المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطعن في القرآن الكريم والرد على الطاعنين.... رسالة دكتوراه من جامعة القاهرة



الفرصة الأخيرة
11-26-2005, 05:10 PM
جمهورية مصر العربية
جامعة القاهرة
كلية دار العلوم
قسم الشريعة الإسلامية

الطعن في القرآن الكريم
و الرد على الطاعنين في القرن الرابع عشر الهجري

رسالة لنيل درجة الدكتوراة
مقدمة من الطالب : عبدالمحسن بن زبن بن متعب المطيري
المعيد بكلية الشريعة – جامعة الكويت
إشراف : أ.د / إبراهيم عبدالرحيم
حفظه الله




المقدمة


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فقد عرف أعداء الإسلام أن مصدر عزة هذا الدين وأهله ، وسر تجدده في نفوس المسلمين هو هذا القرآن العظيم ، الذي لا يخلق من كثرة الترداد ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يمله القارئ والسامع ولا يزداد به المؤمن إلا يقينا بدينه وتعلقا به ، هذه المعجزة الخالدة ، والآية الباقية ما بقي الليل والنهار ، هذا الكتاب الذي وعد الله تعالى بحفظه بقوله : (إنا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ( [الحجر :9] .
ولما كانت هذه منزلة القرآن ، اجتهد أعداء الدين بالطعن في هذا القرآن ؛ حتى يسلخوا المسلمين من التعلق به ، فيصبحوا صيدا سهلا وغنيمة باردة . وحرب أعداء الدين هذه ليست فقط على القرآن ، بل على كل أساساته وقواعده ؛ فهناك الحرب على الرسول ( وسنته(1)، والطعن في عدالة الصحابة ، والحرب على المرأة المسلمة(2)وحجابها وعفافها ، والحرب على بعض الشعائر كالجهاد(3) ، وغيرها من الجبهات ، ولكن الحرب على القرآن هي أخطرها وأشدها وأشرسها ؛ لأن القرآن هو الذي يدل على الأصول السابقة ويحث عليها ، فهو أصلها وهي فروعه ، وبذهاب الأصل تذهب الفروع ؛ ومن هنا عزمت في هذه الرسالة على جمع هذه المطاعن والإشكالات التي تثار الآن ، والتي هي عبارة - في غالبها - عن ترديد لما سبق ، فلو عرفها الناس وتحصنوا منها لما حصل هذا الاضطراب من هذه الشبه .
ومن أهداف الرسالة أيضا الرد على المستشرقين الذين يطعنون في هذا الدين ، ويشككون في قدسية وعصمة كتابه . وكذلك الرد على المعاصرين الذين تأثروا بهذه الشبه وبدأوا يرددونها .
فاخترت أن تكون أطروحتي لنيل درجة الدكتوراة بعنوان :

الطعن في القرآن الكريم
والرد على الطاعنين في القرن الرابع عشر الهجري .

ومن الأسباب التي لأجلها اخترت هذا الموضوع :
1- كثرة المطاعن في هذا الزمن خاصة على القرآن ، واتهامه بالتناقض ، سواء من المستشرقين ، أو من أعداء الدين ، أو ممن ينتسبون للإسلام .
2- تأثر بعض المسلمين بهذه الشبه التي تثار ، فكان لزاما على طلبة العلم وأهله كشف هذه الشبه ، وبيان فسادها للناس أجمعين .
3- إثبات إعجاز القرآن ، وأنه من عند الله ، وأن الله تكفل بحفظه حقا .
4- كشف شبه الطاعنين وأكاذيبهم ، وبيان أنها ترديد لما أورده الطاعنون السابقون .
5- كشف المنافقين المندسين بين المسلمين للطعن في هذا الدين .
6- امتثالا لأمر النبي ( كما في حديث أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ ( قَالَ :« جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ وأَلْسِنَتِكُمْ »(4).
7- الدخول في حزب جند الله المدافعين عن كتابه ؛ لعله يكون لنا شافعا يوم القيامة .
وأما أهمية الموضوع فتتضح من أمور كثيرة منها :
1- عموم نفعه للمسلمين .
2- أن الموضوع يعالج مشكلة معاصرة ومستمرة .
3- أن هذا الباب لم يُخدم بما يستحقه .
4- خطورة الطعن في القرآن ؛ حيث إنه من نواقض العهد مع أهل الذمة ، بل من نواقض الإسلام .
وقد حَذَّر النبىُّ ( من خطورة فتح هذا الباب ، حين وجد نفرًا من أصحابه يخوضون فيه ببابه ، وذلك فيما ورد من حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ : أَنَّ نَفَرًا كَانُوا جُلُوسًا بِبَابِ النَّبِيِّ ( فَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ كَذَا وَكَذَا ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ :أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ كَذَا وَكَذَا –وفي رواية أنهم تكلموا في القَدَر- فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ ( فَخَرَجَ كَأَنَّمَا فُقِئَ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ ، فَقَالَ : « بِهَذَا أُمِرْتُمْ - أَوْ بِهَذَا بُعِثْتُمْ - أَنْ تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ ، إِنَّمَا ضَلَّتِ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ فِي مِثْلِ هَذَا ، إِنَّكُمْ لَسْتُمْ مِمَّا هَاهُنَا فِي شَيْءٍ ، انْظُرُوا الَّذِي أُمِرْتُمْ بِهِ ، فَاعْمَلُوا بِهِ ، وَالَّذِي نُهِيتُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا »(5) .
5- مما يكسب هذه الرسالة أهمية أني لخصت فيها كتبا كثيرة ، سواء من كتب الطاعنين أو الرادين عليهم ، فهي خلاصة جهود علماء كبار ، وعصارة كتب متفرقة .
وبعد القراءة التحضيرية ، واستشارة الأساتذة ، والمشايخ ، والاستنارة بعلمهم ، جاءت خطة البحث على النحو التالي :
المقدمة :
التمهيد : وفيه المباحث التالية :
المبحث الأول : تعريف الطعن في القرآن .
المبحث الثاني : مصطلحات ترادف الطعن .
المبحث الثالث : التعريف بالطاعنين في القرن الرابع عشر الهجري .
الباب الأول (النظري) :
الطعن في القرآن : نشأته ، أسبابه ، مواجهته

- الفصل الأول : تاريخ الطعن في القرآن والكتب المؤلفة فيه .
المبحث الأول : أول من تكلم فيه .
المبحث الثاني : أول من ألف فيه .
المبحث الثالث : اتجاهات العلماء في التأليف في هذا المجال .
المبحث الرابع : الكتب المؤلفة فيه .
- الفصل الثاني : أسباب الطعن في القرآن .
المبحث الأول : لماذا هذه الحرب على القرآن؟.
المبحث الثـاني : ما الحكمة من وجود المتشابه في القرآن؟.
المبحث الثالث : أنواع المطاعن .
.
- الفصل الثالث : مواجهة دعاوى الطعن في القرآن .
المبحث الأول : تنزيه كلام الله عن المطاعن .
المبحث الثـاني : موقف سلف الأمة ممن يثيرون الشبه والمطاعن حول القرآن .
المبحث الثالث : قواعد التعامل مع المطاعن .
الباب الثاني (تطبيقي) :
موقف الطاعنين من آيات القرآن والرد عليهم :

- الفصل الأول : الردود الإجمالية على من طعن في القرآن :
المبحث الأول : الأدلة على صدق الرسول ( :
المطلب الأول : بشارة الكتب السابقة به .
المطلب الثاني : شهادة المنصفين من المخالفين على صدقه .
المطلب الثالث : الآيات التي يجريها الله تعالى على يديه .
المطلب الرابع : إقرار الله تعالى له و لدعوته واستجابته لدعائه .
المطلب الخامس : من أدلة صدقه كمال أخلاقه .
المطلب السادس : استعداده الدائم لأي اختبار يطرح عليه .
المطلب السابع : عدم استغلال فرص التعالي .
المطلب الثامن : المباهلة على ما عنده .
المطلب التاسع : حمايته من كل ما يكاد له .
المطلب العاشر : انتفاء الغرض الشخصي .
المطلب الحادي عشر : إخباره بالنهايات في البدايات .
المطلب الثاني عشر : إخباره بالغيب .
المطلب الثالث عشر : إحكام التشريع .
المطلب الرابع عشر : الإعجاز العلمي .
المطلب الخامس عشر : الوصف الدقيق للغيب .
المطلب السادس عشر : تأليف قلوب العرب .
المطلب السابع عشر :الإلزام .
المبحث الثاني :الأدلة على صدق القرآن وما فيه :
المطلب الأول :إعجاز القرآن .
المطلب الثاني :التحدي أن يُؤتى بمثله .
المطلب الثالث : شهادة الكفار وأهل الكتاب وأعدائه بصدقه .
المطلب الرابع : الوحدة الموضوعية لكل سورة .
المطلب الخامس : عدم التناقض .
المبحث الثالث :ردود القرآن على الطاعنين .
المبحث الرابع : ردود إجمالية أخرى :
المطلب الأول : عدم معارضة كفار مكة .
المطلب الثاني : قل هاتوا برهانكم .
المطلب الثالث : مخالفة الواقع .
المطلب الرابع : إجماع الأمة .
- .

المبحث الأول : التشكيك في نسبة القرآن إلى الله تعالى :
المطلب الأول : دعوى أن القرآن من عند نبينا محمد ( .
المطلب الثاني : دعوى أن القرآن نقل من غيره .
المطلب الثالث : جواز نقده ومخالفته .
المبحث الثاني :زعم عدم حفظه :
المطلب الأول : شبهة أنه ليس هو القرآن الذي أنزل .
المطلب الثاني : شبهة أنه زيد فيه ونقص .
المطلب الثالث: النسخ فى القرآن والطعن فيه من هذا الباب .
المبحث الثالث :اتهام القرآن بالتناقض :
المطلب الأول : هل في القرآن تناقض حقيقي؟.
المطلب الثاني : زعم تناقض بعض الآيات مع بعض .
المبحث الرابع :اتهام القرآن بمعارضة الحقائق :
المطلب الأول : دعوى تعارض القرآن مع الحقائق الشرعية .
المطلب الثاني : دعوى تعارض القرآن مع الوقائع التاريخية .
المطلب الثالث : دعوى تعارض القرآن مع الحقائق الكونية .

ثم الخاتمة ، وذيلت الرسالة بعدة فهارس لكمال الاستفادة من البحث .

وكان المنهج المتبع في هذه الرسالة كالتالي :
1- لقد اجتهدت اجتهادا كبيرا في محاولة حصر الطعون ؛ حيث جمعت ما أمكنني من كتب تطعن في القرآن أو ترد على الطاعنين ، وحرصت على أن أحضر معظم معارض الكتاب التي تقام ؛ لعلي أجد شيئا ليس عندي ، وذهبت إلى الكثير من الجامعات للبحث عن رسائل مقاربة لما كتبته ، وبحثت في الإنترنت ، ودخلت الكثير من المواقع المتخصصة في الطعن في الإسلام ، مثل بعض غرف النصارى في البالتوك وغيرها ، وسألت الكثير من المتخصصين في هذا الباب والمهتمين ، فاتضح لي أن حصر الطاعنين من الصعوبة بمكان ؛ فبعضهم مشاهير ، وبعضهم مغمور نكرة لا يعرف ، فتسميته والرد عليه تشهير له ، وبعضهم بل أكثرهم مردّد لما قيل سابقا من الطعون ، فاتجهت لحصر الطعون لا الطاعنين – مع عدم إغفال ذكرهم إن وجدوا لاسيما المشاهير منهم - لأن الطعون واحدة في الغالب ، وأما الطاعنون فهم كالببغاوات يرددون ما سمعوا ، وهذا أيضا منهج نبوي فقد كان النبي ( يرد على الخطأ لا على المخطئ ، بقوله : « ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا »(6).
2- ليس من منهجي أن أجمع كل ما أثير ، بل أجمع ما كان فيه شبهة وقد يقع فيه اللبس عند بعض الناس ، وأما بعض الطعون التي يوردها الطاعنون بسبب جهلهم باللغة ، أو سوء فهمهم ، أو تحريف المعنى ، أو الكذب ، أو الدعوى المجردة عن الدليل ، أو نسبب الحقد الدفين ، فهذا يكفي ذكره في إبطاله ، ويكفيك من شر سماعه ، مثل إنكارهم بلاغة القرآن وهم أبعد الناس عن تذوق بلاغة القرآن ، أو تفسير بعضهم قوله تعالى : (وترى الملائكة حافين من حول العرش( [الزمر :75]؛ فقد قال بعض المستشرقين في تفسير معنى (حافين( : أي بدون أحذية(7) . ( وفسر بعض المستشرقين قوله تعالى : (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه( ]الإسراء : 13 ] بقوله : يأتي الكافر وفي رقبته حمامة .ومنهم عَلََََّامة تصدى لوضع المعجمات الكبرى(8) , فكتب في مادة (أخذ) أنها تأتي بمعنى نام لقوله تعالى : (لا تأخذه سنة ولا نوم((9) [ البقرة :255] ). ومثل ادعاء بعضهم أنه وجد مخطوطة بخط النبي ( ، وبالتالي يثبت أنه لم يكن أميا(10)، وقول بعضهم : إن معنى قوله تعالى : (الذين يتبعون النبي الأمي الذي يجدونه ..( [الأعراف :157] أن أمي بمعنى وثني(11). وادعاء بعضهم أن الوحي عبارة عن صرع كان يصيب النبي(12)( . أو النزول إلى الدرك الأسفل من الدناءة بإطلاق لفظ (الخراء) على القرآن ، كما في كتاب حيدر حيدر(13)(وليمة لأعشاب البحر)(14) ، وغير ذلك من السفاهات .
3- الطعون على القرآن تنقسم قسمين ، طعون حول القرآن ، وطعون في القرآن ؛ الطعون حول القرآن من مثل الطعن في جمع القرآن ، وتواتر القرآن ، تقسيم القرآن إلى مكي ومدني ، نزول القرآن على سبعة أحرف ، معنى المتشابه في القرآن ، النسخ في القرآن ، ترجمة القرآن ، إعجاز القرآن ، قراءات القرآن ...إلخ تلك الشبه التي تحوم حول القرآن ولا تطعن في آياته طعنا مباشرا ، وهذا البحث كفانا فيه عدد من العلماء الأفاضل والباحثين الأجلاء ، ومن أفضل هذه الكتب التي اطلعت عليها ، كتاب "شبهات حول القرآن وتفنيدها" للدكتور غازي عناية(15)، وبعضهم أفرد في بعض هذه المباحث مؤلفا ، مثل كتاب "المستشرقون وترجمة القرآن الكريم"للدكتور محمد صالح البنداق(16). و في كتاب "القراءات وأثرها في التفسير والأحكام"للدكتور محمد بن عمر بازمول(17) عقد بابا بعنوان (رد الشبهات التي تثار حول القراءات) أجاب فيها على كل ما يثار حول هذا الموضوع ، وكتاب القراءات في نظر المستشرقين والملحدين للشيخ عبدالفتاح عبدالغني القاضي(18) ، وكتاب نزول القرآن على سبعة أحرف للدكتور مناع القطان(19)، وفي مجلة لواء الإسلام بحث لعبد الباري إبراهيم أبو عبلة في الجواب على طعون المستشرقين في لغة القرآن ونحوه(20).
ومن أشد الكتب التي طعنت في هذا الباب كتابان :
1-القرآن : نزوله ، تدوينه ، ترجمته وتأثيره ، لبلاشير(21).
2-مقدمة كتاب المصاحف لأبي داود ، لآرثر جفري .
رد عليهما الدكتور إسماعيل سالم عبدالعال في كتابه المستشرقون والقرآن ، في جزأين(22) .
وأما النوع الثاني وهو الطعن في القرآن نفسه من حيث دلالالته ومعانيه وأخباره وأحكامه وغير ذلك ، وهو الذي أبحث فيه ، والسبب في ذلك أن هذا النوع هو الذي تولى القرآن الرد فيه على الطاعنين ؛ ولأن الرد على هذه الشبه فيه الرد على تلك الشبه بطريق اللزوم ، فإنه إذا ثبت أن القرآن ليس من عند النبي ( ، بل من الله تعالي ، وهو غير قابل للنقد ، وأنه ليس فيه تحريف ولا زيادة ، وأنه صادق الأخبار وواجب الاتباع ، إذا ثبت هذا فإن الله قال فيه : (إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون([الحجر :9]، إذن فلا مجال للطعن في تواتره وجمعه وقراءاته وما نسخ منه ؛ لأنه محفوظ بحفظ الله له .
4- الإحالة على الآيات في المصحف جعلتها في صلب البحث ، حتى لا يتخم الهامش بالحواشي .
5- حرصت على تخريج الأحاديث والآثار والحكم عليها ، فإن كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت بالإحالة عليه ؛ وإن كان في غيرهما استقصيت في تخريجه وبينت صحته أو ضعفه ، وقد حكمت على هذه الأحاديث بنفسي ، ثم قمتُ بتوثيق ذلك من كلام العلماء إن وُجد .
6- ترجمت لغير المشاهير .
7- قرأت أحاديث الكتب الستة والموطأ والدارمي ، واستخرجت جميع الأحاديث في هذا الباب ، ثم طُبع كتاب جامع التفسير الذي جمع مؤلفوه الأحاديث و الآثار من الكتب الستة ومسند الإمام أحمد ، التي تفسر أو تذكر سبب نزول الآية ، فقرأته للتأكد من أنه لم يفتني حديث في هذا الموضوع .
8- لقد كان الرد على الطاعنين متنوعًا ؛ فقد رددتُ عليهم بداية ردودا عامة تصلح لكل طعن فى فضل الردود الأجمالية على من طعن في القرآن ، ثم ردت على الطعون الأربعة الرئيسة ردودا إجمالية ، كل طعن بذاته فى مبحث أسباب الأختلاف في القرآن .، ثم في فصل الردود التفصيلية على من طعن في القرآن رددت على كل طعن بنوعين من الردود ، الأول رد إجمالي على كل طعن في هذا الفرع ثم رد تفصيلي على كل طعن ذكر.
9- حرصتُ على الردود الإجمالية لكل طعن فى فصل الردود التفصيلية على من طعن في القرآن ؛ لأنها الأهم ، فهي صالحة لما قد أُثير ولما يمكن أن يثار في المستقبل ، وأما الردود التفصيلية على كل طعن فإنها لا تنتهي ، وقد يُفتح لإنسان مالا يُفتح على غيره في الرد ، وبعضها طعن ساذج لا يستحق الرد .
هذا وقد واجهتني صعوبات كثيرة في مراحل إعداد هذا البحث ، نذكر منها :
1- كثرة الطاعنين وصعوبة حصرهم ، فهم كثر في كل دولة عربية وإسلامية ، وأكثر منهم في دول أوروبا وأمريكا .
2- من الصعوبات التي واجهتها ، محاولة حصر كل ما أُلف في هذا الباب من مطبوع أو مخطوط أو مفقود ، فلجأت إلى كتب طبقات المفسرين ؛ لمعرفة كل من ألف في طعون القرآن ، وجردتها وحصرت منها الكتب التي أُلفت في الرد على الطاعنين . وكتب الطبقات التي وجدتها هي :
أ-طبقات المفسرين للسيوطي(23).
ب-طبقات المفسرين للداوودي تلميذ السيوطي(24).
ج-طبقات المفسرين للأدنوري(25).
3- ومن الصعوبات التي واجهتها التعريف بالمستشرقين ؛ فإن الكتب المؤلفة عنهم قليلة .
4- وهناك مشكلة أخرى تكمن في ترجمة أسمائهم ، فإنه لو وجد لهم تعريف فإنه من الصعب معرفة ما هي ترجمة الاسم الحرفية ، مثل المستشرق الفرنسي (GANIER)(26) بعضهم يسميه :جانييه ، وبعضهم :جانيير ، وبعضهم :كانيير ، فلا تعلم هل تبحث عن اسمه في حرف الجيم أم في حرف الكاف ، ومثله المستشرق (GIBB)(27) فبعضهم يسميه : جب ، والبعض غب ، والبعض الآخر قب ، وهكذا ، ولقد ترجمت لأكثر من عشرين واحدا منهم وأما الذين لم أجد ترجمتهم فهم اثنان فقط .
5- ومن الصعوبات أيضا أن أغلب كتب المستشرقين كتبت في غير اللغة العربية ، فكنت أجد عناء في ترجمتها أو البحث عن ترجمة لها ، وفي الغالب كنت أنقلها من كتب أخرى .
6- ومن الصعوبات أن بعض كتب المستشرقين التي طبعت بالعربية ، لم يعد طبعها منذ زمن طويل ، فلا تكاد توجد في أسواق الكتب ، لذلك كنت أضطر إلى نقلها من كتب العلماء الذين ردوا عليهم في زمنهم .
7- ولقد سافرت إلى هولندا للقاء الدكتور نصر حامد أبو زيد للتأكد من بقائه على آرائه ومناقشته فيها ، فكلمته بالهاتف من هولندا فرفض مقابلتي رفضا قطعيا مع محاولاتي الكثيرة في طلب ذلك ، وحصل عندما كنت هناك أن قامت امرأة صومالية الأصل هولندية الجنسية ، وكانت مسلمة ، قامت بسب النبي ( على صفحات الصحف والطعن في دينه وأعلنت أنها ملحدة لا تؤمن بدين ، فطلبت من الأخوة في هولندا جمع كل ما قالت وترجمته إلي العربية ، وسألتهم هل ذكرت أدلة أو شبها على ما قالت أم أنه كلام عار عن أي مستند ، فكانت نتيجة الترجمة هي الثاني ، فكلامها مجرد سب وشتم من غير أي حجة ، بل هو الهوى المحض ، ثم قامت بعد هذه الضجة بترشيح نفسها للمجلس البرلماني في هولندا فعندها اتضح السبب وبطل العجب ، (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ([آل عمران : 7] .

وفي الختام أسأل الله تعالى أن يوفق ويعين ، وأن يجعل هذا البحث مفيدا للناس في الدنيا ، ونافعا لي في الآخرة .



===============

(1) انظر : كتاب : السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام مناقشتها والرد عليها ، د. عماد السيد الشربيني ، دار اليقين ، المنصورة ، الطبعة الأولى ، 2002 ، وكتاب القرآنيون وشبهاتهم حول السنة ، خادم حسين إلهي بخش ، الطائف ، مكتبة الصديق ، الطبعة الأولى ، 1989 .
(2) انظر : كتاب : ماذا يريدون من المرأة لعبدالسلام بسيوني ، طبع إدارة الشؤون الإسلامية في قطر ، فإنه نفيس في هذا الباب : ، وكتاب عودة الحجاب ، لمحمد إسماعيل المقدم ، الرياض ، دار طيبة ، الطبعة الثالثة ، 1406هـ .
(3) انظر : أثر الحركات الباطنية في عرقلة الجهاد ضد الصليبيين ، يوسف إبراهيم الشيخ عيد ، دار المعالي ، عمّان ، الطبعة الأولى ، 1998 .
(4) أخرجه أبو داود (كتاب الجهاد ، باب : كراهية ترك الغزو ، رقم : 2504) والنسائي (كتاب الجهاد ، باب : وجوب الجهاد ، رقم : 3096) والإمام أحمد في المسند (رقم : 11837) والدارمي (كتاب الجهاد ، باب : في جهاد المشركين باللسان واليد ، رقم : 2431) وإسناده صحيح .
(5) أخرجه الإمام أحمد (6806) ، وابن ماجة (في المقدمة في باب : في القدر ، رقم : 85) ، وإسناده حسن .
(6) انظر : صحيح البخاري : (كتاب الصلاة ، باب : ذكر البيع والشراء على المنبر في المسجد ، رقم : 444) ، و (كتاب الصلاة ، باب : رفع البصر إلى السماء في الصلاة ، رقم : 717) ، و(كتاب الأدب ، باب : من لم يواجه الناس بالعتاب ، رقم : 5750) .
(7) انظر : الإسلام دعوة عالمية ومقالات أخرى ، لعباس محمود العقاد (ص : 189) ، منشورات المكتبة العصرية ، بيروت .
(8) وَصْفُ العقاد لهذا المستشرق بالعَلاّمة هو من باب : التهكم والاستهزاء بجهله الشديد باللغة العربية ، وقد فضح جهله هذا تفسيره لمادة (أخذ) بمعنى نام مخالفًا بذلك جميع معاجم اللغة ، فصار كمَن تخصص في وضع معجمات لنا لا نعرفها .
(9) انظر : اللغة الشاعرة مزايا الفن والتعبير في اللغة العربية ، لعباس محمود العقاد (ص : 75) ، منشورات المكتبة العصرية ، بيروت . وذكر محمد العوضي في مقال له عن الاستشراق في جريدة الحدث الكويتية (العدد : 96) بتاريخ 5 أكتوبر سنة 2002 : أن أحد المستشرقين فسر قوله تعالى (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) بقوله : يعني هن بنطلونات لكم وأنتم بنطلونات لهن) .
(10) المرجع السابق (ص : 192) وفيه أن صحف القاهرة نقلت هذا الخبر عن صحيفة بيروتية اثبت فيها واجدها انه بخط النبي ( ، ومن المعلوم أنه لا يمكن إثبات هذا إلا عن طريقين ؛ أحدهما : أن تكون عندنا مخطوطة مكتوبة بخط النبي ( ونقارن بين الخطين ، وهذا غير موجود بداهة . الثانى : أن يشهد شهود عدول أن النبي ( كتبها ، وهذا مما لا وجود له أصلاً .
(11) انظر : دفاع عن القرآن ضد منتقديه ، لعبدالرحمن بدوي (ص : 15) ، الدار العالمية للكتب والنشر ، القاهرة . ويقول بدوي في هذا الكتاب (ص : 7) : إن معرفة المستشرقين للغة العربية من الناحية الأدبية أو الفنية يشوبها الضعف ، ويمكن القول أن هذه الملاحظة تخصهم جميعا تقريبا . اهـ .
(12) انظر : حاضر العالم الإسلامي ، لستودارد (1/34) ، ترجمة عجاج نويهض ، دار الفكر ، بيروت ، الطبعة الرابعة ، 1973 .
(13) حيدر حيدر : كاتب سوري معاصر من سكان قرية ( حصين البحر ) القريبة من ميناء طرطوس ، ألف رواية"وليمة لأعشاب البحر"وملأها بالاستهزاء والسخرية من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وكتابه ودين الإسلام ، والرسل والأنبياء ، والأزهر ، وغير ذلك . انظر : كتاب"الملحدون الجدد"لجمال عبد الرحيم ( ص : 125) ، الطبعة الأولى ، 2001 .
(14) انظر الملحدون الجدد لجمال عبد الرحيم ( ص : 127 ) .
(15) طبعته دار ومكتبة هلال للطباعة والنشر ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 1996 .
(16) دار الآفاق الجديدة ، بيروت ، الطبعة الثانية ، 1983 .
(17) طبعته دار هجر ، الرياض ، الطبعة الأولى ، 1996 .
(18) من منشورات مكتبة الدار بالمدينة المنورة .
(19) مكتبة وهبة ، الطبعة الأولى ، 1991 .
(20) العدد 3 ، للسنة الحادية والثلاثين ، تاريخ نوفمبر 1976 ، ص : 35 .
(21) ريجي بلاشير (1900-1973) مستشرق فرنسي ، ولد في باريس وسافر مع والديه إلى المغرب ودرس في الدار البيضاء ، وعين أستاذا للغة العربية في المدرسة الوطنية للغات الشرقية في باريس ، وتولى عدة مناصب كبيرة وألف كتبا كثيرة عن الإسلام . انظر : موسوعة المستشرقين ، للدكتور عبدالرحمن بدوي ، (ص : 127) دار العالم للملايين ، بيروت ، الطبعة الثالثة ، 1993 .
(22) أصدر الكتاب رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة ، وهو من إصداراتها الدورية تحت سلسلة دعوة الحق ، السنة التاسعة ، العدد 104 ، لعام 1410هـ .
(23) طبع مكتبة وهبة ، القاهرة ، تحقيق على محمد عمر ، الطبعة الأولى ، 1396 .
(24) دار الكتب العلمية ، بيروت ، تحقيق لجنة من العلماء بإشراف الناشر .
(25) تحقيق سليمان الخزي ، طبع مكتبة العلوم والحكم ، المدينة المنورة ، الطبعة الأولى ، 1997 .
(26) انظر : موسوعة المستشرقين (ص : 168) .
(27) انظر : موسوعة المستشرقين لعبدالرحمن بدوي (ص : 174) .






........

الفرصة الأخيرة
11-26-2005, 05:19 PM
التمهيد

وفيه المباحث التالية :

المبحث الأول : تعريف الطعن في القرآن .
المبحث الثاني : مصطلحات ترادف الطعن في القرآن .
المبحث الثالث : التعريف بالطاعنين في القرن العشرين .

المبحث الأول :
تعريف (الطعن في القرآن) :

-أولا : تعريف الطعن :
( ط ع ن : طَعَنهُ بالرمح ، و طَعَنَ في السن كلاهما من باب نصر ، وطعن فيه أي قدح من باب نصر أيضا ، و طَعَنَاناً أيضا بفتح العين كذا في الصحاح ، وفيه أيضا : والفرَّاء يجيز فتح العين من يطعن في الكل ، وقال الأزهري في التهذيب : الطَّعنان قول الليث ، وأما غيره فمصدر الكل عنده الطعن لا غير ، وعين المُضارع مضمومة في الكل عند الليث ، وبعضهم يفتح العين من مضارع الطعن بالقول للفرق بينهما . وقال الكسائي :لم أسمع في مضارع الكل إلا الضم . وقال الفرَّاء : سمعت يطعن بالرمح بالفتح .وفي الديوان ذكر الطعن بالرمح ، وباللسان في باب نصر ، ثم قال في باب : قطع و طَعَن يطعن لغة في طعن يطْعن ، فجعل كل واحد منهما من البابين ، و المِطْعَانُ : الرجل الكثير الطعن للعدو ، وقوم مَطاعينُ ، وفي الحديث : « لا يكون المؤمن طَعَّاناً » ؛ يعني في أعراض الناس . و الطَّاعُونُ : الموت من الوباء ، والجمع الطَّوَاعِين)(28).
وقال ابن فارس :( طعن :أصل صحيح مطرد ، وهو النخس في الشيء بما ينفذه ، ثم يحمل عليه ، ويستعار من ذلك الطعن في الرمح ، ورجل طعان في أعراض الناس ، وفي الحديث : « لا يكون المؤمن طعانا » . وقال بعضهم : طعن بالرمح يطعُن بالضم ، وطعن بالقول يطعَن فتحا)(29).
إذن لكلمة طعن معنيان ؛ حسي ، ومعنوي ؛ فالحسي بمعنى الضرب بآلة حادة كالخنجر ، و هو المتعدي للمفعول ( طعنه ) ، والمضارع منه مضموم العين (يطعُن) وبعضهم يفتحه ، والمعنوي بمعنى القدح في شيء ، سواء كان نسبا ، أو كتابا ، أو شخصا ، أو غير ذلك ، وهو اللازم (طعن فيه) ، والمضارع منه مفتوح العين (يطعَن).
- ثانيا :تعريف القرآن :
هو كلام الله المعجز المنزل على محمد ( ، المكتوب في المصاحف ، المنقول بالتواتر ، المتعبد بتلاوته(30). والقرآن من المشهورات التي لا تحتاج الى تعريف .
- ثالثا :تعريف الطعن في القرآن :
الطعن في القرآن : هو أحد مباحث علوم القرآن ، التي تبحث في الرد على من طعن في كتاب الله ، أو زعم تناقضه ، أو إشكاله ، والرد عليها بالأدلة الشرعية ، والعقلية ، والحسية(31).


المبحث الثاني :
مصطلحات ترادف الطعن في القرآن

هناك عدة مصطلحات في تسمية هذا العلم ، ترادف مصطلح الطعن في القرآن وهي :
1-المتشابه أو المشتبه :
حيث إن كثيرا من العلماء يطلقون على هذا العلم (المتشابه )، مثل كتاب :
الآيات المتشابهات لبقي بن مخلد ، وأضواء على متشابه القرآن لخليل ياسين ، وتأويل متشابهات القرآن لابن شهر آشوب وغيرها(32) .
وأخذوا هذا الاسم من قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ…( [آل عمران :7].
وإنما لم أختر أن تكون الرسالة بهذا العنوان ؛ لأن المتشابه يطلق –في علوم القرآن والتفسير-على عدة معان :
1- يطلق المتشابه ويقصد به المشكل من الآيات التي قد تشتبه على فهم القارئ ؛ لخلوه من الدلالة الراجحة لمعناه(33)، الذي يحتاج للجواب والرد على الطاعن ، كما تقدم .
2- ويطلق ويراد به ضد المحكم ، وهو الذي لا يعلمه إلا الله ، أو لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم(34) ؛ مثل الحروف المقطعة ، وحقيقة صفات الله وكيفياتها .
3- ويطلق ويراد به الآيات المتشابهة لفظا ، وقد تفترق بحرف أو كلمة ، وتوجيه هذا التفريق . وقد ألف العلماء في هذا الفن كتبا كثيرة ؛ منها : " درة التنزيل وغرة التأويل في بيان الآيات المتشابهات في كتاب الله العزيز"(35) ، للخطيب الإسكافي(36)، وأشهرها وأفضلها كتاب "البرهان في متشابه القرآن "(37) للكرماني(38) .
4- يطلق ويقصد به تشبيه شيء بشيء ، كالحور العين باللؤلؤ ، وقد ألف في هذا المعنى ابن ناقيا البغدادي(39) كتابه " الجمان في تشبيهات القرآن"(40)، ولسيد قطب كتاب في هذا المعنى سماه " التصوير الفني في القرآن " .
5- يطلق المتشابه ويراد به أن القرآن متماثل في النظم والبلاغة والهدف الذي يدعو إليه ؛ فلا تجد في أسلوبه اختلافا ، ولا في معانيه مناقضة ، ولا في سِوَرِه تغايرا ، كما في قوله تعالى : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ( [الزمر :23] .
قال القرطبي : ( متشابها يشبه بعضه بعضا في الحسن والحكمة ، ويصدق بعضه بعضا ، ليس فيه تناقض ولا اختلاف )(41).
فلما كان هذا الاسم يشكل في الفهم ، ومشتركا بين عدة معان ، أعرضت عنه .
2- موهم الاختلاف أو مختلف القرآن :
هكذا سماه الزركشي في البرهان : النوع الخامس والثلاثون :معرفة موهم المختلف(42)، و سماه السيوطي في الإتقان : النوع الثامن والأربعون في مشكله وموهم الاختلاف والتناقض .
وقد أخذوا هذا الاسم من الآية وهي قوله تعالى :(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا([النساء :82].
3- موهم الاضطراب :
ومن هذا كتاب دفع " إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب " لمحمد الأمين الشنقيطي .
وهذا الاسم والذي قبله يتحدث عن نوع واحد من الطعون ، وهو التناقض في الآيات ، مع أن الطعون لها أنواع أخر ، كنفي نسبة القرآن إلى الله ، والطعن في لغته وغير ذلك ؛ لهذا لم أُسمِّ به الرسالة ؛ لقصوره عن شمول جميع أنواع الطعون .
4- أسئلة القرآن :
أي الأسئلة التي يطرحها بعض الناس بقصد التشكيك في كتاب الله تعالى ؛ ومن هذا :كتاب " البرهان في مسائل القرآن " للجماعيلي المقدسي ، و " التبيان في مسائل القرآن " لرضي الدين القزويني ، وبعضهم يسميها جوابات القرآن ؛ باعتبار الجواب على هذا السؤال ، ككتاب " الجوابات في القرآن " لمقاتل بن سليمان ، وبعضهم يجمع بين الاسمين مثل " أسئلة القرآن وأجوبتها " لأبي بكر الرازي .
5-غامض القرآن :
ومن هذا كتاب " كشف غوامض القرآن " لفخر الدين الطريحي .
6-مشكل القرآن :
ومن هذا كتاب :" تأويل مشكل القرآن " لابن قتيبة –وبعضهم يسميه " مشكل القرآن"(1) ، وهو من أول الكتب المفردة في هذا الفن ، وهو مطبوع متداول .
و" فوائد في مشكل القرآن " لسلطان العلماء العز بن عبدالسلام .
و" مشكلات القرآن " لمحمد أنور الكشميري .
و" مشكل القرآن " للحكيم الترمذي ، وهو أكثر الأسماء تداولا بين العلماء على هذا الفن ، فقد وجدت ما يقارب العشرين عالما يطلقون عليه هذا اللفظ كما سيأتي(43).
فيتحصل لنا من هذا ، أن لهذا العلم سبعة أسماء عند العلماء .


المبحث الثالث :
التعريف بالطاعنين في القرن الرابع عشر الهجري

الطاعنون في كتاب الله هم المشككون فيه ، الذين يوردون عليه الشبه والإشكالات والاضطرابات ، يريدن بهذا إسقاط قدسية القرآن من قلوب المسلمين ؛ لأن القرآن هو قطب رحى المسلمين الذي عليه يدورون ، وهو العروة الوثقى التي بها يتمسكون ، وهو المورد العذب الذي إليه يردون ومنه يصدرون . وهو أساس الإسلام وركن الشريعة الركين ، الذي إذا سقط سقط كل البناء ، وتهدم الصرح ، وقوض الإسلام ، ولم تبق للمسلمين باقية ولا قوة .
وقد كثر الطاعنون في كل قرن ، ولكن هذا القرن تميز بنوعين من الطاعنين ، وهم :
الصنف الأول : المستشرقون .
الصنف الثاني : العلمانيون ، أو تلاميذ المستشرقين ، أو العقلانيون ... وفيما يلى نبذة مختصرة عن كل منهما :
أولا : المستشرقون :
الاستشراق(Orientalism) : تعبير يدل على الاتجاه نحو الشرق ، ويطلق على كل ما يبحث في أمور الشرقيين وثقافتهم وتاريخهم ، ويقصد به ذلك التيار الفكري الذي يتمثل في إجراء الدراسات المختلفة عن الشرق ، والتي تشمل حضارته ، وآدابه ، ولغاته ، وثقافته(44) .
واستُغل في أكثر مراحله لخدمة الاستعمار ، وتشويه تعاليم الدين .
ونشأ هذا الفكر لما عجز النصارى عن مواجهة المسلمين بالسيف ، فرأوا أن أفضل طريقة لمحاربة المسلمين هو الغزو الفكري .
ولهم طرق كثيرة للوصول إلى أهدافهم منها : تأليف الكتب ، وإصدار المجلات ، وإلقاء المحاضرات في المنتديات عن الإسلام ، والقرآن ، والسنة ، وتاريخ المسلمين ، وإنشاء الجمعيات والمراكز التي تخدم أغراضهم ، وعقد المؤتمرات السرية والعلنية ، وإنشاء موسوعة دائرة المعارف الإسلامية وغيرها ، وإرسال البعثات ، وإنشاء جامعات وكليات غربية في بلاد الشرق ، وغير ذلك من الوسائل ، ولها آثار أكثرها سلبي وبعضها إيجابي .
فمن الآثار السلبية :
1 - الطعن في القرآن والسنة ، وهما مصدر التشريع في الدين .
2 - محاولة إحياء الفرق المنحرفة الميتة ، أو أفكار بعض المنحرفين كالحلاج وغيره .
3 - صد الناس عن الإسلام بتشويه تعاليمه كما فعلت الموسوعة البريطانية .
4 - إخراج جيل من أبناء المسلمين منسلخ عن دينه بل محارب له .
5 - التشكيك في الثوابت ؛ كالجهاد ، والحجاب ، والميراث ، والعقوبات الشرعية ؛ كرجم الزاني ، وقطع يد السارق ، وقتل المرتد ، وغير ذلك من الثوابت .
6 - إخراج المرأة من جلبابها بتصوير الحجاب بأنه خرقة لا قيمة لها ، ومحاولة مساواة المرأة للرجل في كل شيء ، حتى في جواز تعدد الأزواج .
وأما الآثار الإيجابية فمنها :
1 -شهادة المنصفين منهم لصدق الإسلام وإعجاز القرآن ، حتى دفع الكثير منهم لإعلان إسلامه .
2 - إخراج بعض الكنوز الإسلامية التي كانت مخطوطة بتحقيقها وطبعها .
3 - عمل المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي .
ودوافع الاستشراق كثيرة ترجع إلى ثلاثة دوافع : استعماري ، وديني ، وعلمي(45).

ثانيا : العلمانيون : ونقصد بهم تلاميذ أولئك المستشرقين ؛ الذين رضعوا منهم أفكارهم ، وطعونهم في كتاب الله ، ومع هذا يدّعون الإسلام ، ويتكلمون باسمه ، ويزعمون أنهم بهذا ما يريدون إلا الإصلاح (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ(11)أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لَا يَشْعُرُونَ( [البقرة :11، 12]. وينسبون أنفسهم للعلم ، فيقولون : نحن علمانيون . تلبيسا على عامة الناس .
وخطر هؤلاء أشد(46) ؛ لأنهم باسم الإسلام يطعنون في الإسلام ، وبزعم الدفاع عنه يحاربونه ، وأسماؤهم كأسمائنا ، وهم أبناء جلدتنا ، فتلبيسهم على عامة الناس ، بل على بعض الخاصة شديد ، لذلك كان الرد على هؤلاء ، وكشف أباطيلهم وتلبيساتهم من أعظم الواجبات ، وآكد الفرائض ، حتى تحذر الأمة منهم ، وتسلم من شرهم ؛ ففي الصحيحين عن حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قال : كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ ( عَنِ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي ، فَقُلْتُ :يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ : « نعَمْ . » قُلْتُ : وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ ؟ قَالَ :« نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ . » قُلْتُ : وَمَا دَخَنُهُ ؟ قَالَ : « قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي ، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ » . قُلْتُ : فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ : « نَعَمْ ، دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا » . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا . فَقَالَ : « هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا » . قُلْتُ : فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ ؟ قَالَ : « تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ » ، قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ . قَالَ :« فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا ، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ »(47).
وهناك نوع ثالث ولكن لا نستطيع أن نعدهم من الطاعنين ، وإن كانوا قد عملوا أعمالا-سواء عن قصد أو عن غير قصد- فتحت الباب للطاعنين في القرآن (48) ؛ من تأويل غير مقبول في تفسير القرآن ، أو جواب عن إشكال فيه تنازل وتسليم مبطن به ، أو تحريف معاني كثير من الثوابت إلى معانٍ تساير العصر –بزعمهم- أو إلغائها بالكلية ، أو تكلف الاستدلال بآية على ما لا تدل عليه من قريب أو بعيد (49).
وهم بعض من ينتسب للمدرسة العقلية الحديثة التي تقدم العقل على النقل كالمعتزلة القديمة ؛ يقول أستاذنا الدكتور محمد بلتاجي في مقدمة " كتابه مدخل إلى علم التفسير " : وأنه يتضمن عدة ( مباحث في عرض وتقويم بعض الدراسات المعاصرة التي تتناول النص القرآني من منطلقات ومناهج باطلة تحاول أن ترتدي ثوب التجديد والتنوير ، وإنما هي – في حقيقتها وجوهرها وأهدافها-نفس المزاعم التي طُعن بها في القرآن الكريم منذ أوحى الله تعالى به )(50).
وقال حفظه الله : وقد ظهر في عصرنا الحاضر أفراد استخدموا بعض مصطلحات المعتزلة ومقولاتهم ، وتمسحوا بهم لكنهم أمعنوا السير في الطريق ، ولم يقفوا عند الحد الذي توقف عنده قدماء المعتزلة ، بل تجاوزوه تجاوزا خطيرا ، زعموا فيه أن الفهم الحرفي للعرش والكرسي والملائكة والجن والقلم واللوح والسحر وغيرها ، يقدم تصورات ذات طابع أسطوري –تجاوزه التاريخ- نبع من الواقع الثقافي للجماعة في عصر نزول هذه الآيات المتضمنة لهذه النصوص ، كما زعموا أن كثيرا من الأحكام القرآنية أصبحت تاريخية ، حيث تجاوزتها أوضاع العصر وثقافته ، وظروفه ولم تعد صالحة للتطبيق فيه ، وتمسحوا في ذلك ببعض اجتهادات عمر بن الخطاب رضي الله عنه(51).


============

(28) مختار الصحاح (1 / 165) .
(29) معجم مقاييس اللغة لابن فارس (3/412) بتصرف ، وانظر : لسان العرب (13/265-26) .
(30) انظر : مناهل العرفان للزرقاني (1/15) ، دار الفكر ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 1996 ، وانظر : كتاب النبأ العظيم للدكتور محمد عبدالله دراز (ص : 10) دار طيبة للنشر الطبعة الأولى ، 1997 ، وانظر : المناظرة في القرآن ، عبدالله المقدسي (1/ 22) ، مكتبة الرشد ، الرياض ، الطبعة الأولى ، 1409 ، تحقيق الجديع ، وغير ذلك .
(31) انظر : البرهان في علوم القرآن للزركشي (2/53) ، بيروت دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1408 ، والإتقان في علوم القرآن للسيوطي (3/79) ، ، القاهرة ، مكتبة دار التراث ، باهر البرهان في مشكلات القرآن لبيان الحق النيسابوري (1/112) .
(32) سيأتي في الباب : الأول في مبحث المؤلفات في هذا الفن بيان عن هذه الكتب ومكان طبعها أو ذكرها .
(33) انظر : كشف المعاني في المتشابه المثاني لبدر الدين بن جماعة ، (ص : 28) تحقيق مرزوق إبراهيم ، دار الشريف للنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، 1420 .
(34) انظر : في اختلاف العلماء في تعريف المتشابه بهذا المعنى كتاب الإتقان للسيوطي(3/3) .
(35) بيروت ، دار الآفاق الجديدة ، الطبعة الثانية ، 1977 .
(36) والإسكافي هو محمد بن عبد الله أبو جعفر الإسكافي ، عداده في أهل بغداد أحد المتكلمين من المعتزلة ، له تصانيف فكان يناظر الحسين بن علي الكرابيسي يتكلم معه ، مات في سنة 402 هـ . انظر : معجم البلدان ، لياقوت الحموي ، دار الفكر ، بيروت ، ( 1/181 ) .
(37) دار الوفاء ، المنصورة ، الطبعة الأولى ، 1411 هـ .
(38) والكرماني هو المعمر بدر الدين ، أبو حفص عمر بن محمد بن أبى سعد الكرماني ، نزيل دمشق ، ولد بنيسابور سنة سبعين وخمسمائة ، وسمع في الكهولة من القسم الصفار ، وروى الكثير بدمشق ، وكان واعظاً ، وتوفي في شعبان سنة خمس وستين وستمائة . انظر : شذرات الذهب ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ( 3/327 ) .
(39) هو : عبد الله وقيل : عبد الباقى بن محمد بن الحسين بن داود بن ناقيا أبو القاسم ، الأديب الشاعر اللغوي المترسل ، هو من أهل الحريم الطاهرى ، وهى محلة بغداد ، كان مولده في منتصف ذى القعدة سنة عشر وأربعمائة ، وكان فاضلاُ بارعاً ، وله مصنفات حسنة مفيدة ، منها كتاب"الجمان في تفسير متشابهات القرآن"ومجموع سماه"ملح الممالحة"، وكان ينسب إلى التعطيل ، ومذهب الأوائل ، وصنف في ذلك مقالة ، وكان كثير المجون ، توفي في ليلة الأحد من رابع شهر المحرم سنة خمس وثمانين وأربعمائة ، ودفن بباب : الشام . انظر : طبقات المفسرين للسيوطى ، ( 1/141 ) الطبعة الأولى ، القاهرة ، مكتبة وهبة 1936 م ، والمنتظم ، لابن الجوزي ( 9/69 ) ، طبعة دار صادر ، بيروت ، سنة 1358 هـ ، الطبعة الأولى .
(40) تحقيق مصطفى الجويني ، دار منشأ المعارف ، الإسكندرية .
(41) تفسير القرطبي (15/162) ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1988 .
(42) البرهان في علوم القرآن (2/53) .
(1) انظر : تأويل مشكل القرآن (3/202) .
(43) في مبحث الكتب المؤلفة في هذا الفن بالتفصيل .
(44) انظر : الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (2/697) ، بإشراف الندوة العالمية للشباب : الإسلامي ، مراجعة د. مانع بن حماد الجهني ، الطبعة الثالثة ، 1418 ، الناشر : دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع ، الرياض ، وأجنحة المكر الثلاثة وخوافيها ، لعبد الرحمن حبنكة ، دمشق ، دار القلم ، الطبعة الخامسة ، 1986م .
- الاستشراق والتبشير ، قراءة تاريخية موجزة ، د. محمد السيد الجليند ، دار النهضة بحرم جامعة القاهرة .
- رؤية إسلامية للاستشراق ، أحمد غراب ، من سلسلة إصدارات المنتدى الإسلامي .
- الاستشراق والمستشرقون . د. مصطفى السباعي ، دار السلام ، القاهرة .
- المستشرقون والإسلام . د. محمد قطب ، مكتبة وهبة ، القاهرة .
- صور استشراقية . د. عبد الجليل شبلي ، دار الشرق ، القاهرة .
- المستشرقون . د. عابد بن محمد السفيانى . دار الفرقان . القاهرة .
(45) انظر : المصادر السابقة و الموجز في الأديان و المذاهب المعاصرة للعقل و القفاري ( ص : 174 - 185 ) ، الطبعة الأولى ، 1413 ، دار الصميعي ، الرياض .
(46) انظر : كتاب : نقض مطاعن في القرآن الكريم ، لمحمد عرفة ، (ص : 82) .
(47) متفق عليه : ( البخاري : كتاب المناقب ، باب : علامات النبوة في الإسلام ، رقم : 3411 ، ومسلم : كتاب الإمارة ، باب : وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند الفتن ، رقم : 1847) .
(48) انظر : اتجاهات التجديد فى تفسير القرآن الكريم ، لاستاذنا الدكتور شريف ، ص : 737 .
(49)مثل إنكار المعجزات كلها ما عدا القرآن ، وإنكار أشراط الساعة الصغرى وبعض الكبرى مثل نزول عيسى والمهدي ويأجوج مأجوج والدابة ، وإنكار بعض الغيبيات مثل عالم الجن والملائكة ، وإنكار تعدد الزوجات والحجاب وملك اليمين وإنكار السحر ، وتأويل الطير الأبابيل بالجراثيم ، إباحة بعض أنواع الربا ؛ والزعم أن القرآن يدل على جواز تحضير الأرواح ، وغير ذلك من سلسلة الأخطاء التي فتحها على مصراعيها تقديم العقل على النقل والانبهار بالعالم الغربي ومحاولة مسايرته . انظر : في بيان أخطاء هؤلاء والرد عليهم :
اتجاهات التفسير في العصر الراهن للدكتور عبد المجيد عبدالسلام المحتسب ، دار البيارق ، الأردن ، الطبعة الثالثة ، 1982 .
منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير ، للدكتور فهد الرومي ، مكتبة الرشد ، الرياض ، الطبعة الخامسة ، 1422.
التفسير ومناهجه لدى مدرسة الإمام محمد عبده للدكتور محمود بسيوني فوده ، مطبعة الأمانة ، القاهرة .
العصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب ، لمحمد حامد الناصر ، مكتبة الكوثر ، الرياض ، الطبعة الأولى ، 1996 . اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر ، أ . د. فهد الرومي ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، الطبعة الثالثة ، 1997 .
اتجاه التفسير فى العصر الحديث ، للشيخ مصطفى محمد الطير ، مطبعة مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة 1975 .
اتجاهات التجديد فى تفسير القرآن الكريم فى مصر ، أ.د. محمد ابراهيم شريف ، دار التراث القاهرة ، الطبعة الأولى ، 1982 .
(50) مدخل إلى علم التفسير ، للدكتور محمد بلتاجي ، ص : 1 ، مكتبة الشباب : ، مصر ، 1998 .
(51) المصدر السابق ص : 155 .




.......