المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عمر سليمان؟ .. أين أنتم يا شباب الأمة؟ بقلم :د.طارق عبد الحليم



إسحاق
04-10-2012, 04:33 AM
عمر سليمان؟ .. أين أنتم يا شباب الأمة؟ بقلم :د.طارق عبد الحليم
الاثنين 09 أبريل 2012
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أوصلت الدرجة بمصر أن يصل عمر سليمان، الخائن المُجرم السّفاح، يد الظلم والقهر، نسيب اليهود، وعِماد الفساد، إلى أن يتقدم للترشح لرئاسة مصر؟ أبَلغت المَهزلة هذا الحدّ المُفزع؟ ماذا فعل الشعب إذا بإزاحة المخلوع؟ أقدّم الشعب هذه التضحيات لأجل ماذا؟ كان هذا المجرم في 11 فبراير نائباً للرئيس بالفعل، وكان من المقدور أن يكون رئيساً للجمهورية منذ 11 فبراير، فماذا حدث في خمسة عشر شهراً إذن؟ حدثت تجهيزات وترتيبات وعقدت صفقات ونقضت صفقات، خسر فيها المسلمون كلّ شئ، ونجح الخائنون في كلّ شئ.
أيعلمُ الناس ما يعنى وصول هذا المُجرم الجزار إلى سُدة الحكم؟ يعنى استمرار الفقر والمرض والسّرقة. يعنى استمرار القهر السياسيّ والتعذيب والإعتقال، وعودة أمن الدولة وسلطة الداخلية بأعتى ما كانت عشرات المرات. يعنى استمرار الوصاية الصهيو-صليبية على مصر ومقدراتها. يعنى استمرار الحكم الديكتاتوريّ العسكريّ المخابراتيّ إلى ما شاء الله. يعنى براءة مبارك والعادليّ وإهدار دماء الشهداء وأموال الشعب المهدرة. يعنى استمرار خنق الشعب الفلسطيني في غزة، وقتل الشعب السوريّ في سوريا. يعنى كارثة محققة للحركة الإسلامية خاصة، وللشعب المصرى عامة. يعنى كلّ حدوث شر، وامتناع كل خير عن أرض مصر، قولاً واحداً.
لكن، دعونا نسأل، من المتسبب في هذه الكارثة؟ ليس تشفياً فيه، ولكن لنأخذ درساً نعيه، وتعيه الأجيال من بعدنا. المُتسبب في هذه الكارثة هم جماعة الإخوان البرلمانية، التي قد وأدت الثورة، بالتعاون مع العسكر منذ الأيام الأولى لها. فقد أحجموا عن النزول أولاً، ودعوا للتفاهم مع مبارك ونظامه ثانياً، ثم خرج عدد من منتسبيهم المقلدين، لنصرة جموع التحرير، ليَثبُت لهم دورٌ، لمّا فاتهم دور الصدارة، ثم انسحبت جماعتهم من كلّ نشاط ثورىّ بعدها، والتزموا بنود كامب سليمان، وأقنعوا العامة أنّ النظام قد سقط، وأنّ العسكر يجب احترامه، ولا يصح التعدى عليه ولو بالكلمة، وأنّ من يتّهمه بالخِيانة خائنٌ يريد إسقاط الدولة، وكلّ هذه التصريحات التي عكست ضلالهم وهزيهم وفساد أمرهم. فأين أنت اليوم يا بديع؟ وأين أنت يا مرسى، ويا كتاتني؟ خيّبكم الله من قادة.
ثم، يأتي من بعدهم في المسؤلية مشايخ السوء من المستسلمين المتخاذلين المتسمّين باسم السلفية، ياسر برهامي ومحمد عبد المقصود، ومحمد حسان، وكلّ من دافع عن العسكر، جَهلاً وغباءً، وحَسداً ورياءً. تخلى هؤلاء عن سلفيتهم، وخرجوا عن مقتضى توحيدهم الذي كانوا يتشدقون بتدريسه. لسان عامل وقلب غافل. أجازوا البرلمان في ظل القوانين الشركية، وأباحوا الأحزاب، ومارسوا الديموقراطية التي تحكم باسم الشعب، لا باسم الله، تعاونوا مع العلمانيين، وحسدوا المسلمين ممن لا يتبعهم. فجاؤا بكل نقيصة وتحملوا كلّ رزيلة.
الآن، السيناريو المتوقع، إن نجح هؤلاء الإرهابيون العسكريون في تعيين المجرم المخابراتي، هو أن يحلّ هذا البرلمان الطراطيري، وأن يفقد الكتاتنيّ كرسيه الذي تمتع به اسابيع قليلة. وأظن أنّ هذه الجماعة اليوم تمر باسوأ ايامها، بعد أن انقلب سحرها عليها، بعد أن تحققت سنن الله تعالى فيها. لكن ما أنا علي يقين منه، أنه لم يتعلموا درساً ولم يفقهوا قولاً، فإن صاحب البدعة لا يتوب عنها، إذ إن بدعة هؤلاء بدعة عقدية، تنبع منها بدع حركية عملية، لا العكس. لكن الثابت أنّ تلك الخبرة السياسية الهائلة التي ادعاها لهم من لا عقل له، ظهرت خيبتها، وظهرت صحة أقوال من حذّرهم من البداية، أنكم إن وضعتم أيديكم في يد الشيطان كنتم من أهله، وليس للشيطان عهد.
أما مشايخ السلفية الأدعياء، فيا حسرة عليهم! اين أنت يا شيخ عبد المقصود؟ أين أنت يا محمد حسان، يا من أقسمت على صحة مذهب العسكر فوق عرفلات؟ أين أنت يا ياسر برهامي، يا عميل أمن الدولة؟ أين أنت يا يسرى حماد، ويا خنفسا لسلفية بكار؟ أين أنتم اليوم؟ أمامكم طريقان لا ثالث لهما: إما أن تبدؤا بالتطبيل والتهليل لوليّ أمركم الجديد عمر سليمان، وتعلوا بيعته من الآن، وحينها يحكم عليكم شبابكم بالردة الصريحة. أو أن تخرجوا إلى الشوارع، حاضين لشبابكم على الوقوقف في وجه هذه المؤامرة التي لم تعد خافية لا على أعمى ولا على بصير. فأي الطريقين ستتبعون وعلى ايّ السبيلين ستسيرون؟ سبيل المجرمين، أم سبيل المؤمنين؟
ولا تزال هناك ورقة جديدة سيلعبها العسكر، لتأمين سيطرة سليمان، هي ورقة إسرائيل وسيناء. فإنه ليس من المصادفة، في اليومين الأخيرين، أن تصعّد إسرائيل من لهجتها ضد الإرهاب في سيناء. وأن تنشر كتيبة على حدودها مع مصر. فإن هؤلاء الخونة يعلمون أنّ إنجاح هذا المجرم السفاح لن يمر بسهولة في شوارع مصر وميادينها. فلذلك أعدت سيناريو حرب مصغرة على الحدود المصرية الإسرائيلية، تعتدى فيها إسرائيل على سيناء بشكلٍ مبسطٍ، فيعلن العسكر حالة الطوارئ، ويتخذ عمر سليمان قرارات وطنية حاسمة للتصدى، ويستمر الأمر في هذه اللعبة عدة أسابيع توطد فيها سلطته، ويصبح الأمر واقعاً لا مفر منه. ويستحمر حكم الطوارئ والأحكام العرفية شهوراً أو سنيناً، فاسأل العادين!
هل عرفتم حجم جنايتكم يا إخوان؟ هل عرفتم حجم المسؤلية التي تحملونها على أكتافكم منذ أن عقدتم صفقة مع الشيطان في كامب سليمان؟ هل تعرفون ما سيحكى عنكم التاريخ؟ لن يحكى التاريخ عن جلسات الكتاتني التي يتطاول فيها على النواب، وينفخ ريشه وكأنه ملك الأرض ومن عليها، بل سيحكى قصة خيانتكم لمصر ولعهد الله. سيحكى عن أقصر مدة تمتّع فيها عَميل بثمرةِ عمالته، أسابيع معدودة لا غير.
الآن، نقول بلا مداراة ولا مواربة، لا حلّ أمام الشعب، وأمام الإخوان، وأمام السلفيين، ولا أمام حازم أبو اسماعيل، إلا الثورة. إلا أن تعود الثورة جذعة تغلى مراجلها في الشارع المصري وميادينه. لا تنتظروا لجاناً قضائية، ولا قرارات إدارية، ولا ألاعيب قانونية، فالأمر، كما نوه أخونا مختار نوح على الجزيرة، لا يسع حله إلا بالثورة الثانية. لن يجدى هذا الهراء الديموقراطيّ، الذي صنعته الآلة الإعلامية، ودعمته القوة العسكرية، ليصبح شباكاً تتخبط في أحبالها الممتدة كافة الحركات الإسلامية والعلمانية المناوئة للعسكر، وللحكم الديكتاتوري الفاشيّ.
لقد صرح شباب من شباب العلمانيين، أنهم لن يقبلوا بهذه المؤامرة أن تمر، وأنهم سيخوضون كفاحاً مسلحاً إن مجح عمر سليمان. فما بالكم يا من تدعون الإسلام، تتوارون وتتخافتون، كأنكم نساءٌ محجبات منقبات من القوارير ذوات الأخدار؟
يا عبد المقصود، يا برهاميّ، يا كتاتني، يا حماد، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة؟ أهان عليكم دينكم، وخشيتم الموت أو السجن، ورضيتم بالحرص على مصالحكم الشخصية، إلا أن يكون غلمان العلنانية أجرأ منكم وأحرص على الحرية منكم؟ أتكونوا أنتم من قال تعالى فيهم أنهم "أحرص الناس على حياة"؟ أهذه صورتكم يا من تتشدقون بقال الله وقال رسوله؟ أتحسبون أنّ حفظ بعض متون أحاديث يعنى أنكم علماء، إلا بئس هذا العلم الذي لا ينشأ عمل، بل يحض على الضرر واتباع الشيطان. لقد كتبنا ما لا يقل عن ثلاثمائة مقال في الأشهر الماضية، تفضح كيد العسكر، وتشرح عمالة الإخوان، وتنقض زيف المتسلفين، وها هي اليوم، يأتى تأويلها كلها كأنما كانت منقوشة أمامنا على صفحات. وما هذا إلا لأننا ويقنا بسنن الله تعالى ولم نبدل بمنهجه منهجاً، وهو خير دليل في تلك الظلمات التي حاولتم أنتم أن تشقوها بعقولكم المريضة وسياساتكم الاتعيسة.
ثم إلى شباب الأمة السنيّ الخالص. قد أفرزت هذه المحنة لكم من هم على الصراط السوي، ومن إعوجّ وانحرف. فلا تقايضوا بدينكم بعد اليوم، واخلعوا ربقة التقليد الأعمى، وسيروا على بركة الله، ثائرين لدينه ولشرعه، فإن لم تفعلوا فستكون هذه هي الحالقة لكم، ولمن بعدكم من أجيال قادمة.