المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقوال العلماء رحمهم الله في الطبيب الفيلسوف ابن سينا



*محب الاسلام*
12-12-2011, 07:45 PM
الفيلسوف الطبيب ابن سينا وأقوال العلماء فيه

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العلمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اشتهر ابن سينا الطبيب واسمه (( الحسين بن عبد الله )) الملقب بالرئيس شهرة عريضة فقل أن تجد من

لايعرفه ولكن قلَ من يعرف عقيدته ولذلك سميت المستشفيات في بلاد الإسلام باسمه مع ضلاله


ترجمته في ( عيون الأنباء في طبقات الأطباء) و( تاريخ حكماء الإسلام !!ص52)وغيرها

من كتب التراجم .


وساذكر بعض أقوال العلماء في عقيدته :


1) قال شيخ الاسلام ابن تيمية-رحمه الله :


(( وابن سينا تكلم في أشياء من الإلهيات والنبوات والمعاد والشرائع لم يتكلم فيها سلفه

ولاوصلت اليها عقولهم ,, ولابلغتها علومهم ,, فانه استفادها من المسلمين وان كان إنما أخذ عن الملاحدة

المنتسبين الى المسلمين كالإسماعلية ,,وكان أهل بيته من أهل دعوتهم ,, من اتباع الحاكم العبيدي الذي

كان هو وأهل بيته واتباعه معروفين عند المسلمين بالإلحاد أحسن مايظهرونه دين الرفض وهم في الباطن

يبطنون الكفر المحض .....))

ثم قال الشيخ (( والمقصود هنا ان ابن سينا أخبر عن نفسه أن اهل بيته

--أباه وأخاه-- كانوا من هؤلاء الملاحدة وأنه إنما اشتغل بالفلسفة بسبب ذلك ...))(( الرد على المنطقيين

ص141))

وقال شيخ الاسلام أيضاً (( وكذلك ابن سينا وغيره يذكر من التنقص بالصحابة ما ورثه عن أبيه

وشيعته القرامطه حتى تجدهم إذا ذكروا حاجة النوع الأنساني إلى الإمامة عرضوا بقول الرافضة الضلال

لكن أولئك الرافضة يصرحون بالسب بأكثر مما يصرح به هؤلاء الفلاسفة...))

((نقض المنطق ص 87))


2) الامام الذهبي رحمه الله في السير :


ترجم الذهبي لابن سينا في السير فقال:

(( ... وله كتاب الشفاء وغيره وأشياء لاتحتمل ,وقد كفره الغزالي في كتاب (( المنقذ من الضلال )) وكفر الفارابي )) سير أعلام النبلاء (( 17/535))


3) الامام ابن القيم رحمه الله :

وقال ابن القيم عنه

(( وأما هذا الذي يوجد في كتب المتأخرين من حكاية مذهبه (أرسطو) فإنما هو من وضع ابن سينا فإنه قرب مذهب سلفه

الملاحدة من دين الإسلام بجهده وغاية ماأمكنه أن قربه من أقوال الجهمية الغالين في التجهم فهم في غلوهم في تعطيلهم ونفيهم أسد مذهباً وأصح قولاًمن هؤلاء ...))

إغاثة اللهفان (( 2/374))

4) الامام ابن الصلاح رحمه الله :

قال ابن الصلاح في ابن سينا

((كان شيطاناً من شياطين الإنس))فتاوى ابن الصـلاح 1/209


5)قال الكشميري عن ابن سينا :


وقال الكشميري (( ابن سينا الملحد الزنديق القرمطي غدا مدى شرك الردى وشريطة الشيطان )) فيض الباري 1/166.

من ضلالات ابن سينا :

1) قوله بأن معجزات الأنبياء (قوى نفسانية ) ... وقد سئل شيخ الإإسلام ابن تيمية عن هذا القول فأجاب :

(( الحمد لله رب العالمين .. هذا الكلام -وهو قول القائل :أن معجزات الأنبياء -صلى الله عليهم وسلم -

قوى نفسانية -باطل بل هو كفر يستتاب قائله ويبين له الحق , فإن أصر على اعتقاده بعد قيام الحجة عليه كفر وإذا أصر على إظهاره بعد الإستتابة قتل .

وهو قول طائفة من المتفلسفة والقرامطة الباطنية والإسماعيلية ونحوهم ,

كابن سينا وأمثاله وأصحاب رسائل إخوان الصفا والعبيديين

الذين كانوا بمصر من الحاكمية وأشباههم وهؤلاء كانوا يتظاهرون بالتشيع وهم في الباطن ملاحدة ,

ويسمون القرامطة والباطنية وغير ذلك .))

الصفدية 1/2

فرحم الله شيخ الاسلام وأسكنه فسيح الجنان .

ومن عقائد –ابن سينا –الفاسدة :

2)قوله أن الأنبياء أخبروا عن الله وعن اليوم الآخر وعن الجنة والنار بل وعن الملائكة بإمور غير مطابقة للأمر في نفسه ,لكنهم خاطبوهم بما يتخيلون به ويتوهمون به أن الله جسم عظيم ,وأن الأبدان تعاد , وأن لهم نعيماً محسوساً وعقاباً محسوساً,وإن كان الأمر ليس كذلك في نفس الأمر ,وان كان هذا كذباً فهو كذب لمصلحة الجمهور . ( الرسالة الأضحوية ص48)

وهذا إنكار للمعاد والملائكة والجنة والنار واتهام للأنبياء –عليهم الصلاة والسلام – بالكذب والبهتان وهذا من الكفر الأكبر الصريح , نسأل الله العافية .انظر ( درء التعارض لابن تيمية 1/9)

قال شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله - عن عقيدة ابن سينا -القرمطي الرافضي الجهمي :

((وابن سينا أحدث فلسفة ركبها من كلام سلفه اليونان , ومما أخذه من أهل الكلام المبتدعين الجهمية ونحوهم , وسلك طريق الملاحدة الإسماعيلية في كثير من أمورهم العلمية والعملية ومزجه بشي من كلام الصوفية

وحقيقته تعود الى كلام إخوانه الإسماعيلية القرامطة الباطنية ,فإن أهل بيته كانوا من

الإسماعيلية : أتباع الحاكم الذي كان بمصر وكانوا في زمنه , ودينهم دين أصحاب رسائل إخوان الصفا وأمثالهم من أئمة منافقي الأمم , الذين ليسوا بمسلمين , ولايهود ولانصارى . .)) مجموع الفتاوى 11/571


وقال شيخ الاسلام -رحمه الله:

((واما الذين يقولون أن النبي كان يعلم ذلك , فقد يقولون إن النبي أفضل من الفيلسوف ,لانه علم ماعلمه

الفيلسوف وزيادة ,وامكنه أن يخاطب الجمهور بطريقة يعجز عنها الفيلسوف , وابن سينا وامثاله من هؤلاء

وهذا في الجملة قول المتفلسفة والباطنية كالملاحدة الاسماعيلية وأصحاب رسائل إخوان الصفا والفارابي وابن سينا والسهروردي المقتول ,وابن رشد الحفيد ,

وملاحدة الصوفية الخارجين عن طريقة المشايخ المتقدمين من أهل الكتاب والسنة كابن عربي وابن سبعين

وابن الطفيل صاحب رسالة (حي ابن يقظان ) وخلق كثير غير هؤلاء ))

درء التعارض 1/11

3)ومن إلحاد ابن سينا قوله عن وجود الله -عز وجل -(( أنه وجود مطلق بشرط الإطلاق )) :

قال شيخ الاسلام -رحمه الله -:

(( وأما الملاحدة فقابوا الأمر وأخذوا يشبهونه بالمعدومات والممتنعات ...........

ثم قال :(:(ثم منهم من يقول : إنه وجود مطلق , إما بشرط الإطلاق

-كمايقول(( ابن سينا )) وأتباعه -مع أنهم قرروا في ( المنطق ) ماهو معلوم لكل العقلاء أن المطلق بشرط الإطلاق لايكون موجوداً في الأعيان , بل في الأذهان

وكان حقيقة قولهم : أن الموجود الواجب ليس موجوداً في الخارج ....)) الفتاوى 6/516-517


وقال شيخ الاسلام -رحمه الله -(( ... حتى زعموا أن علم الله وأنبيائه وأوليائه إنما يحصل بواسطة القياس

المشتمل على الحد الأوسط كما يذكر ذلك عن ابن سينا وأتباعه ........ فابن سينا لما تميز عن أولئك بمزيد عقل

وعلم سلك طريقهم المنطقي في تقرير ذلك , وأن كانوا أعلم من سلفهم وأكمل فهم أضل من اليهود والنصارى وأجهل ..... )) الرد على المنطقيين ص157


ولابن سينا الكثير من المؤلفات فمن اشهرها وأخطرها :

1)الشفاء ... ( وقدة أنكر أئمة الدين على أبي حامد هذا في كتبه , وقالوا : مرضه الشفاء , يعني ابن سينا

في الفلسفة ) الفتاوى 10/552 - وقال ابن القشيري في الردعلى الشفاء :

قطعنا الأخوة من معشر **** بهم مرض من كتاب الشفا

وكم قلت : ياقوم أنتم على **** شفاجرف من كتاب الشفا

فلما استهانوا بتنبيهنا ***رجعنا الى الله حتى كفى

فماتوا على دين رسطالس *** وعشنا على ملة المصطفى

وهو من أخطر كتبه وشرها .. فاحذره .

2) الإشارات والتنبيهات . وهو في تقرير عقيدته الباطلة .

3) الرسلة الأضحوية في المعاد . وغيرها من كتبه الفلسفية ..


فكن -رعاك الله منها على حذر فهي خطيرة كغيرها من كتب أهل الضلال ...

ولاتغتر بتلميع الجهلة لهذا الضال الكافر ...

وقد رد على ضلالاته شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله - في كتبه :

1) مجموع الفتاوى 2) درء تعارض العقل والنقل 3) الرد على المنطقيين .وغيرها

يتلخص مما سبق أن

العلماء ضللوا هذا الطبيب الفيلسوف وكفروه لأمور منها :



1) انكاره للمعاد الجسماني .

2)انكاره للجنة والنار وأنهما من تخييل الأنبياء للناس .

3 إنكاره للملائكة والجن .

4)أن معجزات الأنبياء قوى جسمانية .

5)قوله بقدم العالم كسلفه أرسطوا .

6)رفضه وتنقصه للصحابه ورميهم بالجهل .

7)غلوه في نفي صفات الله -عز وجل -حتى وصف الله بالممتنعات فهو من إخوان الجهمية .

8) اتهام الأنبياء بالكذب -نسأل الله العافية . وغيرها وكل واحدة مما ذكر العلماء كافية لكفره وضلاله


فوجب التحذير من كتبه لماتحوي من الكفر والزيغ والله المستعان .

لمن أراد الإستزادة : الرجوع للفتاوى لابن تيمية -درء التعارض له فقد شفى وكفى .

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

ابو ذر الغفارى
12-12-2011, 08:00 PM
جزاك الله خير فهذا تنبه هام فعلا عن هذا الخبيث الذى يتغنى به الكثير فى أيامنا هذه

أبو عثمان
12-12-2011, 08:24 PM
الحمد لله وحده
اولاً انا لم اقرأ الموضوع الا نزر يسير.. يجب ذكر هذا لاحتمال وجود خطأ فرَدّي بدون التنويه عليه قد يعتبر تزكية لكل ما جاء به .
ثانياً : قد يحتج البعض علينا بالقول بأن كتب ابن سينا بعضها يحوي المفيد في العقليات والمنطق وغيرها
قنقول كتب ابن تيمية وعلى رأسها الدرء فيه الكفاية ومن اعرض وتشدق فلن يجد في كتب هؤلاء الا الغواية
واشكر صاحب الموضوع على حرصه لاخوته وخوفه عليهم .. هذا والحمد لله رب العالمين .

unsettled
12-22-2011, 05:21 PM
وهذا دليل جديد أن المفكرين والعلماء في العالم الإسلامي مهما كانوا مثقفين ومنطقيين وقدموا الكثير مما لا يفكر بتقديمه أحد غيرهم فإنهم رغم ذلك سيتعرضوا لأنواع التنكيل والشتم والتشويه إن خالفوا الموروث العقائدي في العالم الإسلامي .. وقد اعتدنا هذا للأمانة فالفلاسفة لدينا لا يقاس تقديرهم من عدمه واعطائهم حقهم الفكري من مضمون كلامهم , بل بموافقتهم لعقائد المسلمين

اخت مسلمة
12-22-2011, 07:26 PM
خالفوا الموروث العقائدي في العالم الإسلامي .. وقد اعتدنا هذا للأمانة فالفلاسفة لدينا لا يقاس تقديرهم من عدمه واعطائهم حقهم الفكري من مضمون كلامهم , بل بموافقتهم لعقائد المسلمين

ليسَ الفَلاسِفة فَقَط ,, بلْ للإمانَة كلّ يُعرَض كلامُهُ على الكِتاب والسّنة فماوَافقَها أخذناه , وماخَالَفها فالقِمامة أولى بِهِ ولا كَرامَة مهما إنبهرتَ أنتَ ورِفاقُك ..!

طاليس
12-22-2011, 07:35 PM
هكذا هم علماء الدين على مرّ العصور كلّ من خالفهم فهو زنديق خبيث.
فغالب الفلاسفة الذين يفتخر بهم بعض المسلمين اليوم ويدعون أنهم طوّروا الاسلام هم في الحقيقة زنادقة محاربون للشريعة مسيؤون لذات الله
فجابر بن حيان هو كبير السحرة وابن سينا امام الملحدين وابن رشد أبو العلمانية الحديثة والرازي ملحد زنديق و ابن المقفع زنديق محتال والعباس بن فرناس فاسق زنديق وابن الهيثم باطني زنديق وهذا كلّه مبثوت في كتب السير والتواريخ وأقلّهم شرّا من كان من المعتزلة فلا تجد ولو عالما مسلما سنيّا بارعا في العلوم التجريبية على مرّ الأزمنة والمضحك أن تجد بعض المسلمين يفخرون بهؤلاء المفكرين الفلاسفة جاعلين منهم روادا للحضارة الاسلامية .

اخت مسلمة
12-22-2011, 07:49 PM
هكذا هم علماء الدين على مرّ العصور كلّ من خالفهم فهو زنديق خبيث

تصحيح للعبارة:
كُل من خَالفَ الدّين , زنديقٌ وخبيث

عبدالرحمن الحنبلي
12-22-2011, 08:27 PM
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=30411

طاليس
12-26-2011, 01:14 AM
تصحيح للعبارة:
كُل من خَالفَ الدّين , زنديقٌ وخبيث

كلّ علماء الطب والفيزياء والرياضيات خالفوا الدين واشتغلوا بالفلسفة والطبيعة وبهذا فهم زنادقة وخبثاء .

فلماذا تفتخرون بهم وتزعمون أنّهم من رواد الحضارة الاسلامية؟

لماذا هذا التدليس؟

اخت مسلمة
12-26-2011, 02:17 AM
كلّ علماء الطب والفيزياء والرياضيات خالفوا الدين واشتغلوا بالفلسفة والطبيعة وبهذا فهم زنادقة وخبثاء

أخطأتَ وخَلَطت ..!
الزندقَة والكفر والخُبث والإلحاد واللادينية واللا أدرية , كُل هذه رُتَب تختص بالدّين والعَقيدة , وَتَختلف تماماً عن الرّتَب العِلميّة ..!

مشرف 9
12-26-2011, 10:38 AM
الأخ محب الإسلام نفع الله به
عندما نقلت لنا طعونات تطعن في جل مشاهير علماء الإسلام
لم أوافقك ساعتها على ما ذهب إليه الشيخ صاحب الرسالة بتعميمه بغير تفصيل
وإنما طلبت أن نتجه للأفضل والأسلم وهو تناول شخصيات بعينها
ولذلك تركت موضوعك هنا عن ضلالات ابن سينا

أما وقد استغله بعض الزملاء لترديد شبهات الملاحدة والنصارى الصلعاء للطعن في الحضارة الإسلامية
فلا يسعني إلا أن أذكر مشاركتي هنا كاملة - فأمثال هؤلاء لا ينفع معهم إحالتهم للرابط فهم لا يقرأون -
وهذا رابط موضوعك الآخر الذي سأقتبس منه ردي:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=34227
حيث قلت فيه
____________

عندما يمدح المادح بلدا ًمتقدما ًفي العلوم كاليابان أو أمريكا أو أوروبا اليوم
فهو لا يخص أشخاصا ًبذواتهم وإنما يخص بمدحه ذلك الجو العلمي الذي يفتح أفاقا ًللتفكير والابتكار والاختراع والاكتشاف ,وذلك المجتمع الذي يهتم بالعلماء ويرفعهم ويُمول أبحاثهم ويُدون خبراتهم وكشوفاتهم وإنجازاتهم واختراعاتهم
لدرجة أن الباحث المتميز لدينا اليوم أو النابغة أو العالم , صار يتوجه إلى هذه الدول - إن لم تستقطبه هي أولا ً- إذا لم يريد لنفسه الوأد في بلادنا التي تخلت عن العلم وتقدمه عمدا ًللأسف حتى صرنا عالة حتى في السلاح والغذاء !

والشاهد أن الناظر لبلد مثل أمريكا رمز التقدم العلمي الأكبر اليوم يجد فيها العلماء من كل جنسيات وأديان ومذاهب العالم يجمعهم الاهتمام بهم هناك وحُسن النفقة عليهم وعلى أبحاثهم !
فهل أثر ذلك في مدح المادح لأمريكا علميا ًأن كان بها هذا الخليط ؟!

إذن , فالحكم على تلك الأمم علميا ًهو بعموم نهضتها فيه وتشجيعها له وليس على الأفراد !
أليس كذلك؟
أليس هذا هو لب المقارنة اليوم للذي ينظر بعلو للأمريكان واليابان وأوروبا وغيرهم ؟
والسؤال
لماذا النكران إذا ًعلى حضارة الإسلام أن وُجد فيها كل ذلك في وقتٍ سادت فيه العالم ظلمات الجهل؟
نحن لا نعني أشخاصا ً
نحن نعني تلك الروح التي نفخها الإسلام في أتباعه ,سواء كانوا من العرب أو من الأمم التي دخلت في دين الله من غير العرب

تلك الروح التي وجد بها العلماء أفاقا ًمفتوحةً في القرآن فتحها لهم خالق الكون يدعوهم فيها للبحث في الأسباب والسير في الأرض والنظر في السماء للتدبر والتفكر والتقدم والخلافة والإعمار

فأنار الإسلام بذلك قرونا ًبقت آثارها اليوم على العالم لم تزل!
وباعترافاتهم أنفسهم!

والذي أراه أن هناك تحاملا ًفي الكلام السابق من جانبين - وقد اطلعت على بعض الكتاب المذكور صراحةً للأمانة -

** التحامل الأول - هو تجريد الحضارة الإسلامية من معاني الاستخلاف في الأرض والحضارة التي يبنيها ويُدعمها الدين - وإحلال محلها فكرة أن الدين مقتصرٌ فقط على الدعوة إلى الله ... إلخ
والصواب - نحن لا ننكر ذلك ولا ذاك - ولكننا نضع أولويات الدين والعقيدة قبل الاستخلاف في الأرض وبناء الحضارة والتقدم العلمي والمادي إلخ
فالإنسان يمكنه أن يحي بدين , بغير تقدم علمي
ولكنه يموت حيا ًوميتا ًبتقدمه العلمي , بغير دين!

** التحامل الثاني - وهو عدم التفريق بين معاني الإلحاد في الماضي والإلحاد اليوم الذي هو إنكار الله بالكلية ! , فالإلحاد لغة ًهو الميل عن الشيء ومنه اللحد في القبر . وعلى هذا فكان الملحد قديما ًليس بالضرورة كافرا ًبالله منكرا ًلوجوده - وحقيقة ًولا واحد من المذكورين كان منكرا ًلله - ولكنه كان ميل ٌمنه في العقيدة - يختلف مقداره من شخص إلى آخر
فمن أولئك العلماء بالفعل مَن كان متأثرا ًبعلوم اليونان والفلاسفة - أو بعلوم حضارات وأديان شرق أسيا التي لم تزل أثارها في نفسه وتفكيره - ومنهم مَن كان رافضيا ًأو شيعيا ًباطنيا ًخبيثا ًأو في الدولة البويهية إلخ
ولكن أن نطلق العنان في وصفهم بالإلحاد والزندقة كلهم - بدرجة واحدة - من غير تبيين ولا تفصيل ,فهذا من الظلم بمكان
بل وقد امتلأت كتبهم بالاستشهادات من القرآن والسنة بل , وقد اعترف غيرما واحد فيهم في مقدمات أشهر كتبه العلمية بأن الدافع للكتاب كان آية !

ومن هذا التحامل أيضا ًذكر نقائص بعضهم كاهتمامهم بعلوم الموسيقى والغناء , فيسحبها الساحب على دينهم وعقيدتهم! فهل كشف عن قلوبهم جميعا ً؟ أوليس نهى رسول الله صحابته عن لعن رجل كان يُجلد في شرب الخمر أكثر من مرة فقال عنه أنه يحب الله ورسوله!

وأخيرا ً... فإليكم هذا الرابط قام فيه أستاذنا الدكتور فخر الدين المناظر بتجميع عشرات علماء الأمة على مر القرون , والذين على أيديهم تأسست علوم واكتشافات في الرياضة والهندسة والفلك والحساب
- وبالمناسبة , ليس كل مَن اشتغل بالكيمياء يكون ساحرا ًفليتنبه كل ناقل بارك الله فيكم -
وسوف ترون فيمَن جمع أستاذنا الدكتور فخر الدين لفيفا ًمن مختلف العلماء من شتى البلدان الإسلامية ومن مختلف المذاهب حتى لتجدون فيهم بويهيا ًأو رافضي !
ولكن ستقرأون في المقابل معهم عشرات غيرهم من أهل السنة والجماعة ممَن يفتخر بهم المسلم دينا ًوعلما ً
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=31857

وعليه أقول
كان الأجدر بالشيخ وفقه الله أن ينتقد أشخاصا ًإذا أراد الانتقاد
يمكنه أن ينتقد فلسفات ابن سينا والفارابي وابن رشد وزيغها العقدي .. إلخ
ولكن أن يُعمم بهذه الصورة التي تنتقص من أمةٍ لم يعرف العلم سبيلا ًإلا في نورها
فهذا هو الخطأ بعينه