المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمور لابد من استحضارها قبل قراءة أطروحات المخالفين.



مجرّد إنسان
06-08-2011, 08:33 PM
لابد أن تستحضر أموراً عند قراءة أطروحات القوم في أوكارهم، ولمزيدٍ من التفصيل أحيلك على الرابط الموجود في توقيعي (جولة سياحية في جزيرة اللادينيين).

وما يهمّك معرفته هنا أن القوم في الأعم الأغلب ليسوا طلاب حق...بل مقصودهم هو تصيّد من قلّ علمه وانعدمت خبرته وضعفت حجّته فيلقون إليه عدداً من الشبه التي استقوها من أعداء الملّة...ليستلذّ الواحد منهم بالانتصار على محاوريه والغلبة لمناقشيه...ويجعل من ذلك دليلاً على صحّة معتقده بفساد الإسلام –زعماً منه-...بل يزيده وهماً على وهم ليظنّ بأن ذلك دليلٌ على عدم وجود الخالق سبحانه وتعالى (ولستُ أدري كيف يمكن الربط بين القضيّتين وهما منفصلتان تماماً)...وقد نتج عن ذلك واقعهم الذي لا تكاد تجده ينخرم في منتدى أو موقعٍ يشاركون فيه: دخولٌ للسخرية من أهل الأديان والتنقّص منهم.

والسبب الذي أدّى إلى واقعهم ذاك...واستلزم رفضهم للحقائق والمغالطة فيها: هو أن قبولهم لهو ربّاً وللإسلام ديناً ثمنه باهظ...ثمنه استسلام للخالق وخضوعهم لأوامره...وهذا ما يكرهونه في أنفسهم...لا أنهم قد قامت عندهم الدلائل على عدم وجود الها أو فساد دين الإسلام.

ونقول للملحد أو اللاديني حلاًّ للمشكلة...أو ردّاً عليهم في مواقعهم:

أنت أمام مفترق طرق:

إما أن تكون على استعداد صادق لأن تخضع نفسك وتسلم قلبك وعقلك وسائر جوارحك لرب العالمين، الذي هو في الغيب لا نراه، وتخضع لكل أمر ونهي جاء به الدين عنه، اذا ما تبين لك أنه الحق؟؟ هل حقا وصدقا أنت مستعد لهذا متقبل له من حيث المبدأ؟؟ وأن تتحرّر من القيود السابقة؟؟أطالبك بطرح هذا السؤال على نفسك فيما بينك وبينها في خلوة مع النفس لأنك ان صدقت حقا في جوابك عنه فانه سيزول عن نفسك حاجز عظيم يمنع الكثيرين من قبول حقائق واضحة ومن الإقرار بقضايا أشد جلاءا من أن يستدل عليها.

وهذا يستلزم أن يكون تناولك للحوار تناول من لا يعلم ويريد أن يفهم...تناول طالبٍ للحقّ مريدٍ له...وأن تلتزم بذلك الموقف طوال الحوار .. ومن علائم هذا التجرّد: قبلوك للحوار في قسم خاصّ في منتدى إسلامي...بعيداً عن الأعين..ليكون الحوار مثمراً وجادّاً.

وإما أن يغلبك الهوى فتريد أن تشبع رغبتك في غلبة مناظريك...والبحث عن الحقيقة أمرٌ غير مرادٍ أصلاً...عندها أبشر يا من تحاول حجب ضوء الشمس...فإن كنت ترى نفسك أهلاً للمناظرة فدع عنك المنتديات والاستعانة بالنقولات... وأثبت نفسك بالحوار الصوتي المباشر لنرى مدى علمك بالإسلام: أهو قصورٌ في النظر أم كيدُ حاقد؟؟ أهو منطلقٌ من شخصٍ يملك مصداقيّة البحث وأدبيّاته أم مجرّد مشوّشٍ على المسلمين ...فإن كانت الأولى: قاده الحوار بيده إلى موطن الحقيقة...وإن كانت الثانية: صفعه الحوار على قفاه وجعله عبرةً لمن يعتبر.

الأمر الثاني الذي أريد التنبيه عليه: لجوء القوم إلى المصادرات والتدليس...وهذا يستدعي فحصاً في كلام القومِ وتدقيقاً...وستجد أمثلة ذلك في النقل الذي نقلته من اعتبار ما جاء به الدين مصادرات والأنبياء خرافات والإله اختراعاً (تعالى الهه عما يقولون علواً كبيراً)

والأمر الثالث: فالعبرة بمصدر الجواب عن أي سؤال في ديننا أيا كان!! والمصدر هو ما صح من نصوص الوحي وما صح فقط، - بمقاييس العقلاء في قبول الخبر المروي - بفهم المخاطبين الأوائل به لا بفهم غيرهم .. فإن توجه الوجهة الصحيحة إلى المصادر الصحيحة انضبط الجواب على سائر الأسئلة وغيرها مما حاول استشكاله...وهذا جوابٌ عن قوله : "حسب المصادر الإسلاميّة"...وهو لا يعلم ما هي المصادر الإسلاميّة ولا آلية التعامل معها وكيفيّة البحث فيها...

فمثلا: كتاب "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" للإمام الشوكاني هو مصدرٌ إسلامي " بالإطلاق العام"...لكنه مصدرٌ اختصّ بجمع الأحاديث المكذوبة عن النبي –صلى الله عليه وسلم-..وتفسير الطبري مثلاً : لم يشترط الصحّة في جميع المرويّات الموجودة في كتابه بخلاف البخاري ومسلم...وهكذا.