المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ●●▬الدفاع عن تاريخ امتنا▬●●



المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-01-2012, 11:50 PM
الحمدلله رب العالمين ومنار الجنة سبيلاً للمنصفين العادلين:

يقول شوقي :

اقرأ التاريخ إذ فيه العبر ضل قوم ليس يدرون الخبر

ذكر في مقال اهمية التاريخ بأن التاريخ مرآة الأمم ، يعكس ماضيها، ويترجم حاضرها ، وتستلهم من خلاله مستقبلها، كان من الأهمية بمكان الاهتمام به، والحفاظ عليه، ونقله إلى الأجيال نقلاً صحيحاً، بحيث يكون نبراساً وهادياً لهم في حاضرهم ومستقبلهم . فالشعوب التي لا تاريخ لها لا وجود لها، إذ به قوام الأمم ، تحيى بوجوده وتموت بانعدامه .
التاريخ فيه استلهام للمستقبل على ضوء السنن الربانية الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل ولا تحابي أحدا.

التاريخ فيه شحذ للهمم، وبعث للروح من جديد، وتنافس في الخير والصلاح والعطاء.

التاريخ يبرز القدوات الصالحة التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، وتركت صفحات بيضاء ناصعة، لا تُنسى على مر الأيام والسنين.

ومن هذه المقدمة اقول ان كل الفرق الباطلة او المذاهب الفلسفية المستهترة تنجح حين تنجح في الانتشار حينما يغيب عن الناس الحقائق التاريخية, فمن هذا الموضوع اريد ان افتح الباب لكل الشبهات التي تطعن في تاريخنا ومجدها ثم نرد عليها وننسفها بإذن الله وبما انني اعتبر نفسي عاشقة للدولة الاموية وكوني ايضاً اجد الهجمات المستميتة ضد تاريخنا وهذا ليس بالجديد فالمستشرقون والعرب الاستشراقيون المستغربيون الذي يحذون بحذوهم ماهي الا محاولات فاشلة للنيل من صميم امجادنا وارثنا وحضارتنا.

وابداء بنقل هذا الشعر مادحاً بني امية حين قال:
خَفَّ القَطِينُ (مدح الأمويّين) – الأخطل
خَفَّ القَطِينُ فراحوا مِنكَ أو بَكَـروا وأزعجتْهمْ نَوًى في صَرْفِها غِـيَـرُ
... إلى امرئٍ لا تُـعدّينا نَـوافِلُـهُ أظْفَـرَهُ اللهُ، فليهنـأْ لـه الظفَـرُ
الـخائضِ الغَمْرَ، والـمَيمونِ طائرُهُ خليفةِ الله يُستسقَى بـه الـمطـرُ
... حُشْدٌ على الحقّ عَيّافو الْخَنَى أُنُفٌ إذا أَلَـمَّتْ بـهمْ مكروهةٌ صبـروا
وإنْ تَدَجَّتْ على الآفـاقِ مُظـلمةٌ كـان لـهمْ مَخرَجٌ منها ومُعْتَصَرُ
أعطـاهُمُ اللهُ جَدًّا يُـنْصَرونَ بـهِ لا جَدَّ إلاّ صغيرٌ، بَعْـدُ، مُحتقَـرُ
لم يأْشَروا فيه، إذْ كانوا مَوالِـيَـهُ ولـو يكونُ لقومٍ غيرِهِمْ، أشِـرُوا
شُمْسُ العداوةِ، حتّى يُسْتَقادَ لـهمْ وأَعْظمُ الناسِ أحلامًا، إذا قَـدَروا
هُـمُ الذين يُبـارون الريـاحَ، إذا قَلَّ الطعامُ على العـافينَ أو قَتَروا
بنـي أُميّةَ، نُعمـاكُمْ مُجلِّـلـةٌ تَمَّتْ فلا مِـنّةٌ فـيها ولا كَـدَرُ
بنـي أُميّةَ، قد ناضلتُ دونَكُمُ أبناءَ قومٍ، هُمُ آوَوْا وهُمْ نَصَروا...

ويتبع ان شاء الله الدفاع عن تاريخ امتنا العريقة التي قصمة ظهر كل من حاول ان يمس تاريخنا بسوء.
وهذا والحمدلله رب العالمين.

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-02-2012, 12:37 AM
الحمدلله رب العالمين ولا عدوان الا على الظالمين:

نقل الاستاذ المشرف 11
على لسان احدهم حين قال طاعناً

عن عقيدته أن معاوية رضوان الله عليه كافر ومنافق !!

حقيقة لا اقول لهذا الكلام ولهذا الطعن والافتراء والبغي الا قول الشاعر:
فِعال يستحي الشيطان منها ***** ويبرأ من سفالتها الخليعُ

وشاكرة للمشرف إذ بين ما خفي علينا وكان لابد من التبيين فمن هنا سوف اسوق ما يجب عليّ ان اسوقه في هذا الشأن فهو الصحابي الجليل، الخليفةُ والملك القائد،صاحب الفتوحات الإسلامية،
والقائد المُحنَّك، وداهية زمانه: معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه.

من هو مُعاوية؟
هو: معاوية بن أبي سفيان، واسم أبي سفيان: صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، يكنى أبا عبد الرحمن.
أمه: هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وأمها: صفية بنت أمية بن حارثة بن الأقوص بن سليم.
كان أبيض طويلاًن أبيض الرأس واللحية، أصابته لُقوةٌ (اللّقوة: داء يصيب الوجه) في آخر حياته.
قال أسلم مولى عمر: قَدِمَ علينا معاوية وهو أبيض الناس وأجملهم.
ولقد كان حليماً وقوراً، رئيساً سيداً في الناس، كريماً عادلاً شهماً.
قال المدائني: عن صالح بن كيسان قال: رأى بعض منفرسي العرب معاوية وهو صغير، فقال: إني لأظن هذا الغلام سيسود قومه. فقالت هند- أم معاوية- ثكِلْتُهُ إن كان لا يسود إلا قومه.

وهذه بعض مناقبه:
* قال عمير بن سعد رضي الله عنه : لا تذكروا معاوية إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « اللهم أجعله هادياً مهدياً وأهد به » .رواه البخاري في « التاريخ الكبير » (5/240) ، وأحمد في « المسند » (17929) ، والترمذي في « جامعه » (3843) ، والطبراني في « المعجم الأوسط » (656) ، وفي « مسند الشاميين » (2198) ، وابن أبي عاصم في « الآحاد والمثاني » (3129) ، والأجري في « الشريعة » (1915،1914) ، والخطيب في « تاريخه » (1/207) ، وأبو نعيم في « الحلية » (8/358) ، وفي « أخبار أصبهان » (1/180) ، والخلال في « السنة » (676)وهو صحيح .

* روى مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس قال : كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب ، فجاء فحطأني حطاة (الحَطْأة : الضرب باليد مبسوطة بين الكتفين . شرح النووي مع مسلم (16/156) , وانظر النهاية (4/89) , ولسان العرب (1/57) وقال : « اذهب وادع لي معاوية » ، قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، قال : ثم قال لي : « أذهب فادع لي معاوية » . قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، فقال : « لا أشبع الله بطنه » .
قال الحافظ ابن عساكر : « أصح ما ورد في فضل معاوية » .
وقال الإمام النووي رحمه الله في « شرحه على مسلم » (16/156) : « قد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه فلهذا أدخله في هذا الباب ، وجعله من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاء له » .
وقال الحافظ الذهبي في « تذكرة الحفاظ » (2/699) : « لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة » .

ويأتي لاحقاً بعض الامور التي بالتأكيد تسر كل من يتجراء علي سادة من سادات تاريخنا وامتنا التي لا تهزم.

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-04-2012, 12:29 AM
الحمدلله وبعد:

قبل ان اكمل هذه المسيرة دعونا من باب الطرفة نسوق الي كل قارء مال او لا يرى في التشيع مأخذاً فهو مذهب باطني كالثيوصوفية والدرزية!!
وكما قال الامام مالك رحمه الله:
لم يأتي التصوف الا من التشيع!!
فقد تمكن الحقد فيهم كل مبلغ حتى حرم معمميهم العنب كون هذه الفاكهة محبوبة عند معاوية رضوان الله عليه!!
وهذا ليس بالغريب فتاريخهم له الكثير من السذاجات وكأننا في مسرح ساخر وانقل اليكم هذا الكلام الرائع:


الحاكم بأمر الله :-
هو أبو علي المنصور بن العزيز الحاكم الفاطمي العبيدي الذي حكم مصر والشام والحجاز منذ عام386هـ إلى عام 411هـ.

ولهذا الحاكم الإسماعيلي الباطني المذهب من الغرائب والعجائب والتصرفات الشاذة بل والشديدة الغرابة في فترة حكمه مالا يقبله عقل سليم ولادين صحيح .

فقد أكثر من القتل في الناس دون أسباب تذكر ، وأمر بسب الصحابة وأمر بكتابة ذلك على أبواب المساجد والجوامع والشوارع وبعد مدة نهى عن ذلك . يقول عنه المؤرخون أنه كثير التلون في أفعاله وأقواله وكان جباراً عنيداً وشيطاناً مريداً.
ادعى الألوهية وأمر الرعية إذا ذكره الخطيب على المنبر أن تقوم الصفوف لذكره إعظاماً ولاسمه احتراماً ، ويقول أحد المؤرخين : وكان قوم من الجهال إذا رأوه قالوا : ياواحد ياأحد يامحيي يامميت، وادعى علم الغيب! وكان يقول : فلان في بيته كذا وكذا ، وفعل كذا وفعل كذا ،باتفاق اعتمده مع عجائز يدخلن إلى دور الأمراء وغيرهم ، فرُفعت إليه رقعة مكتوب فيها:
بالجور والظلم قد رضينا *** وليس بالكفر والحماقة
إن كنت أوتيت علم غيبٍ *** بيِّن لنا كاتب البطاقة
ومنع صلاة التروايح عشر سنين ، ثم أباحها ، وكان يتجول في الأسواق بنفسه فيدور على حمار له برفقته عبد أسود ، فمن وجده من أهل السوق مخالفاً لأنظمته أمر العبد الأسود أن يفعل به الفاحشة..!! فيالها من عقوبة شنيعة ، عجيبة ، غريبة !! لا يمارسها أو يأمر بها ذو عقل أو دين سوي..!!.
ومنع خروج النساء من بيوتهن ليلاً أو نهارا لمدة سبع سنين..!! ونهى عن بيع الرطب ، ونهى عن بيع العنب ، ونهى عن بيع الزبيب.
ونهى عن أكل الملوخية بدعوى أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كان يميل إليها . ونهى عن أكل الجرجير بدعوى أنه ينسب إلى أمنا عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما زوج النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وادعى الربوبية وكُتب له " بسم الحاكم الرحمن الرحيم" وجمع كثيراً من الجهال وبذل لهم الأموال فنادوا باسمه للإله. وصنف له بعض الباطنية كتاباً (خطابا ً-رسالة) ذكر فيه أن روح آدم عليه السلام انتقلت إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، وأن روح علي انتقلت إلى الحاكم ، وقرئ هذا الكتاب (الخطاب) بجامع القاهرة ، فقصد الناس قتل كاتبه ، فأرسله الحاكم إلى الشام ، فنزل وادي التيم وجبل بانياس ، فاستمال الناس وأعطاهم المال وأباح لهم الخمر والزنا ، وأقام عندهم مدة يدعوهم إلى معتقد الحاكم ، فأضل منهم خلقاً كثيراً . وأتباعه والمعتقدون فيه إلى اليوم ((فرقة الدروز)) ببلاد الشام (لبنان وسوريا وفلسطين) وغالبيتهم العظمى في لبنان ونسبة كبيرة منهم في فلسطين المحتلة ، وكثير منهم ملتحق بالجيش الإسرائيلي. ويمثلهم في لبنان الحزب الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط.
ومن بعض معتقداتهم :
1- اعتقاد ألوهية الحاكم بأمر الله.
2- إنكار الأنبياء والرسل كافة واعتبارهم أبالسة.
3- يعتقدون بأن المسيح هو داعيتهم حمزة.
4- يبغضون جميع أهل الديانات وخاصة المسلمين.
5- لايكون الإنسان درزياً إلا إذا تلا الميثاق الخاص.
6- يقولون بتناسخ الأرواح.
7- ينكرون الجنة والنار.
8- ينكرون القرآن الكريم.
9- يعتقدون أن القيامة هي رجوع الحاكم الذي سيقودهم إلى هدم الكعبة.
10- لايقبل الدروز أحداً في دينهم ولا يسمحون لأحد بالخروج منه.
11- يصنف الدروز ضمن الفرق الباطنية لإيمانها بالتقية والقول بالباطن وبسرية العقائد.
وهم شعب أو أمة تعيش في لبنان وما وراء لبنان، حول دمشق, وفي جبل حوران,

وللدورز عقيدتهم الخاصة بهم. ويقال أن أسمهم مشتق من دَرَزي (والله أعلم)،

منشيء عقيدة الدروزَ وهو الذي نسبت إليه هذه الفرقة ويدعى محمد بن اسماعيل, وكان فارسي الاصل. وجاء في كتب الدروز أنه لقب بلقب (نشتكين) وهو لقب تركي, وقد ورد النطق (درزي) أيضاً في كتب الدروز.



وفي خبر ورد في جريدة " دنيا " العدد (09) بتاريخ الأربعاء : 23/5/1424هـ
( عن وقوع عدد من الشباب السعودي في فخ الزواج من درزيات سوريات جهلاً منهم بحقيقة مذهب هؤلاء القوم ، وقد تبين لهم مدى إصرار هؤلاء النسوة على دين قومهم وتعصبهن له ، وخطورة أن يتبنى أولادهن مذهب ومعتقد أمهاتهن ، وأورد الخبر تجربة شاب سارع بالتخلص من الدرزية بعد أن عجز عن إقناعها بالإسلام وقبل أن ينجب منها أطفالاً ، ويذكر حالات شباب آخرين أنجبوا منهن أطفالاً..!! فما هو حالهم ؟ وكيف سيتصرفون؟.
أيها الأخوة رواد المنتدى ألستم معي في أن هذا مصير من يخالف شرع الله ورسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد أمرنا الله جلا وعلا في كتابه الكريم : ( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ، ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون )221 البقرة ، وأمرنا المصطفى الحبيب الذي لاينطق عن الهوى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، في حديث متفق عليه ( تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) وقال عليه الصلاة والسلام : ( إياكم وخضراء الدمن ، قالوا : وما خضراء الدمن يارسول الله ؟ قال : المرأة الحسناء في المنبت السوء " رواه الدارقطني والعسكري وابن عدي. ، فما كان مراد وحرص كثير من الشباب في التزوج من بلاد الشام وغيرها إلا الجمال أولاً ثم ثم ثم قلة تكلفة الزواج ، ولو جعلوا أول شروطهم لهذا الزواج الإسلام والتدين والالتزام بواجبات الدين ، وتحروا عن الأسرة التي يودون مصاهرتها ، وتحروا معرفة الفرق والمذاهب الباطلة المخالفة لشرع الله لتجنبوا الوقوع في كثير من المآزق والمعضلات ، ولا يعني قولي بلاد الشام أن جميع أهلها غير مسلمين –معاذ الله- بل فيها من المسلمين والملتزمين ماتفخر بهم الأمة قاطبة ، فبلاد الشام بما فيها فلسطين البطولات ؛ هي أرض الأنبياء عليهم السلام ،وأرض الإسراء والمعراج ، وأرض المحشر ، ومدفن كثير من الأنبياء عليهم السلام ، وكثير من الصحابة رضوان الله عليهم.
ختاماً : الحمد لله على نعمة العقل والدين ، ونسأله سبحانه وتعالى الاستقامة والثبات على دينه وسنة نبيه وحبيبه المصطفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم.



بعض المصادر والمراجع:
1-النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة : أبو المحاسن يوسف ابن تغرى بردي .
2-الكامل في التاريخ : ابن الأثير .
3- وفيات الأعيان : لابن خلكان
4- البداية والنهاية : لابن كثير.
5-الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة :الندوة العالمية للشباب الإسلامي .
----------------

وبعد هذا الفاصل نواصل الدفاع عن معاوية رضوان الله عليه ومن ثم الدخول في الدفاع عن بني أمية ككل وعن الدولة الاموية خصوصاً.

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-04-2012, 05:21 AM
الحمدلله وبعد:

متابعة للدفاع عن قضايا امتنا:

إسلام معاوية رضوان الله عليه:
أسلم هو وأبوه وأخوه يزيد وأمه يوم فتح مكة.
وروي عنه أنه قال: أسلمتُ يوم القضيَّة- أي: يوم عمرة القضاء-، وكتمت إسلامي خوفاً من أبي.
قال معاوية: لمّا كان يوم الحديبية وصدّت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت، ودافعوه بالروحاء وكتبوا بينهم القضيَّة، وقع الإسلام في قلبي، فذكرت ذلك لأمي هند بنت عتبة، فقالت: إيَّاك أن تخالف أباك، وأن تقطع أمراً دونه فيقطع عنك القوت، وكان أبي يومئذ غائباً في سوق حُباشة. قال: فأسلمت وأخفيت إسلامي، فوالله لقد رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية وإني مصدقٌ به، وأنا على ذلك أكتمه من أبي سفيان، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة القضية وأنا مسلم مصدق به، وعَلِمَ أبو سفيان بإسلامي فقال لي يوماً: لكن أخوك خير منك، وهو على ديني، فقلت: لم آل نفسي خيراً.

قد جاءت في فصله أدلة من الكتاب والسنة وهي تنقسم إلى قسمين :
1- أدلة عامة :وهي التي جاءت في فضائل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ولا شك أن معاوية رضي الله عنه داخل في هذا الفضل .
لا شك أن معاوية رضي الله عنه يدخل في عموم الآيات التي وردت في فضائل الصحابة ، ولن أطيل في ذكر الآيات الواردة ، فمن ذلك :
1- قال تعالى : "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما " [ الفتح : 29 ] ولو لم يكن في الصحابة إلا هذه الآية لكفتهم رضي الله عنهم .
2- وقال تعالى : "لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى" [ الحديد : 10 ] .
وغير ذلك من الآيات التي وردت في مدح الصحابة عموما ومنهم معاوية رضي الله عنه ، وليس المقام مقام حصر.
أما الثناء على الصحابة ومنهم معاوية رضي الله عنه في السنة كثير جدا فمن ذلك :
1- عن أبي بردة ، عن أبيه قال : صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلنا : لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء ، قال : فجلسنا ؛ فخرج علينا فقال : ما زلتم هاهنا ؟ قلنا : يا رسول الله صلينا معك المغرب ، ثم قلنا نجلس حتى نصلي معك العشاء ، قال : أحسنتم ، أو أصبتم ، قال : فرفع رأسه إلى السماء وكان كثيرا مما يرفع رأسه إلى السماء فقال : النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد ، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون ، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون . رواه مسلم (2531) .
2- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا أصحابي ، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه .رواه البخاري (3673) ، ومسلم (2540) .
فما الذي يخرج معاوية رضي الله عنه من عموم هذه الأدلة ؟!
قال ابن القيم رحمه الله في « المنار المنيف » (93) : « فيما صح في مناقب الصحاب على العموم ومناقب قريش فمعاوية رضي الله عنه داخل فيه » .

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-05-2012, 03:14 AM
الحمدلله وبعد:

من مناقب معاوية رضي الله عنه أنه أحد كتاب الوحي :
في « صحيح مسلم » (2501) عن ابن عباس قال : كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا نبي الله ثلاث أعطنيهن . قال : نعم . قال : عندي أحسن العرب وأجمله أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها . قال : نعم (3) . قال : ومعاوية تجعله كاتباً بين يديك . قال : نعم . قال : وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين . قال : نعم .
قال الإمام أحمد : معاوية رضي الله عنه كاتبه وصاحبه وصهره وأمينه على وحيه عز وجل (انظر الشريعة للآجري (5/2466) وشرح أصول اعتقاد أهل السنة (2785) اللالكائي , وتاريخ بغداد (1/233) للخطيب البغدادي , وتاريخ دمشق (59/208) لابن عساكر) .
وقد نقل الإمام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (4/427) قول ابن المطهر الرافضي عن أهل السنة « وسموه كاتب الوحي ولم يكتب له كلمة من الوحي » ا.هـ قال الإمام ابن تيمية : « فهذا قول بلا حجة , فما الدليل على أنه لم يكتب له كلمة واحدة من الوحي , وإنما كان يكتب له الرسائل » ا.هـ.
وقال في (4/442) من منهاج السنة عن معاوية : « هو واحد من كتاب الوحي » .
وفي كتاب السنة للخلال (2/434) قال الإمام أحمد رحمه الله فيمن قال : لا أقول أن معاوية كاتب الوحي ولا أقول أنه خال المؤمنين , فإنه أخذها بالسيف غصباً ؟ ! هذا قول سوء رديء يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون ونبين أمرهم للناس . وسنده صحيح .

* ومن مناقبه أنه خال المؤمنين (انظر لمعة الاعتقاد (155) , ومنهاج السنة (4/369) , والبداية والنهاية (8/18) :
قال أبو يعلى في تنزيه خال المؤمنين ص (106) : « ويسمى إخوة أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أخوال المؤمنين , ولسنا نريد بذلك أنهم أخوال في الحقيقة , كأخوال الأمهات من النسب , وإنما نريد أنهم في حكم الأخوال في بعض الأحكام , وهو التعظيم لهم » ا.هـ.
وروى الخلال في السنة (3/434) بسند صحيح قال أبو بكر المروذي : سمعت هارون بن عبدالله يقول لأبي عبدالله : « جاءني كتاب من الرَّقة أن قوماً قالوا : لا تقول معاوية خال المؤمنين فغضب وقال : ما اعتراضهم في هذا الموضع ؟ يُجفون حتى يتوبوا » .
وقال الإمام أحمد في السنة (2/433) : « أقول : معاوية خال المؤمنين , وابن عمر خال المؤمنين ؟ قال : نعم معاوية أخو أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورحمهما , وابن عمر أخو حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورحمهما » وسنده صحيح .

* ومن مناقبه أن عمر رضي الله عنه ولاه على الشام وأقره عثمان رضي الله عليه أيضا مدة خلافته كلها وحسبك بمن يوليه عمر وعثمان رضي الله عنهما على الشام نحوا من عشرين سنة فيضبطه ولا يعرف عنه عجز ولا خيانة (انظر تنزيه خال المؤمنين لأبي يعلى ص (106) .
قال الهيتمي في « تطهير الجنان » (20) :
« اتفاق كل من عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما وهما من هما في الفضل والصحبة ولهما المكان الأعلى والمثل من الورع والدين والتقى وسداد الرأي وحسن الفكر وتمام النظر ، على تأمير معاوية رضي الله عنه على الشام لهو اكبر دليل على فضل معاوية واستحقاقه لهذه المنزلة .. فأي فضل بعد هذا ؟!
ومنها أن عمر رضي الله عنه مدحه وأثنى عليه ، وولاه دمشق الشام مدة خلافة عمر ، وكذلك عثمان رضي الله عنه وناهيك بهذه منقبة عظيمة من مناقب معاوية ومن الذين كان عمر يرضى به لهذه الولاية الواسعة المستمرة وإذا تأملت عزل عمر لسعد بن أبي وقاص الأفضل من معاوية بمراتب وإبقائه لمعاوية على عمله من غير عزل له علمت بذلك أن هذه ينبئ عن رفعة كبيرة لمعاوية وانه لم يكن ولا طرأ فيه قادح من قوادح الولاية وإلا لما ولاه عمر أو لعزله وكذا عثمان وقد شكا أهل الأقطار كثيراً من ولاتهم على عمر وعثمان فعزلا عنهم من شكوهم وإن جلت مراتبهم وأما معاوية فأقام في إمارته على دمشق الشام هذه المدة الطويلة ، فلم يشك أحد منه ، ولا اتهمه بجور ولا مظلمة ، فتأمل ذلك ليزداد اعتقادك أو لتسلم من الغباوة والعناد والبهتان » .
قال الذهبي في « السير » (3/132) : « حسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم - وهو ثغر - فيضبطه ويقوم به أتم قيام ويرضى الناس بسخائه وحلمه وإن كان بعضهم تألم مرة منه وكذلك فليكن الملك وإن كان غيره من أصحاب رسول الله ؟ خيراً منه بكثير ، وأفضل وأصلح ، فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه ، وسعة نفسه وقوة دهائه ، ورأيه وله هنات وأمور ، والله الموعد . وكان محبباً على رعيته ، عمل نيابة الشام عشرين سنة والخلافة عشرين سنة ولم يهجه أحد في دولته ، بل دانت له الأمم وحكم على العرب والعجم ، وكان ملكه على الحرمين ومصر والشام والعراق وخراسان وفارس والجزيرة واليمن والمغرب وغير ذلك » .

* ومن مناقبه أنه من خير الملوك :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في « الفتاوى » (4/478) بالإجماع وانظر « سير أعلام النبلاء » (3/159) ، وقال ابن أبي العز الحنفي في « شرحه على الطحاوية » (2/302) « وأول ملوك المسلمين معاوية رضي الله عنه وهو خير ملوك المسلمين » . وانظر « البداية والنهاية » (8/93) . وتفسير القرآن العظيم (2/15) لابن كثير .

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-06-2012, 01:27 AM
ثناء السلف على معاوية رضي الله عنه

* في « صحيح البخاري » (3765) قيل لابن عباس : هل لك في أمير معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة ، قال : إنه فقيه .
* وروى معمر في جامعه ( برقم : 20985) ، والخلال في « السنة » (2/440) برقم (677) ، وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/175) من طريق وهب بن منبه (عند البخاري في التاريخ الكبير (7/327) همام بن منبه . وكذلك عند الخلال في السنة (3/440) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما رأيت رجلاً كان أخلق للملك من معاوية كان الناس يردون منه على أرجاء واد رحب ولم يكن بالضيق الحصر العُصعُص (العُصعُص : النكد قليل الخبر . النهاية (3/248)) المتغضب . وإسناده صحيح . ورواه أيضاً البلاذري في أنساب الأشراف (5/54) من طريق أبي عبدالله الحنفي عن رجل عن ابن عباس رضي الله عنهما .

* روى الطبراني في « مسند الشاميين » (283) ، وأبو نعيم في « الحلية » (8/275) من طريق سعيد بن عبدالعزيز عن إسماعيل بن عبد الله عن قيس بن الحارث عن الصنابحي عن أبي الدرداء قال : ما رأيت أحداً أشبه صلاة برسول الله من أميركم هذا - يعني معاوية - . قيل لقيس : أين صلاته من صلاة عمر . قال : لا أخالها إلا مثلها . ورجاله ثقات .
قال الهيثمي في « المجمع » (9/357) : « ورواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير قيس بن الحارث المذحجي وهو ثقة » .
* روى اللالكائي في « شرح أصول اعتقاد أهل السنة » (2781) ، والخلال في « السنة » (2/442) رقم (680) ، وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/173) من طريق جبلة بن سحيم عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية ، فقيل : ولا أبوك ؟ قال : أبي عمر رحمه الله خير من معاوية وكان معاوية أسود منه (أسود : أي أسخى . هكذا فسره الإمام أحمد كما في السنة (2/441) للخلال بسند صحيح) . وجاء ما يقويه فرواه أيضاً الخلال في « السنة » (2/442-443) وبرقم (679و 681) بنحوه ، وابن عساكر في « تاريخه » (59/174) ، والبخاري في « التاريخ الكبير » (7/327) مختصراً من طريق نافع عن ابن عمر . وانظر : « سير أعلام النبلاء » (3/153) فهو حسن .

روى ابن عساكر في « تاريخ مدينة دمشق » (59/185) من طريق ابن أبي الدنيا حدثني المفضل بن غسان حدثنا علي بن صالح حدثنا عامر بن صالح عن هشام بن عروة قال صلى بنا عبدالله بن الزبير يوماً من الأيام فوجم بعد الصلاة ساعة فقال الناس : لقد حدث نفسه ثم التفت إلينا فقال : لا يبعدن ابن هند إن كانت فيه لمخارج لا نجدها في أحد بعده أبداً والله إن كنا لنفرقه وما الليث على براثنه بأجرأ منه فيتفارق لنا , وإن كنا لنخدعه وما ابن ليلة من أهل الأرض بأدهى منه فيتخادع لنا , والله لوددت أنا متعنا به ما دام في هذا الجبل حجر , وأشار إلى أبي قبيس لا يتحول له عقل , ولا ينقص له قوة , قال فقلنا أوحش والله الرجل . وسنده صحيح . ورواه البلاذري في أنساب الأشراف (5/91) عن المدائني عن أبي عبدالرحمن بن إسماعيل عن هشام . بنحوه .

* روى ابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/211) وبنحوه الآجري في « كتاب الشريعة » (5/2466) عن عبدالله بن المبارك أيهما أفضل : معاوية بن أبي سفيان أم عمر بن عبدالعزيز ؟ فقال : والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة صلى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : سمع الله لمن حمده ، فقال معاوية : ربنا ولك الحمد فما بعد هذا ؟ .

* وأخرج الآجري « كتاب الشريعة » (5/2466) ، واللالكائي في « شرح السنة » (2785) ، والخطيب البغدادي في « تاريخه » (1/233) ، وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/208) ، بسند صحيح عن الجراح الموصلي قال : سمعت رجلاً يسأل المعافى بن عمران فقال : يا أبا مسعود ، أين عمر بن عبدالعزيز من معاوية بن أبي سفيان ؟! فرأيته غضب غضباً شديداً وقال : لا يقاس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد ، معاوية رضي الله عنه كاتبه وصاحبه وصهره وأمينه على وحيه عز وجل .. الحديث .

* وأخرج الآجري في « كتاب الشريعة » (5/2465) ، وابن عبد البر في « جامع بيان العلم وفضله » (2/185) ، والخلال في « السنة » (2/434) ورقم (666) بإسناد صحيح عن أبي أسامة حماد بن أسامة ، قيل له : أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبدالعزيز .
فقال لا يقاس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « خير الناس قرني » .

* روى الخلال في « السنة » بسند صحيح (2/434) ورقم (660) عن أبي بكر المروذي قال : قلت لأبي عبدالله أيهما أفضل : معاوية أو عمر بن عبدالعزيز ؟ فقال : معاوية أفضل ، لسنا نقيس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : « خير الناس قرني الذي بعثت فيهم » (وانظر السنة للخلال أيضاً (2/434-435) رقم (661-662) .

* وروى الخلال في « السنة » بسند صحيح (2/435) ورقم (664) سئل المعافي بن عمران الأزدي : معاوية أفضل أو عمر بن عبدالعزيز ؟ فقال : كان معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبدالعزيز .

* روى الخلال في « كتاب السنة » (2/438) ورقم (669) ، والآجري في « الشريعة » (5/2465) ، وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/172) عن مجاهد قال : لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي . وسنده جيد (وانظر مجمع الزوائد (9/357)) .

* روى الخلال في « كتاب السنة » (2/444) ورقم (683) عن الزهري قال : عمل معاوية بسيرة عمر بن الخطاب سنين لا يخرم منها شيئاً . وسنده صحيح .

* روى الخلال في « السنة » (2/432) ورقم (654) ، واللالكائي في « شرح أصول اعتقاد أهل السنة » (8/1532) عن عبدالملك بن عبدالحميد الميموني قال : قلت لأحمد بن حنبل : أليس قال النبي صلى الله عليه وسلم : « كل صهر ونسب ينقطع إلا صهري ونسبي » ؟ قال : بلى ، قلت : وهذه لمعاوية ؟ قال : نعم ، له صهر ونسب , قال : وسمعت ابن حنبل يقول : ما لهم ولمعاوية نسأل الله العافية وإسناده صحيح .

* وروى الخلال في « السنة » (2/438) ورقم (670) من طريق أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق السبيعي : ما رأيت بعده مثله يعني معاوية . وسنده صحيح .

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-06-2012, 11:18 PM
ان لم اكن واهمة!! الم يكن هنالك استفسار عن شبهة ما !!
وددت الرد عليها بس كنت منشغلة في امرٍ ما بس عموماً اعتقد انني حفظت ما قد اورد ولي عليه رد بإذن الله.
وشكراً للجميع.
^_^

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-07-2012, 01:09 AM
الحمدلله وبعد:

اسوق اليكم هذا الكلام الهائل وهو لكل من يتسائل لما هذه الهجمة السرسة على معاوية رضوان الله عليه خال المؤمنين, وهذا النقل رح يضرب عصفوران بحجر اولهاً فهم الشبهات التي يدندن حولها كل حاقد وثانيهما الرد علي هذه الشبهات حتي تزيل كل الضلال وتستأصيل كل سموم قد يطرحها اي مبغض:

( الجواب عن ستة أباطيل قيلت في حق معاوية رضي الله عنه)!!


لله ثم للتاريخ أن هذه الأباطيل والشبهات التي قيلت في ذم معاوية رضي الله عنه ليست بشيء !
ولولا أنها ذكرت وسودت بها الطرس ، وأوهم من ذكرها أن فيها تحقيقا علميا حديثيا ، وإنقاذا للتاريخ الإسلامي , وإلا لكان الإضراب عنها صفحا أولى من ذكرها .
فإن الإعراض عن القول المطرح الساقط أفضل وأحرى لإماتته ، وإخمال ذكر قائله وأجدر أن لا يكون ذلك تنبيها للجهال عليه .
وما سأذكره من هذه الأباطيل التي ذكرت في معاوية رضي الله عنه يرويها الإخباريون وأهل التاريخ بلا زمام ولا خطام ،ويتولى كبر الترويج لها أهل البدع والأهواء ..
ومنها من يكون رواتها من المتروكين
* كأبي مخنف لوط بن يحيى إخباري تالف لا يوثق به .قال ابن عدي : شيعي محترق صاحب أخبارهم ، وتركه أبو حاتم .
انظر ترجمته « الكامل لابن عدي » (6/93) ، « الضعفاء » للعقيلي (4/190) ، « لسان الميزان » (2/430) .
0ونصر بن مزاحم صاحب كتاب صفين .رافضي متروك الحديث .قال الذهبي في « الميزان » (4/253) : رافضي جلد تركوه .
0ومحمد بن السائب الكلبي المفسر الإخباري متروك الحديث أيضا . انظر « التهذيب » (3/569) ، « الميزان » (3/556) .
* ومحمد بن عمر الواقدي متروك .قال البخاري : الواقدي مدني سكن بغداد متروك الحديث تركه أحمد وابن المبارك وابن نمير وإسماعيل بن زكريا .وقال أبو زرعة الرازي وأبو بشر الدولابي والعقيلي متروك الحديث .وقال الذهبي في « الميزان » (3/666) استقر الإجماع على وهن الواقدي .
والبلاذري أحمد بن يحيى بن جابر بن داود المتوفى سنة 279هـ صاحب كتاب« أنساب الأشراف »
وهو وإن كان صدوقا في نفسه إلا أنه انفرد بذكر آثار وقصص في ذم معاوية لا يتابع عليها - وأطال في ترجمته جدا - وقد أنكرها أهل الحديث عليه ، نقل ذلك هو بنفسه فقال في « أنساب الأشراف » (5/81) : « قال لي هشام بن عمار : نظرت في أحاديث معاوية عندكم فوجدت أكثرها مصنوعا » وذكر مثالا لذلك !
وهشام بن عمار رحمه الله المتوفى سنة 245هـ إمام من أئمة الحديث من شيوخ البخاري ومن شيوخ البلاذري نفسه . اهـ

لما رأيت هذه الأكاذيب لاأدري لم تذكرت حينها؟!
قول أبي توبة الحلبي الربيع بن نافع رحمه الله : « معاوية بن أبي سفيان ستر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإذا كشف الرجل الستر اجترا على ما وراءه » رواه الخطيب البغدادي في تاريخه (1/209) وابن عساكر في تاريخ دمشق (59/209) (البداية والنهاية ( 8 / 139 ).
وقول وكيع بن الجراح رحمه الله : « معاوية رضي الله عنه بمنزلة حلقة الباب ، من حركة اتهمناه على من فوقه » رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (59/210) .
وقول عبدالله بن المبارك رحمه الله : « معاوية عندنا محنة ، فمن رأيناه ينظر إليه شزرا اتهمناه على القوم ، أعني على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم » رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ( 59 / 211) (البداية والنهاية ( 8 / 139 ).
وهذه هي الاباطيل الست احطها بين يديكم:
* بيع معاوية رضي الله عنه الأصنام لأهل الهند :
* إقسام معاوية رضي الله عنه عن اليمين الغموس وتكذيب النبي صلى الله عليه وسلم له !!
* قتل معاوية لعبدالرحمن بن خالد بن الوليد رضي الله عنه :
* قتل معاوية للأشتر مالك بن الحارث النخعي :
* لعن وسب معاوية لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه :
* قصة لعن علي على منابر بني أمية

وهذه هي اباطيلهم والشبهات الذي يزرعونها قاتلهم الله وقبل الرد علي هذه الشبهات اسوق اليكم فتوى للشيخ الامام ابن تيمية:
سئل الشيخ رحمه الله : عن إسلام معاوية بن أبى سفيان متى كان وهل كان إيمانه كإيمان غيره أم لا وما قيل فيه غير ذلك
فأجاب : إيمان معاوية بن أى سفيان رضى الله عنه ثابت بالنقل المتواتر وإجماع أهل العلم على ذلك كإيمان أمثاله ممن آمن عام فتح مكة مثل أخيه يزيد بن أبى سفيان ومثل سهيل بن عمرو وصفوان بن أمية وعكرمة بن أبى جهل والحارث بن هشام وأبى أسد بن أبى العاص بن أمية وأمثال هؤلاء
فإن هؤلاء يسمون الطلقاء فإنهم آمنوا عام فتح النبى مكة قهرا واطلقهم ومن عليهم وأعطاهم وتألفهم وقد روى أن معاوية بن أبى سفيان أسلم قبل ذلك وهاجر كما أسلم خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة الحجى قبل فتح مكة وهاجروا الى المدينة فإن كان هذا صحيحا فهذا من المهاجرين ،وأما إسلامه عام الفتح مع من ذكر فمتفق عليه بين العلماء سواء كان أسلم قبل ذلك أو لم يكن إسلامه الا عام فتح مكة ولكن بعض الكذابين زعم أنه عير أباه بإسلامه وهذا كذب بالإتفاق من أهل العلم بالحديث
وكان هؤلاء المذكورون من أحسن الناس إسلاما وأحمدهم سيرة لم يتهموا بسوء ولم يتهمهم أحد من أهل العلم بنفاق كما اتهم غيرهم بل ظهر منهم من حسن الاسلام وطاعة الله ورسوله وحب الله ورسوله والجهاد فى سبيل الله وحفظ حدود الله ما دل على حسن إيمانهم الباطن وحسن إسلامهم ومنهم من أمره النبي واستعمله نائبا له كما استعمل عتاب بن أسيد أميرا على مكة نائبا عنه وكان من خيار المسلمين كان يقول ياأهل مكة والله لا يبلغنى أن أحدا منكم قد تخلف عن الصلاة إلا ضربت عنقه ، وقد استعمل النبى أبا سفيان بن حرب أبا معاوية على نجران نائبا له وتوفى النبى وأبو سفيان عامله على نجران ، وكان معاوية أحسن إسلاما من أبيه باتفاق أهل العلم كما أن أخاه يزيد بن أبى سفيان كان أفضل منه ومن أبيه ولهذا استعمله أبو بكر الصديق رضى الله عنه على قتال النصارى حين فتح الشام وكان هو أحد الأمراء الذين استعملهم أبوبكر الصديق ووصاه بوصية معروفة نقلها أهل العلم واعتمدوا عليها وذكرها... إلى أن قال رحمه الله تعالى :
وقد شهد معاوية وأخوه يزيد وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام وغيرهم من مسلمة الفتح مع النبي غزوة حنين ودخلوا في قوله تعالى ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين وكانوا من المؤمنين الذين أنزل الله سكينته عليهم مع النبي وغزوة الطائف لما حاصروا الطائف ورماها بالمنجنيق وشهدوا النصارى بالشام وأنزل الله فيها سورة براءة وهي غزوة العسرة التى جهز فيها عثمان بن عفان رضي الله عنه جيش العسرة بألف بعير في سبيل الله تعالى فاعوزت وكملها بخمسين بعيرا فقال النبي ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم وهذا آخر مغازى النبي ولم يكن فيها قتال ... مجموع الفتاوى (4/ 453 وما بعدها)

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-07-2012, 09:28 PM
الحمدلله وبعد:
قد بينا الأباطل والشبهات التي يسوقها بعض المستشرقين والمستغربين الذي بلغوا من الحقد والكره كل مبلغ وهاكم الردود المفحمة المسكتة لكل من يتجراء على خال المؤمنين معاوية رضوان الله عليه:
* بيع معاوية رضي الله عنه الأصنام لأهل الهند :
روى البلاذري في « أنساب الأشراف » (5/137) من طريق جرير عن الأعمش عن أبي وائل قال : كنت مع مسروق بالسلسلة فمرت به سفائن فيها أصنام من صفر تماثيل الرجال , فسألهم عنها فقالوا : بعث بها معاوية إلى أرض السند والهند تباع له . فقال مسروق : لو أعلم أنهم يقتلونني لغرقتها , ولكني أخاف أن يعذبوني ثم يفتنوني والله ما أدري أي الرجلين معاوية , أرجل قد يئس من الآخرة فهو يتمتع من الدنيا أم رجل زين له سوء عمله . وهذا لا ريب أنه من أبطل الباطل وأكذب الكذب !!
أليس هذا الأثر يعارض الحديث الصحيح المرفوع « اللهم أهده ، وهدي به » .
فكيف يهدي الله به وهو يبيع الأصنام فيما زعمه الأفاكون !ولذلك رد جهابذة الحديث هذه الفرية الباطلة !
فالأعمش لم يصرح بالسماع وهذا مظنة ثبوت التدليس بسبب نكارة الحديث .
قال المعلمي في « التنكيل » (1/51) : « ففي رواية الأعمش أحاديث كذلك ضعفها أهل العلم ، بعضهم يضعف بعض من فوق الأعمش في السند وبعضها بالانقطاع ، وبعضها بأن الأعمش لم يصرح بالسماع وهو مدلس ، ومن هذا الأخير حديث في شأن معاوية ذكره البخاري في « تاريخه الصغير » (ص 68) (التاريخ الأوسط (71) ووهنه بتدليس الأعمش » اهـ
وقال رحمه الله في « مقدمة الفوائد المجموعة » (ص8) : « إذا استنكر الأئمة المحققون المتن وكان ظاهر السند الصحة فإنهم يتطلبون له علة ، إذا لم يجدوا علة قادحة مطلقا ، ولكنهم يرونها كافية للقدح في ذلك المنكر ، من ذلك إعلالهم أن راويه لم يصرح بالسماع . هذا مع أن الراوي غير مدلس ، أعل البخاري بذلك خبرا رواه عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن عكرمة تراه في ترجمة عمرو من التهذيب » ( تهذيب التهذيب (8/72) قال البخاري روى عن عكرمة في قصة البهيمة ( من أتى بهيمة فقتلوه ) فلا أدري سمع أم لا ؟!) .
ثم ساق أمثلة أخرى وقال : « وحجتهم في هذا بأن عدم القدح في العلة مطلقا إنما بني على أن دخول الخلل من جهتها نادر ، فإذا اتفق أن يكون المتن منكرا يغلب ظن الناقد بطلانه ، فقد يحقق وجود الخلل ، وإذا لم يوجد سبب له إلا تلك العلة فالظاهر أنها هي السبب ، وأن هذا من ذاك النادر الذي يجيء الخلل فيه من جهتها ، ولهذا يتبين أن ما يقع ممن دونهم من التعقب بأن تلك العلة غير قادحة ، وأنهم قد صححوا ما لا يحصى من الأحاديث مع وجودها فيها ، إنما هو غفلة عما تقدم من الفرق »
وفي المنتخب من العلل قال الخلال (227) : « قال مهنا سألت أحمد ، عن حديث الأعمش ، عن أبي وائل ، أن معاوية لعب بالأصنام فقال : ما أغلظ أهل الكوفة على أصحاب رسول الله ولم يصح الحديث . وقال تكلم به رجل من الشيعة » .
وهذا قاله الإمام أحمد في حق من قال : « أن معاوية لعب بالأصنام » .
فكيف بمن قال أن معاوية بيعها !!

* إقسام معاوية رضي الله عنه عن اليمين الغموس وتكذيب النبي صلى الله عليه وسلم له !!
روى الروياني في مسنده (1/290) وابن عساكر في تاريخه (59/204) من طريق سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمد بن كعب قال :
« إنا جلوس مع البراء في مسجد الكوفة إذ دخل قاص فجلس فقص ثم دعا للخاصة والعامة ثم دعا للخليفة , ومعاوية بن أبي سفيان يومئذ خليفة . فقلنا للبراء : يا أبا إبراهيم , دخل هذا فدعا للخاصة والعامة ثم دعا لمعاوية فلم يسمعك قلت شيئا ؟ فقال : إنا شهدنا وغبتم وعلمنا وجهلتم إنا بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحنين إذ أقبلت امرأة حتى وقفت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أبا سفيان وابنه معاوية أخذا بعيرا لي فغيباه علي .
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا إلى أبي سفيان بن حرب ومعاوية : أن ردا على المرأة بعيرها . فأرسلا : إنا والله ما أخذناه وما ندري أين هو !فعاد إليهما الرسول فقالا : والله ما أخذناه وما ندري أين هو !
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأينا لوجهه ظلالا , ثم قال : انطلق إليهما , فقل لهما : بلى والله إنكما لصاحباه , فأديا إلى المرأة بعيرها .فجاء الرسول إليهما وقد أناخا البعير وعقلاه !
فقالا : إن والله ما أخذناه ولكن طلبناه حتى أصبناه , فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذهبا . ا.هـ. أقول : وهذا الإسناد لا يصح في سنده سلمة بن الفضل الأبرش ضعيف الحديث له مناكير وغرائب , وما رواه عن ابن إسحاق في المغازي فقط أقوى من غيره وإن كان حديثه ضعيفا مطلقا (الكامل لابن عدي (2/210) .ومحمد بن إسحاق عنعن ولم يصرح بالسماع !! وأشار ابن عساكر في تاريخ دمشق (59/205) لنكارته .
قال رحمه الله : محمد بن إسحاق وسلمة بن الفضل يتشيعان .

* قتل معاوية لعبدالرحمن بن خالد بن الوليد رضي الله عنه :
وللإجابة عن هذه الفرية أقول :
روى الطبري في « تاريخه » (3/202) من طريق عمر بن شبه عن علي بن محمد المدائني عن مسلمة بن محارب أن عبدالرحمن بن خالد بن الوليد كان قد عظم شأنه بالشام ، ومال إليه أهلها ، لما كان عندهم من آثار أبيه خالد بن الوليد ، ولغنائه عن المسلمين في أرض الروم وبأسه ، حتى خافه معاوية وخشي على نفسه منه ، لميل الناس إليه ، فأمر ابن أثال أن يحتال في قتله ، وضمن له أن هو من فعل ذلك أن يضع عنه خراجه ما عاش ، وأن يوليه جباية خراج حمص ، فلما قدم عبدالرحمن بن خالد حمص منصرفا من بلاد الروم دس إليه ابن أثال شربة مسمومة مع بعض ممالكيه ، فشربها فمات بحمص ، فوفى له معاوية ما ضمن له ، وولاه خراج حمص ، ووضع عنه خراجه .وهذا الخبر لا يصح !
فيه مسلمة بن محارب وهو الزيادي فيه جهالة روى عن أبيه وابن جريج وروى عنه المدائني لم يوثقه غير ابن حبان في « الثقات » (7/490) .
ذكره البخاري في « التاريخ الكبير » (7/387) ، وابن أبي حاتم في « الجرح والتعديل » (8/266) ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا .
ثم أن مسلمة بن محارب لم يدرك القصة وهو لا يروي عن معاوية رضي الله عنه إلا بواسطة مما يدل على أن القصة منقطعة السند (التاريخ الكبير (7/387) , الجرح والتعديل (8/266) , الثقات (7/490) .
وأيضا علي بن محمد وأبو سيف المدائني الأنباري متكلم فيه . فوثقه ابن معين , وقال الذهبي في السير (10/401) : « كان عجبا في معرفة السير والمغازي والأنساب وأيام العرب مصدقا فيما ينقله » .
وقال ابن عدي في الكامل (5/213) : « ليس بالقوي في الحديث , وهو صاحب أخبار , قل ماله من الروايات المسندة »

يتبع.... .

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-08-2012, 02:01 AM
* قتل معاوية للأشتر مالك بن الحارث النخعي :
وهذه أيضا من الأباطيل وما أكثرها !
في طبقات ابن سعد (6/213) : « وكان الأشتر من أصحاب علي بن أبي طالب وشهد معه الجمل وصفين وشاهده كلها وولاه علي عليه السلام مصر فخرج إليها فلما كان بالعريش شرب شربة عسل فمات » ا.هـ
قال الذهبي في السير (4/34) : « ولما رجه علي من موقعة صفين , جهز الأشتر واليا على ديار مصر , فمات في الطريق مسموما , فقيل : إن عبدا لعثمان عارضه , فسم له عسلا ...
وليس لمعاوية رضي الله عنه ذكر !!
وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة (6/162) :قد روي عن عمر وخالد بن الوليد وأبي ذر وعلي وصحبه وشهد معه الجمل وله فيها آثار , وكذلك في صفين وولاه على مصر بعد صرف قيس بن عبادة عنها , فلما وصل إلى القلزم شرب شربة عسل فمات فقيل : إنها كانت مسمومة , وكان ذلك سنة ثمان وثلاثين .وليس لمعاوية رضي الله عنه ذكر .
وروى الطبراني في تاريخه (3/127) خبرا وفيه :فبعث معاوية إلى الجابيستار - رجل من أهل الخراج - فقال له : إن الأشتر قد ولى مصر , فإن أنت كفيتنيه لم أخذ منك خراجا ما بقيت , فاحتل له بما قدرت عليه .
فخرج الجابيستار حتى أتى القلزم وأقام به , وخرج الأشتر من العراق إلى مصر , فلما انتهى إلى القلزم استقبله الجابستار , فقال : هذا منزل , وهذا طعام وعلف , وأنا رجل من أهل الخراج , فنزل به الأشتر فأتاه الدهقان بعلف وطعام , حتى إذا طعم أتاه بشربة من عسل قد جعل فيها سما فسقاه إياه فلما شربها مات ...
أقول : وهذه القصة من راوية أبي مخنف لوط بن أبي يحيى إخباري تالف , وقد سبق الكلام عليه .
لذلك أشار إليها ابن عساكر في تاريخه (56/376) بصيغة التمريض !! (تاريخ دمشق لابن عساكر (49/428) , (56/375) , (56/388) و (56/389) و (56/391) وليس لمعاوية ذكر !)
وذكر القصة البلاذري في أنساب الأشراف (3/168) بلا إسناد وفيه : « وبلغت معاوية وفاته .. وجعل يقول : إن لله لجندا من عسل » !
وساق البلاذري في أنساب الأشراف (3/168) قصة أخرى بمعناها من طريق وهب بن جرير عن ابن جعدبة عن صالح بن كيسان وفيه لما صار بعين شمس شرب شربة من عسل , يقال أنه سم فيها فكان عمرو بن العاص يقول : إن لله لجندا من عسل . وليس لمعاوية رضي الله عنه ذكر !

* لعن وسب معاوية لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه :
* الجواب عن هذا بأمور :
1- لا يصح شيء في أن معاوية كان يلعن عليا رضي الله عنه وقد نص على هذا الإمام القرطبي والحافظ ابن كثير رحمهما الله .
قال القرطبي في « المفهم » (6/278) : « يبعد على معاوية أن يصرح بلعنه وسبه لما كان معاوية موصوفا به من العقل والدين والحلم والأخلاق وما يروى عنه في ذلك فأكثره كذب لا يصح » .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في « البداية والنهاية » (7/284) : « لا يصح هذا » .
2- الجواب عن الأدلة التي يستدل بها أهل البدع على هذا الأمر :

* قصة لعن علي على منابر بني أمية
رواها الطبري في « تاريخ الأمم والملوك » (3/112) من طريق أبي مخنف عن أبي جناب الكلبي وفيه عن علي رضي الله عنه وكان إذا صلى الغداة يقنت فيقول : « اللهم العن معاوية وعمرا وأبا الأعور السلمي وحبيبا وعبدالرحمن بن خالد والضحاك بن قيس والوليد . فبلغ ذلك معاوية فكان إذا قنت لعن عليا وابن عباس والأشتر وحسنا وحسينا » ا.هـ.
وإسنادها لا يصح .
في سندها أبي مخنف لوط بن يحيى إخباري تالف لا يوثق به .تركه أبو حاتم وغيره .وقال الدارقطني : ضعيف .وقال يحيى بن معين : ليس بثقة . وقال مرة : ليس بشيء .قال ابن عدي : شيعي محترق صاحب أخبارهم .وقال أبو عبيدة الآجري : سألت أبا حاتم عنه فنفض يده وقال : أحد يسأل عن هذا .وذكره العقيلي في الضعفاء (الكامل لابن عدي (6/93) الضعفاء للعقيلي (4/190) لسان الميزان (2/430) .

روى مسلم في « صحيحه » (2404) عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب ؟ فقال : أما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم ، سمعت رسول الله يقول له : خلفه في مغازيه فقال له علي يا رسول خلفتني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله : « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة من بعدي » ، وسمعته يقول يوم خيبر : « لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله » . قال : فتطاولنا لها . فقال : « أدعوا لي عليا فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه » ولمانزلت هذه الآية ? قل تعالوا ندعوا أبنائكم ? دعا رسول الله « عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلي » .
والجواب على هذا الحديث :
أولا : أن قول معاوية لسعد رضي الله عنه « ما منعك أن تسب أبا تراب » أي لما لم تخطئه في رأيه واجتهاده وتظهر حسن اجتهادي ورأي وكان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ممن اعتزل الفتنة .
ثانيا : أن معاوية رضي الله عنه كان يريد أن يعرف موقف سعد من علي بن أبي طالب رضي الله عنه فسأله عن السبب المانع له من سبه هل كان ذلك إجلالا له أو خوفا أو ورعا .
ثالثا : أن معاوية رضي الله عنه لو كان يريد مسبة علي لما طلب ذلك من سعد بن أبي وقاص فسعد قد اعتزل الفتنة وثبت عنه رضي الله عنه بالأسانيد الصحيحة أنه دعى على من سب عليا واستجاب الله دعائه (انظر سير أعلام النبلاء (1/116) في قصة ذكرها الإمام الذهبي لرجل نال من علي فنهاه سعد فلم ينهه فدعا عليه فما برح حتى جاء بعير ناد فخبطه حتى مات قال ولهذه الواقعة طرق جمة رواها ابن أبي الدنيا في مجابي الدعوة ) .
فكيف يطلب معاوية منه أن يسب عليا رضي الله عنه !
قال النووي رحمه الله في « شرح صحيح مسلم » (15/175) : « قول معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمرا سعدا بسبه وإنما سأله عن السبب المانع له من السب كأنه يقول هل امتنعت تورعا أو خوفا أو غير ذلك فإن كان تورعا وإجلالا له عن السب فأنت مصيب ومحسن وإن كان غير ذلك فله جواب آخر ولعل سعدا قد كان في طائفة يسبون فلم يسب معهم وعجز عن الإنكار أو أنكر عليهم فسأله هذا السؤال قالوا ويحتمل تأويلا آخر أن معناه : ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه خطأ » .

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-08-2012, 10:04 PM
وقال القرطبي في « المفهم » (6/276) : « وهذا ليس بتصريح في السب وإنما هو سؤال عن سبب امتناعه ليستخرج ما عنده من ذلك أو من نقيضه كما قد ظهر من جوابه ولما سمع ذلك معاوية سكت وأذعن وعرف الحق لمستحقه » .
3- في صحيح مسلم ( برقم 2409) عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : استعمل على المدينة رجل من آل مروان قال : فدعا سهل بن سعد فأمر أن يشتم عليا رضي الله عنه فأبى سهل فقال له : أما إذا أبيت فقل : لعن الله أبا تراب فقال سهل : ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب .. الحديث .
ويجاب عن هذا الحديث بأمرين :
أن هذا الحديث ليس فيه تصريح بأن الذي أمر بشتم علي رضي الله عنه هو معاوية رضي الله عنه .
وفي هذا الحديث أن الذي أمر سهل بن سعد رضي الله عنه من آل مروان ومعاوية رضي الله عنه من بني حرب لا من بني مروان !!
ولو ثبت هذا عن معاوية رضي الله عنه فهذا لا يعد إلا أن يكون ذنبا أو اجتهادا خاطئا يغفر بالتوبة والحسنات الماحية .
قال ابن تيمية في « منهاج السنة » (4/368) في رده على ابن المطهر الرافضي : « وأما ما ذكره من لعن علي فإن التلاعن وقع من الطائفتين كما وقعت المحاربة ... وهذا كله سواء كان ذنبا أو اجتهادا مخطئا أو مصيبا فإن مغفرة الله ورحمته تناول ذلك بالتوبة والحسنات الماحية والمصائب المكفرة وغير ذلك » .
وقد ذكر ذلك أيضا البلاذري في أنساب الأشراف (5/124) بلا إسناد !
فقال : « وحدثت أن معاوية خطب الناس يوما , فذكر عليا فتنقصه ... » .
ورواه في (5/30) مسندا قال حدثني المدائني عن عبدالله بن قائد وسحيم بن حفص قالا : كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة : أظهر شتم علي وتنقصه , فكتب إليه : ما أحب لك يا أمير المؤمنين أن كلما عبت تنقصت , وكلما غضبت ضربت , ليس بينك وبين ذلك حاجز من حلمك ولا تجاوز بعفوك !
وسحيم بن حفص هو أبو اليقظان العجيفي . لم أجد فيه جرحا ولا تعديلا إلا قول الحافظ المزي في تهذيب الكمال (8/216) « الإخباري » وسحيم لقبه واسمه عامر , وقول ابن النديم في فهرسة (138) : « وكان عالما بالأخبار والأنساب والمآثر والمثالب ثقة » وعبدالله بن فائد في الإسناد هو نفسه سحيم بن حفص !!
روى الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/165) من طريق الزبير بن بكار قال حدثني رجل ثقة قال : قال لي أبو الحسن المدائني أبو اليقظان هو سحيم بن حفص وسحيم لقب له وهو عامر بن حفص وكان لحفص ابن يقال له محمد وكان أكبر ولده ولم يكن به وكان حفص أسود شديد السواد يعرف بالأسود . وقال لي أبو اليقظان سمتني أمي خمسة عشرة يوما عبدالله فإذا قلت حدثنا أبو اليقظان فهو أبو اليقظان فإذا قلت سحيم بن حفص وعامر بن حفص وعامر بن أبي محمد وعامر بن الأسود وسحيم بن الأسود وعبدالله بن فائد وأبو إسحاق المالكي فهو أبو اليقظان . ا.هـ (الكفاية في علم الرواية , وفتح المغيث)
وذكره السخاوي في فتح المغيث مع الرواة الذين نعتوا لنعوت متعددة .
ثم إن سحيما بن حفص لم يدرك معاوية بل هو متأخرا عنه وعن خلافته جدا . وفاة سحيم سنة 190 هـ !! (الفهرست لابن النديم ص(507) .

* معاوية ذمه كثير من المهاجرين والأنصار من البدريين وغيرهم !!
وجاء ذمه على السنة كثير من التابعين كالحسن البصري والأسود بن يزيد وغيرهم !
أقول أما ذم معاوية رضي الله عنه على ألسنة كثير من المهاجرين والأنصار فهذا كذب محض !
فعمر رضي الله عنه المحدث الملهم مدحه وأثنى عليه وولاه الشام مدة خلافته وكذلك عثمان رضي الله عنه .
وناهيك بهذه منقبة عظيمة من مناقب معاوية رضي الله عنه
فلم يشك أحد منه , ولا اتهمه بجور ولا مظلمة مدة ولايته (الاستيعاب (699) ، السير (3/132) ، منهاج السنة (4/369) ، البداية والنهاية (8/18) ، تطهير الجنان (20)) .
أما قول من قال ثبت ذمه على ألسنة كثير من المهاجرين والأنصار فلم يورد ولا إسنادا واحدا صحيحا .
- أثر علي رضي الله عنه لما طلبوا منه أن يبقي معاوية على الشام فتلى الآية الكريمة : ? وما كنت متخذ المضلين عضدا ? رواه ابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/127) وفي سنده نصر بن مزاحم رافضي كذاب .
- وأثر عبادة بن الصامت رواه الإمام أحمد في « المسند » (22838) ، وابن عساكر في « تاريخ مدينة دمشق » (26/198) في سنده يحيى بن سليم بن بلج أبو بلج الفزاري الواسطي صدوق له ما يستنكر .
وفي سنده أيضا إسماعيل بن عبيد ويقال ابن عبيد الله بن رفاعة الزرقي .
قال البخاري : لم يرو عنه غير ابن خثيم .ذكره ابن حبان في الثقات .قال ابن حجر : مقبول .ومقبول أي إذا توبع وإلا فلين الحديث .
وإسماعيل ابن عبيد لم يتابع على حديثه .
- وأثر خزيمة بن ثابت رضي الله عنه رواه ابن سعد في « الطبقات الكبرى » (3/259) ، وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (16/370) في سنده الواقدي متروك الحديث .
- وأما ذم الحسن البصري لمعاوية رضي الله عنه فلا يصح عنه .
رواه ابن جرير الطبري في « تاريخه » (3/232) عن الحسن البصري أنه قال : أربع خصال كن في معاوية لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة له :
* أخذه الأمر من غير مشورة وفيهم بقايا الصحابة ونور الفضيلة .
* استخلافه بعده ابنه سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب الطنابير .
* ادعاءه زيادا وقد قال رسول الله الولد للفراش وللعاهر الحجر .
* قتله حجرا وأصحاب حجر ، فيا ويلا له من حجر ويا ويلا له من حجر وأصحاب حجر
إسنادها ساقط فيه لوط بن يحيى إخباري تالف وقد سبق الكلام عليه . وذكره ابن كثير في « البداية والنهاية » (8/90) بصيغة التمريض .
والصحيح عن الحسن رحمه الله خلاف ذلك !
فروى الآجري في « الشريعة » (5/2467) ، وابن عساكر (59/206) من طريق عن قتادة عن الحسن البصري إن أناسا يشهدون على معاوية وذويه أنهم في النار ! قال : لعنهم الله ! وما يدريهم أنه في النار ؟
ورواه ابن عساكر (59/206) من طريق محمد بن عبدالملك بن أبي الشوارب حدثنا بشر بن الفضل عن أبي الأشهب قال : قيل للحسن يا أبا سعيد إن ههنا قوما يشتمون - أو يلعنون - معاوية وابن الزبير ! فقال : على أولئك الذين يلعنون لعنة الله وسنده صحيح وكذلك ذم الأسود بن يزيد لا يصح .
رواه ابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/145) من طريق أبي داود الطيالسي حدثنا أيوب بن جابر عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد قال : قلت لعائشة : ألا تعجبين لرجل من الطلقاء ينازع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في الخلافة ؟ قالت : وما تعجب من ذلك ؟ هو سلطان الله يؤتيه البر والفاجر وقد ملك فرعون أهل مصر أربعمائة سنة .
وهذا الأثر لا يصح في سنده أيوب بن جابر أبو سليمان اليمامي ضعيف عند أكثر أهل العلم بالحديث ، ضعفه ابن معين وابن المديني والنسائي وأبو زرعة وأبو حاتم ويعقوب بن سفيان ومعاوية بن صالح (التهذيب (1/201)) وقال أبو حبان : كان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به لكثرة وهمه (المجروحين (1/167)) . وقال الإمام أحمد : حديثه يشبه حديث أهل الصدق وقال ابن عدي : وسائر أحاديث أيوب بن جابر صالحة متقاربة يحمل بعضها بعضا , وهو ممكن يكتب حديثه (الكامل (1/355)) .
وفيه أيضا عبدالرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر الجوبري فيه جهالة توفي سنة 425هـ.
ذكره الذهبي في « سير أعلام النبلاء » (17/415) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (تذكرة الحفاظ (3/1076)) .
كتبه وأملاه/ سعد بن ضيدان السبيعي
عضو الدعوة بوزارة الشئون الاسلامية

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-09-2012, 11:36 PM
مجموع فتاوى علماء الإسلام في من نال من معاوية رضي الله عنه وعن أبيه

أولاً : شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى
سئل الشيخ رحمه الله : عن إسلام معاوية بن أبى سفيان متى كان وهل كان إيمانه كإيمان غيره أم لا وما قيل فيه غير ذلك
فأجاب : إيمان معاوية بن أى سفيان رضى الله عنه ثابت بالنقل المتواتر وإجماع أهل العلم على ذلك كإيمان أمثاله ممن آمن عام فتح مكة مثل أخيه يزيد بن أبى سفيان ومثل سهيل بن عمرو وصفوان بن أمية وعكرمة بن أبى جهل والحارث بن هشام وأبى أسد بن أبى العاص بن أمية وأمثال هؤلاء
فإن هؤلاء يسمون الطلقاء فإنهم آمنوا عام فتح النبى مكة قهرا واطلقهم ومن عليهم وأعطاهم وتألفهم وقد روى أن معاوية بن أبى سفيان أسلم قبل ذلك وهاجر كما أسلم خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة الحجى قبل فتح مكة وهاجروا الى المدينة فإن كان هذا صحيحا فهذا من المهاجرين ،وأما إسلامه عام الفتح مع من ذكر فمتفق عليه بين العلماء سواء كان أسلم قبل ذلك أو لم يكن إسلامه الا عام فتح مكة ولكن بعض الكذابين زعم أنه عير أباه بإسلامه وهذا كذب بالإتفاق من أهل العلم بالحديث
وكان هؤلاء المذكورون من أحسن الناس إسلاما وأحمدهم سيرة لم يتهموا بسوء ولم يتهمهم أحد من أهل العلم بنفاق كما اتهم غيرهم بل ظهر منهم من حسن الاسلام وطاعة الله ورسوله وحب الله ورسوله والجهاد فى سبيل الله وحفظ حدود الله ما دل على حسن إيمانهم الباطن وحسن إسلامهم ومنهم من أمره النبي واستعمله نائبا له كما استعمل عتاب بن أسيد أميرا على مكة نائبا عنه وكان من خيار المسلمين كان يقول ياأهل مكة والله لا يبلغنى أن أحدا منكم قد تخلف عن الصلاة إلا ضربت عنقه ، وقد استعمل النبى أبا سفيان بن حرب أبا معاوية على نجران نائبا له وتوفى النبى وأبو سفيان عامله على نجران ، وكان معاوية أحسن إسلاما من أبيه باتفاق أهل العلم كما أن أخاه يزيد بن أبى سفيان كان أفضل منه ومن أبيه ولهذا استعمله أبو بكر الصديق رضى الله عنه على قتال النصارى حين فتح الشام وكان هو أحد الأمراء الذين استعملهم أبوبكر الصديق ووصاه بوصية معروفة نقلها أهل العلم واعتمدوا عليها وذكرها... إلى أن قال رحمه الله تعالى :
وقد شهد معاوية وأخوه يزيد وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام وغيرهم من مسلمة الفتح مع النبي غزوة حنين ودخلوا في قوله تعالى ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين وكانوا من المؤمنين الذين أنزل الله سكينته عليهم مع النبي وغزوة الطائف لما حاصروا الطائف ورماها بالمنجنيق وشهدوا النصارى بالشام وأنزل الله فيها سورة براءة وهي غزوة العسرة التى جهز فيها عثمان بن عفان رضي الله عنه جيش العسرة بألف بعير في سبيل الله تعالى فاعوزت وكملها بخمسين بعيرا فقال النبي ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم وهذا آخر مغازى النبي ولم يكن فيها قتال ... مجموع الفتاوى (4/ 453 وما بعدها)

وسئل رحمه الله :
عمن يلعن معاوية فماذا يجب عليه و هل قال النبى صلى الله عليه و سلم هذه الأحاديث وهى إذا اقتتل خليفتان فأحدهما ملعون و أيضا ان عمارا تقتله الفئة الباغية و قتله عسكر معاوية و هل سبوا أهل البيت أو قتل الحجاج شريفا .
فأجاب : الحمد لله من لعن أحدا من أصحاب النبى صلى الله عليه و سلم كمعاوية بن أبى سفيان و عمرو بن العاص و نحوهما و من هو أفضل من هؤلاء كأبى موسى الأشعرى و أبى هريرة ونحوهما أو من هو أفضل من هؤلاء كطلحة و الزبير و عثمان و على بن أبى طالب أو أبى بكر الصديق و عمر أو عائشة أم المؤمنين و غير هؤلاء من أصحاب النبى صلى الله عليه و سلم فإنه مستحق للعقوبة البليغة باتفاق أئمة الدين و تنازع العلماء هل يعاقب بالقتل أو ما دون القتل كما قد بسطنا ذلك فى غير هذا الموضع ، وقد ثبت فى الصحيحين عن أبى سعيد الخدرى عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال لاتسبوا أصحابى فوالذي نفسى بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم و لا نصيفه و اللعنة أعظم من السب وقد ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال لعن المؤمن كقتله فقد جعل النبى صلى الله عليه و سلم لعن المؤمن كقتله...
.... إلى أن قال رحمه الله : وأما معاوية بن أبى سفيان و أمثاله من الطلقاء الذين أسلموا بعد فتح مكة كعكرمة بن أبى جهل والحرث بن هشام و سهيل بن عمرو و صفوان بن أمية و أبى سفيان بن الحرث بن عبد المطلب هؤلاء وغيرهم ممن حسن إسلامهم باتفاق المسلمين و لم يتهم أحد منهم بعد ذلك بنفاق و معاوية قد إستكتبه رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال اللهم علمه الكتاب و الحساب و قه العذاب
وكان أخوه يزيد بن أبى سفيان خيرا منه و أفضل و هو أحد الأمراء الذين بعثهم أبو بكر الصديق رضى الله عنه فى فتح الشام ووصاه بوصية معروفة و أبو بكر ماش و يزيد راكب فقال له ياخليفة رسول الله إما أن تركب و إما أن أنزل فقال لست براكب و لست بنازل إنى احتسب خطاي فى سبيل الله و كان عمرو بن العاص هو الأمير الآخير و الثالث شرحبيل بن حسنة و الرابع خالد بن الوليد و هو أميرهم المطلق ثم عزله عمر و ولى أبا عبيدة عامر بن الجراح الذى ثبت فى الصحيح أن النبى صلى الله عليه و سلم شهد له أنه أمين هذه الأمة فكان فتح الشام على يد أبى عبيدة و فتح العراق على يد سعد بن أبى و قاص لما مات يزيد بن أبى سفيان فى خلافة عمر استعمل أخاه معاوية و كان عمر بن الخطاب من أعظم الناس فراسة وأخبرهم بالرجال و أقومهم...
إلى أن قال رحمه الله :و قد اتفق المسلمون على أن اسلام معاوية خير من اسلام أبيه أبى سفيان فكيف يكون هؤلاء منافقين والنبى صلى الله عليه و سلم يأتمنهم على أحوال المسلمين فى العلم و العمل وقد علم أن معاوية و عمرو إبن العاص و غيرهما كان بينهم من الفتن ما كان و لم يتهمهم أحد من أوليائهم لا محاربوهم و لا غير محاربيهم بالكذب على النبى صلى الله عليه و سلم بل جميع علماء الصحابة و التابعين بعدهم متفقون على أن هؤلاء صادقون على رسول الله مأمونون عليه فى الرواية عنه والمنافق غير مأمون على النبى صلى الله عليه و سلم بل هو كاذب عليه مكذب له ...
مجموع الفتاوى (35/ 58 -66)

ثانياً : الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
السؤال : ما حكم من يسب الصحابي معاوية بن أبي سفيان من أهل السنة ؟
الجواب : لا شك أنه فعل معصية، وأنه آثم، معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه من خلفاء المسلمين، وأحد كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم ائتمنه على كتابة الوحي وهو من أعظم ما يكون فهو أمين، ولا يجوز أن نسبه لما جرى بينه وبين علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ لأن هذا جرى عن اجتهاد، والمجتهد من هذه الأمة ينال أجراً أو أجرين، إن أخطأ فأجراً، وإن أحسن فأجرين، ونحن لا نشك في أن علياً رضي الله عنه أقرب إلى الصواب من معاوية ، لكننا لا نسب معاوية لما حصل، لأنه عن اجتهاد، ولهذا قال في العقيدة: ونسكت عن حرب الصحابة فالذي جرى بينهم كان اجتهاداً مجرداً.
وأصل هذا -أعني سب معاوية كما يزعم الساب- انتصار لـ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، و علي بن أبي طالب يقول: [ إني لأرجو أن أكون أنا و معاوية من الذين قال الله فيهم: { عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ } [الحجر:47] ] يعني: في الجنة، ثم إن معاوية رضي الله عنه كان خليفة بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الحسن بن علي رضي الله عنه وهو أفضل من أخيه الحسين قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين متقاتلين من المسلمين ) فجعل النبي صلى الله عليه وسلم تنازل الحسن رضي الله عنه عن الخلافة لـ معاوية جعلها إصلاحاً وهذا نوع من الإقرار لـ معاوية رضي الله عنه، ولا يخفى على أحد من المسلمين أن الحسن أفضل من الحسين رضي الله عنهما جميعاً، وأن ما حصل من القتال فـ علي فيه أقرب إلى الصواب، لكننا نحب أيضاً معاوية ، ونرى أنه خليفة ذو خلافة شرعية، وأن ما جرى منه فهو على سبيل الاجتهاد الذي لم يكن صواباً، وكل إنسان يخطئ ويصيب. اهـ
لقاء الباب المفتوح (232 الخميس هو الخامس عشر من شهر محرم عام (1421هـ))

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-11-2012, 06:10 AM
الحمدلله وبعد:

انتهينا من ازالة اشهر الاباطيل الذي يسوقها بعض الرويبضة والحاقدين على الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه, وحان الآن ان نبين بعض الشبهات الذي يلقيها الحاقدون على بني أمية ودولة الامويين هي غالباً تتمحور حول قضية واحدة وهي مسح حسناتهم ومن ثم يخلوا لهم الجو في طعنهم ومن بعد طعنهم لا سبيل الا لإسقاط الخلافة الأموية ونسف انجازاتها للأمة!! فمن الواجب عليّ ان ادافع هنا عن شبهة قذفت والقيت وهي

شبهة بني أمية وهدم الكعبـــــــــــــة

قبل الدخول في صلب الموضوع يجب من توطئة لهذا الامر واجد ان ما قاله المحلل التاريخي أسامة إبراهيم سعد الدين حين مهمة حين قال:

فدولة رائدة عادلة صنعتها يد النبي ـ صلى الله عليه وسلم وساسها خيرة أصحابه ـ رضوان الله عليهم -وهي الخلافة الراشدة- ثم دولة فتوحات وتطوين -وهي الخلافة الأموية- ثم دولة حضارية بالمعنى المادي والمعنوي -وهي الخلافة العباسية-.
فما الثانية إلا نتيجة للأولى وما الثالثة إلا خلاصة المرحلتين الأولى والثانية



فإذا اردنا المفاضلة بين الخلافات فمن الظلم ومن التدليس بمكان ان نفصل كل خلافة عن بعضها البعض لان هذا يترك مجال للنسف وللاسقاط ويترك المجال فسيحاً لمتنفس الحاقدين والمغرظين, ومع عدم فصل الخلافات الاسلامية عن بعضها البعض خصوصاً في الانجازات فان قياس التاريخ يستدعي ان نعلم أن لكل حقبة من التاريخ مزاياها الخاصة وهذا بديهي فمن ارد ان يفصل كل الخلافات عن بعضها البعض ويفاضل بين الحقبات المختلفة كي يخول له الامر في اسقاط اي انجاز قامت به اي خلافة اسلامية فهذا من البغي ومن التدليس والتدنيس بمكان . والان دعونا ندخل للشبهة:

يقول الحاقد: إن بني امية شجعة الحجاج على قتل الزبير ورمي الكعبة بالمنجنيق!!
وانا اقول رداً على هذا الافتراء انه قد ذكر شيخ الإسلام بن تيمية:


"ومن قال إن أحدًا من خلق الله قصد رمي الكعبة بمنجنيق أو عذرة، فقد كذب، فإن هذا لم يكن في الجاهلية ولا في الإسلام، والذين لا يحترمون الكعبة كأصحاب الفيل والقرامطة لم يفعلوا هذا، فكيف بالمسلمين الذين يعظمون الكعبة!! ولما قُتل ابن الزبير، دخلوا بعد هذا إلى المسجد الحرام، فطافوا بالكعبة، وحج بالناس الحجاجُ بن يوسف ذلك العام، وأمره عبد الملك بن مروان ألا يخالف عبد الله بن عمر في أمر الحج، فلو كان قصدهم بالكعبة شرًّا، لفعلوا ذلك بعد". انتهى كلام شيخ الإسلام بنصه.

وهذا هو الكلام الذي يقتضيه عقل العقلاء المنصفين، ولا يُمليه تحامل المتحاملين، وبغضاء المبغضين.
فلو قصد الحجاج الكعبة بالمنجنيق، وضربها من هذا الارتفاع الشاهق، من فوق جبل أبي قبيس، فهل كان يبقى منها حجر فوق حجر - والعياذ بالله - وهل يقبل العقل أن مسلمًا يصلي الخمس مستقبل القبلة يفعل هذا ؟ ولو فرضنا جدلاً أن الحجاج انسلخ من الدين - حاشاه - وأراد بالكعبة شرًّا، فهل كان جنوده وأركان حربه كلهم مثله؟ أيقبل عقل عاقل أن يرتد عن الإسلام جيش الحجاج بكامله، فلا يوجد فيهم من يصيح في وجه الحجاج: ويلك يا عدوَّ الله؟ أم تراهم كانوا خانعين خاضعين أذلاء يضربون الكعبة التي يعظمونها ويصلّون إليها ولا يستطيعون أن يقولوا للحجاج: لا ؟ أيصح هذا في عقل عاقل ؟؟


والان لنفترض جدلاً لا اتفاقاً ان الحجاج بن يوسف الثقفي فعلاً هدم الكعبة حينما ارد قتل الزبير اليس من الظلم والتعدي والبغي ان نمسح حسناااات بني امية في الجهاد والعمارة وتوطين الامة وحماية الاعراض في الثغور!!
واينكم يا حاقدون من قول الله تعالى حين قال:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (8) سورة المائدة

وهذه اول شبهة القاها من القاها كي يطعن في بني امية والى شبهة اخرى وهي تخص ام البنين اخت عمر بن عبدالعزيز رضوان الله عليهم اجمعين.

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-11-2012, 07:23 PM
الحمدلله وبعد:

قبل ان ادخل في الشبهة التالية اجد انه من المهم ان اقول القول الفصل في الحجاج بن يوسف الثقفي وهو لكي لا يظن البعض اننا هنا نعطي الحجاج اكثر من حقه واننا نغفل مساوءه المعروفة غير ان الانصاف عزيز وهذه شيمة العرب والمسلمين واسوق اليكم هذا الكلام المهم في شأن الحجاج

يقول الدكتور . عبد العظيم الديب في موضوعه هوامش علي تاريخ الحجاج
384

هناك شخصيات تكون على موعد مع القدر، تهيئها الأقدار لأداء أعمالٍ حاسمة وللقيام بجهود خارقة، تترك أثرًا يملأ سمع الدنيا إلى الأبد، ومن هؤلاء الحجاج بن يوسف الثقفي رحمه الله، ومثل هؤلاء دائمًا يختلف الناس في تقييمهم، وقد اختلف الناس في الحجاج اختلافًا عظيمًا، فأعداؤه - وهم كُثر - قالوا فيه كل مَنْقصة، ووصموه بكل عيب، وبالغ من بالغ، حتى اخترعوا غرائب وعجائب - تصل إلى حد الخرافة - في نشأته ومولده.
ولا شك أنه كان بالحجاج قسوة وبطش، يجعله ذلك يميل إلى توقيع أقصى العقوبة وأبلغها، ولا يميل قيد شعرة إلى اللين.
هذا القدر من أخبار الحجاج متفقٌ عليه بين كل من تكلَّم عنه من مادحٍ وقادحٍ.

وفعلاً كم هو محق هذا الكاتب الدكتور في سرده,
واذكر قول الامام الذهبي في ترجمته: "وله حسناتٌ ولكنها مغمورة في بحر ذنوبه". فإذن قد كانت له حسنات مغمورة في بحر سيئاته.
385
ولي شخصياً من اروع ما فعله الحجاج هو اغاثة امرأة مسلمة من قبل اهل السند فأعد الحجاج لفك اسر المرأة جيشا بقيادة ابن عمه محمد بن القاسم وفتح بلاد السند وحرر المرأة التي استغاثت به واسلمت باكستان بأكملها بفضله ودعوني في هذا المقام اسوق اليكم ما قاله احد الاعضاء المجلس العلمي انصافاً في الحجاج حين قال الاستاذ أحمد عبد الله حسين:


سؤال تكرر فينا كثيرا = فجاء الجواب هنا مستنيرا
بنقلٍ أمين وبحث رصين = أتى من أبي أروَ بحثا جديرا
هل الظالم الثقفِيْ مسلمٌ = وقد كان في السالفين مبيرا
فكان لأهل العلوم تضا = ربٌ عند حكمهمُ جا خطيرا
فبعضهمُ كفَّر الثقفي = لسفك دم الصحب منه غزيرا
ولم يرع حرمة هذي الدماء = بأدنى اشتباه يَقُدُّ النحورا
وقد كان يبغض آل النبي = لجوجا حقودا حسودا غَرِيرا
ولكنْ له رغم هذا خصالٌ = من الخير قد كان فيها خبيرا
شجاعا لبيبا فصيحا بليغا = يعظِّم قرآن ربي كثيرا
فليس لنا غير تفويضه = وكان الإله سميعا بصيرا

ابن عبد البر الصغير
06-11-2012, 10:11 PM
روي الإمام ابن كثير في البداية والنهاية :[ قال أبو يعلى : ثنا زهير ، ثنا جرير ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن قيس بن الأحنف ، عن أسماء بنت أبي بكر قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المثلة ، وسمعته يقول : يخرج من ثقيف رجلان كذاب ومبير . قالت : فقلت للحجاج : أما الكذاب فقد رأيناه ، وأما المبير فأنت هو يا حجاج . ]

والحديث صحيح رواه الترمذي في جامعه، والمبير هو الذي يُسرف في قتل الناس وإهلاكهم ، وقد خرج عليه الإمام ابن الأشعث مع ثلة من القراء وأهل العلم رحمهم الله لما بلغ مبلغا من الظلم والافتراء لا يُطاق .

وإن كان الحجاج قد قال فيه الذهبي له حسنات في بحور سيئاته فهو ذم له وليس مدحاً، وقد قال فيه :

" الحجاج أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين . كهلا ، وكان ظلوما ، جبارا ، ناصبيا ، خبيثا ، سفاكا للدماء ، وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء ، وفصاحة وبلاغة ، وتعظيم للقرآن . قد سقت من سوء سيرته في تاريخي الكبير ، وحصاره لابن الزبير بالكعبة ، ورميه إياها بالمنجنيق ، وإذلاله لأهل الحرمين ، ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة ، وحروب ابن الأشعث له ، وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله . فنسبه ولا نحبه ، بل نبغضه في الله ; فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان . " - سير أعلام النبلاء - .

وطبعاً فأمره إلى الله تعالى، وقد نهى بعض أهل العلم عن سبه من أبرزهم التابعي شقيق ابن سلمة - أبا وائل - حيث قال الزربقان رحمه الله : [ كنت عند أبي وائل فجعلت أسب الحجاج وأذكر مساوئه ، فقال : لا تسبه وما يدريك لعله قال : اللهم اغفر لي فغفر له] - حلية الأولياء -

كما روى الأصبهاني أن ابن سيرين سمع رجلا يسب الحجاج فأقبل عليه ، فقال : [ مه أيها الرجل ، فإنك لو قد وافيت الآخرة كان أصغر ذنب عملته قط أعظم عليك من أعظم ذنب عمله الحجاج ، واعلم أن الله تعالى حكم عدل ، إن أخذ من الحجاج لمن ظلمه فسوف يأخذ للحجاج ممن ظلمه ، فلا تشغلن نفسك بسب أحد . ]

وهذا المسلكُ هو الذي نرتضيه كما قال الإمام ابن كثير : [ وأما المبير فهو الحجاج بن يوسف هذا ، وقد كان ناصبياً يبغض علياً وشيعته في هوى آل مروان بني أمية ، وكان جباراً عنيداً ، مقداماً على سفك الدماء بأدنى شبهة وقد روي عنه ألفاظ بشعة شنيعة ظاهرها الكفر كما قدمنا ، فإن كان قد تاب منها وأقلع عنها ، وإلا فهو باق في عهدتها ، ولكن قد يخشى أنها رويت عنه بنوع من زيادة عليه ، فإن الشيعة كانوا يبغضونه جداً لوجوه ، وربما حرفوا عليه بعض الكلم ، وزادوا فيما يحكونه عنه بشاعات وشناعات ـ وقد روينا عنه أنه كان يتدين بترك المسكر ، وكان يكثر تلاوة القرآن ، ويتجنب المحارم ولم يشتهر عنه شيء من التلطخ بالفروج ، وإن كان متسرعاً في سفك الدماء ، فالله تعالى أعلم بالصواب وحقائق الأمور وساترها ، وخفيات الصدور وضمائرها . ].

وهذا لا ينفي أن عددا من أهل العلم يلعنه ويسبه وقد قال الإمام ابن تيمية : [ نَحْنُ إذَا ذَكَرَ الظَّالِمُونَ كَالْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ وَأَمْثَالِهِ : نَقُولُ كَمَا قَالَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ :{ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ }وَلَا نُحِبُّ أَنْ نَلْعَنَ أَحَدًا بِعَيْنِهِ ؛ وَقَدْ لَعَنَهُ قَوْمٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ ؛ وَهَذَا مَذْهَبٌ يَسُوغُ فِيهِ الِاجْتِهَادُ ]

مشرف 8
06-11-2012, 10:43 PM
-نرجو من الأخت الفاضلة ألماسة جزاها الله خيرا على سلسلتها النافعة ألا تدافع عن أمثال الحجاج إلا ان يكون مرادها أن المسلمين ينصفون حتى الأعداء والخصوم والمجرمين ونحن أهل السنة نكره النواصب والروافض جميعا.
- وجزى الله الأخ الفاضل ابن عبد البر خيرا ولكن حديث الكذاب والمبير من باب أولى نسبته لصحيح مسلم بلفظ "وأما المبير فما إخالك إلا إياه ".

ابن عبد البر الصغير
06-11-2012, 11:33 PM
-نرجو من الأخت الفاضلة ألماسة جزاها الله خيرا على سلسلتها النافعة ألا تدافع عن أمثال الحجاج إلا ان يكون مرادها أن المسلمين ينصفون حتى الأعداء والخصوم والمجرمين ونحن أهل السنة نكره النواصب والروافض جميعا.
- وجزى الله الأخ الفاضل ابن عبد البر خيرا ولكن حديث الكذاب والمبير من باب أولى نسبته لصحيح مسلم بلفظ "وأما المبير فما إخالك إلا إياه ".

نعم صدقتَ من باب تقديم الأصح .

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-12-2012, 12:28 AM
بورك فيكم استاذنا عبد البر واعتقد انكم احسنتم التصرف حين ما نقلتم وهذا يعطي ميزة لتاريخنا بأنه يكتب ما للفرد وما عليه واشهر قول قيل عنه هو من زوجته ومن اسماء ام الزبير رضي الله عنها وعن ابنها. ومع هذا فتاريخنا حافل ولايجب ان نرضى بالطعن فيه مهما كان.

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-12-2012, 07:12 PM
الحمدلله وبعد:

سردنا الحقائق في شأن بني امية وفي ما يخص التشويه والشبهة التي يلقيها كل معتوه عن بني امية في ما يخص هدم الحجاج للكعبة
وايضاً سقنا الشبهات والأباطيل الذي يلفقها كل كاره لعثمان قبل معاوية رضوان الله عليهم اجميع
والآن دعونا ندخل الى افتراء من نوع اخر وهي في اعراض بني امية المجاهدين رافعين راية الاسلام غرباً وشرقا,
فما هذه الافتراءات؟!

الوليد ديوث وسكير وام البنين تعشق وضاح اليمن!!!

يقول احد المستغربين الذي يحمل افكار استشراقية وهذا يدل على التأثر بكلام باطل وبتزوير تاريخي كبير فيقول القائل ان الوليد كان ديوثاً سكيراً لا يهمه الا الجواري وهذه زوجته ام البنين اخت عمر بن عبدالعزيز تعشق وتهوى وقد شغفها حب فتاة شاهر يمني وسيم الطلعة واسمه وضاح اليمن!!!
فالخلاصة ان الوليد ديوث سكير
زوجته خائنة وزانية!!!

ما هذا الخبث لم يدعوا الاموات من تاريخنا الا ونهشوا اعراضهم قاتلهم الله!!! ولن اطول عليكم واسوق اليكم ما ينسف هذه الفرية وهذه الاباطيل وهذه البشاعة والحقد الدفين لبني امية حتي انهم لم يتركوا سليلة عمر الفارق الا وطعنوها عذبهم الله بما يستحقون.
386
" ألا يوجد بيننا رجل رشيد ؟!"
بقلم \ علي شاوش
مما شاع وسطرته وروته لنا كتب التراث ابتداء من كتاب الأغاني وغيره من كتب التراث ، وما نقل منه عبر العصور المتتالية ما زعموه ولفقوه حول أم البنين بنت عبد العزيز ابن مروان ، زوجة الخليفة الأموي الوليد ابن عبد الملك ، وأخت الخليفة الصالح عمر ابن عبد العزيز يرحمه الله ، وحفيدة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ، تلك القصة الحقيرة التي أشاعها المغرضون وسطرتها كتب التراث وتوارثتها الأجيال جيل عن جيل وتبناها المفكرون "" للأسف " وتبناها الفن فترجمت لأفلام ومسلسلات دون أن يقف كاتب أو مفكرليقول رأيه ويحقق في هذه الفرية لإيضاح الحقائق حول هذه المهزلة التي استملحها الناس وتنا قلوها جيلا عن جيل ، فقد ذكر كتاب الأغاني قصة علاقة ربطت أم البنين رحمها الله بوضاح اليمن ، تقول الرواية عندما قدم وضاح اليمن إلى مكة وقد صادف وجود أم البنين في حج ذلك العام ، فعلمت به وكان وسيما وشاعرا غزليا ، فشغفت به حبا ، وبعد انتهاء الحج اصطحبته معها إلى العراق ، وكانت تسكنه في مخدعها ومنزلها ، وكأن القصر لايوجد به إلا هي وهو ، وليس قصر أمير المؤمنين " الوليد ابن عبد الملك " الذي يعج بالوصائف والخدم والحشم والحرس والزوار والقاصدين لأم البنين فقد كانت تجمع النساء وتكسوهن وتعطيهن الدنانير لهن وللفقراء ،
فهذه بداية فشل القصة وافتضاحها التي قذفت بها الطاهرة أم البنين ، فقد ذكرت الرواية أنه أهدي إلى الوليد بن عبد الملك جواهر فأراد أن يهديها إلى زوجته أم البنين فأعطى الخادم ليسلمها ، فعندما ذهب الخادم ليسلمها وجد ها تجلس مع وضاح فأحست به فقامت وخبأت وضاح في صندوق من صناديقها فشاهد الخادم ذلك ، فطلبها جوهرة فرفضت ..
بربكم هل يعقل أن أم البنين ستبخل أوترفض من إعطاء الخادم جوهره ، وهل سيتجرأ ليطلبها ، وعندما عاد الخادم إلى الخليفة أخبره بما رأى –
كما زعمت القصة – فذهب الوليد إلى مقصورة أومقر أم البنين فوجدها جالسة عل أحد الصناديق تمشط شعرها ، فسألها أو طلبها صندوقا من صناديقها فقالت كل الصناديق ملك أمير المؤمنين ، فقال لها أريد الصندوق الذي تجلسين عليه ، فقالت له هوملكك يا أمير المؤمنين ، ثم يضيف صانع القصة الكذبة ، أن الوليد حفر حفرة عميقة ووضع الصندوق فيها دون أن يتحقق ما بداخله وأهال التراب على الحفرة وأعاد البساط عليها وقال إن كان الذي بلغنا حقيقة فقد دفناك أو أخفيناك وإن كان غير ذلك فقد دفناك أو أخفيناك ووضع كرسيه وجلس عليه –
أنظروا كذب التهمه وتلفيق الحكاية الصارخ الواضح الذي يتناقله المفكرون والرواة ، ونحن نرددها على أنها حقيقة – فهل يعقل أن أم البنين ستختلي بوضاح المزعوم في حياتها دون أن تؤمن نفسها وتغلق أبوابها ، لتترك كل شيء مفتوح لمن هب ودب في قصر يعج بقاطنيه من موظفين وخدم وغيرهم ؟ وهل يعقل أن الخادم سيجسر بالدخول على ملكة دون إذن أو دون أن يعترضه أحد ليطلب له الإذن من أم البنين ؟
ثم أنه لوكان حقيقة ما كشفه الخادم وطلبها جوهرة لكانت أعطته مقابل صمته ؟! وهل يجسر الخادم أن يخبر أمير المؤمنين ويأمن العواقب ، فالمسافة كافية بأن تخفي ذلك في غير الصندوق لو كان حقيقة ؟! ثم أن الوليد ليس ساذجا ولا باردا لهذه الدرجة ليتعامل مع الحدث بكل برود دون تحقق من مصداقيتها ؟ قال تعالى
" يا أيها الذين آمنواإن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين "
ثم أن الغريب لم يخفي السر أيضا بقتل الخادم مع الصندوق ، كيف يتركه طليقا وقد كشف فضيحه وتجرأ على بيته كان على الوليد أن يتأكد من مصداقية الخادم ؟!
شيء عجيب يفضح الكذبة الوصمة في جبين التاريخ والأمة المثقفة التي ترددها على أنها حقيقة دون أن تفكر مجرد تفكير لإنصاف الطاهرة المحسنة المجاهدة الأموية" أم البنين بنت عبد العزيز " نسل أطهر بيت .. حسبي ماهذه إلا كذبة حقيرة قذفت بها أم البنين الأموية التي أوقفت الكبار من الظلم وأفحمت الحجاج ، وكأني بهذه التهمة الحقيرة التي قذفت بها أم البنين ما هي إلا فرية سياسية أو فرية مغرضة من مريض أراد بهالإساءة لأم البنين والبيت الأموي بشكل عام .. ويا كثر المرضى الذين لا يرعوون ترى في وجوههم سمة الرجال وفي قلوبهم مرض الأنذال المليئة بالإساءات الكاذبة وترويجها لتشويه سمعة الآخرين دون حياء أورادع ديني وخلقي عند انعدام شرف الحياء وتبني الرذيلة في القول والفعل . رحم الله أم البنين التقية الحافظة ذات الرأي السديد, وليثيبها الله على ما ابتليت به وليجازي كل مسيء بسوء فعله فيالها من كذبة حقيرة تنزهت منها أم البنين – فيا أيها المثقفون والأدباءوالنقاد " ألا يوجد بينكم رجل رشيد ؟!"

ونحن الان مع موعد اخر وهذا هو الاخطر وهو ما يخص كتاب الاغاني ومؤلفه الاصفهاني
فترقبوا..

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-12-2012, 07:48 PM
شكرا لكم مشرفنا المكرم ومع ان الحجاج ظالم الا ان الانصاف واجب فقد كان سببا في الحفاظ على القرآن من السن العجم وقهر المجوس في دواويين بني امية وفتح السند والهند وكانت تحت رعايته مشروع تنقيط القرآن وقد قال فيه الذهبي ان له حسنات تذهب في بحر سيأته وقد انصف ابن تيمية الحجاج ورفض نسفه ونسف محاسنه على حسب سيأته فلابد من الانصاف وهكذا يعلمنا ديننا وعلى هذا انا اسير ولا اجد نفسي انسف جهده حينما جيش الجيش لانقاذ نساء الثغور وكيف لي ان افعل فلا اجد نفسي استطيع ظلم رجل تحت التراب.

لم اكن اعي ان ردي هذا قد يوحي انني اتعاطف مع قاتل وباغي وظالم كالحجاج فربما خانني التعبير فكما قال الامام الذهبي ان حسناته تذهب في بحر سيأته ومع انه ناصبي ضال ظالم فاسق فاجر سفاك للدماء فقد ذل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل بعضهم .
وقتل وعذب وسجن جمعا من التابعين .
وقد نقل عن جمع من السلف تكفيره .
غير ان مضمون ذكري في هذه المسألة هو جر فعل للحجاج لم يفعله كهدم الكعبة!!
وكنسف بعض الناس اهتمامه بالقرآن والجهاد!!
فلكي ابين انني لا اتعاطف مع الحجاج غير ان في حال الترجمة وفي حال السرد التاريخي لابد ذكر كل الوجوه ولا يجب ان نرضى ان لا يذكر للرجل الامور الحسنة التي فعلها وكانت بتدبيره وتصريفه . ولا ننسى ان للحجاج جزء من تاريخ بني امية بل شغل جزء جيد منه وحقبه لا يستهان بها, الشاهد ان تاريخ بني امية قد تعرض لكثير من التشويه والتحريف والزيادات الغير مقبولة او تستهجنها العقول السليمة ( خاصة ان هذا التاريخ قد كتب في عهد خصومهم من بني العباس وبعد زوال دولة بني امية , ولاننسى كذلك دور الرافضة الكبير في هذا التحريف وخصوصاً في شخصية الحجاج!!
وهذا ما أدين الله به.
وشكراً لمن نوه وبين ونصح.

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-13-2012, 01:09 AM
الحمدلله رب العالمين ومنار الجنة سبيلاً للمتقنين العاملين:

موعدنا اليوم مع العدو التاريخي الدود لأهل الحديث وايضاً بني امية وهو صاحب الاغاني ابو الفرج الرافضي قاتله الله الذي شوه التاريخ الاسلامي والروايات المأثورة بأكاذيبه وخاصة تاريخ بني امية فهذه الجولة هي:

¬°•|[ التحذير من كتاب الأغاني لــ / أبي الفرج الأصفهاني ]|•°¬
391
في كتاب الاغاني كثيراً من الطعن في الإسلام والعرب وخصوصا اّل البيت رضي الله عنهم يظهر ذلك من أخباره عنهم فهو يكتب مثلا عن أحد نسائهم الطاهرات أنها تمازح الرجال كثيرا ويروي لها قصص لا تصدق ثم يقول عليها السلام ليخدع الناس بكلمته لكي يصدقوا فيشوّه أطهر الناس .

وقد قيل لكل انسان يريد الدفاع عن كتاب الاغاني للاصفهاني ان يقراء كتاب السيف اليماني في نحر الأصفهاني لــ / وليد الأعظمي

والآن اترككم مع سائل يسأل وشيخ يجيب عن هذا الأمر الخطير:


أود سؤالك عن قصة أوردها أحد الأخوة في أحد المنتديات يتحدث فيها عن الخليفة / هشام بن عبد الملك ويقول : بأن أحد معاونيه أتى يوماً له بجارية فجلست تُغني لهم وهم يتعاقرون الخمر ثم أنشد معاونه بضع أبيات فقال له الخليفة ما نصه : أعِد بحق عبد شمس فأعاد ثم قال له أعِد بحق عبد حربٍ فأعاد ثم قال له أعِد بحق أمية فأعاد وعندما فرغ قال له الخليفة : يجب أن أقبل كل عضواً منك فقبّل أعضاءه كاملة حتى أعضاءه التناسلية وقد ذكر الأخ القصة في سياق موضوع يتحدث عن تحريم الغناء، وطرح به عدة آراء لمذاهب مختلفة أرجوا من سماحتكم التفضل بالرد عليَّ في أقرب فرصة حتى يتسنى لي حذف الموضوع إن كان ما ذكره إفتراء وجزاكم الله خير الجزاء ووفقكم لما يحب ويرضى .

والجواب : من الشيخ / عبد الرحمن السحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيراً ووفقك لكل خير سيّد ولد آدم عليه الصلاة والسلام كُذِب عليه، فكيف بغيره ؟! ولا يجوز تناقل مثل هذه القصص التي فيها إزراء بالخلفاء، بل لو كان فيها إزراء بِعامة الناس، خاصة إذا ذُكِرت أسماؤهم، لأن في هذا تنقصاً للمذكور، ووقوع في عِرضه من غير بيّنة كما يظهر في هذه القصة صنيعة أعداء الدِّين والعَقل – أعني الرافضة – فإنهم أكذب الناس باعترافهم فهم لم يتورّعوا عن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن الكذب على أئمة آل البيت، فكيف يتورّعون عن الكذب على خلفاء بني أمية، وهم من أبغض الناس إليهم وهذه القصة رواها / الأصفهاني – الرافضي – صاحب كتاب الأغاني على أنها في حق / الوليد بن يزيد و / الأصفهاني من أكذب الناس، وله حكايات عن الخلفاء يُلفّقها، ويَروي عن الرافضة ما يُتنقّص به الخلفاء فلا يُوثَق بما ينقله ولا يما يُلفّقه / الأصفهاني، لأنه ثبت عند أهل العلم قديما أنه يُركّب الأسانيد، وأنه يَفتري الأكاذيب وقد أحسن الأستاذ / وليد الأعظمي في كتابه الذي سمّاه " السيف اليماني في نحر / الأصفهاني صاحب الأغاني " وقد أفاد وأجاد، وأبَان عن شعوبية / الأصبهاني، وعن حِقده الدّفين على الإسلام وأهله فقد أبان عن تضمّن كتاب " الأغاني " لما فيه تنقّص آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإزراء بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد زعم / الأصبهاني أن / الحسن أقرّ / يزيد بن معاوية على شُرب الخمر فلا يُوثَق بــ / الأصبهاني ونَقْلِه، فضلا عن أن يُستدلّ بما ينقله ولشيخنا الشيخ الدكتور / إبراهيم الرَّيّس دراسة وافية حول الكتاب إلا أنها لم تُطبع بعد . انتهى

ومع لقاء آخر بإذن الله.

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-14-2012, 03:57 AM
الحمدلله وبعد:

سوف اركز بإذن الله عن اقوال اهل التاريخ في الدولة الأموية وان شاء الله حين أنتهي من هذه الحقبة سوف نأتي بشبهات وأباطيل طالت بني العباس والدولة العباسية. فلنبداء بطرح حقائق الدولة الأموية
الأمويون والجهاد
399
جاء في أطلس تاريخ الإسلام (ص51): «إن الدولة العباسية لو تنبهت إلى حقيقة وظيفتها كدولة إسلامية، وهي نشر الإسلام لا مجرد المحافظة عليه كما وجدته، لو أنها قامت برسالتها وأدخلت كل الترك والمغول في الإسلام، لأدت للإسلام والحضارة الإنسانية أجَلَّ الخدمات، ولغيّرت صفحات التاريخ. وهكذا تكون الدولة العباسية قد خذلت الإسلام في الشرق والغرب. فهي في الشرق لم تتقدم وتُدخل كل الأتراك والمغول في الإسلام، كما تمكنت الدولة الأموية من إدخال الإيرانيين ومعظم الأتراك في الإسلام وفتحت أبواب الهند لهذا الدين. وفي الغرب قعدت الدولة العباسية عن فتح القسطنطنية. ولو أنها فعلت ذلك لدخل أجناس الصقالبة والخزر والبلغار الأتراك في الإسلام تبعاً لذلك، إذ لم تكن قد بقيت أمام هذه الأجناس العظيمة أية ديانة سماوية أخرى يدخلونها. وهنا ندرك الفرق الجسيم بين الدولة الأموية والدولة العباسية. فالأولى أوسعت للإسلام مكاناً في معظم أراضي الدولة البيزنطية، وأدخلت أجناس البربر جميعاً في الإسلام، ثم انتزعت شبه جزيرة أيبريا (الأندلس) من القوط الغربيين، ثم اقتحمت على الفرنجة والبرغنديين واللومبارد بلادهم بالإسلام، وحاولت ثلاث مرات الاستيلاء على القسطنطنية. أما العباسيون فلم يضيفوا -رغم طول عمر دولتهم- إلى عالم الإسلام إلا القليل، ومعظمه في شرقي آسيا الصغرى»، أي شرق تركيا.
400

قال الدكتور عبد الشافي (587): «أمَّا أبرزُ أمجادِ الأمويين الباقية على الزَّمن: فهي جهودهم في ميدان الفتوحات الإسلامية. فرغم المصاعب الجَمَّةِ التي كانت تعتَرِضُ طريقهم، والقوى العديدة المعادِية لهم، والتي كانت تَشُدُّهُم إلى الوراء، فقد نفذوا برنامجا رائعا للفتوحات، ورفعوا راية الإسلام، ومدُّوا حُدود العالم الإسلامي، من حدود الصين في الشرق، إلى الأندلس، وجنوب فرنسا في الغرب، ومن بحر قزوين في الشمال، حتى المحيط الهندي في الجنوب. ولم يكن هذا الفتحُ العظيم، فتحاً عسكرياً ليبسط النفوذ السياسي، واستغلال خيرات الشعوب، كما يدَّعي بعضُ أعداءِ الإسلام. وإِنَّما كان فتحاً دِينِيّاً وحضارِياً، حيث عَمِلَ الأُمويُّون بجدٍ واجتهاد على نشر الإسلام في تلك الرقعة الهائلة من الأرض، وطبَّقُوا منهجاً سياسياً في معامَلَةِ أبناءِ البلاد المفتوحة، هيَّأَهُم لقبول الإسلام ديناً، حيث عاملوهم معاملةً حُسْنَى في جُمْلَتِها، واحترموا عهودهم ومواثيقهم معهم، وأشركوا في إدارة بلادهم، فأقبلوا على اعتناق الإسلام عن اقتناع ورضا. وبذلك تكوَّنَ في العصر الأموي عالمٌ إسلاميٌّ واحدٌ، على هذه الرقعة الكبيرة من الأرض، أخذ يشق طريقه تدريجياً نحو التَّشابهِ والتماثل في العادات والتقاليد والأخلاق، ومعاملات الحياة. وأخذت أُمَمُهُ وشعوبُه، تنسَلِخُ من ماضيها كُلِّهِ، وتنصَهِرُ في بوتقةِ الإسلام، الذي حقَّقَ لها العزة والكرامة والحرية والمساواة، مُكَوِّنَةً الأُمَّةَ الإسلامية».

قال الدكتور محمد السيد الوكيل، في مقدمة كتابه "الأمويون بين الشرق والغرب" (1|8): «إنَّ الدَّولةَ الأُموية التي فتحت بلاد الهند والسند، حتى وصلت حدود الصين شرقاً، وواصلت فتوحاتها في المغرب العربي، بل وجاوزته إلى أوروبا، حتى فتحت الأندلس، ووصلت جنوب فرنسا، هذه الدولة، لا يُمْكِن أن تَسْلَمَ مِن ألسنة المستشرقين والمستغربين على حَدٍّ سواء؛ لأن هذه الفتوحات المُذْهِلَة، أَوْرَثَتِ الأعداءَ حِقْداً لم يستطيعوا إخفاءَهُ، ولم يقدروا على تجاوزه، بل ظلُّوا يجترُّونه قروناً طويلة، حتى واتتهم الفرصة، بإصابة الدولة الإسلامية بالشيخوخة، التي تُصِيبُ الأمم دائماً من غير تفريق، فانقضُّوا عليها وهي تحتضر، ليأخُذُوا منها ثأرهم، وهي على فراش الموت. ومَهْمَا قال الحاقِدُون عن الأمويين، ومهما أثاروا الزوابع والعواصف من حولهم، فإن تاريخهم حقبةٌ مُشْرِقَةٌ مِن أحقاب التاريخ الفذ. وسيرى الدَّارِسُ لهذه الحقبة: ما نشَرُوهُ مِن الحضارة، وما خلَّفُوهُ وراءَهُم من النظم، وما أنجبوا من القيادات، التي ساقت جيوشهم من نصر إلى نصر، حتى دان لهم أكثرُ مِن نصفِ الأرض المعروفة في تلك الفترة من الزمان. وإذا تركنا الأمويين في الشرق، لِنُلْقِي نظرةً على دولتهم في الغرب، نرى ما لم يخطر لأحد على بال في تلك الفترة، نرى حضارة في العمران، في القصور الرائعة، والمساجد المبهرة، نرى الحدائق في البيوت والميادين، نرى الشوارع المرصوفة والأسواق العامرة».

مشرف 9
06-14-2012, 07:28 AM
الأخ التواضع , يمكننا السماع منك فيما تجيده ولك معرفة به كنقد الإلحاد وغيره , إلا أمور التاريخ والسير , فهذه نعلم مدى قصورك فيها مما دار بيننا من قبل , ولعلك لاحظت أن الإشراف والأخوة المحاورين يقومون باستدراكات على الأخت للتنبيه والتوضيح بما لديهم من علم والحمد لله , فإن كان لك تنبيه على شيء فرجاء التنبيه إليه في القسم الخاص أو الشكاوى وفقك الله

التواضع سيصون العالم
06-14-2012, 07:32 AM
حسنا أخي سأراسلك على الخاص

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-14-2012, 07:34 AM
الأخ التواضع , يمكننا السماع منك فيما تجيده ولك معرفة به كنقد الإلحاد وغيره , إلا أمور التاريخ والسير , فهذه نعلم مدى قصورك فيها مما دار بيننا من قبل , ولعلك لاحظت أن الإشراف والأخوة المحاورين يقومون باستدراكات على الأخت للتنبيه والتوضيح بما لديهم من علم والحمد لله , فإن كان لك تنبيه على شيء فرجاء التنبيه إليه في القسم الخاص أو الشكاوى وفقك الله


رد في منتهى الانصاف بورك فيكم وحقيقة كلام العضوا تواضع حمسني لسرد شخصية ينغاظ منها بعض الناس
:-)

فالى ذلك الحين. وشكرا لكم مشرفنا المكرم.

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-14-2012, 07:41 PM
الحمدلله رب العالمين ولا عدوان الا على الظالمين:

ان الدولة الاموية كانت رمز للفتوحات الاسلامية والاتساع الكبير ومن اقوى واشهر قواد الدولة الاموية هم:
" مسلمة بن عبد الملك " و " قتيبة بن مسلم " و " موسى بن نصير " و " طارق بن زياد "و " محمد بن القاسم الثقفي"

وسوف ابداء بأخر اسم مذكور وهو محمد بن القاسم الثقفي وهذه الشخصية تغيظ بعض الناس الذين للاسف مالوا الى الروايات الاستشراقية والروايات التي كتبها الرافضي الصفوي ابا الفرج فرح نسرد حياة هذا القائد ثم نتبع في السرد للاربع القواد الاخرين وبرغم ان في غيرهم الكثير لكن هؤلاء الخمس القواد والرواد هم الاشهر في الدولة الأموية.

فلنبداء بالشاب القائد الذي لم يتجاوز سن 18 سنة وقد كان على رأس الجويش ومن قوادها. وهو من الأهمية بمكان التنبيه على امر قد يغيب عن الكثير وهو حديثا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه ابن عساكر فى ( تاريخه ) ( 52 / 248 ) عن ثوبان مرفوعا :

( عصابتان من أمتى أجارهما الله من النار , عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى بن مريم )

– صححه الألبانى -

فنرجو بذلك الحديث ان يكون " محمد بن القاسم " وجيشه داخلاً فى هذا الحديث ,

ونسأل الله لهم الفردوس الأعلى وأن يلحقنا بهم على أحسن حال .

توطئــــــــــــــــــــــــــــــــة


ظلّ فتح " الهند " حلم يراود المسلمين من العصور الأولى وفى زمن الخلفاء الراشدين ,

وبدأ التوجه لبلاد " السند " ( باكستان حاليًا ) منذ زمان الخليفة الراشد " عمر بن الخطاب " رضى الله عنه ,

وكان انتصار المسلمين فى " معركة القادسية " فى عهد " عمر بن الخطاب " إيذانًا لهم بفتح " السند " ,

فقد استنجد " كسرى الفرس " ببعض ملوك البلاد المجاورة ومنها " مملكة السند " ,

حيث أمده " ملك السند " بالمال والرجال , الأمر الذى اضطر المسلمين بمهاجمة " السند "

ردًّا على تدخلهم ضدهم فى " معركة القادسية " , ولذلك فإن " البلاذري " يحدثنا عن حملات إسلامية مبكرة

على " السند " كان أولها فى عهد " عمر بن الخطاب " , وكان ثانيها فى عهد " على بن أبى طالب " ,

كما نفهم من رواية " البلاذري " أن " عثمان بن عفان " كان ايضا مهتما بتقصى تحركات " السند " ,

ولكن كانت أكبر الحملات التى وُجهت الى " الهند " وأعظمهما على الإطلاق .. هــي ...

تلك الحملات التى قادها القائد الفذ " محمد بن القاسم " فى زمان " الدولة الأموية " !!


402
ما زالت سيرة " محمد بن القاسم " تُطبع وتباع فى " باكستان والهند " !!!
فالى الملتقى من سيرة القائد الفذ رحمه الله وطيب ثراه

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-14-2012, 09:59 PM
الحمدلله وبعد:

قبل استكمال القاء الضوء على قادة بني امية فأعتقد من الاهمية بمكان ان اسوق النظرة الاجمالية للدولة الاموية وبعمق آخر وهذا كي يعطي للقراء صورة متكاملة وقت قرأته لسيرة هؤلاء الجهابذة.

الدولة الأموية .. وتحكيم الشريعة الإسلامية !
علي محمد الصلابي
403

في حديث الناس عن الشريعة والعقد الاجتماعي للشعب الليبي أو غيره من المجتمعات يكثر الحديث عن شبهةٍ لا أساس لها من الصحة أمام الباحث النزيه، والواقف على الحقائق في تاريخ الأمة الإسلامية، وهذه الشبهة العارية من الأدلة لها حضورها الثقافي والفكري في حديث الشعب وأوساط المثقفين، وهي أن الشريعة الإسلامية طُبّقت في عهد الخلفاء الراشدين فقط؟ وهي تدل على جهل وعدم معرفة دقيقة لتاريخ الأمة وشعوبها، ولي تجربة شخصية فيما يتعلق بالحيل النفسية ومحاولة إقناع المثقف لنفسه بالمعرفة في كتابته أو أحاديثه أو خطابه، وهي أنني عندما نلت شهادة الدكتوراه وهي أطروحتي "فقه النصر والتمكين في القرآن الكريم"، كنت أظن أنني مستوعب للسيرة النبوية والخلافة الراشدة والدولة الأموية والتاريخ الإسلامي، ولكن عند تفرغي للبحث والتنقيب اكتشفت جهلي بالسيرة النبوية، وتاريخ الإسلام، ومرحلة الحروب الصليبية، وعهد الدولة العثمانية، والمرابطين، والموحدين، والدولة الفاطمية.
أقول للإخوة الذين يرون أن الشريعة الإسلامية لم تُطبّق إلاّ في عهد الخلافة الراشدة أو أنها توقفت مع بداية الدولة الأموية... إن الحقائق التاريخية تخالف ما تذهبون إليه وإليكم التفصيل:

عهد الدولة الأموية:
تمت مبايعة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- بعد تنازل خامس الخلفاء الراشدين الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- فأصبح الخليفة للدولة الإسلامية، وكان الفضل لله - عز وجل - ثم للسيد الشريف الخليفة الراشد الحسن بن علي بن أبي طالب؛ إذ وضع مشروعاً إصلاحيا كبيراً خضع لمراحل، وكانت له دوافع وتم على صلح واضح الشروط، ومن ضمن هذه الشروط العمل بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين ولم يكن معاوية بن أبي سفيان ممن يجهل فوائد الشريعة والأخذ بها، وما كان يصدر في المهمات إلاّ عن مشورة من ذوي الرأي، ووجوه الناس، وأشراف القوم، وأهل العلم، وكانت المرجعية للإسلام.
وقيادة معاوية للدولة لم تكن فردية خالصة، فاللامركزية في الحكم والإدارة هي الأغلب، ومشاركة الرجال من أهل الرأي والخبرة في حمل المسؤولية والقيام بأعباء الدولة في السلم والحرب وفي المركز والولايات.
ووجود الإسلام في حياة الفرد والمجتمع والدولة سلوكاً ونظام حكم منذ عصر الرسول - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين قلّل من مظهر القيادة الفردية ومساوئها، وعزز مظهر الشورى، وغلبة الاتجاه العام الثابت في السياسة، والقيادة، والإدارة، وتصريف الأمور، ورعاية المصالح، كما أنّ تحوّل الخلافة الراشدة إلى ملك وراثي لم يكن يعني تحوّلاً كاملاً عن شورى الراشدين، أو ارتداداً عن أوامر الإسلام ومنهجه في الحكم، ولقد بقيت في عهد معاوية والعصر الأموي، كما يقرر ابن خلدون: تغالي الخلافة من تحري الدين ومذاهبه، والجري على مذاهب الحق، ولم يظهر التغيّر إلاّ في الوازع الذي كان ديناً ثم انقلب عصبية وسيفاً، وهكذا كان الأمر لعهد معاوية ومروان وابنه عبد الملك، والدولة الأموية لها حسنات ولها سيئات، ولم تكن خصماً للشريعة، ولا معطلاً لأحكام الله وإليك الأدلة:

أ- القضاء في العهد الأموي:
كان العهد الأموي -وخصوصاً عهد معاوية- امتداداً للعهد الراشدي في عدة جوانب؛ فبقي كثير من الصحابة إلى العهد الأموي، وشاركهم في العلم والفقه والقضاء، وغيرها كبار التابعين، ثم صغار التابعين، كما بقي بعض قضاة العهد الراشدي يمارسون القضاء في العهد الأموي، وبعضهم طال قضاؤهم كشريح بن الحارث - رحمه الله -، وبقيت في العهد الأموي آثار التربية الدينية وسمو العقيدة، وآثار الإيمان والالتزام بالدين والتقيد بالأحكام الشرعية. وظهر في العهد الأموي عدد كبير من المجتهدين الذين كانوا صلة الوصل بين الصحابة والمذاهب الفقهية، وكان العلماء والمجتهدون في العهد الأموي أساتذة لأئمة المذاهب التي ظهرت في العهد العباسي، وكان لهذه الصورة الفقهية الزاهية أثرها الكبير والمحمود على حسن سير القضاء والعدالة في العهد الأموي، وظهر التوسع بالاجتهاد كما بدأت حركة تدوين العلوم الإسلامية والانفتاح على الحضارات الأخرى وترجمة الثقافات والعلوم من الأمم المجاورة، وكان القضاء في العهد الأموي مستقلاً عن أي سلطة أخرى حتى سلطة الخليفة أو الوالي، وما على الخلفاء أو الولاة إلاّ تنفيذ الأحكام التي يصدرها القضاة، واعتمد القضاة على المصادر نفسها التي جرى عليها القضاء في العهد الراشدي، وذلك بالالتزام بالكتاب والسنة والإجماع والسوابق القضائية، والاجتهاد مع الاستشارة، وكان الالتزام بالقرآن والسنة هو الأساس، وهو ما تلتزم به الخلافة، وتتم عليه البيعة، وكان القضاة مجتهدين في إصدار الأحكام القضائية، ولهم الحرية المطلقة في استنباط الأحكام من القرآن والسنة ومقاصد الشريعة، ولم يتقيدوا برأي الخلفاء.
404
ب الفتوحات الإسلامية:
كانت الفتوحات في عهد الدولة الأموية كبيرة جداً؛ إذ قامت الدولة مع حركة الأمة الواسعة بدورها الرسالي، فكانوا ينشرون الهدى في مكان الضلال، والنور في محل الظلام، وينشرون العبودية الصحيحة لله في مكان المعبودات الزائفة للحكام والكهنة والأوثان، ويحررون المستعبدين في الأرض، ويردون إليهم إنسانيتهم الضائعة، ويرفعونهم إلى المكان اللائق بالإنسان، وكانوا ينشرون قيماً من العدل والأخوة والتسامح والتكافل للبشرية لم تسمع بها من قبل، ولا رأتها من بعد في غير الإسلام، وينشرون حضارة حقيقية شاملة شامخة، ولو لم يكن الفاتحون مسلمين حقاً، بمعنى الإيمان بهذا الدين وممارسته في عالم الواقع والتمكين منه عقيدة وسلوكاً وحركة ما حدثت هذه الفتوحات الكبرى في عهد الدولة الأموية خصوصاً في الشمال الإفريقي، وحتى الأندلس وبلاد المشرق وخراسان وما حولها وغيرها من الفتوحات.
إن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- حمى وعزز منجزات الموجة الأولى من حركة الفتح الإسلامي التي قادها وخطط لها الخلفاء الراشدون، فالموجة الثانية لحركة الفتوح هي التي بدأت في عهد معاوية نفسه، واستمرت فيما بعد لكي تبلغ أقصى اتساعها في عهد الوليد بن عبد الملك. ولقد كان معاوية -رضي الله عنه- يملك فكراً إستراتيجياً في إدارة الدولة وتطوير مؤسساتها فقد طوّر المؤسسة العسكرية وخصوصاً الأسطول البحري بحيث أصبح رادعاً لأسطول الدولة البيزنطية، وضيّق الخناق على الدولة البيزنطية بالحملات المستمرة براً وبحراً، وقد أرهق البيزنطيين، وأذاقهم ألوان الفتك والخوف، وأنزل بهم خسائر فادحة، وواصل معاوية فتوحاته في الشمال الإفريقي، وانطلقت حملة معاوية -رضي الله عنه- في عهده، وبرز اسم عقبة بن نافع في تلك الفتوحات، وقام ببناء مدينة القيروان بتونس اليوم، وكان ذلك في عهد معاوية، وقد أصبحت القيروان مركز الإشعاع الحضاري الإسلامي بالمغرب وعاصمتها العلمية، وقد خضعت حركة الفتوحات الإسلامية في عهد الدولة الأموية لأحكام الشريعة الإسلامية، وإن كان هناك بعض التجاوزات في معاملة الرعايا كما حدث في عهد عبد الملك على يد الحجاج بن يوسف الثقفي.

الحكم من الشورى إلى الوراثة في عهد معاوية
صحيح أن النظام الإسلامي للحكم لم ينصّ على طريقة معينة لاختيار ولي الأمر، ولكنه وضع الأساس الذي لا تجوز الحيدة عنه، إلاّ في حالات الضرورة والاضطرار وهو الشورى، وليس للشورى أسلوب خاص أو طريقة واحدة لا تتحقق إلاّ بها، ولكن تتحقق بأساليب شتى، كما بينت في كتب عن الخلفاء الراشدين، ولئن قصد معاوية -رضي الله عنه- بإحداث ولاية العهد في نظام الحكم الإسلامي جمع كلمة المسلمين وحقن دمائهم إلاّ أنه كان قادراً على أن يجعل العهد بعده لغير ولده من كبار الصحابة الموجودين في تلك الفترة، وكان فيهم كفاءات لو أُسند إليهم الأمر، فقد كان الحسين بن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن عمر -رضي الله عنهم- وغيرهم موجودين في هذا الوقت، ولكن معاوية -رضي الله عنه- عدل عن هؤلاء، وقصد ولده ليكون خليفة من بعده، وبذلك حصل التغيير الحقيقي في نظام الحكم الإسلامي فليس التغيير في إيجاد نظام ولاية، ولكن التغيير في أن يكون ولي العهد هو ولد الخليفة أو أحد أقاربه، حتى أصبحت حكومة ملكية بعد أن كانت خلافة راشدة، وإذا كنا مأمورين باتباع سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده، فإن التزام نظام الوراثة ليس من سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا من سنة خلفائه الراشدين، كما أن ترشيح يزيد لم يكن موفّقاً لأسباب منها:
أن المجتمع الإسلامي يومئذ كان فيه من هو أحق وأولى بالخلافة من يزيد في سابقته وعلمه ومكانته وصحبته، كعبد الله بن عمر، وابن عباس والحسين بن علي - رضي الله عنهم - وغيرهم، فأين الثرى من الثريا..
ومنها: مبدأ توريث الحكم من الأب لابنه، وعلى كل تقدير فهذا لا يقدح فيما عليه أهل السنة، فإنهم لا ينزهون معاوية، ولا من هو أفضل منه من الذنوب، فضلاً عن تنزيههم عن الخطأ في الاجتهاد، بل يقولون إن للذنوب أسباباً تدفع عقوبتها، من التوبة والاستغفار والحسنات الماحية، والمصائب المكفرة وغير ذلك، وهذا أمر يعم الصحابة وغيرهم، ومعاوية رضي الله عنه- من خيار الملوك الذين غلب عدلهم ظلمهم، وما هو ببريء من الهنات، والله يعفو عنه، والذي يجب أن نعتقده في معاوية أن قلوبنا لا تنضوي على غلٍّ لأحد من أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - بل نقول: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10] ونقول بأن معاوية اجتهد للأمة خوفاً عليها من الانقسام والفتن، ولا يمكن أن يُحمّل تبعات كل أخطاء الملوك والأمراء الذين جاؤوا من بعده، كما قرر بعض الباحثين، وإذا كان معاوية قد حول الخلافة من الشورى إلى الملك، فإن حفيده معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ثالث خلفاء الأمويين قد أعاد الخلافة من الملك العضوض إلى الشورى الكاملة، وإنه من الإنصاف أن تُصاغ القضية على هذا النحو، بدلاً من التركيز على الشق الأول الخاص بتوريث الخلافة فقط، ولم تستطع الأمة التي أُعطيت حقها في اختيار خليفتها أن تعود إلى شكل من أشكال الاختيار السابق في عصر الراشدين، وبرز بوضوح دور العصبية الإقليمية والقبلية، وحسم في النهاية الصراع الدائر حول منصب الخلافة لمصلحة البيت الأموي، واستطاعت الشام أن تحقق الحسم التاريخي بعمق الالتحام بين بنائها القبلي والوجود الأموي بها. وقد حاول بعض الناس أن يلفقوا على معاوية -رضي الله عنه- تحسّره من بيعة يزيد، فنقلوا عنه أنه قال: 'لولا هوايَ في يزيد لأبصرت رشدي'، والسند من طريق الواقدي، وهو متروك، ونسبوا إليه أيضاً أنه قال ليزيد: 'ما ألقى الله بشيء أعظم في نفسي من استخلافك'، والسند من طريق الهيثم بن عدي، وهو كذّاب ولقد اعتمد بعض الكُتّاب على هذه الروابط، وتحامل على معاوية تحاملاً قاسياً، ولقد تورّط الكثير من الباحثين في الروايات الـضعيفة والموضوعة فيما يتعلق بتاريخ صدر الإسلام نتيجة لجهلهم بعلم الجرح والتعديل، وبنَوْا عليها تصورات وأفكاراً وأحكاماً تحتاج إلى إعادة نظر من جديد.
ومع ما وقع من انحراف في تغيير النموذج الأعلى لنظام الحكم الإسلامي الذي تتمثل فيه روح الإسلام كاملة، وهو الخلافة واستبدال الملك العضوض به إلاّ أن الطابع الإسلامي هو الصفة الغالبة على مظهر الدولة، وتصرّفات الحكام، فالصلاة تُؤدّى في أوقاتها، والزكاة تُحصّل من أربابها، والصوم فريضة لا يُعارض في أدائها، وإقامة الحدود والقصاص دون هوادة لم يقف شيء دون تنفيذها، والجهاد في سبيل الله فريضة ماضية بين رجالها، وبالجملة كانت تعاليم الإسلام مطبقة بحذافيرها.

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-15-2012, 03:08 AM
الحمدلله وبعد:

فقد سردنا الجوانب القضائية من حكم وشورى والجوانب الجهادية من فتوحات اسلامية تحت ظلال الدولة الأموية فالآن نتابع سيرة احد قواد الدولة الاموية وبها يكتمل اركان المتأمل الدارس للتاريخ بشأن الدولة الاموية وسياستها في الحكم. وانقل اليكم ما ذكره الاستاذ محمود حافظ في هذا الشأن:

وإن فى تاريخ هذه الأمة من القدوات فى شتى المجالات ما ليس فى أمة من أمم الأرض ,

منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها !! ومن ضمن هذه المجالات ...

الجهاد فى سبيل الله وبذل الروح والنفس لإعلاء كلمة الله .. فظهر فى هذه الأمة من القادة والفاتحين

ما لا يوجد فى أمة من الأمم من لدن آدم الى قيام الساعة !!!

لو استطعنا حصر اسماء القادة والفاتحين فى تاريخ الإسلام , ماستطعنا الى ذلك سبيلا !! ..

وكانت أعظم عصور الجهاد فى تاريخ المسلمين هى العصور المتقدمة لا سيما فى صدر " الدولة الأموية " !!

بـدأ فـتـوح الـهـنـد :
هو " محمد بن القاسم بن محمد بن الحَكَم بن أبى عقيل بن مسعود بن عامر بن مُعَتِّب الثقفى ",

وُلد " محمد بن القاسم الثقفي " عام 72هـ ,

وكانت بلاد " السند " هى بوابة " مملكة الهند " ومفتاح " شبه القارة الهندية " ,

وكانت وقتها الدولة الإسلامية فى ريعان شبابها وكانت تمتلك أعتى الجيوش ,

وكانت الفتوحات الإسلامية تتوسع شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ,

وكان خليفة المسلمين وقتها هو " الوليد بن عبد الملك " – رحمه الله - , وكان والـي " العراق والمشرق " هو

" الحجّاج بن يوسف الثقفي " .. وكانت الدولة الإسلامية حينئذ هى أقوى الدول فى العالم

ويخطب ودّها كافة الممالك المجاورة كالدولة " البيزنطية " وعاصمتها " القسطنطينية "

وكممالك " الهند " و " السند " وكان أعظم ملوكها وأقواهم بأساّ هو الملك " داهر بن صصَّة "

والملك " دوهر " وكانت هناك ممالك " الصين " !!

وكانت " الدولة الأموية " هى أكثر الدول الإسلامية جهادًا وأعظمها غزواً وأجلّها فتوحاً ,


- وفى هذا المقام نذكر ما قاله " ابن كثير " عن تلك " الدولة الأموية " المجيدة ( 1 ) :

( فكانت سوق الجهاد قائمة فى " بنى أمية " ليس لهم شغل إلا ذلك , قد علت كلمة الإسلام فى مشارق الأرض ومغاربها

وبرها وبحرها , وقد أذلوا الكفر وأهله , وامتلأت قلوب المشركين من المسلمين رعبا ,

لا يتوجه المسلمون الى قطر من الأقطار إلا أخذوه , وكان فى عساكرهم وجيوشهم في الغزو

الصالحون والأولياء والعلماء من كبار التابعين , فى كل جيش منهم شرذمة عظيمة ينصر الله بهم دينه ,

" فقتيبة بن مسلم " يفتح فى بلاد " الترك " , يقتل ويسبى ويغنم , حتى وصل الى تخوم " الصين " .... ,

و " مسلمة بن عبد الملك بن مروان " وابن أمير المؤمنين " الوليد " وأخوه الآخر يفتحون فى بلاد " الروم "

ويجاهدون بعساكر " الشام " حتى وصلوا الى " القسطنطينية " , وبنى بها " مسلمة " جامعا يُعبد الله فيه ,

وامتلأت قلوب الفرنج منهم رعبا , و " محمد بن القاسم " ابن أخي " الحجاج " يجاهد فى بلاد " الهند "

ويفتح مدنها فى طائفة من جيش " العراق " وغيرهم , و " موسى بن نصير " يجاهد فى بلاد " المغرب "

ويفتح مدنها فى طائفة وأقاليمها فى جيوش الديار المصرية وغيرهم .

وكل هذه النواحى إنما دخل أهلها فى الإسلام وتركوا عبادة الأوثان ) أ . هـ ,


ولم تتوجه الجيوش الإسلامية الى " السند " بشكل مباشر ...

حتى كانت الحادثة التى غيرت مجرى التاريخ بعد ذلك ,

ودخل الإسلام على إثرها بلاد " السند " وبدأ التوغل الى " الهند " ..

وهى الحادثة التى حدثت فى عهد " الحجاج بن يوسف " !!
يذكر " البلاذرى " فــي ( فتوح البلدان ) :

( أن البوارج الهندية قد استولت على سفينة كانت تحمل نساء مسلمات أرسلهنّ ملك " جزيرة الياقوت " (2)

هدية الى " الحجّاج بن يوسف " , فنادت امرأة من تلك النسوة وكانت من يَرْبوع :

يا حجّاج ! ... وبلغ الحجّاج ذلك فقال : يا لبيك !!! ,

فأرسل الى " الملك داهر " يسأله تخلية النسوة , فقال :

أخذهن لصوص لا أقدر عليهم ( 3 ) .. فأنف " الحجاج " وأخذته حمية وغيرة وأرسل الجيوش لفتح " الهند " ) ...

كانت استغاثات النساء فى زمان العزة تكفى لأن يتحرك من أجلهنّ الجيش العرمرم ,

كانت استغاثة المرأة هى التى حركت جيوش المسلمين " للهند " ,

وكانت استغاثة المرأة الهاشمية فى زمان " المعتصم " – غفر الله له – هى التى حركّت 920.000 جندى

– كما فى رواية " ابن خلدون " – لفتح " عمّورية " أقدس بقاع " النصارى " ,

وكانت صرخة ثلاث نسوة مأسورات بـ" الكنيسة " هى التى حركت " الحاجب المنصور بن أبى عامر " بــ " الأندلس "

الى " جنوب فرنسا " وأقسم أنه لن يرجع من أرض " النصارى " حتى يكتسح " الكنيسة " !!


ربّ وامعتصماه انطلقـتملء أفـواه الصبايـا اليتـم
لامسـت أسماعهـم لكنـهـالم تلامس نخوة المعتصم



هنالك تبدّى " للحجاج " مدى الإهانة التى تلحق بهيبة المسلمين وخطورتها إن هو سكت على هذا الأمر ( 4 ) ,

وبدأ " الحجاج بن يوسف " يجهّز جيوش المسلمين التى ستغزو بلاد " الهند "

وجهّز " الحجاج " ستة آلاف مجاهد بكامل عدتهم وعتادهم وجهّزهم بكل ما يحتاجون اليه ,

حتى الخيوط والإبر والمال ( 5 ) , وبلغ ما أنفقه " الحجاج بن يوسف " على تلك الحملة

ستون ألف ألف درهم ( 6 ) !! , وهنا بدأ " الحجّاج " ينظر فيمن يوليّه على هذا الجيش الذاهب

الى منطقة خطيرة ووعرة !!
408
أول مسجد فى " شبه القارة الهندية " بناه " محمد بن القاسم " بمدينة الديْبل ( كراتشى ) حاليا " بباكستان "
_____________
(1) البداية والنهاية لابن كثير (6/182)
(2) جزيرة سيلان الآن
(3) الدولة الأموية للصلابى ص51
(5) قادة فتح السند وأفغانستان ص210
(6) الدولة الأموية للصلابى ص52

واسطة العقد
06-15-2012, 03:23 AM
موضوع ممتع، بوركتِ اختنا.

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-15-2012, 11:59 PM
موضوع ممتع، بوركتِ اختنا.
شكراً لك أخية ومرورك الأروع والأمتع.

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-16-2012, 07:15 PM
القائد الشاب


ولا نتعجب من إختيار " الحجاج بن يوسف " لــ " محمد بن القاسم " لقيادة الجيوش ..

ولكن نتعجب لمّا نعلم أن عُمْر " محمد بن القاسم " وقتها كان 17 سنة فقط !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

سبعة عشر عاما !!! .. أى كان شاب فى عمر الزهور .. فى عمر شاب فى الثانوية العامة الآن !! ,

وفيه يقول " حمزة الحنفى " ( 1 ) :


إن المـروءة والسماحـة والنـدىلمحمـد بـن القـاسـم بــن محـمـدِ
ساسَ الجيوش لسبعَ عشرَ حجةًيا قُرْبَ ذلـك سـؤدداً مـن مولـدِ





يا الله ... أيّ فتى كان " محمد بن القاسم " !!!

سبعة عشر عاما ويقود جيوش المسلمين لفتح أكبر الممالك فى ذلك الوقت ,

ويُقاتل أكبر ملوك " الهند " فى ذلك الوقت !!

فهلمّ بنا نرصد تحركات " محمد بن القاسم " وفتوحه وبلائه فى جبهة " الهند " :

أمر " الحجاج بن يوسف " الأمير الشاب " محمد بن القاسم " ان يُقيم بــ " شيراز " حتى يكمل حشد رجاله

ويوافيه ما أعدّ له ( 2 ) , ثم مضى " محمد بن القاسم " الـى " مُكران " ( 3 )

فأقام بها أياما ثم مضى نحو مدينة " فنزبور " ( 4 ) , ففتحها وهزم جيوش الملك " داهر "

ثم أتى مدينة " أرمائيل " وهى من المدن الكبرى بين " مكران " وبين أعظم مدن " السند " ( الديْبل )

فاستطاع ان يفتحها وضمّها الى باقى البلاد التى فتحها منذ أن وطأت خيله أرض " السند " .. !!
بقايا " قلعة داهر " بإقليم " السند " !!
ثم واصل " محمد بن القاسم " فتوحه ومسيره حتى وصل الى مدينة " الديْبل " أعظم وأهم مدن " السند " وأهمها ,

فقدمها يوم جمعة ووافته سفن كان حمل فيها الرجال والسلاح والأداة , فخندق حين نزل " الديْبل "

وأنزل الناس منازلهم ونصب منجنيقا يُقال له " العروس " كان يمد به خمسمائة رجل ( 5 ) ,

وهنا تتجلى عبقرية " محمد بن القاسم " العسكرية ودهاءه العجيب ..

لما حاصر " محمد بن القاسم " تلك المدينة " الديْبل " ( 6 ) طال حصاره ,

وكان بها معبد كبير " للهنادكة " ومنصوب على هذا المعبد سارية عظيمة مربوط بها راية حمراء

وكان " الهنود " يعظمون هذا المعبد وتلك الراية , فأمر " محمد بن القاسم " جنوده المدربين

أن يقذفوا هذه الراية ويسقوطها بالمنجنيق .. فرمى المعبد بحجر " المنجنيق العروس "

فكسره فتشائم الكفار لذلك وانحطت معنوياتهم بذلك , وظل محاصرًا " الديْبل "

حتى خرج اليه " الهنود " وحماة البلد ولكنه هزمهم حتى ردهم الى البلد ,

ثم أمر بالسلالم فنصبت وصعد عليها الرجال , وكان أول صعودا رجلا من " بني مراد " من أهل " الكوفة " ,

ففتحت المدينة عنوة فاستباحها ثلاثة أيام , ولكنّ عامل " ملك السند داهر " عليها هرب عنها سالماً ( 7 ) ,

واستولى المسلمون على " الديْبل " وأقام بها " محمد بن القاسم " مسجداً ,

وترك بها حامية تتكون من أربعة آلاف جندى , وأصبحت " الديْبل " أول مدينة عربية في " الهند " ( 8 ) ...

وكان هذا المسجد الذى بناه " محمد بن القاسم " هو أول مسجد بُنى فى هذا المنطقة ( 9 ) !!

413

ونزل الخبر على " الملك داهر " كالصاعقة , على أن " داهر " لم يستسلم للهزيمة ,

بل عول على مقاومة الزحف الإسلامى , فاتجه الى الداخل , وأعد العدة لاستئناف القتال

فى موضع يقع شرق مصب " نهر السند " ظنا منه أن النهر يعرقل عبور المسلمين له ( 10) ....

مقتل " الملك داهر " ملك السند :


ثم أتى " محمدٌ ابن القاسم " ( البيرون ) ( 11 ) فصالحه أهلها , وجعل لا يمر بمدينة إلا وفتحها وهزم جيوشها ,

ثم سار الى " نهر مِهران " فزل فى وسطه , وبلغ خبره " داهر " , فاستعد لمجابهته ( 12 ) ,

وعبر " محمد بن القاسم " النهر مما يلى بلاد الملك " راسل " ملك مدينة ( القَصّة = كَجْ ) وهى من بلاد " الهند " ,

وهناك لقى " محمد بن القاسم " قوات الملك " داهر " أعظم ملوكهم وكان يمتطى فيله وحوله الفيلة والخيول

والجيوش العظيمة , وبدأت معركة عنيفة وشرسة واقتتلوا قتالا شديدا لم يُسمع بمثله ( 13)

واستخدم " الهنود " الفيلة والنبال والنفط واستمر القتال حتى المساء وترجل " داهر "

وظل يُقاتل حتى قُتل ولله الحمد والمنة , وانهزم أصحابه وقتلهم المسلمون كيف شاءوا ( 14) ,

وكان الذى قتله – أي " داهر " – " القاسم بن ثعلبة بن عبد الله الطائي " ( 15) ,

فقال – رحمه الله – فى هذه المناسبة يفتخر بقتله " للملك داهر " ( 16) :

الخيلُ تشهد يوم داهَـرَ والقَنـاومحمدُ بن القاسـم بـن محمـدِ
أنّى فَرَجْتُ الجمع غير مُعرِّدِحتـى علـوتُ عظيمهـم بمُهنَّـدِ
فتركتُه تحت العَجـاج مُجنـدلاًمتعفّـر الخدّيـن غـيـر مـوسّـدِ

وكان هذا الإنتصار من أعظم إنتصارات " محمد بن القاسم " , وتخلص بذلك من أكبر ملوك " السند " وهو :

الملك " داهر " , ثم واصل " محمد بن القاسم " فتوحاته , فلا يمرّ على بلد إلا فتحها وأذل ملوكها ,

وأذعنت له الممالك وذلت له جنود " الهند " ولم تكن هناك قوة أمامه إلا قوة الملك " دوهر " ملك " الكيرج " ,

فأتى المدينة العتيقة " برهمناباد " وكان فيها فلول جيش " داهر " , فقاتلوه , ففتحها " محمد ابن القاسم " عنوة ,

وقتل بها ثمانية آلاف , وقيل : ستة وعشرين ألفا , وخلّف فيها عامله ( 17) ..
414

نموذج لمنجنيق استخدمه المسلمون فى فتوح " السند " أيـام " محمد بن القاسم " !!


ثم واصل " محمد ابن القاسم " تقدمه حتى وصل الى مدينة " المُلْتَان " أعظم مدن " السند " الأعلى

وأقوى حصونه , فامتنعت عليه شهورا وقاتله أهلها , فانهزموا ( 29 ) ,

وكان بتلك المدينة معبدا من أكبر معابد " الهنود " فى هذا المنطقة , وكانت تُهدى اليه الأموال وتُنذر له النذور

ويحجون اليه وكان به صنم كبير يزعم " الهنود " أنــه " أيوب " – عليه الصلاة والسلام –

وكان " الهنود " يطوفون به ويلحقون روؤسهم ولحاهم عنده ,

وكان فى هذا المعبد قناطير مقطنرة من الذهب والفضة , ثم جاء رجل من أهل المدينة مستأمن فدلّ " محمد ابن القاسم "

على مكان الماء الذى يشرب منه أهل " الملتان " فقطع الماء عنهم , فاشتد عليهم الأمر حتى نلزوا على حكمه ,

فقتل " محمد ابن القاسم " المقاتلة وسبى الذرية , ثم سبى سدنة المعبد وهم ستة آلاف ,

وأصاب مالاً كثيرا جمعه فى بيت طوله عشرة أذرع وعرضه ثمانية أذرع يُلقى اليه من كوة فى وسطه ,

فسميت " الملتان " : فرج ( أو ثغر ) بيت الذهب ( 30 ) ....


كان إستيلاء " العرب " على " الملتان " أهمية كبيرة , نظرا لأهميتها الكبيرة عند " الهنود " من الناحية الدينية ,

إذ يوجد به المعابد الكبيرة يحج إليها " الهنود " من كل حدب وصوب , ويهدون الأموال الى الصنم المقام هناك ,

وينذرون له النذور , ويطوفون به ويحلقون روؤسهم ولحاهم عنده , وبسقوط " الملتان " فى ايدى " العرب "

اصبح " وادي السند " بأكمله فى حوزتهم ( 31 ) ... !!


ولقد أنجز " محمد ابن القاسم " هذا الفتح فى المدة بين سنة 89هـ الى سنة 94هـ ,

وازداد إعجاب " الحجاج بن يوسف " بابن أخيه " محمد بن القاسم " وازدادت مكانته فى نفوس المسلمين ..

وعظمت فتوحات " محمد بن القاسم " وكثرت الغنائم جدا , حتى أن " الحجاج بن يوسف "

نظر فى النفقة على ذلك الثغر – " السند " – فكانت ستين ألف ألف درهم !! ,

ونظر فى الذى حُمل فكان " مائة ألف ألف وعشرين ألف ألف " فقال :

( شفينا غيظنا , وأدركنا ثأرنا , ازددنا ستين ألف ألف درهم ورأس " داهر " ) ( 21) ..
_______________________________
(1) الكامل فى التاريخ لابن الأثير (4/287)

(2) قادة فتح السند وأفغانستان ص211

(3) بلاد تمتد من جنوب شرق إيران حتى غرب باكستان

(4) مدينة بين مكران والديْبل من أرض السند

(5) الكامل لابن الأثيرص250

(6) مدينة كراتشى اليوم

(7) الدولة الأموية للصلابى ص53

(8) بلاد الهند فى العصر الإسلامى ص9

(9) قادة فتح السند وأفغانستان ص212

(10) بلاد الهند فى العصر الإسلامى ص10

(11) الصواب انها(النيرون)انظرقادة السند وأفغانستان ص212

(12) قادة فتح السند وأفغانستان ص213

(13) الكامل فى التاريخ ص251

(14) قادة فتح السند وأفغانستان ص213

(15) الدولة الأموية للصلابى ص53

(16) الكامل فى التاريخ ص251

(17) الإعلان بما فى الهند من أعلام ص35

(18) قادة فتح السند وأفغانستان ص215

(19) المصدر نفسه : ص215

(20) بلاد الهند فى العصر الإسلامى ص10

(21) قادة فتح السند وأفغانستان ص215

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-17-2012, 04:39 AM
الحمدلله وبعد:

جاءت لي فكرة وانا اتابع بعض كتاباتي وقرائتي عن الشيعة الروافض يعني تخيلوا سلطان شيعي رافضي حرم العنب على شعبه لمدة ليست بالقصيرة لكونه علم ان معاوية رضوان الله عليه كانت تتوق نفسه للعنب!!! الى هذه الدرجة!! يا للهوووووووول. بس كي ازيد في اثبات التدليس لهؤلاء الناس ليس عبر العصور الماضية فحسب بل عبر العصر الحالي وهو فديوا عن احدى احد البلدان القريبة الى سويداء القلب وهي المغرب فتابعوا المقطع:


http://www.youtube.com/watch?v=QWoCG0HJLgw

هذا المقطع هو لكي يثبت التدليس والتزوير القذر لهؤلاء الشيعة ورح
وانتظروا هذا هو علم المغرب الذي يتكلم عنه:
417
علم جمهورية الريف (1921 – 1926), وايضاً هذه الرمز لخاتم الأمير والسلطان وهي نجمة يهودية

وهذا ايضاً دليل يسوقه المفبركين على مغرب العروبة:
418
خاتم سليمان السداسي كما يظهر في عملة مغربية لعام 1873

لي رد على هذا الكلام الباطل الزائف بس بدي المغاربة يطلوا على هذا الموضوع بدي ياه ينتعش شويتين
O_o

لازم تحبوا التاريخ يا جماعة واذا ما في حب للتاريخ ما فينا ندافع عن امتنا وطبعاً ربما تبدوا هذه المشاركة لأول وهلة انها خارج الموضوع غير انها لها زاوية مختلفة بس هي في صلب موضوعي
^_^

طالبة علم و تقوى
06-17-2012, 07:22 AM
بس بدي المغاربة يطلوا على هذا الموضوع بدي ياه ينتعش شويتين
O_o

و ها واحدة منهم ستدشن إنعاشه مثل ما بدّك :)):

بداية موضوع النجمة الخماسية و السداسية هذا طالما حيرني و خصوصا السداسية لأنني كنت أراها أحيانا في النقوش الجبصية التي تزين أسقف بعض المنازل المغربية خصوصا القديمة أو على بعض الزليج التقليدي و فيما بعد علمت أن هذه النجمة السداسية كانت تستخدم كزخرف في العمران الإسلامي الأندلسي بكثرة ...هذا ما أخبرتني به صديقة طالبة في الهندسة المعمارية ، كما أنها تظهر على بعض المخطوطات للمتصوفين المبتدعة الخاصة بالتنجيم خلال العصر العثماني و حتى الأموي ..أي كان لها إستعمال قبل إتخاذها رمز للصهاينة ...



هنا نجدها في إحدى الزخرفات على عمران إسلامي
http://inlinethumb54.webshots.com/34229/2923920250103460151S425x425Q85.jpg

على مخطوط عثماني
http://www.safita.cc/VB/upload/userimages/b308v.jpg

و بصراحة لا أستطيع الجزم بالحقيقة التاريخية لهذه النجمة التي أبغضها مهما كان أصلها لأنها رمز يذكرني باليهود .

أما الخماسية فقد تضاربت في أصلها الأقوال فمرة هي علامة وجدت في آثريات بابل للآلهة عشتار كناية عن الجمال و تارة نجدها في الرمز الماسوني و مرة أخرى ترمز للشيطان والسحرة و مصادر تقول إستمعلها المسلمون قديما رمزا لتعاكس طريقي الهدى و الضلال .

و ما تؤكده المصادر التاريخية المغربية أن السلاطين المغاربة أضافوا النجمة الخماسية لمخالفة الشييوعيين المعروفين باللون الأحمر .

و يعتمدون عموما التفسير التالي :


http://nsa22.casimages.com/img/2012/03/21/120321013145677485.jpg


لكن ما يزعجني حقا في رموز علمنا و شعارها " الأسدين و الشعاع قرب النجمة " لأنه قريب شيئا من شعار البريطان و معروف عن هذا الأخير رمزه للنظام الماسوني بوضوح ...عموما الله وحده من يعلم حقيقة هذه الرموز التي ما أنزل بها من سلطان و هو خبير يعلم بِنوايا من أسسوها و اعتمدوها .

لكن كل هذا لا يهم ولا يزعزع إسلامية بلادنا أبدا و لا تغني الرموز و لا تسمن من جوع لبلد تشرب عقيدة الإسلام و نافح من أجلها قرونا طويلة و أسست على أرضه دول إسلامية قوية كالموحدين الذين حاربوا القشتاليين الإسبان في الأندلس لتقوية شوكة الإسلام فيها و توحيدها من جديد بعد أن إنقسمت لطوائف ...

و أخيرا أقول إنّ الله مطلع على القلوب و السرائر ..وسيفصل بين العباد من كل الأوطان و الأمم جميعا يوم القيامة " وتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " و الحمد لله أننا من أمة سيد الخلق (ص) و أشرفهم جميعا.

الحقيقة موضوع مفيد إستفدت منه جزاك الله خيرا أخية على هذا المجهود الطيب ، و أنا أحب علم التاريخ لأنه يساهم في فهم الحاضر بشكل أفضل بل قد يكسبك خبرة تعتمد عليها للتكهن للمستقبل و الله وحده علام الغيوب ...لكن صعب جدا أن نجد وثائق تاريخية نزيهة دقيقة لم يتعصب أهلها في تسطير وقائعها وظلوا ملتزمين بالحيادية ...و هذا ما يميز سنتنا النبوية الشريفة مصدر تشريعنا الثاني التي اعتمدت منهجية صارمة لتحري الصدق و الإستقامة لم يشهد لها مثيل بعون من الله ! و حق للمسلمين أن يفاخروا بها الأمم جمعاء على قول أستاذنا الفاضل أبو القاسم المقدسي ...


باركك المولى أخية تسجيل متابعة إن استطعت بإذن الله.

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-17-2012, 06:11 PM
الله ايه الاتحافات التاريخية دي رائع ويكفيني مرورك صراحة واشكرك على اضافاتك المتميزة وانتي جبتي مربط الفرس في الموضوع يا طالبة وامتداداً مما قلتيه اضيف التالي:

ان اسم النجمة هي فعلاً اسمها نجمة اسرائيل واسرائيل هي تشير الى النبوة والرسل الذي كانوا يبعثوا لبني اسرائيل وفي التاريخ اول من استخدمها في البناء وفي القصور هو النبي داوود فتسمى حقيقة نجمة داوود وقد ذكر في التاريخ ان اتساع استخدام النجمة في المباني في عهد سليمان عليه السلام وحينها تزوج ملكة سباء فإنتقلت هذه النجمة الى اليمن من خلال التحام اهل اليمن بالشام الشاهد انها لم تذكر اي النجمة في العهد القديم الا ان اليهود سرقوها بعد القرن التاسع عشر بعد وجود الاثار التي شاهدوا فيها هذه النجمة الاسلامية على المساجد والاثار الاسلامية وبكثرة فحاولوا في تشويه وتزوير التاريخ حتى يكون لهم مستندا تاريخيا وشرعيا لامتلاكهم الارض من الفرات الى النيل وللعلم ان القائد العظيم خير الدين بربروسة رحمه الله كان في القرن السادس عشر وقد كان اسيتخدها الاسطول الاسلام كشراع وفي السفن كنحت كثيراً وهذا دليل على ان النجمة هي حق لنا وتاريخ لنا

ولاحظوا هذه الصورة وهذه فيها طرفة:
419

وطبعاً هذه نصوص من كتب اسلامية وفيها هذه النجمة ومن الظريف ان نفس هذه النجمة في كتب البخاري واحاديثه ولهيك ليش تشوفي الشيعة يقولون ان البخاري كان يهودياً
O_o
يعني الرد على هذا الافتراء التي جاء بها هذا الرافضي الذي كان في الفديوا مع الشيخ العرعور فأرأيتم من فهم التاريخ قد ئيش يكون الحجة قوية وليس هذا فحسب بل من الدولة الأموية كانت النجمة السداسية تستخدم في المساجد والمكاتب وكثر استخدام هذه النجمة في الأندلس كون الأندلس إمتازت بدمج الثقافة اليمنية والشامية والمصرية والمغربية في بناءها فصارت الأندلس ومبانيها من أجمل المباني علي مدار التاريخ بدمجها الهندسي للمباني ومنها هذه النجمة السداسية التي كانت مفهومة عند الكثيرون علي انها رمز اصلا لسيدنا سليمان النبي عليه السلام. فإذن النجمة هذه من ارثنا وهذا ما يجب على كل مسلم ان يعرفه وكوننا تكلمنا عن المغرب الحبيب فهذه بعض لمساتي ومعلوماتي الخاصة التي احطها عن المغرب:



㋣鬏㋬ العلم المغربي بداء باللون الأبيض ومن ثم اضافة اللون الاحمر وبعديها المكعبات البيضاء مع السوداء بالخلفية الحمراء ففي كل مرة تأتي مملكة جديدة تحكم المغرب فتضيف وتشكل شيئ من الشراع والعلم المغربي حتي وصل الينا بهذا الشكل المتعارف عليه الآن.

㋣鬏㋬ يجب ان نعلم ان كيد الكائدين وحقد الحاقدين يدسون السموم في حضارتنا وتاريخنا وتاريخ المغرب لم يسلم من هذا الدس المسموم من كيد وحقد فقد قيل ان المغرب كانت دولية يهودية واستندوا الي ذلك بنجمة سليمان وداوود النبيان الكريمان لكن يجب ان نعلم ان هذه النجمة ليست من إرث اليهود بل هي من إرثنا ومن تراثنا ومن حضارتنا وتاريخنا فهي ليست حكراً علي شعب معين ولا دين معين وهي تعود الينا فنحن ما استخدمناها قبل ما يفكر اليهود بإستخدامها.

㋣鬏㋬ ان المغرب العربي يمتاز بالديكور الجميل الأخاذ الخلاب وهو الديكور المغربي الرائع الفريد من نوعه وهو ما يسمى بالطراز الأندلسي

㋣鬏㋬ ثقافات وزي المغرب وعاداته فمن اهم الاشياء يجب ان يعرفها العارف عن المغرب ان الشاي الصحراوي المغربي هو مغربي عربي مو من التراث الصيني كما يقول البعض!!

وفديوا هنا رائع تابعوه مستمتعين ومتأملين وبعد الفاااااااااصل نوااااااااصل


http://www.youtube.com/watch?v=BpKs8jEBCO8&feature=player_embedded

طالبة علم و تقوى
06-18-2012, 12:19 AM
شكرا لكِ أخية على هذا التوضيح و يسرني المرور على موضوعِك.

و لي تعقيب أخير على المقطعين الذين أدرجتيهما:
صدق من قال إتفق العرب على أن لا يتفقوا و الله عيب و نحن أمة الإسلام ! و كم تضل راسخة قولة الفاروق الشهيرة و يزيد الزمان إثباتا لها " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ".
نتحسس من كل شيء نفترق لأتفه الأسباب ننسى بسهولة آصرة العقيدة التي تجمعنا حقا فتطفو على السطح بسرعة حمية العرق و تبرز من جديد حقيقة الحدود التي تفصلنا فنقع بسهولة في فخاخ أعداء الله ....
و ما حال سوريا الحبيبة التي يتفرج عليها الكل إلا خير مثال على درجة الهون الذي قُذِف في قلوب الأمة و أما فلسطين العظيمة أرض الأنبياء فحالها أول من كشف على حقيقة الأمة و ما صارت عليه .
الهم إرحمنا الهم إرحمنا الهم إرحمنا .

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-18-2012, 12:38 AM
صدق من قال إتفق العرب على أن لا يتفقوا و الله عيب و نحن أمة الإسلام ! .
الشكر موصول لكِ يا طالبة واما عن قولك هذا فأهم شي ان نعيه ان الاتفاق لن يأتي الا بإتباع الشريعة وكما قيل لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف هذه هي بكل بساطة ولهيك ليش تجدي ناس يتكلمون وهم ليس اهلاً للتكلم وتجدين ناس يتبعون اشياء تمس في عقيدة الولاء والبراء ولهيك ليش فإن كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة والله ينصر اهلنا في سوريا الجريحة وفلسطين الأبية واليمن الحزينة ومصر العريقة والله المستعان وعليه التكلان

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-19-2012, 03:38 AM
الحمدلله وبعد:
لازلنا ندافع عن الدولية الاموية واتينا بالأباطيل وابطلناها وبينا دسها ومكامنها واسبابها ومصدرها ونبين لفتات بسيطة عن قواد بني امية ومن ثم ننتقل الى الدولة العباسية بإذن الله:

مسلمة بن عبد الملك شبيه سيف الله المسلول خالد بن الوليد:
441
مسلمة بن عبد الملك من أبطال عصره، بل من أبطال الإسلام المعدودين، حتى كانوايقولون عنه أنه خالد بن الوليد الثاني؛ لأنه كان يشبه سيف الله المسلول في شجاعته وكثرة معاركه وحروبه، ويقول عنه المؤرخ يوسف بن تغري: روى صاحب كتاب النجوم الزاهرة هذه العبارة: كان شجاعا صاحب همة وعزيمة، وله غزوات كثيرة. ويقول عنه ابن كثير: وبالجملة كانت لمسلمة مواقف مشهورة، ومساعٍ مشكورة، وغزوات متتالية منثورة، وقد افتتح حصونا وقلاعا، وأحيا بعزمه قصورا وبقاعا، وكان في زمانهفي الغزوات نظير خالد بن الوليد في أيامه، وفي كثرة مغازيه، وكثرة فتوحه، وقوةعزمه، وشدة بأسه، وجودة تصرفه في نقضه وإبرامه، وهذا مع الكرم والفصاحة.، ويقول عنهصاحب العقد الفريد: ولم يكن لعبد الملك ابن أسد رأيا، ولا أزكي عقلا، ولا أشجعقلبا، ولا أسمع نفسا، ولا أسخى كفا من مسلمة.

قتيبة بن مسلم أسطورة الفتح الإسلامي
442
ليس من قبيل المبالغة أن يطلق على القائد "قتيبة بن المسلم الباهلي" العديد من الألقاب تكريمًا له، وذلك نظرًا للإنجازات المذهلة التي حققها في الفتح الإسلامي، والتي جعلت منه فاتح المشرق الإسلامي، فقد وصل بفتوحاته إلى الصين، وهي الفتوحات التي كانت السبب في دخول الكثير من الأقوام في دين الله تعالى لما رأوا في شخصية الفاتحين وقائدهم تجسيدًا لعظمة الدين الإسلامي.

فمن "كبير المجاهدين" إلى "عملاق الفتوح"، تتوالى الألقاب على ذلك القائد المسلم، الذي صار اسمه علمًا على الفاتحين المسلمين لدرجة أن البعض لقب "طارق بن زياد" فاتح الأندلس باسم "قتيبة المغرب"، وليس هناك دليل على عظم قدر "قتيبة" أكثر من ذلك اللقب, وبالتالي صار من حق ذلك الفاتح العظيم أن يلقى بالضوء على حياته لكي يرى المسلمون منها لمحات تؤكد أن لهذه الأمة الإسلامية من التاريخ ما يجعلها قادرة على تجاوز أية عثرات تمر بها.
بداية رحلة قتيبة بن مسلم الجهادية :

ولد هذا الفاتح العظيم في العام 48هـ, وفي بعض الأقوال 46 هـ، وقد كانت الفترة التي نشأ فيها فترة اضطراب سياسي عظيم في الدولة الإسلامية، وكان والده "مسلم بن عمرو" من الذين رافقوا "مصعب بن الزبير" الذي عينه "عبد الله بن الزبير" واليًا على العراق في تلك الفترة المضطربة من التاريخ الإسلامي.

وترجع بدايات الرحلة الجهادية لـ"قتيبة بن مسلم" عندما اختاره القائد الكبير "المهلب بن أبي صفرة" كواحد من خيرة المقاتلين، وأرسله إلى والي العراق آنذاك "الحجاج بن يوسف الثقفي"، فأخضعه للعديد من الاختبارات التي أثبتت بعد نظر "ابن أبي صفرة" في حنكة ومهارة "قتيبة" حيث ولاه "عبد الملك بن مروان" ولاية الري، التي أبلى فيها بلاء حسنًا، فما كان من "الحجاج" إلا أن جعله واليًا على إقليم خراسان في العام 86 هجرية، لينطلق محلقًا في سماء الفتوحات منذ ذلك الحين.

ويرجع السبب في أن ولاية خراسان كانت المنطلق الرئيسي في رحلة الفتوحات, أن هذه الولاية لم تكن مستقرة ولم تكن قد دانت كلها بالسيطرة للمسلمين، وبالتالي كانت في حاجة إلى الكثير من الجهد إما لاستكمال الفتوحات أو تأمين المناطق التي تم فتحها بالفعل.

ومن بين السمات التي ساعدت قتيبة في القيام بفتوحاته حنكته وخبرته بالرجال سواء بين الأصدقاء أو في أوساط الأعداء، فعندما أخبروه بأن تمردًا وقع في خراسان وأشير عليه بإسناد أمر إخماد التمرد للقائد "وكيع بن الأسود" الرجل الثاني في جيش "قتيبة"، رفض الفاتح قائلاً: إن وكيعًا به من الكبر ما قد يجعله يقلل من قدرات أعدائه، مما قد يجعلهم يأخذونه على غرة.

وهذا الموقف يشير إلى أن "قتيبة" كان حكيمًا في اختيار رجاله, فقد اختار مساعده من قبيلة بني تميم تلك القبيلة المتمرسة في القتال، والتي لعبت دورًا كبيرًا في الفتوح الإسلامية، إلا أنه رفض وضعه في موضع إخماد التمرد، مما يعني أنه كما يعرف للرجال مقدارهم فإنه يعرف قدراتهم.

وبالإضافة إلى ذلك، أفلت "قتيبة" من فخ أعده له أحد العملاء المزدوجين ويسمى "تندر" أو "تنذر"؛ فقد كان هذا الرجل عميلاً لدى "قتيبة" أثناء حصاره لمدينة تسمى بيكند كانت تتبع بخارى فقام أهل البلدة بتجنيد هذا العميل، فحاول إيهام "قتيبة" بأن "الحجاج بن يوسف" قد خلع من ولاية العراق لكي يدفع "قتيبة" لفك الحصار عن المدينة والعودة للعراق، إلا أن القائد المسلم أدرك بحنكته أن الرجل يكذب، فاستمر في حصار المدينة وأمر بقتل الخائن، وسرعان ما فتحت المدينة، بل وعادت على المسلمين بالمال الوفير الذي ساهم في الانطلاق نحو حدود الصين؛ لأن هذه المدينة كانت مهمة اقتصاديًّا وكان يطلق عليها "مدينة التجار".

كذلك كان يعرف كيفية دعم المقاتلين واختيار كل مقاتل للمهمة التي عليه القيام بها، فلكي يحفز المقاتلين على المزيد من الفتوحات، طلب من "الحجاج بن يوسف" أن يوزع الغنائم على المقاتلين المجاهدين للتخفيف من حدة ألمهم جراء الغربة وفراق الأهل، فوافق "الحجاج" مما كان له أكبر الأثر في دعم الروح المعنوية للجنود، ونفس الأسلوب اتبعه مع الرجال في فتح بخارى فنعود مرة أخرى إلى بيكند, حيث كان حكام المدينة قد حشدوا كل جيوشهم في معسكر واقع على نهر بالمدينة، فصار هذا المعسكر أمنع نقطة في المدينة وبالتالي كان اقتحامه يعني فتح المدينة، لكن القيام بهذه المهمة كان في نظر الكثيرين ضرب من المستحيل.

فما كان من قتيبة إلا أن اختار قبيلة بني تميم ذات الباع الطويل في القتال لكي تفتح تلك المدينة وتقتحم ذلك المعسكر الحصين، ونادى فيهم أن "من جاء برأس كافر فله 100 دينار"، كما أن "وكيعا"، قد دعا قومه -بني تميم- للانضمام إلى الجهاد مطلقًا صيحته الشهيرة: "من كان يريد الموت فليتبعني، ومن كان كارهًا فليثبت في مكانه"، وذلك حسب رواية "ابن أعثم"، مما كان له أكبر الأثر في سقوط المدينة ومن ثم فتح بخارى كلها، وكان ذلك في العام 87 هجرية.
ولذلكأوصى عبد الملك بن مروان أولاده، وفيهم مسلمة، فكان مما قاله لهم عنه: يا بني،أخوكم مسلمة، نابكم الذي تفترون عنه، ومجنكم الذي تستجنون به، أصدروا عن رأيه

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-21-2012, 10:28 PM
ل
ل
ر
ف
ع

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-24-2012, 05:27 AM
موسى بن نصير .. القائد الفذ

دخل الإسلام بلاد الشمال الإفريقي قبل فتح الأندلس بسبعين سنة؛ أي سنة (22هـ=644م)، وكانت تسكن هذا الإقليم قبائل ضخمة تُسَمَّى قبائل الأمازيغ (البربر[1]) وهذه القبائل قبائل قوية الشكيمة شديدة البأس، وقد ارتدَّت عن الإسلام أكثر من مرَّة؛ فدارت الحروب بينها وبين المسلمين، وانتهت باستقرار الإسلام في هذا الإقليم أواخر عام (85 أو 86هـ= 704 أو 705م) على يد موسى بن نصير -رحمه الله.

موسى بن نصير القائد ابن القائد (19-97هـ=640-716م)

موسى بن نصير يُثَبِّت دعائم الإسلام في إفريقيا

شمال إفريقياكان الهمُّ الأول لموسى بن نصير منذ أصبح واليًا على المغرب هو تثبيت دعائم الإسلام في هذا الإقليم، الذي ارتدَّ أهله عن الإسلام أكثر من مرَّة؛ ولكي يتمكَّن من ذلك كان عليه أن يعلم لماذا يرتدُّ الناس في هذا الإقليم عن الإسلام؟ وكيف يعودون لقتال المسلمين بعد أن كانوا مسلمين؟!

أسباب الردة

وفي بحثه عن أسباب هذه الردَّة المتكرِّرة وجد موسى بن نصير خطأين وقع فيهما مَنْ سبقوه:

الخطأ الأول: هو أن عقبة بن نافع ومَن معه كانوا يفتحون البلاد فتحًا سريعًا، ثم يتوغَّلُون داخلها طمعًا في فتح أماكن أخرى كثيرة، دون أن يُوَفِّرُوا الحماية لظهورهم في هذه المناطق التي فتحوها؛ ومن ثَمَّ كانت النتيجة أن الأمازيغ (البربر) انتبهوا لهذا الأمر واستغلُّوه جيدًا؛ فانقلبوا على عُقبة وأحاطوا به وقتلوه، وحتى يتغلَّب على هذا الأمر بدأ مُوسَى بن نُصَير بفتح البلاد في أناةٍ شديدة، وفي هدوء وحذرٍ كحذر خالد بن الوليد ، فبدأ يتقدَّم خطوة ثم يُؤَمِّن ظهره، ثم خطوة أخرى ويُؤَمِّن ظهره، حتى أتمَّ الله عليه فتح هذا الإقليم مرَّة أخرى في سبع أو ست سنوات، بينما استغرق عقبة بن نافع في فتحه شهورًا معدودات.

أمَّا الخطأ الثاني: فقد وجد أن سكان هذا الإقليم لم يتعلَّموا الإسلام جيدًا، ولم يعرفوه حقَّ المعرفة، فبدأ بتعليمهم الإسلام؛ فكان يأتي بعلماء التابعين من الشام والحجاز ليُعَلِّمُوهم الإسلام ويُعَرِّفُوهم به، فأقبلوا على الإسلام وأحبُّوه، ودخلوا فيه أفواجًا، حتى أصبحوا جند الإسلام وأهله بعد أن كانوا يُحاربون المسلمين[13]، وهكذا عمل مُوسَى بن نُصَير على تثبيت دعائم الإسلام وتوطيدها في الشمال الإفريقي، وأتمَّ الله عليه فتح الإقليم بكامله عدا مدينة واحدة وهي مدينة سَبْتَة[14]، فقد فتح ميناء طَنْجَة، ولم يفتح ميناء سبتة المماثل له في الأهمية؛ ولذلك ولَّى موسى بن نصير على ميناء طَنْجَة (القريب جدًّا من سَبْتَة والقريب في الوقت ذاته من الأندلس) أمهر قُوَّاده طارق بن زياد -رحمه الله.

طارق بن زياد

لم يكن طارق بن زياد عربيًّا، بل كان من قبائل الأمازيغ (البربر) التي استوطنت الشمال الإفريقي، والتي كان يُمَيِّزُها اللون الأبيض والعيون الزرقاء والشعر الأشقر[15]، بعكس ما يُتخَيَّل من كونهم يُشبهون الزنوج؛ حتى إن البعض ينسبونهم إلى أصول أوربية، وقد حمل طارقُ بن زياد القائدُ الفذُّ هذه الصفات الشكلية، إضافة إلى ضخامته الجسمية ووسامته الشديدة، التي لم تمنعه من الانشغال بحُبِّ الجهاد في سبيل الله، ونشر هذا الدين بالتقوى والعمل الصالح.

موسى بن نصير في التاريخ

من هنا نرى أن موسى بن نصير -رحمه الله- قد تولَّى أمر بلاد المغرب وهي تضطرم نارًا، فكان أوَّل عمل له هو تأمين قواعد انطلاقه، ثم انصرف لإخماد الفتن، والقضاء على الثورات، وتصفية قواعد العدوان، وبناء المجتمع الإسلامي الجديد، ثم وجد بعد ذلك في إفريقية طاقاتٍ ضخمةً، وإمكاناتٍ جبَّارة؛ فأفاد من حرية العمل المتوفرة له، وانصرف إلى متابعة حشد القوات وتعبئتها وقيادتها من نصر إلى نصر، وإشراكها في شرف الفتوح وتحميلها أعباء نشر الإسلام.

تبيَّن لنا بعد تلك الحوادث والفتن التي قضى عليها موسى بن نصير أنه كان من أعظم رجال الحرب والإدارة المسلمين في القرن الأول الهجري، وقد ظهرت براعته الإدارية في جميع المناصب التي تقلَّدَها، كما ظهرت براعته الحربية في جميع الحملات البرية والبحرية التي قادها، وقد ظهرت هذه المواهب واضحة جليَّة في حُكمِه لإفريقية؛ حيث كانت الحكومة الإسلامية تُواجه شعبًا شديد المراس، يضطرم بعوامل الانتفاض والفتنة، وإذا كان موسى قد أبدى في معالجة المواقف وإخماد الفتنة كثيرًا من الحزم والشدَّة، فقد أبدى في الوقت نفسه خبرة فائقة بنفسية الشعوب، وبراعة في سياستها وقيادتها[16].

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
06-29-2012, 04:31 AM
ندخل الان للدفاع عن الدولة العباسية وهو في هذا الكلام التالي:

جاء في أطلس تاريخ الإسلام (ص51): «إن الدولة العباسية لو تنبهت إلى حقيقة وظيفتها كدولة إسلامية، وهي نشر الإسلام لا مجرد المحافظة عليه كما وجدته، لو أنها قامت برسالتها وأدخلت كل الترك والمغول في الإسلام، لأدت للإسلام والحضارة الإنسانية أجَلَّ الخدمات، ولغيّرت صفحات التاريخ. وهكذا تكون الدولة العباسية قد خذلت الإسلام في الشرق والغرب. فهي في الشرق لم تتقدم وتُدخل كل الأتراك والمغول في الإسلام.
فلابد من الوقوف عند هذه المسألة ويأتي التأصيل التاريخي بإذن الله.

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
07-06-2012, 01:24 AM
فاصل ونواصل....

شعار و راية بحرية الاسطول الاسلامي للقائد العثماني بقيادة قائد الأسطول العثماني خير الدين بارباروسا 1450 - 1600
494

ونظرة الى تلك الامجاد لا يسعنا ان نقول الا كما انشد الشعار المغوار
أيا عمر الفاروق هل لك عودةٌ
فإنَّ جيوشَ الروم تنهى وتأمر

يحاصرنا كالموت ألفُ خليفةٍ
في الشرق هولاكو و في الغرب قيصر

تأخرتَ يا أغلى الرجال فليلُنا
ويلٌ و أضواءُ القناديل تسهر

سهِرنا وفكرنا و شاختْ دموعُنا
وشابتْ ليالينا و ما كنتَ تحضر

دخلتَ على تاريخنا ذاتَ مرةٍ
فرائحةُ التاريخ مسكٌ و عنبر

أتسأل عن أعمارنا أنتَ عمرنا
و أنت لنا الفاروق أنت المحرر

تضيق قبور الميتين بمن بها
و في كل يومٍ أنت في القبر تكبر

متروي
07-06-2012, 02:20 PM
خير الدين باشا بن يعقوب و يطلق عليه الإسبان لقب بربروس و معناه ذو اللحية الحمراء أحد أبطال الإسلام مع إخوته الثلاثة عروج و إسحاق و إلياس الذين إستشهدوا كلهم في قتال الصليبين الإسبان على أرض الجزائر ..
ظهروا في وقت عصيب مرت فيها الأمة الإسلامية بشدائد و أهوال كبرى بعيد سقوط الأندلس و تطلع إيزابيلا و فرديناند إلى إستكمال مشروعهم الصليبي بأخذ كل المغرب الإسلامي و استطاعوا بالفعل إحتلال معظم المدن الساحلية في تونس و الجزائر و المغرب و لا زالت حتى الآن سبتة و مليلية المغربيتان تحت الحكم الإسباني من ذلك العهد البعيد الأندلسي..
فكان ظهور هؤلاء الإخوة الأربعة فاتحة خير على المسلمين فاستطاعوا طرد الإسبان من كل تونس و الجزائر و أقاموا دولة عظمى في الجزائر كانت لها كامل السيادة المطلقة على البحر الأبيض المتوسط طيلة قرون و استطاعوا أيضا إنقاذ معظم مسلمي الأندلس المحاصرين في شعاب جبال البشرات في الأندلس ..
و توجد مذكرات رائعة لأمير البحار خير الدين بربروس يحكي فيها قصة جهاده مع إخوته بشكل منفرد في البداية ثم تحت الخلافة العثمانية بعد ذلك .

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
07-07-2012, 04:25 AM
اي نعم هو المغوار الفارس الهمام البحار القائد الاسطولي ذوي اللحية الحمراء خير الدين

هل لي بأن اسأل كثيراً ما اجد مذكرات غير انها يا اما بالتركمانية او بالفرنساوية ما في كثير باللغة الانجليزية هل فيكم تدلونا على مصادر فيها تفيدني لان هذا الموضوع لي فيه اهتمام كبير.

وجزاكم الله خير الجزاء تعقيب وتعليق زاد موضوعي فائدة.

شكراً لكم.

متروي
07-07-2012, 09:30 PM
هذه مذكرات خير الدين بربروس بالعربية
http://ia600702.us.archive.org/5/items/Khayr-Adden/Khayr-Adden.pdf

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
07-08-2012, 12:32 AM
جاري المطالعة شكرالله لكم

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
09-25-2012, 11:27 PM
لا زلنا في الفاصل وما واصلناش

O_o

فإن شاء الله نواصل

تــــــــــــــــوطئة

التاريخ كما يعلم الجميع هدف لكل من اراد كسر امتنا ولكل ما ارد ان يدخل الشبهات عليها,

وقد حذر المحققون والمؤرخون الثقات كالشيخ المؤرخ الدكتور يحيى ابراهيم اليحيى و اكرم ضياء العمري وخالد الغيث ومحمد امحزون وراغب السرجاني وعثمان الخميس من الكتب التاريخية التالية:

العقد الفريد لابن عبد ربه
الامامة والسياسة
مروج الذهب
شرح نهج البلاعة
تاريخ اليعقوبي

وخذروا من الكُتاب ومفكرين ومن ابرزهم:

طه حسين
عباس العقاد
خالد محمد خالد
جورجي زيدان النصراني

ويتبع ان شاء الله.

Almumen
09-26-2012, 09:48 AM
مرحبا بعودتك أيتها الأخت الكريمة

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
09-27-2012, 02:18 AM
مرحبا بعودتك أيتها الأخت الكريمة

شكرالله لكم جودكم ولطفكم وشرفني مروركم الكريم.

ساعد وطني
09-27-2012, 05:04 AM
جزاكم الله خير

المَاسَّةُ قُرطبة ©™
09-27-2012, 07:27 PM
وإياكم جزى الرحمن