الدعوة بين اللين و ... اللين

[التواضع سيصون العالم]

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و آله الطيبين الطاهرين و صحابته المنتجبين

يقول صلى الله عليه و سلم " ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه "

و يقول الإمام مالك رحمه الله " إذا رأيت الرجل يدافع عن الحق فيشتم ويسب ويغضب .. فاعلم أنه معلول النية لأن الحق لا يحتاج إلى هذا"

(بال أعرابي في المسجد، فقام الناس ليقعوا فيه، فقال النبي صلي الله عليه وسلم.. دعوه وأريقوا علي بوله سجلاً من ماء أو ذنوبا ً من ماء.. فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ) رواه البخاري .
ما أعظم هذا الدين - وما أجمله من رسالة.. رسالة هداية إصلاح.. إنه دين السماحة واليسر، وما أسمي تعاليمه الحكيمة التي تدعو إلي الرفق، واللين والصفح، والإرشاد، وإلي معالجة المشكلات الاجتماعية بطريق الرأفة لا الغلظة، بأسلوب اللين لا الشدة.

تأملوا يا اخوتي , الله كان يعلم ان فرعون لن يؤمن , و لن ينفع اللين معه , و أن نهايته هي الكفر و الموت كافرا , و مع ذلك أوصى موسى باللين معه . ربما لو استخدم موسى الشدة و الغلظة لارتعد فرعون و عاد الى صوابه , لكن حتى مع هذه الاحتمالية فالله يقول لا , ليست هذه طريقتي في ارسال رسلي , اللين اللين و إلا " فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر"...

ما أريد إيصاله لأخوتي أن يبتعدوا عن الشدة و الغلظة , والله لن تنفع والله لن تنفع و هذه عن تجربة شخصية , هل تعتقد أنك إذا غلظت على المخالف فإنه سيعود لجادته؟ إذا كنت تعتقد ذلك فأنت مخطئ يا أخي و لا تحسن قراءة الواقع

بعض الأخوة يدافعون عن أن الشدة مفيدة في بعض الأحيان...لا أدري هل هذا منطق قرآني أم نبوي؟
ألم يقرأ هذا الشخص سيرة النبي؟

من أراد أن يناقش فأهلا وسهلا....أما إذا حذف الإشراف موضوعي و كما ترون ليس فيه أي إساءة , فستكون مشاركتي الأخيرة في هذا المنتدى...

و السلام عليكم

[مشرف 11]

أما إذا حذف الإشراف موضوعي و كما ترون ليس فيه أي إساءة , فستكون مشاركتي الأخيرة في هذا المنتدى...
هذا من الشدة : ) وكلامك يدل أن بعض الإخوة ما يزال يظن بأن الحذف مبني على الأهواء والأمزجة ولا يعلم منهجية التفكير عند الإشراف فيتوقع الحذف في غير محله .
قال الإشراف من قبل كما يقول كل اهل العلم :الأصل الأصيل في الدعوة الرفق واللين , وقد يستثنى في حالات يقدرها المربي الخبير بحسبها

[قلب معلق بالله]

موضوع مهم وشيء مهم آخر الافراط فى السخرية من بعض الاعضاء عند الجدال
مع الملحدين او غيرهم
نسأل الله ان يعلمنا ويفهمنا

[عبد الواحد]

الأخ التواضع سيصون العالم‏، ربما أختلف معك في بعض آرائك وفي دفاعك عن بضع الشخصيات.
أما هذا الموضوع المتعلق بالحد الأدنى من آداب الدعوة .. فأظن أن الكثير يتفقون معك

قبل فترة بعثت الى أحد الإخوة الجدد رسالة أطالبه فيها بعدم السخرية من مخالف لم يصدر منه بعد أي تطاول
فرد الاخ بنسخ اقتباسات لمشرفين استعملوا نفس اسلوبه وعباراته من قبل
فسكتُ !
وحتى لا ننزل الى درك أسفل
ما رأيكم أن نتفق على حد أقصى للسباب في كل موضوع
وصف المخالف بالمتخلف: خمسة مرات كحد أقصى
وصفه بالجاهل: خمس مرات كحد أقصى
وصفه بالقرد: ثلاثة مرات كحد أقصى
غبي: ثلاثة مرات كحد أقصى
فأر: مرة واحد كحد أقصى
معتوه: مرتين كحد أقصى
إلخ..
نعم هي سخرية
لأنه لا فائدة ترجى من طرح هذا الموضوع مرة تلو مرة تلو أخرى
فالرد جاهز .. "الشدة تكون فقط في محلها"
وكلمة "فقط" هذه نبحث عنها في 5% من الحالات التي تستحق بالفعل الشدة
لنبرر بها 95% من السباب والتطاول والسخرية

[المَاسَّةُ قُرطبة ©™]

موضوع قد فتحته انا وقد قلت التأصيل في المسألة وهي بعيدا عن الاراء.
والمشكلة القائمة هي بتفنيد المصطلحات واقعيا
وانا اجد ان نحنا هنا غالبا في موطن دفع وليس دعوة
واروع شي هو كشف القناع لمن اتلمس فيه التثعلب.

[إلى حب الله]

مع احترامي ومعزتي لأساتذتي وإخواني ...
أختلف مع التزام اللين على طول الخط .. كما أختلف مع ذم بعض السخرية مع المخالفين ..
بل في القرآن أحيانا ًالأمر بالغلظة - كما مع الكفار والمنافقين - وفيه أيضا السخرية بالمثل !!!..
والشاهد الذي أرجع إليه في ذلك شيئان ..

الأول ..
اختلاف شخصيات المسلمين والدعاة .. فمع اتخاذهم للين أساس الدعوة والتعامل مع المخالف ..
إلا أن منهم البطيء الغضب .. ومنهم السريع الغضب .. وكلاهما في الله ولله ..
وخذ في ذلك الأمثلة الكثيرة في مواقف الصحابة .. وأبي بكر وعمر خصيصا كما هو معروف .....
فالإساءة التي كانت تقال مثلا في حق رسول الله - ووجها لوجه - لم يكن يتحملها عمر !!..
بعكس رسول الله مثلا ًفي تملكه لنفسه وإبدائه لمصلحة الدعوة على تعنيف المخطيء أو معاقبته :
وخصوصا لو كان جاهلا ًبخطئه !!!..
والسيرة مليئة بالمواقف من مثل ذلك واختلاف ردود الأفعال بين النبي وصحابته وبين بعضهم البعض !

الثاني ..
وهو اختلاف الوضع نفسه للشخص الواحد .. فهذا عمر الصارم الجازم الغير هياب في الحق :
يخشى ما يخشاه من خروج جيش أسامة بن زيد بعد موت رسول الله : والأعراب يتربصون بالإسلام
ويمنعون الزكاة !!!..
وأما أبو بكر الهين اللين الحليم .. فنجده يقف وقفة الهصور في تلك اللحظات الحاسمات في تاريخ
أمة !!.. والتي لولا الله تعالى وما ساق أبا بكر إليه ساعتها من حزم : لانكسرت شوكة الإسلام وانحلت
عراه في أعين العرب ومَن حولهم !!!..
فنحن هنا بين حالين قد انقلبا بين شخصيتين معروفتين - رضوان الله عن الصحابة أجمعين - ..
وأنت ترى أيضا ًالأب الحنون الهين اللين في التعامل مع أولاده ونصحهم بهدوء في أخطائهم : تجده
أمام بعض الأخطاء المعينة والتي لا يرى فيها استجابة أولاده له أو تتأخر : تراه وقد اشتد وأغلظ وربما
بل وربما ضرب أحيانا ًمضطرا ًلمصلحتهم أو غيرهم !!!!.. - مثل اللعب في الكهرباء أو تقليد الفساق إلخ -
والشاهد وكما قلت :
أنه من موقف للآخر : قد تتغير ردود الأفعال بين الحزم والغضب والشدة في مقابل اللين !!!..

وحتى في تعامل رسول الله مع صحابته أنفسهم : كان يتخولهم باللين غالب الأحايين .. ولكن لم يخل
حاله معهم من بعض الشدة في النصح إذا اقتضت الحاجة !!!.. رغم أنهم يكونون معذورون بوقوعهم في
تنبيههم لهذا الخطأ لأول مرة - مثل إطالة الصلاة بالناس مثلا ًوعدم مراعاة ضعفتهم وذوي الحاجة إلخ -

وأما آخر ما لدي فهو :
لماذا نحزن مثلا ًإذا ما وصفنا أحد الملاحدة أو القائلين بتطور الإنسان مثلا ًمن سلف القرود :
لماذا نحزن إذا وصفناه بمقتضى اعتقاده وما يؤمن به وبصحته فقلنا له قرد ؟!!..
ناهيك عن أن أفعالهم بالفعل من القفز على المواضيع والتشغيب عليها هنا وهناك لا للحق ولا لشيء إلا
للتشغيب وللسخافة : هي بالفعل من أفعال القرود !!!..
وكذلك لماذا نحزن إذا وُصف أحد المخالفين اللجوجين في المجادلة والذي يستمسك بالاستعباط وتمثيل
الغباء : لماذا نحزن إذا خرجت كلمة ٌمن أحد المحاورين أو الإشراف أو الأعضاء مثلا ًتصف حاله ؟
والأمر عندي يختلف حتى عن المناظرة .. لأن الحوار العادي لا تحكمه قواعد مذكورة في أوله تمنع مثل
هذه التصرفات الصبيانية منه فيه .. وعليه : يميل بعض الأخوة لفضح هؤلاء لمَن قد يختلط عليه الفهم فيظن
أنهم على شيء بردودهم السمجة ..

وبالطبع الأمر ليس مفتوحا ًعلى مصراعيه .. ولا يُلجأ له بداية ًولكن بعدما يفيض الكيل بالمخالف وتكرار
نفس الأخطاء بغير استجابة لنصح ولا توجيه ..!!

وما استنتجته من كل هذا - وعن نفسي - أن الأمر فيه سعة : ما لم يتجاوز حد السخرية في محلها أو ما
لم يتجاوز إلى ظلم مظلوم ..
فليس كل أحد ينفع معه اللين على طول الخط - فهذا قد يزيده تفرعنا ًأو تشيطنا ًفضلا عن فتنته لغيره -
وليس كل أحد ينفع معه الشدة وإنما يُعرف ذلك وذاك من كلامهم ...

والله أعلى وأعلم - هذه رؤيتي الخاصة ولا أحمل عليها أحدا ً- ...

[التواضع سيصون العالم]

فالرد جاهز .. "الشدة تكون فقط في محلها"
وكلمة "فقط" هذه نبحث عنها في 5% من الحالات التي تستحق بالفعل الشدة
لنبرر بها 95% من السباب والتطاول والسخرية


نعم أخي عبد الواحد كلامك صحيح , أحيانا أرى شبهة قوية يطرحها أحد الملاحدة فيأتي الرد من أحد الاخوة الجدد "لماذا لا تناقش الحادك يا حفيد القرد" , و احيانا تأتي الإساءة و التشكيك في النوايا من بعض المحاورين و طلاب العلم , أما أنت يا اخي فتقريبا قرأت كل مناظراتك و لم أرى إلا خير جزاك الله خيرا على لينك و أدبك :)

[مشرف 10]

الأعضاء الكرام!

بالنسبة لمسألة الشدة واللين في الحوار، فربما ينقدح في ذهن أحدكم أنّ هذا الكلام شديد أو هذا الكلام لا يليق، أو أنّ الأولى الشدة في هذا المقام، فعندها يمكنكم إبلاغ الإدارة بهذا الرأي لتتخذ اللازم، أما التدخل في الحوار لوصف فلان أنّه شديد أو أنّه منفر أو غير ذلك، وقد يكون لهذا الموصوف تأويلٌ مقبولٌ لتصرفه، أو يكون للموضوع خلفياتٌ لا يعلمها الواصف، هذا التدخل يضر ولا يفيد، ويوغر الصدور ويشتت الحوار، وهذه أقل المفاسد التي عرفناها في هذا المنتدى من جراء مثل هذه التدخلات، هذا التدخل ممنوع وسيتم حذفه كخطٍّ عام بخصوص هذه القضية في المنتدى.

وجزاكم الله خيرًا!