المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمينة السعيد



حازم
05-13-2005, 01:14 PM
ترجمتها:

قال الدكتور محمد فؤاد البرازي في كتابه (مؤامرات على الحجاب): (في أسرة ميسورة الحال من "المنصورة"، ولدت "أمينة السعيد" بـ"أسيوط" عام (1914)م([1])، حيث كان والدها "أحمد السعيد" يعمل طبيباً في هذه البلدة، إلى أن عاد إلى "القاهرة" ليُلحق أبناءه بالمدارس الأجنبية، لأنه كان مُحباً للحضارة الأوربية.

وقد التحقت "أمينة" في طفولتها بـ"مدرسة الحلمية للبنات"، فكانت في غاية التمرد والشقاوة، حتى إنها رسبت في جميع مواد السنة الدراسية الأولى، لأنه وقتها كان للهو واللعب.

وتروي "مجلة حواء" على لسان "أمينة السعيد" أحد مواقفها في طفولتها الشقية، فتقول :"أغضبني مرة أحد المدرسين في الفصل، فشعرتُ بالظلم الفادح الذي وقع عليّ، فكان تركيزي طوال وقت الحصة في كيفية الانتقام منه، وردّ هذا الظلم. وعندما انتهى وقت الحصة، وغادر المدرس الفصل متوجهاً لحجرته، لاحقتُهُ وضربتُه بقبضة يدي الصغيرة في ظهره.. ثم أطلقتُ قدميّ للريح خوفاً منه"([2]).

وبعد إتمامها للمرحلة الثانوية، كانت ضمن أول دفعة من الفتيات ينتسبن إلى "كلية الآداب" التي كان عميدها المستغرب: "طه حسين"، فاختارت "قسم اللغة الإنجليزية"، واستمرت فيه حتى تخرجها.

وبعد تخرجها من الجامعة أصبحت من هُواة "الأدب الإنجليزي"، حتى إنها -في إحدى مراحل حياتها- ألفت كتاباً عن الشاعر الإنجليزي "بيرون"، وتزوجت في عام (1937)م من الدكتور "عبد الله زين العابدين"، الذي شجعها على العمل في الصحافة، ووقف إلى جانبها في جميع الأزمات والمحن التي نزلت بها من جراء ذلك.

وحين كان الصحفي "مصطفى أمين" نائباً لرئيس تحرير مجلة "آخر ساعة"، عرض عليها أن تعمل معه في المجلة، فقبلت بذلك على أن تخفي اسمها حتى لا يعرف أبوها وأمها أنها تعمل في الصحافة، وهو عمل غير مستساغ في المجتمع آنذاك. لكنهما علما بذلك فيما بعد.

ثم انتقلت إلى مؤسسة صحفية متخصصة بنشر السموم ضد الإسلام ودعاته، تدعى: "دار الهلال" ، التي أسسها الصليبي الهالك: "جورجي زيدان" 1287-1332هـ = 1861-1914م، الذي وقف حياته على تشويه التاريخ الإسلامي، وخلفائه الميامين، بأكاذيب صاغ بها قصصه المتعددة، التي كتبها بدافع من الحقد الدفين على الإسلام والمسلمين. ومن "دار الهلال" بدأت "أمينة" تكتب عن شؤون المرأة في مجلة "المصور"، ومجلة "الاثنين" من وجهة نظر المستغربين، فلفتت نظر "أميل زيدان" أحد صاحبي "الهلال"، فاختارها "رئيسة تحرير" لإصدار مجلةٍ نسائيةٍ شهرية باسم: "حواء" . وصدر العدد الأول منها في أول كانون الثاني يناير عام (1954)م.

ومن خلال هذه المجلة انطلقت "أمينة السعيد" تكتب عن المرأة، وتطالب بما تعتبره حقوقاً لها.

وفي عام (1962)م اختيرت عضواً في مجلس إدارة "دار الهلال"، فكانت بذلك أول امرأة مصرية تُعيّنُ في مجلس إدارة مؤسسة صحفية.

ثم عينها "أنور السادات" رئيسة لمجلس الإدارة، واستمرت في هذا المنصب إلى أن أقالها "السادات" نفسه منه، ومن رئاسة تحرير مجلة "المصور" ((مؤامرات على الحجاب، للدكتور محمد فؤاد البرازي، ص 122-124).

وانظر ترجمتها –أيضاً- في "مصريات رائدات ومبدعات! "لمجموعة من الكاتبات (ص 65 وما بعدها).

-هلكت بعد إصابتها بمرض السرطان –والعياذ بالله- عام 1995م.

-تعد أمينة السعيد من أبرز داعيات تحرير المرأة في العالم العربي، فقد كانت ترأس تحرير مجلة (حواء) المصرية، ومن خلالها كانت تدعو إلى هذه الفكرة الخبيثة.

-يقول الشيخ محمد المقدم عنها : "تلميذة وفية لطه حسن، ترأس تحرير مجلة حواء، ومن خلالها تحرض نساءنا على النشوز، وفتياتنا على التهتك والانحلال، وقد تواتر لدى الجميع أنها تهاجم الحجاب الإسلامي بكل جرأة، وهي –وإن كانت تلقفت الراية من "الزعيمات" السابقات- إلا أنها تفوقت على كل اللاتي سبقنها في باب التجرد من الآداب والأخلاق الأساسية، إذ إنها لا تألو جهداً في الصد عن سبيل الله، والاستهزاء من شرعه عز وجل، حتى وصل بها الأمر إلى أن قالت: (كيف نخضع لفقهاء أربعة ولدوا في عصر الظلام ولدينا الميثاق؟)، وقالت : (إنني لا أطمئن على حقوق المرأة إلا إذا تساوت مع الرجل في الميراث) (عودة الحجاب 1/65).

ويقول الدكتور محمد فؤاد البرازي: (كانت "أمينة السعيد" تلميذة للمستغرب المأفون، وعميد الأدب المزعوم: "طه حسين"، فتأثرت به أشد التأثر، وترك فيها من بصمات التغريب، ونوازع التقليد، والافتتان بحضارة الغرب، ما سترى أثره في مقالاتها التي كانت تنشرها.

ولا شك أن نشأتها في أحضان أبٍ غير ملتزم، حريصٍ على تعليم أبنائه في المدارس الأجنبية، وتشجيعه إياها على لعب "التنس" بملعب "جامعة القاهرة" مع المدرب، إضافة إلى تشكيل عقلها على يد أستاذها "طه حسين" ، وترددها على "هدى شعراوي" وتأثرها بها، ثم استعدادها الخاص لذلك، كل ذلك قد صاغها صياغة "متحررة" ، جعلتها متمردة على أحكام الإسلام، وقيمه العليا) (مؤامرات على الحجاب ، ص125).

وقد ذكرت هي نفسها بأنها تلميذة لداعية التحرير الأولى (هدى شعراوي)، تقول أمينة السعيد: "قبل اشتغالي بالصحافة ودخولي الجامعة وتخرجي منها، كنت أقوم بتمثيل بعض المسرحيات في الحفلات الخيرية التي كانت تقيمها الزعيمة ! هدى شعراوي لصالح الأعمال الخيرية التابعة لجمعيتها" (انظر: مقابلتها مع مجلة الجديد، العدد 38).

وتقول تلميذتها ايفلين رياض : "اختارتها الزعيمة ! هدى شعراوي من بين مجموعة من الشابات الصغيرات! لتعدها للقيادة في مجال الخدمة الاجتماعية([3]) عندما وجدت لديها الحماس والقدرة على العمل والكفاح" (مصريات رائدات ومبدعات! ص 66).



انحرافاتها:

1-من أعظمها : دعوتها إلى "تدمير" المرأة المسلمة، وتهييجها لكي لا تلتزم بشريعة ربها . حيث يصدق عليها قوله تعالى (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب شديد في الدنيا والآخرة).

2-ومن انحرافاتها : أنها "اتخذت من مجلة "حواء" منبراً للتطاول على الأحكام الإسلامية الخاصة بقانون "الأحوال الشخصية" و"حجاب المرأة المسلمة"؛ بل راحت كما قال الأستاذ "محمود محمد الجوهري": "تحرضُ نساءنا على النشوز، وفتياتنا على الانحلال. وهي التي جعلت الفسق والبغاء الرسمي في شارع الهرم نوعاً من كرم الضيافة عندنا (!!!) في ردّها على "القذافي"، عندما ندد بمخازي "شارع الهرم" في أحد مواقفه العنترية، من خلال ندوة عقدت بالقاهرة، طالب فيها بنظافة "شارع الهرم"، وإغلاق محال الدعارة السياحية، وعُلبِ الليل"([4]).

وكتبت ذات يوم في مجلة "المصور" : "إنني لا أطمئن على حقوق المرأة إلا إذا تساوت مع الرجل في الميراث"

فهل تعتبر هذه في عداد المسلمين، وهي تعارض قول الله رب العالمين: (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) (النساء: 11)؟ !!

وقالت أيضاً: "كيف نخضع لفقهاء أربعة ولدوا في عصر الظلام، ولدينا الميثاق" ؟ !!! أي الذي أصدره "جمال عبد الناصر" ! وفيه من المخالفات لدين الله عز وجل ما فيه…" (انظر : مؤامرات على الحجاب ، ص 126).

3-ومن انحرافاتها : أنها "بعد أن امتدت يد ثورة 23 تموز –يوليو 1952م إلى قانون "الأحوال الشخصية" بالتعديل، رضوخاً لرغبات دعاة "تحرير المرأة" !!! راحت تطالب بتعديلات أخرى؛ وكانت تريد بذلك إصدار تشريعٍ يمنعُ " تعدد الزوجات" ، و"مساواة المرأة بالرجل في الميراث" ، إلى غير ذلك من هذه المخالفات الصريحة لشريعة الله عز وجل" (المرجع السابق، ص 126-127)

4-ومن انحرافاتها: استهزاؤها بالحجاب الشرعي وقولها : "ما نراه اليوم شائعاً بين الفتيات والسيدات مما يسمونه "الزي الإسلامي" فالإسلام منه براء، لأنه تقليد حرفي لزي الراهبات المسيحيات" (مؤامرات على الحجاب، ص127).

وتقول أيضاً: "هل من الإسلام أن ترتدي البنات في الجامعة ملابس تغطيهن تماماً، وتجعلهن كالعفاريت (!!!) وهل لابد من تكفين البنات بالملابس وهن على قيد الحياة، حتى لا يُرى منها شيء وهي تسير في الشارع" !! (مجلة حواء، 18، نوفمبر 1972).

وقالت : "إن هذه الثياب الممجوجة قشرة سطحية لا تكفي وحدها لفتح أبواب الجنة، أو اكتساب رضا الله. فتيات يخرجن إلى الشارع والجامعات بملابس قبيحة المنظر، يزعمن أنها "زي إسلامي"، لم أجد ما يعطيني مبرراً منطقياً معقولاً لالتجاء فتيات على قدر مذكور من التعليم إلى لف أجسادهن من الرأس إلى القدمين، بزي هو والكفن سواء" (مجلة المصور، 22 يناير 1982).( وانظر: عودة الحجاب، للشيخ محمد المقدم، (1/65-67).

5-ومن انحرافاتها العجيبة : أن فتاة مسلمة ! أرسلت لها بأنها تحب شاباً غير مسلم، وتريد أن تتزوجه !! ولكن دينها يمنعها من ذلك.

فأجابتها أمينة السعيد بأن "تتزوجه زواجاً مدنياً" !!! (انظر: مجلة لواء الإسلام، عدد 8، ربيع الثاني 1384هـ).

6-ومن انحرافاتها : قولها "إن أمر الرجل لزوجته بارتداء الحجاب مرفوض؛ لأنه يدخل تحت قوله تعالى (لا إكراه في الدين) " !! (انظر: المجلة العربية، العدد 129). وهذه فتيا جريئة يعلم كل مسلم مخالفتها لدين الإسلام، ستبؤ بإثمها هذه العجوز الهالكة.

-يقول الدكتور السيد رزق الطويل عن أمينة السعيد: "كانت في وقت من الأوقات تتصدى للإفتاء في إحدى المجلات الأسبوعية حول قضايا البشر الاجتماعية والغرامية والنفسية، وكانت ترتكز في فتاواها على اجتهادات قائمة على قدر كبير من التجربة والتصور الشخصي والمزاجي، وعلى قدر قليل من العلم، وبمعزل تام عن هدي الدين الحق وهداه " (مجلة منبر الإسلام، 2 صفر 1411هـ).

7-ومن انحرافاتها: دعوتها للاختلاط المحرم، وادعاؤها بأن "حرية الاختلاط هي أقوى سياج لحماية الأخلاق"!! (مقابلتها مع مجلة الجديد، العدد 38).

وصدق الله (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون) فهي ترى المنكر معروفاً ، والمعروف منكراً.

ختاماً: يقول الدكتور محمد فؤاد البرازي في كتابه (مؤامرات على الحجاب) (ص 129) متحدثاً عن أمينة السعيد:

"استبدّت بها آلام نفسية نتيجة فشلها بدعوتها المتحررة بعد عودة النساء إلى الله، والتزام الكثيرات بالحجاب؛ بل بالنقاب، فعبّرت عن ذلك قبل موتها بأربعة أيام، حين قالت بحسرة وألم لصحفية من مجلة "المصور" (العدد 3697) وهي تجري معها مقابلة: "أمينة السعيد كانت ملكة الصحافة النسائية. لقد أفنيتُ عمري كله من أجلها. أما الآن فقد هدني المرض، وتنازلت النساء عن كثير من حقوقهن. المرأة المصرية صارت ضعيفة.. الإرهابيون وسَّخوا مخّهم…" تعني بذلك: أن الإسلاميين قد أقنعوهن حتى التزمن بالإسلام. فالإسلاميون في نظرها: إرهابيون، وقيامهم بإقناع النساء بالالتزام بالحجاب "توسيخ" لعقولهن. (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً) (الكهف:5).

اللهم جنبنا الردى، واكفنا شر العدا، ولا تضلنا بعد الهدى.

وحين سألتها الصحفية عن رؤيتها للحركة النسائية، أجابت : "هبطت كثيراً، بل انتهت … لم تعد لدينا حركة نسائية".

وتفسر عودة المرأة المسلمة إلى دينها وحجابها تفسيراً غريباً (استكباراً في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) (فاطر: 43) فتقول: "السيدات ملأهن الرعب من الإرهابيين والمتطرفين، وصمتن عن حقوقهن التي تُسحب منهن، وارتضين آراء بعض المتخلفين الذين يتمسحون في الدين ورجال الإرهاب، وكلاهما من أغبى الناس.

وضاعت الجهود التي بذلتها "هدى شعراوي" ثم جهودنا نحن طوال خمسين عاماً، وعاد الحجاب ثانية" ..

قلت: الحمد لله الذي لم يهلكك حتى أكمدك بعودته، (ولعذاب الآخرة أشد وأبقى)



والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


----------------------------------------------------------

([1]) وفي كتاب "مصريات رائدات ومبدعات !" (ص 65) أنها ولدت عام 1910م.

([2]) انظر: مجلة "حواء" ، العدد (2030)، تاريخ 19 آب – أغسطس 1995م.

([3]) بل مجال تحرير المرأة ! ولكنها عادتهم في إلباس الفساد لباس الصلاح .

([4]) انظر: (الأخوات المسلمات وبناء الأسرة القرآنية ، ص 98).