المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد ووصايا في دفع الشبهات عن القلب



د. هشام عزمي
11-18-2005, 03:19 PM
الحمد لله والصلاة والسلام عليكم رسول الله ،،

أما بعد ، فهذا الموضوع يتعلق بالشبهات التي صارت تهب علينا من كل مكان ، والله المستعان !

وأبدأ بما ذكره أحد أهل العلم من الفرق بين الشبهة والاعتراض الصحيح حيث قال : (( لاشك أن الفوارق بين الحق والباطل كثيرة يراها من نوّر الله بصيرته بالعلم والإيمان، ولكن من أظهر ما يميز به الاعتراض الصحيح على القول المقرر بدليل عن الشبهة، هو أن الاعتراض الصحيح يكون محله صحة الدليل أو الاستدلال، موجهاً للنص أو ما استنبط منه، أما الشبهة فإنها تتوجه نحو القول المقرر بالأدلة الصحية الثابتة لتبطله بقياس أو إلحاق أو إلزام بقول آخر دون تعرض لصحة الدليل أو الاستدلال. فالشبهة اشتباه أو التباس بين أمرين يعجز البعض عن التفريق بينهما فيجمعهما في الحكم. مقدماً الرأي في حكمه على ما استقر بالشرع )) المصدر هنا (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29179) .

قال الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله في شرح الطحاوية في شريط (8) دقيقة (23) ثانية (30) : (( كل ما يخالف الحق أي نظرية ، أو استدلال يعارض به ما جاء عن الله ، ورسوله = فهو باطل منذ الوهلة الأولى ، فكل ما يعارض الحق فهو باطل .
وليس بلازم أن يكون الإنسان عنده القدرة على تزييف تلك الشبهة ، ما يلزم .
المهم أن الحق عندي ثابت فما يدعى أن هذا يعارضه أو هذا يعرض كذا = فهو مردود مدفوع .
اعتصم بالحق ، واثبت على الحق ، واطرح كل ما خالفه .
أحببت أؤكد على هذا ، فهو ينفع المسلم ، ويريح باله ، عند ورود الشبهات على قلبه ، أو ورود الشبهات على أذنه وسمعه ، وقد انفتح على الناس أبواب شر في هذا العصر ممثلة في وسائل الإعلام ، وفي تلك الشبكة المعروفة بالإنترنت ، هي وسائل عظيمة الأثر في الخير والشر ، ولكن أكثر ما تستعمل في الشر لأن أكثر الناس على غير هدى )) ا.هـ.

ويقول العلامة عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - في تفسيره لقوله تعالى : { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون * الحق من ربك فلا تكن من الممترين } : (( وفي هذه الآية وما بعدها دليل على قاعدة شريفة وهو أن ما قامت الأدلة على أنه حق وجزم به العبد من مسائل العقائد وغيرها ، فإنه يجب أن يجزم بأن كل ما عارضه فهو باطل ، وكل شبهة تورد عليه فهي فاسدة ، سواء قدر العبد على حلها أم لا فلا يوجب له عجزه عن حلها القدح فيما علمه ، لأن ما خالف الحق فهو باطل ، قال تعالى فماذا بعد الحق إلا الضلال وبهذه القاعدة الشرعية تنحل عن الإنسان إشكالات كثيرة يوردها المتكلمون ويرتبها المنطقيون ، إن حلها الإنسان فهو تبرع منه ، وإلا فوظيفته أن يبين الحق بأدلته ويدعو إليه )) ا.هـ.

و كلام العلامة السعدي رحمه الله والشيخ البراك حفظه الله حقٌ لا نزاع فيه ؛ فليس لازمًا على كل مسلم معرفة الردود على الشبهات والأباطيل لأن معرفة الحق وأدلته تغني عن الرد على الأباطيل التي تعارضه ، فالحق واحد والأباطيل عديدة . وسواء قدر المرء على تفنيد الشبهات والافتراءات أم لا ، فهذا لا يطعن أبدًا في الحق المقطوع به الذي يؤيده الدليل القطعي ؛ لأن كل ما يخالف هذا الحق فهو باطل بالضرورة حتى دون البحث في أدلته و تفنيدها .

يتبع إن شاء الله . . .

حازم
11-19-2005, 06:21 PM
جزاك الله خيرا دكتور هشام :41: