المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحداثة



حازم
12-31-2005, 04:47 PM
الحداثة للعلامة أنور الجندي


ليست دعوة مرحلية من دعوات التغريب في مجال الأدب ، ومن حيث تدخل في إطار السريالية والوجودية أو مذاهب الكلاسيكية والرومانسية والواقعية ، وإنما هي شيء أكبر من ذلك : إنها ثورة على الثوابت الإسلامية الأساسية عن طريقٍ خافت الضوء هو ( الشعر ) حتى لا تحدث ضجيجاً أو صياحاً يفسد عليها هدفها الذي تسير فيه حتى تصــــل إلى غايتها الخطيرة . وهي تقصد أساساً إلى محاربة القيم الإسلامية وإزاحة فكرة الأصول الثابتة ، بهدف تغليب طوابع التطور المطلق ، والتغيير المتوالى الذى لا يعترف أساســـــاً بالضوابط والحدود .

ويرمي إلى فتح الطريق أمام حرية الإباحية ، وتمجيد العلاقة الجنسية ، والجرأة على أعلى القيم التي جاءت بها الأديان ، وذلك بتحطيم هذه الضوابط والحدود .
فهي عند فحص كتابات الداعين لها ، وتعمق كتاباتهم ( وخاصة مانشر من أبحـــــاث مؤتمرهم الذي جمعت أبحاثه لتكشف عن أبعاد هذا المخطط الخطير ) يتبين أن وراء هــذه الدعوة خطة رسمت بدقة وذكاء ومكر في نفس الوقت ، قام عليها الحاقدون على كل شيء طيب كريم في دنيا الإسلام والعرب ، وقد تعاقدت مطامحهم إلى توجيه ضــــربة للصـــحـوة الإسلامية عن غير الطريق الذي يتوقع منه الضربات ، بل عن طريق مدخل ضيق قــــــد لا يلتفت إليه الكثيرون وهو (الشعر)

وقد جاءت حركة الشعر الحر - شعر التفعيلة - وغيرها منذ ظهورها مقدمة ومدخلاً لهذا العمل الخطير ، قام على رأس هذه المؤامرة شاب علوي ، خدعه النصراني ( أنطون سعادة ) زعيم الحزب القومي السوري ، وليحمل لواء الدعوة إلى ما أسماه ( فينــــــيقيا ) وتلقفته الجهات التي استثمرته لخطة عمل بعيدة المدى ( علي أحمد سعيد - أدونيــــس ) وقد أتاحت له تلك الجهات أن يحصل على الدكتوراه في الأدب العربي من معهد الدراســات الشرقية في الجامعة اليسوعية في بيروت ، برسالة عنوانها ( الثابت والمتحول : دراســـة في الاتباع والإبداع عند العرب ) حاول فيها أن يهدم صرح العربية الشامخ ، ويثـــــــبت أن أصحابه غير مبتكرين أو مبتدعين ، ويبرهن على أنهم لم يقدموا شيئاً للإنســـــــانية ، وفي وضع ( أيدلوجية ) دعوته إلى الحداثة التي خُدع بها عدد من الشباب العربي الذي عجــزت خلفياتهم عن أن تحميهم من السقوط في هذا المستنقع .

دعاة الحداثة :

دعاة الحداثة كانوا كما يقول ( الدكتور حمد عبد العظيم سعود ) من أقليات بعضها ربما كان متهماً في دينه ، وبعضها كان لا يحظى من الأغلبية بنظرة ارتيــــــــاح مطلقة ، أو أن هناك غالباً شيئاً عالقاً بالنفوس .

ففي سورية كان ( علي أحمد سعيد ) الذي زين له أنطون ســـــعادة أن يغيـــر اســــمه إلى أدونيس) منتمياً إلى الحزب القومي السوري ، وهو حزب أعلن عداوته للإسلام والعروبة معاً ، إذ دعا إلى فينقة سورية ، ثم تحـــــــول أدونيـــــس بعد ذلك إلى مذهب اللا منتمي ، وأدونيس هو القائل : إن السبب فى العداء الذى يكنه العرب للإبداع - كل إبــــداع - هو أن الثقافة العربية بشكلها الموروث هي ثقافة ذات معنى ديني ) ويعــــرف الأستاذ ولسون في كتابه ( اللا منتمي ) هذا المصطلح بقوله :

( لا صلاح لهذا العــــالم المليء بالمتناقضات إلا بالثورة والغضب وعدم الانتماء إلى أية قيمة أخلاقية من القيـم الموروثة ؛ بل لا بد من مواجهة العالم بكل مشاعر الحقد والكراهية ) ويقول محمـــــــد الماغوط من زملاء أدونيس "على اللا منتمي أن يحس باللا جدوى ؛ لأن هذا الوجــــود بلا موقف ، ولا دليل ، ولا مســـتقر ، ولا مرشد . فليس للا منتمي موقف إلا الإحسـاس بالســأم ، ويتمني الموت والأنانية الفردية ورفض كل المعطيات الخارجية " .

وفي لبنان كان هناك ( سعيد عقل ) الذي بايعه بعض النقاد والشعراء بإمارة الشعر ، وهو الذي خرج بعدها ليعلن أن اللغة العربية لا تفي بالتعبير عن المشاعر ، ولا بــــد من استبدالها باللغات ( اللهجات ) العامية وأن هناك مشكلة في كتابتها ، فليست كل أحرفهـــا منطوقة ، وبعض كلماتها ينقصها أحرف ، ولهذا كتب ديوانه ( يارا ) بلغة عربـــــــية في أحرف لا تينية وهو رجل ( حراس الأرز ) الذين جعلوا شعارهم قتل الغرباء ( أي قــــــتل المسلمين ) .

وفي مصر كان الدكتور لويس عـــــوض ، وهو رجل كان يكرر في كل مناسبة أنه ليـــــس قومياً ، وأنه علماني ، وقد لعب هذا الرجـــــل دوراً خطيراً في الحياة الثقافية في مصر في الخمسينيات من هذا القرن العشرين ، حين كانت وسائل الإعلام كلها موجهة وتحت الرقابة الصارمة ، وكان هو المستشار الثقافي لجريدة الأهرام .

وقد قام لويس عوض - بروح متعصبة - دون أي شاعر عمودي يبتغي طريقــه إلى وسائل الإعلام والنشر من إذاعة أو صحافة أو أي وسيلة أخرى إلى الجماهير ، كما يقول الدكتور طاهر أحمد مكي في كتابه "الشعر العربي المعاصر - دوافعه ومداخل لقراءته " : ( وأفسح المجال واسعاً عريضاً لكل من يكتب الشعر الحر ، وإذا نشر قصـــــــــيدة عمودية لشاعر عمودي مثل كامل الشناوي "مثلاً" نشرها موزعة الجمل على نحو يوحي بأنها من الشعر الحر ، وفي ظل هذه الحركة تحول شبان كثيرون لا يزالون شاردين في عالم الشعر - وكان يمكن أن يصبحوا شعراء عموديين ممتازين - إلى شعراء يكتبون كلاماً تافهــــاً في الشكل الجديد ، وأصبحوا كما يقول الشاعر أدونيس وهو ليس متهماً في شهادته هذه ؛ لأنه من دعاة الشعر الحر المتحمسين له "في الشعر الجديد اختلاط وفوضى وغرور تافه وشبـه أمية ، ومن الشعراء الجدد من يجهل حتى أبسط ما يتطلب الشعر من إدراك لأسرار اللغــــة والسيطرة عليها ، ومن لا يعرف من فن الشعر غير ترتيب التفاعيل في سياق مــــــــا ، إن الشعر الجديد مليء بالحواة والمهرجين " .

كان هناك بدر شاكر السياب ، وعبد الوهاب البياتي ، وهما من أخلص دعاة الماركسية نشر السياب قصائده وكلها صيحات إنكار وحيره بل وثورة على الله ( جل في علاه ) .

هذا أمر ، أما الأمر الآخر الذي يهدف إليه هذا التيار فقد كان واضحاً في تلك الرغبة المحمومة في إظهار الأحتقار للتراث الإسلامي العربي والزراية على الشعراء العرب القدامى المجددين ، ونعتهم بالصنعة والتكسب ، وإعلاء التراث اليوناني والروماني على ما فيه من وثنية .

ويسخر أدونيس من حادثة الإسراء في قصيدة ( السماء الثامنة ) .

ومعين بسيسو الماركسي يهزأ بالتراث وأعلام التاريخ ، ومن طريقة الإسناد في الحديث النبوي الشريف ويؤلف مقطوعة ساخرة ( حدثني وراق الكوفة / عن خمار البصرة / عن قاضٍ في بغداد عن سايس خيل السلطان / عن جاريةٍ / عن أحد الخصيان ) إلخ .. والحق أن الشعر الحر مترع بالدعوة إلى الإباحية على نحو لم يشهده الشعر العربي ، إلا عند بعض الشعراء الشواذ أو المنبوذين . والعجيب أن دعاة هذا اللون العجيب قد قفزوا في كثير من البلاد العربية إلى حيث التحكم في وسائل الإعلام ، حتى إنك تكاد تراهم يسيطرون سيطرة كاملة على هذه الوسائل في بعض بلدان العرب ، وفي هذا الجو الإرهابي أصبحت ترى شعراء عموديين يكتبون قصائدهم ، أو يعيدون كتابتها بعد تسطيرها وتبييضها وتقطيعها - إرضاء لهم وتقية - وقد ترجم كثير من تلك القصائد ؛ ليس لجودتها وإنما أولاً لسهولة ترجمتها لمستشرق شاذ ، أو لدوافع سياسية وعلل دينية .

ونحن نرجح أنها حركة مقصودة أريد بها طعن اللغة العربية ؛ لغة القرآن والإسلام وعمادها ؛ توطئة للإجهاز عليها . وستبقى العربية والشعر العمودي ، وسيبقى من فوقها القرآن والإسلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، ولن يصمد هذا المسمى بالشعر الحر طويلاً لأنه لا يعلق بالذاكرة ، أو يفرط في الرمزية المطرقة الجامحة والغموض والتلفيق ).

وإذا ذهبنا نستعرض الدعاة إلى الحداثة نجدهم جميعاً من متعصبي الأديان الذين دأبوا على محاربة الإسلام واللغة العربية ، واتخذوا شعار الحداثة ستاراً ينفثون من تحته سمومهم ، ويظهر ذلك واضحاً في كتاب غالي شكري ( شعرنا الحديث إلى أين ؟ ) ومنهم أدونيس .

والماركسيون أكبر أعداء الإسلام : بدر شاكر السياب والبياتي ودنقل ، وشعراء المجون ، وكان القس ( يوسف الخال ) قد رسم الخطة لهؤلاء وساقهم إليها وهو مبشر نصراني يقول : ( خاسر من يبيع ثلاثة ويشري واحداً ) . يقصد بالثلاثة عقيدة التثليث النصرانية والواحد هو عقيدة الإسلام .

ومنهم أمير اسكندر ( نصراني ماركسي ) وجبرا إبراهيم ، وأسعد رزق ، ولويس عوض ، وخليل حاوي وتوفيق الصايغ ، وشوقي ابن سقا ، وميشال طراد ، وميشال سليمان ، وسعيد عقل ، وموريس عواد ، وكلهم نصارى ، ويقول الدكتور طاهر التونسي بعد هذا العرض : إنه حتى عندما انتسب إلى مدرستهم بعض من تسمى بالإسلام استعمل التعبيرات النصرانية ، ويبدو ذلك واضحاً في شعر بدر السياب الذي يدعي أن المسيح صلب وقد كذب وكذب أساتذته النصارى واليهود فما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ، ويذكر عن آدم وحواء القصة كلها كما روتها التوراة لا كما رواها القرآن .

وقد أشار لويس عوض إلى أن صلاح عبد الصبور يقرأ الإنجيل بحماسة ، وأنه دخل دائرة الخلاص المسيحية . ونجد التركيز على التراث النصراني والمصطلحات النصرانية في شعره ، وله قصيدة ( حكاية قديمة ) عن المسيح وصلبه ، ونظم بعض أبيات من ( نشيد الإنشاد ) ونجد ذلك في معين بسيسو ونزار قباني :

( مصلوبة الشفتين ، الصليب الذهبي ) وعبد الوهاب البياتي ( في صليب الألم ) وأمـــــــل دنقل : ( العهد الآتى ) .

أيدلوجية الحداثة
أجمع الباحثون على أن ( الحداثة العربية ) هي ثورة متمردة على كل نظام وقاعدة وقانون ، وأنها ترمي إلى هدم الضوابط والحدود والقيم والقواعد التي قدمها المنهج الرباني إفساحاً للمنهج البشري : القائم على التحول الدائم ، ويرى بعضهم أنها ثورة اجتماعية هدامة ، تتخفى وراء نصوص الشعر والأدب لتحجب غايتها وحركتها ، ولذلك فإن دعاة الحداثة يهاجمون الثوابت التي قدمها الدين الحق في عنف شديد ، ويصفونها بالجمود والمحافظة والتحكمات . وقد وصفها الأستاذ محمد عبد الله مليباري بأنها باطنية جديدة تحاول غزو مبادئنا وقيمنا ؛ بدءاً من الشعر وانتهاء بالعقيدة الإسلامية ، وأن المسألة ليست أن يكون الشعر عمودياً أو غير عمودي ، أو تفعيلياً أو نثرياً ، ولكنها أكبر من ذلك ، إنها محاولة هدم في :


1- قضايا العصر : السياسية والإجتماعية والاقتصادية ، وما يتصل بها من تحرير وحرية وعدالة .

2- وقضايا العصر التعليمية والعلمية والفنية ، وما يترتب عليها من مشكلات .

3- وقضايا العصر الأدبية والفنية ، وما تستحدثه من أجناس ومدارس واتجاهات .

ويمكن القول إن هذه المؤامرة قد وضعت قواعدها على أساس حركة الزندقة القديمة ، وجماعة المجّان الذين كان على قيادتهم ( الشاعر أبو نواس ) الذي كان حاقداً علــــى الإسلام ، والذي جندته قوى الباطنية والمجوسية والقرامطة ليهدم عن طريق الشعر جميع مقومات الثبات الإسلامي في البيئة العباسية ، وقد أعانه على ذلك مجموعة من الزنادقة والشعوبيين الذين تركوا تراثاً مسموماً استطاع المستشرقون إحياءه عن طريق شعوبي جديد يحمل في أعماقه جميع أحقاد المجوسية والباطنية .

وقد وضع أدونيس نظرية الحداثة على جملة أصول :

1- نظرية التطوير المطلق التي نقلها من فكر هيجل في دعوته إلى إلغاء الثوابت ، وهي نقيض نظرية أرسطو . وقد اصطنعتها القوى الصهيونية والماسونية لإحياء الفكر التلمودي وخلق نظرية تقول بأنه ليس هناك شيء ثابت أصلاً ، وأن كل شيء متطور ، وذلك لهدم ثبات الأديان والأخلاق والقيم . ويرون أن الإنسان هو محور العالم .

2- إحياء الوثنيات القديمة ، فقد كشفت رسالة أدونيس عن تقديره الوافر لفكر أبي نواس واهتمامه بفكر الملاحدة وأصحاب نظرية وحدة الوجود والحلول والاتحاد وإعادة إحيائها من جديد وهي الخطة التي وضع قواعدها المستشرق لويس ماسنيون .

3- تحطيم عمود اللغة العربية ، وهدف تحطيم الفصحى لغة القرآن هدف قديم وقد شارك فيه منذ بدأت حركة التعريب والغزو الثقافي ( ويلكوكس - لطفي السيد - سلامة موسى ، سعيد عقل - إلخ ) أملاً من هؤلاء الدعاة بأن تحطيم اللغة العربية سيحولها إلى المتحف ويفسح الطريق أمام تفرق الوحدة القرآنية الإسلامية الجامعة .

4- تحطيم عمود الشعر وذلك إيماناً منهم بأن عمود الشعر هو القاعدة الأساسية للأدب والبيان العربي بعد القرآن والسنة ، ومن هنا جاءت الحملة على الخليل بن أحمد وعلى كل الشعراء الملتزمين للنظم العربي الأصيل .

5- مهاجمة منهج الثبات والقيم ، وإطلاق اسم السلفية عليه ، والسلفية هنا تعني المعتقد الديني ، فالحداثة ترى أن الأفكار الباطنية والصوفية تحول من الثبات الديني بل تعتبر هذا التحول منطلقاً تاريخياً للحداثة العربية .

6- تغليب مفاهيم السريالية ( النظرة التي لا يحكمها العقل ) أو ما يسمى فوق الواقع ، وقوامها احتقار التراكيب العقلية والروابط المنطقية المعروفة والقواعد الأخلاقية والجمالية المالوفة والاعتماد على اللا شعور واللا معقول ، والرؤى والأحلام والحالات النفسية المرضية ، ولا سيما حالات التحلل النفسي ، ويعنون بالرغبات الجامحة .

7- تغليب طوابع الجنس والإباحة استمداداً من مفهوم الإغريق وعبادة الجسد وإباحيات الوجودية التي دعا إليها سارتر ، ونظرية التحليل النفسي الذي يعتمد الجنس التي دعا إليها فرويد ، ونظرية العلوم الاجتماعية التي دعا إليها دوركايم ؛ وفتح أبواب المجون والجنس والإباحة والتحلل الاجتماعي .

8- على أن يدور ذلك كله في إطار ( التاريخانية ) وهي الحتمية التاريخية لماركس فالمنهج الماركسي التاريخي هو الأساس الأيدلوجي للحداثة .

وقد عمد أدونيس - في سبيل صياغة هذه النظرية التي قدمها له شيخ المنظرين القس يوسف الخال - إلى استقطاب خيوط من التاريخ لتكون أدلة واضحة وأضواء كاشفة على الطريق ، وذلك بالاعتماد أساساً على الفكر الباطني الفلسفي والاهتمام برموزه ومحاولة ربط الخطوات بتطور الشعر الحديث وبالمرحلة الأخيرة منه ( قصيدة النثر وشعر التفعيلة ) واختيار الحاقدين الجدد على نسق الحاقدين القدامى : أبي نواس ومهيار الديلمي واعتماد الحركات التمردية الهدامة للمختار الثقفي والقرامطة . وقد خطا دعاة ( الحداثة ) خطوة متقدمة على مفهوم العصرية من ناحية والشعر الحر من ناحية أخرى .

فالشعر الحر تقليد لشعر ( والت ويتمان ) أما شعر الحداثة فهو متابعة للشاعر الصليبي توماس اليوت ، ويرى دعاة الحداثة أن الشعر الحر هو التيار ( السلفي ) الجديد بالنسبة لشعر الحداثة .

أما توماس إليوت فهو زعيم هذه المدرسة في الغرب ، خليفة دانتي الذي يحمل الحقد الصليبي الأعمى . يقول الدكتور عبد الله الطيب : لقد حذف اليوت في منظومته ( الأرض المقفرة ) اللفظ الدال على العرب واستبدله بكنيسة ماغنس ، وردد أشياء من التوراة والإنجيل . ويرجع هذا إلى الشعور الصليبي الموروث الصادر عن تعصب ديني أو عنصري إذ لا يخفى أن ظلال جزيرة العرب لا تخلو من معنى ظلال سيوف محمد وصلاح الدين والإسلام والجهاد .

فهو يرجع إلى الشعور الصليبي الموروث والتعصب الديني أو العنصري ومرده الزهو والغرور والاعتداء بالانتماء إلى حضارة اليونان والرومان .

ولا ريب أن كتمانه سرقة المعلومات وشعر العرب عن طريق مستشرقي الهند وفرنسا وحذفه اسم العرب وأسماء من أشاروا إليهم ، كل هذا يؤكد الشك في أصالة إليوت في منظومته ( الأرض المقفرة ) ويؤكد فساد وجهة الذين تابعوه من دعاة الشعر الحر والحداثة .
الحشاشية هي الجذور

ويحاول أدونيس ودعاة الحداثة أن يردوا فكرتهم إلى القديم ؛ وهم صادقون في ارتباطهم بالحشاشين والباطنية والمجوسية المتنامية في القرامطة ، ويتحدثون عن جذورهم في أبي نواس وأبي تمام والرازي وابن الرواندي ، على أساس أن الخاصية الرئيسية التي تميز هذا النتاج هي إذابة التقليد والمحاكاة ورفض النسج على منوال الأقدمين . ويركز أدونيس في كتابه ( الثابت والمتحول ) على الحركة القرمطية .

الحداثة وخلفياتها الأيدلوجية

تهدف الحداثة إلى تجاوز القواعد الأساسية للإسلام : قواعد الثوابت هي بمثابة الضوابط والحدود التي تحفظ شخصية الفرد والوجود الاجتماعي ، وهي تحاول أن تخدع الناس بأن هولاء الرواد والرموز السابقين قد حطموا هذا القيد وتجاوزوه ، وأن هذه المحاولة هي التي مكنتهم من الإبداع وهم يدعون بأن الحداثة هي الثورة الدافعة لتجاوز التاخر والجمود والارتقاء إلى منطلق العصر .

وترد ذلك كله إلى ( التاريخانية ) " الماركسية " كمدخل للحداثة ، وترى أن هؤلاء الرواد يركزون على ( فكر التجاوز ) وأنه مصدر الإبداع ، وأن هذا التجاوز لا يتوقف فهو في حركة دائمة .

هذا هو مفهوم ( الثابت والمتحول ) وهذا يرمي إلى زعزعة فكرة النموذج أو الأصل ، أي أن الكمال لم يعد موجوداً خارج التاريخ ، وأصبح الكمال - بمعنى آخر - كامنًا في حركة الإبداع المستمرة .

هذه المحاولة كاذبة ومضللة ومحكوم عليها بالسقوط لأنها لا تقوم على أساس من الفطرة أو العلم أو الحق أو المنطق ، وإنما هي نوع من التمويه الكاذب والخداع المضلل ، لأن كل هؤلاء الذين اعتمد عليهم مفهوم الحداثة من رموز قديمة قد سقطوا فعلاً وداستهم الأقدام ، ولم يدخلوا التاريخ إلا في باب الشعوبيين والباطنيين وأعداء الإنسانية ، ولقد هزموا فكرياً في عصرهم وذهب كل ما قالوه من أكاذيب وادعاءات ، حتى جاء الاستشراق والغزو الفكري ليعيدهم إلى الحياة مرة أخرى .

وهي محاولة محكوم عليها بالانتهاء والدمار ، كالمحاولات الأخرى التي سبقتها ، ولن تجدي هؤلاء الدعاة الجدد نفعاً لأنها لا تقوم عندهم من منطلق أمين أو من منطلق غيرة على هذه الأمة أو رغبة في السمو بها ولكن من منطلق حقد وكراهية وهزيمة والمهزوم يعمل دائماً على كسب المهزومين إلى صفة ليحس بأنه ليس منبوذاً ، ولقد كان دعاة الشعوبية والباطنية مهزومين منعزلين ، شأنهم شأن أبي نواس وبشار في القديم حيث كان يتحاشاهم الناس ، وإذا كان قد أتيح لهم عن طريق " أحد غلمان التعريب والشعوبية " أن يذيع لهم فكرهم على هذا النطاق الواسع فإنها ليست إلا صيحة مضللة قد أغمدت الأقلام الإسلامية فيها خناجرها .

إن ( دعاة الحداثة ) هؤلاء إنما يدعون إلى توهين السلطة المطلقة - وهي الدين - والنيل من السيد الأعظم ( الله تبارك وتعالى ، علا وجل عن كلماتهم المسمومة ) ولن يتحقق يوماً أن تغلب الفئة الباطلة على النظام الرباني القائم في حكمه وقواعده وأي أصل من أصوله مهما تجمع لهذا دعاة الشعوبية والباطنية . ويرمي أدونيس إلى إلغاء كل قديم باعتبار أنه لاشيء في الوجود اسمه قديم ويهدف من ذلك الغاء فهمنا للقرآن الكريم وأنه كلام الله القديم .

والحرية عند الحداثيين هي التحلل من كل قيد ديني أو اجتماعي أو نظامي أو قانوني . وهم عندما يسمون الحداثة ( الثورة المتجهة لتجاوز السلفية ) يقصدون تجاوز قيم الدين والأخلاق ، وحين يدعون إلى حرية اللغة يقصدون الخروج باللغة عن سياقها ومضمونها وتحررها من إطارها التاريخي والبلاغي المرتبط بالبيان العربي والقرآن الكريم .

ويؤرخ أدونيس للحداثة بالدعوات التي خرجت على الإسلام ( المختار الثقفي والزنج والقرامطة ) ، ويرى أنها قامت بالتحرر من الثبات ، وكذلك دعوات الزنادقة ( في الشعر ) من الثبات ، والإباحية ودعاة وحدة الوجود والحلول والاشراق .

وبالجملة فإن الحداثة ( أيدلوجية مناهضة ) للإسلام الدين الحق والأخلاق وهي تقوم على الغموض في فهم النص ، وتفسيره تفسيراً مختلفاً ( لأن الشاعر ليس مطلوباً منه أن يفهم ما يكتبه ) ودعواهم الباطلة أنهم يتشبهون بتعابير القرآن متناسين أن لمفسر القرآن شروطاً لا بد أن تتوفر فيه .

وهم حين ينكرون العمودية في الشعر أو ينكرون التقييد بالوزن والقافية إنما ينطلقون من مفهوم الحداثة القائم على التمرد والثورة على كل قيد عقدي أو فني " كما تمرد أبو نواس وصوفية وحدة الوجود والحلاج ونظرية الحاكم بأمر الله " .

وقد استعمل الحداثيون نفس الألفاظ التي استعملها الباطنية سواء في الغرب ( نيتشه وفرويد ) أو في الشرق ( الباطنية والحلوليين ) .

ويرد أدونيس مفاهيمه إلى أصولها :

( السريالية قادتني إلى الصوفية وتأثرت بها أولاً ولكني اكتشفت أنها موجودة بشكل طبيعي في التصوف العربي ( يقصد التصوف الفلسفي ) وتأثرت بالماركسية ونيتشه من حيث القول بفكرة التجاوز والتخطي وتأثرت أيضا بأبي تمام وأبي نواس من حيث فهــــم اللغة ، ولم تكن تورة المختار الثقفى والثورات القرمطية وثورة الزنج إلا توكيداً للقاعدة الماديــة ( الأرض - الاقتصاد - علاقات الإنتاج ) ومن هنا نعرف أن حداثة أدونيس هي تلفيق من فكر الباطنية والملاحدة والإباحينن في الشرق والغرب وأنها تستهدف ( ثوابت الإسلام ) والإيمان بالغيب وتقوم على أسس ثلاثة :


1- عدم الانتماء لأي قيم أو منهج .

2- التمرد على كل الثوابت وفي مقدمتها الدين والأخلاق .

3- استعمال قواعد اللغة استعمالاً مغلوطاً .

4- بناء الصور الشعرية على أنقاض الأساطير القديمة .


مصطلح المطلق
وأخطر ما يركز عليه دعاة الباطنية الحديثة ( الحداثة ) هو ما يســمونه ( المطلق ) وهو الله تبارك وتعالى . وما من واحد من هؤلاء إلا وله في هذا المجال شعر رديء مليء بالإلحاد والفجور والله تبارك وتعالى أعلى وأجل عما يقولون . وهذا يكشف عن أن الهدف الحقيقي هو الثورة على العقيدة والألوهية والجذور الأصيلة للتكوين الاجتماعي وعلى كل ماهو متعارف ومقعد ومنظم ومتقن حتى القواعد اللغوية .

ومهاجمة النص المقدس عملية واضحة وأساسية في دعوتهم :

يقول كمال أبو ديب : ( من الدال جداً على أن النص المقدس في جميع الثقافات التي نعرفها هو نص قديم فليس هناك من نص مقدس حديث والحــــداثة بهذا المعنى هي ظاهــــــــرة اللا قداسة ) .

وهو يقصد بالنص المقدس القرآن والأحاديث النبوية وكل كتاب ديني تقدسه الأديان ، ويقول : ( لأنه لا سبيل لأن يكون الأدب حديثاً إلا إذا رفض كل نص مقدس وأصبح نقيضاً لكل ما هو مقدس حتى العبادة ) .

فالدعوة إلى تدمير القداسة . هي هدف أساسي في دعوة الحداثة ، وهي لاتقف عند ذلك بل تدعو إلى مقارفة الخطيئة بدعوى رفض كل قيد على الحرية الإنسانية ، ومن دعواهم إلغاء الخطيئة وبكارة الإنسان وإحراق التراث . وإلغاء الخطيئة يعني أنه لا خطيئة في الحيـــــاة ( الزنى ، الربا ، السرقة ، العقوق .. إلخ ) فيقولون : كلمة الخطيئة : يجب أن تشطب من قواميس اللغات .

والدعوة إلى العصيان المعلن قاعدة أخرى ، متمثلين بقول ( أبي نواس ) :

فإن قالوا حرامٌ قل حرامٌ .. ولكن اللذاذة في الحرامِ .

وقد أعلن أدونيس في كتابه ( الثابت والمتحول ) أنه يرمي إلى تحول يزلزل القيم الموروثة من دينية واجتماعية وأخلاقية ، تحول في الثقافة التي يبثها الإسلام بقيمه الدينية ، ونحن نقول له هيهات فقد كان غيرك من الزنادقة أقدر ، والمعروف أن الأب بولس نويا اليسوعي هو الذي قدم منهجه ووصفه بأنه ( شاعر التحول المستمر ) .

وقد ركز على عبارة أدونيس ( نفسي تجردت من الماضي وقيمه كلها بما فيها القيم الدينية والخلقية ) . وعلق الأب بولس على ذلك فقال : " لقد انتهيت إلى نتيجة هي أن الرؤيا الدينية هي السبيل الأصلي في تغلب المنحى الثبوتي على المنحى التحولي في الشعر ، إن النظام الشامل الذي خلفه الدين ( يقصد الإسلام ) ، كان هو العامل الأساسي الذي جعل المجتمع العربي في القرون الثلاثة الأولى يفضل القديم على الحديث بحيث إنه وضع القديم في مجال الكمال واعتبر كل جديد خروجاً على المثال الكامل " .

وهكذا نرى كيف تتضافر قوى كثيرة على تأييد هذا المذهب وتشوه صفحات التاريخ الإسلامي ، وترى أن ثلة من الزنادقة ظهروا في القرن الثالث وداستهم الأقدام ، كانوا عوامل تجديد وحداثة كاذبة بدعوى أنهم تجاوزوا الثوابت واجترؤوا على الحقائق الإسلامية .

وهكذا كانت دعوة الحداثة : التحول هو المنطلق : وإن التجرد من كل الموروثات التي نمت مع نمو تاريخنا الإسلامي هو أساس المواجهة ، ومن العجيب أن أدونيس وثلته كانوا من المتجردين من موروثاتهم وأوساطهم وأسرهم وعقائدهم التي نشؤوا عليها وتنكروا لما غذتهم به أمهاتهم وآباؤهم من إيمان . وهكذا يدعو هؤلاء الخارجون على أمتهم ، يدعون الناس إلى خروج مثل خروجهم . إن هؤلاء ينكرون مفهوم الإسلام الجامع بين ( الثوابت والمتغيرات ) ويلجؤون إلى مفهوم الغرب الذي كان يؤمن بالثوابت وحدها ، وقد دفع هذا بعض المفكرين إلى تحطيم الثبات ، بالدعوة إلى ( التغيير المطلق ) ولكن هذه الدعوة لا تصلح في أفق الفكر الإسلامي لأنه لا حاجة له بها ، ( لما جاء الإسلام أرسى قواعد الثبات ونظم وسائل التحول والتغيير والتطور من داخل الثوابت الأساسية القائمة على الخلق والمسؤولية الفردية والإيمان بالبعث والجزاء ومن هنا وقف الإسلام أمام كل دعوة باطلة ترمي تحت اسم التحول إلى القضاء على الثوابت أو هزها أو النيل منها ) .

وتلك سنة الله في خلقه وناموسه في قيام الأمم والحضارات وتحولها وسقوطها . وكل الدعوات التي حاولت أن تنال من الثوابت الإسلامية ، كالبابية ، والبهائية ، والقاديانية والقرمطية فقد تحطمت لأنها مخالفة لمنهج الله وستذهب ( الحداثة ) وتدوسها الأقدام قبل أن يعرف دعاتها من أين أتتهم الجائحة ( فأتاهم الله من حيث لم يحتســـــــــبوا ) الحشر : 2 . مهما بلغ ارتفاع اسمهم فهو إلى انحسار ومهما انتشر فكرهم فهو إلى زوال .


ومقطع الرأي في ( الحداثة ) أنها
أولاً : ردة إلى طفولة البشرية وهجوم مستتر على الفصحى لغة القرآن بهدف تدمير منظومة البيان العربي التي عرفها العالم منذ أربعة عشر قرناً والمنسابة في جيمع كتابات العلماء والمؤرخين والفقهاء والتي تقوم على فقه اللغة والبيان والتحقيق التاريخي الذي استمده المسلمون من علم الحديث النبوي .

ثانياً : تهدف إلى تقويض المنزع الحقيقي للأدب العربي المرتبط بالقرآن الكــــــريم والســنة ، كما تنزع إلى إغراقنا في مذاهب تجريدية والرموز والدادائية والسريالية .

وقد وصفه الدكتور مصطفى بدوي بأن ( الفن الذي استجاب لما حل بأوروبا من اضطراب شامل وكان نتيجة لانعدام اليقين والتجديد المعلن ، إنه الفن الوحيد الذي يصلح لانهيار العقل ولما صارت المدنية إليه من دمار إبان الحرب العالمية الأولى ، إنه في المجون والترف : دارون وماركس وفرويد ، جاء بعد القضاء على الحقائق العامة المشتركة وعلى أفكارنا التقليدية عن العلية ، وبعد اندثار الآراء المتوارثة عن وحدة الشخصية الفردية فأين نحن العرب من هذه الأشياء ؟!

إن ( المودرنزم ) حركة أوروبية ليست مقصورة على دولة واحدة من دول الغرب ، وهي شديدة الصلة بتأريخ أوروبا السياسي ومرتبطة بفقدان الإيمان الديني وهي تطوير للرومانتيكية والرمزية والواقعية بل ظهر ما يسمى بما ( بعد المودرنزم ) .

وهذا يختلف تماماً عن طوابع الأدب العربي العميقة الصلة بالقيم الأساسية من الدين والأخلاق .

وإذا كانت هذه الدعوة المدعاة قد وجدت من بعض القوى ما يفتح لها الطريق ، فإن هذا البريق الهلامي سوف لا يثبت تحت ضوء الشمس ، وقد انهزم شعراء الحداثة في المواجهة ، وتراجعوا في أكثر من موقع ، وحاولوا أن يغيروا خططهم . وقالوا إن شعر الحداثة يقرأ ولا يلقى ، وعجز أصحاب الحداثة عن بيان ما في نفوسهم فادعوا أنهم طلاب غموض ، وقد رفضهم المثقفون ، واتهموهم وانقطعت الجسور بينهم وبين الأدب الأصيل .

إن هذه الدعوة وافدة وليست لها جذور ، وهي كالنبت الغريب الذي يوضع في الأرض فلا ينبت ، وقد رفض الجسم الإسلامي العضو الغريب في محاولات كثيرة سابقة ، وفي هذه المحاولة يرفض بحسم التغريب ويرفض ما وراءه من أهواء ومن أهداف ومطامح ، لم تعد خافية على أحد .

منار الإسلام

ربيع الأول 1406هـ

ناصر التوحيد
01-01-2006, 01:08 PM
د.سعيد بن ناصر الغامدي أقض مضاجعَ الحداثيين

---------------------

الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي أقض مضاجعَ الحداثيين والليبرالين برسالة الدكتوراه " الانحراف العقدي في أدب الحداثةِ وفكرها . دراسة نقدية شرعيةٌ " ، فرموه عن قوسٍ واحدٍ ، وألبوا عليهِ ، ومن آخرِ فقاعاتهم التي حبكوها في جنحِ الليلِ كما هي عادتهم استعداء السلطانِ عليه ، وهي طريقةٌ معروفةٌ .
ومن حقِّ الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي أن يدافعَ عن نفسهِ ، وقد قام الدكتور بذلك ، وأرسل بياناً أبان فيه الوجه الحقيقي للمستعدين عليه خادم الحرمين ، ولعلكم تنظرون بأنفسكم ، وتحكمون بعقولكم ، أيّ قومٍ هؤلاءِ ؟! وهذه الحلقةُ للدكتور سعيد بن ناصر هي الأولى ، وستتبعها حلقاتٌ أخرى .

حسين بافقيه وابراهيم شحبي ونادين البدير وعلي العميم وشاكر النابلسي يدافعون عن هؤلاء المنحرفين وأقوالهم

شن الليبراليون (جدا) !!!! حملة منسقة ضد كتابي الانحرافات العقدية وآخر (ليبراليتهم / حريتهم) استعداء خادم الحرمين على الكتاب ومؤلفه ومشرف البحث ومجيزيه وجامعة الإمام ، مستخدمين عصا ( التكفير) ومتكئين - وهماً - على سلطة الدولة ، ومتكئين – حقيقةً – على القوة الأمريكية ، لمحاكمة الكتاب والكاتب ، غير عابئين مطلقا بمشاعر الملايين الذين يسوؤهم أن يسخر أحد بربهم وإلههم ، وأصل الأصول في عقائدهم ، وغير مكترثين بالحقائق الموجودة في الكتاب ، وهذا نموذج الموضوعة الليبرالية المزعومة ، ومن أجل ذلك نقلت بعض المقاطع من البحث لطرحها على جمهور العقلاء ، ليحكموا إن كان هؤلاء الذين هاجموا الكتاب يتحرون الحقيقة أم في قلوبهم أمور أخرى؟؟!! ولكي نترك لكل قاريء ( يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبياً ) أن يحكم وفق إيمانه ، هل الذين يشتمون الله - جل وتعالى وتقدس - ويستخفون به ويسخرون منه ويصفونه بأبشع الأوصاف ، هل هؤلاء ممن يستحق الاحترام والتبجيل والدفاع ؟

الحلقة الأولى :
سخريتهم بالله وشتمهم له سبحانه

* يقول رشيد بوجدرة في رواية ألف وعام من الحنين قول من أشنع الأقوال - أستغفر الله من إيراده: ( المنامة ... بلدة تعودوا أن يقولوا عنها بأن الله تبرزها في يوم من أيام الغضب ) رشيد بوجدرة ألف وعام من الحنين : ص 11 - 12.

* ويقول أنسي الحاج : ( تقتل الكلمة جسدالله بعد قتل الله روحاً وجسداً )(6)خواتم ص 19

* ويقول أنسي الحاج : ( سوء التفاهم يرافق كل نفس ، كل عمل ؟ الله خلق الإنسان وسرعان ماندم وقال : ما هكذا كان المقصود أن يصير ) خواتم : ص 67

ويقول : ( تعكس البركة زرقة السماء أنقى مما يعكسها النهر الله في البركة مطمئن وفي النهر منزعج الصمد يرتاح في جمود الحركة ويراقبها بعيون الغدران والمستنقعات هل يستطيع الله أن يبطل إلهاً ) خواتم : ص 68

* يقول ادونيس: الأخلاق التقليدية هي التي تعيش الخوف من الله ، وتنبع من هذا الخوف ، الأخلاق التي يدعو إليها جبران هي التي تعيش موت الله ) الثابت والمتحول 3 - صدمة الحداثة : ص 178 - 179.

* يقول انطون مقدسي: ( ... كل ما في الدنيا مجاني لا ثمن لشيء ؛ لأن الرب مجاني ... )
(1) قضايا وشهادات 3 شتاء 1991 م/1411 هـ . من حوار مع أنطون مقدسي : ص 21 أجراه سعدالله ونوس .

* ويقول معين بسيسو : ( باسمك تلك المومس ترقص بقناع الرب باسمك يتدحرج رأس الرب ( معين بسيسو الأعمال الشعرية الكاملة : ص 251 .

* ويقول سميح القاسم ( مأساتك السوداء كانت منذ قال الله فليكن الوجود وكان ثم بدا له أن يصنع الشمس اللعينة والحياة) سميح القاسم في ديوانه : ص 306 .

* يقول محمد الماغوط : (لماذا خلقني ؟ وهل كنت أوقظه بسبابتي كي يخلقني ) ( محمد الماغوط في الآثار الكاملة : ص 218 .

* وتقول نوال السعداوي (وإذا سأله المدرس سؤالاً تلفت حوله متحيراً وبدأ بتهتهة ، وحين يضحك التلاميذ يقول : لو كانت هناك عدالة في الكون لما خلقني الله ، اتهته وجميعهم لايتهتهون ، وهمس في أذني بصوت خافت : الله غير موجود لأن العدالة غير موجودة ، وهمست في أذنه بدوري : لو كان الله موجوداً لما كان الوفاء يقابله الخيانة والخيانة يقابلها الوفاء ، وكنت يا أمي تلميذاً في التاسعة من عمري وهو زميلي وربط بيني وبينه الإيمان العميق بعدم وجود الله ، وظلت قدرتي على الإيمان بالله مرتبطة بقدرتك على خيانة أبي ... ). رواية سقوط الإمام : ص 75

* ويقول عبد الرحمن منيف في رواية مدن الملح ( ... يارب يا صاحب الخيمة الرزقاء أنت العالي وتعرف بالقلوب احرس الوادي وجنبه البلاء ) . مدن الملح 1/59

ويقول ايضا: ( أخطر شيء في هذه الحياة بعدالله والمال هو السروال ، إذا كانت دكته قاسية أتعب ، وإذا ارتخت دكته أشقى وأتعب ) . مدن الملح 5/95

* يقول السياب : ( وأبصر الله على هيئة نخلة كتاج نخلة يبيض في الظلام أحسه يقول : يا بني يا غلام
وهبتك الحياة والحنان والنجوم ) ديوان السياب : ص 147
ويقول السياب ايضا : ( هل أن جيكور كانت قبل جيكور في خاطر الله في نبع من النور ) ديوان السياب : ص 188 .
ويقول السياب أيضا : ( لولاك ما كان وجه الله من قدري ) ديوان السياب : ص 190.
و السياب له قصيدة بعنوان “ في المغرب العربي ” تطفح بالكفر الصريح والسخرية بالله - جَلَّ وَعَلاَ - وبالقضاء والقدر وبالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذه مقاطع منها :
( فنحن جميعنا أموات أنا ومحمد والله وهذا قبرنا أنقاض مئذنة معفرة عليها يكتب اسم محمد والله ... ) ديوان السياب ص 395 .

* وقول نازك الملائكة :
( وأضحك ضحكــة رب كئيب * * * تَمـــرد مخلوقه الكافر ) ديوان نازك 2/53

* ويقول البياتي :
( فاسكبي روحك الحنون بروحي * * * لأرى من صفائه وجـــــه ربي ) ديوان البياتي 1/69 .

* ويقول صلاح عبدالصبور عن لوركا الشيوعي الأسباني : ( ... أمّا الكلمات الحلوة والممرورة فقد انسابت جدول يمضي حيث سقطت ، وعض التراب فمك حتى يغفى في حضن الله الغاضب يرجوه أن يعفوا عن خفراءٍ بلداء قتلوا آخر أبناء الرب ) ديوان صلاح عبدالصبور : ص 230

* ويصف يوسف الخال الرب - جَلَّ وَعَلاَ - بأوصاف خبيثة فيقول : ( وحين أموت خذوا جسدي ولاتدفنوه لئلا يقوم مع الفجر يوماً ويكشف سر الإله مع الشوق يحلو لنا الانتظار وإن فرغت خمرة في الكؤوس فها هو ذا الرب بين الحضور ) الأعمال الشعرية الكاملة ليوسف الخال ص 354 .

* ويقول جبرا إبراهيم جبرا : ( والله يهدر صوته بين الشجر ) المجموعة الشعرية الكاملة لجبرا : ص 129
ويقول : ( يا حمل الله الحامل خطايا العالم ارحمنا ) المجموعة الشعرية الكاملة لجبرا : ص 139

* ويقول توفيق الصايغ : ( من جير دم لجوليا الحوارية العذراء عذرتها ألهتها أهلت أمها أن تُمسى حماةَ الله ) الأعمال الكاملة لتوفيق الصايغ : ص 305
ويقول توفيق الصائغ ايضا : ( الإله الصبي كيف يُشيخُنا يقلبنا زبانية ؟ المكتنز الخدين كإليتين كيف يحفرفي خدودنا وتحت عيوننا الجور ؟ ) الأعمال الكاملة لتوفيق الصايغ : ص 311-312

* ويقول سعدي يوسف في مقطع بعنوان “ رفض ” : ( أنا في انتظار يديكَ يا رباً يسير على الرمال ... وبقيت أنت ... الهي الرملي مجهول الصفات إلاّ من الألم المقدس في انتظاري وأنا أشق الرمل لكني أغوص أحصي اللانهاية في النهاية كنبيك الممنوع صلباً عن طواطمهم متألماً حتى الشهادة ) ديوان سعدي يوسف : ص 517 .

* ويقول مظفر النواب : ( هل تاب النورس من ثقل جناحين المكسورين ؟ وهل تاب الطين الفاغم في رفع امرأة خاطئة ؟! . فأتوب ! هل تاب الخالق من خمر الخلق ومسح كفيه الخالقتين لكل الأوزار الحلوة في الأرض فتلك ذنوب تعال لبستان السر أريك الرب على أصغر برعم ورد يتضوع من قدميه الطيب قدماه ملوثتان بشوق ركوب الخيل وتاء التأنيث على خفيه تذوب ) مظفر النواب شاعر المعارضة السياسية قراءة في تجربته الشعرية لعبدالقادر الحصيني وهاني الخير : ص 62 .
ويقول : ( يا من رأى الله شاحنة ليس تلوي ) مظفر النواب شاعر المعارضة السياسية قراءة في تجربته الشعرية لعبدالقادر الحصيني وهاني الخير : ص 63 ص 118 .
ويقول : ( فالبلاد التي هو منها سراب . تخاف الحقائق منه فإن سكن الخلق يأخذ عزلته بزوايا من الله عابقة بالشراب ويثمل بالله سبحانه والبلاد التي درجات الكحول بها لم تصلها الخمور وبالوهم يسكرها بين حين وحين ) مظفر النواب شاعر المعارضة السياسية قراءة في تجربته الشعرية لعبدالقادر الحصيني وهاني الخير : ص 141 . .

* ويقول أمل دنقل : ( شفتاي نبيذ معصور صدري جنتك الموعودة وذراعاي وساد الرب ) الأعمال الشعرية لأمل دنقل : ص 48 .
ويقول : ( من يفترس الحمل الجائع .غير الذئب الشبعان ارتاح الرب الخالق في اليوم السابع لكن .. لم يسترح الإنسان ) الأعمال الشعرية لأمل دنقل : ص 148 .

* ويقول نزار قباني وقد أغرق وأكثر من السخرية والاستخفاف بالله تعالى ، ومن ذلك يقول عن محبوبته :
( إني أحبك من خلال كآبتي وجهاً كوجه الله ليس يطال ) الأعمال الشعرية لنزار 1/493 .
ويقول : ( امرأة ناهية كالرب في السماء ) الأعمال الشعرية لنزار 1/523 .
ويقول : ( مادمت يا عصفورتي حبيبتي إذن فإن الله في السماء ) . الأعمال الشعرية لنزار1/737 .
ويقول مخاطباً محبوبته وأنه حين يحبها : ( يكون الله سعيداً في حجرته القمرية ) . الأعمال الشعرية لنزار2/188 .
ويقول : ( الله يفتش في خارطة الجنة عن لبنان ) . الأعمال الشعرية لنزار2/323 و 3/587
* ويقول عن عشيقته : ( حين وزع الله النساء على الرجال وأعطاني إياك شعرت .. أنه انحاز بصورة مكشوفة إليّ وخالف كل الكتب السماوية التي ألفها فأعطاني النبيذ وأعطاهم الحنطة ألبسني الحرير وألبسهم القطن
أهدى إلي الوردة وأهداهم الغصن حين عرفني الله عليك ذهب إلى بيته فكرت أن أكتب له رسالة على ورق أزرق
وأضعها في مغلف أزرق وأغسلها بالدمع الأزرق أبدؤها بعبارة : يا صديقي كنت أريد أن أشكره لأنه اختارك لي .. فالله - كما قالوا لي - لايستلم إلاّ رسائل الحب ولايجاوب إلاّ عليها حين استلمت مكافأتي ورجعت أحملك على راحة يدي كزهرة مانوليا بست يد الله ويبست القمر والكواكب واحداً .. واحداً ) . الأعمال الشعرية لنزار 2/404
ويقول : ( لأنني أحبك يحدث شيء غير عادي في تقاليد السماء يصبح الملائكة أحراراً في ممارسة الحب ويتزوج الله حبيبته ) . الأعمال الشعرية لنزار 2/442 . 2/442 .

* ويقول محمود درويش : ( نامي فعين الله نائمة عنا وأسراب الشحارير ) ديوان محمود درويش : ص 24 .
ويقول : ( هكذا الدنيا وأنت الآن يا جلاد أقوى وُلد اللهُ وكان الشرطي ) ديوان محمود درويش : ص . 264 ، 266 ، 268
ويقول : ( يومُكِ خارج الأيام والموتى وخارج ذكريات الله والفرح البديل ) ديوان محمود درويش : ص 554 .

* ويقول معين بسيسو :
( لم يبق سوى الله يعدو كغزال أخضر تتبعه كل كلاب الصيد ويتبعه الكذب على فرس شهباء سنطارده ، سنصيد لك الله من باعوا الشاعر يا سيدتي سيبيعون الله ) الأعمال الشعرية لمعين بسيسو : ص 341 .

* ويقول معين بسيسو: ( وطرقت جميع الأبواب أخفتني عاهرة كان الله معي لكن الله هناك يدلي بشهادته في مركز بوليس - فُتح المحضر ...
- ما اسمك ؟
- كم عمرك ... ؟
- ما عنوانك ... ؟
- مهنتك ... وكانت مهنته الله .
صبغوا بالحبر أصابعه أخذوا بصمات الله والتقطوا صورته كان الله معي لكن الله ورائي كان هو المخبر آلة تسجيل قد غرست في قلبي آلة تسجيل قد غرست في قلب الله ) الأعمال الشعرية لمعين بسيسو : ص 440 - 441
ويقول عن بيروت : ( أيتها المدينة السحابة الرصاصة الرغيف ...... ها أنت مثل الله في يديه السلسلة لا أنت سنبلة لا أنت قنبلة ) الأعمال الشعرية لمعين بسيسو : ص ص 336 .. .

* ويقول سميح القاسم : ( والله نحن نشاؤه بغرورنا شيئاً له قسماتنا الشوهاء ترسمه أنانياتنا ) ديوان سميح القاسم : ص 318 .
ويقول عن هروشيما : ( من أي أعماق البشر يتفجر الموت الزؤام على البشر ؟ ! ولأي كهف ينزوي الله المعفر بالغبار وبالدخان وبالشرر ؟ ) ديوان سميح القاسم : ص ص 324 - 325.
ويقول : ( حين قيل : انقضى كل شيء كانت المئذنة شارب الله تحت النعال الغريبة ) ديوان سميح القاسم : ص 417
ويقول : ( الحزن ياسمين في وطن العجائب السبعين والفقر موسيقى وقتل الله في كمين خبزٌ ) ديوان سميح القاسم : ص . 654

* ويقول توفيق زياد : ( وإلى الأشجار أو العمدان وإلى الريح وجه الله العريان ) ديوان توفيق زياد : ص 513 .

* ويقول عبدالعزيز المقالح ( يكاد النهار على أفقهم أن يموت ويحتضر الله والعقل خلف معابدهم في البيوت ) . ديوان المقالح ص 339 .
ويقول : ( تحت جلدي تعيشين نبكي معاً ونصلي نجوع ونعري ، نجدف في الله والشعب يضبطنا عسس الليل ) ديوان المقالح ص 535 .

* ويقول محمد الماغوط :
( يارب أيها القمر المنهوك القوي أيها الإله المسافر كنهد قديم يقولون أنك في كل مكان على عتبة المبغى ، وفي صراخ الخيول بين الأنهار الجميلة وتحت ورق الصفصاف الحزين كن معنا في هذه العيون المهشمة والأصابع الجرباء أعطنا امرأة شهية في ضوء القمر ) . الآثار الكاملة لمحمد الماغوط : ص 61
ويقول : ( إنني أعد ملفاً ضخماً عن العذاب البشري لأرفعه إلى الله فور توقيعه بشفاه الجياع وأهداب المنتظرين
ولكن ياأيها التعساء في كل مكان جُلَّ ما أخشاه أن يكون الله أميّاً ) الآثار الكاملة لمحمد الماغوط : ص265.

* ويقول محمد الفيتوري : ( لا شيء لكي أكتب كلمة فالكلمة في شفة الله والله على الأرض سجين ) . ديوان الفيتوري 1/378
ويقول أيضاً : ( عندنا غسلتني المحبة أبصرت في وجهها الله حدقت في مقلتيه المفرغتين من الشمس والحلم حتى تساقط نصف القناع ) . ديوان الفيتوري 2/145 .

* ويقول ممدوح عدوان في تهكم واضح : ( ويباغتني الله في نعمة تنتقي صفوة القوم كيف أصدق أن لدى الله نبع حنان ولايتطلع يوماً إلى قهرنا ولايرى البشر الساكنين زرائب والآكلات بأثدائهن بلا شبع حيث صنعة العهر أمان من الفقر والموت جوعاً وكيف تغافل كي لايرى الآكلين النفايات في مدن من مناسف لايسند القلب في ضعفه
تحت عبء الهموم الهي الذي قيل لي إنه صاغني مثله كنت أرغب لو صغته شبهي كنت أسكنته وطناً يتفنن كيف سيبكيه في كل يوم يشكك في خلقه ويطالبه أن يصفق للظلم ... ) . الأعمال الشعرية للممدوح عدوان جـ 2 للخوف كل الزمان : ص 17 - 18
إلى أن يقول : ( فتبارك هذا الإله الذي كان يرفض أن يتمرغ في عيشنا لم يكن يتقن اللعب فوق المزابل لم يعرف السير في قسوة الوعر لم يعرف النوم جوعاً ولم يعطنا ما يواجه هذا البلاء ها هو الله يأتي أخيراً على هيئة الطير
ينقر أرواحنا ... ) . الأعمال الشعرية للممدوح عدوان جـ 2 للخوف كل الزمان : ص 17 - 18

* ويقول أحمد دحبور : ( على القناة علامة ودم على الجولان وأسأل : أين وجه الله تأخذني كواكب سبعة وتعيدني مئة ) ديوان أحمد دحبور : ص 347 - 348 .

* ويقول محمد علي شمس الدين في ديوانه غيم لأحلام الملك المخلوع : ( احتفال بمجيء الليل “ فطم ” احتفلت بمجيء الليل أخذت زينة نهديها وتعرت لتصير أشد نقاء من قلب الله ) ( غيم لأحلام الملك المخلوع : ص31 )


وكلامهم الخبيث النجس من هذا النوع كثير ، أكثر من قدرتي على إحصائه ، وأوسع من حيز هذا المقال ، وفي الشواهد السالفة مايدل بجلاء على مقاصد هؤلاء في تحطيم الدين ومحو آثاره من النفوس وتدنيس أجل وأعظم شيء في عقيدة المسلمين والعجيب أن يتصدى هولاء –بفحيح أفعواني - للدفاع عن هؤلاء بحجة (الإبداع) الذي جعلوه في مقام أعلى من مقام الله عزوجل ، وأعلى من مقام أي شيء مقدس، وكما قال الله تعالى ( أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم) فهاهم يدافعون عن الشاتمين لله تعالى والمستخفين به مستغلين الوضع الراهن المتمثل في التفجير والتكفير فقاموا بخلط الأمور لتمرير عقائدهم وتبرئة رموزهم ، فجعلوا كل من تحدث عن انحراف عقدي وكل من كشف الشاتمين لله ورسوله والساخرين بالدين ،جعلوه مكفرا واستعدوا عليه السلطة!!!

عجبا لهذه (الحرية الليبرالية) ما أوضح تناقضها وما أشد تعصبها، يدعون حرية الرأي والحوار واحترام رأي الأكثرية ، وفي الوقت نفسه يستعدون الأمم المتحدة على من أوضح رأيه ضد (المحتل في العراق) ويستعدون الحكام ضد من كشف بالحقائق مقدار انحرافهم (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر) .

ألا فليعلموا أن ديننا وعقائدنا ومقدساتنا أغلى عندنا من أرواحنا، وكل مسلم كذلك، ولن يخيفنا تحريضهم لأن من يحرضونه من الحكام المسلمين إذا اطلع على هذه الأقوال التي يدافعون عن أصحابها لن يسعه إلا أن يقف في صف الحق والعدل والخير ضد الباطل والظلم والشر .

قال الله تعالى (ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا ) سورة النساء 107-109

ولعل لنا لقاء في حلقات أخرى إن شاء الله، لكشف حقائق أخرى


سعيد بن ناصر الغامدي
4/11/1426


--------------------------------------------------------------------------------

الحلقة الثانية :
سخرية الحداثيين بالنبوة والانبياء


ظننت أن الحملة ضد كتاب الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها قد اقتصر على من ذكرنا اسماءهم في الحلقة الاولى من الذين أخذتهم الحمية في الدفاع عن المبدعين العرب الذين نقلنا شتمهم لله تعالى

لكن وجدت الحملة تتواصل عبر مواقع (إيلاف) (دار الندوة) (قناة الحرة) فهل هناك أوضح دلالة على (الحمية الحداثية) في الدفاع عن رموزهم .

ويقولون (ثقافة الكراهة ) (ثقافة الشتم) ( ثقافة التكفير) ... الخ

أيها العقلا ء : من الذي يفعل ذلك ؟؟

أليس الذي يشتم الله تعالى وأنبياءه ودينه هو الذي يبث (ثقافة الكراهة) كراهية الله تعالى وكراهية رسله الكرام ؟؟!!

من الذي يبث (ثقافة الشتم) شتم الله تعالى وشتم خير خلقه ؟؟!!

من الذي يبث (ثقافة التكفير) باسم حرية التفكير ؟؟!!

أليس أولى بالذين أخذتهم الغيرة على هؤلاء الشاتمين المستخفين بالله تعالى أن يغاروا على دينهم من عبث العابثين وتدنيس المنحرفين ؟؟!!

غضبوا وثارت إنسانيتهم الليبرالية لأني وصفت الفيتوري بنص أخذته من ناقد حداثي ، وهو نص لا يقصد به السخرية من خلقته وإنما لذكر سبب موقفه الساخط من لونه الأسود والغاضب بسببه على كل أبيض ، في عقد متراكمة ينفس عنها بالافتخار بالزنجية وبغض الأبيض وقد شرحت ذلك ودللت عليه في الرسالة .

وفي الوقت نفسه يدافعون عن أحد رفاقهم وهو يستطيل بالسخرية من هيئة وشكل زميله في الجامعة في قضية ما زالت دليلا على مقدار الإنصاف والعدل (الليبرالي) والحرية والمساواة المدعاة .

وفي الوقت ذاته يدافعون عن الذين يسخرون بأنبياء الله ويستخفون بهم وينزلون من قدرهم .

واليكم أقوال ( المبدعين !!! الحداثيين !! ) التي تثبت ذلك ، وليحكم كل مسلم بنفسه ويرى على أي شيء تحمس المدافعون عنهم ؟!

* تقول نوال سعداوي عن البنت الشخصية الرئيسية في روايتها سقوط الإمام : ( ... الا تكون ابنتي هي بنت الله يسمونها المسيحة ، وتصبح واحدة من الأنبياء ) . سقوط الإمام ص 9

* يقول سميح القاسم : ( من أي أعماق البشر يتفجر الموت الزؤام على البشر ؟ ولأي كهف ينزوي الله المعفر بالغبار وبالدخان وبالشرر ؟ وبأي معراج يلوذ الأنبياء الصالحون غداة تربد الصور ؟ بالحظ ؟ بالمقسوم ؟ بالمكتوب في غيب القدر ؟ ! ) ديوان سميح 325.
ثم يتحدث سميح القاسم عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قائلاً : ( حراء هل هجرت حمامتك الوديعة ؟ هل جفتك العنكبوت ؟ ... عادت ( منى ) وأبو لهب عادا فما تبت وتب ! والكعبة استخذت منابرها للغو خوارج لا الله يكبح من جماح ضلالهم ، لا الأنبياء ولا الكتب ! واستشهد الأنصار وانهارت مدينتهم وشرّعت المساجد للصوص المارقين ! والله أكبر لكنة جوفاء تطلقها نفايات المسوخ التافهين فاركب بعيرك يا محمد وتعال لي في الشمس معبد ) سميح القاسم ص 320 - 322 .
أمّا سميح القاسم فيجعل مجموعة من الداعرين أنبياء ، وذلك في قوله : ( باختصار يومها كنا رجالاً أربعة
من صغار الأنبياء معنا خمس صبايا حسناً - خمس نساء حسناً - خمس بغايا ! ) . ديوان سميح القاسم ص 230
ويصف عصابات الشيوعيين بأنهم : ( صنعوا الحياة ... ونسقوا خضر الجنائين في الجليد وهناك منجم أنبياء جلدوا القياصرة الطغاة الأغبياء ) . ديوان سميح القاسم ص 347 .

* ويقول نزارقباني مخاطباً عشيقته : ( تعري واشطري شفتي إلى نصفين يا موسى بسيناء ) . الأعمال الشعرية الكاملة لنزار قباني 1/656
أمّا نزار قباني فيقول في وصف ثور أسباني في حلبة مصارعة الثيران مشبها له بالانبياء : ( برغم النزيف الذي يعتريه برغم السهام الدفينه فيه يظل القتيل على ما به أجل وأكبر من قاتليه نزيف الأنبياء كوريدا ... كوريدا ويندفع الثور نحو الرداء قوياً عنيداً ويسقط في ساحة الملعب كأي شهيد .. كأي نبي ولايتخلى عن الكبرياء ) الأعمال الشعرية لنزار قباني 1/561 - 562 .
* يقول نزار قباني على سبيل التهكم : ( وأنبياء الله يعرفونني عليهم الصلاة والسلام الصلوات الخمس لا أقطعها
يا سادتي الكرام وخطبة الجمعة لاتفوتني يا سادتي الكرام من ربع قرن وأنا أمارس الركوع والسجود أمارس القيام والقعود ) .
ثم عقب بعد ذكر هذه الأعمال والعقائد الإسلامية وغيرها :( وهكذا يا سادتي الكرام قضيت عشرين سنة أعيش في حظيرة الأغنام أعلف كالأغنام أنام كالأغنام أبول كالأغنام أدور كالحبة في مسبحة الإمام لا عقلي لي لا رأس لا أقدام استنشق الزكام من لحيته والسل في العظام قضيت عشرين سنة مكوماً كرزمة القش على السجادة الحمراء أجلد كل جمعة بخطبة غراء ) المصدر السابق الاعمال الشعرية لنزار 3/132 - 133 .
ومن أمثلة أقواله الرديئة ، مخاطبته للخامس من حزيران قائلاً : ( سوف ننسيك فلسطين ونستأصل عن عينيك أشجار الدموع وسنلقي سورة الرحمن والفتح ، ونغتال يسوع ) الاعمال الشعرية لنزار 3/212 .
ويقول نزار قباني : ( لاتخجلي مني فهذي فرصتي * * * لأكون رباً أو أكون رسولاً ) الاعمال الشعرية لنزار 2/761 .
ويقول : ( وأنا حتى أمارس النبوة بحاجة إليك ) الاعمال الشعرية 2/861 ..
وعباراته النرجسية المتعالية كثيرة جداً ، ولا ريب أن وصفه نفسه بالنبوة هو تدنيس عظيم لهذا اللقب المقدس

* يقول ادونيس : ( الله والأنبياء والفضيلة والآخرة ألفاظاً رتبتها الأجيال الغابرة وهي قائمة بقوة الاستمرار لا بقوة الحقيقة ، ... والتمسك بهذه التقاليد موت والمتمسكون بها أموات ، وعلى كل من يريد التحرر منها أن يتحول إلى حفار قبور ، لكي يدفن أولاً هذه التقاليد ، كمقدمة ضرورية لتحرره ) انظر : الثابت والمتحول 3 - صدمة الحداثة : ص 136 - 137 .
* يقول أدونيس في ديوانه : ( دماء ، لا عاصمٌ ، والنبيون ماتوا ) الأعمال الشعرية لأدونيس 1/474 .
* يقول ادونيس : ( ها غزال التاريخ يفتح احشائي ، نهر العبيد يهدر ، لم يبق نبي إلاّ تصعلك ، لم يبق إله ...
هاتوا فؤوسكم نحمل الله كشيخ يموت نفتح للشمس طريقاً غير المآذن ، للطفل كتاباً غير الملائك للحالم عيناً غير المدينة والكوفة هاتوا فؤوسكم ) الأعمال الشعرية لأدونيس 2/266 .


* يقول عبد الوهاب المؤدب : ( إن محمداً كان رجل ثقافة ، فلمذا ادعو أنه أمي ، لايقرأ ولايكتب ؟ أمن أجل إضفاء مصداقية أكبر وشرعية أعظم تزيد الرسالة نفاذاً في النفوس ؟ فكل كلام علمي يتلفظ به أمي ، لابد من أن يتجاوز قائله ليصبح مصدره إلهياً ) رأيهم في الإسلام : ص 225.


* يقول السياب: ( والسور يمضغهن ثم يقيئهن ركام طين نصباً يخلد عار آدم واندحار الأنبياء ) ديوان السياب : ص 529 .
وفي مقطع آخر تبدو عقيدته في الأنبياء وفي نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فيقول : ( كفرت بأمة الصحراء ووحي الأنبياء على ثراها في مغاور مكةٍ أو عند واديها ) ديوان السياب : ص 642

* يقول د / سيد البحراوي في كتابه " البحث عن لؤلؤة المستحيل " (ص142) : ( وقصة طوفان نوح هي قصة أسطورية وردت في التوراة والقرآن وفي أساطير شعوب أخرى ... ، ويذهب بعض العلماء إلى محاولة تأكيد أن الطوفان قد حدث بالفعل نتيجة لتحولات جيولوجية محددة في نهاية العصر الجليدي الأخير )

* ويقول محمود درويش : ( ولم يسأل سوى الكُتَّاب عن شكل الصراع الطبقي ثم ناداه السؤال الأبدي الاغتراب الحجري قلت : من أي نبي كافر قد جاءك البعد النهائي ؟ ) ديوان درويش ص 591 .
وفي خطاب آخر يوجهه إلى “ الأخضر ” الرمز الذي يمتدحه ويثني عليه غاية الامتداح والثناء ، ويقول له : ( يا أخضر ! لايقترب الله كثيراً من سؤالي ... ولتحاول أيها الأخضر أن تأتي من اليأس إلى اليأس وحيداً يائساً كالأنبياء ) ديوان درويش : ص 634 - 635 .
يقول محمود درويش : ( صار جلدي حذاء للأساطير والأنبياء ) ديوان محمود درويش ص 292 .
ويتفنن محمود درويش في إطلاق أسماء وأوصاف الرسل على الشعر والشعراء ، ومن ذلك أنه لم يجعل الشاعر مجرد نبي بل وصفه بأنه يوجد الأنبياء : ( نحن في دنيا جديدة مات ما فات ، فمن يكتب قصيده في زمان الريح والذرة يخلق أنبياء ) ديوان محمود درويش 55 .
وفي مقطوعة طويلة مليئة بالشتائم والعداوة والاستهانة بالدين ورموزه وقضاياه عنوانها “ تلك صورتها وهذا انتحار العاشق ” أورد هنا أسطراً منها يقول فيها : ( لا لنبوءة العراف
يومك خارج الأيام والموتى وخارج ذكريات الله والفرح البديل ) ديوان محمود درويش ص 554 .
( والليل سقف اللص والقديس قبعة النبي وبزة البوليس ) ديوان محمود درويش 557


* ويقول معين بسيسو : ( للذي بعدي السموات : امرأة وأنا لي الأنبياء آه ما أحلى السماء حين يطرد منها الأنبياء ) الأعمال الشعرية الكاملة لمعين بسيسو : ص 576 .


* ومن أقوال محمد الفيتوري التي ضارع فيها غيره من الحداثيين في الاستهانة بالرسل والرسالات قوله :
( ولئن القدر السيد عبد يتأله والنبوات مظلّة والديانات تعله هب من كل ضريح في بلادي كل ميت مندثر كل روح منكسر ناقماً على البشر كل أعداء البشر كافراً بالسماء ، والقضاء والقدر ) ديوان الفيتوري 1/113 .
* ويقول الفيتوري : ( ويطل يسوع الثلج يغطي بردته البيضاء : - ها أنت أتيت غريباً يقطر وجهك حزناً حيث مشيت مسيرة ألفي عام لا خبزك أنت ولا ملح الأديان الحق أقول .. الخالق والمأساة هو الإنسان ويغيب يسوع وتلوح وجوه الاثني عشر - الاسفار اهترأت ) ديوان الفيتوري 1/458 - 459 .
أمَّا محمد الفيتوري فيتحدث في مقدمة ديوانه عن تأثره بجبران واصفاً له بقوله : ( جبران ذلك النبي الضائع ) ديوان الفيتوري 1/21 .
أمَّا أنه ضائع فنعم ، وأمّا أنه نبي فلا ولا كرامة .


* يقول عبد الرحن المنيف على لسان إحدى شخصيات روايته مدن الملح : ( إذا لم يبك الأطفال من الجوعوالألم ، فلابد أن تكون عندهم أسبابهم وبعد قليل وبسخرية : ( ربّما يريدون أن يصبحوا ملوكاً أو أنبياء بسرعة ... ) مدن الملح 5 - بادية الظلمات : ص 96 - 97 .


* وفي ختام كتاب " الثابت والمتحول " أقر أدونيس صراحة باعتناقه وتأييده وامتداحه للرازي الملحد جاحد النبوات ، حيث يقول : ( لقد نقد الرازي النبوة والوحي وأبطلهما ، وكان في ذلك متقدماً جداً على نقد النصوص الدينية في أوروبا في القرن السابع عشر ، أن موقفه العقلي نفي للتدين الإيماني ، ودعوة إلى إلحاد يقيم الطبيعة والمحسوس مقام الغيب ، ويرى في تأملهما ودراستهما الشروط الأول للمعرفة ، وحلول الطبيعة محل الوحي جعل العالم مفتوحاً أمام العقل : فإذا كان للوحي بداية ونهاية فليس للطبيعة بداية ونهاية ، إنها إذن خارج الماضي والحاضر : إنها المستقبل أبداً .

لقد مهد الرازي وابن الراوندي للتحرر من الانغلاقية الدينية ، ففي مجتمع تأسس على الدين ، باسم الدين ، كالمجتمع العربي ، لابد أن يبدأ النقد فيه بنقد الدين ذاته ) الثابت والمتحول 2/214.


* يقول انسي الحاج : ( وحده الشعر عرف الحقيقة البشعة ، عرف كل الحقيقة ، أكثر من الأنبياء والآلهة ) مجلة الناقد - العدد 18 كانون أول 1989 م/1410 هـ : ص 8 من مقال لأنسي الحاج .


* ومحمد جمال باروت يضع عنواناً في كتابه “ الحداثة الأولى ” عن “ الشاعر الحداثي كنبي وضحية ” في سياق حديثه عن تجربة مجلة شعر فيقول : ( ... المثل الجمالية في “ شعر ” هي مثل ميتافيزيقية تغور في الغصات والمشكلات الكيانية للذات ككائن مفرد ، فتكتشفه كنبي وضحية في الآن ذاته ، “ يحيا مصلوباً فوق الخيط الذي يصل بين سيزيف والمسيح ” كما يعبر أدونيس عن الكائن الميتافيزيقي ) الحداثة الأولى ص 73 .
ونحو ذلك قوله : ( عند حركة مجلة شعر يرى “ البيان الشعري ” في الشاعر درجة من درجات النبي العارف الحاوي لكل شيء ، والشكاك بكل شيء ، ويرى في التجربة الشعرية درجة من درجات النبوة ) الحداثة الأولى ص 223 .


* أمَّا محمد الماغوط فيزيد على ادعائه النبوة ، السخرية والاستهانة بالأنبياء ، وذلك في قوله : ( فأنا نبي لاينقصني إلاّ اللحية والعكاز والصحراء ) الآثار الكاملة لمحمد الماغوط ص 233 .

* واما أحمد دحبور فإنه يرثي أحد رفاقه واسمه محمد القيسي فيقول عنه : ( ... وكان اغتراب ورؤيا طويلة وكان نبي إلى الله يعرج ) . ديوان أحمد دحبور ص 167 .


* ويشبهه مديح معين بسيسو لزعيم الشيوعيين في العراق في مقطوعة بعنوان “ سورة يوسف سلمان ” اليهودي المعروف ماركسيا باسم فهد ، ويقول فيها : ( قلت السلام على النبي والرسالة ) . الأعمال الشعرية الكاملة ص 695 .

وهذا تدنيس لهذه المصطلحات الشرعية العظيمة بإلصاقها بهذا الشيوعي الملحد ، اليهودي


* وعبدالعزيز المقالح يصف الفدائي الفلسطيني قائلاً : ( لولم تكن نبي هذا العصر حامل البشارة الكبير
فمن إذن تكون من معجزاتك الكثيرة الكثيرة انك لاتموت كطائر الفينيق لاتموت ) . ديوان المقالح ص 130

----------------------


جزاكَ اللهُ خيراً يا دكتور سعيد على تعريةِ أفكارِ من يسمون أنفسهم بـ " المثقفين " !
يا أهلَ الإسلام . . . هل تسمى هذه الألفاظُ ثقافةٌ أم . . . ؟
لا تُستغربُ الحملة ضد الدكتور سعيد فالصراخُ على قدر الألم
المصدر : ( الكاتب الشيخ عبدالله زقيل )
-------------------------

وفي حوار كبير جرى مع البيان يقول : سبق أن ذكرت أن مشروع ما بعد الحداثة تقوم استراتيجياته ومنهجيته وطروحاته الفكرية والفلسفية على التقويض والفوضى التخربية والإنهاك والتشتيت وزعزعة الثقة بالأنموذج والأصل، كما أن الحداثة في أصلها قائمة على مقاومة الثابت والمؤسسي علمياً وفكرياً وثقافياً، يضاف إلى ذلك أن مروج (النقد الثقافي) هو الذي أعلن موت النقد الأدبي، وهذا الإعلان جزء من منظومة المزاعم المولعة بالمفارقة والتغييرات المصطنعة، والتقويض، وهو إعلان مستمر لكمية من الجنائز التي أولع الحداثيون بتشييعها مفتخرين! وإعلانات الوفاة عندهم كثيرة منها: موت المؤلف، موت اللغة، موت المسلَّمات، موت المتعاليات، موت الإنسان، موت الكلمة، موت التعبير الفني، إلى آخر ما هنالك من جنائز يعلن عنها أصحاب هذا الاتجاه انطلاقاً من العدمية والنسبية المطلقة، والفوضى، والهدم المعبر عنه بـ (التفكيكية) و (التشريحية) و (التقويضية)، وغيرها من المصطلحات والعبارات.
والحوار على الرابط التالي :
البيان: العدد 208 ذو الحجة 1425هـ= يناير/فبراير 2005م
المصدر :
http://www.islamweb.net/ver2/Archiv...lang=A&id=80658
-----------
بارك الله في الشيخ الدكتور سعيد .. وما احوجنا لعلمه وما احوج الادباء لهذا القول واخذ الحيطة والحذر من بعض الألفاظ والأقوال التي تأخذ العبد في دوامة الأثم والعصيان والعياذ بالله.
نسأل الله الفائدة للجميع
---------------------