المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ِمحمد شحرور وجذور قراءاته المعاصرة لـ الكتاب والقرآن .



د. هشام عزمي
12-11-2005, 03:22 PM
ِمحمد شحرور وجذور قراءاته المعاصرة لـ الكتاب والقرآن
كتبه/ مرهف سقا - سوريا
sakka2005@hotmail.com
المصـــدر (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=614)


إن مركب ( القراءة المعاصرة ) يعتبر حلقة من سلسلة صراع طويلة ،وله جذوره التي بدأت من أكثر من سبعين عاماً فليس محمد شحرور هو أول من قام بها أو ابتدع هذا المركب البراق بل هو حلقة من سلِسلة تعود بدايتها إلى كتابات علي عبد الرزاق وطه حسين .
لقد ألف الأول ـ على عبد الزاق ـ كتابه " الإسلام وأصول الحكم " نفى الأسس التي يقوم عليها نظام الحكم في الإسلام ، بينما ألف الثاني ـ طه حسين ـ " في الشعر الجاهلي " الذي روج فيه لآراء المستشرق الإنجليزي مارجليوث إذ طعن في كتابه أصول ومصداقية الشعر الجاهلي مستخدماً المنهج الديكارتي بحجة مواكبة الحضارة الغربية والسير في ركاب حركة التنوير التي تمسحت بالعقل والعقلانية .
ثم جاء محمد أحمد خلف الله وألف كتاب " الفن القصصي في القرآن " وطعن في واقعية الأحداث الواردة في القصص القرآنية .
ثم آزره أمين لطفي الخولي الذي انتهج سبيلاًً أدبياً في الحديث عن الدراسات القرآنية ليُخرج النص القرآني عن كونه كتاباًً منزلاً من عند الله
ثم تطورت اللعبة فنُحت لها هذا المصطلح الخُلَّبي " قراءة معاصرة " ولعب أدوار حلقاتها كلاً من الدكاترة : حسن حنفي ، ونصر حامد أبو زيد وسيد محمود القمني ومحمد شحرور وطيب تيزيني .
فمنهم من اتخذ في كتاباته طابعاً فلسفياً ومنهم من اتخذ طابعاً أدبياً في قالب فلسفي ، كل ذلك مع أسلوب ماكر في اصطناع المصطلحات الغامضة كالغنوصية ،والأيستمولوجية، والأمبريقية ،والأنسنة ،والإسلاموية ،والسلفوية ،والماضوية ،والمستقبلوية ،والأنطولوجية، والبلشفية ،والمنشفية ،والديالكتيكية ،والسيوكولاستيكية ، والزمكانية ، والميكانزماتية، والسيميولوجية ، والهرمونوطيقية ، والديماغوجية ....الخ وألفاظ كثيرة غيرها انبهر منها كثير من السذج من المثقفين وظنوها علماً فلاكتها ألسنتهم في المجالس ورسمتها أقلامهم في الكتب لكي يقال عنهم :متنورون .. متحضرون ... عصريون .

وقد تبنى جميعهم فيها المنهج المادي الديالكتيكي التاريخي الماركسي
ولم تكن كتاباتهم هذه وليدة الدراسات الاستشراقية فقط بل كانت متممة وداعمة لها فسميت بعد ذلك بـ " الدراسات الشرق أوسطية " ؛ وكانت الغاية منها هدم مفاهيم القرآن ومبادئ الإسلام وإحلال المبادئ الماركسية محلها ، ولكنهم سلكوا لذلك سبيلاً ظنوا أنهم يبدعون فيه ، فادعوا بأنهم يواكبون الحداثة وروح العصر ويسيرون في طريق التقدم والتطور ومعانقة المستقبل ، فرفعوا شعار العلمية والموضوعية وجعلوه حكراً عليهم مقابل نعتهم لغيرهم بالجهالة والجمود والسذاجة والعمالة والتخلف والظلامية والتحجر ووو..كما فعل ـ على سبيل المثال ـ نصر حامد أبو زيد في قراءاته المعاصرة لمقاصد الشريعة وأصول الفقه والقواعد الشرعية وكانت مجلة العربي الكويتية تنشر مقالاته .
ولعل من المفيد ذكره بيان أن هذا الموكب المريب نشط في وقت يسعى فيه أعداء الإسلام لتغيير صورة الإسلام على النمط الغربي أو على النمط الأمريكي تحت شعار العولمة في محاولة لرسم صورة جديدة للإسلام تتوافق مع المخططات السياسية للقرن الواحد والعشرين .

أما الدكتور محمد شحرور فهو أستاذ جامعي في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق وقد قضى في تأليف كتابه الأول ـ كما زعم هو ـ أكثر من عشرين عاماً فكان في أكثر من ثماني مئة صفحة وقد أشار المؤلف في مقدمة كتابه إلى المراحل التي مر بها في تأليف الكتاب ، فكان أولها عام 1970 في إيرلندا ، وكان آخرها عام 1990 عند عودته من روسيا .
ورغم ضخامة الكتاب إلا أنه طبع أربع مرات في خمسة عشر شهراً ، فكانت الأولى في كانون الأول عام 1990 ، والرابعة في الشهر الأول عام 1992 .
وحتى لا يضيع الوقت في هذا الكتاب فإني سأعرض تلخيصاً للمنهج المطبق في " الكتاب والقرآن " استنتاجاً كما عرضها السيد ماهر المنجد في كتابه " الإشكالية المنهجية في الكتاب والقرآن " صـ 178 وما بعد بعدما قام بدراسته وبدراسة أهم الدود عليه ، فيقول :
( وقد صار بإمكاننا الآن من خلال مجمل ما قدمنا وما وقفنا عليه من الدراسة أن نستنتج المنهج الحقيقي المطبق فعلاً في الكتاب فنلخصه في البنود التالية :
1 ـ تحطيم خصائص اللغة العربية وأنظمتها .
2 ـ عدم المقدرة لقراءة المعجم وفهمه وتفسير الكلمات بغير معناها .
3 ـ مخالفة معجم المقاييس لابن فارس وإهمال المعاجم الأخرى .
4 ـ تزييف حقائق اللغة والإدعاء بما ليس فيها .
5 ـ مخالفة نظرية الجرجاني في النظم من خلال اجتثاث المفردة من سياقها وتجريدها من معناها الحقيقي .
6 ـ إغفال علوم الصرف والاشتقاق التي كان من أئمتها أبو علي الفارسي وابن جني .
7 ـ مخالفة ما ورد في الشعر الجاهلي .
8 ـ الاستخفاف بعقل القارئ وغياب المنهج العلمي الحقيقي .
9 ـ إضفاء صفة العلمية والحقيقة على افتراضات وتصورات محضة فقدت أدلتها وبراهينها .
10 ـ الانطلاق من أفكار الماركسية ومبادئها وإكراه آيات القرآن وقسرها على التعبير عنها
11 ـ اتخاذ آيات القرآن غطاءً لأفكاره وأطروحاته وانهيار العلاقة بين التشكيل اللغوي للآية والمعنى الذي يوضع لها من خارجها .
12 ـ إقحام علم الرياضيات واستخدام ألفاظ العلم والتكنولوجيا بغرض الإرهاب العلمي
13 ـ بناء نظرية فقهية على أسس فاسدة ومقدمات باطلة علمياً ومنطقياً ولغوياً .
14 ـ وضع النتائج قبل المقدمات والإتيان بمقدمات واهية غير مسلم بها ولا ملزمة ولا منطقية
15 ـ عدم التوثيق وانعدام المرجعية مطلقاً وعدم مراعاة أبسط قواعد البحث العلمي .)

ولا ريب أن ما تضمنه الكتاب من ملاقاته هوى في نفوس كثير من المتحللين والإباحيين الذين لا يعنيهم إلا إرضاء شهوتهم والاستمتاع الغريزي الحيواني ، وما تضمنه من إرهاب علمي ومصطلحات براقة جوفاء تبهر من يقرأها وما زعمه مؤلفه من الاعتماد على أرضية معارف القرن العشرين ومناقشاته لمواضيع وقضايا فكرية أو اجتماعية أو ... بإسلوب غير منضبط جذاب في محاولة للإقناع لتغيير الواقع ورافق ذلك دعاية إعلامية قوية روج لها منتفعون و داعمون للمشروع أدى إلى انتشار الكتاب بسرعة .

وختاماً أذكر ما قاله السيد ماهر المنجد في آخر كتابه عندما دعي من قبل الأستاذ الدكتور نعيم اليافي إلى حضور ندوة علمية خاصة مع المؤلف الدكتور محمد شحرور في دمشق نظمها اتحاد الكتاب العرب منذ أكثر من سنة وفي أثناء ذلك لا حظ المنجد أن المؤلف كان على العكس تماماً مما وجده في كتابه من تنظيم وتقسيم واصطلاحات فقد كان مشتتاً يتحدث دون ترابط سببي في كلامه ، فعندما طلب الدكتور اليافي أن يقدم الكتاب من خلال ثلاث نقاط : تجربته مع الكتاب ، مقولته في الكتاب ، النتائج التي وصل إليها ، تحدث عن كل شيء إلا عن هذه النقاط الثلاث وكان حدبثه مبعثراً ولغته سقيمة ركيكة لا تكاد تستقيم فيها جملة فصيحة ... حتى الآيات القرآنية التي كان يستشهد بها كان يغلط في قولها فيرده الحضور مرة والدكتور اليافي مرة أخرى ثم كانت الطامة الكبرى أن سمى نظرية " النَّظم " لعبد القاهر الجرجاني بنظرية " النُّظم " بضم النون وكررها أكثر من مرة ؟؟ !! .فما النتيجة التي تخرج بها بعد ذلك يا رعاك الله ؟!

ـ انظر للاستزادة: الماركسلامية والقرآن ، المحامي محمد صياح المعراوي صـ 227 ، التشابه منهج القرآن في فهم القرآن ، صلاح الدين خليل الكلاس ، صـ 171 .ومجلة النهج الماركسية العدد 47 السنة 13 لعام 1997 مقال بعنوان " عودة إلى الجذور " لـ د. قدري جميل ، وفي هذا المقال يعرف قدري بالكتاب الجديد للسيد إبراهيم البدراوي " الحضارة البشرية أمام مفترق الطرق " ويبين في هذا المقال وجوب عرض الماركسية بإسلوب جديد يتناسب مع مستجدات الواقع الراهن بكل تعقيداته باستخدام المنهج الجدلي وبالقوانين التي اكتشفها مؤسسوا الماركسية اللينينية وأن يتحمل كل البحاثة والمفكرين الماركسيين بشكل عام مسؤوليتهم في تطوير الماركسية .

وقد ألمح إلى هذه الفكرة أيضاً الدكتور المحامي في رده على القراءة المعاصرة في كتابه " تهافت القراءة المعاصرة " فقال صـ13 : ( وحيث أنه [ أي محمد شحرور ] توصل إلى أن الماركسية سلكت الطريق العقلي الموضوعي الموصل إلى الله ولكنها لم تصل إليه، والمسلمون آمنوا بالله بدون أن يعرفوا الطريقة العلمية للوصول إليه والرأسمالية أطلقت الحريات التي أخرجت إبداعات الإنسان وعبقريته وأعطت ما لقيصر لقيصر وما لله لله ، فكان في نظر المؤلف أنه لا بد من نظرية جديدة لإنهاض العرب والمسلمين تقوم على تلبيس الإسلام طاقية الماركسية بعد إدخال التعديلات الجوهرية على الماركسية والإسلام وأن يغلف ذلك بالحريات التي أطلقها المبدأ الرأسمالي وألغتها الماركسية وأن يبهَّر الناتج بالعواطف القومية والوطنية حتى لا يبقى لنظريته لون أو طعم .. ) .

ـ وأضيف هنا أيضاً ما قاله الدكتور محمد رفعت زنجير في كتابه " اتجاهات تجديدية متطرفة " صـ 41 وهو يعرض في نقد الكتاب أيضاً : ( يبقى أن نشير إلى ما سماه الكاتب [ يريد شحرور ] بالقانون الثاني للجدل ، فهو هنا يحاول إسقاط التفسير المادي للتاريخ على التاريخ الإسلامي ، والجدلية نظرية فلسفية نادى بها إنجلز مثلما نادى ماركس بالشيوعية ، وكلاهما يهوديان ، وقد هوت الشيوعية وهوت معها التفسير المادي للتاريخ وكان من المفترض ةفق التفسير المادي أن تكون الشيوعية هي المحطو الأخيرة في سلسلة النظم الإجتماعية التي عرفتها البشرية ، لذا فإن إسقاط المصطلحات المستوردة الميتة على كتاب الله مع ثبوت بطلانها وفشلها وإخفائها فيه تجن كبير على كتاب الله الذي لا يأتيه الياطل من بين يديه ولا من خلفه .

الفرصة الأخيرة
12-11-2005, 04:21 PM
ِمحمد شحرور وجذور قراءاته المعاصرة لـ الكتاب والقرآن
كتبه/ مرهف سقا - سوريا
وختاماً أذكر ما قاله السيد ماهر المنجد في آخر كتابه عندما دعي من قبل الأستاذ الدكتور نعيم اليافي إلى حضور ندوة علمية خاصة مع المؤلف الدكتور محمد شحرور في دمشق نظمها اتحاد الكتاب العرب منذ أكثر من سنة وفي أثناء ذلك لا حظ المنجد أن المؤلف كان على العكس تماماً مما وجده في كتابه من تنظيم وتقسيم واصطلاحات فقد كان مشتتاً يتحدث دون ترابط سببي في كلامه ، فعندما طلب الدكتور اليافي أن يقدم الكتاب من خلال ثلاث نقاط : تجربته مع الكتاب ، مقولته في الكتاب ، النتائج التي وصل إليها ، تحدث عن كل شيء إلا عن هذه النقاط الثلاث وكان حدبثه مبعثراً ولغته سقيمة ركيكة لا تكاد تستقيم فيها جملة فصيحة ... حتى الآيات القرآنية التي كان يستشهد بها كان يغلط في قولها فيرده الحضور مرة والدكتور اليافي مرة أخرى ثم كانت الطامة الكبرى أن سمى نظرية " النَّظم " لعبد القاهر الجرجاني بنظرية " النُّظم " بضم النون وكررها أكثر من مرة ؟؟ !! .فما النتيجة التي تخرج بها بعد ذلك يا رعاك الله ؟!نخرج بالنتيجة المعروفة والمعهودة دومًا .. أن الصهيونية قد كتبته له كما كتبت لأحمد صبحي منصور ... وكتبت لطه حسين الذي اعتاد الرسوب في المواد الشرعية خاصة ... لكنهم كتبوا له عن الشريعة وعن الشعر الجاهلي .. وهو الأعجمي ديانة ودينا ولغة فلعنة الله عليه وعلى أمثاله من عملاء الصهيونية ومطايا اليهودية.


بارك الله للحبيب الدكتور هشام على نقله هذا المقال الجميل فجزاكم الله خيرًا.