المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا نحتاج إلى حدوث أكثر من حادث واحد لنعرف الحى القيوم



ابو ذر الغفارى
04-11-2012, 02:29 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
هل نحتاج إلى إثبات أن الكون كله حادث لنثبت أن له محدث قائم بنفسه أم أن حادث واحد يقع يكفى لنعلم أن الله هو القيوم الغنى عن كل شيء؟
الجواب هو
أننا لا نحتاج إلى البحث فى الكون كله بل وقوع حدث واحد يكفى لإثبات وجود القيوم جل جلاله وهذا ما أراه (والله اعلم ) منهج القرآن
كيف ذلك ؟
أولا ماذا أعنى بحادث ؟
الشيء الحادث هو الشيء المتغير من صفة إلى أخرى بسبب لا يمتلكه هو ولا يملك ان يتغير هو بين هذه الصفات كيفما شاء فتكون الحقيقة أنه فقد صفة كانت فيه أو إكتسب صفة جديدة لم يكن لها وجود لا فيه ولا فى السبب الذى أحدث هذا التغير له
فهذا هو الحدوث
فلو وضعنا الاوكسجين (الذى يساعد على الإشتعال ) على الهيدروجين (الشديد الإشتعال) ودمجناهم يخرج الماء الذى يخمد الإشتعال فهذه صفة جديدة جاءت وذهبت صفات أخرى فهذا حدوث
والنطفة التى يخلق منها الإنسان ليس لها صفات الإنسان من الحياة فهى لا تفكر ولا تبطش ولا تتحرك ولا تسمع ولا تبصر ولا تتذوق وهكذا ..
فهى تعدم هذه الصفات وإن كان بها الكاتالوج والخريطة التى ستطبقها للوصول لهذ الصفات وهو الحامض الوراثى لكن الكاتالوج شيء ووجود الصفة نفسها شيء آخر فالإنسان حين يموت ويفقد هذه الصفات يكون مازال ممتلك للحامض الوراثى لكنه لا يغنى عنه شيئا فهناك فارق فانتبه
قال تعالى (فلينظر الانسان مم خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب)
قال تعالى ( أَفَرَأَيْتُمْ مّا تُمْنُونَ * أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَم نَحْنُ الْخَالِقُونَ )
وكذلك كل حى يخرج من ميت وكل ميت يخرج من حى كما أرشدنا القرآن هو حدوث وخلق يدل على وجود خالق
قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)
فلماذا كان التغير فى الصفة بإكتساب صفة جديدة أو فقد صفة قديمة دليل على أن هذا الشيء( الذى تغير بسبب ما ) حادث محتاج إلى من يقيمه وليس قائم بنفسه ؟
لأن القائم بنفسه هو لا يحتاج فى إقامة صفاته إلى شيء فلا يمكن إذا أن يفقدها لأنها قائمة بدون حاجة لسبب فلا يمكن أن تختفى صفة له وتفنى وتتبدل بغيرها ويفقد القدرة الذاتية على إظهار هذه الصفة ويصبح لا يمتلك هذه الصفة القديمة الفانية
فمن ما مضى نعلم ان كل شيء قابل لهذه التغيرات وهو غير قادر بعد التغير لأن يسترد صفاته الفانية بنفسه أنه حادث وليس قائم بنفسه

فما الفائدة من علم أن هذا الشيء المعين حادث ؟
الفائدة هى علم أن أصل هذا الشيء الذى حدث هو منه حادث أيضا وأن أصل هذا الأصل حادث وهكذا إلى نهاية السلسلة وأنه ليس شيء فى هذه السلسلة قائم بنفسه أبدا
كيف هذا؟
لو أننا علمنا أن (أ) قد تأثر بسبب فتغيرت إحدى صفاته وفقدها وتبدلت بصفة أخرى ولا يستطيع إلى صفته الفانية سبيل من نفسه
وأصبح عندنا (أ+) الآن فقد علمنا من ذلك أن (أ+) حادث وأن أصله (أ) أيضا حادث لأنه أصبح فانيا الآن ويحتاج (أ) إلى سبب ليعود إلى الوجود والذى يحتاج إلى سبب ليوجد هو حادث وليس قائم بنفسه وهذا يطبق على الأصل الذى جاء منه (أ) أيضا إلى أول السلسة مهما طالت

ومن ذلك نكون قد علمنا من حدوث حادث واحد أنه ليس قائم بنفسه وأنه لابد له من مقيم لأن لكل حادث محدث
وهذا المقيم لو لم يكن قائم بنفسه لما قام هو ولما أقام غيره ( هذا الحادث الذى نتكلم عنه)
وأن هذا القائم بنفسه ليس جزء من هذه السلسلة
وأن هذه السلسلة من أولها لآخرها ليسوا قائمين بأنفسهم لأن أولها لوكان قائم بنفسه لما فنى وجاء منه آخرها الذى نراه الآن
ولأن أولها الآن فنى ويحتاج إلى سبب ليوجد والذى يحتاج إلى سبب ليوجد لا يكون قائم بنفسه مستغنى عن كل الأسباب فى قيامه
فحادث واحد يكفى لمعرفة الحى القيوم ولايلزمنا أن نمر على الكون كله قبل أن نثبت دلالته على القيوم الذى أقامه

فكل مخلوق هو دليل مستقل على الخالق الحى القيوم فضلا عن دلالات الحكمة والعلم والرحمة وما إلى ذلك وقد قال العلماء فى تفسير قوله تعالى (الحمد لله رب العالمين) أن العالمين هم كل من سوى الله من مخلوقاته وانهم سموا بذلك لأن كل واحد منهم علم على ربه أى دليل عليه وعلى صفاته سبحانه
والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

أبو عثمان
04-11-2012, 05:08 PM
قال تعالى (فلينظر الانسان مم خلق خلق من ماء دافئ يخرج من بين الصلب والترائب)
دافق*
--
موضوع قيّم , ويستحق المطالعة .

ابو ذر الغفارى
04-11-2012, 06:11 PM
جزاك الله خير أخى الكريم على مرورك العطر وعذرا على الخطأ فلقد طبعت الآية دون قراءتها
وهذا هو النقل الصحيح لها ({فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (6))

عبدالحق
04-22-2012, 12:24 AM
جزاك الله خيراً
هذا ما يسمى بدليل الحدوث
والسببية و هذا دليل قاطع على وجود الخالق
و شكراً للأخ أبي ذر الغفاري على هذا الموضوع

VAA
04-30-2012, 11:25 PM
فحادث واحد يكفى لمعرفة الحى القيوم ولايلزمنا أن نمر على الكون كله قبل أن نثبت دلالته على القيوم الذى أقامه
فكل مخلوق هو دليل مستقل على الخالق الحى

إذا كان الحادث والفاني يدل على وجود الله لأنه غير قائم بذاته..فمالدليل على كون الله قائم بذاته؟ نحن عرفنا صفة مخلوقات رأيناها بأم أعيننا وجرّبنا هذا على أنفسنا..فكيف عرفنا مايخص الله إن لم نكن قد رأيناه وإلم نره كيف إذا يمكننا البت أنه كائن قائم بذاته؟ فكيف من لم ير شيئا يعلم ماكان قبل أن كان وماسيكون بعدها؟

بحب دينى
05-01-2012, 12:36 AM
وصلك رسلٌ منه ...معهم الادله على صدق رسالتهم منه سبحانه وتعالى ....فهو سبحانه اخبرنا عن نفسه وارسل من يبلغ عنه ...وانت لاترى الله جل وعلا فى الدنيا ابتلاءً ..وسيراه المثابون بالجنان - برحمته وعفوه ومغفرته - جزاءً ....

VAA
05-01-2012, 12:41 AM
نعم...
هذا رد منطقي جدا
وأنا أوافقك عليه..الا في حيثية واحدة
مادام كل الرسل من عنده..لماذا الفرقة إذا بينهم وبين ماآمنوا به؟ اليس مايؤمنون وجاءوا بالمناداة به واحد؟

بحب دينى
05-01-2012, 12:58 AM
نعم...
هذا رد منطقي جدا
وأنا أوافقك عليه..الا في حيثية واحدة
مادام كل الرسل من عنده..لماذا الفرقة إذا بينهم وبين ماآمنوا به؟ اليس مايؤمنون وجاءوا بالمناداة به واحد؟
إن المشكله هى النظره حيال الواقع لا تجاه الذى حدث تاريخياً !!....
مثلاً لو انى قلت لك الان الشعب المصرى قام بثوره فى خمسه وعشرين يناير ...فأنت ها هنا يصل الى عقلك حدث معين قد توافقه وقد تخالفه ...
ثم افجائك وأقول ...للأسف هذه الثوره تدخل فى طريق مظلم يكاد لو لم يتدارك الشعب ذاك الحال سيصل الأمر الى فشل تلك الثوره !!
فأنت حينما ستحكم على الثوره ستحكم عليها بما وصلت اليه وتحاكم من مات فى التحرير فى الخامس والعشرون من يناير على احداث الان !...
ولله المثل الاعلى ...
فأعود وأقول ...أن الدين واحد وهو الاسلام ...كل الرسل عليهم السلام قبل النبى صلى الله عليه وسلم دعو الى توحيد الله وأن لايعبد معه أحد ...مع اختلاف الازمنه فأختلفت الشرائع -أى التكليفات العمليه مثلاً احكام المعاملات وغيرها نظراً لتغير الاحوال - ولكن المعتقد واحد والدعوه اليه واحده وهو التوحيد ...فكان كل الرسل يبعثون قبل النبى صلى الله عليه وسلم بمعتقد واحد ..الى أن جاء النبى صلى الله عليه وسلم وهو خاتم الانبياء وهو المتمم للبيت الكبير الذى كونه الانبياء فكان كمن يضع اللبنه الاخيره للدعوه التى آتى بها الرسل من قبله ...

هنا سيصل الى ذهنك شىء واحد ....

لكن حينما أخبرك أن اتباع الرسل - قبل النبى صلى الله عليه وسلم - حاربو دعوة الانبياء والرسل وحرفو دعوتهم وجعلو الحقيقه مشوهه ...
فأنت ها هنا قد تحاكم كل الرسل بناءً على تلك النظره المغلوطه ....... فتأمل يازميلى !...

تحياتى ...

رائد الخير
05-01-2012, 10:06 AM
لا يا عزيزي أبو ذر أخطأت هنا و أحسنت في رسالة الكاميرا و العين، ما تقوله أنت هنا غير صحيح و لكن أنت بنفسك تقول: وهذا ما أراه (والله اعلم ) منهج القرآن.
قولك هذا أنه ما تراه أنت يحسب لك لا عليك و في ميزان الحسنات إن شاء الله.
لكن أنت تعلم أحسن مني أن القول في القرآن بالرأي فيه نظر. أو ربما ليس تأويلا مجردا بل جئت بأدلتك.
فيما يخص أدلتك عزيزي:
دليل القرآن أو كما تحب أنت منهج القرآن في إثبات أحقية الله في العبادة و نفي حق الآلهة الأخرى هو منهج مبني على قائمتين:
أنت تعلم: العناية و الغاية.
أما الحدوث فلا وجود له في القرآن.
أنت تعلم أن العناية و الغاية شعورين مغروسين في فطرة البشر. تحويل هذه الفطرة إلى إشارات معرفية ليس هذف القرآن لكن هدفه هو:
كما تعلم، من فسدت فطرته تنفع معه، إن كان مخلصا للبحث عن حقيقة نفسه أولا و الحقيقة ثانيا، التذكير و الإتعاظ.
كما تعلم أخي: التذكير ليس إستدلا و إنما دعوة إلى الرجوع.
إذن عزيزي: الإنسان مفطور على الشعور بأحقية خالقه في العبادة لكن أهوائه و محيطه قد يفسدان هذه الفطرة.

الحدوث و التسلسل و النهاية و اللانهاية و العرض و الجوهر و الخلاء. تلك المصطلحات إخترعها الفلاسفة و المتكلمون و من شابههم أو جاء في نقطة بينهم.
القرآن لم يتكلم عن حدوث و لا عن إستحالة ما يسمى تسلسل الحوادث. ليس هناك شيء مغروس في فطرة البشر أو تعلمه البشر من تجاربه في الدنيا ما يثبت هذا أو ما ينفيه.

إذن أخي و كما تعلم تلك النظريات العقلية التي تقوم على مشاهدة الأشياء في الدنيا ثم تستنتج منها الحدوث كما فعل المتكلمون قبلنا هي في الحقيقة مجرد نظرية كما أن البيغ بانغ التي تفيد حدوث الكون عبارة عن نظرية أو معرفة مؤقتة على استقراء. فهل يجب أن يكون الايمان لعبة للنظريات؟ ماذا لو تقدمت المعرفة و ظهر بطلان البيغ بانغ؟ ماذا لو تقدمت المعرفة و ظهر لنا أن تغير المظهر لا يعني تغير الجوهر؟ ماذا لو تقدمت المعرفة و ظهر لنا أن التحول في الصفات ليس كما نظن و لا يفيد حدوث المتحول؟ هل سنقول ما يقوله بعض الجوينيين اليوم الذين مازالوا يؤمنون بالحدوث على اساس نظريات في الذرة؟ قلنا لهم العلم أسقط تلك النظرية العقلية بنظرية أخرى عززتها التجربة فقالوا لنا لا و أضافوا هناك فيزيائيون يؤمنون هذه و فيزيائيون يؤمنون تلك، وكل ذلك بمنهج طارت و لو عنزة أو طارت ولو نعجة.

الي تقدموا كان يرشق بعضهم بعضا بالكلام. هذا قال الله كذا و كذا بلا كيف فاطلقوا المبدأ، غيرهم قال الله كذا كذا حينا بلا كيف و حينا بتأويل. ثم ظهر كلام آخر يقول عقلنا و فكرنا و حسبنا و لم نجرب عرفنا و فهمنا: العالم لانهائي غير محدث، فقام القائمون فكفروا، والذين قالوا بلاكيف اطلقوا ردوا على المؤولين قائلين لهم أنتم أولتم بعد أن كيفتم و هكذا أنتم لم تلتزموا مبدأ بلا كيف، وهم معا الذي أطلقوا لا كيف و الذين لا يطلقونها نسوا أنهم كفروا بعد أن كيفوا قدم الله فسووه بقدم العالم و لم يبحثوا عن تبريرات لهؤلاء لان الذي يؤول، هكذا مبدأ الدين، لا يكفر، كأن يقولوا قدم العالم لا كقدم الإله. قام واحد في المغرب ممزق في الشمال بين المدن و انتهى به الحال في المراكش كما تمزقت بعض كتبه كل ممزق و قال لهم لا هذا قديم بزمان و هذا بذات، كأن حال لسانه يقول إن عبتم علينا قولنا بالقدم لأنها صفه الإله فانفوا وجود أنفسكم فالوجود صفة الإله. هكذا إنتهت الحضارة بهذا و بغيرها الكثير و بقي الكلام.

كما قد تستشعر يجب أن لا نجر وراء الكلام فالمنهج واضح مبين: إنها فطرة مغروسة إليها ندعو نذكر بما نشاهد من عناية و غاية لعل الفطرة تسترجع. إذا لم يحدث فلنقل لهم بما أنكم تريدون أن تجربوا فالله سيحكم بيننا يوم القيامة حيث ستجربون و تشاهدون، و الله خير الحاكمين. إذا حكمنا في بقعتنا و خرجوا لإفساد فطرة أبناءنا فساد فطرهم التي لا تريد أن ترجع و تتذكر و تتعظ فالسبيل معروف و حوله قام الكلام و انتشر شرقا و غربا التناظر: إستتابة يتبعها إذا لم تحقق هدفها المرجو حفظ فطرة الآدمي و أمن الدولة السجن أو الرصاصة. وصلى الله على سيدنا محمد و على آله الطهار و صحبه الأخيار.

ابو ذر الغفارى
05-01-2012, 03:01 PM
إذا كان الحادث والفاني يدل على وجود الله لأنه غير قائم بذاته..فمالدليل على كون الله قائم بذاته؟

الدليل على أن الله قائم بذاته هو وجود الحادث الغير قائم بذاته لأنى لو قلت لك إن (أ) لن توجد فى هذا الكون إلا إذا وجدت (ب) وأن (ب) هى التى تقيم (أ) فإذا رأيت فى يوم من الأيام (أ) موجودة بالفعل علمت أن (ب) موجودة أيضا بل وعلمت أن (ب) موجودة بزمن أسبق من زمن (أ) فكل هذا تعلمه بدون أن ترى (ب)
فهذه هى دلالة الحادث على القيوم فلا يمكن أن توجد حوادث ويكون السبب فى وجودها جميعا حادث يحتاج إلى غيره أيضا وإلا لما وجد هو ولما أوجد غيره فلزم إثبات قيوم قائم بنفسه غنى عن كل شيء

ابو ذر الغفارى
05-01-2012, 04:09 PM
جراك الله خيرا أخى الفاضل على مرورك وعلى نصيحتك



لكن أنت تعلم أحسن مني أن القول في القرآن بالرأي فيه نظر. أو ربما ليس تأويلا مجردا بل جئت بأدلتك.
فيما يخص أدلتك عزيزي:
دليل القرآن أو كما تحب أنت منهج القرآن في إثبات أحقية الله في العبادة و نفي حق الآلهة الأخرى هو منهج مبني على قائمتين:
أنت تعلم: العناية و الغاية.
أما الحدوث فلا وجود له في القرآن..
لا يا أخى ليس الأمر كذلك ولست أنا الذى أتيت ببدعا من القول بل لكل حادث محدث هذه من الفطرة وهى من الأدلة الصحيحة وإلا فما معنى الخلق وما معنى أن الله خالق كل شيء وما معنى أنه وحده القيوم القائم بنفسه والمقيم لغيره بعد أن لم يكن شيئا مذكورا


أنت تعلم أن العناية و الغاية شعورين مغروسين في فطرة البشر. تحويل هذه الفطرة إلى إشارات معرفية ليس هذف القرآن لكن هدفه هو:
كما تعلم، من فسدت فطرته تنفع معه، إن كان مخلصا للبحث عن حقيقة نفسه أولا و الحقيقة ثانيا، التذكير و الإتعاظ.
كما تعلم أخي: التذكير ليس إستدلا و إنما دعوة إلى الرجوع.
إذن عزيزي: الإنسان مفطور على الشعور بأحقية خالقه في العبادة لكن أهوائه و محيطه قد يفسدان هذه الفطرة.
..
نعم لكن هذا لا ينفى أن القرآن به الأدلة العقلية التى تقود إلى الإيمان وبه دحض لكل الشبهات التى يمكن أن ترد على الإنسان فى ذلك وإلا فكيف يكون هدى للناس جميعا من فسدت فطرته ومن لم تفسد ؟



لحدوث و التسلسل و النهاية و اللانهاية و العرض و الجوهر و الخلاء. تلك المصطلحات إخترعها الفلاسفة و المتكلمون و من شابههم أو جاء في نقطة بينهم.
القرآن لم يتكلم عن حدوث و لا عن إستحالة ما يسمى تسلسل الحوادث.
من قال أن هناك ما يمنع من تسلسل الحوادث
لكنها تبقى حوادث لم تقوم إلا بعد أن أقامها ربها ففرق بين أن نعتقد أن هذا الشيء وجد من العدم مباشرة وبين أن نعلم أن هذا الشيء وجد من شيء غيره إلى ما لا يستطيع عقلنا إدراكه ولكن كل هذه السلسلة خلقها الله فهو خالق كل شيء
ولو نظرت لمخلوق مثل الزمن فلا تكاد تتخيل له أول ومع هذا فهو مخلوق بعد أن لم يكن لا محالة والله وحده هو الأول الذى ليس قبله شيء (ودعك من موضوع أن الزمن خلق مع الانفجار العظيم فالنبى يقول أن الله كتب مقاليد الخلائق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة أى أنه كان هناك زمن قبل زمننا عالمنا هذا)



إذن أخي و كما تعلم تلك النظريات العقلية التي تقوم على مشاهدة الأشياء في الدنيا ثم تستنتج منها الحدوث كما فعل المتكلمون قبلنا هي في الحقيقة مجرد نظرية كما أن البيغ بانغ التي تفيد حدوث الكون عبارة عن نظرية أو معرفة مؤقتة على استقراء. فهل يجب أن يكون الايمان لعبة للنظريات؟ ماذا لو تقدمت المعرفة و ظهر بطلان البيغ بانغ؟.
لم أستند إلى البيج بان فى شيء بل هذا المقال كتب لكى لا نستند إلى البيج بان فى إثبات الحى القيوم لأن المقال يبين أن الدليل القرآنى أرشدنا إلى أننا إذا اردنا أن نثبت أن شيئا معينا حادث فلا نحتاج فى ذلك إلى إثبات حدوث كل شيء محيط به بل يكفينا أن نفهم ما هو معنى الحدوث فكانت الأمثلة التى ضربها القرآن خير دليل يبين معنى الحدوث



ماذا لو تقدمت المعرفة و ظهر لنا أن تغير المظهر لا يعني تغير الجوهر؟ ماذا لو تقدمت المعرفة و ظهر لنا أن التحول في الصفات ليس كما نظن و لا يفيد حدوث المتحول؟
بل ظن البعض أن الصفة الفانية التى حل مكانها صفة أخرى جديدة ولا يملك السبب ولا المتأثر به ابقاء هذه الصفات الفانية ولم يكونوا يملكون شيء من هذه الصفات الجديدة هذا الظن بأن هذا ليس دليلا قطعى على تغير حقيقى فى الذات هو ما وقع فيه المتكلمون والأشاعرة ولذلك لما لم يظنوا ذلك دليلا صحيحا لجأوا إلى أدلة بدعية لإثبات الحدوث فقالوا ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث

ولا تظن أن علمنا بأن اختلاف صفات الماء عن الأوكسجين والهيدروجين مع علمنا أنه يتركب منها وليس يتركب من شيء آخر ولم يحل مكان هذه الذرات ذرات أخرى عندما حدث الإرتباط بينهما لا تظن ذلك دليلا على أن حدوث الصفات والأعراض ليس دليلا على تغير فى الذات بل حدث تغير حقيقى فى ذات هذا الشيء لا يستطيع هو إزالته بنفسه ولايستطيع كل واحد من أفراده إيجاد شيء من صفات الماء أو جزء من صفات الماء بنفسه بدون إرتباط بشريكه وليست هذه الصفات الجديدة عبارة عن جمع لصفات قديمة كانت فى الهيدروجين والأوكسجين ولو كانت كذلك لما كان هذا هو الحدوث الذى نريده ولو كان إختفاء الصفات القديمة عبارة عن وجود الصفة المضادة المكافئة وكان الإختفاء عبارة عن محصلة لوجود متضادين متساويين فهذا أيضا ليس هو الحدوث ولا نستفيد منه دليلا على أن الشيء حادث يحتاج إلى غيره فى إقامة صفاته أما إذا كان الشيء فقد صفة له فعلا فهذا دليل على أنه يحتاج إلى غيره فى إقامة صفاته وليس غنى عن كل شيء فى إقامة صفاته
ولو كان اصطدام الكترون ببوزيترون يؤدى إلى فناءهما وتحولهما إلى فوتونات فلسنا فى حاجة إلى معرفة ماهية الإلكترون والفوتون لنقرر هل حدث تغير فى الذات أم لم يحدث أى تغير فى الذات لكل من الإلكترون والبوزيترون
لأن الذى نراه بعد الإصطدام ليس جمعا لصفات الإلكترون مع صفات البوزيترون لأن جمعهما لا يعطى صفات الفوتون ولأن للفوتون صفات مختلفة تماما وطبيعة مختلفة تماما مثل العزم الزاوى وما إلى ذلك ولان للإلكترون والبوزيترون صفات فنيت ولا يملكها الفوتون الناتج من الإصطدام
والله الموفق

ابو ذر الغفارى
05-01-2012, 08:25 PM
وهذا جزء من كتاب النبوات لشيخ الإسلام بن تيمية

(والله سبحانه بين القدرة على الابتداء
كقوله تعالى (إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم) الآية
ومثل قوله( ويقول الانسان أإذا مامت لسوف أخرج حيا أولا يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا) الآية
ومثل قوله( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم )وغير ذلك
فالاستدلال على الخالق بخلق الانسان في غاية الحسن والاستقامة وهي طريقة عقلية صحيحة وهي شرعية دل القرآن عليها وهدى الناس اليها وبينها وأرشد اليها وهي عقلية فان نفس كون الانسان حادثا بعد أن لم يكن ومولودا ومخلوقا من نطفة ثم من علقة هذا لم يعلم بمجرد خبر الرسول بل هذا يعلمه الناس كلهم بعقولهم سواء أخبر به الرسول أو لم يخبر لكن الرسول أمر أن يستدل به ودل به وبينه واحتج به فهو دليل شرعي لان الشارع استدل به وأمر أن يستدل به وهو عقلي لأنه بالعقل تعلم صحته وكثير من المتنازعين في المعرفة هل تحصل بالشرع أو بالعقل لا يسلكونه وهو عقلي شرعي وكذلك غيره من الادلة التي في القرآن مثل الاستدلال بالسحاب والمطر هو مذكور في القرآن في غير موضع وهو عقلي شرعي كما قال تعالى أولم يروا أنا نسوق الماء الى الارض الجزر فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسم أفلا يبصرون فهذا مرئي بالعيون وقال تعالى سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ثم قال أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد فالآيات التي يريها الناس حتى يعلموا أن القرآن حق هي آيات عقلية يستدل بها العقل على أن القرآن حق وهي شرعية دل الشرع عليها وأمر بها والقرآن مملوء من ذكر الآيات العقلية التي يستدل بها العقل وهي شرعية لان الشرع دل عليها وأرشد اليها ولكن كثيرا من الناس لا يسمي دليلا شرعيا إلا ما دل بمجرد خبر الرسول وهو اصطلاح قاصر )انتهى كلامه رحمه الله

رائد الخير
05-02-2012, 09:01 PM
شكرا كثيرا عزيزي ابو ذر، انما استفدت من ردك فجزاك الله خيرا.
و انما لا ارى فيما جئت به ما يدل على الحدوث الذي يتبادر الى الذهن و هو الذي دافع عنه بعض اهل الكلام. اقصد احداث شيء من عدم.
كما تعلم احداث شيء من عدم لا يتساوى و احداث شيء بعد ان لم يكن.
احداث شيء بعد ان لم يكن مظهر واحد من مظاهر مختلفة للعناية و الغاية.
احداث انسان بعد ان لم يكن هو تحول لنواميس وضعها الله سبحانه و فيها نرى عناية فائقة و غاية لكل صغيرة و كبيرة تحدث اثناء هذا التحول.
اذا اردت بهذا الحدث فانا و انت متفقان لا مختلفان. الفرق في الاصطلاح فقط و هو فرق تباين و تمايز لا تناقض.

و التوسيع احسن من التضييق و انت ربما وسعت في العناية و الغاية.
لكن ربما التوسيع يؤدي الى التعقيد.
و طريق الايمان، كما تعي، طريق سهل واضح لكل انسان.

ابو ذر الغفارى
05-02-2012, 09:44 PM
بارك الله فيك أخى رائد وقد كان الموضوع محتاج إلى توضيح فكانت مداخلتك هى السبب وجزاك الله خيرا

قلب معلق بالله
05-23-2012, 06:12 PM
بوركتم