المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا تخشين التعدد؟



عاتكة
11-28-2005, 04:44 PM
د. رقية المحارب

ترى عامة النساء أن زواج شريك حياتها من أخرى مصيبة كبيرة، وتعتبره كابوساً ينغص عليها سعادتها، ويظل هاجسًا بغيضًا تحاول التخلص من مجرد التفكير فيه. ولعل بعض الرجال يستغربون عظيم قلق المرأة، وشديد رغبتها في استفرادها بزوجها، ورد فعلها العنيف أحياناً عند علمها بمجرد عزم زوجها على التعدد.
طرحت هذا السؤال "لماذا تخشين التعدد؟" على عدد من النساء المختلفات في مستوياتهن الاجتماعية والثقافية فكان الجواب متباينًا تباين اختلاف مكانتهن في المجتمع.



قالت إحداهن: لا أتخيل أن زوجي يمكن أن يحبني ويحب أخرى في آن، والرسالة التي أفهمها من زواجه بأخرى أنه لا يحبني إذ إنه لا يمكن أن يحب الرجل أكثر من واحدة.

قالت الثانية: أما أنا فأشعر أن الزوجة الثانية سوف تقاسمنا عيشنا وسوف يؤثر هذا على توفر ما أطلبه ويطلبه أولادي.

والثالثة عبرت عن خشيتها من كلام النساء من أقارب وزميلات واعتقادهم أنها مقصرة في حقه وسوف تتحول العلاقة بينها وبين زوجها إلى مادة دسمة لأحاديثهن ولن تحظى بالاحترام في قلوبهن لهذا السبب.

أما الرابعة فأرجعت عدم ترحيبها إلى الغيرة الشديدة حيث أنها لا تتحمل أبدًا أن يهتم زوجها بأخرى.

والخامسة جعلت التعدد والحيف وجهين لعملة واحدة فحيثما ذكر التعدد هبت ريح الظلم وسوء المعاملة.

والسادسة قررت أن الرجل لا يمكن أن يعدل مهما بذل من جهود لأن الله عز وجل يقول: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم)، ومادام لن يطيق العدل فعليه الاقتصار على واحدة استجابة لله عز وجل في قوله: (فإن لم تعدلوا فواحدة) وخاصة لرجال زماننا خاصة مع غياب التقوى وخشية الله تعالى.

هذه آراء مجموعة قليلة من النساء جمعتني بهن جلسة قصيرة لعل عند غيرهن هموم وأشجان أخرى وأسباب غير ما ذكر. وأقف وقفة عجلى مع كل واحدة منهن محاولة المناقشة الهادئة وصولاً إلى وضع يجعل موضوع التعدد في إطاره الصحيح.

فأقول: إن الأولى حكمت على الرجل بمنظارها وهو أن المرأة لا يمكن أن تحب رجلين في آن وعاطفتها توزع بين زوجها واولادها لاغير، أما الرجل فإنه يمكن أن يحب أكثر من واحدة وقد زين الله لهم حب النساء فطرة حيث يقول تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء..الآية)، ولذا فإن الأصل في المرأة أن تحب رجلاً واحداً وتصبر عن الرجل لكن الرجل في الغالب لا يصبر عن المرأة.

أما الثانية فإن تخوفها ناتج من أسباب ثلاثة: أولها ضعف التوكل على الله تعالى، والثاني السمعة السئية والقصص التي تعبر عنها بعض من مرت بتجربة التعدد ، والثالث تخويف النساء بعضهن بعضاً من التعدد وأن النتيجة ستكون كارثة عليها وعلى أولادها.

وفي حالة المرأة الثالثة فإن المسألة لا تعدو أن تكون في تعزيز الثقة بالنفس وعدم الاهتمام بآراء الناس فالانسان ينبغي أن يفكر بعقله ويعيش وفق المبادئ الصحيحة التي ارتضاها هو لا بما يريد الآخرون.

والرابعة فغيرتها لها أصل من الطبع والفطرة ولكن ينبغي أن تهذب فلا توصل إلى محرم من غيبة أو فتنة أو نميمة أو كذب، وعلى قدر كظمها لغيظها ومجاهدتها لغيرتها واتخاذها للأسباب التي تخفف من حدة ما تجد من الغيرة على قدر ما يهبها الله اطمئناناً ورضى بهذا الأمر.


والخامسة ترى شبح الظلم ماثلاً أمام عينيها وتفكر بعقل غيرها وتتمثل حياة زميلتها أو قريبتها التي مرت بهذا الأمر وتجزم أنها سوف تعاني كما عانت تلك. وكم سمعت من قصص مؤلمة عن نساء اشتركن مع أزواجهن في بناء بيت ولما تم البناء فاجأها بالزواج من أخرى وهذه حالات واقعية وإن كانت قليلة، أو تلك التي أقرضت زوجها مبلغاً من المال فإذا به يتزوج بأخرى دون مقدمات وتمهيد، فليس غريباً أن تصاب بالصدمة ويكون رد فعلها قوياً. وحق لهؤلاء أن يقفن هذا الموقف الذي ربما لا يقبله بعض الرجال ويطالبون المرأة أن تتقبل ظلمهم وجورهم، و تعلن ترحيبها بالزوجة الأخرى دون أن تعبر عن رفضها للأسلوب الذي تم به الأمر. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن بعض النساء عندما تساهم مع زوجها في مصاريف السكن والمعيشة فإنها بذلك تحصل على ضمان بأنه لن يتزوج بغيرها فتكون النتيجة أن تقصر في حقوقه ولا تكترث بالعناية بالرصيد العاطفي بينهما، وتنسى أن الرجل الذى يحتاج إلى معونة زوجته في بناء بيته يحتاج أيضا إليها في بناء السكينة, ويحتاج إلى حنانها, إلى تدليله, إلى احترامه وتقديره, إلى التجمل له, والاستعداد لاستقباله , فإذا لم يجد ذلك منها تطلع لغيرها, فالمرأة الذكية هي التي تملأ قلب زوجها حبا وتشبعه حنانا , ولا تكترث بتكثره من المال أو المتاع لأنه سيكون على حسابها إذا قصرت فيما ذكرت.


أما السادسة فاحتجت بما لا يحتج به, إذ العدل الذى لا يستطاع في الآية هو العدل القلبي, وليس العدل في العطاء كما جاء ذلك في الحديث الذى أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله يقسم بين نسائه فيعدل, ثم يقول "اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك " قال ابن كثير: يعني القلب، هذا لفظ أبي داود، وهذا إسناد صحيح. ولو أكملت الآية لوجدتها تدل على ذلك (فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة) قال ابن كثير: أي إذا ملتم إلى واحدة منهن فلا تبالغوا في الميل بالكلية فتبقى هذه الأخرى معلقة. وذكر حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط ".
قال ابن الجوزي رحمه الله في زاد المسير 2/219: لن تطيقوا أن تسووا بينهن في المحبة التي هي ميل الطباع لأن ذلك من كسبكم (ولو حرصتم) على ذلك، (فلا تميلوا) إلى التي تحبون في النفقة والقسم.أ.هـ. وقال بان العربي رحمه الله: (أخبر سبحانه أن أحدًا لا يملك العدل بين النساء، والمعنى فيه تعلق القلب لبعضهن أكثر منه إلى بعض، فعذرهم فيما يكنون، وأخذهم بالمساواة فيما يظهرون) شرح الترمذي 5/80.
وقد بسط العلماء مسائل النفقة على الزوجات فعلى كل من أراد الزواج أن يتعلم الواجبات التي عليه حتى لا يقع في الظلم.

وأزيد على هذه الأسباب أن بعض الرجال يكل المرأة الموظفة إلى راتبها ويعطي الأخرى من ماله وهذا خلاف العدل وهو منشأ كثير من المشكلات. إن مجتمعنا بحاجة ماسة إلى قنوات توجيه تساهم في توعية الرجل إلى كيفية تسيير حياته الزوجية معددًا كان أو غير ذلك، وكذلك تعتني بتثقيف المرأة أن تعدد زوجها ليس بالضرورة علامة على عدم حبه لها أو تقصيره في حقها، وألا تهتم بكلام الآخرين مادامت في حياتها سعيدة، ومادام زوجها قائماً بالواجبات الشرعية على أحسن وجه. كما إنه من المهم أن تنظر المرأة التي اختار زوجها أن يعدد إلى الحياة نظرة إيجابية، وتحاول أن تهئي وسائل السعادة وهي كثيرة. وإن المؤمل بالرجل الذي يعزم على التعدد أن يتلطف في إخبار زوجته، وأن يختار الأوقات المناسبة، وأن يعلم أن الأمر ليس هيناً على المرأة مهما بلغت من مكانة، وأن يبالغ لاسيما في الأيام الأولى من زواجه من إظهار ألوان المودة للأولى وإشعارها بأن مكانتها في ازدياد، وأن زواجه من أخرى لا يعني بحال موقفاً منها ولا انصرافاً عنها. كما أن على من عدد أن يتجنب كافة أنواع الظلم بالكلمة أو بالتقصير في النفقة أو البخل أو غير ذلك، وأن يدرك الرجل المعدد أن استهانته بالعدل قد يتسبب في انتكاسة المرأة الصالحة وتركها لطريق الخير ويتحمل هو نتائج هذا الأمر. إن الأمل كبير في أن يحرص الجميع على تقوى الله عز وجل وأن توزن الأمور بموازينها الصحيحة دون إفراط أو تفريط في الواجبات أو الحقوق، والله يتولى الصالحين.

المصدر: موقع لها أون لاين

اخت مسلمة
11-28-2005, 08:43 PM
شكرا عاتكة على النقل الجميل
واحترم آراء هذه العينة المختارة ولكل منهن سببها لكن اعتقد ان السبب الرئيسي هو عادة , بمعنى انه لو استمر الديدن كما في ازمان قبلنا في التعدد لاخذ الامر بسهولة ولم تفكر اي واحدة باحاسيس ظلم او غيرة او او او
وذلك لان الجميع متساوين في ذلك من حولهن الكل في نفس او في ظروف متشابهة فلا مفاضلة , كذلك اعتقد ان السيدات سيختلف رايهن لو فكرنا بواقعية قليلة مثلا لو ان احداهن مطلقه او ارملة تحتاج لزوج ماكانت ستفكر براي الاخرى وهي الاولى بل كانت ستذكر انه شرع الله وهي وامثالها سبب تشريع التعد من باب التراحم بين المسلمين , لذلك يبقى الراي متفاوتا مختلفا حسب كل الشرائح وحسب الدول وماتاصلت عليه عاداتها , انا مثلا عاصرت في السعودية واعرف جيدا نساء كثيرات تزوج ازواجهم ولاكثر من مرة وباكثر من واحدة وياخذن الموضوع ببساطة لانها عادة مجتمعهم بل والاكثر انها تعينه وتتزين في عرسه وتكون من ضمن الحاضرين المرحبين وتقوم بكل واجب عليها برضى غريب اذن هي عادات تغير معتقداتنا وتنفي بعض شرائعنا
الله المستعان
شكرا عاتكة لطرحك ونقلك الجميل
تحياتي

muslimah
11-29-2005, 10:20 AM
جزى الله خير الجزاء الأخوات الفاضلات على طرح هذا الموضوع

نحن نعلم أن تعدد الزوجات ليس واجباً شرعياً فرضه الله على رجال المسلمين وإنما رخصة شرعية جعلها رب العالمين رحمة بعباده المؤمنين وتخفيفاً عليهم والهدف منها حل بعض المشاكل الشخصية والاجتماعية
وإننا لنحمد الله على نعمته تلك وإلا لكان حالنا ليس أفضل من أحوال غير المسلمين وهم جميعاً وبلا استثناء يُعددون ولكن بالحرام

إذا كانت النساء المتزوجات يعترض على مشاركة أزواجهن مع نساء أخريات فهذا أمر طبيعي ولا ننكره أبداً

ولكن ماذا لو استطلعنا آراء نساء راغبات في الزواج وليس أمامهن سوى الزواج من رجل متزوج؟

أليست الزوجة الثانية أيضاً امرأة؟

أليس لها الحق أن تتزوج ؟

والحمد لله على نعمة الإسلام

muslimah
12-03-2005, 06:02 PM
الفنان الفرنسي ناصر الدين دينيه وهو ألفونس إيتان دينيه ، من كبار الفنانين والرسامين العالميين ، دُونت أعماله في معجم ‏‏(لاروس) ، وتزدان جدران المعارض الفنية في فرنسة بلوحاته الثمينة ، وفيها لوحته الشهيرة ‏‏(غادة رمضان) وقد أبدع في رسم الصحراء . كما ألّف بعد إسلامه العديد من الكتب القيمة ‏، منها كتابه الفذ (أشعة خاصة بنور الإسلام) وله (ربيع القلوب) و(الشرق كما يراه الغرب) ‏و(محمد رسول الله) و(الحج إلى بيت الله الحرام) وقد أحدثت كتبه دوياً في دوائر المستشرقين . ‏يقول دينيه :‏
‏"لقد أكد الإســلام من الساعة الأولى لظهوره أنه دينٌ صالحٌ لكل زمان ومكان ، إذ هو ‏دين الفطرة ، والفطرة لا تختلف في إنسان عن آخر ، وهو لهذا صالح لكل درجة من درجة ‏الحضارة‎(‎ ‎)…‎‏ لقد كان النبي يُعنى بنفسه عناية تامة ، وقد عُرف له نمط من التأنق على ‏غاية من البساطة ، ولكن على جانب كبير من الذوق والجمال" .‏
‏"إن حركات الصلاة منتظمة تفيد الجسم والروح معاً ، وذات بساطة ولطافة وغير ‏مسبوقة في صلاة غيرها"‏‎(‎ ‎)‎‏.‏
‏"إن تعدد الزوجات عند المسلمين أقل انتشاراً منه عند الغربيين الذين يجدون لذة الثمرة المحرمة ‏عند خروجهم عن مبدأ الزوجة الواحدة ، وهل حقاً إن المسيحية قد منعت تعدد الزوجات ؟! وهل ‏يستطيع شخص أن يقول ذلك دون أن يأخذ منه الضحك مأخذه ؟! إن تعدد الزوجات قانون ‏طبيعي ، وسيبقى ما بقي العالم ، إن نظرية الزوجة الواحدة أظهرت ثلاث نتائج خطيرة : العوانس ، ‏والبغايا، والأبناء غير الشرعيين".‏‎(‎ ‎)‎

muslimah
12-03-2005, 06:09 PM
قال جيرارد لارشيه إن حالات الزواج المتعدد وسط الهاجرين هي أحد أسباب التمييز الذي تواجهه الأقليات العرقية في سوق العمل، لأن العائلات الكبيرة التي تتكون من عدد من الزوجات تقود في بعض الأحوال إلى نمو سلوك معاد للمجتمع وسط الشباب الذين يفتقدون القدوة الأبوية، ما يجعل أرباب العمل حذرين في توظيف أبناء الأقليات العرقية.

وأضاف وزير التوظيف الذي كان يتحدث أمام مجموعة من الصحافيين الأجانب في إطار الجهود المكثفة التي تبذلها الحكومة بغرض تحسين صورتها أمام وسائل الإعلام الخارجي: "طالما أن هناك جزءا من المجتمع يبدي هذا السلوك الاجتماعي المعادي, فمن غير المستغرب أن يواجه البعض منهم صعوبة في الحصول على عمل، لذا ينبغي بذل الجهد من كلا الطرفين. فلو لم يكن الناس قابلين للتوظيف، فلن يتم توظيفهم".

=============================
نفهم أن تعدد الزوجات يعتبر سلوك اجتماعي معادي بينما اتخاذ الأخدان سلوك اجتماعي سوي؟؟؟

ونفهم أن نفسيات "أولاد الحرام" أفضل من نفسيات أبناء الزوجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة ؟؟؟

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

والحمد لله على نعمة الاسلام

الفرصة الأخيرة
07-15-2006, 02:16 AM
جزاكن الله خير الجزاء ودمتم سعداء

مجد الاسلام
07-15-2006, 11:46 AM
موضوع رائع بارك الله فيكم ولكن انا استغرب من الاصرار على هذه المسألة في هذا المنتدى وكانه منتدى خاص بمناقسة هذه المسألة تحديدا او كأنه لايوجد اي شيء اخر في الاسلام غير هذه المساله وكأن الاسلام هو التعدد والتعدد هو الاسلام .
التعدد من الامور التي حللها الله ولكن لم يفرضها على كل الرجال واعتقد ان هذا الموضوع قد تمت مناقشته بما يكفي هنا.