المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعليقات دروس أيسر التفاسير



إلى حب الله
02-23-2012, 09:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ...
هنا بإذن الله تعالى سيتم كتابة واستقبال التعليقات على دروس أيسر التفاسير ..

للمزيد من المعلومات عن الدورة وروابطها < اضغط هنا > (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=35666)

علي الادربسي
02-27-2012, 10:56 PM
جازاك الله خيرا استاد و بانتضار تفسير سورة الفاتحة ان شاء الله في الدرس المقبل

علي الادربسي
03-12-2012, 02:02 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته استادي ابو حب الله
شكرا على شرح فاتحة الكتاب استادي و لدي استفسارات اتمنى ان تكون موفقة
استفساري الاول هو ان الترتيب المعروض هو ترتيب نزول السور على رسول الله صلى الله عليه و سلم و لكن لمادا يختلف عن الترتيب اللدي في المصحف استادي ؟
و تانيا و هو بمتابة استفسار عن هل فهمي صحيح لجزئية النسخ ام لا فما فهمته هو ان الاية الناسخة تأتي في سورة بعد السورة التي تحمل الاية المنسوخة في ترتيب نزول السور و ليس في ترتيب السور الموجود في المصحف الشريف و كدالك ايضا فان الاية العامة تكون اسبق من الاية التي تتحدت عن الحالة الخاصة ؟ فهل فهمي صحيح استادي لهده الجزئية بالضبط لأني لأول مرة أعرفها.

و جازاك ربي عنا الجنة

إلى حب الله
03-12-2012, 03:57 PM
جزاك الله خيرا ًأخي الحبيب علي على حرصك وأسئلتك القيمة ما شاء الله ..

1...

استفساري الاول هو ان الترتيب المعروض هو ترتيب نزول السور على رسول الله صلى الله عليه و سلم و لكن لمادا يختلف عن الترتيب اللدي في المصحف استادي ؟

وللتبيين أخي الحبيب :
سأتناول هنا الحديث عن نقطتين :
الأولى : إثبات أن ترتيب المصحف كما هو بين أيدينا الآن توقيفي بوحي إلى رسول الله ..
والثانية : هي : هل هناك حكمة في ذلك ؟..

أقول :
القرآن الكريم كان عند الله تعالى كاملا ًكما هو الآن بترتيبه الذي في المصحف ..
ثم نزل إلى السماء الدنيا ..
ثم نزل مُنجما ً(أي مُفرقا ً) على 23 عام : هي مدة فترة الرسالة : على حسب الوقائع والدواعي التي حدثت للنبي وللمسلمين وتثبيتا ًللنبي ومَن معه : وذلك كان أجدى لهم للتفاعل معه وحفظه بمناسباته والعمل به ..

وقد اختلف البعض في : هل ترتيب سور المصحف كما هي الآن :
توقيفي من النبي بوحي .. أم اجتهاد من الصحابة (واستدلوا في ذلك بحديث الأنفال والتوبة وسيأتي ذكره) : أم الاثنين معا ً..

والصواب الراجح بإذن الله تعالى : هو أن ترتيب السور توقيفي كترتيب الآيات ..
يقول أبو بكر بن الأنباري رحمه الله في ذلك :
" أنزل الله القرآن كله إلى سماء الدنيا .. ثم فرقه في بضع وعشرين (أي بضع وعشرين سنة) .. فكانت السورة تنزل لأمر ٍيحدث .. والآية جواباً لمستخبر .. ويوقف جبريل النبي صلى الله عليه وسلم على موضع الآية والسورة .. فاتساق السور : كاتساق الآيات والحروف : كله عن النبي صلى الله عليه وسلم .. فمَن قدَّم سورة أو أخرها : فقد أفسد نظم القرآن " ..

وقال الكرماني رحمه الله في " البرهان " :
" ترتيب السور هكذا : هو عند الله في اللَّوح المحفوظ على هذا الترتيب .. وعليه كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض على جبريل كل سنة : ما كان يجتمع عنده منه .. وعرضه عليه في السنة التي توفي فيها مرتين " ..

وقال ابن الحصار رحمه الله :
" ترتيب السور ووضع الآيات مواضعها : إنما كان بالوحي .. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ضعوا آية كذا في موضع كذا .. وقد حصل اليقين من النقل المتواتر بهذا الترتيب من تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم : ومما أجمع الصحابة على وضعه هكذا في المصحف " ..

أقول :
والوارد عن الصحابة أن رسول الله كان يقرأ القرآن مرتبا ًفي صلاته وقيامه .. وعنه كانوا يفعلون ذلك أيضا ً.. ومنه يُفهم أنه كان ( يختم ) القرآن في كل عام من رمضان .. فإنه لا معنى لـ ( ختم ) القرآن : إلم يكن النبي يقرأه بترتيب !!!!..

وروى البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال في سور بني إسرائيل (أي سورة الإسراء) والكهف ومريم وطه والأنبياء :
" أنهن من العتاق الأول (أي من أوائل ما نزل بمكة) وهن من تلادى (أي من أوائل ما حفظت) " ..

وهناك حديث ضعيف رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة فيه ذكر تقسيم القرآن لأحزاب أيام الصحابة ورسول الله : ثلاث سور (منهم الفاتحة) .. ثم خمس سور .. ثم سبع سور .. ثم تسع سور .. ثم إحدى عشرة .. ثم ثلاث عشرة .. ثم حزب المفصّل : وهو من سورة (ق) : وحتى الختام ..
وقد استدل به ابن حجر رحمه الله على توقيف ترتيب سور القرآن ..

ومال السيوطي إلى ما ذهب إليه البيهقى فقال :
" كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم : مرتباً سوره وآياته : على هذا الترتيب إلا الأنفال وبراءة : لحديث عثمان " ..

< ملحوظة : سورة التوبة تسمى سورة براءة على أول كلمة فيها > ..

أقول :
وغالب أدلة القائلين بتدخل الصحابة في ترتيب السور :
قائمة على حجتين ..

>>> الأولى :
اختلاف بعض الترتيب في مصاحف بعض الصحابة ..
والناظر في تفنيد هذه الحجة : يراها يسيرة بإذن الله تعالى ...
لأنه كان لكل صحابي اجتهاد في تدوينه لمصحفه - وهذا ما نتج عنه الاختلاف - ..

< ملحوظة : المصحف للصحابي : لا يعني بالضرورة مصحفا ًكاملا ًوإنما : صحفه التي كان يجمع فيها ما تحت يديه من القرآن >

مثلا ً: كان الكتبة للقرآن بأمر رسول الله : كانوا يكتبونه بالترتيب الذي يأمرهم به النبي ..
وأما مصحف ٌمثلما كتبه علي رضي الله عنه : فكان يكتبه بترتيب النزول : وذلك منه على وجه التدوين والتسجيل : وليس بأمر من رسول الله !!!..
أيضا ً:
كان كتبة القرآن بأمر رسول الله : كانوا يضعون الفاتحة في أوله : كمصحف أ ُبي رضي الله عنه ..
وأما مصحفا ًكمصحف ابن مسعود رضي الله عنه : فجعل البقرة في أوله مباشرة : بل ولم يكن يظن المعوذتين من القرآن .. بل كان يظنهما من الرقية التي أوحى الله تعالى بها للنبي ..

>>> ثانيا ً:
وأما الحجة الأخرى للقائلين باجتهاد الصحابة في ترتيب سور المصحف : فهو حديث ابن عباس رضي الله عنه التالي لأمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه حيث قال :
" قلتُ لعثمان : ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني : وإلى براءة وهي من المئين : فقرنتم بينهما : ولم تكتبوا بينهما سطر : { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ } : ووضعتموها في السبع الطوال ؟.. فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تنزل عليه السور ذوات العدد : فكان إذا أ ُنزل عليه شيء : دعا بعض مَن يكتب فيقول : ضعوا هذه الآية في السورة التي فيها كذا وكذا (أقول أنا أبو حب الله : وهذا وحده دليل على توقيف ترتيب سور المصحف) .. وكانت الأنفال : من أوائل ما نزل بالمدينة .. وكانت براءة : من آخر القرآن نزولاً .. وكانت قصتها شبيهة بقصتها : فظننت أنها منها .. فقُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولم يبين لنا أنها منها .. فمن أجل ذلك : قرنت بينهما : ولم أكتب سطر { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ } : ووضعتها في السبع الطوال " ..

أقول :
والحديث نفسه : فيه ذكر أمر الرسول بترتيب الآيات والسور .. وهذه تكفي ..
أما لو صح الحديث : فلن يتعدى الدلالة على اجتهاد الصحابة في هاتين السورتين فقط : ليقضي الله أمرا ًكان مفعولا ًومعلوما ًلديه أصالة ًمن هذا الترتيب الذي سيستقر عليه الأمر ..

ولكن الحديث يدور إسناده في كل رواياته على " يزيد الفارسي " .. وهو الذي يذكره البخاري في الضعفاء !!.. وفيه تشكيك في إثبات البسملة في أوائل السور .. وكأن عثمان رضي الله عنه كان يثبتها برأيه وينفيها برأيه !!!.. ولذا قال عن هذا الحديث الشيخ أحمد شاكر في تعليقه عليه بمسند الإمام أحمد : " إنه حديث لا أصل له " !!!..
--------

والآن نسأل : هل هناك من حكمة في ترتيب سور المصحف كما هي عليه :
وليس بترتيب نزولها ؟!!..

أقول :
نعم والله أعلم ...
فالقرآن كتاب هداية وإعجاز وليس كتاب تأريخ ...
وربما جاءت السورة أو الآيات في موضوع : فأدت أبلغ الأثر في تسلسل المعاني :
مما لم تكن ستعطيه لو اقتصر ترتيبها في مكان نزولها زمنا ًفقط !!!..

ومن أشهر الكتب التي تناولت البحث في علاقات ترتيب السور والآيات واتساقها :
كتب علوم القرآن ..

وذلك كالإتقان مثلا ًللسيوطي .. ومناهل العرفان للزرقاني .. والبرهان للزركشي ..
والمسألة فيهم أوضح من كتب التفسير على الأقل ..

وأما للتفصيل أكثر : فهناك كتب أخرى أكثر تركيزا ًفي تناول بيان حكمة واتساق هذا الترتيب ..
وذلك مثل كتب :
نظم الدرر في تناسب الآيات والسور .. لإبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي ..
وكتاب : التحرير والتنوير : لمحمد الطاهر بن عاشور ..
وأيضا ًكتاب : أسرار ترتيب القرآن : للسيوطي ..
وغيرهم ...

2...

و تانيا و هو بمتابة استفسار عن هل فهمي صحيح لجزئية النسخ ام لا فما فهمته هو ان الاية الناسخة تأتي في سورة بعد السورة التي تحمل الاية المنسوخة في ترتيب نزول السور و ليس في ترتيب السور الموجود في المصحف الشريف و كدالك ايضا فان الاية العامة تكون اسبق من الاية التي تتحدت عن الحالة الخاصة ؟ فهل فهمي صحيح استادي لهده الجزئية بالضبط لأني لأول مرة أعرفها.

نعم أخي ...
الآية الناسخة تأتي في ترتيب النزول : بعد الآية المنسوخة ..
وذلك يتبين من ترتيب نزول السور الحاوية لتلك الآيات كما قلنا ..

وسوف نتحدث عن النسخ عموما ًفي نفس سورة البقرة أيضا ًعند الحديث عن آية :
" ما ننسخ من آية ٍأو ننسها ... "

ولكني الآن - على الأقل - أقول :
النسخ في القرآن والسنة : لا يعنيان ( البداءة ) على الله تعالى بمعنى :
أنه يقضي ويحكم بشرع معين أو بحكم معين : ثم ( يبدو ) له أنه كان مخطئا ًأو ليس صوابا ً: فيُغيره !!..
فـ ( البداءة ) هي من دين اليهود وتحريفات كتبهم هم والنصارى وعدد من الأديان والملل والفرق الباطلة كالشيعة الروافض وغيرهم ..

وإنما النسخ في القرآن والسنة :
يكون لخير المسلمين عموما ًفي الدنيا - كالتخفيف عنهم لبيان رحمته بهم كما حدث في نسخ الأمر بالثبات في الجهاد لعشرة أضعاف : بالامر بالثبات لضعفين فقط .. وكالتدرج معهم في حكم ما مثل الخمر مثلا ً- أو في الآخرة لمضاعفة أجرهم إلخ ..
وسيأتي بيان أمثلة ذلك في مواضعه إن شاء الله ..

وفي الختام أقول :
هناك بعض الآيات من القرآن - وبعيدا ًعن السنة والإجماع الشارحين للقرآن والمفصلين له - :
يمكنك أن ترى في تلك الآيات تعارضا ًظاهريا ً..
ولكنك إذا نظرت لترتيب السور الحاوية لهم : تعرف مَن الناسخ لمَن ..

مثال :
آية الوصية للوالدين والأقربين في سورة البقرة : تنسخها آيات المواريث في سورة النساء ..
والنساء متأخرة عن البقرة : فتكون آيات المواريث هي الناسخة ..

مثال آخر :
آية تحريم نكاح المشركات - هكذا بالعموم - حتى يؤمنّ أولا ً: وذلك في سورة البقرة ..
تنسخها آية سورة المائدة في إباحة الزواج من المحصنات من نساء أهل الكتاب البهود والنصارى :
رغم أنهن مشركات أيضا ً.. والمائدة متأخرة عن البقرة : إذن : هي الناسخة لها ..

أقول :
فهذه الطريقة بدلالة ترتيب السور : هي إحدى طرق التفسير ومعرفة الناسخ والمنسوخ :
وإن كان هناك مَن يجتهد في تفسير الآيات التي ظاهرها التعارض بمجهودات أخرى :
مثل استثناء الخاص من العام مثلا ً..
كأن يقول :
آية تحريم نكاح المشركات عامة : تشمل نساء أهل الكتاب وغيرهن من الوثنيات ..
وآية التحليل لنساء أهل الكتاب المحصنات خاصة : فهي يتم استثناؤها من هذا الحكم بذلك ..
وهكذا ...
وسوف تأتي بعض النقاط الهامة في بيان الخاص والعام والمجمل والمفصل في دروس أصول الفقه بإذن الله ..

والله تعالى أعلى وأعلم ...

علي الادربسي
03-12-2012, 04:22 PM
ماشاء الله استادي جازاك الله خيرا على الشرح المفصل و الكم الهائل من المعلومات التي حصلت عليها من ردك و سأنقل الجواب كما هو ليستفيد منه الكتير ممن يجهل الامر
جازاك الله الجنة.