المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سورة االذّاريات تصف حال الملحدين اليوم كما كانوا بالامس القريب



أدناكم عِلما
02-13-2012, 06:57 PM
سورة االذّاريات تصف حال الملحدين اليوم كما كانوا بالامس القريب
بسم الله الرحمن الرحيم :
إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ : تكذيبهم بكل ما جاء به الاسلام كما كذّب الذين من قبلهم وتأكيد البعث والثواب والعقاب بانّه حقيقي

وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ : جزائهم سيرونه حتماً ورغماً عن كفرهم والحادهم وأنّ الحساب يوم القيامة واقع لا محالة

وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ :ذات البنيان المتقن وذات الطُرُق التي تسير فيها الكواكب فاكتشافات اليوم بيّنت حبك السماء وترابطها وتشابك طرقها وتعقيدها فهي شبيهة بحبك النسيج
(لمن يريد رؤية هذا الحبك http://quran-m.com/container2.php?fun=artview&id=969 الصور وسط الصفحة )

إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ : كما اختلف الاوّلون في وصف رسول الله ( ص ) فتارة بالشاعر وتارة بالسّاحر وتارة بالمجنون وغير ذلك فان اليوم نشهد الملحدون والكفّار قد سلكوا نفس الطريق فهذا الاختلاف ليس فقط في رسول الله ( ص ) بل فيما خلق الله وصنع وهنا لمسة جميلة اذا ربطنا الاية السابقة مع هذه الاية والتي بعدها فكأنّي ارى اختلاف وتناقض الملحدين اليوم في نظريّاتهم وآرآئهم في خلق الله فكلّ عالم له نظريّته الخاصّة به ( بعيداً عن الاعتراف بوجود خالق لهذا الكون ) فمنهم من يرى حبك السماء مثيراً للدهشة لا يربطها بالصُّدف ومنهم من يراها صُدفة وعشوائيّة وغير ذلك وكأن القرآن يصف حال الكفّار ويُعرّيهم بإختلافهم وتناقضهم وعدم تيقُّنهم هنا يظهر الحق الذي له وجه واحد والباطل الذي له وجوه متعدّدة وكثيرة لا يرتبط بايّ حقيقة فالاختلاف المتناقض الغير مضبوط دلالة على الجهل بالمسألة وفسادها وعدم اليقين فكما اختلف الاوّلون في الافتراء على خير خلق الله ( ص ) اختلف الآخرون في الاثبات او عدم الاثبات او الايمان او الانكار او حتّى في ألآثار الإلهية الدّالة عليه سبحانه

يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ : فلِأنّهم انصرفوا عن الايمان بالقرآن انصرف عنهم وعميت ابصارهم عمّا جاء به ولذلك نرى كثيراً من ملحدي هذا الزمان يرى الآيات المعجزات الواضحات ولكنه يأوِّلها بالمادّة والصُدفة والعشوائيّات التي لا تنتهي فقلبه مصروفاً عن رؤية الايات ووضوحها هكذا كان الاوّلون وها هم الاخرون يسلكوا مسلكهم

قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ : لُعن الكذّابون وها هم يرون الحق ولكنّهم يفترون ويكذبون بإختلاق الاكاذيب ليصرفوا الناس عن الايمان وما نظريّة دارون عنّا ببعيد ففيها ما فيها من الاختلاقات والتزييف الذي اثبته علماء كانوا في الاصل مناصرين لها فلمّا بان الامر لهم رغِبوا عنها

الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ : في جهالة غامرة لاهون غافلون عن الحق الذي جاء به وحي السماء الذي اتى به محمد ( ص ) من عند ربّه ( يؤمنون بالقادمين من المرّيخ ليُفرِّخوا حياة على الارض ولا يستسيغون او حتّى يحتملون وجود خالق لهذا الكون )

يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ : سؤالهم هذا استهزاءً وانكارا

ننتقل الى الآيات :
وَفِي الأَرْضِ آَيَاتٌ : آَيَاتٌ ظاهرات وعلامات ودلائل على وجود الله سبحانه وتعالى
لِلْمُوقِنِينَ : أهل اليقين واليقين هو العلم وإزاحة الشك وتحقيق الأمر ولا يراها غيرهم لِأنّهم اهل البصيرة فإنّها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور
وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ : وفي خلق أنفسكم علامات على القدرة الإلهية فالسمع والبصر والعقل وكل زفرة يتنفّسها الانسان وكل خفقة او نبضة قلب او احساس دلالة على وجود صانع قادر عليم خبير يعلم ما يصنع وله غاية للذي صنع وليس مجرّد صدفة تراكميّة عشوائيّة لخليّة يتيمة
ننتقل الى الايات :
وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا: أي أوجدناها محكمة متقنة متماسكة كما يتماسك البناء المحكم
بِأَيْدٍ: بقوة وقدرة
وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ : أي أن الله جعل السماء واسعة أو بمعنى أنه سبحانه لموسّع في خلق السماء - واليوم نرى معنى اوضح مما كان معروفاً من قبل فبعد الانفجار العظيم لا بد ان يكون هناك تناثرات للاجسام في مدى الانفجار فتبدأ الاجسام منذ انطلاقها في الابتعاد عن بعضها البعض وتتمدّد ولكن الغريب هنا والذي يُثبت لغير المؤمنين لوجود مُدبِّر لهذا الانفجار وغاية انّه ليس كأي انفجار يحدث بعده دمار كارثي وتناثر غير مُنتظم للمواد او الاجسام وانه ليس انفجار تحطيم او تخريب او هدم وانّما انفجار أدّى الى بناء كون مُنتظم متماسك مُحكم له قوانينه التي اذا انفلت منها واحداً ادّى الى انهياره كلّه فمن ذا الذي يُمسك السماء ان تقع على الارض ؟ نحن نعلم ان بعد كل انفجار هناك موجة ارتداديّة فهي تنتشر بعد الانفجار مباشرة وهنا يأتي التوسُّع ثمّ تنكمش على نفسها او ترتدّ على نفسها وهنا يأتي معنى اية أخرى في سورة الانبياء تصف هذا الامر ( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ )

ننتقل الى الايات :
وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ : أي صنفين مزدوجين كالذكر والأنثى والليل والنهار والسالب والموجب فمن ذا الذي اخبر محمداً ( ص ) غير وحي من السماء فهل قال هذا القول قوم قبله كالاغريق او الرومان او الفراعنة او حتّى قبل اكتشاف هذا الامر في عصرنا هذا ؟
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ : كي تعتبروا وتتعظوا وتعلموا أن الله واحد لا شريك له وتُبصروا بعقولكم وقلوبكم وتتركوا الكبر والعناد والتخبّط والتناقض الذي انتم واقعون فيه
والله اجلّ واعلم