المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذي سرق النـار من زيوس ماذا فعـل؟؟؟؟؟



elserdap
12-17-2005, 12:38 AM
لقد حـاول بروميثيوس أن يسرق النار من زيوس فوق جبل الأولمب ويهبها للإنسان فماذا جنى؟؟
إن الذي سرق النار من زيوس وحاول أن يستخدم هذه النار في إنارة طريقه إذا بها تحرقه .. إن الإنسان في القرن العشرين وبعد حربين عالميتين ضروسين اهتزت ثقته بنفسه .. اهتزت ثقته بتحقيق الخلاص على وجه الأرض وتراجع الأمل في تحقيق الفردوس الإنساني خطوات كبيرة إلى الوراء فالإنسانية هي كما هي منذ آلاف السنين وآلة التعذيب ما زالت تدور .. لقد اكتشفوا أن أحضان الحضارة الغربية مليئة بالورود الصناعية والأشواك والنباتات الشيطانية ... إننـا كُنَّا نأمل في التقدم أن يُنعم علينا بالأمن وإذا بهذا الأمل يتهاوى من أعلى السُلَّم ويُسمع لدحرجته على الدَرَج دوَّىٌ رهيـب إننـا صرنـا نعيش في قلق وخوف وتوتر لمــــاذا ؟؟؟ لاننا فقدنا الإيمان {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} (82) سورة الأنعام

إن هذا العقل الغربي الذي وُلد عبر النضال ضد كل ما هو غيبي وسحري وأسطوري يرتد مرة أُخرى إلى مرحلة الأُسطورة والتفكير الميتافيزيقي بفعل اختزال العالم والإنسان إلى مجموعة من الرموز والمعادلات الباردة والتي تشبه في جوهرها نوعا من اللغة السحرية التي لا يمارسها ولا يفك طلاسمها سوى كهنة التكنوقراط
فالعقل الفاتح الذي تملكته رغبة مجنونة في السيطرة ما لبث أن تحَّول هو نفسه من كونه غاية إلى أداة هدفها التدمير .. إن قمع الإنسان الحديث يتم اليوم بإسم العقل .. إن الإنتاجية تنمو جنبا إلى جنب مع الدمار .. والبؤس الشديد يترافق مع الغنى الفاحش .. ولا أُحِب أن أغض من عظمة هذا التقدم التكنولوجي الكبير ولا أن أتذرع بسوء إستخدامه للنيل منه .. إن جحود النعمة رذيلة منكورة أما النِعمة نفسها فشيء جميل .. إنما أُريد نقدا للعقل نوعا من النقد على طريقة كانط وهو* تقييم إنجازات العقل ومعرفة الحدود التي يقف عندها وتصحيح العقل من داخل العقل وعبر قوانينه ومبادئه * .. لقد قال هيوم إن العقل قد بولغ جدا في تقديره ...

إن العلاج الذي قدمه العقل للشقاء الإنساني هو علاج أُحادي يتكىء فقط على البُعد الإقتصادي ويُهمش كافة الجوانب الأُخرى وهذا ما أعلنه ماركس علنـا عِندما أعلن أن الحاجات الإنسانية المأكل والمسكن والجنس .. إنها رؤية كادت تُودي بحياة الأرض لقد تحوَّل أتبـاع ماركس إلى مصاصي دماء أُبيدت تحت عجلاتهم الحربية مئات الملايين من البشر ....
إنه لابد قبل البدء في العلاج من الإعتراف بالقصور العقلي في التعرف على سُبُل السعادة ....
إنه لابد من مَعين آخر بجوار العقل يسانده ولا يُضاده ... إن الذين استغنوا عن هذا المَعين صاروا بلا نور مع أنهم اتخذوا كل الإجراءات المادية للإنارة {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ} (17) سورة البقرة .... إنهم اعتمدوا على عقولهم فضلوا وأضلوا .. إن النور الحقيقي هو نور الهداية {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (22) سورة الزمر.. لأن نور الهداية يعتمد على العقل والفطرة .... الحِس والضمير .. يرتقي العقل في مجاله ويستسلم للفطرة في مجالها .. هناك أمور لم يطلع عليها العقل وهناك أمور لا يقبلها العقل فالأولى تؤيدها الفطرة وتتبناها والثانية لا يعرفها الدين الحق .... {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (9) سورة الحديد .... وبهذا التوفيق بين العقل والفطرة ..... بين الحِس والضمير يرتقي الإنسان الرُقي الحقيقي الطاهر وتسعد دنياه وآخرته ... :hearts:

** بعض الفقرات في هذا المقال من كتاب آفاق الأمل بتصرف :emrose:

الفرصة الأخيرة
12-17-2005, 01:11 PM
جزاكم الله خيرًا أخي الحبيب السرداب على هذا الموضوع الجميل :emrose: :emrose:

حازم
12-18-2005, 01:35 PM
جزاك الله خيرا استاذى السرداب على مقالاتك النافعة

ابو مارية القرشي
12-18-2005, 04:43 PM
لله درك اخي السرداب..
وصدقت والله:

إن العلاج الذي قدمه العقل للشقاء الإنساني هو علاج أُحادي يتكىء فقط على البُعد الإقتصادي ويُهمش كافة الجوانب الأُخرى وهذا ما أعلنه ماركس علنـا عِندما أعلن أن الحاجات الإنسانية المأكل والمسكن والجنس .. إنها رؤية كادت تُودي بحياة الأرض لقد تحوَّل أتبـاع ماركس إلى مصاصي دماء أُبيدت تحت عجلاتهم الحربية مئات الملايين من البشر ....
إنه لابد قبل البدء في العلاج من الإعتراف بالقصور العقلي في التعرف على سُبُل السعادة ....
إنه لابد من مَعين آخر بجوار العقل يسانده ولا يُضاده ...