. ويلعب الإعلام الموجه دورا كبيرا في تسهيل عمليات الإيحاء والاستلاب والاستهواء للجماهير الجاهلة الغريرة ، ويزيفون وعيهم ويحتلون إدراكهم ويوجهونه لخدمة مصالح معينة بعيدة غالبا عن مصالح الجماهير المخدوعة. ويستطيع الإعلام أن يقوم بهذا الدور حتى في الدول الديمقراطية حيث يستغل أدواته المؤثرة في صياغة الرأي العام وصناعته والتأثير في خيارات الناخب وتوجهاته من خلال الإلحاح والتزييف وتسليط الأضواء على أشياء بعينها وإطفاء الأضواء في مناطق ومساحات أخرى بهدف خلق الصورة المطلوبة لتزييف الوعي وتوجيه الإرادة.

ولا ينجو من هذا التأثير إلا قلة من المثقفين المستنيرين الذين يحتفظون بقدرتهم على الرؤية من خارج إطار القطيع ولديهم القدرة على الاحتفاظ بإدراكهم دون تلوث أو تشويه أو تزييف ولديهم القدرة على التفكير النقدي وتنبيه الجماهير الساذجة المخدوعة. ولهذا يتعرض هؤلاء لمصاعب كثيرة خاصة في النظم الاستبدادية فتلفق لهم القضايا ويزج بهم في السجون ويستبعدون من مواقع التأثير.

3 - أخلاق العبيد:
حين يعيش شعب من الشعوب تحت أنظمة استبدادية لفترات طويلة في تاريخه دون أن يتمكن من تغيير هذه الأنظمة فإن أفراد هذا الشعب يكتسبون صفات العبيد ، فيتعاملون مع كل صاحب سلطة بالخضوع والخنوع والاستسلام ، ويرون أنهم غير جديرين بالحياة الكريمة ، ويرضون بالفتات الذي يلقى إليهم من يد السيد صاحب السلطة والسطوة. وشيئا فشيئا تذوب الكرامة وتنمحي النخوة والعزة والرجولة وتسود صفات الانتهازية والنذالة والجبن والتسول المهين ، وينطبق على الناس في هذه الحالة ما قاله الشاعر:
خمسون عاما أنحنى
مذ كنت يوما سيدي طفلا رضيعا
واليوم تأمرني لأرفع هامتي
فبكل أسفي سيدي لا استطيعا

4 - السادوماسوشية:
ومع الوقت يتعود الناس على القهر والإذلال، بل ويصبح مطلبا نفسيا لهم ، إذ يستعذبون الشعور بالظلم وخاصة حين تسود ثقافة "يا بخت من بات مظلوم ولا بات ظالم" فالناس حينئذ ينقسمون إلى ظالم ومظلوم ، فيختار أغلبهم موقع المظلوم الذي ينتظر إنصافه في الآخرة من الظالم ، وهذه هي بذور الماسوشية في سلوك الجماهير. وعلى الرغم من هذا الخضوع الماسوشي من الجماهير تجاه كل من يملك سلطة عليهم إلا أننا نجد في المقابل حالة من السادية تجاه من هو تحتهم ، بمعنى أننا نجد الموظف يقبل حذاء رئيسه في العمل ، ثم حين يتعامل مع بقية الناس من الجمهور الذي يتردد عليه لقضاء مصالحه نجده يذيقهم أشد العذاب ويوقف مصالحهم ويذلهم ويبتزهم بوعي أو بغير وعى ، وحين يذهب هذا الموظف إلى البيت إما أن تجده زوجا جبارا مستبدا أو تجده خاضعا مستسلما منسحبا وذلك طبقا لموازين القوى بينه وبين زوجته. أي أن الناس في هذه الظروف المشوهة تتعامل بماسوشية (خضوع واستسلام وتلذذ بذلك) مع الأعلى وتتعامل بسادية (قهر وتعذيب واستغلال وتلذذ بذلك) مع الأدنى ، وتغيب في هذا الجو العلاقات السوية الناضجة بين أغلب الناس.

سيكولوجية الجماهير: الكتلة الحرجة

على الرغم من إمكانية خداع الجماهير واستلابها واستغلالها وقهرها ، وربما يستمر هذا لفترات قد تطول إلا أن قوانين النفس وقوانين الجماعات تؤدى لا محالة إلى حالة من اليقظة والإفاقة تؤدى إلى غضبة الجماهير ، وهى حين تغضب تتحرك كديناصور ضخم يفيق من نومه شيئا فشيئا وتبدو حركته بطيئة في البداية ثم يتجه إلى من أذاه فيدهسه بلا رحمة وربما دمر أشياء أخرى كثيرة في طريقه. وهذه الهبّة الجماهيرية وما يتبعها من حركة في اتجاه التغيير تحتاج لتجمع إرادة نسبة معينة من الناس في اتجاه واحد ، وهذا ما يسمى بالكتلة الحرجة ، وهذه الكتلة الحرجة يمكن أن تتكون بإحدى طريقتين:
1 - التراكم : وذلك بالزيادة الكمية على فترات طويلة نسبيا من الزمن حتى تصل إلى مستوى يؤدى حتما إلى التغيير.
2 - الطفرة : وتحدث حين تستفز مشاعر الجماهير بشكل مؤثر ومفاجئ خاصة فيما يمس لقمة عيشها أو مشاعرها الدينية أو كرامتها الوطنية.

ولهذا تعمل الأنظمة)الاستبدادية بوجه خاص) على منع تكون الكتلة الجماهيرية الحرجة وذلك من خلال بعض أو كل الآليات التالية:
1- التفتيت: وذلك بتجريم التجمعات وسلب حق التظاهر أو اشتراط تصريحات يصعب الحصول عليها ، أو التفجير من الداخل بواسطة العملاء المندسين في أحزاب المعارضة أو في التجمعات الجماهيرية خاصة الطلاب والعمال لتفجيرها وقت اللزوم من خلال إثارة الخلافات والصراعات.

2- الإجهاض: ويتم من خلال المتابعة الدقيقة واللصيقة لأي بادرة تجمع جماهيري أو إثارة من أي شخص أو جماعة فيتم إجهاضها قبل أن تبلغ مرادها. ومع تكرار عمليات الإجهاض تسود لدى قوى التغيير حالة من اليأس والإحباط ، فإما أن ينصرفوا عما هم فيه وإما أن يتجهوا إلى العمل السري أو العنف وبهذا يعطوا مبررات لاجتثاثهم بدعاوى جنائية تحرمهم من شرف البطولة الشعبية.

3- الترغيب والترهيب: حيث يتم احتواء بعض القيادات المؤثرة من خلال الإغراء بالمناصب أو المكاسب أو المكانة الاجتماعية ، ومن لا تنجح معه هذه الوسائل تكفيه العصا الغليظة تهوى على رأسه فتردعه وتردع غيره ممن تساورهم أنفسهم بالتفكير فيما فكر هو فيه.

4- الرقابة: وهى عين ساهرة ترصد بدقة أي بادرة تفكير أو نية تغيير فتتعامل معها بأي طريقة من الطرق السابقة. والرقابة تستدعى عيونا في كل مكان لرصد أفكار واتجاهات ومشاعر الجماهير ، وقد تتم من خلال أفراد سريين أو من خلال أجهزة وتنظيمات أو من خلال مؤسسات شبه علمية.

5- الإبعاد: وهو طريقة للحفاظ على مراكز الرأي والتأثير خالية من أي بادرة تفكير أو تغيير لا يخدم المصالح القائمة ، فتوضع اشتراطات ولوائح معينة تحول دون وصول المعارضين للمراكز أو المناصب المؤثرة. وفى بعض الدول التي تقوم على النظام الطائفي يوضع في الاعتبار أن مستويات معينة من الوظائف لا يتقلدها أبناء طائفة معينة حتى تظل السيطرة في يد الطائفة الأكثر سيطرة.

سلوك الحشد:
اهتم علماء النفس بسلوك البشر حين يتجمعون في أعداد كبيرة حيث اتضح اختلاف سلوكهم في هذه الحالة عن سلوكهم في حالاتهم الفردية ، وكأن الحشد (التجمع) يأخذ أبعادا نفسية تتجاوز مجموع اتجاهات وآراء الأشخاص منفردين ، وكأن تغيرا نوعيا يطرأ يساعد على خروج أفكار ومشاعر لم تكن متاحة لوعى الفرد في حالته الفردية أو في التجمعات الصغيرة (عدة أفراد) ، وهذه هي خطورة سلوك الحشد ، وهذا هو السبب وراء حرص السلطة (أي سلطة) على تجنب المواقف الحاشدة للجماهير خاصة حين تكون غاضبة أو تكون ممنوعة من التعبير لفترات طويلة حيث تصبح إمكانات الانفجار المدمر أكثر احتمالا.

ويصف جوستاف لوبون الجماهير في حالة احتشادها وانفعالها واندفاعها وغضبها بأنها "أبعد ما تكون عن التفكير العقلاني المنطقي ، وكما أن روح الفرد تخضع لتحريضات المنوم المغناطيسي الذي يجعل شخصا ما يغطس في النوم فإن روح الجماهير تخضع لتحريضات وإيعازات أحد المحركين أو القادة الذي يعرف كيف يفرض إرادته عليها ، وفى مثل هذه الحالة من الارتعاد والذعر فإن كل شخص منخرط في الجمهور يبتدئ بتنفيذ الأعمال الاستثنائية التي ما كان مستعدا إطلاقا لتنفيذها لو كان في حالته الفردية الواعية والمتعقلة. فالقائد أو الزعيم إذ يستخدم الصور الموحية والشعارات البهيجة بدلا من الأفكار المنطقية والواقعية يستملك روح الجماهير".

ويمكن تفسير سلوك الحشد على أنه خروج للمشاعر المكبوتة بعد إزالة عوامل الكبت والقمع مع الإحساس بالأمان في وسط المجموع ومع هدير أصوات الشعارات الجماعية وبتيسير من قائد يعرف ما يعتمل بطبقات الوعي الأعمق للجماهير فيناديها ويحركها ، أي أن القائد الجماهيري هنا لا يستلب الجماهير ولا ينشئ موقفا جديدا وإنما ييسر خروج مشاعر مكبوتة لديهم ويوجهها إلى حيث يريد بموافقة الجماهير. وفى حالات التجمع والحشد يتكون ما يسمى بالجمهور النفسي ، وهو كيان نفسي اجتماعي مؤقت يقوم بدور مطلوب من قبل هذا الكيان.

ويصف لوبون هذا الجمهور النفسي بقوله: "الظاهرة التي تدهشنا أكثر في الجمهور النفسي هي التالية: أيا تكن نوعية الأفراد الذين يشكلونه وأيا يكن نمط حياتهم متشابها أو مختلفا ، وكذلك اهتماماتهم ومزاجهم أو ذكاءهم فإن مجرد تحولهم إلى جمهور يزودهم بنوع من الروح الجماعية ، وهذه الروح تجعلهم يحسون ويفكرون ويتحركون بطريقة مختلفة تماما عن الطريقة التي كان سيحس بها ويفكر ويتحرك كل فرد منهم لو كان معزولا ، وبعض الأفكار والعواطف لا تنبثق أو لا تتحول إلى فعل إلا لدى الأفراد المنضوين في صفوف الجماهير"... "إن الجمهور النفسي هو عبارة عن كائن مؤقت مؤلف من عناصر متنافرة ولكنهم متراصوا الصفوف للحظة من الزمن ، إنهم يشبهون بالضبط خلايا الجسد الحي التي تشكل عن طريق تجمعها وتوحدها كائنا جديدا يتحلى بخصائص جديدة مختلفة جدا عن الخصائص التى تملكها كل خلية".....

وفى حالة الذوبان هذه يحدث "تلاشى الشخصية الواعية ، وهيمنة الشخصية اللاواعية ، وتوجه الجميع ضمن نفس الخط بواسطة التحريض والعدوى للعواطف والأفكار ، والميل إلى تحويل الأفكار المحرض عليها إلى فعل وممارسة مباشرة ، وهكذا لا يعود الفرد هو نفسه ، وإنما يصبح عبارة عن إنسان إلى ما عادت إرادته بقادرة على أن تقوده" .... ولذلك يرى لوبون أن "الجمهور دائما أدنى مرتبة من الإنسان الفرد ، فيما يخص الناحية العقلية الفكرية ، ولكن من وجهة نظر العواطف والأعمال التي تثيرها هذه العواطف فإنه يمكن لهذا الجمهور أن يسير نحو الأفضل أو نحو الأسوأ - وكل شيء يعتمد على الطريقة التي يتم تحريضه أو تحريكه بها".

والسلطة تعرف بفطرتها كما تعرف بمفكريها وعلمائها كل هذه الحقائق عن سيكولوجية الحشد وطبيعة الجماهير أثناء المظاهرات أو التجمعات الهائلة لذلك تحول قدر الإمكان دون تكون هذا الكائن الخطر ، وإذا حدث وتكون فإنها تحاول حرمانه من قائد يوجه حركته ضدها ، أو تدفع هي بقائد يوجه حركة الجمهور في صالحها ، أو تحاول تملق هذه الجماهير بإظهار احترامها وتقديرها (في الوقت الذي تنظر فيه السلطة إلى الجماهير بأنها لا عقلانية ولا منطقية وكأنها تتعامل مع طفل صغير تريد استرضاءه حتى يهدأ ثم تفعل هي ما تشاء بعد ذلك.

وفي حالة السلطة الطاغية المستبدة يكون الحل هو قمع هذه الجماهير أو تفريقها بقوات الشرطة وإذا استدعى الأمر قوات الجيش ، وقد تفشل هذه الجهود أو تنجح بناءا على موازين القوى بين السلطة والجماهير والتي كثيرا ما تتغير بتعاطف أو انضمام قطاعات من السلطة إلى صفوف الجماهير خاصة حين تكتشف تلك القطاعات أن فردا يريد استخدامها لسحق الجماهير لصالحه وأنه لا يدرك عواقب ما يفعله ، خاصة وأن قوى الشرطة والجيش في لحظات حرجة في المواجهة تتذكر أنها منتمية إلى هذه الجماهير انتماء قرابة وانتماء مصير ، وهنا تتمرد على رأس السلطة (خاصة إذا كان فردا) وتنحاز إلى الجماهير فتنقلب موازين القوى بسرعة وتنتصر إرادة الجماهير.

وفي وسط الحشد يشعر الفرد بالأمان لأنه الآن جزء من كيان ضخم يصعب عقابه أو مساءلته ، ويتمركز الشخص حول هذا الكيان الضخم أكثر من تمركزه حول ذاته ، ويضعف التزامه بالقيود السياسية أو الاجتماعية أو الأمنية أو الأخلاقية ، ويتوحد مع الجموع الهائجة في حركة أقرب ما تكون إلى حركة القطيع ، وتصبح العواطف الملتهبة هنا هي سيدة الموقف فتتحرك الجموع بمشاعر الحرمان أو الرغبة أو الظلم أو القمع أو الإحباط أو الغضب.

وسلوك الحشد من الناحية النفسية أشبه ما يكون بالهستيريا الجماعية حيث يبدأ الحشد بفرد أو مجموعة من الأفراد يظهرون حماسا معينا بشكل مؤثر فينتقل هذا الحماس بما يشبه العدوى إلى الأفراد المحيطين بهم ثم تتسع دائرة العدوى بسرعة تتوقف على قدرة المحركين للحماس وعلى الحالة الانفعالية لبقية الجموع وكل هذا يحدث بشكل غير واع. ولكي يحدث هذا لابد من وجود أرضية مشتركة تدعم انتقال هذا الحماس وتصاعده بشكل تلقائي وسريع ، كأن يكون تحمسا وحبا لفريق كرة معين أو كرها وغضبا تجاه شخص أو نظام معين ، أو استجابة لشائعة أو فكرة تجد لها في اللاوعي مقابلا يدعمها ، كل هذا يوفر أرضية مشتركة للتحرك الجماعي غير الواعي والذي يفجر طاقات طال كبتها في اللاوعي الفردي والجمعي على السواء.

وسلوك الحشد لا يقتصر على المواقف السياسية التي نراها في المظاهرات ، وإنما نراه أيضا في مباريات كرة القدم حيث تندفع الجماهير في حماس طاغ نحو تأييد فريق معين أو الغضب من قرار الحكم فينفلت عيارها وتندفع في خطورة بلا ضابط أو رادع ، وقد يؤدى ذلك إلى كارثة يموت فيها الكثيرون أو يصابون.

انتهى النقل ..

الحمد لله أنه لا يوجد أي نبي استخدم التظاهر أو ظاهرة الحشود في دعوته ...
﴿٨٩﴾ أُو۟لَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ ۖ فَبِهُدَىٰهُمُ ٱقْتَدِهْ ۗ قُل لَّآ أَسْـَٔلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَـٰلَمِينَ ﴿٩٠﴾ الأنعام

ولله الأمر من قبل ومن بعد

والحمد لله رب العالمين

يتبع ..

وعد الآخرة
12-06-2011, 09:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

في المشاركة السابقة وضعت مقالة عن علم نفس الجماهير أو إدارة الجماهير ...
وكنت أنوي أن أدخل مباشرة في المرحلة الثالثة من الطريق – اليهودي - إلى الأقصى ...

ولكنني وقعت على مقالة في هذا المنتدى للأخ الكريم مالك مناع يتحدث فيها عن التأصيل الشرعي للتعامل مع الفتن ... - حسب السنة النبوية وسيرة السلف الصالح - وقد وجدتها مقالة مهمة ونافعة وذلك للأسباب التالية:

1. لأنها مكملة لما قمت به من توضيح الأسلوب القرآني للتعامل مع الفتن والمكر والكيد وذلك في مشاركتي رقم 55 والتي كانت المشاركة الأولى في مجموعة ( مكر الكافرين بين كلام الله ودلائل الواقع ... )، وهذه المقالة – لأخينا الدكتور مالك مناع – توضح المنهج النبوي ومنهج السلف الصالح بالتعامل مع الفتن ومكر الكافرين.

2. أيضاً أشرت في المشاركة السابقة رقم 75 على صفات الجماهير في الفتن وفق علم النفس الجمعي الغربي، ورأيت ترابطاً عجيباً بين فقرات الدراسة السابقة ومقالة أخينا الدكتور مالك مناع من حيث هذه الصفات، وبالتالي يتأكد لي صحة الربط بين هذه الأفكار من خلال اتساقها القرآني والنبوي وعمل السلف الصالح وما توصلت إليه الدراسات الغربية الحديثة.


وبالتالي فإنني سأقوم - ومن خلال الدراسة السابقة - بتحديد الأدوات والأساليب والأهداف لإدارة الجماهير ...
وفي المشاركات القادمة سأربط هذه الأدوات والأساليب والأهداف مع الأحداث التي شهدتها أمتنا خلال المائة عام الأخيرة وخصوصاً المرحلتين الثالثة والحالية من الطريق اليهودي للوصول إلى الأقصى...
وفي نهاية هذه المشاركة سأضع رابط المقالة النافعة لأخينا الدكتور مالك مناع ... وجزاه الله عن أمتنا كل خير ..

إدارة الجماهير ( الأدوات، الأساليب، الأهداف ) وفق علم النفس الجمعي الغربي ...

الجماهير عبارة عن مجموعات من الأفراد .. والفرد بطبيعته يتأثر ويؤثر من خلال المحرضات والوساوس والمحفزات والمثبطات، واتضح لنا من خلال الدراسة السابقة أن الجماهير يمكن إدارتها وتوجيهها من خلال وسائل وأدوات محددة ولأهداف مقصودة ..
توسعت الدراسات خلال القرن العشرين في بحث ظاهرة الجماهير من جميع الجوانب، واحتل علم النفس موقعا مهما في هذه الدراسات حتى بات هناك علم قائم في ذاته هو علم نفس الجماهير، يهدف الى دراسة الشروط التي تجعل انبثاق ظاهرة الجماهير ممكنة في هذا البلد او ذاك.

مع تأكيد أن هذه الإدارة للجماهير هي إدارة توجيه وتفريغ واستنزاف وليست إدارة تحكم وسيطرة ...
لا يستلب الجماهير ولا ينشئ موقفا جديدا وإنما ييسر خروج مشاعر مكبوتة لديهم ويوجهها إلى حيث يريد بموافقة الجماهير.

ويتم ذلك من خلال الدراسة والمراقبة والتجريب وفق أدوات وأساليب لتحقيق أهداف معينة ..
تعرف بمفكريها وعلمائها كل هذه الحقائق عن سيكولوجية الحشد وطبيعة الجماهير أثناء المظاهرات أو التجمعات الهائلة.

مع التأكيد على أن تشكيل الوعي الجمعي ليس مختصاً بمجموعات بشرية معينة بل هو عام على كل البشر – إنما يستجيب الذين يسمعون – والاعتراف بأن الدول القوية تستخدمه بشكل كبير حتى مع شعوبها لتوجيهها اتجاهات محددة ...
التزييف لوعي الجماهير وبالتالي لخياراتهم يحدث في الأنظمة المستبدة والأنظمة الديمقراطية على السواء.

مع العلم أن دراسة السلوك الجماهيري والتجارب التي تتم عليها ليست خاصة بالسياسة فقط بل يمكن أن تمتد لجميع النواحي الاجتماعية والرياضية وغيرها ..
وسلوك الحشد لا يقتصر على المواقف السياسية التي نراها في المظاهرات ،وإنما نراه أيضا في مباريات كرة القدم حيث تندفع الجماهير في حماس طاغ نحو تأييد فريق معين أو الغضب من قرار الحكم فينفلت عيارها وتندفع في خطورة بلا ضابط أو رادع ، وقد يؤدى ذلك إلى كارثة يموت فيها الكثيرون أو يصابون.

وأنه يمكن تعديل وجهة الجمهور نحو الأفضل أو الأسوأ وذلك حسب قوة الجهة المحرضة والاتجاه الذي تدفع إليه ..
فإنه يمكن لهذا الجمهور أن يسير نحو الأفضل أو نحو الأسوأ- وكل شيء يعتمد على الطريقة التي يتم تحريضه أو تحريكه بها".

أدوات إدارة الجماهير:
حتى تستطيع إدارة الجماهير أنت بحاجة إلى الأدوات التالية:

1. وسائل إعلامية تحريضية:
يحدث من خلال آلة إعلامية هائلة التأثير تقوم بعمل غسيل مخ للفرد وتوجهه إلى حيث تريد من خلال التأثير على أفكاره ورؤاه.

2. حدث عظيم:
وتحدث حين تستفز مشاعر الجماهير بشكل مؤثر ومفاجئ خاصة فيما يمس لقمة عيشها أومشاعرها الدينية أو كرامتها الوطنية.
وقد يحدث هذا التحول بسبب كارثة كبرى تقع ( هزيمة عسكرية ساحقة أو انهيار اقتصادي .. حالات اغتصاب أو محاولات اغتصاب ... عمليات قتل وبلطجة ... ).

3. شخصية - كيان - مقبولة ومحببة من الجمهور ( كاريزمية ):
وقد يتم التزييف من خلال شخصية كاريزمية في السلطة أو في المجتمع يتم من خلالها تسويق أفكار السلطة إلى الجماهير التي تتقبل هذه الأفكار بناء على تقبلها وحبها للشخصية الكاريزمية.

4. نواة محركة للجماهير ..
وهذه الهبّة الجماهيرية وما يتبعها من حركة في اتجاه التغيير تحتاج لتجمع إرادة نسبة معينة من الناس في اتجاه واحد.
حيث يبدأ الحشد بفرد أو مجموعة من الأفراد يظهرون حماسا معينا بشكل مؤثر فينتقل هذا الحماس بما يشبه العدوى إلى الأفراد المحيطين بهم ثم تتسع دائرة العدوى بسرعة تتوقف على قدرة المحركين للحماس وعلى الحالة الانفعالية لبقية الجموع وكل هذا يحدث بشكل غير واع.

5. تحديد هدف طموح للجماهير (الشعب يريد إسقاط النظام ) :
والجماهير بعد تزييف وعيها تصبح كائنا انفعاليا غير منطقي يميل إلى التحيز على أساس عاطفي وحماسي، ويميل إلى الاندفاع في الاتجاه الذي يحدده له من قاموا بتزييف وعيه.

6. منح الإحساس بالأمان ..
( تفسير انخلاع طاغوتين بهذه السهولة ) ( كسر جدار الخوف ).
ويمكن تفسير سلوك الحشد على أنه خروج للمشاعر المكبوتة بعد إزالة عوامل الكبت والقمع مع الإحساس بالأمان في وسط المجموع

7. انضمام أحد من السلطة أو الحرس القديم ..
والتي كثيرا ما تتغير بتعاطف أو انضمام قطاعات من السلطة إلى صفوف الجماهير ،وهنا تتمرد على رأس السلطة.

أساليب إدارة الجماهير:

1. تزييف الوعي الجماهيري وإعادة تشكيله ...
فإنها تقوم بتشكيل وعي الجماهير....وبالطبع فإن هذا العمل يتطلب مهارات عالية لذلك يختار أصحاب السلطة ذوي الكفاءات في الإعلام الموجه للإلحاح ليل نهار على حواس الجمهور
ويتم ذلك من خلال التركيز والتعتيم وهو من أهم الأساليب الإعلامية في توجيه الرأي العام وهذا ما نراه جلياً من خلال التركيز على مساوئ النظام فقط والرغبة بإسقاطه دون تبيين حقيقة الرأي الشرعي ( أولاً ) ، وميزان القوى ( ثانياً ) ومن الذي سينهي المهمة – الناتو طبعاً – ( ثالثاً ) وهل هناك أشياء أخرى أهم من ذلك حالياً ( رابعاً )، وأيضاً من خلال التركيز بنقل المظاهرات من دول معينة والتعتيم على مظاهرات في دول أخرى.
ويستطيع الإعلام أن يقوم بهذا الدور حتى في الدول الديمقراطية حيث يستغل أدواته المؤثرة في صياغة الرأي العام وصناعته والتأثير في خيارات الناخب وتوجهاته من خلال الإلحاح والتزييف وتسليط الأضواء على أشياء بعينها وإطفاء الأضواء في مناطق ومساحات أخرى بهدف خلق الصورة المطلوبة لتزييف الوعي وتوجيه الإرادة.

2. التحريض ..
وتوجه الجميع ضمن نفس الخط بواسطة التحريض.
فالجمهور يقوده اللاوعي كليا تقريبا، فهو عبد للتحريضات التي يتلقاها،

3. عدوى العواطف والأفكار ( رمي الرؤساء بالأحذية، إحراق الناس لأنفسهم ) ..
وفى حالة الذوبان هذه يحدث "تلاشى الشخصية الواعية ، وهيمنة الشخصية اللاواعية ، وتوجه الجميع ضمن نفس الخط بواسطة التحريض والعدوى للعواطف والأفكار، والميل إلى تحويل الأفكار المحرض عليها إلى فعل وممارسة مباشرة

4. التركيز على العمل الانفعالي والبعد عن العقلانية والمنهجية ..
سرعة انفعال الجماهير وخفتها، فالجمهور يقوده اللاوعي كليا تقريبا، فهو عبدللتحريضاتالتي يتلقاها،

أهداف إدارة الجماهير ..

من المعلوم أن لكل عمل هدف والغرب لا يقوم بكل هذه الدراسة والتخطيط والتنفيذ – للتسلية – بل هناك أهداف يسعى لتحقيقها وهذه الأهداف هي:

1. تفريغ شحنة انفجار الثورة ..
فهم يعلمون علم اليقين أن الشعوب المقهورة سوف تنفجر يوماً فكان لابد من توقيت وتوجيه انفجارها ضد عدو داخلي لاستنزاف قدراتها وضمان عدم انفجارها أمام الحدث الأعظم ( ما هو ؟ ! ).
على الرغم من إمكانية خداع الجماهير واستلابها واستغلالها وقهرها ، وربما يستمر هذا لفترات قد تطول إلا أن قوانين النفس وقوانين الجماعات تؤدى لا محالة إلى حالة من اليقظة والإفاقة تؤدى إلى غضبة الجماهير ، وهى حين تغضب تتحرك كديناصور ضخم يفيق من نومه شيئا فشيئا وتبدو حركته بطيئة في البداية.

2. الإبعاد عن هدف أحق وأجدى بالتغيير ( ما هو ؟! ) ...
وتزييف الوعي والحيلولة دون انتصاب الفعل الإنساني في اتجاهات التغيير الحقيقي.

في النهاية أتمنى أن يعي أخوتي حقيقة اللعبة والمخطط وأن يكتشفوا الأدوات والأساليب بأنفسهم وأن لا يكونوا – دون قصد – إحدى هذه الأدوات في التحريض والانفعال ونقل عدوى العواطف ...


وأترككم مع مقالة أخينا وأستاذنا الفاضل الدكتور مالك مناع التي رأيت فيها من الخير الكثير، وأسأل الله أن ينفع بها الإسلام والمسلمين ..

أما لنا –في أيام الفتن هذه- في سلفنا الصالح أسوة ؟! ( مالك مناع )

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=29139

اللهم علمنا ما ينفعنا ..
وانفعنا بما علمتنا ...
إنك أنت العليم الحكيم

والحمد لله رب العالمين

يتبع ..

ابن عبد البر الصغير
12-07-2011, 12:38 AM
للأسف عندي مشاكل في الشبكة العنكبوتية وهو مشكل تقني عندي بالمنزل، مما يمنعني من المشاركة والاستفاضة هذا اليوم .

وفي انتظار الغد أخي وعد، أذكرك بتقافزك على مداخلتي، وأنك لا تحاور إنما تأتي وتنسخ مشاركات فقط، والنقولات عندك عموميات تستدل بها على خصوصيات بالمعنى النظري، وخصوصيات تستدل بها على عموميات بالمعنى التطبيقي، وقبل أن أخوض معك في حوار حول علم النفس الجماهيري أو علم اجتماع الإعلام -بعد إذن الإدارة- ثم ننظر في الشرع، أطرح عليك أسئلة تمهيدية تجيبنا عليها تفضلا :

هل حضرتك قرأت كتاب Psychologie des Foules للكاتب الفرنسي غوستاف لوبون أم لا ؟

وهل تعلم أنك تستشهد بكلاسيكيات خرجت سنة 1895 أم لا ؟؟

وهل من الممكن أن تعطيني رقم الصفحات التي تستشهد بها من كلام لوبون خاصة كلامك حول الخصائص العامة للجماهير العربية ؟

أوَ لستَ تعلم أن غوستاف لوبون درس الجماهير في فرنسا في حقبة القرن التاسع عشر وكان يحتقر الجماهير ورائدا للفلسفة العنصرية التي ارتكزت عليها الفاشية والنازية وفي خضم الصراع الاشتراكي الرأسمالي الإقطاعي ؟؟؟

ألم تكن تعلم بأن لوبون كان برجوازيا ضد الثورة الاشتراكية اوأفكارها وتشبت بفكرة لا وعي الجمهور مما جعل علماء الاجتماع المعاصرين يهملون نظرياته ويدحضونها بل ويشككون في " عدالته وحياده " ؟

أوَ لا تعلم بأن العَلمانية العربية ترتكز على أفكار لوبون لتبرير قمعها للإسلاميين من دعاة وأحزاب وحركات وغيرها بل ودحض الخطاب الإسلامي جملةً وتفصيلا ؟.

كما أحبُّ أن تنقل لي يعض كلام لوبون من نفس الكتاب عن مسألة العقائد الدينية والخطاب الديني ؟

وأخيراً هل لك بكتابة الشروط التي تمكنني من السيطرة على الجماهير حتى أجعلها خاتماً في يدي أحركها كيف شئتُ ومتى شئتُ ؟

شكرا .

مجرّد إنسان
12-07-2011, 07:03 AM
والأهم من هذا كلّه: هل لك في الإجابة على الأسئلة السابقة سؤالاً سؤالاً بدلاً من فقرة إنشائيّة ستقفز على الكثر من التساؤلات ؟؟؟

مشرف 9
12-07-2011, 09:24 AM
الأخ وعد الآخرة
لقد استفدنا كثيرا ًمن سردك لأحداث عربية مضت وربطها بمخططات الغرب
ولكنا لم نر إلى الآن أي تطابق بين ما تذكر وبين ما يحدث على الساحة الآن
وقد طلب منك أكثر من أخ التحاور في صلب الموضوع لابتعاد ما تقول عما نراه
ولكنك لم تفعل حتى هذه اللحظة
وأغلب الظن أنك لن تفعل ,فأستأذنك في غلق الموضوع الآن ,ويمكنك فتح موضوع آخر للنقاش يتعرض لواقعنا الحالي بعد سردك في هذا الموضوع لنرى معا ًكيف قمت بإسقاط ما لديك من نظريات مقروءة - قديمة أو حديثة - على ما حدث في الثورات العربية التي نراها جاءت مفاجأة بغير تخطيط على عكس ما تقول
وشكرا ًعلى تفهمك ,,,