المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال بعد الموت



monsof
03-17-2012, 08:13 PM
تحية طيبة للجميع
ماذا يحدث للإنسان بعد موته حسب المنظور الإسلامي و شكرا لكم جزيلااا.

أبو سهيل
03-17-2012, 08:56 PM
النظم أسهل حفظًا.
هذا مقتطف من نونية القحطاني أحد أئمة أهل السنة:
قال رحمه الله تعالى:


وحياتنا في القبـر بعـد مماتنـا ***حقـا ويسألنـا بـه الملكـان
والقبـر صـح نعيمـه وعذابـه*** وكلاهمـا للنـاس مدخـران
والبعث بعد الموت وعد صادق ***بإعـادة الأرواح فـي الأبـدان
وصراطنا حق وحوض نبينا ***صدق لـه عـدد النجـوم أوانـي
يسقى بها السني أعـذب شربـة*** ويـذاد كـل مخالـف فتـان
وكذلك الأعمال يومئذ تـرى*** موضوعـة فـي كفـة الميـزان
والكتب يومئذ تطاير في الـورى*** بشمائـل الأيـدي وبالأيمـان
والله يومئذ يجيء لعرضنا*** مـع أنـه فـي كـل وقـت دانـي
وعليه عرض الخلق يوم معادهم ***للحكم كي يتناصف الخصمـان
والله يومئذ نراه كمـا نـرى*** قمـرا بـدا للسـت بعـد ثمـان
يوم القيامة لو علمت بهوله*** لفررت مـن أهـل ومـن أوطـان
يوم تشققت السمـاء لهولـه*** وتشيـب فيـه مفـارق الولـدان
يوم عبوس قمطرير شره في*** الخلـق منتشـر عظيـم الشـان
والجنـة العليـا ونـار جهنـم*** داران للخصمـيـن دائمـتـان
يوم يجيء المتقون لربهـم ***وفـدا علـى نجـب مـن العقيـان
ويجيء فيه المجرمون إلى لظـى*** يتلمظـون تلمـظ العطشـان
ودخول بعض المسلميـن جهنمـا*** بكبائـر الآثـام والطغيـان
والله يرحمهم بصحـة عقدهـم*** ويبدلـوا مـن خوفهـم بأمـان
وشفيعهم عند الخروج محمد*** وطهورهم في شاطـئ الحيـوان
حتى إذا طهروا هنالك أدخلوا ***جنات عدن وهـي خيـر جنـان
فالله يجمعنا وإياهـم بهـا ***مـن غيـر تعذيـب وغيـر هـوان

إلى حب الله
03-17-2012, 09:14 PM
الزميل العزيز منصف .. والذي أرى فيه بوادر خير كثيرة ما شاء الله ..
< وقد أعجبني استشهادك بإنجيل برنابا في قصة آدم عليه السلام :): >

وأرجو من الله تعالى أن تكون قاب قوسين أو أدنى من الدخول في الإسلام بإذن الله عز وجل ..
فوالله ما طلب أحد ٌالحق بصدق وإخلاص : إلا وأسلم من بعد توفيق الله تعالى له ..

أما بعد ...
فأتركك مع هذا الحديث الصحيح ...
أنقله لك كما هو .. ويمكنك السؤال عن أي جزئية فيه تستشكل عليك ..

عن البراء بن عازب قال:
خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ، ولما يلحد (أي لم يوضع الميت في لحده بعد .. واللحد هو شق في جانب القبر) ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير ، وفي يده عود ينكت به في الأرض ، فرفع رأسه فقال: "" استعيذوا بالله من عذاب القبر "" مرتين أو ثلاثا ، ثم قال: "" إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة! اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان "" قال: "" فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض "" قال: "" فيصعدون بها فلا يمرون -يعني بها- على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الروح الطيب! فيقولون: فلان بن فلان! بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ، حتى ينتهوا بها إلى سماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له ، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة - فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين ، وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى ، قال: "" فتعاد روحه فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولون له: من ربك ؟ فيقول: ربي الله ، فيقولون له: ما دينك ؟ فيقول: ديني الإسلام ، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان له: وما علمك ؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت ، فينادي مناد من السماء أن قد صدق فأفرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له بابا إلى الجنة "" قال: "" فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مد بصره "" قال: "" ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول: أبشر بالذي يسرك! هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له: من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير ، فيقول: أنا عملك الصالح فيقول: رب أقم الساعة ، رب أقم الساعة ، حتى أرجع إلى أهلي ومالي "" .

قال: "" وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه ، معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة! اخرجي إلى سخط من الله "" قال: "" فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون: فلان بن فلان - بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا - حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتح له فلا يفتح له "" ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) (أي حتى يدخل الجمل في ثقب إبرة الخياطة الصغير !!) ..
"" فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى! فتطرح روحه طرحا "" ثم قرأ: ( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق )
"" فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك: فيقول: هاه! هاه! لا أدرى ، فيقولان له: ما دينك ؟ فيقول: هاه! هاه! لا أدري ، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول: هاه! هاه! لا أدري ، فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فأفرشوا له من النار ، وافتحوا له بابا إلى النار ، فيأتيه حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك! هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول: من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر ، فيقول: أنا عملك الخبيث فيقول: رب! لا تقم الساعة .
وفي رواية نحوه وزاد فيه: "" إذا خرج روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء ، وفتحت له أبواب السماء ، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج بروحه من قبلهم . وتنزع نفسه يعني الكافر مع العروق ، فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض ، وكل ملك في السماء ، وتغلق أبواب السماء ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن لا يعرج روحه من قبلهم

مشكاة المصابيح - المجلد الأول - 1630

وأخيرا ًزميلي :
إليك هذه القصة : إهداء :):
فيها تقريب للكثير من المعتقدات الإسلامية لما بعد موت الميت في قبره :
تم صياغتها في قالب قصة خيالية جميلة ومؤثرة :
http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=34141

والله يهدينا وإياك إلى الحق بإذنه ...

monsof
03-17-2012, 10:23 PM
الزميل العزيز منصف .. والذي أرى فيه بوادر خير كثيرة ما شاء الله ..
< وقد أعجبني استشهادك بإنجيل برنابا في قصة آدم عليه السلام :): >

وأرجو من الله تعالى أن تكون قاب قوسين أو أدنى من الدخول في الإسلام بإذن الله عز وجل ..
فوالله ما طلب أحد ٌالحق بصدق وإخلاص : إلا وأسلم من بعد توفيق الله تعالى له ..

أما بعد ...
فأتركك مع هذا الحديث الصحيح ...
أنقله لك كما هو .. ويمكنك السؤال عن أي جزئية فيه تستشكل عليك ..

عن البراء بن عازب قال:
خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ، ولما يلحد (أي لم يوضع الميت في لحده بعد .. واللحد هو شق في جانب القبر) ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير ، وفي يده عود ينكت به في الأرض ، فرفع رأسه فقال: "" استعيذوا بالله من عذاب القبر "" مرتين أو ثلاثا ، ثم قال: "" إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة! اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان "" قال: "" فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض "" قال: "" فيصعدون بها فلا يمرون -يعني بها- على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الروح الطيب! فيقولون: فلان بن فلان! بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ، حتى ينتهوا بها إلى سماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له ، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة - فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين ، وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى ، قال: "" فتعاد روحه فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولون له: من ربك ؟ فيقول: ربي الله ، فيقولون له: ما دينك ؟ فيقول: ديني الإسلام ، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان له: وما علمك ؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت ، فينادي مناد من السماء أن قد صدق فأفرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له بابا إلى الجنة "" قال: "" فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مد بصره "" قال: "" ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول: أبشر بالذي يسرك! هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له: من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير ، فيقول: أنا عملك الصالح فيقول: رب أقم الساعة ، رب أقم الساعة ، حتى أرجع إلى أهلي ومالي "" .

قال: "" وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه ، معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة! اخرجي إلى سخط من الله "" قال: "" فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون: فلان بن فلان - بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا - حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتح له فلا يفتح له "" ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) (أي حتى يدخل الجمل في ثقب إبرة الخياطة الصغير !!) ..
"" فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى! فتطرح روحه طرحا "" ثم قرأ: ( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق )
"" فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك: فيقول: هاه! هاه! لا أدرى ، فيقولان له: ما دينك ؟ فيقول: هاه! هاه! لا أدري ، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول: هاه! هاه! لا أدري ، فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فأفرشوا له من النار ، وافتحوا له بابا إلى النار ، فيأتيه حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك! هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول: من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر ، فيقول: أنا عملك الخبيث فيقول: رب! لا تقم الساعة .
وفي رواية نحوه وزاد فيه: "" إذا خرج روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء ، وفتحت له أبواب السماء ، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج بروحه من قبلهم . وتنزع نفسه يعني الكافر مع العروق ، فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض ، وكل ملك في السماء ، وتغلق أبواب السماء ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن لا يعرج روحه من قبلهم

مشكاة المصابيح - المجلد الأول - 1630

وأخيرا ًزميلي :
إليك هذه القصة : إهداء :):
فيها تقريب للكثير من المعتقدات الإسلامية لما بعد موت الميت في قبره :
تم صياغتها في قالب قصة خيالية جميلة ومؤثرة :
http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=34141

والله يهدينا وإياك إلى الحق بإذنه ...

شكرا لك يا اخ ابو حب الله على شعورك الجميل و الطيب و انني باحث عن الحقيقة الكاملة و سوف اصل اليها و يكون خير خاصة و انا بين العلماء و هذا المنتدى الحقيقة اجد فيه راحتي و وجدت الاجابات عن معظم تساؤلاتي و اريد ان يكون اسلامي عن قناعة خاصة وشخصية لكي ابدا حياتي التي ضاع منها الكثير من جديد و بقلب سليم
فقط احب ان اعرج عن ردك و اريد منك اخي التوضيح

فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك: فيقول: هاه! هاه! لا أدرى يجلسانه الروح ام الجسد و شكرا لك

إلى حب الله
03-17-2012, 10:53 PM
وفقك الله أخي الطيب ...
ونحن في الخدمة إن شاء الله وفي أي وقت .. أنا وكل مَن تعرفهم هنا ..

أما بالنسبة لتساؤلك :


فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك: فيقول: هاه! هاه! لا أ

فإن لجسد الإنسان محل ومكان : وهو مكان موته أو دفنه أو قتله إلخ ...
والمذكور تفاصيله في الحديث : هو انفصال روحه عن جسده للعروج بها إلى السماء إلخ
أما وقد تم ذلك (سواء مؤمن أو كافر كما جاء في الحديث) :
فيتم إرجاع روحه إلى محل جسده مرة أخرى - أي مكان جسده الميت - ..
وأما القعود : فيتم تأويله بالروح ..
وكذلك كل ما ستقرأه عن عذاب القبر أو نعيمه ...
وفسحته أو ضيقه .. إلخ
فكل ذلك للروح (إذ الجسد يتحلل مع الوقت ولا يبقى منه إلا عجب الذنب :
وهي آخر عظمة في العصعص : ومنها سيتركب الجسد من جديد يوم القيامة بإذن الله) ..

وأما لتقريب ذلك (أي اختصاص كل هذه الحوادث لروح الميت في قبره) :
فهي أشبه بالحلم الذي يراه أحدنا أخي الطيب ..
فأنت تتحرك فيه وتقعد وتقوم وتشعر وتشم وتتكلم وتتشاجر وتحارب وتقع إلخ :
وجسدك هو كما هو : لم يتحرك !!!!..

فإذا قامت القيامة : اجتمعت الأرواح والأجساد في النفوس مرة أخرى :
ليقع بذلك العذاب أو النعيم على الجسد والروح معا ًهذه المرة ...
والله تعالى أعلى وأعلم ...

ويا حبذا لو تبحث في مواضيعي في توقيعي عما يمكن أن يفيدك ...
حيث يُشرفني أن تقضي في قراءتها وقتا ً...
وتـُكسبني بذلك حسنات :):

والله الموفق ..

إلى حب الله
03-18-2012, 11:48 PM
من بعد إذن إخواني والأخ منصف ...
فقد راسلني أخي الحبيب أبو سهيل صاحب المشاركة الثانية ها هنا : بزيادة قيمة عن شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله تعالى : هي جديرة بوصف الحال بلغة العارفين ..

حيث نقل عنه ابن القيم رحمه الله في كتاب الروح قوله :

"وقد سئل شيخ الإسلام عن هذه المسألة .. ونحن نذكر لفظ جوابه فقال : بل العذاب والنعيم : على النفس والبدن جميعاً : باتفاق أهل السنة والجماعة " ..

وقال أيضاً : " إن الله سبحانه : جعل الدور ثلاثاً :
دار الدنيا .. ودار البرزخ .. ودار القرار ..

وجعل لكل دار أحكاماً تختص بها .. وركب هذا الإنسان من بدن ونفس ..

وجعل أحكام دار الدنيا : على الأبدان .. والأرواح تبعاً لها .. ولهذا جعل أحكامه الشرعية مرتبة على ما يظهر من حركات اللسان والجوارح : وإن أضمرت النفوس خلافه ..

وجعل أحكام البرزخ : على الأرواح .. والأبدان تبعاً لها .. فكما تبعت الأرواح الأبدان في أحكام الدنيا : فتألمت بألمها والتذَّت براحتها : وكانت هي التي باشرت أسباب النعيم والعذاب : تبعت الأبدان الأرواح في نعيمها وعذابها .. والأرواح حينئذ : هي التي تباشر العذاب والنعيم ..
فالأبدان هنا ظاهرة : والأرواح خفية : والأبدان كالقبور لها ..
والأرواح هناك ظاهرة : والأبدان خفية في قبورها : تجرى أحكام البرزخ على الأرواح : فتسرى إلى أبدانها : نعيماً أو عذاباً : كما تجري أحكام الدنيا على الأبدان : فتسري إلى أرواحها : نعيماً أو عذاباً ..

فأحِط بهذا الموضع علماً واعرفه كما ينبغي : يزيل عنك كل إشكال يورد عليك من داخل وخارج .. وقد أرانا الله سبحانه بلطفه ورحمته وهدايته من ذلك أنموذجاً في الدنيا : من حال النائمين ..

فإن ما ينعم به أو يعذب في نومه : يجرى على روحه أصلاً : والبدن تبع له .. وقد يقوى حتى يؤثر في البدن تأثيراً مشاهداً !!.. فيرى النائم في نومه أنه ضُرب : فيصبح وأثر الضرب في جسمه !!.. ويرى أنه قد أكل أو شَرب : فيستيقظ وهو يجد أثر الطعام والشراب في فِيِه !!.. ويذهب عنه الجوع والظمأ ... وأعجب من ذلك أنك ترى النائم يقوم في نومه : ويضرب ويبطش ويدافع : كأنه يقظان !!.. وهو نائم لا شعور له بشيء من ذلك !!..

وذلك أن الحكم لما جرى على الروح : استعانت بالبدن من خارجه .. ولو دخلت فيه : لاستيقظ وأحس .. فإذا كانت الروح تتألم وتتنعم : ويصل ذلك إلى بدنها بطريق الاستتباع : فهكذا في البرزخ بل أعظم !!.. فإن تجرد الروح هناك : أكمل وأقوى .. وهي متعلقة ببدنها : لم تنقطع عنه كل الانقطاع .. فإذا كان يوم حشر الأجساد وقيام الناس من قبورهم : صار الحكم والنعيم والعذاب على الأرواح والأجساد : ظاهراً بادياً أصلاً ..

ومتى أعطيت هذا الموضع حقه : تبيَّن لك أن ما أخبر به الرسول من عذاب القبر ونعيمه وضيقه وسعته وضمِّه : وكونه حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة : مطابق للعقل .. وأنه حق لا مرية فيه .. وأن مَن أ ُشكل عليه ذلك فمن سوء فهمه وقلة علمه أُتى .. كما قيل :
وكم من عائب قولاً صحيحاً ... وآفته من الـفـهـم السقيـم !!..

وأعجب من ذلك أنك تجد النائمين في فراش واحد : وهذا روحه في النعيم : ويستيقظ وأثر النعيم على بدنه : وهذا روحه في العذاب : ويستيقظ وأثر العذاب على بدنه !!.. وليس عند أحدهما خبر بما عند الآخر !!.. فأمر البرزخ أعجب من ذلك " !!!..

انتهى النقل من كلام الشيخ رحمه الله ..
والله الموفق ..