المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال كيف يكون الاله الها بلا خلق وإيجاد؟



أبو عثمان
05-07-2012, 01:24 AM
-لم يقل أحد من أهل الإسلام قاطبة بأن الله يحتاج الى "خليقة" .

سؤال تبادر الى ذهني عندما قرات تعليقا لأبي عثمان وسؤال مدرج في مشاركته "كيف يكون الاله بلا خلق"؟
لم تفهم كلامي , فكلامي عن الخلق , أقصد خلق الله من قِبَل موجود آخر -تعالى وتقدس-
فخاطرتك أتت عن سوء فهم يا صديقي.

أبو يحيى الموحد
05-07-2012, 01:28 AM
هل ان كان الاله بدون خليقة سيشكل ذلك عائقا امام الوهيته؟ وسيجعله نقيصة في حقه؟
اليس هذا منافيا لكمال الالوهية في الاسلام؟
الايقولون ان الله غني عن العالمين؟
و من قال لك بأنه سيشكل عائقا للإلوهية ؟
ألم تسمع الحديث النبوي: كان الله و لم يكن معه شيئ ؟
فالله هو الاول و الاخر
شائت إرادته أن يخلق الخلق ليختبرهم ثم يجازيهم


لماذا يحتاج اذا خليقة؟ بما أنه قائم بذاته؟
و من قال لك بأنه يحتاج لخليقة ؟ !
عجبا لإله يحتاج لمخلوقاته !

VAA
05-07-2012, 01:32 AM
أقصد خلق الله من قِبَل موجود آخر -تعالى وتقدس-


تقصد أن هناك موجد آخر للإله؟
وكيف ندحض هذه الفكرة؟

أبو يحيى الموحد
05-07-2012, 01:41 AM
تقصد أن هناك موجد آخر للإله؟
وكيف ندحض هذه الفكرة؟
هذه النقطة أظن بأنها دُحضت اكثر من ألف مرة في أكثر من مئة موضوع!!

الجواب بكلمتين فقط و الكل يعلمها :): :
بطلان التسلسل

إبحث في محرك البحث ( من خلق الله )

ما أريد إلا الحق
05-07-2012, 01:55 AM
ألا تعتقد أنه من غير المنطقي أن يخلق الله بشراً لا يساوون ذرة مقارنة به، ثم يأمرهم أن يعبدوه -ويصعب عليهم المهمة بخلق الشيطان- وإن لم يطيعوه فسيظهر غضبه على هذه الكائنات الصغيرة جدددداً ويعذبهم إلى المالانهاية، وهو الله الذي يقلب السماوات والأرض اللتان يساوي حجمهما على أقل تقدير 14 جيجابارسيك وهذه هي السماء الدنيا فقط .. يقلبهما بين اصبعيه، وهو في الأساس لا يحتاج إلى هذه الكائنات المجهرية وهو غني عنها، ولكنه لم يخلقها إلا لتعبده ومع ذلك هو غني عنها ولا يحتاج إليها في رزق ولا أن يطعموه بل يحتاج إليهم أن يعبدوه ثم يقول هو غني عنهم (هل ترى الدائرة المغلقة هنا؟)

هل توجد أية ذرة من المنطقية في ذلك؟
أم أنني لم أفهم الإسلام جيداً؟ فأتمنى التوضيح إن كان هناك خطأ بمفاهيمي.

VAA
05-07-2012, 02:07 AM
لا أبالغ إن قلت..إنني في كثير من الاحيان كنت أحسبنا- نحن البشر - كما لو كنا في قاعة كبيرة كمنصة المسرحية تماما والله يتفرج علينا في كل مانعمله ومالانعمله.. اله يراقب كل شئ فينا..لم أهتم لهذه النقطة قدر اهتمامي بنقطة ماهو الشئ الذي يحصله الله من مشاهدته لنا بهذا الاسلوب؟

ماكـولا
05-07-2012, 02:12 AM
افعال الرب سبحانه تنم عن كمال قدرته وارادته وحكمته , ولا يقال لمن اطال السكوت ولا يتكلم الا لحكمة اخرس !

كما لا يقال لمن تحلى بمطلق الفعل اذا توقف عن فعله لحكمه بانه عاجز !

والعكس ايضاً فلو اكثر المتكلم من الكلام في كل شيء لطاله ذمٌ الهذربة , وكثرة القيل والقال !

ولذلك قال الله " قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا"

فلما كان عقل الانسان قاصراً عن ادراك كلمات الله التي لا تنفذ , حجبت عنه , اذا الحديث عنها مع عدم اهلية المحل , قد تكون من ضرب ما ذكرنا
اذ ان الحكمة هي وضع الشيء في مكان المناسب في الوقت المناسب


وكثرة الفعل في بحكمة ولا حكمة هي ضربٌ من العبث !
وترى هذا في عدم جمع الله العذابين والامنين للناس في الدنيا والاخرة , فلا يعذبهم ويرضى عنه بنفس الوقت ! فهذا ضرب من العبث

ولذلك اشار بقوله " سنفرغ لكم ايها الثقلان " !

قال الزجاج والكسائي وابن الأعرابي وأبو علي الفارسي: إن الفراغ ههنا ليس هو الفراغ من شغل، لأن الله تعالى ليس له شغل يفرغ منه، ولا يشغله شأن عن شأن، ولكن تأويله القصد، أي سنقصد لحسابكم أو مجازاتكم أو محاسبتكم.

وقال الزجاج : الفراغ في اللغة على ضربين : أحدهما الفراغ من الشغل ، والآخر القصد للشيء . والإقبال عليه ، كما هنا ، وهو تهديد ووعيد ، تقول : قد فرغت مما كنت فيه ، أي : قد زال شغلي به . وتقول : سأفرغ لفلان ، أي : سأجعله قصدي . فهو على سبيل التمثيل ، شبه تدبيره تعالى أمر الآخرة ، من الأخذ في الجزاء ، وإيصال الثواب والعقاب إلى المكلفين ، بعد تدبيره تعالى لأمر الدنيا بالأمر والنهي ، والإماتة والإحياء ، والمنع والإعطاء ، وأنه لا يشغله شأن ، بحال من إذا كان في شغل يشغله عن شغل آخر ، إذا فرغ من ذلك الشغل ، شرع في آخر .

والمقصود ان في لكل وقت حكمه وقضاؤه



والحاصل ان كلا الامرين مما قد سبق من العبث منتفٍ في حق الاله فقد قال سبحانه " وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق"

وقال سبحانه " هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون"

أي : بالحكمة البالغة

{ يفصل الآيات لقوم يعلمون } قال القاسمي اي : يبين الآيات التكوينية أو التنزيلية المنبهة على ذلك لقوم يعلمون الحكمة في إبداع الكائنات ، فيستدلون بذلك على وحدة مبدعها

وقال تعالى " وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار "


قال ابو الطيب القنوجي في فتح البيان " مستأنفة مقررة لمضمون ما قبلها من أمر البعث والحساب أي ما خلقنا هذه الأشياء خلقاً باطلاً خارجاً عن الحكمة الباهرة، بل خلقناها للدلالة على قدرتنا. فانتصاب باطلاً على المصدرية أو على الحالية أو على أنه مفعول لأجله، والإشارة بقوله (ذلك) إلى النفي قبله وهو مبتدأ وخبره: (ظن الذين كفروا) أي مظنونهم فإنهم يظنون أن هذه الأشياء خلقت لا لغرض ويقولون: إنه لا قيامة ولا بعث ولا حساب، وذلك يستلزم أن يكون خلق هذه المخلوقات باطلاً."

وهو نظير قوله " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم"

والغاية من الخلق عبادة الرحمن ذو الجلال والاكرام , وبيان سعة رحمته للتائبين العابدين ومدى قدرته على الظالمين المستكبرين

قال سبحانه " ليبلوكم أيكم أحسن عملا "

قال القاشاني : جعل غاية خلق الأشياء ظهور أعمال الناس . أي : خلقناهم لنعلم العلم التفصيلي التابع للوجود الذي يترتب عليه الجزاء : { أيكم أحسن عملا } فإن علم الله قسمان : قسم يتقدم وجود الشيء في اللوح ، وقسم يتأخر وجوده في مظاهر الخلق ، والبلاء الذي هو الاختبار هو هذا القسم"

وقد قال سبحانه " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون "

والحاصل ان في خلق الخلق ظهور رحمة الله في الخلق , وقدرته , ومباهاته , وكبريائه , وقهره , وعلوه

فمن استحق الكمال فلا يسأل عن شيء والعبيد يسئلون

وما خلقت الخليقة ولا شرعت العبادة الا لكونها محبوبة للخالق ويريدها من عباده , فهي الغاية المحبوبة له , والمرضية له , فشاءها مشيئة شريعة

وحتى يحيهم الحياة الحياة الطيبة في الدنيا والاخرة , ويسبغ على عباده النعم ما تظافر منها وما بطن , ويريهم كمال صفاته , وان حياتهم في ظل عبادته احيى لهم من الحياة في ظلمات العدم ! وان حريتهم تكمن في ظل عبوديتهم لباريهم

فظهور عظمة الرب , وتجلي قدرته في الخلق للخلق , تتقضي محابه من عبادة العباد له , والشكر له , والثناء عليه بما هو اهله , والدعوة اليه , والجهاد في ذلك
حتى يفوزوا برضاه , ويعد لهم ما وعدهم في الدنيا والاخرة

ماكـولا
05-07-2012, 02:19 AM
تقصد أن هناك موجد آخر للإله؟
وكيف ندحض هذه الفكرة؟

الفكرة انه لا بد من وجود واجب للوجود باتفاق العقلاء ! فان العدم لا يوجد الا عدماً !



ألا تعتقد أنه من غير المنطقي أن يخلق الله بشراً لا يساوون ذرة مقارنة به، ثم يأمرهم أن يعبدوه -ويصعب عليهم المهمة بخلق الشيطان- وإن لم يطيعوه فسيظهر غضبه على هذه الكائنات الصغيرة جدددداً ويعذبهم إلى المالانهاية، وهو الله الذي يقلب السماوات والأرض اللتان يساوي حجمهما على أقل تقدير 14 جيجابارسيك وهذه هي السماء الدنيا فقط .. يقلبهما بين اصبعيه، وهو في الأساس لا يحتاج إلى هذه الكائنات المجهرية وهو غني عنها، ولكنه لم يخلقها إلا لتعبده ومع ذلك هو غني عنها ولا يحتاج إليها في رزق ولا أن يطعموه بل يحتاج إليهم أن يعبدوه ثم يقول هو غني عنهم (هل ترى الدائرة المغلقة هنا؟)

هل توجد أية ذرة من المنطقية في ذلك؟
أم أنني لم أفهم الإسلام جيداً؟ فأتمنى التوضيح إن كان هناك خطأ بمفاهيمي.

في الرد السابق كفاية ان شاء الله لبيان مراد الرب من عباده , وكما ان غضبه ينصب على مساخطه , فان رحمته تتجلى في عباده وعبادته !

فالله اراد منا العبادة , واشار لكون العباد فقراء اليه وهم محتاجون اليه , ولا يحتاج اليهم , فمن آمن فلنفسه , ومن كفر فعليها , ولا ينقص من ملك الله شيئاً

كما وتؤدي عباد العباد له محابه ومرضاته , فتتجلى فيهم المغفرة والرحمات , والعكس بالعكس

ماكـولا
05-07-2012, 02:21 AM
لا أبالغ إن قلت..إنني في كثير من الاحيان كنت أحسبنا- نحن البشر - كما لو كنا في قاعة كبيرة كمنصة المسرحية تماما والله يتفرج علينا في كل مانعمله ومالانعمله.. اله يراقب كل شئ فينا..لم أهتم لهذه النقطة قدر اهتمامي بنقطة ماهو الشئ الذي يحصله الله من مشاهدته لنا بهذا الاسلوب؟

تحقيق مرضاته , ومحابه , وبيان قدرته وقوته وعظمته للخلق , فتحصل منهم العبادة التي تحقق الغاية من الخلق

أبو عثمان
05-07-2012, 09:53 AM
ما قاله الشيخ ماكولا وافي وشافي , اسأل الله ان لا يحرمنا منه .

بحب دينى
05-07-2012, 10:42 AM
بارك الله فى الاخ ما كولا ...وان كنت اود ان اسأل من يقولون من خلق الله ؟، فأقول العاقل من الناس لايسأل النجار الذى صنع الباب ويقول للنجار كم مسمار وخشبه يتكون منهما جسدك !؟ واى نجار صنعك ايها الانسان !!!!؟ ، ولله المثل الاعلى ...فكيف تقيسون بصفات المخلوق على الخالق !!..

ثانياً الاستاذ vaa الذى تسأل عن رؤية الله لنا جل وعلا ... فأقول عجباً لك كيف ترى استاذاً ادخل طلاباً ليمتحنهم فى غرفه معينه وظل يضع لهم الاسئله والاجوبه تباعاً من غرفة المراقبه وظل يراهم ويراقبهم ويعدل لهم اخطائهم وينصحهم ويبتليهم بتلك الاسئله ليرى من هو افضل الطلاب ومن هو اسوأ الطلاب !....ولله المثل الاعلى !...الله خلقك لغايه وهدف ...والهدف هو ان توحده وتعبده وحده لاشريك له وتصدق رسله ....فتحصل بعبادتك على التقوى فتعيش سعيداً فى الارض تسير منسجماً بنفسك بما امرك به ربك وبما سن من سنن فى خلقه وعباده ...فتستقر البشريه ......والله غنى عنك وعن امثالك وامثالى ولكنه خلقك لتعبده لا للحاجه اليك !...بل تفضلاً منه وانعاماً عليك ان خلقك من عدم ثم منحك حياه لتعيش فيها وتمتحن فإن ثبت وعلقت قلبك بالله اخذت بإذن الله الثواب وانعم الله بإذنه الثواب فى الاخره على المتقين المحسنين فى جنات النعيم !......
فلايعنى ادخال الدكتور طلابه فى امتحان وابتلائهم انه محتاجٌ اليهم !..ولله المثل الاعلى ...........
والمقتضى منك ان تسلم لله جل وعلا ان لم تعرف الحكمه من شىء معين فى خلقه او امره سبحانه، عليك بالتسليم التام له سبحانه وجل وعلا فكم عرفت انت من الحكم فلا معنى لان تغيب عن عقلك معرفة حكمه معينه ان تكفر بكل النعم التى تعرفت عليها !....فللعقل حدود لايتخطاها ..ويتفاوت البشر فى معرفة النعم ...وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ...والله اعلى واعلم ...وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد ...
وبارك الله فى كل الاخوه الافاضل وليسامحونى على تطفلى عليهم ........وان كنت لا اساوى قدر اناملهم التى تخط تلك الكلمات الرائعه ...

عيون السود@
05-07-2012, 01:30 PM
هل ان كان الاله بدون خليقة سيشكل ذلك عائقا امام الوهيته؟ وسيجعله نقيصة في حقه؟
اليس هذا منافيا لكمال الالوهية في الاسلام؟
الايقولون ان الله غني عن العالمين؟
لماذا يحتاج اذا خليقة؟ بما أنه قائم بذاته؟
سؤال تبادر الى ذهني عندما قرات تعليقا لأبي عثمان وسؤال مدرج في مشاركته "كيف يكون الاله بلا خلق"؟
ولأن المخالفين لايسمح لهم بالتواجد في مكان واحد للحوار اضطررت لفتح الموضوع هنا..لأن مشاركتي حذفت هناك..

السلام عليكم

قال الله تعالى :

أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ

سورة الاعراف آية 185

ياأخ أن أردت أن تبحث عن الخالق وأثبات عنه أنه خالق فعليك أولا أن تبحث عن ما يخلقه الخالق ( الله سبحانه وتعالى )

وعندما ترى الخلق الذي خلقهم الخالق ( الله سبحانه وتعالى ) فسوف تعلم أن الذي أوجدهم لهؤلاء الخلق ليس بحاجة لهم وكما قال الله تعالى :


أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُورًا


سورة الاسراء آية 99


أي من أوجد الخلق وهو الخالق ( الله سبحانه وتعالى ) ليس بحاجة لخلقه وهو قادر أن يخلق مثلهم وغيرهم بل احسن منهم !


والله تعالى ليس بحاجة لخلقه ياأخ بل من يحتاج لخلقه هم نحن يااخ ولكي نثبت لأنفسنا عن ( الخالق ) ( الله سبحانه وتعالى )

ولنعلم عن الله تعالى بواسطة خلقه ياأخ !

هل فهمت !

هدانا الله تعالى لصراطه المستقيم

آمين يارب العالمين

ابو ذر الغفارى
05-07-2012, 02:45 PM
أخى عبد الرحمن الموحد هناك مسألة أود لفت انتباهك إليها وهى أن مذهب أهل السنة والجماعة هى إثبات الحكمة لله والغاية لأفعاله ونفى الحاجة من وراء أفعاله وأما المخالفين لمنهج اهل السنة وأظنهم الأشاعرة هم الذين نفوا العلة من أفعال الله وأن مشيئة الله غير مقيدة باية وراءها وهذا غير صحيح فقد قال الله تعالى ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) فقيد المشيئة بالعلم والحكمة وهناك كثير من التعليلات لأحكام الله الكونية والشرعية فى القرآن والسنة وهذا هو الكمال واما النقص المنتفى عن الله هو ان تكون العلة من الفعل هى الحاجة إليه وتحصيل المنفعة من وقوعه كما هى العلة فى أفعالنا فهذا منتفى عن الله فهو الغنى عن كل شيء القيوم سبحانه وتعالى

أما الزميل فا فيجب عليك أن توضح ما تعتقده فى وجود الخالق أولا من خلال آياته الكونية قبل الخوض فى تفاصيل أفعاله

ماكـولا
05-07-2012, 04:54 PM
الحمدُ لله وحده ..

ما استدركه الاخ عبد الرحمن -وفقه الله- فيه نظر

إعلم وفقني الله وإياك ان الله سبحانه وتعالى قد وصف نفسه في غيرما آية بأنه حكيم , وبأنه أحكم الحاكمين كما قال حاكياً عن بعض رسله " وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " وقال نوح " وانت أحكم الحاكمين " وعلل افعاله سبحانه في كتابه العزيز في قدر الف آيه كما قال الحافظ الصنعاني

تارة بحرف العلة , وتارة بتعليق الحكم بوصف الحكم المناسب للعليِّة !

وقد ذكر الصنعاني -رحمه الله- ان الله قد حكى عن ملائكته السؤال عن وجه الحكمة في وجه خلق آدم وقرر ذلك واجاب بما يفيد اثبات الحكمة فقال " إني أعلم ما لا تعلمون " !

ولم يقل افعل ما لا حكمة فيه ولا باعث عليه !

ولو تأملت ما ورد في الكتاب والسنة لرأيت الامر كما ذكرنا

كقول الله سبحانه " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون "

وقول النبي صلى الله عليه وسلم " لله أشد فرحا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها" وهو في الصحيح , والى غير ذلك من الايات والاحاديث التي توضح مراد الرب وماحبه ومرضاته , وفرحه , وليباهي ببعض مخلوقاته على بعض ... الخ

وقول الله سبحانه " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون " واللام في الاية للغاية

يقول شيخ الاسلام رحمه في درء تعارض العقل مع النقل 4-332 " وللناس في هذه العبادة التي خلقوا له قولان :

أحدهما : أنها وقعت منهم ثم هؤلاء منهم من يقول : جميعهم خلقوا لها ومنهم من يقول : إنما خلق لها بعضهم
والقول الثاني : أنهم كلهم خلقوا لها ومع ذلك فلم تقع إلا من بعضهم وهؤلاء حزبان :

حزب يقولون : إن الله لم يشأ إلا العبادة لكنهم فعلوا ما لا يشاؤه بغير قدرته ولا مشيئته وهم القدرية المنكرون لعموم قدرته ومشيئته وخلقه
والثاني يقولون : بل كل ما وقع فهو بمشيئته وقدرته وخلقه لكن هو لا يحب إلا العبادة التي خلقهم لها ولا يأمر إلا بذلك فمنهم من أعانة ففعل المأمور به ومنهم من لم يفعله

واللام عند هؤلاء كاللام في قوله : { ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون }

وفي قوله : { ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين }

وقوله تعالى : { اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون } على قول الأكثرين الذي يجعول ( لعل ) متعلقة بقوله : ( خلقكم ) كما قال { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }

وقوله : { كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين }

وقوله : { الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما }

وقوله : { جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم }

وقوله : { وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله }

ومنه قوله : { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون }

وقوله : { يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم * والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما * يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا } ونحو ذلك مما فيه : أن الله يفعل فعلا لغاية يحبها ويرضاها ويأمر بها عباده وإذا حصلت لهم كان فيها نجاتهم وسعادتهم ثم منهم من يعينه على فعلها ومنهم من لا يفعلها فإن هذا قد أشكل على طائفة من الناس وقالوا : كيف يفعل فعلا لغاية مع علمه أنها لا تحصل ؟

فيقال : الغاية التي يراد الفعل لها هي غاية مرادة للفاعل ومراد الفاعل نوعان : فإنه تارة يفعل فعلا ليحصل بفعله مراده فهذا لا يفعله وهو يعلم أنه لا يكون والله تعالى يفعل ما يريد فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولكن الله يفعل ما يريد

وتارة يريد من غيره أن يفعل فعلا باختياره لينتفع ذلك الفاعل بفعله ويكون ذلك محبوبا للفاعل الأول كمن يبني مسجدا ليصلي فيه الناس ويعطيهم مالا ليحجوا به ويجاهدوا به وسلاحا ليجاهدوا به ويأمرهم بالمعروف ليفعلوه وينهاهم عن المنكر ليتركوه وهم إذا فعلوا ما أراد لهم ومنهم كان صالحا لهم وكان ذلك محبوبا له وإن لم يفعلوا ذلك لم يكن صلاحا لهم ولا حصل محبوبه منهم ثم هذا قد لا يكون قادرا على فعل ما أمروا به اختيارا

ولهذا زعمت القدرية النافية أن الرب ليس قادرا على هدي العباد وهو خطأ عند أهل السنة وقد يكون قادرا فإنه سبحانه لو شاء لآتى كل نفس هداها : { ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا }

لكن المخلوق قد يعين بعض من أمره لمصلحة له في إعانته ولا يعين آخر والرب تعالى قد يعين المؤمنين فيفعلوا ما أمروا به وأحبه الله منهم لا يعين آخرين لما له في ذلك من الحكمة فإن الفعل لا يوجد إلا بلوازمه وانتفاء أضداده ,وقد يكون في وجود ذلك فوات حكمة له هي أحب إليه من طاعة أولئك أو وجود شيء دفعه أحب إليه من حصول معصية أولئك

وحينئذ فإذا أمر العباد ونهاهم ليطيعوه ويعبدوه ويفعلوا ما أحبه وينالوا كمالهم الذي هو غايتهم التي خلقوا لها جاز أن يقال : { وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله } وأن يقال : { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر }

وأن يقال : { يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم }

وأن يقال : { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم } ونحو ذلك

وإن كان هو لم يخلق ما أمره به وإذا خلقهم وخلق لهم ما ينتفعون به ليعبدوه ويطيعوه ويشكروه ويذكروه ويبلغوا الغاية المحمودة في حقهم التي يحبها ويرضاها لهم - صح أن يقال : إنما خلقهم ليعبدوه وإن كان هو لم يخلق لكل منهم ما به يصير عابدا له كما جاز أن يقال : وإنما بنيت المسجد ليصلوا فيه وإنما أعطيتهم المال ليحجوا ويجاهدوا ونحو ذلك فإنه ليس من شرط من فعل فعلا لغاية يفعلها غيره أن يكون هو فاعلا لتلك الغاية ... "

والكلام في هذا يطول , قد تكون لي عودة

إلى حب الله
05-07-2012, 06:31 PM
بخصوص النقطة الأخيرة فيمَن ينفي الحكمة عن أفعال الله مثل الأشاعرة والجبرية :
فقد قمت بإنزال هذا الموضوع في قسم العقيدة : أدعو الله تعالى أن يفيد به :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?36708-%E4%DD%ED-gt-%E4%DD%ED-%C7%E1%CD%DF%E3%C9-%DA%E4-%C3%DD%DA%C7%E1-%C7%E1%E1%E5&p=2785554#post2785554

والله الموفق ...

عيون السود@
05-07-2012, 08:55 PM
السلام عليكم

قال الله تعالى :

أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ

سورة الاعراف آية 185

ياأخ أن أردت أن تبحث عن الخالق وأثبات عنه أنه خالق فعليك أولا أن تبحث عن ما يخلقه الخالق ( الله سبحانه وتعالى )

وعندما ترى الخلق الذي خلقهم الخالق ( الله سبحانه وتعالى ) فسوف تعلم أن الذي أوجدهم لهؤلاء الخلق ليس بحاجة لهم وكما قال الله تعالى :


أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُورًا


سورة الاسراء آية 99


أي من أوجد الخلق وهو الخالق ( الله سبحانه وتعالى ) ليس بحاجة لخلقه وهو قادر أن يخلق مثلهم وغيرهم بل احسن منهم !


والله تعالى ليس بحاجة لخلقه ياأخ بل من يحتاج لخلقه هم نحن يااخ ولكي نثبت لأنفسنا عن ( الخالق ) ( الله سبحانه وتعالى )

ولنعلم عن الله تعالى بواسطة خلقه ياأخ !

هل فهمت !

هدانا الله تعالى لصراطه المستقيم

آمين يارب العالمين


السلام عليكم

ويفهم مما سبق أن الله تعالى ليس بحاجة لخلقه ولأن لو كان الله تعالى بحاجة لخلقه فلن يخلق غيرهم ولكن أظهر الله تعالى أنه ليس بحاجة لهم

وأنه قادر أن يخلق غيرهم .


هدانا الله تعالى لصراطه المستقيم

آمين يارب العالمين

عبد الرحمن الموحد
05-08-2012, 05:05 AM
أخى عبد الرحمن الموحد هناك مسألة أود لفت انتباهك إليها وهى أن مذهب أهل السنة والجماعة هى إثبات الحكمة لله والغاية لأفعاله ونفى الحاجة من وراء أفعاله وأما المخالفين لمنهج اهل السنة وأظنهم الأشاعرة هم الذين نفوا العلة من أفعال الله وأن مشيئة الله غير مقيدة باية وراءها وهذا غير صحيح فقد قال الله تعالى ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) فقيد المشيئة بالعلم والحكمة وهناك كثير من التعليلات لأحكام الله الكونية والشرعية فى القرآن والسنة وهذا هو الكمال واما النقص المنتفى عن الله هو ان تكون العلة من الفعل هى الحاجة إليه وتحصيل المنفعة من وقوعه كما هى العلة فى أفعالنا فهذا منتفى عن الله فهو الغنى عن كل شيء القيوم سبحانه وتعالى

أما الزميل فا فيجب عليك أن توضح ما تعتقده فى وجود الخالق أولا من خلال آياته الكونية قبل الخوض فى تفاصيل أفعاله

أخي الكريم أبي ذر سدده الله ووفقه .
نفي الاشاعرة الاغراض عن فعل الله ليس معنى أن الله ليس بحكيماً في أفعاله , إنما نفي أن تكون أفعال الله مفعولة لعلة خارجة عن إرادته لو لم يفعلها لكان غير حكيم !!
وهذا المقصد , أن الله لايجب عليه شئ , ولايجب عليه الصلاح ولا الاصلح إنما هو فعال لما يريد , وجل أفعاله حكيمة والحكمة نابعة عن إرادة الله وإرادة الله هي من خلقها
لاهي من خلق إرادة الله , وأفعال الله حكيمة لالغرض ولالعلة , إنما هي لإرادته سبحانه .. قال الحق تبارك وتعالى (
ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكنَّ الله يفعل ما يريد)
فالله حكيم لإحكامه فعله , وفق علمه , فيفعله فعلاً تاماً وليس ناقصاً وهو عين الحكمة , لا أن يفعل الاشياء لحسن ذاوتها أو قبحها , فالله هو الذي خلق الحسن والقبيح فيها , لا أنها هي من خلقت الحسن من أفعال الله عزوجل .. فالمقصد أن الحكمة هي من خلقِ الله لا أنها هي من خلقَ أفعال الله , وأن الله هو علة وجودها لا أنها هي علة وجود أفعال الله عزوجل .
فعلة أفعال الله هي إرادة ذات الله وإلا لزمنا لوازم فاسدة .. وسأوضح وجهة النظر قليلاً ..

فإنَّ المعتزلة قالوا إنَّ للأشياء صفات ذاتية تقتضي كونها حسنة أو قبيحة، فكون الله تعالى كاملاً يقتضي أن لا يفعل إلا ما هو موافق لحسن الأشياء أو قبحها.
فيجيب أهل السُّنَّة بأنَّ هذه الصفات حسنة أو قبيحة -أو تستلزم أحدهما- إن كانت بجعل جاعل فإن كان الله تعالى فقد رجع هذا إلى قولنا، وإن لم يكن كان الله تعالى مجبورا مقيَّد الفعل وفق غيره.
وكذلك لو كانت هذه صفات ذاتية لنفس الأشياء فالله تعالى لا يكون مختارا أصلاً، فإنَّه يجب عليه فعل الأصلح وإلا لكان ناقصاً.
وهذا باطل عقلاً ومنطقا
ولو كانت الأغراض موجودة بالفعل لذواتها لكانت واجبة بغضِّ النَّظر عن الزَّمان، فتكون واجبة على الله تعالى من الزل، فيلزم قدم العالم.
وكذلك لو كانت هناك صفات ذاتيَّة للأشياء لذواتها وكان فعل الله تعالى لها واجباً فإنَّ كمال الله تعالى لا يكون إلا بفعله الفعلَ الحسن...
فيكون كماله بفعله، فلا يكون كاملاً بذاته، فيكون ناقصاً بذاته، وهذا القول معلوم بطلانه على الله تعالى وتقدس
والذي نقول هو إنَّه قد ثبت كون الله تعالى هو خالق العالم، فهو إمَّا أن يكون قد خلقه باختيار أو بإيجاب أو بإيجاب غرض أو علَّة أخرى...
ليس بإيجاب لتركُّب العالم ووحدة الله تعالى.
وليس بإيجاب غرض للزوم وجود غير الله تعالى أو لزوم قدم العالم.
فيبقى أنَّه تعالى قد خلقه بالاختيار...

فإذ ثبت كون الله تعالى مختاراً في خلق العالم فإمّا أن يكون مختاراً لبعض الأشياء مجبوراً على بعض الأشياء لحسنها أو قبحها أو أن يكون مختاراً لجميع فعله –والقسم الثالث في أن يكون مجبوراً في الكلِّ سبق بطلانه ..
فلو كان مختاراً للبعض دون البعض فإرادته مرجَّحة، فلِمَ لا يكون في البعض الآخر مختاراً كذلك؟
فيلزم إمكان صفة الإرادة.
بل تعلُّق صفة الإرادة عامٌّ، وكلُّ ما هو موجود غيرَ الله تعالى فهو مخلوق لله تعالى، وكلُّ ما هو مخلوق لله تعالى فهو بإرادة الله تعالى، وكلُّ ما هو بإرادة الله تعالى فليس عن شيء غير إرادته تعالى.
فمشيئته تعالى غير مقيَّدة كما جاءت النُّصوص غير القابلة للتأويل.
أمَّا التَّعليلات الشرعيَّة والكونيَّة فلا تدلُّ على أنَّ فعل الله تعالى لغرض! بل الله تعالى مريد مثلاً لدخول أهلَ الجنةِ الجنَّةَ، وهو كذلك أراد أن يدلّهم على طريق الجنَّة، وليس واحد من الإرادتين سبباً للآخر..!!
بل لا يدخل الجنَّة إلا من شاء الله تعالى.
فإن قيل: القول إنَّ الله تعالى فاعل مختار لا لحسن الأشياء أو قبحها فهو لا يفعل لسبب، ومن لا يفعل لسبب فهو عابث سفيه.
أجيب: هذا قيااس الله تعالى على عبيده، ولا يصحُّ...
فإنَّ للعبد في عين وجوده هدف هو مخلوق له وغاية يجب عليه إدراكها هي عبادة الله تعالى وتحقُّق العبوديَّة إليه تعالى...
فلئن فعل فعلاً لا يؤدِّي إلى غايته فهو عابث سفيه...
أمَّا الله تعالى فلا واجب عليه أصلاً كما جاءت به النصوص الشريفة، ففعله تعالى ليس يُطلق عليه بأنَّه عبث أصلاً.

أمَّا استدلالك بقول الله تعالى ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) على كون الإرادة مقيَّدة بالعلم والحكمة فباطل أشدَّ البطلان!
أمَّا العلم فإنَّه لا يقيِّد، فإنَّه تابع للمعلوم دائماً، أي هو كاشف عن المعلوم، فلو قلتُ لك إنِّي أعمل وفق علمي فمقصودي هو أنِّي أعمل وفق معلومي...

فلو كان الله تعالى فاعلاً وفق معلومه فهو فاعل وفق غيره، فيكون مجبوراً، وتنتفي الإرادة أصلاً.

أمَّا الحكمة فهي راجعة إلى أحد معانٍ:
إمَّا إلى معنى الحكمة التي هي موافقةُ الفعلِ العلمَ -أي عين إحكام الفعل-. وأفعال الله تعالى كلُّها حكمة، هذا ما يقول الأشاعرة كلُّهم، فإنَّ الله تعالى لا يفعل إلا بعلم لما يفعل، فيلزم من الحكمة إتقان الفعل.
أو إلى معنى الحاكميَّة، بمعنى كون ذلك راجعاً إلى حكم الله تعالى لا لسواه .
فهذا المعنى يدلُّ على عكس ما تريد ياسيدي الكريم

والثالث هو كون الفعل وفق الأصلح، وهو مقصود المعتزلة ومن تبعهم، وقد سبق إثبات كونه باطلاً.
والمعنيان الأوَّلان صحيحان

واعتذر جداً عن الإطالة
والله المعين

ماكـولا
05-08-2012, 07:34 PM
مما يتفرع على ما ذكرته قولك
لا أن يفعل الاشياء لحسن ذاوتها أو قبحها

و
فإنَّ المعتزلة قالوا إنَّ للأشياء صفات ذاتية تقتضي كونها حسنة أو قبيحة، فكون الله تعالى كاملاً يقتضي أن لا يفعل إلا ما هو موافق لحسن الأشياء أو قبحها.


وهو ما يعرف بمسألة التحسين والتقبيح العقليين المتفرعة عن مسائل الحكمة !

وبحكم انك قد عللت بمطلق الارادة , فهل يمكن لله جل في علاه أن يامر بالفحشاء , والمنكر , وزنا المحارم , واللواط , والكذب , ويأمر بالكفر ؟
اليست هذه الامور واخواتها مستقبحة عقلاً وفطرةً ؟

فهل تقول بأن يمكن ان يأمر بالفحشاء والمنكر والكفر ؟

وهذا وان بعض الفرق وان كانت تثبت الحكمة في افعال الله الا انها , تحصرها في مطلق الارادة والقدرة !

وليست هي العلم بأفعال العباد وايقاعها وفق مراده ! بل هي ما يوجب افعال العباد من العواقب المحمودة والاعمال المحمودة , وما يترتب عليها من الجزاء !

فلا يثيب العاصي على عصيانه الا شراً , ولا يجزي المجرم على اجرامه الا عدلاً !

ولذلك نبه على بطلان احكام الجاهلية في غيرما آية ودلل على شناعتها وبطلانها في فلك العقلاء !

واشار الى نسبتهم الولد على بطلان ذلك فقال " ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون أصطفى البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون"

اشارة الى نسبة الحقير الى العزيز , ونسبة الولد الى الصمد الذي لم يلد ولم يولد

وقال سبحانه حاكياً عن نبيه في معرض عتابه قومه باستبدال الخيرات بالدنيات حيث قال " أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير"

ومن هذا كان ضرب الامثال , ليعيها كل صاحب حجر , خاصةً ما كان منها في افراد الوهيته سبحانه

قال سبحانه " ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم "

فنفى التساوي المقرر في العقول

وقال " ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين "

فتأمل هذه الايات

ومسألة الغرض والتعليل تأتي ان شاء الله ..

ابو ذر الغفارى
05-08-2012, 08:47 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أخى عبد الرحمن أنا لست أهلا لإبطال عقيدة الأشاعرة ولكن عليك بالبحث عن كتب شيخ الإسلام بن تيمية وتلميذه بن القيم التى تناقش أخطاء عقيدة الأشاعرة وسوف أعقب بعض التعقيبات فيما تيسر وأسأل الله لى ولك السداد والتوفيق


.
نفي الاشاعرة الاغراض عن فعل الله ليس معنى أن الله ليس بحكيماً في أفعاله , إنما نفي أن تكون أفعال الله مفعولة لعلة خارجة عن إرادته لو لم يفعلها لكان غير حكيم !!
بداية هذا الإعتقاد بسبب خلل فى عقيدة الأشاعرة فى نفى أفعال الله ونفى الحوادث عن الله بسبب أصلهم الباطل الذى لم يدل عليه شرع ولا عقل وهو (ما لا يخلومن الحوادث فهو حادث ) وبسبب هذا نفوا كل أفعال الله وهذا منتقض شرعا وعقلا
اما شرعا فبكل فعل ذكره الله عن نفسه من أول الخلق مرورا بإنزال القرآن والتكلم به إلى غير ذلك
وأما عقلا فلأن فعل الفعل فى وقته كمال وعدم فعله فى غير وقته كمال أيضا

.
وهذا المقصد , أن الله لايجب عليه شئ , ولايجب عليه الصلاح ولا الاصلح إنما هو فعال لما يريد , وجل أفعاله حكيمة والحكمة نابعة عن إرادة الله وإرادة الله هي من خلقها!!
الله قال فى كتابه انه حرم الظلم على نفسه فهو الذى يوجب على نفسه ما يشاء وليس غيره يوجب عليه شيئا
وحقيقة الأمر أن كمال الإرادة أن لا يوجب عليك غيرك ما لا تريد
وتقييد الإرادة بوضع الشيء فى موضعه وإمتناع إرادة غير ذلك هو صفة كمال أخرى وهى الحكمة والعدل
لاحظ ان الذى قيد الإرادة ليس أحدا غير الله وليس هذا التقييد نقصا بل كمالا
واما تقييد المعتزلة فهو امر آخر وهو تقييد أن يفعل الله الأصلح للعبد فهذا باطل لأن الأصلح قد يكون فى فعل الفتة والإبتلاء والعذاب بالعبد حسب عمل العبد فانتبه لذلك الفرق بين اهل السنة والمعتزلة

.
.. فالمقصد أن الحكمة هي من خلقِ الله لا أنها هي من خلقَ أفعال الله , وأن الله هو علة وجودها لا أنها هي علة وجود أفعال الله عزوجل .
فعلة أفعال الله هي إرادة ذات الله وإلا لزمنا لوازم فاسدة .. وسأوضح وجهة النظر قليلاً ..!!
هذا نفى صريح لصفة من صفات الله ووصفها بالمخلوقة هذا كوصف القرآن بالمخلوق فاحذر فهذا القول (كفر)


.

وكذلك لو كانت هذه صفات ذاتية لنفس الأشياء فالله تعالى لا يكون مختارا أصلاً، فإنَّه يجب عليه فعل الأصلح وإلا لكان ناقصاً.
وهذا باطل عقلاً ومنطقا!!
هذا شبيه بنفى الأشاعرة للأسباب وقولهم أن الله يخلق الإحراق عند النار وليس ان النار خلقها الله تحرق وهذا لا معنى له عقلا وكل سبب ذكره الله لشيء يكذب هذا الإدعاء والأشياء ليست مستقلة بصفاتها وأفعالها عن الله بل هى تحت سلطانه فعندما قال الله للنار كونى بردا وسلاما على ابراهيم كانت النار بردا وسلاما


. ولو كانت الأغراض موجودة بالفعل لذواتها لكانت واجبة بغضِّ النَّظر عن الزَّمان، فتكون واجبة على الله تعالى من الزل، فيلزم قدم العالم.
!!
هذا ايضا بسبب ظنهم أن حدوث الأعراض لا يستلزم حدوث الجواهر وابتداعهم دليلا باطلا ليثبتوا حدوث الجواهر وهو _ما لا يخلوا من الحوادث فهو حادث _ وهذا دليل باطل


. وكذلك لو كانت هناك صفات ذاتيَّة للأشياء لذواتها وكان فعل الله تعالى لها واجباً فإنَّ كمال الله تعالى لا يكون إلا بفعله الفعلَ الحسن...
فيكون كماله بفعله، فلا يكون كاملاً بذاته، فيكون ناقصاً بذاته، وهذا القول معلوم بطلانه على الله تعالى وتقدس!!
صفات الأشياء الحسنة ليست قائمة بذاتها ولكنها من خلق الله فلا اشكال فالحسن فى الأشياء اعطاه الله للأشياء وليس اكتسبه الله منها
أفعل الله من كماله كما أن صفاته من كماله فهذا نتيجة للكمال وليس سبب فى تحصيله
وفعل الله الشيء فى وقت معين يليق بالفعل كمال
وعدم فعله فى وقت آخر لا يليق بالفعل كمال أيضا فلا اشكال فى ذلك
يتبع إن شاء الله

ابو ذر الغفارى
05-08-2012, 09:11 PM
أمَّا التَّعليلات الشرعيَّة والكونيَّة فلا تدلُّ على أنَّ فعل الله تعالى لغرض! بل الله تعالى مريد مثلاً لدخول أهلَ الجنةِ الجنَّةَ، وهو كذلك أراد أن يدلّهم على طريق الجنَّة، وليس واحد من الإرادتين سبباً للآخر..!!

هذه لا أفهمها
ماذا تقصد أن أحد الإرادتين ليست سببا للأخرى ؟
فقد ذكر الله أنه أراد العذاب للكافرين بسبب كفرهم وأراد النعيم للمؤمنين بسبب إيمانهم



فإن قيل: القول إنَّ الله تعالى فاعل مختار لا لحسن الأشياء أو قبحها فهو لا يفعل لسبب، ومن لا يفعل لسبب فهو عابث سفيه.
أجيب: هذا قيااس الله تعالى على عبيده، ولا يصحُّ...
فإنَّ للعبد في عين وجوده هدف هو مخلوق له وغاية يجب عليه إدراكها هي عبادة الله تعالى وتحقُّق العبوديَّة إليه تعالى...
فلئن فعل فعلاً لا يؤدِّي إلى غايته فهو عابث سفيه...
أمَّا الله تعالى فلا واجب عليه أصلاً كما جاءت به النصوص الشريفة، ففعله تعالى ليس يُطلق عليه بأنَّه عبث أصلاً.
اولا النصوص الشرعية جاءت ان الله اوجب على نفسه العدل وحرم الظلم وأوجب على نفسه جزاء الطائعين بالجنة والكافرين بالنار
اما اعتراضك بأن هذا قياس لله على العباد فهو باطل لأن الله نفى عن نفسه المثلية ولم ينفى الشبه فقال ليس كمثله شيء ولم يقل ليس كشبهه شيء والفرق بين المثل والشبه كبير فالشبه فى الصفة لا يلزم منه المثلية والشبه هو القدر المشترك من المعنى فالله حى وأنت حى فهذا شبه فى معنى الحياة ولا يلزم منه أى تماثل بين حياة الرب وحياة العبد لأن حقيقة الصفة لا يمكن أن نعرفها إلا إذا علمنا حقيقة الذات الموصوفة بها ولا أحد يحيط علما بالله غيره سبحانه ولا نعلم حقيقة ذاته سبحانه فلا نعلم حقيقة صفاته
المهم أن الشبه هو القدر المفهوم من المعنى نفسه للصفة وليس له علاقة بحقيقتها ولا كيفيتها



أمَّا استدلالك بقول الله تعالى ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) على كون الإرادة مقيَّدة بالعلم والحكمة فباطل أشدَّ البطلان!
أمَّا العلم فإنَّه لا يقيِّد، فإنَّه تابع للمعلوم دائماً، أي هو كاشف عن المعلوم، فلو قلتُ لك إنِّي أعمل وفق علمي فمقصودي هو أنِّي أعمل وفق معلومي...

فلو كان الله تعالى فاعلاً وفق معلومه فهو فاعل وفق غيره، فيكون مجبوراً، وتنتفي الإرادة أصلاً..
هنا أسألك كيف تقول لو كان الله فاعلا وفق معلومه فهو فاعلا وفق غيره ؟
وهل علم الله صفة قائمة به سبحانه لا يحتاج إلى غيره لإتمامها أن أنه كعلمنا نحتاج إلى غيرنا من أسباب تحصيل العلم لكى تقوم بنا صفة العلم ؟
وكيف يستقيم هذا الإعتقاد مع قول الله أنه عالم الغيب والشهادة وأنه بكل شيء عليم ؟
فمعنى عالم الغيب أنه يعلم ما سيكون قبل أن يكون ويعلم ما سيفعل خلقه ويعلم ما سيفعله هو أيضا قبل أن يفعله سبحانه وتعالى





أمَّا الحكمة فهي راجعة إلى أحد معانٍ:
إمَّا إلى معنى الحكمة التي هي موافقةُ الفعلِ العلمَ -أي عين إحكام الفعل-. وأفعال الله تعالى كلُّها حكمة، هذا ما يقول الأشاعرة كلُّهم، فإنَّ الله تعالى لا يفعل إلا بعلم لما يفعل، فيلزم من الحكمة إتقان الفعل.
أو إلى معنى الحاكميَّة، بمعنى كون ذلك راجعاً إلى حكم الله تعالى لا لسواه .
فهذا المعنى يدلُّ على عكس ما تريد ياسيدي الكريم

والثالث هو كون الفعل وفق الأصلح، وهو مقصود المعتزلة ومن تبعهم، وقد سبق إثبات كونه باطلاً.
والمعنيان الأوَّلان صحيحان

واعتذر جداً عن الإطالة
والله المعين


هذا كلام لا يعقل فهو كمن يقول حكيم بلا حكمة وسميع بلا سمع وبصير بلا بصر فما معنى هذا بالله عليك ؟

أبوأمير الحمصي
05-08-2012, 09:33 PM
لن تُفهم عقيدة الأشاعرة ممن لا يفهم أن الزمان مخلوق,,,ولا ممن يريد أن يُطبق قوانين الفيزياء على الخالق و على الدار الاخرة و على أي عالم سوى عالمنا هذا,,,و عليه فيعسر و بشدة على الكثير فهم أنه ليس كمثله شيء سبحانه

أبو عثمان
05-09-2012, 01:25 AM
يا سلااام :)
ما أسهل الخطب ! بجرة قلم نهدم مقالة الخصم وبأُخرى نبني أخرى, يا حلاوة !!!
وبكبسة زر نتّهم وبأُخرى نتهكّم
اللهم علّم قومي فإنهم يجهلون .

عيون السود@
05-11-2012, 08:32 PM
السلام عليكم

قال الله تعالى :

أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ

سورة الاعراف آية 185

ياأخ أن أردت أن تبحث عن الخالق وأثبات عنه أنه خالق فعليك أولا أن تبحث عن ما يخلقه الخالق ( الله سبحانه وتعالى )

وعندما ترى الخلق الذي خلقهم الخالق ( الله سبحانه وتعالى ) فسوف تعلم أن الذي أوجدهم لهؤلاء الخلق ليس بحاجة لهم وكما قال الله تعالى :


أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُورًا


سورة الاسراء آية 99


أي من أوجد الخلق وهو الخالق ( الله سبحانه وتعالى ) ليس بحاجة لخلقه وهو قادر أن يخلق مثلهم وغيرهم بل احسن منهم !


والله تعالى ليس بحاجة لخلقه ياأخ بل من يحتاج لخلقه هم نحن يااخ ولكي نثبت لأنفسنا عن ( الخالق ) ( الله سبحانه وتعالى )

ولنعلم عن الله تعالى بواسطة خلقه ياأخ !

هل فهمت !

هدانا الله تعالى لصراطه المستقيم

آمين يارب العالمين

:sm_smile: