المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحمد صبحي منصور يستهزأ ببعض الصحابة ويمجد الأمريكيين!!



الفرصة الأخيرة
12-07-2005, 06:18 AM
التسامح الاسلامى بين مصر وامريكا
د . أحمد صبحى منصور
Monday January 17, 2005



الأخ جون هنرى ووتن رأت عيناه النور وليدا فى 27 مارس سنة 1950 فى ولاية نيوجيرسى الأمريكية لأسرة أمريكية سكسونية ثرية، وبعد حصولة على أرفع الدرجات العلمية عمل فى السلك الدبلوماسى الأمريكى حيث حل به المطاف فى السفارة الأمريكية بالقاهرة فى أوائل الثمانينيات الماضية. اعتاد وقتها تناول وجبة سريعة فى كافتيريا أقرب فندق للسفارة ليس لأنها الأقرب لمكان عمله ولكن لأنه أصبح أسيرا لعينى " سهام " وهى حسناء مصرية حاصلة على باكلوريوس سياحة وفنادق وتعمل فى تلك الكافتيريا.
أعتاد مارتن أن يذهب للكافتيريا حتى لولم يكن جائعا ، واعتاد أن يترك بقشيشا ضخما باسعار ذلك الوقت " عشرون دولارا " لكى يجذب انتباة المصرية السمراء الحسناء. وفعلا جذب اليه اهتمامها وقلبها أيضا. ومن اجل أن يظفر بالزواج من المحبوبة قرر جون هنرى ووتن أن يعلن اسلامه وأن يتسمى باسم " شريف " . وتم الزواج الشرعى الاسلامى والأمريكى الرسمى فى عام 1984. كان زواجا سعيدا مباركا بكل المقاييس نعم فيه شريف أو جون هنرى ووتن بتفانى زوجته واخلاصها، ورزقهما الله تعالى بفتاتين جميلتين ، وبفضل خصال الزوجة الحميدة ونقائها وعفتها دخل الزوج الأمريكى فعلا فى الاسلام عن حب واقتناع محافظا على أفضل العلاقات مع والديه واخوته وسائر اسرته ، وهم جميعا قد باركوا هذا الزواج محترمين حرية ابنهم فى اختيار دينه وعقيدته وزوجته.
كان كل ما ينقص الزوجة سهام بعد استقرارهم فى أمريكا أن تتوثق صلة زوجها باحدى المراكز الاسلامية لتشعر بأن لها أهلا تتباهى بهم وهى وسط عائلة زوجها الكبيرة ، وكان الزوج فى نفس حرص زوجته على أن يكون لهم أصدقاء من المسلمين ، ولكن فشلت مساعيهم برغم اللحية التى تزين وجه شريف أو جون سابقا .
ثم أصيب الزوج بالسرطان وقضى خمس سنوات تقريبا يقاومه بكل ما استطاع من اصرار وبما يمكن أن يقدمه العلم فى هذا المضمار ، ولكن كالعادة انتصر المرض اللعين وتمكن من جسده والزمه البقاء فى السرير طيلة العام الأخير من حياته. كان ينتقل من سرير المستشفى الى سرير البيت ، ومع ذلك كان يجد وقتا بين آلامه وأحزانه ليستمتع بالنظر الى ابنتيه الجميلتين ووجه زوجته المخلصة التى تفانت فى خدمته فى محنته سعيدة بكل كلمات الامتنان التى يقولها عنها امام الأهل والأصدقاء. بكل وفاء الزوجة المصرية ـ بكل وفاء ايزيس الفرعونية ـ قدمت سهام كل ما تستطيع لاسعاد زوجها . كان يسعدها ان يبتسم لها وللآخرين اذا سألوه عن حالة وآلامه قائلا باللغة العربية " الحمد لله ".
الشىء الوحييد الذى طلبه زوجها الحبيب منها ولم تستطع تلبيته برغم كل ما بذلت من جهد هو أنه كان يريد منها أن تحضر له شيخا مسلما عربيا يقرأ علي مسامعه القرآن الكريم باللغة العربية حيث يكون للقرآن سحر يعرفه ويتمنى أن يصحبه هذا السحر فى آلامه ورحلته الآخيرة قبل أن يلقى الله تعالى. كان الى جانبهم أكبر مسجد يعج بعشرات المحتالين والأفاقين أصحاب اللحى المهابة . لم يجد أحدهم وقتا لتلبية رجاء تلك السيدة وزوجها . رجعت مكسورة ومعها أشرطة للقرآن الكريم تستغنى بها عن خدمات اولئك المحترفين . كان الزوج يريد صديقا مسلما عارفا بالقرآن الكريم يشرح له المعنى القرآنى بالانجليزية ولكن مات دون أن يتيسر له ذلك .
بل مات دون أن يعرف ما هو أفظع عن " اخوته فى الاسلام "
مات جون هنرى ووتن الشهير ب " شريف " يوم 8 يناير 2005. وتم دفنه اليوم الخميس 13 يناير ، قبل ساعات من البدء فى كتابة هذا المقال. وفيما بين وفاته الى ساعة دفنه رأت السيدة سهام صفحة أخرى من نذالة اولئك الشيوخ المحترفين.
أصرت على أن تخرج جنازته من المسجد لتقيم صلاة الجنازة عليه بين اخوانه المسلمين فلم تجد فى المسجد من يسمع لها . كان من الطبيعى أن يرفض الشيوخ مجىء اهله المسيحيون ونساؤهم" الكاسيات العاريات " الى المسجد لحضور جنازته فيه ، أكثر من ذلك لم تجد شيخا يقيم عليه صلاة الجنازة فى المستشفى أو البيت. احتارت ماذا تفعل وجاءها الفرج سريعا من أقرب كنيسة لذلك المسجد. عرضت عليها الكنيسة أن تستضيف جثمان الزوج وأن تقيم له جنازة اسلامية وعزاءا اسلاميا بكل التفصيلات.


كان هذا حلا مؤقتا الا ان الزوجة المسلمة بقيت فى قلبها غصة لن تتخلص منها الا بالعثور على شيخ مسلم يحضر الجنازة ويصلى عليه وفق ما يطمئن له قلبها. وهكذا عن طريق احدى الصديقات سمعت زوجتى بالموضوع وعرضت على أن أقوم بالواجب الذى تقاعس عنه الشيوخ المحترفون الأنذال . ورحبت . وفى الصباح الباكر كنت ـ ومعى زوجتى ـ فى الكنيسة انتظر وصول المسئول الأول فيها والذى سيتولى ترتيبات الجنازة والعزاء فى الكنيسة وفى الدفن . وفوجئت بان المسئول سيدة فاضلة ، اذ ان الكنيسة المذكورة تتبع المذهب البروتستانتى الذى منح المرأة الحق فى تولى المناصب الكهنوتية. جاءت الينا ورحبت بنا بكل حرارة ومودة على اننا من المسلمين معارف الزوجة ، فلما قدمت نفسى لها على اننى الشيخ الذى جاء للصلاة على الفقيد كان ترحيبها طاغيا جعل الدموع تغطى وجهها مما أشعرنى بالخجل من نبلها وتسامحها مع وجود اولئك الشيوخ الأنذال فى مسجدهم على مقربة منها.


بكل التفانى الأمريكى فى العمل أخذت السيدة الفاضلة تشرح لى كيف أعدت برنامج الجنازة والعزاء. كان البرنامج من صورتين : احداهما على فرض عدم وجودى وحينئذ ستقوم هى بكل المطلوب . وقد أعدت خطابا دينيا بالانجليزية تضمن الآيات القرآنية المناسبة لهذا المقام ، وأعدت ترجمة رائعة للدعاء للمتوفى وللصلاة عليه. وكانت متأهبة لعمل ذلك بنفسها ان لم أحضر. وفى حالة حضورى فالصورة الأخرى من البرنامج هى نفسها الصورة ألأولى ما عدا وضع اسمى وحريتى المطلقة فى التعديل. وفى كل الأحوال فقد جهزت السيدة الفاضلة الكنيسة بأشرطة صوتية عربية من القرآن المرتل ، بالاضافة الى أدعية مسجلة باللغة العربية . وبعد الشرح المفصل قالت لى : اذا كان منظر الصليب فى القاعة يؤلمك فمن الممكن حالا أن نغطيه حتى لا يجرح مشاعرك !! .رفضت ولم استطع كتمان الدموع فى عينى .. أالى هذا الحد يوجد النبل والتسامح . قالت زوجتى أنها المرة الأولى التى ترى فيها دموعى . قلت : انه دين التسامح الاسلامى الذى أومن به ولم أره بين المسلمين وأجده هنا فى هذه الكنيسة الأمريكية ، هذا بينما المسجد القريب منها بشيوخه الأنذال يلعن الأمريكيين فى كل صلاة وهو على أرضهم وفى حمايتهم ويتلقى صدقاتهم.

كانت السيدة مصممة على أن أصعد معها على المنصة نقدم معا كلمات العزاء والعظات ، وكان هذا النبل فوق ما تتحمله أعصابى وأنا أتذكر قصة اضطهادى المؤلمة فى مصرأنا ومعى القرآنيون المسلمون وأقارنها بما أراه هنا. اكتفيت بالصعود للمنصة فقط عندما كان يأتى دورى فى القاء الخطبة باللغتين العربية والآنجليزية.


بدأت هى بالحديث عن قصة حياة المتوفى وتاريخه وكيف التقى بحبيبته سهام وكيف اسلم من اجلها لكى يتزوجها ،وكيف وجد فى الاسلام ما كان يريد من صفاء روحى ، وكيف عاشا زوجين سعيدين معا وكيف اعطت سهام مثلا اعلى للزوجة المسلمة وكيف كان الراحل ابا مثاليا وزوجا مخلصا وابنا بارا بوالديه ، وكيف كان ايمانه عظيما بالله. كانت تنطق اسم الله باللغة العربية حرصا على اعطاء الجو الاسلامى فى جنازة " شريف " المسلم.


هذا التسامح الأمريكى كان شديد الوطأة على مشاعرى الى درجة أخافتنى من ألا استطيع التماسك حين أصعد للمنصة، خصوصا واننىسأحدثهم بلغة هى غير لغتى . لأخرج من انفعالى بما أرى اغرقت نفسى فى تساؤلات ساخرة :هل أنا الآن فى كنيسة أمريكية أم فى مسجد ؟ وهل قام الأخ عمرو بن العاص ـ او حتى الأخ عمرو بن خالد ـ بفتح امريكا وتحويل كنائسها الى مساجد؟

صليت عليه صلاة الجنازة وخلفى زوجتى وسهام وبعض صديقاتها المسلمات ، وحضر أخ هندى مسلم شارك فى الصلاة. القيت موعظتين فى الكنيسة وموعظة أخرى على قبره عند الدفن. فى الكلمة الاولى اعتذرت نيابة عن من تخلف عن الحضور ، وأنا أقصد الشيوخ الأنذال فى المسجد القريب، وقرأت عليهم بالعربية الآية13 من سورة الحجرات " ياأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا . ان أكرمكم عند الله أتقاكم أن الله عليم خبير" ثم شرحت معناها بلانجليزية. حيث يقرر رب العزة جل وعلا اننا جميعا اخوة متساوون ننتمى لأب واحد وأم واحدة برغم الاختلافات بيننا، وان الله تعالى جعلنا مختلفين فى اللون واللغة لنتعارف لا لكى نتقاتل ، فالتعارف السلمى بين الشعوب والثقافات هو الذى يوسع مدارك البشرية ويؤكد التراحم بين ابنائها, وقلت بعضنا يفضل نفسه باللون او الثروة او بالقوة والجاه , ولكن التفضيل الحقيقى عند الله تعالى مقياسه التقوى فقط . فأكرم البشر عند الله تعالى هم أكثرهم تقوى . والتقوى تعنى الأيمان الحق بالخالق جل وعلا وحده الاها لاشريك له، والمثابرة على العمل الصالح النافع للمجتمع والناس. وحتى لا يزعم بعض الناس انه تقى ويتاجر على الناس بهذا الادعاء فان الله تعالى يؤكد فى هذه الآية على أنه وحده الذى سيحدد من هم المتقون طبقا لأعمالهم وايمانهم ، وسيحدث ذلك يوم القيامة فقط . والى أن يأتى هذا اليوم دعونا نعش فى تسامح ومحبة نطبق هذا الدرس الذى تعلمناه من هذه الكنيسة التى استضافت جنازة مسلم نبيل وأكرمت أهله وزوجته.
فى الكلمة الثانية قلت لهم : هناك الاسلام المنسى المحفوظ فى هذا القرآن والذى يمكن أن تتعرف عليه اذا قرأت القرآن ـ وليس ترجمته ـ اى باللغة العربية وفهمته وفقا لمصطلحاته ومفاهيمه. وتدليلا على ما قلت قرأت لهم الآيات من 10 الى 13 من نفس سورة الحجرات والتى تحث على مكارم الآخلاق. وفى كلمتى الأخيرة عند الدفن ذكرت لهم بعض حقائق الموت المذكورة فى القرآن وكيف سيقابلها كل منا حتما حين الاحتضار.
أدهشنى حسن استماعهم وتقبلهم ما أقول لهم عن دينى ومجىء معظمهم الى شاكرا ممتنا سعيدا بما عرفه منى عن الاسلام مشيدا به معترفا بفضلى على قبولى المجىء للكنيسة. وكان فى مقدمتهم اهل المتوفى ، وقد بكت والدته كثيرا أمامى تشكو فقد ابنها هذا وآخر من قبله ثم زوجها وتطلب الدعاء لهم !! .وبعد مراسم الدفن كان هناك حفل عزاء أقامته الكنيسة فى داخلها وقامت بتكليف مطعم مصرى باعداد الطعام على الطريقة الاسلامية، وكان المدعوون هم صديقات سهام وزملائها فى العمل ومن يشاء الحضور من المسلمين . اعتذرت عن عدم الحضورلانشغالى وعدت لبيتى أكتب هذا المقال .


أقول : حقيقة ما أعظم هذا الشعب الأمريكى الطيب المتسامح ..
وتتابعت الصور فى خيالى تقارن وتطرح اسئلة مؤلمة:

1- تخيل أن مصريا نصرانيا أسلم فى مصر هل سيظل يتمتع بمودة أهله طيلة حياته ؟ هل اذا مات مسلما وتبرأ منه الطغيان السلفى الوهابى ورفض المشاركة فى الصلاة عليه ودفنه، هل يمكن لكنيسة مصرية أن تقيم له فى داخلها جنازة اسلامية وعزاءا اسلاميا ؟؟
فى الاجابة على هذا السؤال بالذات أتذكر صديقى القس ابراهيم عبد السيد أكبر مصلح كنسى فى تاريخ الكنيسة القبطية فى العصر الحديث والذى عاش مغضوبا عليه من البابا شنودة ، وحين مات رفض البابا شنودةأقامة جنازة مسيحية له فى أى كنيسة قبطية. ولم يقف الى جانبه فى جنازته الا مركز ابن خلدون ورواق ابن خلدون أذ كان من رواده وأعمدته.
لسنا فى معرض المناقشة للتعصب المسيحى فى مصر وهو بلا شك موجود فى المجتمع القبطى فى مصر والمهجر، الا انه فى النهاية رد فعل لاضطهاد سلفى وهابى سمم العلاقة داخل النسيج المصرى الواحد حين وصل بالاضطهاد الى درجة استحلال الدماء والاموال. والاستحلال احدى الموبقات الكبرى للتشريع السلفى والتاريخ النجدى وليس المصرى، ولكن ارساه الفكر الوهابى فى مصر المشهورة بتسامحها بفضل النفوذ السعودىوريالات النفط . وسيأتى الحديث عن ذلك فيما بعد ان شاء الله تعالى.

2-تخيل مسلما مصريا تنصر ؟ هل كان سيعيش مكرما فى بلده الى أن يموت وسط اهله محاطا برعايتهم؟؟ أم أن حد الردة المزعوم سيطارده وينغص عليه حياته ان نجا منه؟ أو على الأقل سيتعرض للاتهام المأثور " ازدراء الدين " ومقصود به تحديدا وتطبيقا المذهب الوهابى المتخلف والذى يناقض الاسلام فى حقائقه وعقيدته وتشريعه؟؟ وفى كل ألأحوال سينزل ضيفا على أمن الدولة يتمتع من حسن الضيافة ما ينسيه اسمه ولقبه بحيث لا يتذكر الا جدول الضرب ومواعيده وطقوسه ؟؟ على أية حال أتذكر هنا أنه حين القبض علينا واعتقالنا بالتهمة الكوميدية " انكار السنة"سنة 1987 وأثناء جولات التحقيق معنا بمعرفة نيابة أمن الدولة العليا التقينا بمتهم آخر يتم التحقيق معه بتهمة التنصر، وتنهمك المنظمات العالمية فى الدفاع عنه بينما لا نجد من يواسينا فى مصابنا نحن القرآنيين داخل السجن وخارجه حيث تنهش الصحافة الرسمية والحزبية أعراضنا وتفترى الأكاذيب علينا وتنقل فتاوى الشيوخ الأنذال بتكفيرنا واستباحة دمائنا.حين التقينا صدفة بذلك المسلم الذى تنصر ونحن جميعا فى عربات الأمن المركزى مقيدى الأيدى بالأصفاد ـ ايدينا نحن التى لم تسرق ولم تقتل ولم تمتد بالأذى لأحد ، وليست أيدى الطغاة والناهبين لثروة الشعب والغاصبين لحقوقه وكرامته ـ قال ذلك الأخ المتنصر لنا : ان حالكم اسوأ من حالى ووضعكم أخطر من وضعى. وفعلا تم الافراج عنه سريعا وظللنا بعده فى الأصفاد حوالى ستة اسابيع.

3- لذا أقول : تخيل مسلما ينتمى الى مذهب آخر غير الوهابية ويعيش تحت سيطرتها بسبب حظه الأسود التعس هل يستطيع أن يقيم شعائره المذهبية وفقا لما يعتقد انه الاسلام الصحيح لديه ؟ الجواب تجده مسطرابآلام الشيعة الذين يضطهدهم الوهابيون ليس فقط فى داخل الدولة السعودية بل أيضا داخل السيادة المصرية وفوق التراب المصرى بسبب النفوذ السعودى فيها .هذا النفوذ السعودى بريالاته اللعينه هو المسئول ليس فقط عن اضطهاد الاقباط المصريين داخل بلادهم بل ايضا الشيعة المصريون داخل بلادهم ، ثم القرآنيون المصريون ايضا داخل بلادهم . وهنا تأتى محنة القرآنيين المصريين التى لايذكرها أحد بسبب التعتيم الاعلامى حولها فى الداخل والخارج .
لسنا هنا فى مقام التفصيل ولكن لاعطاء فكرة سريعة للمقارنة:
فى أوائل الثمانينيات كنت الخطيب الأول لجماعة دعوة الحق الآسلامية وهى جمعية سنية معتدلة يتزعمها منشئها صديقى وقتها الدكتور سيد رزق الطويل الاستاذ بكلية الدراسات الاسلامية بالأزهر والذى كتب مقدمة أول كتاب لى " السيد البدوى بين الحقيقة والخرافة " سنة 1982 مشيدا بى وبصبرى على اضطهاد الصوفية فى داخل وخارج الأزهر فى ذلك الحين . كانت السعودية تنفق على تلك الجمعية وقد أقامت لها مسجدا فخما فى حى الدقى الراقى بالقاهرة ، وكانت الجمعية تصدر مجلة شهرية هى الهدى النبوى. واثناء اعارة الدكتور الطويل الى السعودية اسند الرئاسة لأخيه ليحتفظ بالجماعة فى يده حين غيابه ، الا أن ادارة الدعوة والمجلة كانت معى ويشاركنى فيها أخى الآصغر وهو الآن استاذ بجامعة القاهرة والاستاذ د.عبد القادر سيد أحمد الذى كان عميدا لكلية الصيدلة فى جامعة القاهرة أيضا ، وكنا نعمل بدون أجر. وقتها كنت أراجع الفكر السنى وأعرضه على القرآن الكريم ولأجل هذا رفضت الآعارة للسعودية مع حرصهم على اعارتى بسبب شهرة كتابى " السيدالبدوى " وهجومى اللاذع للصوفية من داخل تراثهم.
وصل بحثى سنة 1985 الى انكار شفاعة النبى محمد والنهى عن تفضيله على الأنبياء ، وخلود المسلم العاصى فى النار ـ العاصى اىالذىيظل عاصيا ويموت عاصيا دون توبة. واعلنت ذلك فى كتبى التى قررتها على الطلبة فى جامعة الأزهر ، وفى خطبى فى مساجد جماعة دعوة الحق المنتشرة من القاهرة الى الجيزة وطنطا ودمياط . وثارت مناقشات اسفرت عن اقتناع اعضاء الجمعية ومجلس ادارتها وجمهور المصلين المواظبين على الصلاة فى تلك المساجد. وعلى عجل عاد الدكتور سيد الطويل ومعه منحة نفطية لكل الدعاة تصل الى 700 جنيه مصرى للخطيب العادى، وبسرعة أيضا تم عقد اجتماع عاجل لكل أعضاء الجمعية ومجلسها العام وأعضاء الفروع والأقاليم وحضرت أيضا لأفاجأ بهجوم شديد على اتجاهى الجديد تزعمه بعض اولئك الذين كانوا الأكثر حماسة فى تأييد ما أقول . وفهمت الموقف على حقيقته لأنه فى ذلك التوقيت بالضبط كان قرار الجامعة الأزهرية قد صدر بوقفى عن العمل ووقف كل مستحقاتى المالية ومنعى من الترقية ومن السفرومصادرة كتبى واحالتى للتحقيق. قدمت استقالتى غير آسف من تلك الجمعية التى يباع فيها الدعاة الأفاضل بسبعمائة جنيه فقط !! وهكذا اخرجونى من مساجدهم وجمعيتهم التى ترفع شعار الدعوة للحق. قلت فى نفسى : لا بأس هى دعوتهم وتلك مساجدهم ..

ثم قام صهرى الحاج محمد الباز يرحمه الله تعالى ببناء مسجد فى مدينة الابراهيمية فى محافظة الشرقية حتى أقوم بالخطابة فيه ، وتم افتتاحه فى حفل ضخم . واعتدت السفر اسبوعيا من القاهرة الى هناك لخطبة الجمعة والصلاة . وكان أهلى الذين يعيشون فى قرية "أبوحريز " يحضرون الصلاة معى بسبب قرب المسافة. ولكن أمن الدولة فى محافظة الشرقية ومعهم الأزهر والنفوذ السلفى كانوا لنا بالمرصاد يخلقون المشاكل، وبعد موت صهرى يرحمه الله تعالى قامواومعهم المتطرفون بالأستيلاء على المسجد وضمه سريعا للاوقاف لاخراجى منه. وهكذا أخرجونى وأهلى من مسجد نحن الذين بنيناه لنصلى فيه لوجه الله تعالى .


اعتدنا أن نصلى الجمعة فى بيوتنا او فى مكاتبنا كيفما اتفق الى أن جاءتنا فرصة لنصلى الجمعة ببعض العاملين فى برج ضخم فى شارع احمد عرابى بالدقى ، وحمدنا الله تعالى أن وجدنا مكانا نصلى فيه الجمعة بهدوء بعيدا عن المشاكل ، الا أن ذلك لم يدم طويلا فسرعان ما أتت التحذيرات منا ، وحرصا على عدم الاحراج تركنا المكان شاكرين للموظفين الطيبين حسن استضافتهم لنا.

ثم عثر صديق لنا على مسجد تحت الانشاء يقوم على بنائه شخص بمفرده هو الذى يجمع التبرعات وهو الذى يقوم بالبناء وهو الذى يؤم الناس للصلاة ، والمسجد يقع فى أرقى حى فى مصر . يقع على نيل الزمالك فى ابو الفدا. ورواد المسجد من علية القوم والسفراء والأثرياء والسعوديين وغيرهم ، والتبرعات للمسجد على قدم وساق كى يكون المسجد ردا عمليا على الكازينوهات القريبة منه. الا أن رواد المسجد كانوا يتضررون من الآخ فوزى الذى لا يفقه شيئا فى الدين ومع ذلك فهو الذى يؤم الناس ويخطب الجمعة . وهكذا كان الحل المناسب للجميع أن اتبرع بخطبة الجمعة بدلا من الأخ فوزى. كانت فرصة هائلة لنا عزمنا على استغلالها بحكمة حتى لا تضيع . لذلك كانت خطبى وفق منهج متدرج مدروس تسير بالمستمعين رويدا تدعوهم الى تعقل القرآن والاحتكام اليه فى كل قضية وعلى اساس حرية المستمع فى القبول والرفض. وحين بدأت فى طرح القضاياالشائكة على استحياء وقف احد كبار رجال الحى ثائرا معترضا فاختلى به الأخ فوزى " صاحب المسجد " واعطاه بعض كتبى التى صادرها الأزهر وقال له : اقرأها أولا ثم قل رأيك " . فى الأسبوع التالى كان المهندس محمد محمد خير الخطيب ـ يرحمه الله تعالي ـ وهو من كبار المثقفين ورجالات الصناعة الهندسية فى مصر يقف فى المسجد بعد صلاة الجمعة يعلن اعتذاره ويثنى على كتبى التى قرأها . ومن وقتها أصبح نصيرا لنا الى وفاته .

كنت اصلى معهم الجمعة ثم أعود الى شقتى فى أحد الأحياء الشعبية فى القاهرة لا أدرى عما يحدث فى المسجد ولا شأن لى بذلك حيث يتحكم الأخ فوزى فى كل شىء. الا ان وجودى فى المسجد جعله أكثر شهرة خصوصا وقد كان بعض رواده من الصحفيين وقد كنت قد بدأت فى التوغل فى القضايا الخلافية الملتهبة اطرح فيها الرأى القرآنى وينعكس رد الفعل فى بعض صحف القاهرة، مما زاد فى الرواد وازداد بالتالى ما يحصل عليه الاخ فوزى من التبرعات ومعظمها من الأثرياء العرب الذين يحلو لهم استئجار الشقق فى تلك المنطقة الثرية. والأخ فوزى يرفض باصرار أن يحول المسجد الى جمعية طبقا لما يمليه القانون ، بل يرفض اكمال البناء فى المسجد ، بل رفض امامى عرضا بأن يتخلى عن عملية البناء وسيقوم بعض الاثرياء باستكماله على نفقته دون أن يكلف فوزى شيئا. كان الواضح ان السيد فوزى يريد ان يظل المسجد مجرد حيطان فى هذا المكان الفخم ليكون سبوبة وبقرة حلوب تدر علية الالاف . حاول اهل الحى معى أن أتدخل حيث أن معظم التبرعات الجديدة والهائلة تأتى على أساس اننى القائم على المسجد وليس فوزى الذى يحرص يوم الجمعة على التوارى ومراقبة المتبرعين وصناديق التبرع . رفضت التدخل مؤكدا ان مهمتى لا تتعدى الخطبة و صلاة الجمعة .
باصرارى على عدم التدخل كشفوا لى المستور مما يستحيل معه أن استمر فى الذهاب الى ذلك المسجد الا اذا وقفت معهم فى اصلاحه وتطهيره من الأخ فوزى . أحضروا لى صحيفته الجنائية وسوابقه الاجرامية, قالو انه يستخدم حيطان المسجد ليلا فى أغراض منافية للاداب, وانه يستجلب العاهرات للسعوديين ومنهم رواد للمسجد ، ياخذ منهم تبرعات للمسجد يكفرون بها عن خطاياهم ، كما ياخذ منهم أيضا اتعابه على خدماتة الليلية الأخرى ، وانه يملك اراضى زراعية هائلة فى صحراء الاسماعيلية بما يجمعه من تبرعات. هالنى ما سمعت وقررت قطع صلتى بمسجد فوزى وبالزمالك كلها.
بعدها عثر أصدقاؤنا على قطعة ارض خلاء صغيرة فى منطقة الصحفيين بالدقى. وسرعان ما افترشوها واستدعونى للصلاة فيها ، ومن تبرعاتنا القليلة بدأنا تسويرها وأعددنا طلبا للشئون الاجتماعية لاشهار جمعية رسمية تتولى رعاية المسجد وفقا للقانون . وأقمنا فيه صلاة الجمعة وحرصا منا على الاستقلال قررنا أن يقام المسجد بجهودنا نحن فقط وبمواردنا القليلة. منا من تبرع بالمال ومنا من تبرع بالعمل فى البناء أو فى شراء مواد البناء، وتحول السور الى حيطان وابواب وشبابيك وارتفعت لافتة المسجد تحمل اسمه " مسجد الفرقان " وتسامع به القرآنيون فاتوااليه من القاهرة والاقاليم . وكان أهل الحى معنا وليسوا ضدناالى أن تدخل الشيطان السلفى باعوانه. فوجئنا بجماعات التطرف تقتحم علينا المسجد تهتف ضدنا وتصرخ فى وجوهنا ، فى نفس الوقت الذى اعترض أمن الدولة على التصريح لنا باشهار جمعيتنا واحتفظ بقائمة الاعضاء لحين القبض علينا ، وأحسست بالخطر تتجمع نذره فتركت الخطبة فى المسجد ليستولى عليه السلفيون ويخرجوننا من آخر مسجد بنيناه بأيدينا.
كان اعتكافى فى بيتى وانقطاعى عن المسجد ضربة لمخططاتهم حيث كانوا يريدون حضورى ليفتعلوا معركة بين المتطرفين المهاجمين والقرأنيين أصحاب المكان تكون مبررا وقتيا لاغتيالى أو للقبض علينا . فلما تركنا لهم المسجد عمدوا الى حيلة أخرى استخدموا فيها بعض ابناء الحى الذين كانوا يظهرون لنا المودة ، جاءوا الى منزلى يرجوننى أن أحضر مناظرة فى المسجد ويتعهدون بسلامتى ، وحضرت الندوة وحضرها رجال من القرآنيين للدفاع عنى . وبدأت المناظرة بشيخ من الآزهر وقف يقول الكلام المعهود الممل وجاء دورى فرددت عليه وافحمته بالقرآن وعلوم الحديث ايضا ، فانسحب مكسورا حسيرا وعندها فوجئنا بهجوم الشباب المتطرف علينا باسلحته . كان المسجد ممتلئا بمواد البناء التى اشتريناها وكدسناها ثم تركناها ولكن يعرف مكانها اصحابى, وهكذا عندما بدأ أعتداء المتطرفين هب فريق من القرآنيين لحمايتى وحملونى الى الطريق بسرعة واركبونى تاكسيا , ورجعوا ليجدوا اخوانهم قد جمعو أعمدة الحديد المسلح والخشب والدبش . وراى المتطرفون انفسهم فى مواجهة من لا يخاف الموت ففروا. والطريف ان جريدة اخبار اليوم فى تعليقها على القبض علينا والذى تم بعدها بقليل ذكرت معركة المسجد بالتفصيل ولكن افترت ان القرآنيين هم الذين فروا , وليس المتطرفين الارهابيين . على أية حال لم تغير هذه المعركة شيئا , كانت مقدمة مفتعلة للقبض علينا. واخراجنا من المسجد الذى بنيناه ، وهو لا يزال قائما حتى الآن ، كل ما هناك انهم غيرو ا اسمه من مسجد الفرقان الى مسجد الفرقان والسنة .
فى التسعينيات وحتى الآن هجرت كل المساجد مكتفيا بالصلاة فى بيتى ومعى أهلى وأصدقائى. لكن ذلك لم يعجبهم أيضا . جهزت الطابق العلوى فى بيتى فى القرية ليصلح للصلاة. وكانت العادة أن يحتفى بى أهلى عندما اسافر البلدة. جعلت سفرىالشهري للبلدة فى يوم جمعة لنصلى معا ـ كل افراد العائلة والأهل ذكورا واناثا . وبعضهم من ذرية جدى المباشر الذى تزوج اربعة من النساء وانجب 16 ولدا وبنتا انجبوا اكثر من مائة شخص له بيته وابناؤه. فى نفس الوقت كان بعض القرآنيين يأتى ليصلى معى الجمعة فى بيتى بالقاهرة فى الأسابيع الأخرى .
لم تكن مشكلة امام الشيطان السلفى ان يخرجنا من بيوتنا التى نصلى فيها طالما وجد اتباعا له فى أمن الدولة المفروض عليهم أن يقوموا بحماية أهلى المسالمين الذين لا شأن لهم حتى بحقوقهم السياسية ايثارا منهم للسلم والبعد عن المشاكل. بدلا من ذلك كان من موظفى أمن الدولة من تبيح لهم ضمائرهم وفروسيتهم وشهامتهم أن يعتقلوا ويعذبوا مسلمين مسالمين يصلون لربهم فى بيوتهم ابتعادا عن المشاكل والاضطهاد والملاحقة. فاذا بالملاحقة البطولية تقتحم عليهم بيوتهم وتنكر عليهم صلاتهم بتهمة خطيرة ، كانوا يعذبون من أجلها من اعتقلوه من اهلى : لماذا لا تقرأون التحيات فى الصلاة ؟ لماذا تقرأون بدلا منها آية الكرسى ؟ مع بعض اسئلة اخرى مثل : ماذا يقول لكم أحمد صبحى وماذا تقولون له ؟!!
تخيلواماذا يمكن أن أقول لأهلى من الرجال والنساء والآطفال كلما أزورهم ؟ واذا كنت خطيرا الى هذا الحد فلماذا يعتقلوننى أنا دونهم ؟ كان الهدف الواضح هو منعى من الذهاب الى قريتى ومنعى من دخول بيتى هناك، ومنعى من لقاء اهلى وأحبتى وذوى رحمى . لهذا كان حرصهم على الافراج عن بعض المعتقلين من الاسرة ليدخلوا البلدة فى وضح النهار ووجوههم منتفخة من الضرب للتشهير والاذلال والتخويف والارهاب وليكون معروفا اننى السبب فيما يحل بهم من بلاء.
كان من الطبيعى أن انقطع عن زيارة اهلى حرصا عليهم وحبا فيهم وأملا فى رفع العذاب عنهم . ولم يرتفع بسهولة برغم الشكاوى التى قدمتها لوزير الداخلية وكبار المسئولين لديه، وبرغم توسط بعض ذوى الصلات والنفوذ . ما ت عمى وماتت عمتى ومات بعض الأحبة من أقرب الأقارب ولم استطع حضور الجنازة وفق العادة المتبعة. ثم جاء القبض على الدكتور سعد الدين ابراهيم فتوقعت القبض على فى أى وقت . وبادرت بالتنبيه على أصدقائى واخوتى وأقاربى فى القاهرة ألا يزورونى وألا يصلواالجمعة معى حرصا عليهم وعلى أولادهم. أغلقت على بابى وانتظرت المستقبل المجهول ، وجاء سريعا نبأ القبض على أخوة قرأنيين من الصحبة القديمة تلاها القبض على آخرين منهم فى نفس الحى الذى اعيش فيه، ونشرت الآهرام ذلك بدءا من اكتوبر 2001 ، وتلا ذلك استدعاءات تمهيدية لى لأمن الدولة ، فقررت الهجرة ، ووفقنى الله تعالى الى المجىء الى أمريكا أنعم بالصلاة فى بيتى دون خوف أو قلق.


بارك الله تعالى أمريكا !!

اننى القرآنى الوحيد الذى هاجر الى أمريكا مستمتعا بتسامحها ، بينما لا يزال اهلى وأقاربى واخوتى فى الدين تحت الحصار السلفى. عندما اتيت الى امريكا توجهت الى أقرب مسجد فوجدته سلفيا متطرفا ، وعرفت بعدها كيف يسيطر السلفيون على معظم المساجد الاسلامية والجالية الاسلامية. وكما اختطفوا اسم الاسلام وهم أعدى اعدائه اختطفوا أيضا التسامح الامريكى فى حرية العقيدة وحرية التعبير واستخدموا هذه الحرية فى حرب امريكا نفسها فى المساجد ومدارسهم- المسماة بالاسلامية ـ مستغلين اسم الاسلام العظيم وقانون الحريات المدنية الامريكية.
هل تتخيل نذالة اكثر من هذا؟ تفتح لهم أمريكا أبوابها وتعطيهم من الحرية ما لا يجدون فى بلادهم ، وينعمون بخيرها ورخائها وازدهارها العلمى ثم يلعنونها ليل نهار. واذا قبض على أحدهم متلبسا بجريمة وجد نظام العدل الامريكى يقف الى جانبه بكل قوة ، ووجد الصحافة تتابع الموضوع بكل حياد وموضوعية، ووجد جماعات حقوق الانسان والحريات المدنية بالمرصاد لما يحدث من انتهاكات بكل الاخلاص الامريكى المعروف فى العمل ، تنشر تقاريرها على الملأ تفضح ما تراه من انتهاكات حسب الثقافة الامريكية والمقياس الامريكى الرائع فى حقوق الانسان وحفظ كرامته ، ونحن لم نعرف هذا المقياس بعد ولم نصل اليه طيلة تاريخنا العربى . تنشر الصحف تلك التقارير عما تحسبه انتهاكات ـ وهو فى مستوى تعامل السلطات العربية معنا يعتبر مداعبة و"هزار " ـ ولكن تتلقفها صحفنا القميئة وتتناولها بالمبالغة والتهويل وتتخذ منها مادة للطعن فى أمريكا كلها متناسين ابعاد الصورة الامريكية كلها ، وأهم من ذلك كله يتناسون الذل والظلم والطغيان والفساد والتخلف والتعصب والتطرف الذى يعيشون تحت نيره ، وغالبا ما يدافعون عنه أويتجاهلون وجوده.
اسمع هنا فى أمريكا الكثير مما يشين المساجد واصحابها المنتفعين بها مما يستحق مقالة مستقلة ولكن أشير على عجل الى الهبات التى تصل اليهم من الامريكان غير المسلمين ومن الكنائس ومنها صناديق الملابس والتى يقوم الشيوخ الانذال بتجميعا فى بالات يتم كبسها فى مخازن هائلة تسير فيها سيارات النقل محملة بصناديق الهبات والهدايا . وفى مخازن اولئك الأنذال يتم فرز المحتويات وتصنيفها واعادة تعبئتها وكبس الملابس ثم تصديرها الى الموانى العربية ـ الاسكندرية خصوصا ـ حيث يتسلمها اعوان اولئك الشيوخ الانذال لتباع لحسابهم.

وبالتالى من حقهم علينا أن نعذرهم ففى حمأة هذا الانشغال بالمعاش لا يجدون وقتا للصلاة على الاخ جون هنرى ووتن ولايجدون وقتا لرعاية المنكوبين المسلمين العرب من رواد مساجدهم ومنهم صديقى الأردنى الذى قبض عليه بسبب مخالفة قوانين الاقامة مع تهم أخرى تتصل ببيانات خاطئة فى جواز سفره ، وكان عليه أن يدفع كفالة تفوق طاقته ليخرج من السجن على ذمة القضية , ومع انه من رواد المسجد المعروفين الا ان الانذال من شيوخ المسجد رفضوا الوقوف الى جانبه فى محنته برغم كثرة من توسطوا لديهم فى أمره فظل فى السجن الى أن تبرع له صاحب العمل المسيحى الامريكى بدفع الكفالة..وأمجاد ياعرب أمجاد ..وصديق آخر عانى من اصابة زوجته بالسرطان ولم يجد من رفاقه فى المسجد معينا ، وحين ماتت زوجته ذهب للمسجد اياه ليشترى مدفنا لها حيث يتاجر الشيوخ الانذال فى بيع المدافن للمسلمين من قطعة ارض منحتهم اياها الكنيسة فى المدفن العمومى للمنطقة. كتب الزوج المصاب لهم شيكا بثمن المدفن الا انهم رفضوا أن يأخذوا منه الشيك اذ كانوا يريدون المبلغ عدا ونقدا. لم يكن معه "كاش" وكان يوم اجازة فى البنوك ، ولم يشفع له ذلك لديهم ولم يحصل على المدفن الا بعد ان استلف من بعض اصدقائه المبلغ نقدا.
اعود الى البداية، وقصة الاخ الراحل جون هنرى ووتن لتقرير هذه الحقائق القرآنية بايجاز:-

1-الاسلام في معناه القلبي الاعتقادي هو التسليم والانقياد لله تعالي وحده . والاسلام بهذ المعني نزل في كل الرسالات السماوية علي جميع الانبياء وبكل اللغات القديمة ،الي ان نزل اخيرا باللغة العربية ،وصار ينطق بكلمة "الاسلام"التي تعني الاعتقاد والتسليم والانقياد والطاعة المطلقة لله تعالى وحده فيما يخص التعامل مع الله تعالى (الانعام 161:163)وهذا هو معني الاسلام في الاعتقاد ،والذي سيحكم الله تعالي عليه وحده يوم القيامة ،لأن الله تعالي لن يقبل يوم القيامة دينا آخر غير الخضوع أو الاستسلام له وحده ،وذلك معني قوله تعالي (ان الدين عند الله الاسلام ). (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين :آل عمران 19،54)فالاسلام هو الخضوع لله تعالي بكل اللغات وفي كل زمان ومكان وفي كل الرسالات السماوية , الا انه عندنا وللاسف قد تحول الى وصف باللغة العربية لقوم معينين في عصور معينة .


والله تعالي لا يهتم بما يطلقه البشر علي انفسهم من القاب وتقسيمات مثل (الذين آمنوا ) والذين هادوا (اليهود ) والنصاري والصابئين (أي الخارجين علي دين اقوامهم )لذلك فان القرآن يؤكد في آيتين ان الذين يؤمنون ايمانا باطنيا وظاهريا (بالامن والامان مع البشر وبالاعتقاد في الله وحده )ويعملون الصالحات فى التعامل مع الناس ويؤمنون باليوم الاخر ويعملون له فهم من اولياء الله تعالي سواء كانوا من اتباع القرآن ،أو من الذين هادوا ،أو من النصاري او من الصابئين (البقرة 62 المائدة 69 )أي ان من يؤمن بالله واليوم الاخر ويعمل صالحا فهو عند الله قد ارتضي الاسلام أو الانقياد لله عز وجل، سواء كان من المسلمين او اليهود او النصارى او الصابئين في كل زمان او مكان او بكل لسان وذلك ما سنعرفه يوم القيامة.


ليس لأحد من البشر فى هذه الدنيا ان يحكم علي انسان بشأن عقيدته ،والا كان مدعيا للالوهية، هذا هو معني الاسلام الباطني القلبي الاعتقادي ، هو فى التعامل مع اللة تعالي استسلام وخضوع له بلغة القلوب ،وهي لغة عالمية يتفق فيها البشر جميعا، وعلي اساسها سيكون حسابهم جميعا امام الله تعالي يوم القيامة. وكل انسان له حريته المطلقة فى التمسك بهذا الاسلام العقيدى او الخروج عليه ، وكل انسان مسئول عن اختياره امام الله نعالى وحده يوم القيامة.


اما الاسلام في التعامل الظاهري فهو السلم والسلام بين البشر مهما اختلفت عقائدهم يقول تعالي (يا ايها الذين أمنوا ادخلوا في السلم كافة )البقرة 208 .أي يأمرهم الله تعالي بايثار السلم . ونتذكر هنا تحية الاسلام الا وهي السلام وان السلام من اسماء الله تعالي، كل ذلك مما يعبر عن تأكيد الاسلام علي وجهه السلمى ، فالانسان الذي يحقق الاسلام السلوكى في تعامله مع الناس فيكون مسالما لا يعتدي علي احد هو مسلم بغض النظر عن عقيدته ، فذلك هو معيار المسلم فى القرآن ، وكونه مسلما نتعرف عليه بحسب سلوكه السلمى ونتعامل معه كمسلم سواء كان فى عقيدته وعبادته مسيحيا يذهب للكنيسة، أو كان يهوديا يؤم الالكنيس اليهودى أو كان بوذيا او حتى ملحدا. المهم أن يكون مسالما ليكون اخا لنا فى الاسلام بمعناه السلوكى الظاهرى وهو السلام. أما عقيدته وعقائدنا فمرجعها لله تعالى وحده يوم القيامة ليحكم علينا جميعا بعدله وعلمه جل وعلا. وحتى يأتى يوم القيامة علينا أن نعيش فى هذه الدنيا فى سلام وفق معنى الاسلام بمعناه السلمى الظاهرى.


وعلى العكس فان الشرك والكفر هما معا ـ طبقا لمصطلحات القرآن الكريم ـ يعنيان الظلم و الاعتداء العقيدى والسلوكى.


الظلم لله تعالى فى التعامل معه جل وعلا أو فى العقيدة بمعنى اتخاذ اولياء وآلهة مع الله تعالى بتقديس البشر من الانبياء والأئمة والقديسين والأحبار والرهبان والشيوخ . وهذه عادة سيئة يقع فيها أغلب البشر وفى مقدمتهم المسلمون من سنة وشيعة وصوفية. وهذا ظلم عظيم لله تعالى القائل " ان الشرك لظلم عظيم ""لقمان13 ". والله تعالى شاء أن يكون البشر أحرارا فى الايمان وفى الكفر لذا كان الحساب على العقائد مؤجلا الى يوم القيامة ، وكان التأكيد القرآنى على الحرية الانسانية المطلقة فى الايمان او الشرك والكفر مرتبطا بمسئولية البشر الكبرى على هذا الاختيار وما يترتب عليه من خلود فى العذاب او خلود فى النعيم. ولكن الى أن يأتى يوم الحساب فليس لأحد أن يحاسب أحدا على معتقده ودينه حيث أن ذلك هو حق الله وحده ، ولابد من ترك الدين خالصا له وحده جل وعلا فى تقرير حرية البشر فيه فى الدنيا وفى حسابهم امام خالقهم فى الدين يوم الدين. ليس فى الاسلام كهنوت أو واسطة بين الناس ورب الناس ولا يجوزفى تشريع الاسلام الاكراه فى العقائد ومن يفعل ذلك فقد اغتصب حق الله تعالى وادعى الالوهية دون أن يدرى أو وهو يدرى.


واذا كان الشرك والكفر اعتداءا على حق الله تعالى فان الشرك والكفر يعنيان معا وفق مصطلحات القرآن الكريم الآعتداء على حقوق البشر أيضا ، تلك الحقوق التى نزلت تشريعات الرحمن فى تأكيدها وتوجب على البشر حفظها فى هذه الدنيا ليستقيم العدل والأمن والسلام فى الأرض وفى هذا العالم، وفى مقدمتها حق الانسان فى الحياة وفى حريته فى اختيار عقيدته وسائر حقوقه السياسية والاجتماعية. المعتدى على هذه الحقوق البشرية مستحق للوصف بالكفروالشرك طالما ظل قائما بهذا الاعتداء مصرا عليه ولا بد من مواجهته وردعه ليكف عن اجرامه. واذا اقترن هذا الاعتداء على حقوق الناس بتبرير دينى يفترى على الله تعالى كذبا فهنا اقتران بالاعتداء على الله ودينه وهو الفساد فى الأرض الذى يجب الجهاد الاسلامى ضده بالقلم والسلاح اذا أمكن. وهذا بالضبط ما يجب على المؤ منين فعله فى مواجهة الطاغوت السلفى الوهابى الذى يظلم الله تعالى قبل أن يظلم البشر ويسفك الدماء ويستحل الحرمات بتزييف الاسلام وفقا لتلك الاحاديث السامة المسماة بالسنة النبوية . والرسول سيبرأ منهم يوم القيامة كما نبأ الله تعالى عما سيقوله الرسول يوم القيامة عن اعدائه الذين هجروا القرآن تمسكا بتلك الأكاذيب المفتراة" وقال الرسول يارب ان قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا ، وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا ". الفرقان 30,31".


2- طبقا للقرآن الكريم فانه يجوز للمسلمة أن تتزوج مسيحيا أو يهوديا أوبوذيا..الخ طالما كان مسالما . المحرم هو الزواج من المشرك الكافر او المشركة الكافرة بمعنى الأجرام والتعدى على المسالمين بالحرب. وسيأتى تفصيل ذلك فيما بعد ان شاء الله تعالى ،كما أن بيوت العبادة لكل المؤمنين من المسلمين وأهل الكتاب يجب احترامها وحمايتها وحصانتها من كل اعتداء ، وهذا من مقاصد الجهاد فى الاسلام طبقا للقرآن الكريم." الحج 40"


3- فى ملتى واعتقادى أن افعال اسامة بن لادن ومن هم على دينه ومذهبه هى نفس صفات الشرك بمعنى الاعتداء العقيدى والسلوكى. هنا اتحدث عن افعال منشورة واحتكم الى القرآن العظيم فيها .لست اتحدث عن أشخاص وانما عن أفعال وعن صفات . الاشخاص الاحياء لا يزال لديهم المجال مفتوحا للتوبة . اما افعال الخير أو الشر وصفات الكفر والشرك والايمان والاسلام فهى مستمرة باستمرار الحياة ويمكن الحكم عليها اسلاميا بالمعنى البحثى وليس بالمفهوم الكهنوتى. المفهوم الكهنوتى لدى الوهابية ـ مثلاـ يحكم بالتكفير على كل شخص لا ينتمى اليهم ويستحل دمه ويحكم بخلوده فى النارمتدخلا بذلك فى سلطة الله تعالى ومناقضا لشرعه. اما المفهوم البحثى الاسلامى فهو يبحث فى توصيف افعال البشر طبقا لأحكام الحق القرآنى ، هل هذه الافعال عبادة أم طاعة، هل هى اعتداء وظلم أم احسان وبر. والهدف من ذلك ليس التكفير وانما التنبيه والوعظ والتحذيرحتى يعرف الغافل ان ما يحسبه اسلاما هو نقيض للاسلام. المشكلة فى الوهابيين انهم يحسبون سفكهم لدماء المسالمين جهادا ااسلاميا وينسبون اكراه الآخرين فى الدين الى دين الاسلام وهذا يوجب على باحث اسلامى مثلى أن أدافع عن دينى وأبرىء الاسلام من بهتانهم وافتراءاتهم واجرامهم. ليس من حقى أن اتدخل فى اختيارهم العقيدى حتى وان تدخلوا فى عقيدتى بالاكراه والاضطهاد . ولكن من واجبى ان أدفع عن دينى ـ الاسلام العظيم ـ افتراءهم واجرامهم طالما ينسبون انفسهم للاسلام . أعدهم بألا أتعرض لهم مطلقا أذا نسبوا جهادهم وعقيدتهم وسلوكياتهم الى الوهابية الحنبلية فقط دون الزج باسم الاسلام العظيم فى مستنقع فجورهم وغيهم واجرامهم.


4- أن ما تفعله الوهابية المعاصرة الآن يفوق ما اعتادته قريش فى جاهليتها فى بغيها وعدوانها وتلاعبها بملة ابراهيم وطاغوتها الدينى والسياسى.
قريش كانت تعبد الأولياء وتقدس الأنصاب وتؤله البشر بزعم انه تقربهم الى الله زلفى"الزمر3" والوهابية تقدس النبى محمدا والأئمة والصحابة والسلف، ومقياس التأليه هو اعتبارهم فوق مستوى النقد والنقاش وتكفير من يعاملهم كبشر يخطئون ويكذبون. هل يستطيع وهابى أن يقول ان ابن عبد الوهاب كذب فى كذا او اخطأ فى كذا ؟ هل يستطيع نقد ابن تيمية او ابن حنبل أو عبد العزيز آل سعود ؟
كانت قريش تسيطر على مكة والحرم وتصد عن سبيل الله من آمن وتصد عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه، وتبيح الحج الى غيرالحرم . وكذلك تفعل الوهابية السعودية حين تشجع الحج الى وثن تنسبه للنبى محمدا على انه قبر له مسايرة لابتداع فى مناسك الحج لم يعرفه النبى ولم يعرفه المسلمون بعده لمدة قرون ـ اعنى بذلك الحج الى مايسمى بقبر النبى ضمن مراسم الحج الى البيت الحرام. فى نفس الوقت تتحكم فى الحج حسب سياستها وعلاقاتها، فتمنع وتبيح ، وتحول فريضة الحج الى تجارة هائلة تستنزف فيها الحجيج المسلمين ومعظمهم فقراء.


كانت قريش تضطهد المسلمين الأوائل وتعذبهم وتمنعهم من دخول المساجد فقال فيهم رب العزة " ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى فى خرابها، أولئك ما كان لهم أن يدخلوها الا خائفين ." البقرة 114" كانت قريش تذكر اسماء آلهتها وأئمتها المقدسين وانصابهم فى مساجدها وكادت تفتك بالنبى محمد عليه السلام حين اعترض على ذكر اسماء معظمة الى جانب اسم الله تعالى فى مساجده " اقرأالآيات 18 الى 23 من سورة الجن".واسفر احتكارها للمساجد واضطهادها المسلمين الى هجرتهم مرتين للحبشة ثم المرة الأخيرة الى المدينة.


السعودية الوهابية تضطهد ايضا خصومها فى المذهب والدين ، تمنع الشيعة من ارتياد مساجدهم وتلزمهم بالصلاة فى مساجد الوهابية حيث يسمعون الذم فى عقائدهم وتكفيرهم . ثم تطارد السعودية الوهابية الشيعة الآخرين فى مصر تنفذ نفس الاضطهاد وتبذل فى سبيله المال لفساد الذمم والضمائر. ثم ينضم القرآنيون الى قائمة الضحايا فألاقى انا وأخوتى فى الدين الهجوم علينا فى المساجد الوهابية فاذا اعتزلنا تعقبونا بالملاحقة الأمنية يخرجوننا من مساجد بنيناها لنعبد فيها الله وحده دون تقديس لبشر أو حجر معترفين بحق كل انسان فى أن يعبد الله كيفما يشاء ، أو حتى اذا لم يعبده اذا شاء وكل منا مسئول عن اختياره . واذا كانت قريش تتعامى عن المسلمين الأوائل وهم يجتمعون سرا للصلاة فى دار الأرقم بن الأرقم لتعطى درجة من التسامح السلبى فان الطاغوت السلفى الوهابى الذى تسلط علينا فى بلدنا مصر استخدم ماكينة التعذيب لمنع افراد العائلة الواحدة من الصلاة فى بيوتهم. ولم يسكت الا بعد اخراجنا من بيوتنا. أبعد هذا كفر وطغيان وطاغوت ؟ ما شأنكم بنا اذا كنا نصلى الجمعة او الظهر ، أو اذا كنا نقرا التحيات أو نقرا بدلا منها التشهد المذكور فى الآية 18 من سورة آل عمران ؟ ما شانكم بصلاتنا لربنا جل وعلاوهو الذى سيحاسبنا وسيحاسبكم يوم القيامة؟ ما شأنكم بنا اذا لم نكن نصلى من الأساس مثل ما يفعل ملايين المسلمين المصريين وغيرهم؟


يطول المقال اذا تعرضنا لكل ملامح التشابه والتطابق بين السلفية والجاهلية القرشية وسيأتى ان شاء الله تعالى التفصيل فيما بعد للعظة والتحذير وليس للسب والتكفير. ولكن أختم المقال بالسبب الذى حعل دموعى تنهمرفى جنازة الأخ جون هنرى ووتن التى أكدت لى ما ألمسه دائما منذ جئت هاربا بدينى ـ ليس الى الحبشة ولكن لأمريكا ـ أن التسامح الاسلامى والتعامل الاسلامى الراقى والقيم الاسلامية العليا انما توجد فى الشعب الأمريكى النبيل، بينما تاهت معالمها فى مصر التى كانت مشهورة بتسامحها قبل أن يحتلها الوباء السلفى السعودى النجدى . لذلك ابكى على مصر .. وعلى الاسلام الذى أضحى غريبا مضطهدا مطاردا. ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم !!

أبو جهاد الأنصاري
12-08-2005, 01:41 AM
التسامح الاسلامى بين مصر وامريكا
د . أحمد صبحى منصور
.......................
كان الى جانبهم أكبر مسجد يعج بعشرات المحتالين والأفاقين أصحاب اللحى المهابة .......
بل مات دون أن يعرف ما هو أفظع عن " اخوته فى الاسلام "
..............
رأت السيدة سهام صفحة أخرى من نذالة اولئك الشيوخ المحترفين.
.........
قلت : انه دين التسامح الاسلامى الذى أومن به ولم أره بين المسلمين وأجده هنا فى هذه الكنيسة الأمريكية ، هذا بينما المسجد القريب منها بشيوخه الأنذال يلعن الأمريكيين فى كل صلاة وهو على أرضهم وفى حمايتهم ويتلقى صدقاتهم.
..........
اغرقت نفسى فى تساؤلات ساخرة :هل أنا الآن فى كنيسة أمريكية أم فى مسجد ؟ وهل قام الأخ عمرو بن العاص ـ او حتى الأخ عمرو بن خالد ـ بفتح امريكا وتحويل كنائسها الى مساجد؟

صليت عليه صلاة الجنازة وخلفى زوجتى وسهام وبعض صديقاتها المسلمات ، وحضر أخ هندى مسلم شارك فى الصلاة. القيت موعظتين فى الكنيسة وموعظة أخرى على قبره عند الدفن. فى الكلمة الاولى اعتذرت نيابة عن من تخلف عن الحضور ، وأنا أقصد الشيوخ الأنذال فى المسجد القريب، ....
.............
أقول : حقيقة ما أعظم هذا الشعب الأمريكى الطيب المتسامح ..
........
2-تخيل مسلما مصريا تنصر ؟ هل كان سيعيش مكرما فى بلده الى أن يموت وسط اهله محاطا برعايتهم؟؟ أم أن حد الردة المزعوم سيطارده وينغص عليه حياته ان نجا منه؟

..........
وصل بحثى سنة 1985 الى انكار شفاعة النبى محمد والنهى عن تفضيله على الأنبياء ، وخلود المسلم العاصى فى النار ـ العاصى اىالذىيظل عاصيا ويموت عاصيا دون توبة.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟