المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسائل النور (2): أدلة الحق لا يمكن التشكيك فيها تشكيكا صحيحا!



ناصر الشريعة
04-03-2009, 07:56 PM
وفيك بارك الله أخي.

أدلة الحق لا يمكن التشكيك بها تشكيكا صحيحا، وأما تشكيكا خاطئا فهذا ما كان يفعله جميع أعداء الرسل، فمهما أتتهم الآيات الباهرات رفضوها لا رفضا صحيحا وإنما رفضا مبنيا على الضلال والكفر.

ولهذا كانوا كافرين لأن أدلة الحق كانت كافية في إقامة الحجة عليهم، ولكنهم بإعراضهم عن الحق فهما وتدبرا وتفكرا وقبولا كانوا مستحقين لوصف الكفر وعقوبته.

واليقين أخي الكريم يتفاوت، فليس يقين الجاهل كيقين العالم، وليس يقين آحاد المسلمين كيقين الأنبياء والمرسلين، فاليقين يتفاوت، وقد يضعف عند بعض الناس لكثرة الشهوات والشبهات دون أن يخرج عن دائرة اليقين، فإذا خرج عن دائرة اليقين خرج عن الإسلام.

وكل حقيقة في الدنيا يمكن التشكيك فيها تشكيكا خاطئا كما يفعل السفسطائيين، فهل فعلهم هذا يؤثر فيك حتى يزول يقينك؟ أم أن مجرد تشكيك المبطلين يحزنك ويزعجك؟
إن كان الأول فهذا مرض نسأل الله أن يعيذك منه.
وإن كان الثاني فلا يحزنك ذلك فقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }

وقال تعالى: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (22) وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}

وقال تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (74) لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (75) فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}

فتأمل هذه الآيات جيدا واتلُها بلسانك وتدبرها بقلبك، فإن كفر الكافرين لا يزلزل إيمان المؤمنين وإن كان هناك حزن فلا تحزن، فإن عبوديتك لله تعالى شرف لك وعز، ومن ذا الذي يحزن أن يكون شريفا عزيزا عندما يأبى بعض الناس العزة والشرف؟

فإن أردت أخي أن ترقى بيقينك وتزيد إيمانك حتى تزداد عزا وشرفا فأكمل طريق طلب العلم، ولا تقل ما لي ولهذه العلوم، فإنها ميراث النبوة، ومن منا يأبى أن يكون له نصيب من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم.

أخي إن العلم ليس كلمات تلقى، ولا كتيبات تقرأ، إنما العلم السنة، سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا تعلمتها ازددت مع كل سنة تعلمها وتعمل بها رفعة ودرجة حتى تنال أخوة النبي صلى الله عليه وسلم، كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين به ممن لم يره ولم ير من رآه، فقال أولئك إخواني، أفلا تحب أن تكون بهذه المنزلة من النبي صلى الله عليه وسلم.

والعلم حصن حصين، وسلاح مكين، وروضة غناء، وروح وريحان، وطريقه ميسرة للسالكين وعلى جانبيه ملائكة قد بسطت أجنحتها للطالبين، والكون بما فيه يستغفر لمن يتعلم العلم ومن يعلمه الناس، فأي شكوك بعد ذلك تحول بينك وبين هذا الخير العظيم؟ وأي عاجل من الدنيا يصدك عن هذا النعيم الأبدي؟

فاغتنم نعم الله عليك في التعرف على ما أنزله الله من الحق على خاتم أنبيائه صلى الله عليه وسلم، ولا تؤخر قدما عن سلوك سبيله، تفلح في الدارين، وتزُل عنك ظلمة الشك وتسلط الموسوسين، واحذر أن يصدك وسواس من الشيطان عن هذا الحق فتكن من الزائغين الذين يتبعون الزيغ فيكونون من أهله، والعياذ بالله من هذا المصير.

أمَة الرحمن
01-27-2014, 02:35 PM
يُرفع للأهمية.

وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴿109﴾ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿110﴾ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴿111﴾ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿112﴾ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴿113﴾