المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أساليب تغريب المرأة المسلمة /د. بشر بن فهد البشر



أميرة الجلباب
12-12-2005, 01:19 PM
أساليب تغريب المرأة المسلمة
--- *** ---
http://albayan-magazine.com/files/mraa/logo.jpg

الشيخ د. بشر بن فهد البشر
المصدر (http://akhawat.islamway.com/modules.php?name=News&file=article&sid=526)


الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، أما بعد.
فقد أرشد الله إلى تتبع المجرمين، والنظر في طرقهم في هدم هذا الدين، فقال سبحانه: "وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ" [سورة الأنعام 55]. وأمر الله نبيه أن يجاهد المنافقين، فقال:"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ..." [سورة التوبة 73]. وقد فضح الله المنافقين في سور كثيرة: في سورة البقرة، وسورة النساء، وفي سورة التوبة التي سميت بالفاضحة، حتى قال بعض الصحابة: 'ما زالت سورة التوبة تنزل: "وَمِنْهُمْ..." [سورة التوبة: الآيات: 49، 58، 61، 75] حتى ظننا أنها لا تبقي أحدًا'.

وفي سورة الأحزاب بيان عن مواقفهم وقت الشدائد، وسمّى الله سورة في كتابه الكريم عن هذه الفئة، وهذه الفئة مهما تخفت فإن الله يظهر ما تضغنه صدورهم، وما تبطنه قلوبهم: "أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ[29]وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ" [سورة محمد: 30]. فهي فئة مفضوحة، يفضحها الله، ويظهر خباياها ليعرفها الناس، ولا ينخدعوا بها، وكل إناء بما فيه ينضح.

والتعرف على هذه الفئة، وعلى أساليبها وطرقها في محاربة الأمة، ومحاولتها تقويض دعائم الإسلام يعد من الأهمية بمكان، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:' إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية'. فيظهر أهل الجاهلية من أجل تقويض عرى الإسلام، فلا يقبل منهم أهل الإسلام ذلك؛ لمعرفتهم بهم وبجاهليتهم.


من الدين كشف الستر عن كل كاذب وعن كل بدعي أتى بالعجائب
ولـو رجال مؤمنون لهـدمـت صوامع دين الله من كل جانب

ولهذا كان لابد من دراسة أساليب الفئة العلمانية في تغريب الأمة كلها، والمرأة بوجه خاص؛ لنبتعد عن هذا الشر الذي ينذر كارثة عظيمة على الأمة المحمدية، ولابد أيضًا أن يعلم كل مسلم أن الفئة العلمانية هي الخطر الأكبر المحدق بهذه الأمة، وهو يعمل على تغريب هذه الأمة، وإبعادها عن دينها.

لماذا التركيز على المرأة من قبل الغرب، وأتباعه المستغربين، العلمانيين؟
ذلك لأنهم فطنوا لمكانة المرأة ودورها في صنع الأمة، وتأثيرها على المجتمع؛ ولذلك أيقنوا أنهم متى ما أفسدوا المرأة، ونجحوا في تغريبها وتضليلها، فحينئذ تهون عليهم حصون الإسلام، بل يدخلونها مستسلمة بدون أدنى مقاومة. يقول شياطين اليهود في 'بروتوكولاتهم':'علينا أن نكسب المرأة، ففي أي يوم مدت إلينا يدها ربحنا القضية'.
وقال آخر من ألد أعداء الإسلام:' كأس وغانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع، فأغرقوها في حب المادة والشهوات' .وهذا صحيح؛ فإن الرجل الواحد إذا نزل في خندق وأخذ يقاوم بسلاحه يصعب اقتحام الخندق عليه حتى يموت، فما بالك بأمة تدافع عن نفسها، فإذا هي غرقت في الشهوات، ومالت عن دينها، وعن طريق عزها؛ استسلمت للعدو بدون أي مقاومة بل بترحيب وتصفيق حار.
ويقول صاحب كتاب تربية المرأة والحجاب:' إنه لم يبق حائل يحول دون هدم المجتمع الإسلامي في المشرق – لا في مصر وحدها – إلا أن يطرأ على المرأة المسلمة التحويل، بل الفساد الذي عم الرجال في المشرق'.

ما هي العلمانية؟ وما حكم هذه العلمانية؟
العلمانية في الأصل يراد بها: فصل الدين عن التدخل في تنظيم شئون الحياة، فلا تتدخل الشرائع السماوية في تنظيم المعاملات، ولا في مسائل الاقتصاد، والسياسة، ومسائل الحرب والسلم، ومسائل التربية والتعليم، وهكذا، هذا هو أصل كلمة علمانية عند الغرب، فهي اللادينية، والاعتراف والتعامل مع الشيء المشاهد، ونفى الظواهر الغيبية وتدخلها في صياغة الحياة، ولذا يسمحون بتدين الإنسان الشخصي، أما أن يكون للدين تأثير في تدبير شئون الأمة فلا، ثم انتقل هذا الوباء إلى الأمة المحمدية.

والعلمانية بالمفهوم الإسلامي أعم من ذلك المفهوم الغربي، فلو وجد شخص ينادي بتطبيق شريعة الإسلام كلها إلا مسألة واحدة يرفضها مما أجمع عليه المسلمون، وعلم من الدين بالضرورة، فإنه يكون كافرًا مرتدًا، فعلى سبيل المثال: لو وجد شخص ينادي بتطبيق الشريعة في كل شيء إلا أنه يقول: يجب في الميراث أن نساوى بين الرجل والمرأة، فإنه بهذا يكون علمانيًا في الحكم الشرعي، لأنه رد حكمًا معلومًا من دين الإسلام بالضرورة.
إذًا هذه هي العلمانية في اصطلاحنا حين نتحدث.
وحكمها بهذا الاصطلاح: كفر أكبر مخرج من الإسلام؛ لأنها تكذيب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وهي إشراك بالله ما لم ينزل به سلطانًا، إذ أنها تجعل الحكم في بعض المسائل لغير الله، وفي بعضها لله.

التغريب:
أما التغريب: فقد نشأت عند ساسة الغرب بعد فشل بعض الحملات العسكرية فكرة شيطانية، وهي أنه ينبغي أن تكون الجيوش بعيدة عن المواجهات؛ لأنها تثير ردود فعل عنيفة، وأنه ينبغي عليهم أن يبذلوا الأسباب لتستسلم الأمم المسلمة للثقافة والحضارة الغربية بنفسها طواعية، وبذلك نشأت فكرة التغريب، وأساسها تذويب الشخصية المسلمة في الشخصية الغربية بحيث لا ترى إلا بالمنظور الغربي، ولا تعجب إلا بما يعجب به الغرب، وتبتعد عن قيمها وعقائدها وأخلاقها المستمدة من شريعة الإسلام، وتعتنق هذه الديانة الجديدة التغريبية، وتدخل في عجلة الاستهلاك الاقتصادي التي يروج لها الغرب.

فبرامج التغريب تحاول أن تخدم هدفًا مزدوجًا، فهي تحرس مصالح الاستعمار بتقريب الهوة التي تفصل بينه وبين المسلمين نتيجة لاختلاف القيم، ونتيجة للمرارة التي يحسها المسلم إزاء المحتلين لبلاده ممن يفرض عليه دينه جهادهم، وهي في الوقت نفسه تضعف الرابطة الدينية التي تجمع المسلمين وتفرق جماعتهم التي كانت تلتقي على وحدة القيم الفكرية والثقافية، أو بتعبير أشمل وحدة القيم الحضارية.

فهذا هو التغريب: أي تذويب الأمة المحمدية بحيث تصبح أمة ممسوخة: نسخة أخرى مكررة من الأمة الغربية الكافرة، غير أن هناك فرق فالأمة الغربية هي الأمة القائدة الحاكمة المتصرفة، والأمم الأخرى هي الأمم التابعة الذليلة المنقادة لما يملى عليها، فهذا هو التغريب . وتغريب المرأة المسلمة جزء من مخطط شامل لتغريب الأمة في كل أمورها.
يقول الدكتور محمد محمد حسين رحمه الله:' وكانت برامج التغريب تقوم على قاعدتين أساسيتين – يعني عند المستعمرين الأولين:

- الأولى: اتخاذ الأولياء والأصدقاء من المسلمين، وتمكينهم من السلطة، واستبعاد الخصوم الذين يعارضون مشاريعهم، ووضع العراقيل في طريقهم، وصد الناس عنهم بمختلف السبل.

-القاعدة الثانية: التسلط على برامج التعليم، وأجهزة الإعلام والثقافة عن طريق من نصبوه من الأولياء، وتوجيه هذه البرامج بما يخدم أهدافهم، ويدعم صداقتهم'.

مظاهر تغريب المرأة المسلمة:
وهي كثيرة يصعب استقصاؤها، ولكن نذكر من أهمها:

1- الاختلاط في الدراسة وفي العمل:
ففي معظم البلدان الدراسة فيها دراسة مختلطة، والأعمال أعمال مختلطة، ولا يكاد يسلم من ذلك إلا من رحم الله، وهذا هو الذي يريده التغريبيون، فإنه كلما تلاقى الرجل والمرأة كلما ثارت الغرائز، وكلما انبعثت الشهوات الكامنة في خفايا النفوس، وكلما وقعت الفواحش، لاسيما مع التبرج، وكثرة المثيرات، وصعوبة الزواج، وضعف الدين، وحين يحصل ما يريده الغرب من تحلل المرأة، تفسد الأسرة وتتحلل، ومن ثم يقضى على المجتمع ويخرب من الداخل، فيكون لقمة سائغة.
وإذا بدأ الاختلاط فلن ينتهي إلا بارتياد المرأة لأماكن الفسق والفجور مع تبرج وعدم حياء، وهذا حصل ولا يزال فأين هذا من قوله صلى الله عليه وسلم حين خرج مِنْ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنِّسَاءِ: [اسْتَأْخِرْنَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ] فَكَانَتْ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ[. رواه أبو داود، وحسنه الألباني في الصحيحة 854 .

2- التبرج والسفور:
والتبرج: أن تظهر المرأة زينتها لمن لا يحل لها أن تظهرها له. والسفور: أن تكشف عن أجزاء من جسمها مما يحرم عليها كشفه لغير محارمها . وهذا التبرج والسفور لا يكاد يخلو منهما بلد من البلدان الإسلامية إلا ما قل وندر، وهذا مظهر خطير جدًا على الأمة المسلمة، فبالأمس القريب كانت النساء محتشمات يصدق عليهن لقب: ذوات الخدود. ولم يكن هذا تقليدًا اجتماعيًا، بل نبع من عبودية الله وطاعته، ولا يخفى أن الحجاب الشرعي هو شعار أصيل للإسلام، ولهذا تقول عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:'يَرْحَمُ اللَّهُ نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلَ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ {...وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ...[31]}[سورة النور]. شَقَّقْنَ مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهَا'رواه البخاري. ولهذا كان انتشار الحجاب أو انحساره مقياسًا للصحوة الإسلامية في المجتمع ودينونة الناس لله، وكان انتشاره مغيظًا لأولئك المنافقين المبطلين.

3- متابعة صرعات الغرب المسماة بالموضة والأزياء:
فتجد أن النساء المسلمات قد أصبحن يقلدن النساء الغربيات وبكل تقبل وتفاخر، ولم يسلم لباس البنات الصغيرات، إذ تجد أن البنت قد تصل إلى سن الخامسة عشر وهي لا تزال تلبس لباسًا قصيرًا، وهذه مرحلة أولى من مراحل تغريب ملبسها، فإذا نزع الحياء من البنت سهل استجابتها لما يجدّ، واللباس مظهر مهم من مظاهر تميز المرأة المسلمة، ولهذا حرم التشبه بالكفار لما فيه من قبول لحالهم، وإزالة للحواجز، وتنمية للمودة، وليس مجهولا أن تشابه اللباس يقلل تمييز الخبيث من الطيب، والكفر من الإسلام، فيسهل انتشار الباطل وخفاء أهله.

والموضة مرفوضة من عدة نواحٍ منها:
أ- التشبه بالكافرات: والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: [مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ]رواه أبو داود وأحمد وهو صحيح. قال ابن تيمية رحمه الله:' والصراط المستقيم: هو أمور باطنة في القلب من اعتقادات وإرادات وغير ذلك، وأمور ظاهرة من أقوال وأفعال، قد تكون عبادات، وقد تكون عادات في الطعام واللباس والنكاح... وهذه الأمور الباطنة والظاهرة بينهما ولابد ارتباط ومناسبة، فإن ما يقوم بالقلب من الشعور والحال يوجب أمورًا ظاهرة، وما يقوم بالظاهر من سائر الأعمال يوجب للقلب شعورًا وأحوالا' اهـ فعلم من هذا خطورة هذا التشبه وتحريمه.

ب – الضرر الاقتصادي للتعلق بالموضة: ومعلوم كم تكلف هذه الموضة من أموال تنقل إلى بلاد الغرب الكافرة.

ت – كثرة التحاسد بين النساء: لأنهن يجذبهن الشكل الجميل، فيتفاخرن ويتحاسدن، ويكذبن، ومن ثم قد تكلف زوجة الرجل قليل المال زوجها ما لا يطيق حتى تساوي مجنونات الموضة.

ث- خلوة المرأة بالرجل الأجنبي الذي ليس لها بمحرم: وقد تساهل الناس فيها حتى عدها بعضهم أمرًا طبيعيًا، فالخلوة المحرمة مظهر من مظاهر التغريب التي وقعت فيها الأمة المسلمة حيث هي من أفعال الكافرين الذين ليس لهم دين يحرم عليهم ذلك، وأما احترام حدود الله فهو من مميزات الأمة المسلمة . والجرأة على الخلوة تجاوز لحد من حدود الله، وخطر عظيم، وقد حرمه الشارع بقوله صلى الله عليه وسلم: [لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ] رواه البخاري ومسلم.

قاعدة مهمة: كل مبطل لابد أن يُلبس باطله بثوب الإصلاح وزخرف القول؛ حتى يروج بين الناس:
لأن الباطل قبيح ومكروه، فحينما يظهر الباطل على حقيقته، ويعرى على صورته، لا تقبله النفوس، ولا ترضى به الفطر السليمة؛ ولذلك يلجأ العلمانيون التغريبيون إلى إلباس طرقهم وأهدافهم وأفكارهم لبوس الإصلاح والحرص على المصلحة وغير ذلك، فالتوظيف المختلط، والتعليم المختلط، كل ذلك بدعوى مصلحة الأمة، وبدعوى تشغيل نصف المجتمع، ولأن فيها مردودًا اقتصاديًا، وهذه هي زخارف القول التي يوحيها شياطين الإنس والجن، ويقول الله تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ[112]وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ[113]}[سورة الأنعام]. فيخدع به ضعفاء الإيمان، وناقصو العقول.

ثم إن العلمانيين قد وجدوا عادات في مجتمعات المسلمين ليست من الإسلام، فاستغلوها ووظفوها لينفثوا من خلالها سمومهم، وينفذوا مخططاتهم، ثم أسقطوها على الإسلام، بمعنى أنهم قالوا: إنها من الإسلام فهاجموا الإسلام من خلالها، مثال ذلك: قد تجد بعض المجتمعات المسلمة تظلم المرأة في الميراث، قد تعطي المرأة ميراثها من المنقول من الأموال والمواشي لكنها لا تعطيها حقها من العقار كفعل الجاهلية، قد تجد زوجًا لا يعدل بين زوجاته مخالفًا بذلك أمر الله، فهذه الثغرات يتعلق بها العلمانيون مع أنها ليست من الإسلام في شيء، ولم ينزل الله بها سلطانًا، بل هي في نظر الإسلام: ظلم محرم.

أساليب العلمانيين في تغريب المرأة المسلمة:
أساليبهم كثيرة، والمقصود التذكير بأخطرها، ليحذرها المسلمون، وينكروها، ويعلموا على إفشالها، ولتكون منبهة على غيرها، فمن هذه الأساليب:

1- وسائل الإعلام بمختلف أنواعها:
من صحافة، وإذاعة، وتلفاز، وفيلم، ومجلات متخصصة في الأزياء والموضة، ومن مجلات نسائية، وملحقات نسائية، وغير ذلك، فالإعلام يصنع الآراء، ويكيف العقول، ويوجه الرأي العام، خاصة إذا كانت هذه العقول فارغة لم تحصن بما أنزل الله. أما الصحافة والمجلات، فتجد فيها أمورًا فظيعة منكرة منها فتاة الغلاف، فتاة جميلة عليها أنواع الزينة والأصباغ ثم تسأل في المقابلة معها أسئلة تافهة: هل حدث وأن أحببتِ يومًا من الأيام؟ ما هواياتك المفضلة؟ وهل صادقتي شابًا؟ وغير هذا من الكلام الساقط الذي يراد منه إفساد المحصنات العفيفات اللاتي قررن في البيوت، ويملكهن الحياء الذي ربين عليه، فتزيل هذه المجلات الحواجز، والضوابط شيئًا فشيئًا . كما تجد في هذه المجلات الصور الماجنة الخليعة إما بحجة الجمال والرشاقة، أو بحجة تخفيف الوزن والرجيم، أو بحجة ملكات الجمال، أو بحجة أخري مما يمليه الشياطين . ثم تجد فيها من مواضيع الحب والغرام الشيء المهول، وهذا يهدف إلى تهوين أمر الفواحش، وقلب المفاهيم الراسخة، وإحلال مفاهيم جديدة مستغربة بعيدة عما تعرفه هذه الأمة المحمدية، فمن هذه العبارات:
في مجلة سيدتي في عدد 510: قالت من عيوب الزوج العربي [ الغيرة ] !!!
في مجلة كل الناس عدد 58: قالت إحدى الكاتبات: ماذا لو قالت امرأة: [ هذا الرجل صديقي ] !!!.
في مجلة الحسناء عدد 81: الفضيلة والكرامة تعترضان مسيرة النجاح . أ هـ . فعلى هذا مسيرة النجاح لابد فيها من الفحش والدعارة حسب مفهومهم المريض.
مجلة سلوى عدد 1532 [ لقاء مع راقصة شابة ]، تقول هذه الراقصة: في حياتنا اهتمامات لا داعي لها، ويمكن أن يستغنى عنها، ثم تقول- هذه العبقرية التي جاءت بما عجز عنه الأوائل والأواخر-: كمعامل الأبحاث الذرية لأننا لم نستفد منها شيئًا، يعنى حتى يبقى الأعداء يهددون المسلمين بالأسلحة الذرية . اليهود والهندوس والنصارى والبوذيون – كما تقول - ! سوف نستفيد كثيرًا لو أنشأنا مدرسة للرقص الشرقي تتخرج منها راقصة مثقفة لجلب السياح .أهـ . وهكذا تستمر المسيرة لنحارب أعداءنا بالرقص، كما حاربهم جمال عبد الناصر بأغاني أم كلثوم.
في مجلة فرح عدد 43، تقول: الزواج المبكر إرهاق للمرأة، وصداع للرجل.
ولا ننسى مجلة روز اليوسف وهي من أخبث المجلات، ومن أوائل مصادر التغريب النسائي في العالم العربي، في هذه المجلة تجد الخبث والخبائث، وبمجرد أن تأخذ أحد الأعداد سوف تجد العجب . وكذلك مجلات: [ اليقظة، والنهضة، صباح الخير، هي، الرجل، فرح ..... الخ تلك القائمة الطويلة، كما تجد أيضًا داخل هذه المجلات مقالات طبية ونفسية واجتماعية: كأنها تحل مشاكل الفتيات، فتراسلها الفتيات من أنحاء العالم العربي، ثم بعد ذلك يدلها ذلك المتخصص – لكنه ليس متخصصًا في حل المشاكل حقيقة إنما متخصص في التغريب – يدلها على الطرق التي تجعلها تسلك مسالك المستغربات السابقات، كما تجد مقابلات مع الفنانات والممثلات، ومع الغربيات، ومع الداعيات لتحلل المرأة واللاتي يسمين بالداعيات لتحرير المرأة، وتجد فيها الغثاء الذي لا ينتهي، ترهق به المسلمة، ويصدع به المسلم . ثم تجد في هذه المجلات بريد المجلة، أو ركن التعارف من أجل التقريب بين الجنسين، وتلك خطوة لإفساد المجتمعات الإسلامية، وهكذا دواليك.
يقول العلامة محمد بن عثيمين في خطبة قيمة له عن هذه المجلات:' فاقتناء مثل هذه المجلات حرام، وشراؤها حرام، وبيعها حرام، ومكسبها حرام، وإهداؤها حرام، وقبولها هدية حرام، وكل ما يعين على نشرها بين المسلمين حرام؛ لأنه من التعاون على الإثم والعدوان'أهـ.

2- ومن وسائل العلمانيين الخطيرة التي يسعون من خلالها إلى تغريب المرأة المسلمة التغلغل في الجانب التعليمي ومحاولة إفساد التعليم:
إما بفتح تخصصات لا تناسب المرأة وبالتالي إيجاد سيل هائل من الخريجات لا يكون لهن مجال للعمل، فيحتاج إلى فتح مجالات تتناسب مع هذه التخصصات الجديدة التي هي مملوءة بالرجال، أو بإقرار مناهج بعيدة كل البعد عمّا ينبغي أن يكون عليه تدريس المرأة المسلمة . وفي البلاد العربية من المناهج ما تقشعر له الأبدان، وقد نجد في التعليم المناداة بالمساواة بينها، وبين الرجل في كل شيء، ودفع المرأة إلى المناداة بقضايا تحرير المرأة- كما يسمونها-، وفيها:الاختلاط فمعظم البلاد العربية التعليم فيها مختلط إلا ما قل فالشاب بجانبه فتاة، هذا التعليم المختلط سبب كبير من أسباب تحلل المرأة، ومن ثم من أسباب تغريب المرأة . ولذا فإن أحسن الحلول أن تقوم البلاد الإسلامية بإنشاء جامعات متخصصة للنساء، وقد نادي بذلك بعض الباحثين الباكستانيين في دراسة جميلة جيدة بين فيها أن ذلك أفضل سواء في نسب النجاح، أو في التفوق في التخصص، أو في إتقان العمل سواء للشباب، أو للشابات في جميع أنواع الدراسة، وقد لا نوافقه في بعض التخصصات التي نرى أن المرأة لا تحتاجها.

3- ومن أساليبهم: التأليف في موضوع المرأة، وإجراء الأبحاث والدراسات التي تُمْلاُ بالتوصيات والمقترحات والحلول في زعمهم لقضايا المرأة ومشاكلها:
إحداهن في رسالتها للدكتوراه والتي عنوانها:'التنمية الاقتصادية وأثرها في وضع المرأة في السعودية' تقول- وهي تعد المبادئ الإسلامية التي هي ضد مصلحة المرأة كما تزعم-: إن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل، وقوامة الرجل على المرأة، ثم تعد الحجاب من المشاكل التي هي ضد مصلحة المرأة، ثم تشن هجومًا على هيئات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ثم بعد ذلك تنتهي في دراستها أو في رسالتها للدكتوراه إلى التوصيات، ومن توصياتها:
الإقلاع من عمليات الفصل بين الجنسين – يعنى التعليم المختلط الذي ذكرناه سابقًا - .
إنشاء أقسام للنساء في كل مؤسسة حكومية، وإنشاء مصانع للصناعات الخفيفة، وهذه نادي بها آخرون، ونادوا بفتح مجالات دراسة مهنية للمرأة.
ونشرت اليونسكو سبع دراسات مما قدم بعنوان: 'الدراسات الاجتماعية عن المرأة في العالم العربي' والذي يقرأ هذا الكتاب يدرك خطورة الأمر، وضخامة كيد الأعداء للمرأة المسلمة.

4- ومن أساليبهم: عقد المؤتمرات النسائية، أو المؤتمرات التي تعالج موضوع المرأة، أو إقامة لقاءات تعالج موضوعًا من المواضيع التي تهم المرأة سواء كان موضوعًا تعليميًا، أو تربويًا، أو غير ذلك:
وفي هذه المؤتمرات واللقاءات تطرح دراسات وأفكارًا ومقترحات تغريبية.
وقد عقد المؤتمر الإقليمي الرابع للمرأة في الخليج، والجزيرة العربية في 15/2/1976 م، في إحدى دول الخليج وكان التركيز على ما يسمى بقضية تحرير المرأة وأصدر قرارات منها:
التأكيد على أهمية وضرورة النظر في الكتب والمناهج التربوية عند تناولها لقضية المرأة بما يضمن تغيير النظرة المتخلفة لدورها في الأسرة والعمل، ثم تتابع هذه الدراسة، فتقول: إن القوانين والأنظمة التي كانت تخضع لها الأسرة قبل ألف عام ما تزال تطبق على العلاقات الأسرية في عصرنا الحاضر دون النظر إلى مدى ملائمتها لنا.
ما هي القوانين التي من ألف عام؟ إنها شريعة الإسلام .. فهؤلاء النسوة من نساء الخليج يردن تغيير الشريعة الإسلامية التي تطبق على المرأة من ألف عام.

5- ومن وسائلهم في تغريب المرأة المسلمة: ابتعاثها للخارج:
وهذا حصل كثيرًا في كثير من بلدان المسلمين، وحينما تذهب امرأة مسلمة إما لم تدرس شيئًا عن الدين كما في بعض البلدان العربية والإسلامية، أو ليس معها محرم، ثم ترمى في ذلك المجتمع المتحلل، فإذا رجعت هذه الفتاة المبتعثة كانت رسول شر للعالم الغربي من أجل تغريب المسلمات، ونقلهن من التمسك بالشرع والخلق الإسلامي إلى التمسك بالمناهج والأفكار والآراء الغربية، كما فعل أسلافها في مصر والكويت.

6- ومن أساليب العلمانيين: التعسف في استخدام المنصب:
فقد تجد أحدهم في منصب ما، ثم بعد ذلك يبدأ يصدر قرارات يمنع فيها الحجاب كما حصل في مصر، وفي الكويت، أو يفرض فيها الاختلاط، أو يمنع عقد ندوات ونشاطات إسلامية، أو يفرض فيها اختلاطًا في مجالات معينة، وبالتالي يحصل احتكاك الفتاة بالشاب، ومن ثم يسهل هذا الأمر، وكلما كثر الإمساس قلّ الإحساس، ثم بعد ذلك تتجاوز الحواجز الشرعية، وتبتعد عن حياتها تذوب كما ذاب غيرها.

7- ومن أساليبهم أيضًا: العمل والتوظيف غير المنضبط:
إما باختلاط بتوظيف الرجال والنساء سواسية، أو بتوظيف المرأة في غير مجالها، ويكون هذا على طريقة التدرج: بطيء ولكنه أكيد المفعول. وعلى طريقة فرض الأمر الواقع.

8- المشاركة والاختلاط في الأندية:
التي تكون في المستشفيات أندية ترفيه، أو أندية اجتماعية، أو غير ذلك: بل لقد وصل الفساد ببعضهن إلى المجاهرة بالتدخين أمام الآخرين من الزملاء، وليس ذلك في غرف القهوة والمطاعم فحسب، بل على المكاتب الرسمية.

9- الدعوة إلى اتباع الموضة والأزياء، وإغراق بلاد المسلمين بالألبسة الفاضحة:
ومن خططهم إغراق بلاد المسلمين بالألبسة الفاضحة والقصيرة، فأحدنا لا يستطيع أن يجد لابنته الصغيرة لباسًا ساترًا فضفاضًا إلا بشق الأنفس، فعلى التجار المسلمين أن يفرضوا ويشترطوا اللباس المقبول عند المسلمين الذي لا يحمل صورًا، ولا كتابات، وليس بلباس فاضح، ولا بضيق، ولا بكاشف، والشركات الصانعة إنما تريد المال، ولأجله تصنع لك أي شيء تريد، فإذا ترك لها الحبل على الغارب صنعت ما يضر بأخلاق المسلمين.

10- ومن أساليبهم القديمة والتي وجدت في مصر وفي غيرها: إنشاء التنظيمات والجمعيات والاتحادات النسائية:
فقد أنشأ الاتحاد النسائي في مصر قديمًا جدًا على يد هدى شعراوي وذلك بدعم غربي سافر، ثم تبعتها البلاد العربية الأخرى، هذه الاتحادات النسائية والتنظيمات والجمعيات ظاهرها نشر الوعي الثقافي والإصلاح، وتعليم المرأة المهن كالتطريز والخياطة، وغير ذلك، ولكن قد يكون باطنها سمًا زعافًا فتعلم المرأة الأفكار والقيم الغربية الخبيثة التي تنقلها من الفكر الإسلامي النير إلى الفكر المظلم من الغرب الكافر.

11- ومن أخبث أساليبهم وهي التي يثيرونها دائمًا على صفحات الجرائد والمجلات وغيرها: التظاهر بالدفاع عن حقوق المرأة، وإثارة قضايا تحرر المرأة خاصة في الأوقات الحساسة التي تواجهها الأمة، وإلقاء الشبهات:
فمرة يلقون قضية تحرير المرأة ومساواتها بالرجل، ومرة يبحثون في موضوع التعليم المختلط وتوسيع مجال المشاركة في العمل المختلط وغير ذلك، قد يتم ذلك باسم الدين، وقد يتم ذلك باسم المصلحة، وقد يتم ذلك بعبارات غامضة، وطريقة المنافقين التخفي خلف العبارات الغامضة الموهمة في كثير من الأحيان.

12- ومن أخبث طرقهم ووسائلهم: شن هجوم عنيف على الحجاب والمتحجبات:وتمجيد الرذيلة في وسائل الإعلام بأنواعها وفي غيرها أيضًا، سواء كان في المنتديات والأندية الثقافية والأدبية، أو كان في الجلسات الخاصة وفي غيرها.

13- ومن أساليبهم: أيضًا تمجيد الفاجرات من الممثلات، والراقصات، والمغنيات، وغيرهن:
فتذكر بأنها النجمة الفلانية، وأنها الشهيرة فلانة، وأنها الرائدة في مجال كذا، وأنها التي ينبغي أن تحتذي، وأنها القدوة في مجال كذا، وأنها حطمت الرقم القياسي في الألعاب الفلانية، أو الطريقة الفلانية، وهذه الصحف، وهذه الكتابات العلمانية توهم المرأة المسلمة بأن هذا هو الطريق الذي ينبغي أن تسلكه، فتتمنى أن تكون مثلها، وتحاول أن تتشبه بها، ولهذا ضاق صدر أولئك بتلك الفنانات التائبات؛ لأنهن سيمثلن قدوة مضادة لما يريدون.

14-ومن أساليبهم: الترويج للفن والمسرح والسينما.

15- ومن أخبث أساليبهم المنتشرة: استدراج الفتيات المسلمات – خاصة النابغات – للكتابة، أو للتمثيل، أو الإذاعة- لاسيما إذا كن متطلعات للشهرة، أو للمجد:
فتدعى هذه الفتاة للكتابة في الصحيفة وتمجد كتاباتها، فتندفع بعض الفتيات المغرورات للكتابة والاتصال بهؤلاء من أجل أن ينشروا لهن ما يكتبن.

16- ومن أساليبهم أيضًا: تربية البنات الصغيرات على الرقص والموسيقى والغناء من خلال المدارس، والمراكز وغيرها، ثم إخراجهن في وسائل الإعلام:
فتجد فتيات في عمر الزهور يخرجن للرقص والغناء، وهن يتمايلن وقد لبسن أجمل حلل الزينة، فكيف يا ترى سيكون حال هذه الفتاة إذا كبرت! إلى أين ستتجه إن لم تتداركها عناية الله ورحمته ؟والتالي يكون ذلك سببًا من أسباب اجتذاب عدد آخر من الفتيات اللاتي يتمنين أن يفعلن مثل هذه التي ظهرت على أنها نجمة، ثم قد تكون في المستقبل مغنية، أو ممثلة شهيرة.

17- ومن وسائلهم إشاعة روح جديدة لدى المرأة المسلمة تمسخ شخصيتها من خلال إنشاء مراكز يسمونها مراكز العلاج الطبيعي للسيدات:
وقد قامت مجلة الدعوة بكتابة تقرير عن هذه المراكز في عدد 1328 الصادر في 3/8/1412 هـ، إذ زارت إحدى الكاتبات بعضًا من هذه المراكز، وكتبت تقول: في ظل التغيرات والمستجدات التي تظهر بين وقت وآخر ظهر تغير سلبي وهو افتتاح مراكز تسمى مراكز العلاج الطبيعي للسيدات، والحقيقة أن هذا المركز يخفي ورائه كثيرًا من السلبيات، ثم تمضي الأخت، فتقول: ولمعرفة واقع تلك المراكز وما يدور فيها وما تقدمه لمرتادها قمت بزيارة بعضها، والاتصال بالبعض الآخر منها كأي امرأة أخرى تسأل عنها قبل الالتحاق بها وذلك في محاولة للوصول للحقائق الكاملة، ومعرفة ما يدور فيها، وخلاصة التقرير:
- انتشار اللباس غير الساتر في هذه المراكز، بل واشتراطه.
- قيام بعض المراكز بتعيين أطباء من الرجال لابد من مرور المتدربات عليهم.
- انتشار الموسيقى في هذه المراكز، ومن شروط بعض المراكز عدم اعتراض المتدربة على ذلك .
- وضع حمامات جماعية للسونا تلبس فيها النساء ملابس داخلية فقط، ويكن مجتمعات داخله.
- انتشار هذه المراكز حتى في الفنادق، والكوافيرات، والمشاغل، وتقديمها كخدمة مشتركة.
وكل هذا نمط جديد لم نعرفه من قبل ولو قامت النساء بعملهن في بيوتهن لما احتجن لهذا.

18- أختم هذه الأساليب بهذا الأسلوب الخطير، وهو إشاعة الحدائق والمطاعم المختلطة للعائلات، والتي انتشرت مؤخرًا:
فقد زار بعض الأخوة بعضًا من المطاعم، والحدائق العائلية، والتي فيها محاذير كثيرة، ومن هؤلاء فضيلة الشيخ محمد الفراج، ثم كتبوا تقريرًا بينوا فيه ما تخفيه هذه المطاعم المختلطة، وذكروا أن هذه المطاعم يكون فيها اختلاط الشاب بالفتاة، وأنه قد تدخلها المرأة بدون محرم، وجواز المرور بالنسبة للرجل أن يكون معه امرأة سواء كانت خادمة، أو كانت طفلة، أو غير ذلك، وبذلك أصبحت مكانًا صالحًا للمواعيد الخبيثة، ولغير ذلك، ثم بعد ذلك كتب الشيخ عبد الله بن جبرين تأييدًا لكلام هؤلاء الأخوة، يقول فيه:' الحمد لله وحده وبعد، رأيت أمثلة مما ذكر في هذا التقرير مما يسترعى الانتباه والمبادرة بالمنع والتحذير' ا.هـ . وقد تكون هذه الحدائق والمطاعم أوجدت بحسن نية، لكنها سبب مهم من أسباب تغريب المرأة؛ إذ أنها تشيع مظاهر التغريب: من اختلاط، أو خلوة بالرجل الأجنبي عن المرأة، ومن فتحها لباب الفواحش والدخول على النساء الشريفات، فيفتن في دينهن وعفتهن مع غلبة الداعي للفحش بسبب كثرة المثيرات والله المستعان.


من رسالة:' أساليب العلمانيين في تغريب المـرأة المسلمة' للشيخ /بشر بن فهد البشر

الفرصة الأخيرة
02-08-2006, 11:38 AM
جزاكم الله خيرًا