المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تجربة ميللر



جُنيد الله
12-19-2011, 07:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

إذا نظرتم إلى المصادر التي تتحدث اليوم عن أصل الحياة اليوم، فهناك احتمال كبير أنكم سوف ترون أنها أشارت إلى "تجربة ميللر" باعتبارها أكبر دليل على الأطروحات التي يدافعون عنها.
تروي كتب الدراسة المتعلقة بالأحياء في عدد كبير جدا من الدول للطلاب إلى أي مدى كانت هذه التجربة بمثابة استنتاج مهم للغاية، وكيف أنها هي التي " فسَّرت و أنارت قضية أصل الحياة " المزعومة. وقد أُهملت تفاصيل التجربة في كثير من الأحيان. فيتم إهمال ما أسفرت عنه التجربة و إمكانية أن تكون هذه النتيجة قد "سلطت الضوء" على مسألة أصل الحياة.
وحتى يمكن أن نسلط الضوء على هذه التجربة دعونا أولا نلخص باختصار الحقائق المتعلقة بها:-

قام ستانلي ميللر الطالب في قسم الكيمياء بجامعة شيكاغو تحت إشراف استاذه هارولد أوري أيضا بتجربته في عام 1953، حيث هيأ خلالها جواً مكونا من مزيج من الغازات افترض أنه أشبه ما يكون بذلك الذي وُجِدَ في العالم البدائي. بعد ذلك قام بتوصيل تيار كهربي إلى داخل هذا المزيج لمدة استمرت أسبوعا تقريباً، و في نهاية هذه الفترة لاحظ أن بعض الأحماض الأمينية – المستخدم منها و غير المستخدم – في الكائنات الحية قد تركبت و تمازجت مع بعضها البعض.
والواقع أن الأحماض الأمينية هي لَبِنَات البناء الخاصة بالبروتينات التي تعتبر بدورها الأسس الأكثر أهمية التي يحتاج إليها الجسم. فتتحد مئات من تلك الأحماض الأمينية مع بعضها البعض بشكل مرتب داخل الخلية، وبذلك تتكون البروتينات. كما أن الخلايا تأتي من البروتين في عدة آلاف من الأنواع المختلفة. أي أن الأحماض الأمينية هي أكثر الأجزاء صغراً في الكائنات الحية.
ولهذا السبب أيقظت العملية التي قام بها ميللر حماساً كبيراً بين أنصار التطور. وولدت " أسطورة تجربة ميللر " التي استمرت عشرات السنوات.

بيد أن هذه الأسطورة كانت فاشلة وغير صالحة.
و قد بدأت هذه الحقيقة في الظهور بشكل تدريجي وببطء. فثبت أن الجو في السبعينات من القرن العشرين لم يكن يحتوي على غازي الميثان و النشادر، و بدلا من ذلك كان يتركز و بشكل رئيسي غازا النيتروجين و ثانى أكسيد الكربون. و هذا ما جعل سيناريو ميللر أيضاً لا يفضي إلى شيء لأن هذه الغازات التي نتحدث عنها ليست ملائمة على الإطلاق لتكوُّن الحامض الأميني. و قد لُخصت هذه الحقيقة في مقالة نشرت بتاريخ 1998 في مجلة الجيولوجيا على النحو التالي:
”اليوم أصبح السيناريو الذي افترضه ميللر يواجه بالشكوك. و أحد أسباب ذلك كان تسليم علماء الجيولوجيا أن الجو في المرحلة البدائية كان يتكون بشكل رئيسي من ثانى اكسيد الكربون و النيتروجين. أما هذه الغازات فكانت نشطة و فعالة و لكن بشكل ضئيل أكثر مما هو مستخدم في التجربة (تجربة ميللر) التي أجريت في عام 1953“.[1].

و قد تم إفراد مكان للظروف المتعلقة بهذا الموضوع أيضاً في إحدى المقالات التي نشرت في العام نفسه في مجلة National Geographic، وهي من المجلات الشهيرة المتخصصة:
يعتقد عدد كبير جدا من العلماء اليوم أن الجوّ الذي وُجِدَت فيه الحياة البدائية كان مغايراً لذلك الذي زعم به ميللر. و هم يرون أن الهواء في البيئة البدائية كان يتكون ثاني أكسيد الكربون بشكل أكبر من الهيدروجين و الميثان و النشادر.وكان هذا بمثابة الخبر السيّء بالنسبة إلى الكيميائيين! وقد كانت مقادير المركبات العضوية التي حصلوا عليها عندما أدخلوا ثاني أكسيد الكربون والنّيتروجين في التفاعل كانت عديمة القيمة.[2]
يعتبر التّعليق الذي حواه المقال الذي نشره جون كوهين John Cohen في مجلة العلم في عام 1995 بمثابة المفسر لهذا الموضوع أيضاً. فقد بيَّن كوهين أن العلماء الذين بحثوا في أصل الحياة لم يأخذوا تجربة ميللر بعين الاعتبار، ولخّص السّبب وراء ذلك كما يلي: "لأنّ الغلاف الجوي أو الهواء في الحياة المبكرة لم يكن يتشابه مع ادعاءات ميللر – أوري". [3].
و هناك نقطة أخرى أثبتت عدم صلاحية تجربة ميللر ألا و هي الإعلان عن احتواء الهواء في المراحل المبكرة من الحياة على كمية وفيرة من غاز الأوكسجين. كل ذلك أدخل سواء تجربة ميللر أو سيناريوهات الكيميائيين الآخرين في طريق مسدود لأن الأوكسجين له خاصية أكسدة كافة الجزيئات العضوية. وقيام أنظمة أنزيمية خاصة للغاية موجودة في الجسم بمنع هذا الخطر. لذا فإنّ عدم أكسدة أو عدم احتراق جزيء عضوي يتحرك بطلاقه في الطبيعة نتيجة اتحاده بالأوكسجين هو في حقيقة الأمر ضرب من ضروب المستحيل..

---------------------------------------------------------------------------------
الهوامش:-
1- "The Cru¬cib¬le of Li¬fe", Earth, Şu¬bat 1998
2-"Ori¬gin of Li¬fe on Earth", Na¬ti¬onal Ge¬og¬rap¬hic, Mart 1998
3-Jo¬nat¬han Wells, Icons of Evo¬lu¬ti¬on, Sci¬en¬ce or Myth, Why Much of What We Te¬ach Abo¬ut Evo¬lu¬ti¬on is Wrong, Was¬hing¬ton, DC, Reg¬nery Pub¬lis¬hing, 2000, p.21


و الله ولي التوفيق

الاشبيلي
12-20-2011, 12:16 PM
للاستزادة ادخل على الرابط التالي

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=18242