المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آراء في أشهر الآراء : دان دينيت ..



الورّاق
02-09-2012, 05:09 PM
السلام عليكم ..

دان دينيت الميمات الخطيرة ..
محاضرة في مشروع TED ..

http://www.ted.com/talks/dan_dennett_on_dangerous_memes.html

النص العربي للمحاضرة ..


هل يوجد خلقيون هنا ؟؟ ربما لا أحد ، أعتقد بأننا جميعا نؤمن بنظرية داروين . ومع ذلك فالكثير من الداروينيين ينتابهم القلق والارتباك ، و يرغبون بالحد من ابعاد نظريته . لا بأس بذلك ، تعرفون : شبكة العنكبوت ؟ طبعا هي نتيجة التطور . شبكة الانترت العالمية ؟ ليست بكل تأكيد . سدود حيوان القندس ؟ نعم ، سد هوفر في أمريكا ؟ لا . ما الذي يحد الابتكار البشري من أن يكون هو ايضا من نتائج شجرة الحياة ؟ وبالتالي يخضع لقوانين التطور بطريقة او بأخرى ؟

مع ذلك ، يقاوم الناس وبشكل ملفت للنظر فكرة تطبيق نظريات التطور على طرق التفكير ، طرق تفكيرنا .. ولذلك سأتكلم قليلا عن ذلك .. أنت في الغابة او في المرعى ، وترى النملة التي تتسلق ورقة العشب ، تتسلق اعلى الورقة وتسقط ، وتتسلق وتسقط وتتسلق .. محاولة البقاء في اعلى الورقة .. ما الذي تفعله هذه النملة ؟ من هو المستفيد من ذلك ؟ ما هي الاهداف التي تريد النملة تحقيقها من تسلق الورقة ؟ ما ستجنيه من ذلك ؟ الجواب هو لا شيء . لن تحصل النملة على اي شيء . حسناً ، لماذا تقوم بذلك ؟ هل هي ضربة حظ ؟ نعم ، مجرد ضربة حظ Fluke، ضربة حظ مجنون (تلاعب الفاظ) . (يعرض على الشاشة صورة لدودة طفيلية ) إنها دودة طفيلية صغيرة تصيب الدماغ ، وعليها ان تكون داخل معدة خروف او بقرة لكي تتمكن من استكمال دورة حياتها .

يسبح سمك السلمون إلى أعالي الأنهار ليتمكن من التفريخ ، و طفيلية النمل تجنّد نملة مارّة بالزحف الى دماغ النملة ومن ثم قيادتها الى ورقة العشب وكأنها سيارة تـُقاد ..

اذا النملة لا تجني شيئا من ذلك . بل طفيلي اختطف عقل النملة واصابه ، مما حمل النملة على ان تسلك سلوكا انتحاريا .. امر مرعب ..

هو لم يتحدث عن نجاح النملة في الوصول بعد عدة محاولات في احيان كثيرة ، وتستطيع ان تراقب نملة تفعل ذلك ، مثلما راقبها الجاحظ حيث نجحت في المرة السابعة و هي تحمل قمع تمرة ، و اكتسب منها الصبر والاصرار .. وعاد بعد ان كان يائسا للكتابة وتحول الى كاتب مشهور.. ولا نقول ان النملة اعْدَت الجاحظ ، فهذا كلام خرافي جداً .. بل نقول انها ذكّرته بأهمية الاصرار والصبر والتحمل للوصول الى الهدف .. مثلما يحمّس القائد الجنود ، فهل هو يعديهم بميمات وفيروسات ؟ اليس يذكرهم بواجبهم الوطني وبخطورة اعدائهم ؟ و يتصور لهم كيف سيكون الحال اذا هم تقاعسوا او انهزموا ؟ وكل هذا موجود في داخل الجنود ، وعلى اساسه حضروا الى الجبهة ، ولكنه يبعثه الى السطح ..

هذا الكلام اكثر معقولية ومنطقية من سخافات الميمات .. و هي فكرة ميتافيزيقية الحادية ، وعادة الملحد لا يقبل الميتافيزيقا ، فلماذا قبلها هذه المرة ؟ كما أن فكرة الميمات تثبت وجوداً فعالا وغير مادي .. اذا هي تنسف فكرة المادية من اساسها ، وبالتالي تضر بفكرة الداروينية المادية التي يتبناها داوكينز.

والمقارنة بين الميمة وبين الجين والفيروس مقارنة ناقصة ، فالجين والفيروس لهما وجود مادي مختبري ، اما الميمة فهو يؤكد على وجودها ، مع انه ليس لها وجود مادي مختبري !! اي انه يثبت وجود شيء غير مادي وفعال !!.. لكنه لا يستطيع ان يثبت وجود الروح لان ليس لها وجود مادي .. وهذا تناقض مريع ..!! فهو لا يثبت الروح لأن الدين تكلم عنها ، وهو يكره الدين ، ويثبت الميمات لأنها توافق هوى الملحد ، وكلاهما بلا وجود مادي !!

فيا لهذه العقلية العلمية كيف فعلت بصاحبها !! اذا انقلب السحر على الساحر ، وصارت نظرية الميمات تنقض فكرة المادية و فكرة الداروينية المبنية عليها معاً .. وهذا يثبت كلام الفيلسوف العظيم بيكون : القليل من العلم يؤدي الى الالحاد ، والكثير منه يؤدي الى الايمان .. وهكذا اسقط داوكينز ودانيت ماديتهما وداروينتهما بانفسهم .. وكلاهما خمش عينه بيده ..

لولا وجود الاصرار والتضحية لاجل الهدف ، لانقرض النمل وغير النمل حتى يا عزيزي ، انت تريد ان تلغي الدين وتعلم انك لن تستطيع وستقضي حياتك ولم ينتهي الدين .. فهلا انت مصاب بميمة او فيروس خطير وغير مفيد اسمه الإلحاد ؟

اذا طاوعناك على هذا الكلام ، لن يكون للصبر وجود في الحياة ، ولا للتحدي ولا للاصرار . اذا هذا ليس دخيلا او فيروسا ، بل هو نابع من اصل الحياة ، اذا الاصرار نفسه نابع من اصل الحياة . وليس مرضا طارئا كما تصوره ..

اذا لا داعي لتحليلك هذا من الاصل .. لأنك صورت الامر على انه شيء لا فائدة منه ، والحقيقة ان له فائدة و كل الفائدة .. ولولا الكفاح والتحدي لما عاش احد .. لا نملة ولا انسان ..


هل يحدث شيء شبيه بذلك في ادمغة البشر ؟ هذا يحدث للبشر دفاعا عن قضية و ليس لمصلحة لها علاقة بالصحة الوراثية ، طبعا . حسنا . قد تعرف بأن الإسلام يعني "الإستسلام" أو "تقديم مشيئة الله على المصلحة الذاتية" .

حسناً ، إنها الأفكار ، وليست الدود ، من يخطف ادمغتنا .

هل أدعي بأن مجموعة كبيرة من البشر ، اختـُطفت عقولها من قبل افكار طفيلية ؟ لا . الأمر افظع من ذلك .. غالبية البشر هم كذلك . هنالك الكثير من الافكار التي نستعد للموت لأجلها : الحرية "خصوصا اذا كنت من ولاية نيوهامبشاير" ، العدالة ، الحقيقة ، الشيوعية ، الكثير من الناس ضحوا لأجل الشيوعية ، والكثير منهم ضحوا لأجل الرأسمالية ايضا ، والكثير من اجل الكاثوليكية ، والكثير من اجل الاسلام .

هذه مجرد بعض الافكار التي يُضحّى بالحياة من اجلها ، و هي معدية .

لم تذكر الذين ضحوا لأجل الالحاد وجندوا حياتهم لمحاربة الدين ، وانفقوا اموالهم وجهدهم في سبيل ذلك .. اي نسيت نفسك من ضمن من عددت .. ونسيت صديقك العزيز داوكينز ، فهو يفعل ذلك ايضا، كبقية الشلة الاربعة .


بالأمس تحدث موري لوفينس عن العدوى المتكررة ، ويعني ذلك اذىً في الواقع ، و هي تحمل اعادة نظر في الهندسة ، و لكن معظم الانتشار الثقافي الذي يحدث ليس في منتهى الذكاء ، ولا يعبّر عن بعد نظر وابتكار في التفكير ، فهو مجرد عدوى متكررة . ويمكننا محاولة التنظير لتفسير ما يحدث ، حتى يتسنى لنا معرفة الظروف التي تحدث فيها العدوى .

الطفيليات تعمل جاهدة لنشر افكارها للآخرين ، انا شخصيا فيلسوف ، ومن مخاطر مهنتي هي عندما أُسأَل عن معنى الحياة ، ويجب ان اكون مستعدا دائما كما تعرفون للإجابة برد . وهذا هو ردي :

سر السعادة : أن يبحث الشخص عن أمر اكثر اهمية حتى منه شخصيا ، ويكرس حياته في سبيله ..

ما دمت فيلسوفا ، فلماذا يحصل هذا ؟ لماذا يحتاج الانسان لهدف سامي حتى يعيش سعيدا ؟ بينما هو تكوين مادي كما تعتقد ؟ المفترض ان تكون اهداف الشيء منه ، وتخدمه ، وتخدم خصائصه وتكوينه ، لا شيء اخر بعيد عنه خارجه . وهذا اكبر دليل على وجود حاجة العبودية لخالق الكون .

الحيوانات لا تفعل ذلك ، ولا تحتاج سعادتها لخدمة هدف سامي اكبر منها ، اجب ايها الفيلسوف : لماذا الانسان فقط ؟ الأمانة حمّلت للإنسان ولم تحمّل للحيوان ، هكذا يقول الدين بطريقة منطقية .

لا تستطيع ان تجيب ، فقط الدين الحقيقي هو الذي يستطيع ان يجيب .. لكنك لا تريده .. اذا ما لك و للحقائق !!


إن أكثرنا ، وفي الوقت الذي اصبحت فيه عقد الأنا من الماضي البعيد ، لا زلنا حقيقة كذلك .. إن مجموعة من هذه الافكار و تلك ، إستـَبدلت ببساطة الضرورات الأحيائية لحياتنا الخاصة ، وهذا هو افضل (اشرف) الاعمال ، وليس بإنجاب اكبر عدد من الاحفاد . هذا تغيّر أحيائي كبير ، وهو بمثابة تخضيع الرغبات الأحيائية إلى رغبات اخرى ، ولا يوجد كائن حي آخر يقوم بمثل ذلك .

اذا من القدوة الان ؟ الاحياء الاخرى أم الانسان ؟ واضح انك تريد ان تقول ان القدوة يجب ان تكون الحيوانات ، اي ان دينيت يريد من الانسان ان يقتدي بالحيوان ، مع انه يقول ان الانسان متطور اكثر من الحيوان .. والداروينية تجعل الانسان في اعلى سلم التطور ، لانه طور الدماغ الذي صنع الكمبيوتر ، والحيوانات لم تصنع الكمبيوتر .. و يريد من المتطور ان يرجع الى غير المتطور و يقلده ، وهذا تناقض فاضح من ضمن تناقضات شلة الاربعة الالحادية الداروينية الانجليزية ..

ثم لماذا اصبح السعي لهدف سامي اهم من تكثير النسل الحيوي ؟ انت ربطته مع السعادة ، ولم تربطه مع تكثير النسل وهموم المصاريف !!

واضح انه الان يتكلم عن حيوانات في القاعة ، كما يتصورهم وكأنه يرى قرونهم واظلافهم .. و هكذا اودت الداروينية بمتعبديها .. لا يستطيع ان يتكلم الا ومنطق الحيوان امام عينيه .. و بلغة الطفيليات والبكتريا والفيروسات والدي ان اي عن قضايا تتعلق بالشرف والفضيلة والاخلاق .

من المضحك ان تجمع كلمتي : فيروس " و " اخلاق " .. " دي ان اي "و " وعي اجتماعي" .. "بكتيريا " و "رومانسية" .. والويل لنا ممن لم يقرأ إلا كتابا واحدا .. خصوصا اصل الانواع ..


حسناً ، كيف سنفهم الأمر ؟ فهو تغيّر أحيائي وتغيّر كبير في الواقع و واضح ، حسناً : ما هي النظريات التي يمكننا استخدامها لفهم هذا الامر ؟ حسنا هي كثيرة ، ولكن كيف يمكن ربطها ببعضها ؟

الفكرة مرتبطة بتكرار الافكار : الأفكار التي تتكرر عن طريق الانتقال من عقل الى آخر . ريتشارد داوكينز ابتكر مصطلح "الميم" .. المخيال . وقدّم لأول مرة الفكرة بشكل واضح وصريح في كتابه : الجين الاناني ..

حسناً ، سأحدثكم عن فكرته . طبعا كما ترون هي ليست له ، صحيح انه صاحب الفكرة ، ولكنها فكرة الجميع الآن . وهو غير مُسائل عن ما ساقوله عن الميم ، بل أنا المسؤول عن ما ساقوله عن الميم . وحقيقة اعتقد ان الجميع مُسائل ، ليس عن النتائج المرجوة من أفكارنا ، ولكن حتى عن إحتمالات سوء فهمها . لذا فإنه من المهم كما أرى ، لي ولريتشارد ، ألا يُساء فهم هذه الافكار ، إن من السهولة اساءة استخدامها ، لذا فهي على درجة شديدة من الخطورة . و لهذا هي خطيرة ، وتستلزم عملا مستمرا لمحاولة منع الناس الخائفين من هذه الافكار من السخرية منها وتفسيرها على غير المقصود منها . لذا علينا تصحيح المسار باستمرار لتصحيح طرق فهمنا حتى تستمر تلك الافكار الحميدة و المفيدة فقط من الانتشار .. ولكنا نواجه تحديات ..

كيف تستطيع ان تحدد لكل شخص الحميد والمفيد مع انك تقول ان الناس مختلفين في ظروفهم وتفكيرهم و حاجاتهم و سعادتهم ؟ وانت ترى ان سعادتهم مبنية على مصالحهم ، والمصالح مختلفة ، فكيف تستطيع تحديد الميمات لكل شخص ؟ هذا عمل شاق ..

من الواضح ان المفيد هو فقط ما يوافق عقليتك و ايديولجيتك ، وغير المفيد ما لا يوافقهما ، الا ان كان هناك ميم سيخبرك بافضل الميمات !!

ولماذا الخوف من السخرية ؟ وهل الخائف يسخر ؟ يسخرون منها لانها تثير الضحك ، هذا كل ما في الامر .. كأنه يقول : لا تخافوا من افكاري و افكار ريتشارد ، حتى لا تهزأوا منها .. ! التحذير نفسه يثير الضحك ..


الميم "المخيال" مثل الفيروس ، هذا ما قاله ريتشارد ، وقد تتساءلون : كيف يكون الميم فيروسا ؟ ، كما نعلم أن الفيروس عبارة عن مادة ، ولكن ما هي مكونات الميم ؟

مم يتكون الفيروس ؟ هو يتكون من سلسلة من الاحماض الامينية لها سلوك معين . بمعنى انه يمكنها ان تكرر نفسها بطريقة افضل من الخلايا الاخرى حولها . والميم عبارة عن حزمة من الافكار تتميز بطبع و سلوك ما . مما يتكون الميم ؟ يتكون من بيانات تـُحمل على وسيط مادي .

يعتقد انه الان اثبت مادية الميمات وانتهى الأمر !! كما أنه لا يحب ان يُسأل في هذا الموضوع ، وما أكثر النقاط التي لا يحب ريشتارد ودينيت وغيرهم ان يُسألوا عنها ..

كيف اثبت وجود شيء غير مادي ؟ بل وينقل على وسيط مادي !! هذا اثبات "عدم ماديته " !! لأن الوسيط مادي ومعروف .. !

هل ماتت الفلسفة المادية على يد شلة الاربعة ؟؟ كيف ينسب الحقائق لشيء ليس له وجود مادي ؟ أتراه آمن ولم يخبر بقية الأربعة ؟


مما تتكون الكلمات ؟ عندما يتحدث الناس يقولون : هل الميم موجود ؟ أرد عليهم واقول : هل الكلمات موجودة ؟ هل هي في عالم وجودك ؟ إذا كانت كذلك ، فالكلمات عبارة عن ميم يُخبر ويُعلن . و توجد هناك ميمات لا يُخبر عنها ولا يُعلن .. إن أصناف الميمات تختلف .

انتهى الامر .. ! و ثبتت ماديتها و السلام .. !

الكلمات عبارة عن حروف واصوات مادية .. و موجات و حروف مكتوبة .. هذا جانباها المادي ، و بقي جانبها المعنوي ، وهذا الجانب المعنوي موجود حتى بدون الصوت و الاذن والقلم والعين (الوسيط المادي) ، لانها تدور في داخل الانسان ، ويكتبها في مخيلته ..

هل الخيال مادي ايضا ؟ ما يقال عن الكلمات يقال عن كل شيء .. الحياة لها وجود مادي ، ولها وجود غير مادي ، هو المحرك والمضمون ، مثلما ان الكلمات لها وجود مادي .. اذا لماذا لا يعترف بالروح ؟

طبعا لن يستطيع ذلك ، حتى لا يقع في ميمة الدين الخطيرة جداً ، و يقبل بالتناقض ! مع انه فيلسوف كما يقول عن نفسه بدون تحفظ ..


هل تذكرون المذهب المسيحي "الشايكرز" ؟ الذين الهموا البساطة حتى في الفن كالأثاث ؟ طبعا يكاد المذهب ينقرض الان ، واحد اسباب فنائه هو ان افراده يمتنعون عن ممارسة الجنس ، ولا يقتصر ذلك على الرهبان ، بل على كل فرد . حسناً ، ليس غريبا ان ينقرض المذهب طالما انه كذلك ! لكن في الحقيقة ليس الامتناع عن الجنس هو السبب ، فالمذهب استمر في المدة التي استمر بها في ذلك الوقت ولغياب الضمانات الاجتماعية وقتها ، وكان هناك عدد كبير من الارامل والايتام ومن على شاكلتهم و الذين كانوا محتاجين لبيوت تأويهم ، لذا كان لدى المذهب عدد جاهز من المعتنقين والذين مكّنوا المذهب من الاستمرار .. ومن حيث المبدأ من الممكن ان يستمر المذهب الى الابد ، مع تمام امتناع الجنس من قبل الاعضاء ، فالفكرة تنتقل عن طريق البتشير بدلا من الوراثة . لذا فالفكرة تستطيع العيش بالرغم من أنها لا تنتقل عبر الوراثة .

يستطيع الميم ان يعيش وينتعش بالرغم من تأثيره السلبي على الصحة الوراثية . ألم يكن ميم مذهب الشايكرز في الاساس طفيلي عاقر ؟ هناك بعض الطفيليات التي تقوم بذلك ، وتقوم بجدب مضيفها و ندرته ، هذا جزء من مشروعها ، هي لا تحتاج الى عقل لتنفيذ خططها .

واضح ان داوكينز و دراسته عن الحيوانات سيطرت على عقله .. ولا يستطيع ان يتجاوزها بفيروساتها و جيناتها وطفيلياتها .. مثل هذا التاثر يثير الاشمئزاز ، وكأنه عجز ان يبدع شيء في عالم الحيوان ، فاتجه بهذه المعلومات التي يحملها الى عالم الانسان لعلها تجدي ..

كان الملحد يتبجح بانه يرفض الخرافات والاساطير بكل انواعها ، فما باله يسطر الخرافات بهذا الشكل المثير للسخرية ؟ انه يتكلم عن اشياء غير موجودة ماديا ، منها العقيم و منها الخصب و منها و منها .. وبعضها يطير و بعضها يسبح وبعضها يبكي وينتحر وبعضها يضحك و تنتقل بالعدوى ! بقي ان نسأل : هل غسل ايدينا بالصابون يحمينا منها ام لا !!.. خرافات !

هل هذه عقلية قمة الحضارة ؟ هل المادية وحضارتها تودي بعقل الانسان الى هذه الدرجة ؟ المشكلة ان مثل هذا الكلام يوجد من يصفق له هناك ..

الآن جاء دور الخرافات الالحادية التي يلطفونها بكلمة خيال علمي .. هذا الكلام يصلح كرواية من الخيال العلمي الغير مثير ..


سأشير في هذا المقام الى واحدة فقط من تطبيقات الميم المتعددة التي ارشحها للعرض .

في كتاب دايموندس : البنادق ، الجراثيم و الحديد . يتحدث عن كيف قامت الجراثيم ، وليست البنادق او الحديد ، بغزو نصف الكرة الارضية الشمالي الغربي الجديد ، والتي غزت بقية انحاء العالم . فعندما قام الرحالة والمستكشفون الاوروبيون بالانتشار ، عادوا و معهم جراثيم استاطعت اجسادهم اكتساب مناعة منها وتعلمت التأقلم عليها في خلال مئات والاف الاعوام من العيش مع حيوانات اليفة والتي كانت مصدر هذه الجراثيم . وقضت هذه الجراثيم تماما على معظم السكان المحليين الذين لم تكن تحمل اجسادهم مناعة منها ، ونحن نقوم بذلك مجددا .

نقوم بذلك مرة اخرى عن طريق الافكار القاتلة ..

ما شأن الجراثيم بالافكار ؟ هذا اختلاط عقلي كبير !

يصر على ان يجعل الافكار جراثيم لأنه درس الجراثيم ! ماذا لو درس ميكانيكا السيارات .. هل سيقول عنا داوكينز بأننا بنزين و اطارات واجهزة نقل حركة ومقاعد مريحة ؟

داوكينز يشبه الاعمى الذي لم ير الا فيلا ، وعاد الى العمى ، فصار يقيس كل شيء بالفيل !

ربما يتمنى داوكينز ان يتحول الى جراثيم هو و اصدقائه او الى طفيليات ، مع انهم كذلك على الفكر .. واضح ان دوكينز يتمنى لو كان حيوانا ، و هو القائل دائما : نحن حيوانات ولا نختلف عن الحيوانات الاخرى ، ولا يحق لنا اخلاقيا ان نتكبر عليهم .. !


بالأمس تحدث نيغروبونت وآخرون ، تحدثوا عن كل الاشياء الجميلة التي تحدث عندما تنتشر افكارنا ، بفضل التكنولوجيا الحديثة في كل اصقاع الارض ، وأتفق معه ، هو أمر جميل في الغالب ، في الغالب .. ولكن في خضم كل الافكار التي تنتشر بشكل حتمي في بقاع الارض بفضل التكنولوجيا ، تـُنشر افكار سامة ايضا . وهذا معروف لزمن .

سيد قطب ، أحد المؤسسين للإسلام المتشدد ، والذي الهم بأفكاره ابن لادن ، يقول : "يكفيك ان تلقي نظرة على افلامهم ، عروض ازياءهم ، مسابقات ملكات الجمال ، وحفلاتهم ، وصالات النبيذ ، ومحطات البث " . ميم ..

هذا النوع من الميم ينتشر حول الارض ، ويقضي على ثقافات بأكملها ، يقضي على اللغات ، والعادات والتقاليد , وليس ذلك خطأنا بقدر ما أن خطأنا في انتشار فيروسات الحيوانات الاليفة للذين لم تكن لديهم مناعة منها .

هذا كلام خارج عن نطاق العقل ، العاقل يعرف ان اي فكرة لا تؤخذ قطعة لوحدها ، بل كل فكرة متصلة بافكار ، وهذا الفيلسوف العظيم الملهم ، يقدم الفكرة على انها قطعة حيوية منفصلة عن غيرها ، مثل الفيروس الذي له وجوده الذاتي المستقل عن بقية الاحياء وعن بقية الفيروسات ايضا .. وهذا لا يفوت على ابسط المفكرين ، وبهذا يقضى على فكرة ميمة من جذرها ، لان كل فكرة متصلة بأخرى .. ولا وجود لأي منها بدون الأخرى ..

هل كلمة سيد قطب ستنفع اذا سمعها لا ديني او ملحد ؟ او حتى ربما هندوسي او بوذي ؟ ام انها تؤثر في المسلمين ؟ اذا هي فكرة مرتبطة بافكار المسلمين ، اذا هي ليست ميمة منفصلة لوحدها.. لاحظ ان سيد قطب اشار اشارة فقط .. بموجب العبارات المنقولة .. وحتى منطقيا ما اقتبسه عن قطب لا يشكل فكرة .. فقط اشار الى كلمة : انظر الى افلامهم وعروض ازياءهم ..


لدينا مناعة من جميع أنواع النفايات المحيطة باطراف ثقافتنا ، نحن مجتمع متحرر ، لذا نسمح بالإباحية وكل الامور الاخرى ، نتغاضى عنها مثلما نتغاضى عن الزكام ، لا تمثل لنا مشكلة كبيرة ، ولكن يجب ان نعرف بأن ذلك يعتبر لعدد كبير من الناس في العالم مشكلات خطيرة . ويجب علينا الانتباه لذلك عندما ننشر تقنياتنا وتعليمنا ..

هذا كلام عنصري .. كل الثقافات غير ثقافة بلده و امته يعتبرها نفايات .. وهذا غرور وعنصرية لا تليق بمن ينسب نفسه الى العلم والمنطق والفلسفة .. بل هذه يقولها صغار المتعلمين في العادة .. حيث يرون ان ثقافتهم هي الافضل والبقية نفايات محيطة بها .. فمن اي النوعين هو ؟ ولماذا لا يتغاضى عن الدين مثلما يتغاضى عن الزكام و الاباحية ؟


احد الامور التي نقوم بها هي نشر ميماتنا والتي ينظر لها الآخرين كتهديد أليم لميماتهم ، تلك الميمات التي يـُدافَع عنها حتى الموت ..

حسنا : كيف نميز بين الميم الحسن والميم السيء ؟ هذا ليس من عمل علماء الميمات

هل اصبح للميمات علوم ؟ اذا كل الخرافات تستحق ان يكون لها علماء ! ترى هل لها معامل ايضا ، ما دام ان لها علماء ماديون ؟ ام ان لها "محافل" بدل المعامل ؟ لماذا لم يحضر صورة ميمة مكبرة بالمجهر الاليكتروني لكي يتفرج عليها الجمهور ؟ اليس عالِما ماديا ؟


، فالميميون (علماء الميمات) محايدي الأخلاق ، ويجب ان يكونوا كذلك . هذا ليس مكانا للكراهية والحقد ....

قبل قليل تقول ان الثقافات المحيطة بثقافتك كلها نفايات ، والآن تقول ان هذا المكان ليس مكانا للحقد والكراهية ! فيا للحيادية كيف تكون !

شكرا للجميع ..