المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخلق والنشوء بين ضلال النظريات وحقائق الإسلام



حازم
01-02-2006, 01:05 PM
الخلق والنشوء
بين ضلال النظريات
وحقائق الإسلام

بقلم : حاتم ناصر الشرباتي

[ مُقـــدمـــــة]


أحمد الله تعالى حمد الشاكرين وأتوب إليه وأستغفره، أحمده تعالى حمد الشاكرين القانتين، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، وأصلي وأسلّم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن سار على هديه إلى يوم الدّين، رب اغفر لي ولوالديّ ولأساتذتي وأصحاب الفضل علي، وأنر قلبي واشرح لي صدري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، ووفقني لصالح الأعمال.

إنّ أساس العقيدة في الإسلام قائم على إعطاء الأجوبة المقنعة لتساؤلات الإنسان عن أصل وحقيقة هذا الوجود، ويركز على حقائق ثابتة أولها الإيمان الراسخ بالله تعالى خالقا لهذا الوجود ومسيراً له، مشترطاً أن يكون هذا الإيمان آتياً عن طريق العقل وإعماله بالتفكير المستنير ليصل الإنسان عن طريقه أنّ وراء تلك الموجودات الثلاث ( الكون والحياة والإنسان ) خالقاً أوجدها من العدم وأنّ لهذه الحياة الدنيا ما قبلها وهو الله تعالى، وأنّ لها ما بعدها وهو يوم القيامة حيث يبعث الإنسان ليحاسب على ما قدمت يداه كما أوجب الإسلام الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ورسالته والملائكة والرّسل جميعاً ويوم القيامة والقدر خيره وشره من الله تعالى.

أما الشيوعيّة فهي مبدأ مبني على المادة وليس العقل، لأنّ فكرتها الأساسية والتي تفرعت عنها كل أفكارها أنّ جميع الموجودات من كون وحياة وإنسان هي مادة فقط، وأنّ المادة هي أصل الموجودات وأنّ التّطور المادي تبعا لوسائل الإنتاج هو المحرك الفعلي والوحيد للمجتمع وعلاقاته جميعاً، وأن المادة أزلية واجبة الوجود لم يخلقها خالق، وأن ليس للمادة ما قبلها ولا يوجد بعدها شيْ، فهم ينكرون فكـرة الخلـق وبالتالي وجود خالق خلق الموجودات أي أنهم يرفضون الناحيــة

الروحية في الأشياء من كونها مخلوقة لخالق ويعتبرون فكرة الناحية الروحية خطراً على الحياة، وبالتالي فالدّين عندهم إنما هو أفيون الشعوب المخدر لأمانيهم وتطلعاتهم وهو بالتالي من عوامل تخلف المجتمعات.

أما نظرتهم للفكر فهي مادية أيضا، إذ هو عندهم انعكاس للواقع على الدّماغ كما تنعكس الصورة على صفحة المرآة، فالمادة عندهم هي أصل الفكر وأصل الحضارة، وهي أصل كل شيء ومن تطورها المادي توجد الأشياء ولا بد، هذه هي حتمية التّطور عندهم.

لقد ضلّت الشيوعية الطريق لمصادمتها الفطرة التي جُبِلَ عليها الإنسان باعتمادها نظرية التّطور المادي تبعا لوسائل الإنتاج فأعمت نفسها عن حقيقة وجود خالق لهذا الكون، وأكثر ما روّج له الشيوعيون في دعم نظرياتهم حول إنكار الخلق كانت " نظريـة داروين " تلك النظريـة التي وافقت ما روجوا له من إنكار الخلق. ومع أن كثيرا ممن ابتدعوا تلك النظرية السّقيمة أو ساهم في نشرها والترويج لها قد كفر بها بعد أن أتاه اليقين واقتنع بزيفها، إلا أن نفرا ممن يستهويهم كلّ شاذ وغريب لا زال يتشدّق بها، لذا رأيت أن أقوم باستعراض تلك النظرية نقاشا ومناقشة ونقضا وأن أبين صحة وحقيقة نظرة الإسلام حول الخلق.

لقد انهارت إمبراطورية الشيوعية وتفسخت أركانها لفساد عقيدتها القائمة على الإلحاد، فهي فكرة خيالية سقيمة لا تستند إلى الواقع وتتصادم مع الفطرة التي جُبل عليها الإنسان لجحودها وإنكارها وجود الخالق، فأي مبدأ هذا الذي ينهار بعد سبعين عاما من محاولة فرضه وتطبيقه ؟ إنه الباطل الذي يحمل جذور فنائه، لذا فليس من المستغرب أن ينهار هذا النظام وأن ينقلب رجاله ودعاته إلى الصّف المعارض له المطالب بالإجهاز عليه، فقد شهد العالم حديثا انهيار إمبراطورية الشيوعية المتمثلة بالاتحاد السوفييتي انهيارا منبئا بفشل ذريع إذ كان هذا الانهيار ناجما عن مصادمة الشيوعية لفطرة البشر وفساد وعقم أفكارها، ومن الأفكـــار

والعقائد الفاسدة تلك كان عقيدة التّطور المادي وإنكار الخلق اللذان هما الأساس العقائدي عندهم.

أمّا المبدأ الرأسمالي الديموقراطي فهو والشيوعية صنوان، إذ هو مبدأ كفر لا يرتكز على الإيمان بالله الخالق، لقد كان الأجدر أن يتهدم هذا النظام الفاشل لقيامه على عقيدة الكفر قبل قرينه إلا أن عمليات الترقيع والتجميل عملت على إطالة عمره وإن غدا لناظره قريب، فسيشهد العالم قريبا إن شاء الله انهيارا ثانيا سيدمر ويزيل كل إمبراطوريات الرأسمالية الديموقراطية وزوال حضارتهم واندثارها ولعنة الناس كافة لها لِما جرّت عليهم من ويلات ونكبات وانقلاب رجالها عليها وذلك لقيامها على أفكار وعقائد فاسدة، ولعجزها عن موافقة الفطرة الإنسانية، ولن ينسى البشر أن تلك الأنظمة كانت المغذي الناشر لكل فساد في العالم بما في ذلك أفكار التّطور ومعتقداته السّقيمة.

نعــم، ستزول أنظمة الديموقراطية الفاسدة وتندرس وستصبح أثرا بعد عين لتفسح الطريق أمام نظام سماوي كامل شامل موافق لفطرة الإنسان لقيامه على الإيمان بالله تعالى خالقا ومدبراً، ويومها فقط ستعيش الإنسانية بالأمن والاستقرار والطمأنينة.

حازم
01-02-2006, 01:06 PM
الخلق والنشوء بين ضلال النظريات وحقائق الإسلام

[تابع المُقـــدمـــــة]

لقد كُتب هذا البحث لأول مرّة مختصرا قبل أكثر من ثلاثين سنة ليقدم للجمعية الإسلامية في مخيم النصيرات بغزة، حيث نال المرتبة الأولى أمام الأبحاث المقدمة يومها، ومن يومها كنت أراقب وأراجع كل ما استجدّ من أبحاث في موضوع البحث فأرجع للبحث أجري عليه التعديلات والإضافات اللازمة على ضوء ما استجد من مواضيع وأبحاث.

لقـد طُرِحت تساؤلات عدة في موضوع حياة الإنسان والتباين في وجهات النظر حوله بين الحكم الشرعي ورأي الطّب، وحول حكم أجهزة الإنعاش الطبية الحديثة ورفعها بعد الحكم بموت الإنسان طبيا خلافا لما يراه الحكم الشرعي بعـدم

موت الإنسان، وهل يعتبر رفعها في مثل تلك الحالة قتلاً ؟ وتساؤلات أخرى حول موضوع نقل الأعضاء والتبرع بها قبل أو بعد الوفاة …. كما استجد موضوع أطفال الأنابيب بعد أن تجاوز الموضوع مرحلة الاختبارات ….. وأخيراً استجدت مسألة الاستنساخ البشري بعد أن نجح العلماء في مختبرات ( بي بي إل تيرابوتيكس B.B. L. Terabotix) الاسكتلندية في أول عملية استنساخ حيوان بالغ بإعلانهم ولادة النعجة "دللي" بطريق الاستنساخ ، ومن ثم تصريحات العالم الأمريكي (ريتشارد سيد) تصميمه على بدأ العمل في حقل الاستنساخ البشري والتوقعات بنجاح ذلك.

لــذا فقد تمّ إجراء تعديلات وإضافات عدّة اقتضتها ما استجد من مواضيع. وحسبي أني قد بذلت الوُسع في ذلك، فمن وقف معي عند هذا الحد فقد اكتفى، ومن طلب المزيد فالباب مُشَرّعٌ أمامه، وعليه فقد قمت في نهاية الكتاب بتزويد القارئ بكشف حاوٍ لأسماء المراجع التي اعتمدتها وتلك التي اعتمدها غيري ممن سبقني إلى الكتابة في الموضوع، والتي يمكن لمن شاء الرجوع إليها رغبة في التَوَثق أو زيادة في الفائدة والتوسع.

لقد آثرت في بحثي هذا أن تكون جميع مواضيعه مُدَعّمَة بالأدلة وموجزة في العبارة لتكون أبلغ في التأثير، وقد استدللت بأقوال وآراء علماء التّطور المادي المؤيدين لنظريات التّطور المادي المختلفة، وكذلك آراء المعارضين لها من العلماء والمفكرين مثبتا آرائهم كما وردت في كتبهم وأبحاثهم بالتفصيل أو بتصرف مني بالنّص حيث يقتضي الأمر ذلك، مشيرا لكل في موضعه.

أما في الأبحاث المتعلقة بالفكر الإسلامي فقد تمّ الاستدلال بنصوص القرآن الكريم وما صحّ أو حَسُنَ عندي من الحديث مستبعدا أي حديث ضعيف أو موضوع، ثمّ آراء واجتهادات وتفسيرات مشاهير الفقهاء والمفسرين، إمّا حرفيا أو بتصرف مني بالنّص حيث يقتضي الأمر ذلك مشيرا لكل في موضعه.


وإني إذ أتشرف بنشر بحثي المتواضع هذا وإخراجه من محبسه فلا أدعي لنفسي الفخر بالقيام بعمل فريد متميز، بل قد قمت بجمع ونقل وترتيب آراء من سبقني إلى ذلك حيث لم أعثر على بحث متكامل يفي هذا الموضوع الهام حقه باستكمال كافة جوانبه مضيفا وجهة نظري المعتمدة وترجيحي الرأي الأرجح في كل موضوع حيث تناولت نقاش كافة وجهات النّظر نقاشا هادفا ونقض ما يحتاج منها إلى ذلك موصلاً القارئ إلى الرأي الأرجح والأصح، فأتى الكتاب شاملاً وافياً خلافاً لكل ما نشر في الموضوع على ما أعلم.

لقد تم تصنيف مواضيع البحث من خلال خمسة أبواب، كل باب منها يحوى عدّة فصول حسب ما يقتضيه طبيعة البحث.

لقد جرى تقسيم الباب الأول وهو "نظريات التّطور المادي" إلى خمسة عشر فصلاً تبحث في التّطور ومذاهبه وتاريخ ومشاهير تلك المذاهب، وجرى فيه استعراض كافة المذاهب التّطورية علماً بأنه قد جرى التركيز بصورة خاصة على مذهب " داروين " وتفصيلاته باعتباره أشهرها.

أما الباب الثاني وهو " نقض نظريات التّطور المادي " فقد جرى تقسيمه إلى خمسة فصول روعي فيه أن يكون شاملاً مستعرضاً آراء مشاهير العلماء في الموضوع.

أما الباب الثالث وهو " الإسلام وخلق الإنسان " فقد جرى تقسيمه إلى ثلاث فصول تناولت وجهة نظر الإسلام حول خلق الإنسان، رُكز فيها على نصوص القرآن الكريم المصدر الأول في الأدلة الشرعية، كما حوى الفصل الثالث منها مواضيع: خلق آدم أبو البشر عليه السّلام وخلق زوجته حواء، وخلق عيسى بن مريم عليه السّلام، وقصة أصحاب الكهف والرقيم، وموضوع إعادة الحياة.

أما الباب الرابع وهو "عملية الحمل والولادة وتكون الإنسان" فقد قسم إلى تسعة فصول تناولت مواضيع الزوجية والتكوين والحمل والولادة وأطوار الحمـل

وكل ما يتعلق بخلق الإنسان حسب وجهة النظر الإسلامية، كما أُضيف إليه موضوع " من هو الأصلح للبقاء " رداً على أشهر أسس وقواعد نظريات التّطور بالصراع لبقاء الأصلح، كما أضيف إليه موضوع نسب الإنسان مرفقا بالنماذج والأمثلة.

أمّا الباب الخامس فقد جرى تقسيمه إلى فصلين:
الفصل الأول
" الإدراك الفكري والتمييز الغريزي " والذي قُسّم إلى ستة فروع تناولت مواضيع التفكير وطرقه والتمييز الغريزي والفرق بينهما.

الفصل الثاني
" الحياة والموت والأحكام الشرعية المتعلقة بهما " وقد قُسِّم إلى ثمانية فروع تناولت مواضيع الحياة والموت وأجهزة الإنعاش الطبية ونقل الأعضاء وأطفال الأنابيب والاستنساخ البشري والأحكام الشرعية المتعلقة بكل تلك المواضيع، علما بان كل تلك المواضيع مرتبطة بموضوع الخلق والنشوء لارتباطها الوثيق بنشوء الإنسان وحياته.

لــذا فإنّ هذا البحث المتواضع موجه لكل مهتم بمواضيع الخلق والنشوء وبشكل خاص فهو موجه:

 إلى كلّ من تقلّب وجهه في السّماء وأعمل عقله النير في التفكر في الموجودات الكونية، فتوصّل إلى حقيقة أنّ لكل تلك المخلوقات خالقاً أوجدها من العدم.
 وإلى كل من قصر عقله عن إدراك حقيقة هذه الحياة الدنيا فكفر أو ألحد أو تشكك
 وإلى كل من لا زال يبحث عن الحقيقة ليثبتها ببرهان قاطع.
 وإلى كل الباحثين عن الحقيقة بصدق وإخلاص ونزاهة.



علهم يجدون في بحثي الذي سينشر على حلقات إن بقي في العمر بقية وما شاء الله هذا ضالتهم المنشودة، معيناً لهم على الوصول إلى الحق واليقين.

لقد بذلت الوُسع في بحثي هذا :

 ليكون الكافي لمن رغب في الحقيقة.
 وليكون المرشد لمن نشد ضالته.
 وليكون الدليل لمن بحث عن أدلة توصله
 وليكون الجواب الشافي لكل حائر أو متسائل.
 وليكون الموسوعة الشاملة لبحث لم أجد في المكتبة كتاب أعطى هذا الموضوع حقه من كل الجوانب.
 وليكون المنارة للمبحرين المخلصين السائرين إلى الهدى بحزم وثبات، تنير لهم الطريق لتوصلهم إلى شاطئ النور والسلامة.

فإن تحقق ما قصدت فالحمد والشكر لله تعالى وحده، وإن خفي علي شئ أدى إلى نقص، فأدعو الله تعالى الصفح والمغفرة وقد اقتضت حكمته تعالى استيلاء النقص على كافة البشر.

حازم
01-02-2006, 01:08 PM
الباب الأول

الفصل الأول التطور

التطـــور[1 ] Evolution

إنّ التّطور يعني التحول أو الانتقال من حال إلى حال. جاء في "لسان العرب" :- ( الطّور هو التّارة – الحال – الحد بين ألشيئين، والجمع أطوار، والأطوار هي الحالات المختلفة والتارات والحدود واحدها طور )[ 2]، وهو في عرف علماء التطور "التحول من نوع حي إلى نوع حي آخر".

أما جريدة " هوستن بوست Houston Post " فقد عرّفت التطور التعريف التالي: " أنه يعني ارتقاء الحياة من جهاز عضوي ذي خلية واحدة إلى أعلى درجات الارتقاء، وهو بالتالي: التغير الذي طرأ على الإنسان نتيجة حلقات من التغيرات العضوية خلال ملايين السنين."[3 ]

ونظرية التّطور ترتكز على ثلاث قواعد رئيسية كما حددتها "الموسوعة العالمية"

[1] إنّ الكائنات الحيّة تتبدل أشكالها جيلاً بعد جيل تبدلاً بطيئاً، وتنتج في النهاية أنسالاً تتمتع بصفات غير صفات أسلافها.


[2] إنً هذا التّطور قديم وُجد يوم وُجدت الكائنات، وهو السّبب في وجود كلّ الكائنات الحيّة من حيوان ونبات في هذا الكون وتلك التي انقرضت، وهذا هو "التناسخReincarnation "[ ] الذي تقول به بعض الديانات.

[3] إنّ جميع الكائنات الحية من حيوان ونبات مرتبط بعضه ببعض ارتباط صلة وقرابة، وكلها تجتمع عند الجد الأعلى للكائنات جميعا.[ 5]

وفي وصف التّطور يقول الكاتب " بلات Platt " قي كتابه " نهر الحياة " ما يلي:
( حينما خرجت الكائنات الحيّة لتعيش فوق اليابسة انقلبت زعانفها أرجلاً وخياشيمها رئات وفلوسها جلوداً )[6 ]

بقي أن نسأل: هل يحدث التّطور في عرفهم فجأة وبدون مقدمات أم أنه يحتاج إلى زمن معين، وإن احتاج إلى زمن فما هو الزمن اللازم للتّطور ؟. ويجيب على هذا التساؤل "دوبز هنسكي" الأستاذ في جامعة كولومبيا في كتابه "الوراثة وأصل الأنواع" قائلاً: ( إنّ التّطور يحتاج إلى نحو ملياري سنة وإن هناك عوامل فاعلة يمكن دراستها دراسة تجريبية )[7 ].

يقول بعض علماء التّطور القدامى –وهم قليل- بأن هناك خالقاً هو الذي يحرك آلية التّطور لكن أكثر علماء التّطور وخاصة غير القدامى منهم يدّعون أن الحياة قد نشأت من مادة غير حيّة بدون أي تدخل الهي، أي أن المادة قد أوجدت نفسها بنفسها دون وجود خالق أوجدها، ويقف في مقدمة من قال بذلك " سير جولين هكسله " حيث يقول:

( إننـا نقبل كل أحداث التّطور، وتطور الحيـاة واقع وليس نظريـة وهـو أساس أفكارنا )[8 ]

لكن هذا القول لم ينفرد به "هكسله" بل هو رأي مجمع عليه من كل العلماء المنادون بفكرة التطور المادي، فنفس الفكرة لكن بألفاظ أخرى قد وردت في كتاب "علم الحياة لك" حيث يقول:

(إن كل علماء الحياة المحترمين يقرون بأن تطور الحياة على الأرض أمر واقع)[9 ]

وفي تصريح لمدير إحدى الجامعات الأمريكية معبراً فيه عن رأي أكثرية الأساتذة المنادين بالتطور ورد ما يلي:

( لا بدّ أن يكون المرء قد اعتمد على فكرة مسبقة وتمسك بها حتى يجرؤ على أن يرفض الواقع، وإن كل من يفحص أدلة التّطور لا بدّ له من أن يعترف بأنها واقع تاريخي )[ 10]

كما أن فريقا من رحال الآوكليروس يحملون نفس الرأي ويدعون له، وفي ذلك كتبت جريدة " ميلوكي جورنال Milwaukee Journal " (صرّح خوري كنيسة سان جاك الكاثوليكية مؤيداً التّطور بقوله: ليس هناك شكٌ بأن التّطور حقيقة واقعة)[11 ]


لقد أصبحت فكرة التّطور مقبولة بصورة عامة في أوساط علماء الغرب، وذلك مما يمكن استنتاجه من أقواهم، ومن ذلك على سبيل المثال قول أحد رواد الفضاء نتيجة تجاربه خارج كبسولته، وقد علقت جريدة " نيويورك تايمس " الأمريكية في افتتاحية عددها الصادر بتاريخ 14 / 11 / 1966 على قوله بما يلي:
( إنّ كل ردود الفعل والغرائز المنطوية في أفكار الناس وأجسامهم بفعل ملايين السنين من التّطور العضوي الأرضي قد أخضعت لتجربة قاسية بتعريضها لوسط غريب ومختلف وأعني به الفضاء)[12 ]

ويؤكد نقس الأقوال عالم تطوري شهير وهو "دوبز هنسكي " حيث يقول في كتابه " الأساس الحيوي لحرية الإنسان ": ( لقد ثبت بما لا يجعل مجال للشك حتى العقد الأخير من القرن التاسع عشر بأن التّطور أمر واقع )[ 13]

وبنـاء عليه فالتّطور في نظر القائلين به " وهم كثير " هو حقيقة حتمية لا نقاش فيها ولا مجال لديهم للشك بها أو الطّعن بصحتها، وذلك يقتضينا دراسة تلك النّظرية بأدلتها ودراسة أقوال وأدلة من نادى بها وأقوال وأدلة من عارضها، ومن ثم نحكم على صحتها أو بطلانها على ضوء ذلك، خاصّة وأن غالبية وسائل الإعلام في بلادنا تروج لها، كما أصبحت مادة من المواد التي تفرضها دول المنطقة على طلابنا في المدارس والمعاهد والجامعات كجزء من التوجيه الثقافي الذي تفرضه عليهم سفارات وأجهزة الـدول الغربية بغطاء ما يسمى بالتعاون الثقافي، ويفرضه عليهم الكافر المستعمر تثبيتا لاستعماره الثقافي بواسطة مراكزه المتعددة وأشهرها "اليونسكو" والاتفاقات الثقافية وغيرها.

.................................................. .................................................. .................................................. ...............
1- البحث منقول بتصرف عن كتاب ( خلق لا تطور ) - د. احسان حقي.
2- لسان العرب - ابن منظور - مجلد (4 ) صفحة 0 507 ).
3- خلق لا تطور ، صفحة ( 13 ) نقلا عن: Hoston post
4- التناسخ أو التقمص: هو اليمان بأن النفس البشرية تتقمص بعد موت صاحبها حسداً آخر ، سواء أكان هذا الجسد لإنسان أو حيوان أو نبات، وبذلك يكون لها وجود جديد أو أكثر من وجود. ومن أقدم من قال بالتناسخ الفيلسوف اليوناني " فيتاغورس " وبعض الديانات الشرقية كالهندوسية.
5-world book encyclopedia
6- le fleuv de la vie - Ruthe ford Platt
7- Gennettics and the origin of species - Dobzhansky
8- سير جوليان هكسله: من كبار علماء التطور، وكلمته المذكورة كان قد عبر فيها عن آراء زملائه في الكلمة التي القاها في البذكرى المؤية للداروينية والتي اقيمت في شيكاغو سنة 1959 .
9-Biology for you - Vance Miller
10 - New orlens times picayune
11- Milwaukee journal
12- جريدة " نيو يورك تايمز " 14 - 11 - 1966
13- Dobznesky, genetics and the origin of species

حازم
01-02-2006, 01:09 PM
تاريخ المذاهب التطورية[ 1]

إنّ مذهب التّطور بالنشوء والارتقاء هو مذهب قديم ترجع جذوره إلى آلاف السنين، فقد ظهر أثره في أقوال علماء بابل وأشور ومصر والإغريق، وقد أبدى بعض فلاسفة اليونان آراء يمكن وصفها بأنها تطورية، إلا أن أي من نظرياتهم لم تُقبل إذ كانت نشازاً بين الأصوات المنادية للإيمان وذلك نظراً لأنّ الإنسان مفطور على التدين الذي هو إحدى غرائزه الفطرية الرئيسية. وعلى سبيل المثال فقد تطرق من الفلاسفة اليونان لموضوع التّطور" اناكسمندر Anaximander " المولود سنة " 610 ق.م. " قائلاً : ( أما الإنسـان فظهر بعد الحيوانات كلها ، ولم يخلُ من التقلبات التي ظهرت عليه ، فخلق أول الأمر شنيع الصورة ناقص التركيب ، وأخذ يتقلب إلى أن حصل على صورته الحاضرة )[ 2]

وفكرة التّطور هي فكرة مصاحبـة لفكرة الخلق التلقائي أو التّولد التلقائي أو التولد الذّاتي . (Spontaneous generation) التي هي إحدى النّظريات القديمة التي وضعت قديما لتفسير أصل نشأت الكائنات الحيّة وتقول بأن تلك الكائنات قد نشأت من تفاعل بين مواد غير حيّة . ويعود تاريخ جذور الاعتقاد بالخلق التلقائي إلى العصور الغابرة، فأرسطو[ 3] أشهر الفلاسفة الإغريق كان يؤمن بالخلق التلقائي، ( فقد لاحظ أن صغار أنواع بعض الأسماك ظهرت في برك كانت مياهها قد جفّت تماما ، فاعتقد أن صغار تلك الأسماك تنشأ من قطرات النّدى المتساقطة على أوراق

الشّجر، وينشأ بعض آخر منها من العشب الأخضر والعشب الجاف أو من شعر الحيوانات أو من اللحم المتعفن أو من النفايات)[4 ]

إنّ مثل تلك المعتقدات قد استندت على ملاحظات عابرة وغير دقيقة، إلا أنه نظرا لمنزلة أرسطو بين علماء العصور المظلمة كعالم ومعلم فقد ظلّت تعاليمه ونتاج أفكاره تسود خلال عهود العصور المظلمة ثمّ لعدة قرون بعد ما يسمى بعصر النّهضة. لقد ظلّ العلماء يتعلمون وينقلون عن أرسطو أكثر مما يحصلون عليه من تجاربهم واستنتاجاتهم العقلية، فقد كانت الملاحظة المباشرة والتجارب الخاصة وإعمال العقول في التّفكر من الموجودات النّادرة في تلك العصور، إذ كان السائد بينهم الانبهار والنّقل بلا تدبر عمن كان في نظرهم من المشاهير وكمثال عليه ننقل ما كتبه العالم فان هيلمونت Van Helmont في كتاب نُشر له عام 1652 متأثراً بمقولة أرسطو الآنفة الذكر: ( إنك إذا وضعت بعضاً من حبوب الحنطة مع قميص قذر في وعاء، فإنّ فئراناً تنشأ من تفاعل حبوب القمح مع القذر العالق بالقميص)[ 5]

كما أن الاعتقاد كان سائدا عن نشأة يرقات الحشرات في اللحم المتعفن، مما أدى بالتالي إلى الاعتقاد بالخلق التلقائي، حيث أتى بعد ذلك من أثبت بالدليل فساد تلك التّرهات، وكان منهم الطبيب الإيطالي "فرانسيسكو ريديF. Redi " الذي بدت له تلك المعتقدات غير مقبولة، فقرر أن يختبر الأمر بنفسه، فقام بسلسلة من التجارب على لحوم وأسماك وحيات ميتة داخل دوارق زجاجية مكشوفة وأخرى مغطاة ، وبعد إخضاعها لعدة تجارب خرج بنتائج تجاربه التي نشرها، ومفادها: (انـه بعـد أن نشـأت الحيوانات والنباتات الأولى على أرضنا فإن جميع الكائنات


الأخرى نشأت عن طريق التّكاثر، ولم يعد هناك خلق تلقائي)[6 ] إلا أن ريدي لم يتطرق إلى أصل النشأة الأولى للكائنات كما يوحي بذلك ما نشره.

.................................................. ..................................................
1- في تاريخ المذاهب التطورية وخاصة القديم منها، يمكن الإستزادة والإسهاب بالرجوع للمصادر التالية:
- أوزبورن، من الإغريق إلى داروين0 مقدمة اسماعيل مظهر على كتاب داروين : " أصل الأنواع" 0 د.إحسان حقي، خلق لا تطور0 دائرة المعارف العربية للبستاني.
2- دائرة المعارف العربية للبستاني.
3- أرسطو ( 384 - 322 ق.م.) Aristotle هو الفيلسوف الإغريقي الشهير.
4- د. عدنان بدران وآخرين، البيولوجيا، الصفحات 90- 93.
5- المصدر السابق
6-المصدر السابق ،الصفحات 95-97
.................................................. ..................................................
منقول من : موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي ، الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر.

حازم
01-02-2006, 01:11 PM
تاريخ المذاهب التطورية - 2 -


أما العالم البيولوجي "لويس باستور Louis Pasteur " (1822 – 1859) وفي أثناء تجاربه وبحوثه المنصبة على محاولة دراسة عملية التخمر وعلاقة ذلك بالبكتيريا وتكاثرها بغرض استنباط طريقة لمنع الحليب وغيره من السوائل من التّعرض للفساد، خرج بإثبات قاطع بفساد مقولة الخلق التلقائي مثبتا أن كل المخلوقات بلا استثناء قد وُجدت بطريقة خلق مباشر ومتقصد، ونتيجة ذلك فقد قام بالدعوة إلى الإيمان بوجود خالق خلق الموجودات جميعا من العدم كما وسنّ قوانين التكاثر والتناسل وألزم المخلوقات به.[1 ]

لقد أصبح تأييد نظرية الخلق التلقائي محصور في قلة قليلة من النّاس، إذ أصبح من الثابت غير المطعون به أن كل النباتات والحيوانات لا تنشـأ إلا بطريقة واحدة هي التّناسل والتكاثر الذي هو السّنة الوحيدة للنشـوء. وفي القرون الوسطي وجدت كتابات في "علم الحيوان" احتوى بعضها على وصفات لإبداع مخلوقات من الجماد مثل الذباب والنمل وحتى الفئران، كما أن كثير من الناس وبعض علماء البيولوجيا كانوا يعتقدون أن نوعا من أنواع الأوز ينشأ من حيوان قشري ذي صدفتين. كما كان يشاع في كثير من بلاد العالم عن وجود شجرة تنتج خرافا.[ 2] ويحاول مؤيدي فكرة التّطور المادي الاستناد إلى ما جاء في "رسائل إخوان الصفا" حيث جاء في إحدى رسائلهم :



( … وأمّا النخل فهو آخر مرتبة الحيوان مما يلي الحيوانية، وذلك أن النخل نبات حيواني لأن بعض أحواله وأفعاله مباين لأحوال الحيوان وأن كان جسمه نباتا)[ 3]

ويستطردون في نفس الرّسالة:

( … وفي النبات نوع آخر فعله أيضا فعل النّفس الحيوانية وإن كان جسمه نباتيا وهو " الأكشون " وذلك أن هذا النّوع في النّبات ليس له أصل ثابت في الأرض كما يكون لسائر النبات وليس له أوراق كأوراقها، بل يلتف على الأشجار والزروع والبقول والحشائش ويمتص من رطوبتها، ويتغذى كما يفعل الدود )[ 4]

وهم يستدلون بذلك على أن المشابهة بين حالات في النبات وحالات في الحيوان قد يجوز اعتبارها خطوة تخطوها الصّور الحيّة في سبيل دور انقلابي من النشوء والتّطور تتحول به صور الحيوان والنبات. ويستدل التطوريين العرب من رسائل إخوان الصفا أنهم كانوا من المنادين بنظرية النشوء والتطور لما توحي به الفقرة التالية من شرح للانقلاب ألنشوئي:

( … إن أدنى الحيوان وأنقصه هو الذي ليس له إلا حاسّة واحدة وهو الحلزون، وهو دودة في جوف أنبوبة نبتت في تلك الصخور التي تكون في سواحل البحار وشطوط الأنهار وليس لها سمع ولا بصر ولا شم ولا ذوق إلا اللمس فحسب … لأن الحكمة الإلهية لم تعط الحيوان عضو لا يحتاج إليه في وقتِ جَرِّ المنفعة أو دفع المضرّة … فهذا النوع حيواني نباتي، لأنه ينبت كما ينبت بعض النبات ومن أجل أنه ليس له إلا حاسة واحدة فهو أنقص عن الحيوان رتبة، وتلك الحاسّة هي التي يشاركه النّبات فيها وذلك أن النبات لم حسُ اللمس فحسب.)[5 ]


ومن تحليلهم لتلك العبارة خلصوا إلى استنتاجات لها في نظرهم الشّأن الأكبر والمهم في مذاهب التكوين والنّشوء، خاصّة وأن علماء التّطور يذكرون في الحلزون فقدانه كلّ الحواس عدى حاسّة اللمس التي يشترك بها كلّ من الحيوان والنبات حقائق يثبنها علم الحيوان والتاريخ الطبيعي وهو من استدلالاتهم على اشتراك بعض الحيوان والنبات في بعض الصّفات العامة ومؤيداً لما ورد في الفصل الرابع من كتاب داروين "أصل الأنواع" في موضوع "الانتخاب الطبيعي"[6 ] في حين أن إخوان الصّفا يسمون تلك الظاهرة كما ورد في النّص السابق " حكمة إلهية "وداروين يطلق عليها "انتخاباً طبيعياً" .
.................................................. .................................................. .

1- المصدر السابق، ارجع للصفحات 90-101
2- المصدر السابق
3- المصدر السابق
4-رسائل اخوان الصفا، الرسالة العاشرة، طبعة بومباي، 4:282 وما بعدها
5- المصدر السابق
6- المصدر السابق
.................................................. ..................................................
منقول من : موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي ، الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر.

حازم
01-02-2006, 01:12 PM
تاريخ المذاهب التطورية - 3 -


ويستندون كذلك إلى أقوال وردت في كتب " ابن مسكوية "[1 ] وهي " الفوز الأصغر" و" تهذيب الأخلاق " . كما يأولون بعض ما ورد في " مقدمة ابن خلدون " بتأويلات يذهبون بها إلى أن كلا الكاتبين كانا ممن حمل فكرة " النشوء والارتقاء " ودعى لها، كما يذهبون في ذلك نفس المذهب في استعرضهم لكتاب الجاحظ "الحيوان"، أمـــّا " أبو علي أحمد بن محمد بن مسكويه الخازن " المتوفى عام 421 هـ فيقول في كتابه" الفوز الأصغر " :

( إنّ أول أثر ظهر في عالمنا هذا نحو المركز بعد امتزاج العناصر الأولى أثر حركة النّفس في النبات ، وذلك أنه تميز عن الجماد بالحركة والإغتذاء وللنبات في قبول الأثر غرضاً كبيراً …. إن مرتبة النبات الأولى في قبول هذا الأثر الشريف هو لما نجم من الأرض ولم يحتج إلى بذور ولم يحفظ نوعه ببذر كأنواع الحشائش ، وذلك أنه في أفق الجماد ، والفرق بينهما هو هذا القدر اليسير من الحركة الضعيفة في قبول أثر النّفس).


والنباتات المقصودة في هذا القول هي "الفطريات" أي النباتات التي تتكاثر بانقسام الخلايا الجرثومية التي يقول فيها علماء النبات في عصرنا هذا أنها قسم عظيم من أقسام العالَم النباتي تحتوي الفطريات والطّحالب وغيرها من النباتات البسيطة التركيب وهي " الثالوسيـات " والتي تدعى أيضاً " المشريات والبارضيات Thallophytic " وهي كما صنفها علماء النبات شعبـة من النباتات تشمل أكثر أشكال الحياة النباتية بدائية وتضم الأشنّة أو الطحالب والفطور التي لاجذور لها ولا سوق ولا أوراق، إذ هي جسم نباتي بسيط غير متخلّق الأعضاء وتتركب من خليّة واحدة أو من جرم من الخلايا المتصلة .

ويستطرد ابن مسكويه قائلاً : ( … ولا يزال هذا الأثر يقوى في نبات آخر يليه في الشّرف والمرتبة إلى أن يصير له من القوّة في الحركة بحيث يتفرّع وينبسط ويتشعّب ويحفظ نوعه بالبذور ويظهر فيه أثر الحكمة أكثر مما يظهر في الأول، ولا يزال هذا المعنى يزداد شئ بعد شئ إلى أن يصير إلى الشـّجر الذي له سـاق وورق وثمر يحفظ نوعه ، وغراس يضعونها بها حسب حاجته إليها ، وهذا هو الوسط من المنازل الثلاث ) ويقصد بهذا مرتبة الحشائش والأعشاب. ويستطرد الكاتب قائلاً : ( إلا أنّ أول هذه المرتبة متصل بما قبله وواقع في أفقه ، وهوما كان من الشّجر على الجبال وفي البراري المنقطعة وفي الغياض وجزائر البحار ولا يحتاج إلى غرس بل ينبت لذاته وإن يحفظ نوعه بالبذور، وهو ثقيل الحركة بطئ النّشوء )

أمّا المرتبة الثالثة : (ثم يتدرّج في هذه المرتبة ويقوى الأثر فيه ، ويظهر شرفه على ما دونه حتى ينتهي إلى الأشجار الكريمة التي تحتاج إلى عناية من استطابه التّربة إلى استعذاب الماء والهواء لاعتدال مزاجها وإلى صيانة ثمرها كالزيتون والرُمان والسفرجل والتفاح والتين وأشباهها). ومقصد ابن مسكويه بذلك "النباتات كاسيات البذور من مرتبة ذوات الفلقتين" حسب التقسيم الذي يجريه النباتيون الآن. ثم يتدرج بعد ذلك قائلاً: (إذا انتهى إلى ذلك – أي النبات – صار في الأفق الأعلى

من النبات، وصار بحيث إذا زاد قبوله لهذا الأثر لم يبق له من صورة النبات، وقَبِلَ حينئذٍ صورة الحيوان) .

بعد استطراد ابن مسكويه في مراتب النبات يأتي لذكر" النخل " ذاكراً حالات التّشابه التي ذكرها "إخوان الصفا" والتي مَرّ ذكرها إلى أن يصل إلى حركة النبات الانقلابية إلى الحيوان حيث يقول : (إنّ هذه المرتبة الأخيرة من النبات وإن كانت في شرفه فإنها لأول أفق الحيوان وهي أدنى مرتبة فيه وأخَسها وأول ما يرقى النبات في منزلته الأخيرة ويتميّز بها عن مرتبته الأولى، هو أن ينقلع من الأرض ولا يحتاج لإثبات عروقه فيها بما يحصل له من التّصرف بالحركة الاختيارية، وهذه المرتبة الأولى من الحيوان ضعيفة لضعف أثر الحس فيها، وإنما يظهر فيها بجهة واحدة أعني حساً واحداً هو الحس العام الذي يقال له حس اللمس كما في الصّدَف وأنواع الحلزون الذي يوجد على شواطئ الأنهار وسواحل البحار).

كان هذا هو وصف لمراتب انتقال النبات من مرتبـة إلى أخرى كما يراها "ابن مسكويه" مطابقا لما ذكره دُعاة التّطور والنشوء من نشوء النبات من الجماد ونشوء الحيوان من النبات ونشوء الإنسـان من الحيوان، مستطرداً إلى الإنسان الناشئ من آخر سلسلة البهائم، حيث يقول في مراتب تدرج الإنسان : (مراتب القرود وأشباهها من الحيوان الذي قارب الإنسان في خلقة الإنسانية وليس بينها إلا اليسير الذي إذا تجاوزه صار إنساناً). ويوضح تسلسله للرُتب من الحيوانية إلى الإنسانية قائلاً في كتابه الثاني "تهذيب الأخلاق" :

( … ثم يصير من هذه المرتبة[ 2] إلى مرتبة الحيوان الذي يحاكي الإنسان من تلقاء نفسه من غير تعليم كالقرود وما أشبهها ، وتبلغ من ذكائها أن تستكفي من التأديب بأن ترى الإنسان يعمل عملاً فتعمل مثله من غير أن تحوج الإنسان إلى تعب بهـا

ورياضة لها، وهذه غاية أفق الحيوان الذي تجاوزها وَقَبِلَ زيادة يسيره خرج منها عن أفقه وصار في أفق الإنسان الذي يقبل العقل التمييز والنُطق والآلات التي يستعملها والصّور التي تلائمها، فإذا بلغ هذه المرتبة تحرّك إلى المعارف واشتاق إلى العلوم وحدثت له قوى وملكات ومواهب من الله عز وجل يقتدر بها على الترقي والإمعان في هذه المرتبة كما كان ذلك في المراتب الأخرى التي ذكرناها، وأول هذه المراتب من الأفق الإنساني المتصل بآخر ذلك الأفق الحيواني، مراتب النّاس الذين يسكنون في أقاصي المعمورة من الأمم التي لا تتميز عن القرود إلا بمرتبة يسيرة، ثم تتزايد فيهم قوة التمييز والفهم إلى أن يصيروا إلى أواسط الأقاليم، فيحدث فيهم الذكاء وسرعة الفهم والقبول للفضائل، وإلى هذا الوضع ينتهي فعل الطبيعة التي وكلها الله عز وجل بالمحسوسات)

هذا بعض ما ورد في كتب "ابن مسكوية" والتي يستشهد بها دعاة التّطور على قدم مذهبهم ، والملاحظ أن ابن مسكويه أيضا وكذلك "إخوان الصفا" يردون حدوث هذا التطور من المراتب النباتية إلى الحيوانية ومن ثم إلى صورة الإنسان إلى قوانين وسنن فرضها الله تعالى على المخلوقات وألزمها التّطور في نطاقها، فلا يردون ذلك إلى الصدفة العشوائية ولا إلى الخلق التلقائي.
.................................................. ..................................................
1- هو العلامة : أبي علي، أحمد بن محمد بن مسكويه الخازن، المتوفي سنة 421 هجرية.
2- المقصود هنا مرتبة الحيوانات التي في نظره لمْ تُعْطَ الفهم وقوته إلاّ النذر اليسير ، وهي قبل مرتبة القرود التي أعطيت من قوة الفهم أكثر منها.
.................................................. ..................................................
منقول من : موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي ، الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر.

حازم
01-02-2006, 01:13 PM
تاريخ المذاهب التطورية - 4 -



وأما استشهادهم بأقوال " ابن خلدون " فلما جاء في كتابه " مقدمة ابن خلدون " وبالتحديد لما ورد في المقدمة الثالثة منه في المعتدل من الأقاليم والمنحرف وتأثير الهواء في ألوان البشر والكثير من أحوالهم ، وهذا نصه :

( وقد توهم بعض النسابين ممن لا علم لديه بطبائع الكائنات أن السودان وهم ولد حام بن نوح، اختصوا بلون السّواد لدعوة كانت عليه من أبيه ظهر أثرها في لونه وفيما جعل الله الرّق في عقبه، وينقلون في ذلك خرافات من القصص، ودعاء نوح على ابنه حام قد وقع في التـوراة وليس فيه ذكر السّواد ، وإنما دعا عليه بـأن


يكون ولده عبيدا لولد أخوته لا غير . وفي القول بنسبة السودان إلى حام[1 ] غفلة عن طبيعة الحر والبرد وأثرهما في الهواء وبما يتكون فيه من الحيوانات ، وذلك أن هذا اللون شمل أهل الإقليم الأول والثاني من مزاج هوائهم للحرارة المتضاعفة في الجنوب ، فإن الشّمس تسامت رؤسهم مرّتين في كل سنة قريبة إحداهما من الأخرى فتطول المساتمة عامة الفصول ، فيكثر الضوء لأجلها ويلح القيظ الشديد وتسود جلودهم لإفراط الحر.)[2 ]

فيستدلون من ذلك موافقة بين مذهبهم وبين رأي ابن خلدون إذ يتقولون أنه يرى ما يرون من أثر تأثير الطبيعة في الأحياء، وهذا ما ذهب إليه " لامارك " الذي اعتبر أن العادة تغير من صفات العضويات بمثل ما يغير الطقس ، وهذا القول هو من النظريات الأولية التي بنى عليها " لامارك " مذهبه في النشوء .

أما في المقدمة الرّابعة من كتابه في أثر الهواء في أخلاق البشر فيقول : (ولما كان السودان ساكنين في الإقليم الحار واستولى الحر على أمزجتهم وفي أصل تكوينهم كان في أرواحهم من الحرارة على نسبة أبدانهم وأقليمهم ، فتكون أرواحهم بالقياس إلى أٍرواح أهل الإقليم الرابع أشد حراً فتكون أشد تفشيا ، فتكون أسرع فرحاً وسروراً وأكثر انبساطا ويجئ الطيش على أثر هده .وكذلك يلحق بهم قليلا أهل البلاد البحرية ، لما كان هوائها متضاعف الحرارة بما ينعكس عليه أضواء بسيط البحر وأشعته كانت حصتهم من توابع الحرارة في الفرح والخفة أكثر من بلاد التلول والجبال الباردة)[3 ]



أما في مقدمته الخامسة والتي تبحث في أثر اختلاف أحوال العمران في الخصب والجوع فيقول : (وتجد مع ذلك هؤلاء الفاقدين للحبوب والأدم من أهل القفار أحسن حالاً في جسومهم من أهل التلال المنغمسين في العيش، فألوانهم أصفى وأبدانهم أنقى وإشكالهم أتم وأحسـن وأخلاقهم أبعد عن الانحراف وأذهانهم أثقب في المعارف والإدراكات.)[ 4]

فيقارنون بين هذا وبين أثر التحولات التي تعتمد عليها بعض نظريات النشوء، زاعمين أنها من أقوى الأسباب في استحداث الضروب التي تحدث في الأنواع بمضيها متدرجـة في قبول تلك الصفـات حالاً بعد حال. وأتى مطابقاً لما يقولـه " أندورايت Andrewnit " من احتمال أن يكون لتغاير الأغذية أثر في تغاير الأشكال الظاهرة في الحيوانات ما جاء في ختام المقدمة الخامسة حيث يقول : (ومن تأثير الأغذية في الأبدان ما ذكره أهل الفلاحة وشاهده أهل التجربة أن الدجاج إذا غذيت بالحبوب المطبوخة في بعر الإبل واتخذ بيضها ثم حضنت عليه جاء الدجاج منها أعظم ما يكون، وقد يستغنون عن تغذيتها وطبخ الحبوب بطرح ذلك البعر مع البيض المحضن فيجئ دجاجها في غاية العظم، وأمثال ذلك كثير، فادا رأينا هده الآثار من الأغذية في الأبدان فلا شك أن للجوع أيضاً آثاراً على الأبدان، لأن الضدين على نسبة واحدة في التأثير وعدمه، فيكون تأثير الجوع في نقاء الأبدان من الزيادات الفاسدة والرطوبات المختلفة المخلة بالجسم والعقل كما كان الغداء مؤثرا في وجود دلك الجسم، والله محيط بعلمه.)[5 ]

أما في مقدمته السادسة فيقول في "تفسير حقيقة النبوة" : (ثم أنظر إلى عالم التكوين كيف ابتدأ من المعادن ثم النبات ثم الحيوان على هيئة بديعة من التدريج ...... آخر أفق المعادن متصل بأول أفق النبات مثل الحشائش وما لا بذر له، وآخـر أفـق النبات مثل النخل والكرم متّصل بأول أفق الحيـوان مثل الحلـزون

والصدف ولم يوجد لهما إلا قوة اللمس فقط. ومعنى الاتصال في هذه الكائنات أنّ آخر كل أفق منها مستعدٌ بالاستعداد القريب لأن يصير أول أفق الذي بعده، واتسع عالم الحيوان وتعددت أنواعه، وانتهى في تدريج التّكوين إلى الإنسان صاحب الفكر والرّوية، ترتفع إليه من عالم القردة[6 ] الذي اجتمع فيه الحس والإدراك، ولم ينته إلى الروية والفكر بالفعل، وكان ذلك في أول أفق الإنسان بعده، وهذا غاية شهودنا.)

كان هذا بعض ما ورد في "مقدمة بن خلدون" مما يعتبره دعاة التطور غير بعيد عما ذكره داروين في ملخصه التاريخي الذي وضعه لكتابه. أما "الجاحظ" فقد أورد في كتابه "الحيوان" مشاهدات يعتبرها باحثوهم من مقومات مذهب النشـوء، منها ما قاله في التلاقح وتزاوج الضروب وإنتاج الأنسال الجديدة، حيث قال في فصل "باب القول في الجعلان والخنافس" ما يلي : (والجعل يظل دهراً لا جناح له ثم ينبت له جناحان كالنمل الذي يغبر دهراً لا جناح له ثم ينبت له جناحان وذلك عند هلكته، والدعاميص قد تغبر حيناً بلا أجنحة، ثم تصير فراشاً وبعوضاً، وليس كذلك الجراد والذبان، لأن أجنحتها تنبت على مقدار من العمر ومرور الأيام، وزعم ثمامة عن يحيى بن خالد أن البرغوث قد يستحيل بعوضة، والجعل يحرس النيام فكلما قام منهم قائم فمضى لحاجته تبعه طمعاً في أنه إنما يريد الغائط.)[7 ]
.................................................. ...............................................
1- ينسب القلقشندي الشهير بابن غده في كتابه " سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب" صفحة ( 12 ) إلى حام بن نوح أنه أبو السودان بجميع أجناسهم - الحبشه والنوبة والزنج - ويقول: وكان حام حسن الصورة بهي الوجه ، فغير الله لونه وألوان ذريته من أجل دعوة أبيه ، لأنّه دعا عليه بتسويد الوجه وسواد ذريته وأن يكون أولاده عبيداً لأولاد سام ويافت.
2- مقدمة أبن خلدون، سلسلة كتاب التحرير، طبعة 1376هـ / 1966م. ، صفحة ( 76 ) 0
3- المرجع السابق، صفحة ( 78 ) 0
4-المرجع السابق، صفحة ( 79 )
5-المرجع السابق، صفحة ( 82 )
6- هكذا وردت في نسخة: سلسلة كتاب التحرير، وفي نسخة: د. علي عبد الواحد وافي 0 إلاّ أنّها وردت في نسخة الطبعة الأميرية، صفحة ( 80 ) : ( عالم القدرة )
7- كتاب " الحيوان " للجاحظ، نشر دار صعب - بيروت، جزء (3) ، صفحة (591) 0
.................................................. .................................................
منقول من : موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي ، الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر.
.................................................. .................................................

يتبع إن شاء الله.....

حازم
01-05-2006, 08:02 PM
تاريخ المذاهب التطورية - 5 -



ويرجع دعاة فكرة النشوء إلى "القزويني"[1 ] صاحب كتاب "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" حيث يستدلون لتأييد ما يدعون إليه بما جاء في صفحة (241) من كتابه : (فأول مراتب هذه الكائنات تراب وآخرها نفس ملكية طاهرة، فإن المعادن متصلة أولها بالتراب أو الماء وآخرها بالنبات، والنبات متصل

أوله بالمعادن وآخره بالحيوان، والحيوان متصل أوله بالنبات وآخره بالإنسان، والنفوس الإنسانية متصلة أولها بالحيوان وآخرها بالنفوس الملكية، والله تعالى أعلم بالصواب.)[2 ]

أما ما هو نوع هذا الاتصال فالفقرة التي سبقتها في نفس الموضوع تفسّر بجلاء تام ووضوح أن ما قصده القزويني لم يكن أبداً كما أولوه وفسروه حيث يقول: (... وأنها متّصلة بعضها ببعض بترتيب عجيب ونظام بديع تعالى صانعها عما يقول الظالمون والجاحدون علواً كبيراً.)[3 ] وربما يكون ما جاء في نفس الكتاب بعنوان "في النبات" ما يكون أوضح في إبعاد القزويني عما يصفوه به من الهرطقة والكفر والسّفه حيث يقول:

(النبات متوسط بين المعادن والحيوان، بمعنى خارج عن نقصان الجمادية الصرفة التي للمعادن وغير واصل إلى كامل الحسن والحركة اللتين إختص بهما الحيوان، لكنه يشارك الحيوان في بعض الأمور لأن الباري تعالى يخلق لكل شئ من الآلات ما يحتاج إليهما في بقاء ذاته ونوعه، وما زاد على ذلك تكون ثقلاً وكلاً عليه لا يخلفه، ولا حاجة للنبات للحس والحركة بخلاف الحيوان.)[4 ]


إنّ أشهر وأقدم نظريات النشوء بالتطور الحديثة كانت نظرية العالم الإنجليزي "ايراسموس داروين Erasmus Darwin" وهو جد صاحب نظرية التطور الشهيرة والذائعة الصيت "تشارلس داروين Charles Darwin"، ثم نظرية "كونت بوفون Conte De Buffoon" وكان ملخص النظريتين ما يلي : (إن وجـود نباتات أو حيوانات تحت تأثير وسط معين يكسبها صفات جديدة، وهذه الصفة تنتقل إلى نسليهما فتحدث انقلابات هي عوامل التطور.)


ثم تبعهم العالم الطبيعي الفرنسي "جان باتيست لامارك Jean Baptiste Lamark" الذي نشر كتاباً في تأييد نظرية وراثة الصفات المكتسبة مشترطاً وجود ضرورات كوسيلة للتطور.[5 ]

وبعد ذلك ظهر أستاذ علم الحياة الألماني "اوغست وايزمن Augest Weissma" حيث حاول الوصول إلى نتيجة التطور بطريق الصفات المكتسبة، فحاول تربية فئران بلا ذنب بعد ان قطع أذناب فئراناً قبل تلاقحها .....)[ 6]

إن العلماء المختصين استنادا لتحقيقاتهم العلمية وبعد إعمالهم عقولهم في تجاربهم، قد رفضوا وبصورة قاطعة نظرية التحول الوراثي للصفات المكتسبة، وأثبتوا فسادها بالأدلة العلمية، إلا أن تلك النظرية لم تتلاشى تماماً بالرغم من تحول الكثير عنها وقيامهم بنقضها ومهاجمتها، فقد بقي لها أنصار ومؤيدون ودعاة، منهم من حمل النظرية على علاتها، ومنهم من طفق يدعمها بأدلة ومنهم من حاول إدخال التحسينات عليها مع الإبقاء على أصلها.

لقد أثار العالم الكيميائي السويدي "سفانت آرهينوس Savante Arrthenius " نظريته أن أصل الحياة قد أتى من الفضاء الخارجي (Panspermia) بطريق إنتقال وحدات شبه جرثومية من كوكب إلى آخر عن طريق الضغط الإشعاعي، وقد نُظر إلى تلك النظرية أنها قد تأثرت بقصص الخيال العلمية وأنه ليس لها أدلة تدعمها، وأنها هرطقة، لذا فلم ترد تلك النظرية في سياق التسلسل التاريخي للمذاهب التطورية إلا نادراً.[7 ]



أما "هيلر Heller " (1772–1844) وهو عالم فرنسي وصاحب النظرية الحاملة لاسمه فتقول نظريته بأن الأنواع المختلفة من الكائنات الحيّة تنشأ استجابة لظروف البيئة فظروف البيئة تتغير باستمرار مما يسبب تغيرات في الكائنات الحيّة، فإذا كانت التغيرات ملائمة للبيئة فإن الأفراد تعيش وتتكاثر مكونة نوعاً جديداً وإذا كانت التغيرات غير ملائمة فإن أفراد هذا النوع تهلك وتنقرض.)[8 ]

أمـا في روسيا فقد ظهر فيها العالم البيولوجي الروسي "ايفان فـلاديميروفيتش ميتشورين Ivan Vladimirovich Michorin" (1855–1935) والذي رفض قانون الوراثة الذي وضعه الراهب "مندل Mendel "[9 ] ووضع مذهباً في التطور العضوي سمي "الميتشورينية Michurinism" نسبة له، وهو مذهب في التطور العضوي تعتبر شكلاً من أشكال اللاماركية، والذي يقول بأن الصفات المكتسبة تنتقل بالوراثة إلى الذرية.[10 ] وظهر بعده في روسيا من أتباع اللاماركية العالم البيولوجي "ترو فيم دينبوفيتش ليسينكو Trofim Denisovich Lysenko" (1898–1976) والذي عمل بتشجيع من ستالين على إنتاج أنماط جديدة من المحاصيل في فترة شكى الاتحاد السوفييتي خلالها من أزمة خطيرة في الإنتاج الزراعي (1927–1929) فوضع مذهبا في التطور العضوي نُسبَ إليه إذ أطلق عليه اسم "الليسينكورية Lysenkorism " وهو مذهب في التطور العضوي وضعه عام 1930، ويعتبر امتداداً وتطويراً لًٍ "الميتشورينية“ والمذهب يقوم على إنكار وجود المورثات (Genes) والهرمونات النباتية ودور الصبغيات (Chromosomes) المتخصص، ويقـوم على قاعدة أساسية هـي الوحدة بين المتعضي (Organism)


وبيئته، مؤكداً أن جميع أجزاء المتعضي تُسْهم فيما ندعوه الوراثة وأن في إمكان البيئة أن تتحكم في هذه الوراثة.[ 11]

لقد كتب الأستاذ "دوديسـويل Dowd swell" في كتابه "آلية التطور" المطبوع سنة 1960: (إن آخر جديد في النظرية اللاماركية[ 12] هو ما جرى في روسيا سنة 1948 تحت إشراف الأستاذ ليسينكو حيث استبعدت تلك النظرية من الميدان العلمي، ولكن استبعادها جرى على أسباب عقدية "أيدلوجية" أكثر من كونها علمية)[13 ] ثم أعقبت مجلة " تايم Time" ذاكرة الخبر التالي في عددها الصادر في تشرين ثاني سنة 1965 ما يلي: (إن الأستاذ ليسينكو أعفي من منصبه، وأن الشيوعيون أيضاً رفضوا هذه النظرية علمياً، لأن الوراثة تحددها "المولدات" وهذه تبقى ثابتة خلال الكائن الحي مدى حياته) والمولدات أو "المضادات Antigens" هي البروتينيات التي ينتجها الجسم في حال تسرب الأجسام الغريبة إليه ، وتدعى أيضاً "الأجسام المضادة Antibody " وهي تتميز بقدرتها على جعل الأجسام الغريبة عديمة الضرر.[14 ]

إلا أن كلا المذهبين "الميتشورينيـة والليسينكووية" يصنفان ضمن قائمة المدرسة اللاماركية التي يطلقون عليها حديثاً اسم "اللاماركية المُحْدَثَةNeo Lamamrkism" وهي كل تلك النظريات التي نشأت عن اللاماركية في الشطر الأخير من القرن التاسع عشر والتي تعتمد على التأكيد على أثر البيئة المباشر في التطـور العضوي للحيوانات والنباتات . ومن أبرز دعاة تلك النظرية "الفريد ماتيو جيبـار Giard" (1846-1908) في فرنسـا و "إدوارد دينكر كوب Cope" (1840–1897) في الولايات المتحدة الأمريكية.[ 15]

.................................................. .................................................. .................................................. .................
(1) زكريا بن محمد بن محمود القزويني(600-682)، صاحب كتاب:" عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات.".
(2) القزويني، عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات، طبعة دار الآفاق الجديدة- بيروت، صفحة (241).
(3) المصدر السابق، صفحة (241).
(4) المصدر السابق، صفحة (281).
(5) [1] Jean Batiste De Mont: chevalier de Lamark.
(6) يمكن الرجوع إلى الرد على تلك الطريقة إلى كتاب " علم الحياة " المطبوع سنة 1966 م.
Milltown, Mark, A. Hall S. Lesser: Review text in Biology.
(7) جولدزبي، البيولوجيا، جزء(1) ، صفحة (10-11)
(8) المصدر السابق، صفحة (123).
(9) ] غر يغور جوهان مندل Gregory Johann Mendel (1822 – 1884) راهب وعالم نبات نمساوي، يعد مؤسس علم الوراثة (genetics) أجرى في حديقة الدير الذي يقيم فيه تجارب على نباتي البازيلا والفول أدت إلى اكتشافه قواعد الوراثة الأساسية والتي يطلق عليها اسم (قوانين مندل) أو (المندلية) (Mendel's Laws ).
(10) موسوعة المورد العربية – المجلد الثاني – صفحة ( 1182 ).
(11) المصدر السابق، صفحة (1054).
(12)[2] اللاماركية نسبة إلى عالم النبات "لاماركLamark" القائل بالتحول الفجائي، وهو صاحب كتاب (فلسفة الحيوان).
[13] W.H. Dowdesweell: The mechanism of Evolution.
(14) موسوعة المورد العربية، مجلد (1)، صفحة (388*)
(15)المصدر السابق، مجلد (2)، صفحة (1025).
.................................................. .................................................. .
منقول من : موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي ، الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر.
.................................................. .................................................. .

يتبع إن شاء الله.........

حازم
01-12-2006, 09:17 PM
تاريخ المذاهب التطورية - 6 -

لقد وضع "هيربرت سبنسرHerbert Spenser " الأسس والبراهين المرتكزة عليها قواعد نظرية النشوء والارتقاء في أواخر القرن التاسع عشر، مؤكداً أن قانون الارتقاء عامة ينحصر في التغاير من حال التّجانس التركيبي إلى التنافر فيه، وتلك النظرية هي نفس "نظرية داروين" إلا أن النظرية قد نسبت إلى "شارلس روبرت وارنج داروين Charles Darwin" المولود سنة 1809 والمتوفى سنة 1882 وأخذت اسمه، فداروين كان أشهر وأجرأ من تكلم بها وكتب عنها، وكان أشهر الكتب التي اشتهرت في ذلك هو كتابه "أصل الأنواعThe Origin of Species " الذي ظهر سنة 1859م.

بعد أن نشر داروين كتابه المذكور، نشر بعده عدة كتب في التطور والنباتات، وفكر أن يطبق نظريته على الإنسان، فأكب على المعلومات التي استجمعها يرتبها ويجمع بينها، ويستخلص منها النتائج التي قد يستطيع أن يثبت منها أن الإنسان ناشئ من صورة دنيا هي اقرب إلى القردة العليا منها إلى أي صورة من صور الأحياء. وقد فرغ من كتابة فصول كتابه الجديد في ثلاث سنوات، ونشره في شباط سنة 1871م، أي بعد 13 عاماً من نشر كتابه الأول "اصل الأنواع" فكان الكتاب الثاني "نشوء الإنسان Evolution of Man ".

لقد ثارت عاصفة هوجاء حول الكتابين، وجرى معارضة ونقض الأفكار التي حوتها كتب داروين من قبل علماء وباحثين، إلا أنه بعد داروين والعاصفة التي ثارت حول نظريته نشر" اوزبورن Osborn "كتابه المعروف" من الإغريق إلى داروين From the Yreeks to Darwin " شارحاً تأريخ تدرج الفكر في التأمل في تطور الأشياء، محاولاً البرهنة على خطأ نظرية "الخلق المسـتقل Sjecal Creation"، واثبات نظرية داروين القائلة بتطور المخلوقات (Evolution).

إلا أنّه حتى داروين الذي اشـتهرت النظرية باسـمه لم يكن أول من حاول البحث في نفـس الموضوع، ولم يكن مبتدعاً لنظرية جديدة ، فقد سـبقه العالم الفرنـسي "كونت بوفونConte de Buffoon" الذي كان أول من كتب في الموضوع بأسلوب علمي، وقد تبعه "لامارك Lamark " سنة (1809م) أي قبل ظهور كتاب داروين بخمسين سنه، وكان قد نشر كتابه "فلسفة الحيوان" ثم أتبعه كتاب "تأريخ الفقاريات الطبيـعي" فأيد في كلا الكتابين نظرية أن الأنواع جميعاً– بما فيها الإنسـان– ناشـئة من أنواع أخر، وركّز في بحوثه أن ضروب التحول في العالم العضوي وغيره ناشـئ عن سـنن طبيعية صرفة، وتوالى بعد ذلك العلماء والباحثين متجهين نفـس الاتجاه، وكان أشـهرهم قبل ظهور داروين:

01 جفروي سانتيلير 1795 A.G. Sant Lieer
02 د. ويلز 1813 D. Wills
03 وليم هيربرت 1822 W. Heirbert
04 جرانت 1826 Grant
05 باتريك ماتيو 1831 Partik Matio
06 فون بوخ ليوبولد 1836 V. B. Leopold
07 فون باير 1837 Von Baer
08 دوماليوس دالوى 1846 Domallius Daliwah
09 رتشارد أوين 1849 Richard Owen
10 هيربرت سبينسر 1858 Heirbert Spinser
11 هوكر 1859 Sir Josef Dalton Hooker
حتى ظهر داروين بكتابيه: الأول سنة 1859، والثاني سنة 1871، فكان ظهور داروين ونظريته أكثر ما شاع وأجرأه، إذ حاول إثبات فكرة التطور وإخراجها إلى حيز النظريات، لـذا فقد نسبت النظرية له واشتهرت باسمه .


لم يكن داروين ونظريته آخر المطاف، بل لقد حمل الفكرة فلاسفة وعلماء وأدباء كثيرون بعده وروّجوا لها في كتبهم وفي محاضراتهم وفي جميع وسائل الإعلام، كان منهم " البروفيسـور ماندير A.E. Maunder " الذي يعلق على نظرية التطور العضوي قائلاً:

(لقد ثبت صدق هذه النظرية حتى أننا نستطيع أن نعتبرها أقرب شئ إلى الحقيقة)[1 ] أما العالم التطوري الشهير " جورج سـمبسون Gaylord Simpson" فيقول : (إن نظرية النشـوء والارتقاء حقيقة ثابتة أخيراً وكلياً، وليسـت بقياس أو فرض بديل صيغ للبحث العلمي)[2 ]

أما محرر "دائرة المعارف البريطانيـة" فيعتقد أن نظريـة الارتقاء في الحيوان حقيقة، وأن هذه النظرية قد حظيت بموافقة عامة بين العلماء والمثقفين بعد داروين.[3 ]

أما " ر. س. ليل R.S.Lille " فيدلي برأيه قائلاً : (ظلّت نظرية الارتقاء تحصل على تأييد متزايد يوما بعد يوم بعد داروين حتى أنه لم يبق شك لدى المفكرين والعلماء في أن هذه هي الوسـيلة المنطقية الوحيدة التي تستطيع أن تفسّر عملية الخلق وتشرحها)[4] 4
ولقد بلغ بِ "سير آرثر كيت" الذي يعتبر محامياً متحمساً للنظرية وأحد أبرز الشخصيات الداعية لها، أنّه لم يعتبرها مجرد ملاحظة أو نظرية أو تسلسل منطقي، بل لقد اعتبرها عقيدة حيث يقول : (ان نظرية الارتقاء هي عقيدة أساسية في المذهب العقلي)[ 5] وهو إذ يفسر إيمانه بتلك العقيدة يعترف بأنها عقيدة بلا أدلة ولا براهين!!! ملمحاً إلى الأسباب الخفية الدّافعة لاعتناقها : (إن نظرية النشوء والارتقاء لا زالت بدون براهين وستظل كذلك، والسبب الوحيد الذي في أننا نؤمن بها هو آن البديل الوحيد الممكن لها هو الإيمان بالخلق المباشر، وهذا غير وارد على الإطلاق)[6 ]

أما الدارويني الملحد " جوليان هُكسـلي J.Huxley " فيقول عن النظرية :

(هكذا يضع علم الحياة الإنسان في مركز مماثل لما أنعم عليه كسيد للمخلوقات كما تقول الأديان..... من المسلم به أن الإنسان في الوقت الحاضر سيد المخلوقات ولكن قد تحل محله القطة أو الفأر)[7 ] وهو يزعم بأن الإنسان قد اختلق فكرة "الله" إبان عصر عجزه وجهله، أما الآن فقد تعلم وسيطر على الطبيعة بنفسه ولم يعد بحاجة إليه، فهو العابد والمعبود في آن واحد، إلى أن يقول : (بعد نظرية داروين لم يعد الإنسان يستطيع تجنب اعتبار نفسه حيواناً)[ 8]

أما "د. هـ. سكوت" المشهور كدارويني شديد التّعصب فيقول : (إن نظرية النشوء جاءت لتبقى، ولايمكن أن نتخلى عنها ولو أصبحت عملاً من أعمال الاعتقاد)[ 9]


أما الفيلسوف الملحد الشهير "برتراند راسل Bertrand Russell " فيشيد بالأثر الدارويني مركزاً على الناحية الميكانيكية في النظرية، حيث يقول : (إنّ الذي فعله جـاليلاي ونيوتن من أجل الفلك فعله داروين من أجل علم الحياة)[10 ]

لقد سُـخِرَ لنشـر نظريات التطور عموماً، ونظريــــة داروين تحديداً، معظم وســائل الإعلام العالمية، ونُشر حولها العديد من المقالات والأبحاث في الجرائد والمجلات والكتب والموســوعات، وقام بتدريسها أساتذة المدارس والمعاهد والجامعات، ورَوَجَت لها الجرائد والمجلات والإذاعات وكل وسـائل الإعلام، وتبنى شـرحها كثير من الأساتذة والعلماء في شـرق العالم وغربه على السواء، فانتشرت في أوروبا وانتقلت بعدها إلى جميع بقاع العالم، وما زالت تلك النظرية تُدَرَسَ في كثير من الجامعات العالمية، كما أنها قد وَجَدَت أتباعاً لها في العالم الإســلامي من الذين تربوا وتثقفوا تربية وثقافة غربية حيث درسوا في جامعات أوروبية وأمريكية، وبالأخص "جامعة السوربون" الفرنسية.
.................................................. .................................................. ....(1) الاسلام يتحدى، صفحة (49)، نقلاً عن: p Ibid : 113
(2) المصدر السابق، نقلا عن : Mening of Evolution p. 127
(3) المصدر السابق، نقلاً عن : دائرة المعارف البريطانية (1958 )
(4 ) المصدر السابق، نقلا عن: Organic Evolation P.150
(5) المصدر السابق، نقلا عن: Revolt against reason P.112
(6) الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة، صفحة (211)
(7) المصدر السابق، صفحة ( 211 )
(8)المصدر السابق، صفحة ( 212)
(9) المصدر السابق، صفحة (212 )
(10) المصدر السابق، صفحة ( 212 )
.................................................. .................................................. ....
منقول من : موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي ، الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر.

حازم
01-16-2006, 04:59 PM
الخلق والنشوء
بين ضلال النظريات
وحقائق الإسلام
***
أشهر المذاهب التطوريّة


إنّ أشهر من إقترن اسمه بفكرة التطور العضوي هو " تشـارلس داروين Charles Darwin " إلا أنه وكما أسلفنا في الفصل السابق لم يكن أول من ابتدع الفكرة، بل لقد سبقه إلى ذلك كثير من علماء الإغريق الأقدمين، مثل " أناكسيماندر Anaximander " و "أمـبيدوكلـس Ampedocles " و "أرسطو Aristole ". كما أن النظريات التطورية الحديثة تختلف إحداها عن الأخرى في المضمون وأحياناً تتضارب، وأشهر المذاهب التطورية هي :

"1" نظرية "لامارك" في الاستعمال وعدم الاستعمال :

لقد وضع هذه النظرية العالم الفرنسـي " لامارك Lamark " وافترض فيها تعرض البيئة للتغيير، وأن الاسـتعمال أو عدم الاسـتعمال قد تُبَدِل من صفات الأفراد، وافترض فيها أن الصفات التي يكتسـبها الفرد أثناء حياته تنتقل إلى ذريته بالوراثـة Heredity، وقد ضرب لذلك مثلاً عنق الزرافة، فهذا العنق وصل إلى درجة غير عادية من الطول، وَفُسِّرَ ذلك بأنّ الزرافة تمد عنقها لتصل إلى أوراق الشّجر العالية، ومن ثمّ زاد العنق تدريجياً في الطول، وازداد بتوالي الأجيال حتى وصل إلى ما وصل إليه الآن، ومن ناحية أخرى ضمرت أجنحة بعض الطيور نتيجة عدم استعمالها في الطيران.

من المعلوم أن النظرية اللاماركية في توارث الصفات المكتسبة قد جوبهت بالرّفض من علماء الأحياء لافتقارها إلى البرهان والأدلة، وقد سدَّد "وايزمان Weismann " ضربة إلى هذا المذهب بنظريته حول الخلايا الجرثومية.[ 1]


"2" نظرية داروين في الانتخاب الطبيعي :

وسنسهب في استعراض وشرح تلك النظرية قدر الإمكان في الفصل التالي، ومذهب داروين يعتمد ويرتكز على المشاهدات التالية:

01 التناحر بين المخلوقات على البقاء . Struggle for existence
02 البقاء للأصلح . Survival for the fittest
03 الوراثة وتأثيرها . Heredity
04 الانتخاب الطبيعي . Natural Selection
05 التجاوب أو الملائمة مع البيئة أو عدم الملائمة. Environmental
06 أصل الأنواع . The Origin of Species

هذا ولم يَدَّعِِِ داروين أن يكون شـرحه لقواعد نظريته التي نتجت عن تلك المشاهد ذات نهائية، إنما لمس منذ البداية ضعف وهزال الأدلة التي قَدَّمَها، وقد تنبأ أنّ كثيراً مما كتب قد يثبت أنه هراء، ولكنه يرجو أن يظلّ الهيكل ثابتاً.[ 2] وهذا ما حدث بالفعل إذ أنّ "يوهانسنJohannsen" (1855-1927) قد سَدَّدَ ضربة إلى البند الخامس من المشاهدات التي اعتمدها داروين، حيث أثبت أن الملائمة للبيئة أو عدمها ليستا مما يُوَرِث التطور العضوي، كما سَدَّدَ العالم الهولندي "هيجو دي فريز Hugo de Vries " (1848-1935) ضربة إلى المشاهدات الرئيسية التي اعتمدها داروين وهي "الانتخاب الطبيعي" في إثبات نشوء النّوع وارتقائه، وعزا ذلك إلى "الطفرةmutation " أو التنوع غير المستمر.[ 3]


"3" نظرية "وايزمان" حول البلازم الجرثومي:[ 4]

صاحب هذا المذهب هو عالم الأحياء "اوغست وايزمان August Weissman" (1834–1914)[ ] الذي حاول نقض النظرية اللاماركية عن طريق إثبات أن الصفات التي يرثها الفرد عن أبويه إنما تأتي عن طريق الخلايا الجرثومية ولا دخل للخلايا الجسمية فيها، وأن الخلايا الجرثوميـة لا تخضع لمؤثرات البيئـة التي تتطلب من بعض التراكيب استعمالاً أو إهمالاً، فالحداد مثلاً يستعمل ذراعيه كثيراً فتنمو عضلاتها ومن ثمّ تغلظان وتقويان، ولكنَّ ابنه إذا لم يمارس الحدادة حرفةً فلن يكون في قوّة أبيه الحدّاد، وتتلخص تلك النظرية بما يلي :

1. تنقسم خلايا الجسم الحي إلى نوعين: خلايا جسدية Somatic cells تحتوي على البلازم الجسدي، وخلايا جرثومية Germ cells تحتوي على البلازم الجرثومي .
2. تكمن الخلايا الجرثومية داخل الجسم ولكنها ليست جزءاً منه.
3. تنشأ الخلايا الجرثومية منحدرة مباشرة من الخلايا الجرثومية التي سبقتها.
4. البلازم الجرثومي في تسلسل مستمر ويقوم الجسد بصيانته.
5. تنشأ التنوعات عن امتزاج الصفات المختلفة المستمدة من الوالدين.
6. تنشأ الموجهات من البلازم الجرثومي، وتنتقل خلال الخلايا الجرثومية إلى الأجزاء المختلفة من الجسد النامي، ويتم بهذه الطريقة تنويع الكائن الحي.
7. لا ينشأ طراز جديد من الكائنات إلا نتيجة لطراز متغير من الخلية الجرثومية.

ومن ثمّ فان نظرية وايزمان تناقض تماماً نظريتي -لامارك وداروين-، إذ الأخيران يعتقدان أنّ مرد التّنوع هو الجسد ثم ينتقل إلى الخلايا الجرثومية، أما وايزمان فقد أبرز أهمية الوراثة في حدوث التطور مغفلاً تأثير البيئة.
.................................................. .................................................. ....
1- فؤاد خليل وآخرين، علم الحيوان العام، صفحة (1108).......
- د. مصطفى عبد العزيز وآخرين، النبات العام، صفحة (1001) .
2- المرجع ، الفصل السادس، باب مشكلات النظرية .
3- علم الحيوان العام، صفحة (1108) -- النبات العام، صفحة ( 1002)
4- علم الحيوان العام، صفحة (1108) -- النبات العام، صفحة ( 1001)
.................................................. .................................................. ....
منقول من : موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي ، الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر.

حازم
01-28-2006, 02:30 AM
الخلق والنشوء
بين ضلال النظريات
وحقائق الإسلام
***
أشهر المذاهب التطوريّة -2-


"4" نظرية الطفرة أو " مذهب دي فريز"[ 1]

وضع عالم النبات الهولندي " هيجو دي فريز Hugo de Vreis " عام 1901م، نظريته حول "الطّفرة" في تفسـير نشـوء النّوع وارتقاؤه ناقضاً بذلك نظرية داروين واعتمادها "الانتخاب الطبيعي" والاختلافات الصغيره المستمرة الحادثة عن الاستعمال أو عدمه والتي اعتمد عليها كل من داروين ولامارك، وحاول إثبات أنّ التطور العضوي ناجم عن التنوع غير المستمر أو ما يسمى "الطفرة Mutation" التي تعني وجود تغيير مفاجئ أو تنوع مفاجئ يختلف به النتاج عن الأصل بشكل واضح، فيحدث في بعض الأحيان أن تظهر أنواع جديدة –لا يرجع نشوءها إلى تأثير عوامل البيئة – بل تنتقل الصفات الجديدة منها إلى ما يليها من أجيال حسب قوانين الوراثة المعروفة، وذلك ما يسمى بالطفرة.

"5" نظرية التّطور الكيماوي أو "مذهب اوبارين وهولدين"[2 ]

هناك نظرية أخرى عن أصل الحياة والنشوء ابتدعها في عشرينات القرن العشرين كل من العالم البيوكيميائي الروسي "الكسندر أوبارينAlexander Oparin " والعالم البيوكيميائي الإنجليزي " هولدين J.B.S.Haldne ". وتتلخص النظرية بأن الأشياء الحية قد نشأت عن طريق " التّطور الكيماوي Chemical Evolution "، فمن العناصر والمركبات البسيطة التي كانت موجودة في الجو القديم للأرض وبحارها تكونت جزئيات أكبر، ثم تبع ذلك تجميع لمركبات أكثر تعقيداً وفي النهاية ظهرت وحدة كيماوية كانت قادرة على وحدات مثلها، وهكذا فقد بدأت الحياة.

وملخص النظرية برمتها أن الحياة قد حصلت تبعاً للقوانين الفيزيائية، إذ تنفي أن هناك عملاً خاصاً بالخلق أو قوة غامضة وراءه، أو خارقاً للطبيعة.



وفي رأي أوبارين وهو من اشتهرت النظرية باسمه : (لا يوجد فرق أساسي بين الكائن الحي والمادة التي لا حياة فيها، وأن المجموعة المعقدة للظواهر والخصائص المميزة للحياة لا بدّ أنها ظهرت عن طريق تطور المادة)[3 ]

وقد حاول كل من "ستانلي ميلرStanley Miller " وأستاذه العالم الكيميائي "هـارولـد يوري Harold Urey " عام 1952 مساندة تلك النظرية ودعمها عن طريق إجراء تجارب معينة بتكوين جو مشابه للجو البدائي للأرض حيث اشتهرت تلك المحاولة باسم " تجربة ميلر Miller's Experiment "، إلا أن تلك النظرية وما رافقها من محاولات وتجارب لم تشتهر، لأن العلماء قد نظروا إلى كل من المحاولة والنظرية أنها لا زالت افتراضية.[ 4]، وقد أطلق على تلك النظرية اسم "نظرية أوبارين وهولدن The Oparin-Haldane theory".

نـرى من استعراض المذاهب الخمسة اختلافاً واضحاً فيما بين تلك المذاهب في تعليل حدوث التّطور، إلا أنّ كل تلك المذاهب قد اتفقت وأجمعت على حدوث التّطور العضوي، وأنها حقيقة ثابتة مع وجود الاختلاف البين في تعليل كيفية حدوث هذا التطور العضوي.

إن تلك المذاهب هي أشهر المذاهب التطورية – مع وجود غيرها – وكل أصحاب المذاهب التطورية قد دارت نظرياتهم في حدود تلك النظريات التي ذكرنا، مع أن أكثرهم كان أقرب إلى مذهب داروين. وكما أسلفنا فإن داروين لم يكن السّباق في ذلك وإن برز واشتهر بين العامة عن الجميع، فقد كان هناك من سبقه، كما كان هناك من زامنه، وكذلك من أتى بعده، لذا فسنستعرض باختصار أشهر من ارتبط اسمه بنظريات التطور العضوي، وهـــــم :


1. كونت بوفون : جورج لويس لكلارConte De Baffon عالم فرنسي ولد سنة 1707م، وتوفي في باريس سنة 1788م، له كتاب في التاريخ الطبيعي ظهر في عدة مجلدات من سنة 1749 ولغاية سنة 1788، أي سنة وفاته، وعالج الكثير من مشكلات الحيوان.

2. لامارك : جان باتيست بيير أنطوان ده مونت شيفالييه Jean Baptiste Lamark (1744–1829) عالم نباتي وبيولوجي فرنسي، درس الظواهر الجوية وعلم النبات، له كتاب في نباتات فرنسـا في ثلاثة مجلدات، وظهر كتابه "فلسـفة الحيوان" في باريس سنة 1808 في ثمانية مجلدات، وله أيضاً كتاب "تاريخ الفقاريات الطبيعي"، له مذهب في التـطـور العضوي يقول بأن التغيرات التي تكتسبها المتعضيات خلال حياتها تنتقل بالوراثة إلى الذرية، علاوة على قانون الاستعمال وعدمه بالنسبة لأعضائها، ويدعى هذا المذهب نسـبة لواضعه بِ "اللاماركية Lamarkism".

وفي الشطر الأخير من القرن التاسع عشر برزت عن اللاماركية مدرسة جديدة اطلق عليها اسم "اللاماركية المحدثه Neo-Lamarkism" قوامها التأكيد على أثر البيئة المباشـر في التطور العضوي للحيوانات والنباتات. ومن أبرز دعاة تلك النظرية "الفريد ماتيو جييار Girad "(1846–1908م) في فرنسا، و"إدوارد دينكر كوب Cope" (1840–1897) في الولايات المتحدة.

3. سفانت أرهينيوس Savant Arrthenius عالم كيميائي سويدي، أثار نظريه بأن أصل الحياة أتى من الفضاء الخارجيPanspermia بطريق انتقال وحدات شـبه جرثـومية من كوكب إلى آخر عن طريق الضغط الإشـعاعي، وَيُنْظَر إلى تلك النظرية أنها قد تأثرت كثيراً بقصص الخيال


العلمية، وأنه ليس لها من الأدلة ما يدعمها، وأنها مجرد هرطقة، لــذا فان تلك النظرية ترد فقط في سياق التسلسل التاريخي للمذاهب التطورية.

4. وليم هايد وولاستون(1766–1828) W. H. Wollaston كيميائي وفيزيائي وفيلسوف إنجليزي، نبغ في الكيمائيات والبصريات، يُعَدُّ واحداً من أغزر العلماء إنتاجا وأبعدهم أثراً، أدّت دراساته للبلاتين إلى اكتشاف عنصرين شقيقين هما "البلاديومPalladium" عام 1803 و"الرّوديوم Rhodium" عام 1803 أيضاً.

وقد أكثر داروين من الاسـتشـهاد بأقوال " وولاستون " في أكثر من موضع من كتابه " أصل الأنواع " . ولا يخفى على كل من قرأ الكتاب أنّ داروين إنما وضع كتابه المذكور بمشاركة عدد ممن أشار إليهم من أمثال: وولاستون، الفريد والاس، وطسون ود. أساغري وآخرين .

5. هيللر (1772 – 1844 ) Heller عالم فرنسي. صاحب النظرية المعروفة باسمه والتي تقول بأنّ الأنواع المختلفة من الكائنات الحيّة تنشأ استجابة لظروف البيئة، والتي تتغير باستمرار مما يسبب تغيرات في الكائنات الحيّة، فإذا كانت التغيرات ملائمة للبيئـة فإنّ الأفراد تعيـش وتتكاثر مكونة نوعاً جديداً، وإذا كانت التغيرات غير ملائمة للبيئة فإنّ أفراد هذا النوع تهلك وتنقرض.

6. آتيين جفروي ( 1772 – 1844) A.G.Sant lieer عالم فرنسي. قدم إلى مصر سنة 1791 في بعث استعماري مرافقاً الكافر المستعمر نابليون بونابرت في غزوه الصليبي لمصر، ومكث بها حتى جلاء الغـزاة الكفـرة عنها سنة 1801م. من أشهر كتبه "فلسفة التشريح" سنة 1818 و "مبـادئ فلسفـة الحيـوان" سنة 1837 و"تـاريخ الثدييات" في ثلاثة مجلدات بين السنوات (1818 – 1842). وله رسالة نشـرها ابنه واعتمدها دعاة التطور تقول بأنّ الصور المتماثلة لم تكن منذ بدأ الخليقة على ما هي عليه الآن. وكان جل اعتماده في تعليل أسباب التحول على حالات الحياة أو البيئة المؤثرة.

.................................................. .................................................. ..............................1-علم الحيوان العام، صفحة (1108) -- النبات العام، صفحة ( 1001)
2- وايزمان أو فايزمان أو فايتسمان.
3- علم الحيوان العام، صفحة (1110) -- النبات العام، صفحة ( 1002-1003)
4- جولدزبي- ريتشارد، البيولوجيا، الصفحات (12-25)، الجزء الأول، الترجمة العربية.
.................................................. .................................................. ..............................منقول من : موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي ، الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر.

حازم
02-03-2006, 09:15 AM
الخلق والنشوء
بين ضلال النظريات
وحقائق الإسلام
***
أشهر المذاهب التطوريّة



7. سير جون ريتشاردسون ( 1782 – 1865 ) Sir J.Richardson عالم طبيعي درس الطب والجراحة، والتحق بالبعث القطبي الأول إلى القطب الشمالي بإمرة فراكلين (1819–1822) له أبحاث كثيره في التطور وفي حيوانات القطب الشمالي، ويعد ريتشاردسون من المشاهير في فكرة التطور، وقد أكثر دعاة التطور من الاستشهاد بأقواله، ونقل عنه داروين كثيراً في كتابه "أصل الأنواع".

8. سانتيلير : ايزيدور جفروي (1805–1861) E.G.Sant lie عالم فرنسي، ولد في باريس وتوفي فيها، من كبار علماء وظائف الأعضاء أخذ عن أبيه "أتيين" علم المواليد "التاريخ الطبيعي" ثم عكف على دراسة الأسباب الطبيعية التي تساعد على ظهور الشواذ الخلقية ونشـوئها، نشر العديد من المؤلفات في علم الحيوان وتاريخ العضويات الطبيعي. ومن أشهر كتبه: "تأريخ النظام الطبيعي في الإنسان والحيوان" سنة 1837. وكتاب "إيلاف الحيوانات النافعة واستيحاشها" سنة 1854.

حاول في خطبة ألقاها عام 1850، وظهرت في مجلة "عالم الحيوان" في يناير عام 1851 إثبات صحة اعتقاده في أنَّ الصفات النوعية تبقى ثابتة في كل نوع ما دام باقيا في بيئة تحفظ عليه مؤثرات ظروف واحدة وتتحول إذا اختلفت تلك الظروف، وأن ملاحظة الحيوانات البريـة


تثبت تحول الأنواع، وآن التجارب التي تناولت حيوانات أليفة أو حيوانات رجعت إلى الاستيحاش والبرية بعد إيلافها تزيد ذلك بياناً، وإن التجارب تثبت عدا ذلك، وانّ التحولات الناتجة قد يحتمل أن تكون ذات قيمة نوعية.

9. د. ويلز D.Wills هو أول من قرّر صراحة ولأول مرّة مبدأ الانتخاب الطبيعي في خطبة له ألقاها في "المجمع الملكي" عام 1813. إلا أنه أطلقها على السلالات البشرية وقصرها على بعض صفاتها دون البعض الآخر، وقام بنشر خطبته بعد أن نشر مقالتين له: الأولى في ظاهرة "النّدى" والثانية بعنوان "الرؤيا الفريدة" سنة 1818.

10. لايل : سير تشارلس (1797-1830) Sir Charles Lyall عالم جيولوجي بريطاني. قام بالاشتراك مع د.هـ وكر بالإطلاع على أفكار كل من "داروين ووولاس" وتشجيعهما على نشر نظريتهما وربما يكونا قد قاما بمهمة إعدادها بالاشتراك مع آخرين. أشهر كتبه : "مبادئ الجيولوجية" (1830)، نقض فيه مذهب "النكبات الجيولوجية Catastrophist" وأقام مذهبه في هذا العلم على أساس التطور التدريجي. انتخب سنة 1850 رئيساً للمجمع الجيولوجي ورئيساً لجماعة تقدم العلوم البريطانية في سنة 1864.

11. جرانتGrant أحد مشاهير نظرية التطور العضوي. له مقالات عدّه في موضوع الانتخاب العضوي نُشرت في الجرائد والمجلات في الأعوام (1826–1834م)، فقد نشر في مجلته المعروفة "جريدة أدنبرة الفلسفية" سنة 1826 (مجلد 14 صفحة 339) مُعْتَقَده في أنّ الأنواع متولدة من أنواع أخر، وأنها ارتقت بدوام تكيف الصفات، وجهر بذلك الرأي عينه في خطابه الخامس والخمسين الذي طبع في مجلة " اللانست" سنة 1834.


12. وليم هيربرت William Heirbert أسقف مانشستر، برز حوالي العام 1820 كداعية تطوري. ورد في كتابه المطبوع سـنة (1822) "مقـررات فـلاحة البساتين"، وفي كتابه "الفصيلة النرجسية" المطبوع عام 1837 صفحة (19) وصفحة (339) : (إنّ التجارب في فن زراعة الحدائق قد أثبت بما لا سبيل إلى دفعه أنّ في الأنواع النباتية مجموعة ضروب أرقى وأثبت صفات من غيرها) ثم أطلق نظريته على عالم الحيوان معتقداً أنّ أنواعاً خاصة من كل جنس قد خلقت أصلاً وبها قابلية التّشكل وأنها أُنتجَت بالمهاجنة ثم بالتحول عن الأنواع الحالية.

13. بــاتريك مـاتـيوPatrick Matio عالم جيولوجي ألماني. صاحب كتاب "خشب السفن البحرية والأشجار الخشبية" المطبوع سنة 1831. قال بنفس الأفكار التي وردت في كتاب "أصـل الأنواع"، ودعى لنفـس الأفكار التي حملها كل من "داروين وألفريد ولاس"، إلا أنّ أفكاره تلك قد وردت ضمن فصول شتى في سياق مواضيع كتابه، فظلّت أفكاره مجهولة حتى نبه إليها في "سجل جاردنز" في أبريل1860، ليس هناك فروق تذكر بين مذهبه ومذهب داروين – كما يقول الأخير – حيث يذكر في كتابه "أصل الأنواع": (وليست الفروق بين مذهبه ومذهبي بذات شأن، فالظاهر أنه يحدس أنّ العالم كان يخلوا من سكانه في أدوار متعاقبة ثم يعمر بعد ذلك، وأنه تعقيباً على ذلك تتولد صور أخرى جديدة من غير فطر عفني أو جرثومة سابقة. ولا أقطع أني فهمت بعض عباراته، غير أني تبينت أنه يعزو لفعل الحياة تأثيراً كبيراً كذلك قد وضحت له قدرة الانتخاب الطبيعي الفعالة كل الوضوح )[ ]


14. فون بوخ ليوبولدV.B.Leopold عالم ألماني. ولد في بروسيا عام 1774، وتوفي في برلين عام 1858. اشتهر كداعية تطور عام 1836 حيث يقول في كتابه "وصف جزر كناري الطبيعي": (إن الضروب تستحيل ببطء أنواعاً ثانية لا تكون بعد ذلك قابلة للمهاجنة) وقال بنفس الأفكار في كتبه الأخرى: "سياحة في نرويجولابلاند" (1810) - "سلاسل الجبال في روسيا" (1840) - "مقالات في العمونياتAmmonites ".

15. فون باير (1792 – 1872) Von Baer عالم طبيعي بروسي. تَخَصّصَ في علم الأجنّة، له نظريات في التطور الطبيعي الجنيني، أظهر في عام 1859 نظرية قائمة على سنن الاستيطان وانّ الصور المتباينة تبايناً كلياً في الوقت الحاضر متولدة من صورة سفلية واحدة. أشهر كتبه : "توالد الأسماك وتدرج وجودها" عام 1835 و "تطور الصور الأحيائية" عام 1837.


16. دالوي دوماليوس Daliwah Domallius جيولوجي صاحب رسـالة في التطور المقرون بتحول الصفات، عُرِفَ كصاحب مدرسة تطورية في عام 1831، وقد نشر هذه الرّسالة في العام 1846 مجدداً بيَّنَ فيها رأيه في أنّ القول بنشوء أنواع جديدة بالتسلسل المقرون بتحول الصفات أرجح من القول بأنها خُلقت مُستقلة، وقد أُثبِتَت تلك الرسالة في "سجل مجمع بروكسيل الملكي" (صفحة 581. جزء 13).

17. ريتشارد أوين (1820–1892) Richard Owenعالم إنجليزي من المبرزين في علوم التشريح والحيوان والأحفوريات، أشهر كتبه: "طبيعة الأطراف" (1849). "تشريح الفقاريات" زواحف جنوبي أفريقيا الأحفورية" (1861). يصنفه المؤرخون بين مشاهير دعاة التطور إلا أنّ المُراجِِعَ لنصوص كتبه وخطبه المتعددة يجد أن هذا العالم متأرجح بين نظرية الانتخاب الطبيعي والخلق المستقل، وفي ذلك يقول داروين: (… إنّ كثير من القراء يجدون

كما أجد في جدليات الأستاذ أوين من الغموض والتنافر ما يعذر فهمه عليهم ويعنتهم في التلفيق بين أطرافها.)[ ]

ومما يرجح القول بأنه ربما عدل عن دعوته لفكرة الانتخاب الطبيعي إلى الإيمان بالخلق لما ورد في خطبة له ألقاها في "الجمعية البريطانية" عام (1858): (إنَّ حالات مثل حالة "القطا الأحمر Red Grouse"، إذا وعاها العالِم بالحيوان ليستدل بها على خلق ذلك الطير خلقاً خاصاً واختصاصه بتلك الجزائر[ ] يظهر قصوره دائماً عن إدراك السّر الخفي في وجود ذلك الطير في تلك البقعة واختصاصها به دون بقاع الأرض كافة، مستنجداً بفضل اعترافه بذلك القصور، إنّ كلاً من الطير والجزائر مدينان بأصلهما لسبب خلاق عظيم الحول).

طالب عوض الله
02-09-2006, 11:20 PM
بارك الله في الأخ حازم وأثابه خير الثواب
كتاب ( موسوعة الخلق والنشور ) من وضع الأستاذ حاتم ناصر الشرباتي هي موسوعة شاملة تناولت بالتفصيل مشاهير المذاهب التطورية، وشرح أشهرها وركز على نظرية داروين ، ثم انتقل لنقضها وووووو لا أريد استباق الاحداث، ونأمل من الأخ حازم أن يمتعنما بالتواصل حتى النهاية
وله مني وردة جميلة :emrose:

منصور منصور
02-09-2006, 11:45 PM
بارك الله في الأخ حازم وأثابه خير الثواب
كتاب ( موسوعة الخلق والنشور ) من وضع الأستاذ حاتم ناصر الشرباتي هي موسوعة شاملة تناولت بالتفصيل مشاهير المذاهب التطورية، وشرح أشهرها وركز على نظرية داروين ، ثم انتقل لنقضها وووووو لا أريد استباق الاحداث، ونأمل من الأخ حازم أن يمتعنما بالتواصل حتى النهاية
وله مني وردة جميلة :emrose:

موضوع رائع يتناول ضلالات الضالين الملحدين، وتاريخ مذاهبهم وتطورها ، وبارك الله في الأخ حازم

حازم
02-10-2006, 09:55 AM
مرحبا بالاخين طالب عوض الله ومنصور منصور ننتظر منكما كل مفيد ان شاء الله

حازم
02-16-2006, 09:11 PM
الخلق والنشوء
بين ضلال النظريات
وحقائق الإسلام
***
أشهر المذاهب التطوريّة -4-




18. هيربرت سبنسر (1820–1903) Herbert Spenser فيلسوف إنجليزي، صاحب "الفلسفة التركيبية Synthetic philosophy " وقد ألّفَ في موضوعها العديد من الكتب منها "مبادئ علم الاجتماع" – "مبادئ علم الأحياء" – "مبادئ الأخلاق" – "الفلسفة التركيبية". آمن قبل داروين بتطور الأنواع من أشكال بسيطة إلى أشكال معقدة. له نظرية مشهورة في التطور بالانتقال من حال التجانس إلى حال التنافر والاختلاف نشرها في جريدة "الليدار" شهر آذار عام 1852، وأعيد طبعها في كتابه "المقـالات"عام 1858. وهو من أبرز القائلين بِ "الدّاروينية الاجتماعية Social Darwinisim" وهي نظرية في التطور الاجتماعي والثقافي نشأت في القرن التاسع عشر واستمدت اسمها مـن صلتهـا بدراسات داروين البيولوجيّة، والواقع أنّ الفكرة القائلة بأنّ



حياة الإنسان في المجتمع تمثل صراعاً من أجل الوجود يحكمه مبدأ "بقاء الأصلح" لم يستحدثها داروين ولكن دراساته منحتها الشُّهرة.

ويعتبر "هيربرت سبنسر" و "وليم غراهام" من أبرز القائلين بالداروينية الاجتماعية، إذ ذهبا إلى أن الجماعات كائنات حيّة تتطور بمثل الطريقة التي يتم بها تطور الأفراد، وقد استُخدِمَت تلك النظرية لتوطيد دعائم الاستعمار ولتبرير التمايز الطبقي على أساس من التفاوت الفطري بين الأفراد والأقوام فقد استخدمت لتأييد السياسات الكافرة المجرمة من استعمارية وعنصرية وعرقية، ولتعزيز الزّعم القائل بتفوق بعض الشّعوب والأمم مثل: الأنكلوسكسونية أو الآرية أو اليهوديّة على غيرها تفوقاً بيولوجياً وثقافياً، وقد اضمحلّت هذه النظرية خلال القرن العشـرين بعد أن ثبت أنها لا تقوم على أي أساس علمي سليم.

وفي عام (1850) أي قبل ظهور كتاب "أصـل الأنـواع" بتسع سنين كان هيربرت سبنسر يضع أسس نظريته عن التطور الاجتماعي ويربط ذلك بالتطور العضوي، وذلك في أول كتبه وهو كتاب "Social statics" مما يعني أن تفكير سبنسر كان مستقلاً عن داروين في بداية الأمر، والأرجح أنّ اتصاله بالتفكير التطوري كان أقدم من ذلك إذ يرجع إلى عام (1840) بالذات حين قرأ كتاب "سير تشارلز ليل" عن "مبادئ الجيولوجيا Principles of Geology" الذي تعرف فيه على تفكير لامارك التطوري، ولكن مع أنّ فكرة التطور كانت تدور في ذهنه منذ ذلك الحين فإنّها لم تصبح الفكرة المركزية في كل تفكيره إلا في العام (1857) وهو يراجع بعض مقالاته لكي ينشرها في كتاب، ففي تلك المقالات يظهر بوضوح دعوى التطور التي تقوم على "قانون باير في الفسيولوجيا Beer physiological low" الخاص بنمو وظهور المادة العضويـة من حـالــة


التجانس إلى حالة التغاير، أي من البقاء الموحد المطرد – كما هو الحال في الخلية الجنينية الأولى التي تحمل كل وظائف الحياة – إلى الكائن العضوي الكامل بكل بنائه ووظائفه المعقدة المتفاضلة. ولكن سبنسر لم يتمكن من الرّبط بطريقة محكمة بين النظريتين البيولوجية والاجتماعية في حدود وألفاظ الصراع العام الكلي والبقاء للأصلح – وهما المبدءان الأساسيان في النظرية الداروينية – وفي عام (1863) أي بعد ظهور كتاب داروين بأربع سنوات ظهر كتاب سبنسر عن "المبادئ الأولى First Principles" الذي يعتبر المدخل الأساسي لكل فلسفته الاجتماعية حيث يعرض كل نظريته عن التطور العام.

19 – وليم غراهام سَـمْنَر (1840–1910) William Graham Sumner عالم اقتصاد واجتماع أمريكي، يعتبر من أبرز القائلين بالداروينية الحديثة الاجتماعية ، عُرِفَ بايمانه الشـديد بسياسة "دَعْهُ يعمل" أي سياسة عدم التّدخل وبالحريّة الفردية التي نادى بها المبدأ الرأسمالي وبعدم التكافؤ الفطري بين النّاس.

20 – ســير يـوسف دالتون هوكر Sir Joseph Dalton Hooker عالم إنجليزي. (1817 – 1910) تخرّج طبيباً ثم عكف على دراسة علم النبات. زار القطب الجنوبي لإجراء أبحاث على نباتاته ثم رافق بعثاً إلى جبال همالايا عام (1847). أشهر كتبه "مذكرات بعث جبال هملايا" (1854) و "علم النبات" (1862). وقد قام عام (1859) بطبع كتابه "مجموعة استراليا النباتية" وقال في الجزء الأول منه بصحة تسلسل الأنواع وتحول صفاتها، وحاول إثبات مقولته بمشـاهدات طبيعية عديدة.

21 – بادن باول (1896–1911) Baden Baul عالم إنجليزي دعى إلى دراسة الطبيعيات والرّياضة. له كتب كثيرة أشهرها "توافق الحقائق الطبيعية والإلهية" – "حقيقة الفلسفة الإستنتاجية" – "نظرة تاريخية في تقدم الطبيعيات والرياضيات". قام عام (1855) بنشر عدة مقالات في موضوع وحدة العوالم وتولد الأنواع التي وصفها بأنها "ظـاهرة مطردة لا ظـاهرة اتفاقية" واتفق مع "سير جون هرشل" أنها ظاهرة طبيعية قياسـية ليست راجعة إلى أي معجزة.

22 – داروين : ايرازمـوس (1731 – 1802) Erasmus Darwin طبيب وشاعر بريطاني. جد تشارلس داروين. عُرِفَ بآرائه ونظرياته العلمية التي كان لها شأن مذكور في تاريخ نظرية التطور. يعتبر هو والكونت بوفون من أوائل ومشاهير المنادين بنظريات التطور المادي على أسس وقواعد علمية. من أشهر آثاره: "الحديقة النباتية" – "هيكل الطبيعة أو أصل المجتمع" – "معبد الطبيعة Temple of nature" الذي صدر عام (1803).

23 – داروين : تشارلس روبرت وانجCharles Darwin عالم طبيعة بريطاني. ولد في 12/2/1809، خامس أولاد "روبرت وارنج داروين" وحفيد داعية التطور "ايرازموس داروين". كان فاشلاً في تحصيله العلمي، درس الطب وتوجه إلى دراسة الأحياء المائية، فشل في دراسة التشريح فالتحق بكلية اللاهوت في كامبردج عام (1827). ألحقه أسـتاذه "هنسلو" ليرافق البعث العلمي في سفينة "البيجل" سنة (1831).
بدأ يفكر في نظريات التطور منذ عام (1837)، زار خلال رحلته البحرية والتي امتدت حتى العام (1836) جزر الرأس الأخضر، جزر ازور، سواحل أمريكا الجنوبية، فجمع المعلومات عن نباتاها وحيواناتها وطبيعتها الجيولوجية، فكانت تلك الرحلة نواة لنظرياته.

أشهر كتبه كان كتاب "أصـل الأنواع" المطبوع عام (1859). ويطلقون على مذهبه في التطور اسم "الدّاروينية Darwinism"، وهذا المذهب يرد أصل الأنواع جميعاً وتطورها إلى أنّ الكائنات الحيَّة تنزع إلى إنتاج مواليد تختلف اختلافا طفيفاً عن آبائها، وأنّ عملية الاصطفاء الطبيعي تفضي إلى بقاء الأصلح أو الأكثر تكيفاً مع البيئة، وبأن كل ذلك يؤدي في النهاية إلى ظهور أنواع جديدة لم تكن معروفة من قبل.

وقد قام داروين بشرح مذهبه هذا في كتابه "أصل الأنواع" الذي أثار عند نشره عام (1859) عاصفة هوجاء في الدّوائر العلمية والفلسفية والدينية، فَهَلَلَ له قوم وَسَفَهَهُ أقوام وقد اشتهر كتابه كمرجع لتفسير مقولات "التطور Evolution".

وفي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشـرين ظهرت "الداروينية المحدثة Neo-Darwinism". وهي تطوير لنظرية داروين، وقوام هذا التطوير بأن الإصطفاء الطبيعي[1 ] هو العامل الأساسي في عملية التطور العضوي، وبأنّ الصفات المكتسبة لا يمكن أن تورث. ويعتبر "اوغست وايزمان Wissman " من أبرز القائلين بالداروينية المحدثة.


.................................................. .................................................. ....
(1) Natural selection

.................................................. .................................................. ....
منقول من : موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي ، الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر.
.................................................. .................................................. ....
يتبع إن شاء الله.........

حازم
02-28-2006, 01:45 PM
الخلق والنشوء
بين ضلال النظريات
وحقائق الإسلام
***
أشهر المذاهب التطوريّة -5-


24 – الفريد روسل وولاس (1848–1935) Alfred Russel Wallace عالم طبيعي انجليزي. زميل داروين وأحد أشهر من ساعده في وضع نظريته، سَلَّمَ إلى داروين عام (1858) مذكرات وأبحاث في موضوع التطور أرسلت إلى "جمعية لينيه العلمي" ونشرت في المجلد الثالث من صحيفته العلمية. ساهم بالاشتراك مع تشارلز ليل ود. هوكر وآخرين في بلورة النظرية واعداد كتاب "أصل الأنواع". قضى أربع سنوات على ضفاف نهر الأمازون، وثماني سنين في جزر الملايو منقباً في مشكـلات العلم الطبيعي. صدر له: "عالم الحياة" – "تاريخ جزر الملايـو الطبيعي" عام (1869) – "تمهيد لنظرية الإنتخاب الطبيعي" (1867) – "طبيعـة المناطق المعتدلة" (1878)– "المذهب الدارويني". ومقالات مجموعة عنوانها: "نظرات علمية وإجتماعية".

25 – هوجو دي فريز ( 1848 – 1935 ) Hugo de Vreis عالم تطوري هولندي. صاحب نظرية النشوء والارتقاء عن طريق "الطّفرة mutation" التي وضعها عام (1901) مخالفاً بذلك مذهبي داروين ولامارك، ملخصها أنّ الطّفرة[1 ] هو تغير أو تحول مفاجئ يطرأ على الكروموسات أو الجينات فيؤدي إلى مواليد جديدة ذات خصائص لم تكن لأي من الأبوين المنتجين. والطفرة أمرٌ نادرٌ حدوثه إلا أن في الإمكان إحداثه صنعياً عن طريق التعريض لأشعة إكس – حسب نظريتهم -. ويعتبر عالم النبات دي فريز هو أول من افترض وجود عامل الطفرة، ولقد أجرى العالم الأمريكي "هرمان مولر" تجارب في هذا الحقل على ذبابة الفاكهة.


26 – أوغســت وايزمان (1834–1914) Augest Weissman عالم بيولوجي ألماني. يعد أحد مؤسسي علم الوراثة، وأحد مؤسسي الداروينية المحدثة، وصاحب نظرية التطور عن طريق البلازم الجرثومي. من آثاره المترجمة إلى اللغة الإنجليزية "نظرية النشوء والارتقاءThe Evolution theory". عام (1904).

27 – آرنست هاينريتش هيكل (1834-1914) Ernst Heinrich Heakel عالم بيولوجي وفيلسوف نشوئي ألماني. أيّدَ نظرية داروين تأييداً حماسياً. يُعزى إليه اكتشافات هامة في المُضغيات[2 ] وفي علم الحيوان أيضاً. له أقوال وتصريحات رعناء في محاولة التّدليل على صحة نظرية التطور العضوي يلقبونه: "رسول التحرر الفكري".

28 – توماس هنري هكسلي (1825 – 1895) Thomas Henry Huxley عالم بيولوجي بريطاني، جَد جوليان هكسلي، وأيضاً جد الروائي والشاعر الإنجليزي اولدس هكسلي. يُعَدُ من كبار علماء التشريح في القرن العشرين. التقى بشارلس داروين عام (1851)، حتى إذا أصدر داروين كتابه "أصل الأنواع" عام (1859) سارع هكسلي إلى تأييد الداروينية والدفاع عنها والعمل على نشرها بين الجمهور، وكان قد التحق بالبحرية الإنجليزية كمساعد جراح، ولم يعد إلى إنجلترا إلا سنه (1850). أشهر كتبه: "مرتبة الإنسان في الطبيعة".



يعتبر ثوماس هكسلي أقوى أنصار داروين في ذلك الحين لدرجة أن داروين نفسه كان يصغه بأنه "وكيله العام" بينما كان هكسلي يصف نفسه بأنه "كلب داروين الحارس" وقد كرّس جهوده ووقته وعلمه لجمع كل ما يمكن من أدلة وبراهين في مجالات الجيولوجيا ودراسات الإنسان القديم والبيولوجيا والأنتر بيولوجيا، بل وأيضاً من الانتقادات التي وُجِهَت إلى "الكتاب المقدّس" ذاته لتعضيد نظرية داروين، وأفلح إلى حد بعيد في الدفاع عنها ونشرها، خاصة وقد كانت له قدرة فائقة على المناقشة والجدل، وذلك فضلاً عن شخصيته العدوانية التي لم يكـن داروين يتمتـع بمثلها، وبذلك تولى الدّفاع عن النظرية خلال معظم المصادمـات العديدة التي وقعت بين الكنيسة ودعاة التطور حينها حول القضية الداروينية ومشكلات نظريات التطور.

ولعلّ أشهر حالات الصدام الدرامي حول الداروينية كان اللقاء الذي تم أثناء اجتماع "الرابطة البريطانيةBritish Association" في أكسفورد عام (1860)، وكانت الداروينية هي موضوع المؤتمر، وكان يقوم بدور "المدفع الضخم" - حسب تعبير داونز – على الجانب المعارض للفكرة الداروينية أسقف أكسفورد "صمويل ويلبر فورس Wilberforce" الذي التفت – في ختام خطاب طويل عنيف حاول به تحطيم نظرية داروين – إلى هكسلي الذي كان يجلس على المنصّة وقال له بسخرية: أحبُ أن أسأل الأستاذ هكسلي إذا كان ينتمي إلى القرود من ناحية جده أو جدته؟ وقد همس هكسلي إلى أحد أصدقائه: لقد أوقعه الله بين يدي، ثم نهض ليجيب على السؤال حيث قال:

إذا سألت عما إذا كنت أختار بين الانحدار من ذلك الحيوان المسكين ذي الذكاء المحدود والمشية المنحنية وبين الانحدار من صلب رجل على درجة عالية من المقدرة والمهارة ويحتل مكانة مرموقة، ولكنـه يسـتغل هـذه الملكـات في الاستهزاء بالباحثين

المتواضعين عن الحقيقة والعمل على هدمهم، فأنني لا أتردد في الإجابة على هذا السؤال: ليس للإنسان أن يخجل أن يكون قرداً، وإذا كان لي جدٌ أخجل أن أذكره فإنّهُ لا بدّ وأن يكون هذا الجد إنساناً له عقل قلق متقلب وتفكير غير مستقر ولا يقنع بالنجاح في مجال نشاطه، وإنما يلقي بنفسه في المشـاكل العلميـة التي ليس له بها معرفة حقيقية، وكل ما يفلح أن يفعله هو أن يضفي عليها ستاراً من الغموض عن طريق الخطابة الجوفاء، وأن يصرف انتباه مستمعيه عن النقطة موضوع الخلاف وذلك بالاتجاه إلى الاستطرادات البليغة والاعتماد في حذق ومهارة على العاطفة اليدينية.[ 3]

29 – جـوليان هكسلي (1887 –1975) Juliann Huxley عالم بيولوجي بريطاني حفيد توماس هنري هكسلي، وفق إلى اكتشافات هامة في علم الأحياء "البيولوجيا"، وقد أكثر من التأليف في موضوع النّشوء والتطور، ونهج نهج جده في تأييد الداروينية والدفاع عنها والعمل على نشرها بين الجمهور، وعني بدراسة سلوك الإنسان السيكولوجي والأخلاقي والاجتماعي، وكان له خطاب طويل في مدح الداروينية في الذكرى المؤوية للداروينية التي أقيمت في شيكاغو عام (1959)، إلا أنّ جوليان هكسـلي قد خالف نظرية سبنسر عن الصراع والتنافس كما سيرد لاحقاً.[4 ]

30 – ايفان فلاديميروفيتش ميتشورينIvan Vladimirovich Michurin عالم بيولوجي روسي (1855-1975) رفض قانون الوراثة الذي وضعه الراهب "مندل" ووضع مذهباً في التطور العضوي سمي نسبة إليه "الميتشورينية Michurinism" وهو مذهب في التطور العضوي يعتبــر


شكلاً من أشكال اللاماركية والذي يقول بأنّ الصفات المكتسبة تنتقل بالوراثة إلى الذرية.

31 – تروفيم دينيسوفتش ليسينكو(1898-1976) Trofim Denisovich Lysnko عالم بيولوجي سوفييتي، عمل بتشجيع من ستالين على إنتاج أنماط جديدة من المحاصيل في فترة شكى الاتحاد السوفييتي خلالها أزمة خطيرة في الإنتاج الزراعي (1927-1929)، وضع مذهباً في التطور العضوي نسب إليه إذ أطلق عليه اسم: "الليسنكووية Lusenkoism" وهو مذهب في التطور العضوي وضعه حوالي العام (1930) يعتبر تطويراً لِ "الميتشورينية". والمذهب يقوم على إنكار وجود "المورثات Genes" والهرمونات النباتية ودور "الصبغيات Chromosomes" المتخصص، ويقوم على قاعدة أساسية هي "الوحدة بين المتعضي organism وبيئته"، مؤكداً أن جميع أجزاء المتعضي تُسهم فيما ندعوه الوراثة وأنّ في إمكان البيئة أن تتحكم في هذه الوراثة.
.................................................. .................................................. ....
لقد جرى استعراض أسماء مشاهير أصحاب النظريات والقائلين بالتطور العضوي حسب التواريخ الزمنية لظهورهم. إلا داروين الجد الذي ذُكر قبل اسم حفيده تشارلس داروين لكي يسهل على القارئ الرّبط بين الاسمين.
أمّا المصادر التي تم النقل عنها فهي كثيرة، ونظراً لأن النقل عن معظمهم جرى عن أكثر من مصدر فلم يجري الإشارة إلى تلك المصادر في محله، إلا أنّ أهمها كان :

- أصل الأنواع – داروين
- موسوعة المورد العربية – منير البعلبكي
- البيولوجيا – ريتشارد جولدزبي
- البيولوجيا – د. عدنان بدران وآخرين
- دائرة المعارف العربية للبستاني
- من الإغريق إلى داروين – أوزبورن
- خلق لا تطور – د. إحسان حقي .

.................................................. .................................................. ....
1- الطفرة Mutation : ا لافتجاء أو التغاير الأحيائي.
2- المضغيات: علم الأجنّة.
3- R.Y.Mwnetor books,Books that change the worldDowns
4-أنظر الفصل العاشر، " عصور التقدم البشري الأولى.

.................................................. .................................................. ....
منقول من : موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي ، الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر.

حازم
03-09-2006, 07:01 PM
الخلق والنشوء
بين ضلال النظريات
وحقائق الإسلام
***

داروين ونظريته حول خلق الإنسان[1 ]



إنّ أشهر من ضلّ وشطّ في نظرته إلى أصل الخلق والنشوء كان "تشارلس وارنج داروين Darwin " الذي برز بفكرته عام (1859) حول أصل الأنواع ونشوء الإنسان مُنكراً أنّ وراء هذا الكون خالقاً خلقه ومعللاً الوجود بالتطور Evolution، تلك الفكرة التي ما أن نشرها حتى أحدثت عاصفة هوجاء من النّقاش والجدل حولها، فأيدها قوم وعارضها أو رفضها ونقضها أقوام، تلك النظرية التي سنتعرض لشرحها باختصار والتي تقول:

طوال عهود من الزمان موغلة في القِدَم تنشأت صنوف مختلفة من الأحياء، ومضت متطورة ضاربة في سبيل الارتقاء، كما فَنيت غيرها وبادت واندثرت منقرضة لعجزها عن مسايرة مقتضيات التطور – كلياً أو جزئياً-، أمّا من فَنيَ وبادَ من الأحياء فقد احتلَ مكانه غيره من الكائنات لأنها أصلح للبقاء منها، وذلك لقدرتها على تحصيل الرّزق أو مقاومة أفاعيل الطبيعة مثل الحر والرّطوبة والجفاف وغير ذلك. وهذه الصورة المتفوقة خلال بعض الأزمان عادت فأخلت السَّبيل لغيرها من الصّور الحيَّة لَمْا نَضَبَ فيها معين التَّكَيُف التي من شأنها أن توائم بين حاجات حياتها وبيئتها التي تعيش فيها.


لقد ظهرت الحيـاة أول ما ظهرت في تلك الصورة الهلامية التي نسميها: الجبلة Protoplasm"[ 2] وهي المادة الحيّة الأولى التي هي الذّخيرة أو

الأصل الذي تعود إليه كل صور الحياة من نبات أو حيوان. فأبسط صور الحياة هو عبارة عن شذرّة صغيرة من الجبلة أو البروتوبلازم تتضمن جسماً مستديراً هو "النواة Nucleus" علاوة على الجبلة وهي ما يسميه الأحيائيون "الخلية Cell" والتي ليس في استطاعة العين المجردة رؤيتها دون الاستعانة بالمجهر، وكل الأحياء على إطلاق القول إمّا أن تتألف من خلية واحدة أو من خلايا متعددة ، والإنسان نفسه لا يتعدى أن يكون توليفة من عدد لا يحصى من الخلايا المختلفة، كما أن الحيوانات تنقسم إلى قسمين من ناحية تركيبها :

1. وحيدة الخلية، وتسمى " الأوالى أو البرزويات " Protozoa
2. متعددة الخلايا، وتسمى " المتزويات " Metazoa

إلا أنّ كافة الموجودات قد نشأ من أصل واحد وهو "وحيد الخليّة Protozoa "، وذلك يعني أنّ متعددة الخلايا كانت في أول أمرها بسيطة التّركيب، مثل: حيوان "المرجان Corals"، "قناديل البحر Jelly-fish"، "شقائق البحر Sea-anemones" وما إلى ذلك، وشجرة الأحياء التي اعتمدها أصحاب النظرية والتي سنثبتها لاحقاً[3 ] تؤكد بوضوح تام أنّ أصل الحيوانات جميعاً يعود إلى الجبلّة حسب ما قرروه في نظريتهم.

عقيب ذلك ظهرت صور جديدة من الحيوان الدودي الصورة أو "الحيوانات الدودية Worms " التي نشأ منها " الرّخويات Mollusks " مثل: المحارOysters والحلازين Spirally والحبّاراتCattle-fish التي هي نوع من هي نوع من الأسماك fish . ثم ظهرت " الشوكياتRachidians" والتي تعرف أيضا باسم: "Echinodermata" مثل: "نجوم البحرstar fish " و "قنافذ البحر sea-urchins"

و"خيار البحر sea-cucumber " . ثم تلي ذلك " القشريات Crustaceans" مثل: السراطينCrabs والجمبري Prawn ، ثم بعد ذلك ظهرت "الحشرات Insects".
ثمَّ بعد ذلك ظهرت صور جديدة من الحيوان هي عشائر ذات صفات مستحدثة دَلَّ وجودها على انقلاب كبير في سير الحياة، فكل الحيوانات التي ذكرنا من قبل كانت رخوة القوام لينة الأجسام معدومة العظام، ولو أنّ بعضاً منها مثل السراطين وقنافذ البحر والمحار قد اختصت بأصداف تقي ذواتها من العطب، أمــــا الصور الجديدة فكان لها حبل متين يمتد على طول الجسم ويسمى علمياً "الرِّتمة Notochord" وكان ظهور هذا الحبل أول مدارج التطور نحو تكوين واستحداث "الفقار أو الصلبOxon-loin" المؤلف من أجزاء عظمية كلٌ منها يسمى "فقّارة vertebro"، أي أنّ طبيعة العيش اقتضت استحداث تطور أو انقلاب جديد بظهور "العظام Bones" فظهرت أولاً الحيوانات ذات الرّتمة، وقد سميت علمياً "الرّتميات أو الحبليات Phylum chordate" فكانت سهمية الشّكل ومن أهل الماء وأشهرها "الاطريف" الذي يسمى أيضاً "السهيم أو الحريب March trefoil" ومن السهيم ظهرت "الأسماك Fishes".

لقد بدأ ظهور الأسماك بالصورة ذات الهيكل الغضروفي "Cartilage" ثم ظهر بعد ذلك "الأسـماك ذات الهيكل العظمي الصلب Skeleton " المسماة علمياً "Bony fish " مثل: "الصمون Salmon" و "القد Cod" و "الفرخ Perch"، كما تفرع من الحريب صور أخرى مثل السباذج والجلكيات Sea squids وهي نوع من الأحياء لا رتمة لها، أي ليس لها حبل ظهري إلا عندما تكون صغيرة وفي أول عهدها بالحياة.


.................................................. .................................................. .................................................. .............
(1) كتاب " أصل الأنواع " ، تشارلس داروين، ترجمة اسماعيل مظهر، طبعة مطبعة النهضة، الصفحات (39-45) وتسمى فيما بعد (المرجع).
[2] أما الجبلة فهي البروتوبلازم Protoplasm: وهي مادة لزجة تُعتبر قوام الخلايا الحية، وعليها يعتمد النمو والتكاثر وعمليات حياتية أخرى. تتألف الجبلة من: النواة، الحشوة، الغشاء البلازمي أو المصْلي. والنواة هي جسم شبه كروي يشتمل على صبغيات chloromosemes، وتؤلف الحشوة سائر الوحدة البروتوبلازمية وتشتمل عادة على حبيبيات ذات أحجام مختلفة. أما الغشاء البلازمي فيشكل سطح الوحدة، ويقع عادة بين الغلاف الخارجي القاسي نسبياً وبين مادة الحشوة ذات القوام الهلامي.
أمّا الخلية Cell فهي الوحدة البنيوية الصغرى التي تتألف منها جميع الحيوانات والنباتات، وهي كتلة من البروتوبلازما، صغيرة مجهري عادةً، يحيط بها غشاء نصف مُنفذ يشتمل على (النواة nucleus ) وعلى (الحشوةcytoplasm ) وعلى مواد أحرى غير حية، وتضم النواة (الصبغيات chromosomes) والمورثات ( Genes ).
والكائن الحي قد يكون وحيد الخلية كالأميبة ( ameba )، وقد يتألف من ملايين الخلايا، ويقدرون عدد الخلايا الموجودة في جسم الإنسان بآلف مليار خلية.
أما النواة nucleus فهي الجزء المركزي الموجب الشحنة من الذرة، والذي تدور حوله الإلكترونات ( الشحنات السالبة ) في مداراتها المستقلة. تشتمل النواة على كامل الكتلة الذرية تقريباً لكنها لا تشغل غير حيز صغير جداً من حجم الذّرة، وتتألف النواة من بروتونات ونيوترونات، ألا أن نواة الهيدروجين تتألف من بروتون واحد فقط.
أما الصبغيات أو الكروموسات chloromosomes: فهي تلك الجسيمات الخيطية التي توجد أزواجا في نواة الخلية الحيوانية أو النباتية، والكروموسات بالغة الأهمية لأنها تحمل المورثات أو الجينات genes التي تحدد الصفات الوراثية المميزة، وعددها ثابت في كل نوع من الأنواع ( species )، ففي خلية الإنسان 23 زوجاً منها، وفي خلية الحصان 30 زوجاً، وفي خلية الأضاليا 32 زوجاً.
أما المورثات أو الجينات (Genes ) فكل جينة جزء من الكروموسوم يحدد الصفات الوراثية المميزة في الحيوانات والنباتات. ومن الصفات التي تتحكم فيها الجينات الحجم والوزن واللون ( كلون العينين مثلاً )، ولا يرى العلماء حتمية أن تكون الجينات جميعها في الكروموسات فقط، بل يقولون أنّ لديهم تثبت وجود بعضها في الحشوة أيضاً، وعلى كل حال فالجينات تتألف في المقام الأول من حمض نووي يدعى (د.ن.أ. ) أي (حامض ديوكسي ريبونيو كلييك) Deoxyribonucleic acid ( D.N.A.) وهو حمض نووي يتواجد في نوى الخلايا خاصة وتتألف منه الجينات أو المورثات، وهذا الحمض يتحكم تحكماً كبيراً في عمليات الوراثة، وقد حدد العالم الحيوي الكيميائي البريطاني ( فرنسيس كريك Crick ) طبيعة البيئة الجزئية ( molecular ) بِ ( D.N.A.) فاعتُبر هذا التحديد أعظم كشف بيولوجي وفق إليه العلماء خلال هذا القرن. ن. اعتبر العلماء ( حمض الريبونيوكلييك ) المعروف بِ ( ر. ن . أ) ( RNA ) ( Ribonucleic acid ) بأنه الحمض النووي الوثيق الصلة بِ (DNA) وأن (RNA) له أثر كبير في السيطرة على النشاطات الكيميائية .
(3) المرجع ، صفحة (41) والرجوع أيضاً إلى شجرة الأحياء المثبتة بعد هذا الفصل، وجدول تطور الأحياء الوارد في الفصل التاسع من الكتاب.
.................................................. .................................................. ....
منقول من : موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي ، الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر.
.................................................. .................................................. ....

يتبع إن شاء الله.........

الجاحـظ
03-09-2006, 08:27 PM
أما النواة nucleus فهي الجزء المركزي الموجب الشحنة من الذرة، والذي تدور حوله الإلكترونات ( الشحنات السالبة ) في مداراتها المستقلة. تشتمل النواة على كامل الكتلة الذرية تقريباً لكنها لا تشغل غير حيز صغير جداً من حجم الذّرة، وتتألف النواة من بروتونات ونيوترونات، ألا أن نواة الهيدروجين تتألف من بروتون واحد فقط


:eek:

حازم
03-09-2006, 11:07 PM
ليتك اخى الجاحظ تبين موضع الاستشكال فى الاقتباس ليجيبك عليه الاستاذ حاتم الشرباتى فهو متابع للمنتدى ولهذا الموضوع

الجاحـظ
03-10-2006, 08:49 AM
ليتك اخى الجاحظ تبين موضع الاستشكال فى الاقتباس ليجيبك عليه الاستاذ حاتم الشرباتى فهو متابع للمنتدى ولهذا الموضوع
هذا وصف النواة الذرية وليست نواة الخلية البيولوجية.. لا يوجد خطأ في التفاصيل بل في الموضوع..

حاتم ناصر الشرباتي
03-25-2006, 08:34 AM
ليتك اخى الجاحظ تبين موضع الاستشكال فى الاقتباس ليجيبك عليه الاستاذ حاتم الشرباتى فهو متابع للمنتدى ولهذا الموضوع

بارك الله في الأخ حازم وأثابه الله كل خير

ويمكنك نقل كتاب ( موسوعة الخلق والنشوء )، وأي كتاب من كتبي من خلال الموقع الشخصي:

http://sharabati.tripod.com/main.htm

أو من خلال : مكتبة العقاب


http://www.alokab.com/almaktaba/index.php?action=file&id=524

مرة أخرى: بارك الله في الأخ حازم ، وجعله الله في ميزان حسناتك

حاتم ناصر الشرباتي
03-30-2006, 06:50 PM
بالتحليل لما سبق بالنسبة لنظرية دارون وبشكل عام لتفسير ظاهرة الحياة على وجه الأرض

هنالك ثلاثة احتمالات لا رابع لها

إما أن تكون المخلوقات مخلوقة لخالق أو أن الكائنات الحية أصبحت حية صدفة بحسب نظريات التطور

الأول: أن تكون الحياة نشأت على الأرض جراء تفاعل حصل بمحض الصدفة نشأت عنه الخلية الأولى ومنها نشأت الخلايا اللاحقة وبدأت تنتقل من مرحلة لمرحلة ومن طور لطور بناء على ما يسمى بالطفرة، فتنتقل الدودة مثلا بالطفرة إلى سلحفاة ومنها إلى أفعى ومنها إلى تمساح وهكذا

الثاني: أن تكون الحياة بدأت لكل نوع من الأنواع ابتداء صدفة لا عن طريق التطور والطفرات بل ابتداء أن يوجد على الأرض جنس الانسان من غير تطور ولكن صدفة لأن القول بغير الصدفة يعني القول أن الخلق لخالق إذ لا ثالث لهذين الاحتمالين

وهذا القول منقوض إذ أن العقل يحيل قيام الصدفة لخلية واحدة فكيف بكل هذه الأنواع العديدة أن تحدث الحياة لكل واحد منها صدفة

كما أننا بحاجة لصدفتين: إحداهما ينشأ عنها مذكر والثاني مؤنث، وهذا مستحيل وسيتأكد ذلك بعد قليل ان شاء الله

والثالث أن تكون الحياة من صنع الخالق وكل كائن حي خلق ابتداء من قبل هذا الخالق

لنرجع قليلا للوراء ونحلل تكذيب الاحتمال الأول والثاني لنثبت صدق الثالث:

قلنا أن الحياة نشأت على الأرض بعد أن أصبحت الأرض صالحة لقيام مثل هذه الحياة عليها

لا قيام للحياة بلا ماء، وبالتالي فطالما أن حرارة الأرض تفوق المائة درجة مئوية فالمياه متبخرة ولا إمكانية للحياة

لن نعول كثيرا على حكاية الماء،

لكننا سنفرض أن الحياة التي نشأت منذ ثلاثة مليارات من الأعوام، بدأت بالخلية التي نشأت صدفة

لكننا نشاهد بالحس ان أي جنس على سطح الأرض، من نبات أو حيوان أو بشر لا يمكن أن يستمر في الحياة إلا بالتكاثر الذي يحفظ النوع، أي لا بد من ذكر وأنثى

الخلية الأولى االتي بدأت منها الحياة والتي نشأت صدفة لا بد أن تحتاج لأنثى من نفس النوع لتستمر الحياة على الأرض

فنحن لسنا بحاجة لصدفة واحدة حتى تبدأ الحياة بل لا بد من صدفتين الأولى أن الخلية الأولى نشأت مذكرة والثانية نشأت مؤنثة

والصدفة الثالثة المستحيلة أن تكون الخلية الأولى والثانية قد تقابلتا لتتزاوجا وتستمر الحياة من ذلك

فلا بد إذن أن تكوت الحياة نشأت في نفس السنتمتر المربع من الكرة الأرضية لتستطيع الخلية الأولى التزاوج مع الثانية

وإلا لو نشأت الخلية الأولى في المكسيك والثانية في الهند لما استطاعتا التزاوج وبالتالي لما استمرت الحياة

لننتقل خطوة للأمام ولنفرض أن الصدفة حصلت

حتى تنتقل الخلية إلى الطور الأعلى منه لا بد من حدوث الطفرة

لكننا بحاجة لطفرتين

طفرة تنتج الكائن الأعلى الذكر والثانية لتنتج الكائن الأعلى المؤنث

والصدفة الثالثة أن يكون وجود الطفرتين في مكان قريب لتستطيع تلك الكائنات من الالتقاء للتزاوج وليستمر النوع الجديد

مثال لتقريب الفكرة

هب أن القردة تطورت وحصلت الطفرة لينتج الانسان

نحن لسنا بحاجة فقط لذكر حتى يأتي نوع الانسان

بل نحن بحاجة لذكر وأنثى

ولأن تكون الطفرتان قد حدثتا في مكانين قريبين بحيث يسهل على الذكر أن يقابل الأنثى ليتزاوجا ويستمر النوع

ونحن بحاجة لأن توجد الانثى والذكر في نفس الفترة الزمنية التي يعيشها الانسان عادة

أي أن تحدث الطفرتان في خلال مائة عام مثلا، لأن الانسان يعيش في المتوسط مائة عام ( فرضا ) وبالتالي فلا بد أن تحدث كل هذه الأمور صدفة في نفس الوقت

طفرة مذكرة

طفرة مؤنثة

نفس الفترة الزمنية

في مكان متقارب ليحصل اللقاء

فلئن كان هذا ممكنا لنوع من الأنواع مثلا كالانسان فكيف لنا أن نصدق بحدوث كل هذه الطفرات بهذه الشروط الأربعة : الجنس: ذكر وأنثى، المكان المتقارب والزمان الواحد، حتى يستمر النوع لمليارات الكائنات الحية التي في كوكب الأرض؟

مليارات الكائنات الحية المتعددة الأنواع كلها كيف يمكن لنا أن نقول أنها تطورت عن بعضها البعض صدفة في ضمن نظام الطفرة الذي يحصل مرة كل مائة ألف سنة ، فكيف لنا أن نصدق أن طفرة تحدث كل مائة ألف سنة تحدث صدفة لنفس النوع الجديد ومذكر ومؤنث وفي ضمن مكان وزمان محدد؟

خذ الذبابة على سبيل المثال

تعيش في المتوسط خمسة أيام

إذن نحن بحاجة لطفرتبن ( تحصل الواحدة منهما في العادة مرة كل مائة ألف سنة ) تحصل الطفرتان في خلال خمسة أيام، وإحداهما مذكر والثانية مؤنث وفي نفس المنطقة القريبة!!

هل تريد لنا أن نصدق كل هذا

بعض الكائنات الحية حياتها بالغة القصر

والمشكلة أنه المفروض أن كل الكائنات الأرقى انحدرت من هذه الكائنات الأحقر، فالانسان يعود بعد سلاسل طويلة إلى الهسهسة التي تعمر أياما قليلا

فلو لم تحصل هذه الصدف التي يستحيل عقلا تصديقها لما استمرت الحياة لتبلغ الانسان

وكل هذا في غضون مليارات ثلاثة فقط من السنين؟

انا شخصيا أرحم لعقلي مليارات المرات أن يقر بأن الخلق مخلوق لخالق على أن يصدق بكل هذه المصادفات وكل هذه النظريات التي لا ترقى لمستوى البحث

اللهم تجاوز عن سيئات البطن الذي حمله تسعاً

ABC



--------------------

حاتم ناصر الشرباتي
03-30-2006, 06:58 PM
الخلق والنشوء
بين ضلال النظريات
وحقائق الإسلام
***

داروين ونظريته حول خلق الإنسان[2 ]


أما الأحياء التي نشأت بعد ذلك فجميعها من ذوات الفقارVertebrata وبذلك تكون الأحياء قد انقسمت إلى قسمين هما :

[1] الفقاريات [ ذوات الفقار ] Vertebrata
[2] اللافقاريات [ معدومة الفقار ] Invertebrates

ظهر بعد ذلك أسماك متطورة تستطيع أن تعيش في الطين اللازب إذا ما غاص الماء في فصول الجفاف، وبدلاً من أن تتنفس بخياشيمها كبقية الأسماك فقد نشأ لها مع هذا التطور جهاز آخر هو عبارة عن رئات أولية تحولت عن مثانة السّبح (العوامة) فتدرعت بجهازين للتنفس وسميت تلك الأسماك "الأسماك ذات التّنفسـين Diploids".

ومن ذوات التّنفسين تنشأت "البرمائيات Amphibians" وهي الكائنات البرية المائية مثل الضفادع Frogs وأمثالها، وتلك الكائنات البرية المائية تستطيع العيش على سطح اليابسة تماماً كما تستطيع العيش في الماء.

ومن البرمائيات تنشأت "الزواحف Reptiles" أمثال: التماسيح Crocodiles والعظايا Lizards والحيّات Ophidians. ومن فرع الزّواحف تنشأت "الطيور Birds".

ومن الزواحف تنشأت أيضاً "الثدييات – ذوات الثدي – Mammilla " التي تغذي صغارها بالحليب (اللبن) لـــذا سموها نسبة للحليب "اللبونات Mammals" ثمَّ استعيض عن هذا الإسم بآخر هو "الثدييات ذات البيوضEgg-laying Mammals"ومن الثدييات ذات البيوض تنشأت "الجلبانيات ذوات الكيس Pouched animals" مثل الكنغر Kangaroo وغيره.



أمّا الجلبانيات فقد تفرع منها شُعَب متفرقة من الأحياء أهمها من وجهة النّظر البشرية " الصّعابير أو الليامير Lemurs " ومن تلك الصّعابير تنشأت:

1. السّـعادين
[ ذوات الذيول ]
Tailed Monkeys
2. القردة
[ فاقدة الذيول ]
Tailless Apes

ومن نوع ما من الصّعابير نشأ "الإنسانMan ". أمّــــا من أيٍ من الشعوب العديدة التي تنشأت عن الصعابير تنشأ الإنسان بالتأكيد فأمر لا زال محوطاً بالشَّك عند داروين وزمرته من علماء التّطور ومن واضعي نظريات النّشوء والارتقاء عموماً!!! ولكن الرّاجح عندهم أنّ سلفاً من الأسلاف البشريّة المشـابهة للإنسان[1 ] والأرطان Orangutan[ 2] والجبن[3 ]. ثمَّ جاء "الإنسان Man ".[ 4]

ويتقول بعضهم أنّ "الإنسان القردApe-man" وهو أحد الرّئيسات Primates المنقرضة يُعتبر حلقة متوسطة بين القردة العليا والإنسان الحديث. ويظهر من نظرياتهم أنّه من الصّعابير جاء "السّـغلDystrophy " وهو حيوان صغير من الرّئيسات في دماغه تلك البلديات التي على غرارها تشكل الدماغ البشري، ومما يذهب إليه بعضهم أنّ السغل قد يكون الأصل الذي نشأ منه الإنسان[5 ] !!!.




.................................................. .................................................. .................................................. .............
[1] القردة الشبيهة بالإنسان ( أشباه الإنسان ) anthropoid apes: مجموعة من الرئيسات العليا تشمل الغوريلا الشمبانزي وإنسان الغاب والجبّون، وهي قردة لا أذناب لها قادرة على السّير منتصبة القامة وبارعة في التّسلق.
[2] الأرطان هو إنسان الغاب أو الاورانغوتان Orangutan وأحد " القردة الشبيهة بالإنسان ". موطنه الغابات السبخة في بعض مناطق بورينو وسومطره. يبلغ ارتفاع الذّكر البالغ منه 137 سنتيمتراً ويبلغ وزنه نحو 75 كيلو غراماً وهو ذو ذراعين مديدتين تكادان تبلغان الأرض حين يقف منتصباً ورجلين قصيرتين نسبياً وآذنين صغيرتين وشعر بني محمر. وإنسان الغاب شجري العادات يقتات بالثمار في المحل الأول.
[3] الجبن: نوع من القردة من مجموعة أشباه الإنسان.
[4] المرجع. صفحة ( 44 ) بتصرف
5] المرجع. صفحة ( 44 ) بتصرف
.................................................. .................................................. .................................................. .................
منقول من : موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي ، الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر............................................... .................................................. .................................................. .....................

يتبع إن شاء الله.........

أكمل أخي حازم أثابك الله

حاتم ناصر الشرباتي
04-16-2006, 05:05 PM
الخلق والنشوء
بين ضلال النظريات
وحقائق الإسلام
***

داروين ونظريته حول خلق الإنسان[3 ]



ويجذم القائلون بنظرية داروين أنّهُ بالتّطور قد وُجدَت جميع الكائنات
الحيّة، فخَرَجَ بعضها من بعض على طول الأحقاب الجيولوجيّة. ومما يتقوّلُ به علماء الفلك والجيولوجيا بأنّ الزّمن الذي انقضى منذ انفصال الأرض من السّديم الأصلي 2] حتى ظهور الإنسان يتراوح بين ثلاثة آلاف مليون سنة وبين خمسة عشر ألف مليون سنة، أي أنّ الفرق بين تقدير العلماء في قياس ذلك الزّمن يبلغ اثنى عشر ألف مليون سنة فقط[ 1]!!!.

كان هذا تلخيصاً شاملاً لتسلسل الحياة بدءاً بالجبلة الأولى مروراً بالديدان والحشرات والبهائم والقرود وصولاً بالإنسان، كما يفترض ذلك داروين في نظريته، فهو يرى أنّه بالتطور وُجِدَت جميع الكائنات الحيّة إلى أن ظهر الإنسان، أمّا من أي القرود تنشأ الإنسان بالتأكيد – ذوات الذيول أم فاقدتها – فأمر لا يزال محوطاً بالشَّك لديهم!!! ولكن الراجح لديهم أنّ سلفاً من الأسلاف البشرية المشابهة للإنسان قد تطور عنه بالتأكيد الغوريلا والشمبانزي والأرطان ، ومن ثمَّ جاء بعدهم الإنسان ومن أحدهم.


إنّ هذا التسلسل العجيب للحياة وتطورها قد رُسِمَ فيما أسموه "شـجرة الأحياء" نثبتها كما وردت – وبتصرف - في كتاب داروين "أصل الأنواع"[ 3] مع ملاحظتين:

[1] رسمت شجرة الحياة من أسفل إلى أعلى وليس العكس، بناء على نظرية داروين "البقاء للأصلح" لذا فتقرأ من أسفل إلى أعلى وليس العكس.

[2] يؤكد داروين صحّة ما ورد في نظريته حول الأصول الأولى للأحياء المتناهية والموغلة في القِدَم، في حين لا يستطيع التأكد من الأصول القريبة نوعاً، فالإنسان نشأ من الصعابير التي أنتجت القرود والسّعادين، وبالتأكيد فالإنسان قد نشأ من أحدهم، أمّا أيهم بالتأكيد على وجه التحديد؟ فلا يستطيع التأكيد!!!.

نشـــــأة الحيـــــــاة

تسرد كيفية نشأة الحياة دورية " عالم الفكر [4 ] كالتالي :
(وكيفية ظهور الحياة ما زالت موضع دراسة وإن كانت الأبحاث الحديثة في الكيمياء الحيوية Biochemistry وعلم الخلية Cytology والفيروسـاتViruses قد ألقت بعض الضوء على هذه المشكلة، ولكن العلماء لم يصلوا بعد إلى حل لهذا السّر وربما لن يصلوا إليه إلى الأبد، وأقدم نظرية تفسّر نشـأة الحياة هي: "نظرية النّشوء الذّاتي أو التلقائي Spontaneous Generation" ، وتبعاً لهذه النظرية تنشأ الأنواع المختلفة من الحياة حتى المعقدة منها تلقائياً من مواد غير حيّة، فمثلاً كان الفيلسوف الإغريقي الشهير"أرسطوAristole " يعتقد أن البعوض والبراغيث نشأت من المواد المتحللة، ولكن تمكن الطبيب الإيطالي "ريدي Redi" في القرن السابع عشر والقسيس الإيطالي "سبالانزاني Spallanzani" في القرن الثامن عشر من إثبات خطأ هذه النظرية، ولكن بعد اكتشاف البكتيريا Bacteria ظلَّ العلماء يؤمنون بإمكانية نشوء هذه الكائنات الدّقيقة جداً تلقائياً من أي وسط عضويOriganic medium حتّى تمكن العالم البكتريولوجي الفرنسي الشهير "باستير Pasteur" من إثبات خطأ هذا الرّأي بالتجربة.

والنّظرية الثانية هي " النظريّة الكونيّة Cosmozoic theory" التي تنادي بأنّ البذور أو الجراثيمApores الأولى للحياة وصلت إلى كوكبنا بطريقة ما من مكان آخر في الكـون. ولكنَّ هذه النّظرية غير مقنعة لسببين: الأوّل أنها لا تفـسر



كيفية نشوء الحياة على الإطلاق تغير منشأها من الأرض إلى مكان بعيد وغير محدد من الكون، والسبب الثاني أنّ الجفاف الشديد والبرد القارس والإشعاع القوي الذي يتميز به الفضاء فيما بين الكواكب المختلفة لا يسمح إطلاقاً لبذور الحياة بأن تمر من كوكب إلى آخر.)[5 ]

أمّا الآراء الحديثة لعلماء التّطور في كيفية نشوء الحياة وشرحها فهي معقدة وملخصها أنَّ حالة البحار البدائيّة من حيث درجة الحرارة والإشعاع والتركيب الكيميائي شجعت على تكوين وبقاء عدد كبير جداً من مركبات الكربونCarbon المختلفة، ثم بواسطة عدد لا يحصى من اتحادات هذه المركبات بعضها ببعض تكونت أجزاء فيزيائية كيماوية Physic-chemical لها طبيعة ثابتة نسبياً وتتميز بالصفات الأساسيّة للحياة معتقدين أنّ هذه الكائنات البدائيّة أو الأوليّة Proto-organisms كانت تشبه في أول مراحلها الجينGene الحامل للصفات الوراثية، بينما يؤكد علماء آخرون مقارنتها بالفيروس Virus يعيش عيشة حرّة، إنما هم متفقون أنّ أول الأشياء التي ظهرت على الأرض لم تظهر بصفة خلايا إنما بصورة أشياء هي أبسط من الخلايا بكثير يمكن تسميتها جزيئيات حيّة Living molecules، وأنّ الوقت الذي تحولت فيه تلك الجزيئيات الحيّة إلى مرحلة الخلية الواحدة مثل حيوان الأميبا Amoeba هو وقت طويل جداً نسبياً.[6 ]






.................................................. .................................................. .................................................. .............
[1] السّديم – الغيمة السديمية nebula) ): كتلة سحابية الشكل من غاز أو غبار أو كليهما معاً تكون في الفضاء الواقع بين النجوم وتتوهج بفعل أشعة النجوم المجاورة المنعكسة عليها.
الفرضية السديمية ( nebular hypothels ): نظرية وضعها الرياضي الفرنسي لابلاس عام ( 1796 ). تقول بأنّ الشمس نشأت عن سديم غازي ضخم ساخن دوّار، بَرَدَ شيئاً فشيئاً ةتقلّص متخذاً شكل كُرة. ولقد كان من نتائج هذا التقلص أن انفصلت عن الشمس حَلقاتٌ عازية ما لبثت أن تقلصت بدَورها وشكلت الكواكب السّيارة، وهكذا نشأ النظام الشمسي. وقد أخذ علماء الفلك بهذه الفرضية طوال القرن التاسع عشر، حيث أهملت بعد التحول عنها واستبعادها.
وفي نهاية القرن التاسع عشر أخذ العلماء بفرضية جديدة بدلها هي الفرضية الكويكبية Planetesimal hypothesis وهي فرضية طلع بها العالمان الأميركيان توماس تشمبرلين وفورست مولتون، عام ( 1906 ) لتفسير نشوء الكواكب السيارة. وهي تقول إنّ الشمس لم يكن لها في الماضي السحيق كواكب سيارة تدور حولها، وأنّ كتلاً ضخمة من المادة فُصلت عنها بفعل جاذبية نجم أكبر منها، وان هذه الكتل التي تسمى الكويكبات اتخذت لها مدرات اهليجية حول الشمس ثم اتحدت لتشكل ما يُعرف بالكواكب السيارة.
[2] المرجع. صفحة ( 41 ).
[3] المرجع. صفحة ( 41 ).
[4] دورية ( عالم الفكر )، العدد الربع ، المجلد الثالث، صفحة (15)
[5] المصدر السابق
[6] المصدر السابق، صفحة ( 15-16)

.................................................. .................................................. .................................................. .................
منقول من : موسوعة الخلق والنشوء
حاتم ناصر الشرباتي
الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة.مصر
www.sharabati.org
.................................................. .................................................. .................................................. ..................

يتبع إن شاء الله.........

حاتم ناصر الشرباتي
04-21-2006, 11:01 AM
تطـــور الإنســـــان



يتضمن سجل تطور الجنس البشري مجموعة من الأشكال اقتربت تدريجياً من هيئة الإنسان الحالي، ويمكن اعتبار إنسان جنوب أفريقيا القرد Australopithecus africanus أول نوع مشابه حقيقة للإنسان، ولقد عاش هذا النوع منذ حوالي مليون سنة وكان قصيراً نسبياً وبه شَبَه بالقرد الكبير من حيث شكل وصفات الجسم.

ولقد اكتشفت عدة حفريات من هذا النوع في أفريقيا بواسطة العالم "دارت Dart". ويعتقد الآن معظم العلماء أنَّ هذا النوع يتميز بصفات عائلة الإنسان وعائلة القرود وبذلك لا يمكن اعتباره قرداً أو إنساناً، وكان حجم مخه يساوي تقريباً نصف حجم مخ الإنسان الحالي، وكان يستطيع أن يصطاد الحيوانات ليأكلها بواسطة أسلحة حجرية.

أما النوع الذي يعتبر فعلاً إنساناً فيسمى "إنسـان كرومانيونCro-Magnon" الذي عاش 32000 سنة إلى 15000 سنة، ولقد كان هذا النوع طويلاً ومنتصب القامة والطّبع ذكياً نسـبياً. ولقد اكتشفت حفريات هذا النوع في كهوف بوسط فرنسـا، ولاحظ العلماء في هذه الكهوف وجود بقايا حضارة على هيئة أسلحة وعاج منحوت، بل أن هذا النوع كان يتمتع ببعض الموهبة الفنيّة لوجود رسومات وصور زيتية لحيوانات – انقرض معظمها الآن – على جدران الكهوف التي عاش فيها هذا النوع.

ولقد اكتشف علماء الحفريات عدداً من الأنواع المتوسطة بين الرّجل القرد الأفريقي وإنسان كرومانيون أذكر منها الأنواع التالية :

الإنسان القرد الجاوي :
نسبة لجزيرة جاوه بإندونيسيا [ Java ape man ]
إنســـان بكيــن :
الذي اكتشفت بقاياه بالصين [ Pecking man ]
إنســـان هايدلبرج :
الذي اكتشفت حفرياته في ألمانيا [ Heidelberg man ]
إنســـان نياندرثال :
الذي اكتشف في وادي نياندرتال بألمانيا [ Neanderthal ]


وما زالت الاكتشافات بخصوص هذا الموضوع تتوالى حتى وقتنا الحاضر
أما الإنسان الحديث فيسمى "الإنسان العاقل Homo Sapiens"، وقد بدأ ظهوره منذ حوالي 12000 سنـة فقط والتغيرات التي أدت إلى تكوينه كانت عقليــّة أكثر منها جسمانيّة وبمعنى آخر أدّت العمليات التّطورية – بإرادة الله سبحانه وتعالى – إلى زيادة قوّة العقل وليست قوّة البدن، ولقد مكَّنَ ذكاء الإنسان من أن يكيّف نفسه حسب البيئة ويتحكم فيها وبذلك أصبح الإنسان الحيوان السّائد فوق الأرض في العصر الحديث.

أما أول مكان ظهر فيه الإنسان الحديث فلا نستطيع تحديده حتى الآن، فبعض العلماء يعتقدون أنه ظهر أولاً في آسيا وبعضهم يقول أنها أفريقيا، وعلماء التّطور لا يقولون أنَّ الإنسان انحدر من القرد كما يعتقد العامّة من النّاس وإنما يعتقدون أنّ الإنسان والقرد كان لهما سّلَفٌ مشترك.



وفي بداية هذا الشهر[ 2] أذاعت وكالات الأنباء ملخصاً لاكتشاف هام قام به "الدكتور ريتشارد ليكي" مدير المتحف الوطني في كينيا، فقد أعلن هذا العالم – في تقرير قدّمه إلى الجمعيّة الجغرافيّة الوطنيّة في واشنطون – أنّه اكتشف في جبل حجري بصحراء تقع شرق بحيرة رودلف في كينيا بقايا جمجمة وساق يرجع تاريخها إلى مليونين ونصف مليون عام، ولذلك تعتبر هذه البقايا أقدم أثر للإنسان الأول لأنها تمتد في قِدَمِها مليوناً ونصف مليون عام من أقدم أثر أمكن الحصول عليه حتى الآن.[3 ] وأكَّدَ ليكي أنّه بالرغم من أنّ هذه الجمجمة لا تشبه جماجم الإنسان الحديث ألا أنها تختلف كذلك عن جميع أشكال الجماجم التي عُثِرَ عليها للإنسان الأّول، والاكتشاف الجديد يبين أنّ المخلوق الإنساني المنتصب ذا الساقين لم يتطور عن المخلوق البدائي الذي يشبه القرد بل كان يعاصره منذ حوالي مليونين ونصف مليون عام، وذكرت الجمعيّة الجغرافيّة الأمريكيّة في تعليق لها أنّ نظرية هذا العالم تقوم على أساس أنّ الرجل القرد الأفريقي (وكان أساساً من أكلة النباتات) قد وصل إلى مرحلة تطورية مسدودة بينما استطاع الإنسان (الذي استخدم اللحم في غذائه) أن يبقى على قيد الحياة، ولـــذا اختتم ليكي تقريره قائلاً أنّ اكتشافه يمكن أن يقلب النظريات القائمة بشأن كيف ومتى تطور الإنسان عن أجداده فيما قبل التّاريخ.[4 ]


<div align="center">الفصل الثامن
كيف نشأ الإنسان

كيف نشــأ الإنســـــان[5 ] </div>


إنَّ ذلك لا يزال موضع شكٍّ عند داروين وأمثاله، ولكنَّ نظرتهم أنَّ أوالي البشر لم يكونوا على صورة الإنسـان الحالي بل كانوا أكثر مشابهة للقردة العليا كالغوريلا والشمبانزي والأرطان منهم إلى الإنسان الحالي، ومن أجل انهم أول ما عاشوا في الكهوف والمغاور وقد اغتذوا بالجذور والدَّرنات والجوز، واتخذوا من أدوات الدّفاع عن النّفس عصياً وأحجاراً صنعوها خبط عشواء. غير أنهم اصطنعوا بعد ذلك أدوات من الصوان جلبوها بالنحت - لتتفق مع أغراضهم - وتركوها غير مصقولة.

واستمر الإنسان يستعمل تلك الأدوات الحجرية الغشيمة أزماناً طويلة، ولكن بمرور الزَّمن اكتسب قدرة على تحسين الصناعة، فأخذت أدواته ترتقي متدرجة مع تدرجه في سلم الارتقاء والتطور العضوي والذهني، وفي زمن ما عرف كيف يستعمل النّار أول ما رأى ناراً مشتعلة بسبب انقضاض صاعقة على الهشيم الجاف فاشتعلت ومضى محتفظاً بها يزكيها كلما كادت تخبو، ولكنه اهتدى بالصدفة بعد ذلك إلى الطَّريقة التي يوَلِّد بها النّار، وهي نفس الطَّريقة التي لا زال البدائيون يستعملونها إلى يومنا هذا. وقد كان لاستطاعته توليد النار أثر تطوري انقلابي في حياة الإنسان، حتى أنّه قد ألفت فيها الكثير من الحكايات والأساطير.

لما استطاع الإنسان أن يحسّن من أدواته خرج للصّيد وطبخ لحم الحيوان بعد أن كان مقتصراً على الجذور والدّرنات والجوز، واتخذ من جلد الحيوان كساءاً. وكـان إنسـان الكهوف فناناً بطبعه فَخَلَّفَ آثاره الفنيّة منقوشةً على العاج والعظام


والأحجار وغيرها، أو صَوَّرَها خطوطاً وتلويناً على جوانب الكهوف التي عاش فيها.

بعد ستمائة ألف من السنين خطا الإنسان خطوة أخرى نحو التّقدم والارتقاء. على أنّ تقدير الأطوار النُشوئية التي تعاقبت على الإنسان بالسنين هو أمر ظني تقريبي صرف، وكلما تقدمت البحوث العلمية وكشوفات علماء الآثار والأحافير ردت الإنسان إلى عهد أبعد وأعرق موغل في القِدَم.

كذلك تدرجت لديه القُدرَة على الكلام في مراحل لاحقة من التّطور استطاع أن ينقل إلى نسله عاداته الكلامية. ولما بلغ تلك الدَّرَجَةَ من القدرة على النُطق أصبح وجوده أثبت وعيشه أيسر مما كان في العهود السّابقة، غير أنّ أدواته كانت مصنوعة من الصّوان وغيره من الحجارة الصّلبة، بعد أن اتخذت صورة جديدة فصارت حديدة السنان ملساء الأسطح بعد أن صقلها وهذّبها واهتم بحسن مظهرها، واخترع القوس والسهام والصنانير والكلاليب التي اتخذها من قرون الأيائل. ونسج الملابس وصنع الفخار وزرع بعض أصناف الحنطة، كذلك فقد آلَفَ الكلب فكان لايلافه أثر بعيد في حياته وأسلوبها إذ اصبح له صديقاً ورفيقاً استعان به على الصيد ورَدِ عادية الذئاب والوحوش المهاجمة والتي كانت أعدى وألد وأضرى أعدائه في حياته البدائية.

وبالتأكيد أن الإنسان قد آلف أنواعاً من الذئاب والوحوش في بداية الأمر انحدرت منها بطريق التطور جميع سلالات الكلاب التي نعرفها اليوم، فذئب جريح فاقد الحيلة والقدرة قد يرتد بالتأليف والتعليم والتدريب أليفاً بعد أن يعنى به ويتعهد ويساس من قبل إنسان بدائي يضمد جراحه ويعوله ويتعهده فيصبح النواة الأولى في تأليف أترابه من بني جلدته وعقيب ذلك اهتدى الإنسان إلى طريقة إيلاف الحصان والحمار ومن ثمَّ الجمال والقطط، فأضاف إلى قدراته في المسيرة التربوية قدرات أخرى ساعدته في أساليب الحياة والتغلب على الصعاب.



ويؤكد العلماء أنَّ الإنسان منذ أن عمَّرَ هذه الأرض قد ترك آثاره المتحجرة في الطبقات الجيولوجية فلقد عثر العلماء على جماجم مطمورة في رواسب الكهوف والمغاور، وعلى عظام أخرى من الهيكل العظمي في رواسب الأنهار القديمة وفي المحاجر، ومن هذه الصور الأثرية استطاعوا أن يؤلفوا فكرة عن الصور التي لابست الإنسان في مراحل تطوره في تلك العصور الغابرة.

بجوار تلك العظام التي خلفها الإنسان من هيكله العظمي – وهي قلية لأنها سريعة العطب والانحلال – فقد خَلَفَ الإنسان أدواته التي استعملها كالحراب والمدى والمطارق والإبر والكلاليب والسهام وغيرها... وهي في الأكثر مصنوعة من الصوان أو غيره من المواد الصلبة، وقد مضى على الإنسان زمن طويل وهو يستعمل تلك الآلات الحجرية قبل أن يهتدي إلى المعادن، ومن دراسة تلك الأدوات فقد بنى علماء التطور نظرياتهم المختلفة حول التّطور والعصور البشرية ونمط حياة الإنسان ونهضته ورقيه والأزمان والفترات التي مَرَّ بها.

كان هذا هو ملخص لما ورد في كاتب داروين " اًصل الأنواع " في موضوع نشوء الإنسان . وهو ما يجمع عليه كافة التطوريين بالتركيز على الربط بين الأدوات المستعملة وبين نهضة الإنسان ورقيه وحضارته وأسلوب تفكيره . المطابق للفكرة الأساسية التي تبنتها الشيوعيــة بأن المادة هي أصل الموجودات وأن التّطور المادي تبعاً لوسائل الإنتاج هو المحرك الفعلي والوحيد للمجتمع وعلاقاته جميعاً ، واعتبار فكر الإنسان ووجة نظره نابعة وموجهـة مـن الأدوات التي يستعملهـا، وتدوينهم تاريخ نشأته وحضارته بالمصدر الوحيد المعتمد لديهم لذلك وهو ما يكتشفونه في المغاور والكهوف من أدوات استعملها في الحقبات التاريخية المنصرمة .



.................................................. .................................................. .................................................. .............
[1] جميع هذا البحث منقول عن مقال الدكتور علم الدين كمال، الأستاذ بكلية العلوم في جامعة القاهره، الوارد في دورية " عالم الفكر "، العدد الرابع،المجلد الثالث،الصفحات:(32-34)
[2] نوفمبر عام 1972
[3] ( الرجل الأفريقي الذي عاش منذ مليون عام ).
[4]الدكتور علم الدين كمال، الأستاذ بكلية العلوم في جامعة القاهره، الوارد في دورية " عالم الفكر "، العدد الرابع،المجلد الثالث،الصفحات:(32-34)
[5] المرجع، صفحة:(45-47) بتصرف، ومصادر أخرى.


.................................................. .................................................. .................................................. .................
.................................................. .................................................. .................................................. .................

<div align="center">أهم الأحداث الجيولوجية حتى ظهور الإنسان وسيادته</div>[1 ]

كان أهم الأحداث الجيولوجيَّة التي تعاقبت على مدى الدّهور والأزمنة ما يلي :

[1] في الدهر القبكمبري بعصريه : زحف الجليد على معظم القارات .

[2] في الدّهر القديم :
1. في العصر السيولوري: ظهور البحار الضحلة في أمريكا الشمالية.
2. في العصر الديفوني : ظهور جبال الالاباش .
3. في عصر المسسبي : البحار الضحلة تغمر مساحات واسعة من اليابسة.


[3] في الدّهر المتوسط :
1. في العصر البنسلفاني (الكربوني) :
زحف الجليد في معظم مناطق العالم ، ونشوء تشكيلات صخرية مشتمله على الفحم الحجري .
2. في العصر البيرمي : زحف الجليد وتشكل الصخور الرَّملية .
3. في العصر الترياسي : طقس دافئ شبه جاف .
4. في العصر الجراسي : دفء الطقس وظهور سلاسل الجبال .

[4] في العصر الحديث :
1. في العصر الكريتشي : ظهور الصخور .
2. في الدور الأيوسين : تقلب الطقس .
3. في دور الأوليغوسين : دفء الطقس .
4. في دور الميوسين : برودة الطقس وتكوين الهمالايا .
5. في دور البيوسين : كثرة الشلالات .
6. في دور البلوسيستين : امتداد الجليد وانحساره .
7. في الدور الحديث : ظهور القارات الحديثة .



<div align="center">أهم الأحداث البيولوجية حتى ظهور الإنسان وسيادته</div>[ 1]

أما أهم الأحداث البيولوجية فكانت :

[1] في الدهر القبكمبري :
1. العصر العتيق : الحفريات لهذا العصر قليلة جداً .
2. العصر الفجري : ظهور الحياة للمرة الأولى، لافقاريات رخوة ، طحالب

[2] في الدهر القديم :
1. في الدور الكامبري: تنوع الطحالب وانتشار اللافقاريات.
2. في الدور الأردفيشي : ظهور الأسـماك البدائية لأول مرة، سيادة اللافقاريات البحرية.
3. في العصر السيلوري: انتشار الأسماك ذوات الدروع، انتشار الحزازيات والنباتات الوعائية البذرية، ظهور بعض القشريات الكبرى والحيوانات البرية.
4. في العصر الديفوني: ظهور النباتات معراة البذور، ظهور البرمائيات، سيادة الأسماك.
5. في العصر المسسبي: سيادة السراخس والليكوبسيدات، انتشار أسماك القرش والبرمائيات.

[3] في الدهر المتوسط:
1. في العصر البنسلفاني: ظهور الزواحف البدائية والأشجار، سيادة البرمائيات في مستنقعات الفحم والغابات.
2. في العصر البيرمي: استبدال البرمائيات بالزواحف ، انتشار الحشرات.
3. في العصر الترياسي: ظهور الديناصورات البدائية والبرمائيات، سيادة الزواحف، ظهور الثدييات.

4. في العصر الجراسي: ظهور الطيور البدائية، تشعب الحشرات، انتشار الزواحف والامويتبيس، استمرار ظهور الثدييات البدائية.

[4] في الدهر الحديث:
1. في العصر الكريتشي: سيادة النباتات، ظهور أكثر النباتات المزهرة، انتشار الزواحف والأمويبتس، انقراض الديناصورات.
2. في دور البالوسين: ظهور الطيور الحديثة، تنوع الحيوانات ذات الحوافر، ظهور الثدييات المشيمية.
3. في دور الأيوسين: ظهور الثدييات الحديثة وانتشارها.
4. في دور الأوليغوسين: ظهور كثير من العائلات الحيوانية الحديثة، تطور سريع في الثدييات.
5. في دور الميوسين: ظهور الحيوانات التي تتغذى على الأعشاب، ظهور القردة البدائية والحيات والماشية.
6. في دور البيوسين: ظهور الحيوانات المفترسة الكبيرة، ظهور الكثير من الثدييات.
7. في دور البيلوستين: بدأ ظهور الإنسان الأول، انقراض عدد كبير من الثدييات الكبيرة.
8. أما أهم الأحداث البيولوجية في الدور الحديث فهو الإنسان والحيوانات العليا.






.................................................. .................................................. .................................................. .............
[1] هذا الفصل بالكامل منقول من كتاب ( البيولوجيا ) تأليف ريتشارد جولدزبي، الجزء الأول، وعن ( موسوعة المورد العربية )، منير البعلبكي، الجزأين الأول والثاني.




.................................................. .................................................. .................................................. .................
منقول من : موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي ، الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر
.................................................. .................................................. .................................................. ..................

يتبع إن شاء الله.........

حاتم ناصر الشرباتي
06-29-2006, 11:00 AM
عصور التقدم البشري الأولى[1 ]

بحسب تسلسل النظريات التطورية فالإنسان كان بدائياً "Primitive " ... بدائياً في تركيبه الحيواني، بدائياً في طريقة الإدراك والتمييز والتفكير، بدائياً في عدم استطاعته النطق والتعبير، بدائياً في كيفية استعمال الأدوات اللازمة، وبدائياً في أسلوب العيش.

لقد تدرج الإنسان في الارتقاء والتطور خلال مراحل متعدده "عصور Periods " أخذت أسماء أدواته التي كان يستعملها، لأنَّ تطوره يسير طبقاً لوسائل الإنتاج التي كان يستعملها، فتطوره مربوط ربطاً حتمياً ولازماً بتطور أدواته،[ 2] بتطور أدواته، وأول تلك العصور كان "العصر الحجري Stone age" وهو أقدم عصر من عصور الثقافة البشرية، ويقسمه العلماء إلى أربع فترات هي :

[1] العصر الحجري البدائي (الأيولتي = الظراني) Eolithic period وهو الفترة الأولى من العصر الحجري، يتميز باستخدام الإنسان الأدوات الحجرية البدائية إلى أبعد الحدود إذ كانت أدواته حجرية خشنة غير مهذبة، وقد عثر على مثال لها عالم إنجليزي اسمه "بنيامين هريسـون" في الحصى المتراكم في قيعان الأنهر القديمة في "كينت Kent "الواقعة في مقاطعة" "سسكس Sussex" في إنجلترا، وفي غيرها من البقاع.

[2] العصر الحجري القديم (الباليوليثي) Paleolithic period وهي الفترة الثانية من العصر الحجري، يتميز باستعمال الأدوات الحجرية الخشنة والمهذبة على نحو بدائي.

[3] العصر الحجري الوسيط (الميزوليثي) Mesolithic period وهي الفترة الثالثة من العصر الحجري، يتميز بظهور الكلب بوصفه أول حيوان أليف، وباستخدام القوس والنَّشاب والأدوات القاطعة ونشوء صناعة الفخار.

[4] العصر الحجري الحديث ( النيوليثي ) Neolithic period وهي الفترة الأخيرة من العصر الحجري، بدأ حوالي العام (2000 ق.م) في الشـَّرق الأوسـط، وبعد ذلك في أماكن أخرى، وهو يتميز باختراع الزراعة وبصنع الأدوات الحجرية المتطورة نسبياً.

على أنَّ تلك العصور لا يفصل بين العصر والعصر الآخر منها فواصل محددة متفق عليها زمنياً بل يتداخل بعضها ببعض، حيث عثر على أدوات من العصر الحجري البدائي في نفس المكان مع أدوات من العصر الحجري القديم، ومما يجزمون به ويؤكدونه أن العصر الحجري بأقسامه الأربعة قد سَبَقَهُ عصر أخر استعمل فيه الإنسان الأول العصي والحجارة الغشيمة[ 3] مما يقع عليه بصره خبط عشواء[4 ]. على أن تلك العصور لا تدل على عهود زمنية معينة أو محددة، إنما تدل علمياً على درجات ثقافية أستدل عليها بواسطة الآثار التي عُثِرَ عليها.

ولما اكتشف الإنسان المعادن تسارع ارتقاؤه مستعملاً " النحاس الأحمر Copper"، في أول الأمر، إلآ أنه أنِسَ فيه الطّراوة مما لا يتفق ومتطلباته فمزجه بالقصدير ليخرج منه سبيكة "البرونز Bronze"، ولما اهتدى إلى البرونز وضرب مسارعاً إلى التقدم بدخوله في مطاوي "العصر البرونزي Bronze age" حوالي العام (3500 ق.م) بدأ يعيش في جماعات أكبر من تلك التي كان يعيش فيها من قبل، وكان قبل ذلك وفي أواخر العصر الحجري الحديث قد ترك العيش في الكهوف ونزع إلى العيش في الأكواخ، وتجاورت الأكواخ فتألفت منها مجموعات لتصبح كل مجموعة منها "قرية Village"، وظلَّ الإنسان يعيش في مجموعات قروية أزماناً متطاولة أقيم بعضها على جوانب أطراف البحيرات طلباً للأمن، وقد سميت تلك القرى "المرابي البُحَيرية Lake villages" – أي قرى الجيران –

أما بحلول العصر البرونزي فقد تمادت بعض القرى في الكبر والنمو والتضخم فصارت "بلاداً Towns"، وكبرت البلاد لتصبح "مدائن Cites"، وكبرت المدائن أيضاً لتصبح "عواصم Capitals"، كما أن طبيعة العيش والتطور ومتطلبات الحياة المتطورة قد أحالت الأكواخ البسيطة إلى بيوت مضت في الاتساع والتّشكل حتى برزت تلك القصور العظيمة والبروج المطوحة التي تقع على أمثالها في حضارات مصر وأشور وأثينا ورومية.
ولما اكتشف الإنسان "الحديد Iron" انتقل إلى "عصر الحديد Iron age" حيث صهر الحديد واستخدمه بدلاً من البرونز في صنع الأدوات والأسلحة، وذلك لتوفره ولندرة البرونز حيث الثاني أصلد، وكان ذلك قبيل العام (1000 ق.م) في آسيا الغربية ومصر.
ولقد استغرق هذا التطور دهوراً تلو دهور، إذ أنه يتبع دائماً تطور المهارة والفراهة الهندسية والفكرة في تطويرات الحياة وزخارفها، ولما بلغت الجماعات القروية مبلغاً من الاتساع والكبر بدأ أفرادها يُغَيِرون نمط حياتهم فظهرت "الطبقات Classes"[ 5] لأول مرّة كالسـماك والقناص والمُحارب وجابل الصوان وغير ذلك، وكان أولئك – أصحاب الطبقات – الذين أقاموا العلاقات الاجتماعية[ ] والطبقات المدنية وما ترتب على ذلك من النظم التبادلية والتجارية، وكان ذلك أول نشوء الحضارات الكبرى في تاريخ البشر.[6 ]
ويتكهن علماء التطور المعاصرون بأنه إذا كان الإنسان خلال تلك العصور والأحقاب المنصرمة منذ ظهور الإنسان الحديث قد عمل دائماً على تحسين أحواله والسَّيطرة على موارد الطعام والتحكم في الطبيعة وتسخيرها لصالحه، كما تمكن من ابتكار وسائل كثيرة ومتنوعة لتقوية روابطه الاجتماعية مما أدى إلى ظهور الحضارات العديدة السابقة عبر القرون الماضية، فالأغلب أنه سيستمر في مثابرته وجهاده تمهيدا للدخول في عصر جديد أو عصور جديدة متتالية يتميز كل منها بملامح وسمات خاصة. ويعتقدون أنَّ التطور الاجتماعي والاقتصادي والثقافي سيكون أسرع وأوضح من التطور البيولوجي الذي يحتاج إلى عشرات الآلاف من
السنين، ولكن هذا التطور الاجتماعي والثقافي سيكون في الوقت ذاته تطوراً موجهاً وسفيراً يستعين بخبرات الآلاف الطويلة من السنين الماضية .[ 7]

لــذا فإن دراسة التطور البيولوجي والاجتماعي لا تقتصر دائماً على دراسة الماضي ولا تكتفي بالبحث عن المراحل التي مرَّ بها الكائن البشري خلال تاريخه الطويل، وإنما تمتد إلى دراسة الحاضر ومحاولة التّعرف على مستقبل الأجيال القادمة والتكهن بنوع التغيرات التي سوف تسود مستقبلاً.[8 ]
ــــــــــــ الهامش ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] المرجع، صفحه ( 47- 50 ) بتصرف.
- موسوعة المورد العربية ، الجزء الثاني ، صفحة ( 765 – 766 ) .
[2] يلاحظ أن ذلك مطابق تماماً للفكرة الأساسية التي تبنتها الشيوعية والقائلة بأن التطور المادي تبعاً لوسائل الإنتاج هو المحرك الفعلي والوحيد للمجتمع وعلاقاته جميعاً ، واعتبار أن فكره ووجهة نظره نابعة وموجهة من الأدوات التي يستعملها
[3] الغشيمة : غير المصنعة .
[4] العشوائية : عدم التقصد والتعمد .
[5] مجموعة الأشخاص الذين يؤدون عملاً واحداً ، أو الذين تجمعهم مصالح مشتركة ، أو الذين يشتركون في وضع واحد أو في حالة واحدة في مجتمع من المجتمعات . والمقصود في الجملة هو المعنى الأول .
[6] المقصود هنا العلاقات بين الناس في المجتمع الواحد ، وليس العلاقات الاجتماعية بمعناها الصحيح ، إذ أن الثانية تأخذ مفهوم اجتماع الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل ، ومعظم الباحثين لا ينتبهون إلى الفرق بين المعنيين ، وبما أن القول منقول عن من لا يميز الفرق – وهو المرجع - لذا فقد حرصت على نقل الفكرة بنفس الألفاظ التي وردت في المرجع مع التنويه للفرق بين المعنيين .
[7] هناك فرق بين لفظي " الحضارة Civilization " و " المدنية Sciences " من ناحية المدلول، فالحضارة هي مجموع وجهات النظر عن الحياة ، في حين أن المدنية هي أشكال التقدم في العلوم والصناعات مما لا يتعلق بالثقافة ووجهات النظر عن الحياة مثل : علوم الكيمياء والهندسة والصناعات وغيره ، وهذا هو المقصود في الفقرة ، لذا كان الأولى أن يقال " نشوء المدنيات والعلوم " بدل " نشوء الحضارات . لذا اقتضى التنويه .
[8] لورد تويدز ميور، في مقال له بعنوان "الجانب الآخر من التل".Lord Tweedsmuir- The other side of hill
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منقول من : موسوعة الخلق والنشوء
حاتم ناصر الشرباتي
الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر
يتبع إن شاء الله.........

طالب عوض الله
06-30-2006, 09:19 AM
وصاحب المبادرة الخيرة بتثبيت الموضوع بداية كان الأخ حازم
فهل تكرم وشاركنا بالرأي فيها
وبارك الله فيه

حازم
07-04-2006, 06:43 PM
وصاحب المبادرة الخيرة بتثبيت الموضوع بداية كان الأخ حازم
فهل تكرم وشاركنا بالرأي فيها
وبارك الله فيه

ما انا الا متعلم اما النقاش والمباحثة فهذه اتركها للمتخصصين كاخى الفاروق او اخى الجاحظ

حاتم ناصر الشرباتي
07-04-2006, 06:56 PM
ما انا الا متعلم اما النقاش والمباحثة فهذه اتركها للمتخصصين كاخى الفاروق او اخى الجاحظ

أخي الحبيب

بداية لك الفضل في نقل تثبيت هذا الموضوع ، ويسرنا جداً أن نكون معاً ويداً بيد في الدعوة للخير

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

ولك منا كل الحب والتقدير والإحترام


:emrose: :emrose: :emrose: :emrose: :emrose:

حاتم ناصر الشرباتي
07-27-2006, 10:00 AM
عصور التقدم البشري الأولى - 2 -


أما العالم الاقتصادي الألماني " كارل بيشــر Karl Bucher " فقد ذهب إلى أن الاقتصاد البشري مَرَّ بثلاث مراحل قبل أن يصل إلى المرحلة الصناعية قي أوروبا في القرن التاسع عشر. وفي أولى تلك المراحل الثلاث كانت حياة الإنسان تعتمد إما على الجمع والالتقاط أو قنص الحيوان أو صيد السَّمك بحسب ظروف كل مجتمع على حدة، ثم انتقل الإنسـان بعد ذلك إلى مرحلة الرعي، وأخيراً وصل إلى مرحلة الحياة المستقرة التي تعتمد على الزراعة.[1 ]

أما العالم الأمريكي " لويس مورجان Lewis Morgan" فيذكر في كتابه "المجتمع القديم Ancient Society " أن الإنسان قد مَرَّ بحقبتين كبيرتين هما "حقبة التَّوَحُش" و "حقبة البربرية" قبل أن يصل إلى "الحضارة الأوربية الحديثة". ثم يقسم كلاً من هاتين الحقبتين بعد ذلك إلى ثلاث مراحل أخرى هي "دنيا، وسطى، عليا". وبناء عليه يكون المجتمع الإنساني قد مرَّ بحسب تقسيمه بالمراحل التالية :


أ‌. مرحلة التوحش الدنيا: وتبدأ من طفولة البشرية.
ب‌. مرحلة التوحش الوسطى: وتبدأ باستخدام النار، وكان الإنسان يعتمد في أساسها على صيد السمك.
ت‌. مرحلة التوحش العليا: وتبدأ منذ اخترع الإنسان القوس والنشاب والسهام، وبذلك كانت حياته تقوم في الأغلب على القنص.
ث‌. مرحلة البربرية الدنيا: وتبدأ باختراع الأواني الفخارية.
ج‌. مرحلة البربرية الوسطى: التي تتميز بحفظ واستئناس الحيوانات، وزراعة الذرة ، والاعتماد على الرّي.
ح‌. مرحلة البربرية العليا: وتبدأ باكتشاف طريقة سبك الحديد، وبالتالي استخدام الآلات والأدوات الحديدية.
خ‌. وأخيراً وصلت الإنسانية إلى المرحلة السابعة والأخيرة وهي: "مرحلة الحضارة الصحيحة": التي تمتاز باكتشاف حروف الهجاء والكتابة، وتمتد حتى عصرنا الحالي.[ 2]

أما فيما يتعلق بأدوات ووسائل العيش فيقول مورجان: أن الإنسان انتحل خمس طرائق في معاشه، ويرد اثنتين منها إلى حقبة التوحش، والثلاث الأخرى إلى البربرية، وأولى تلك الوسائل هي طريقة العيش الطبيعية عن طريق جمع الفواكه والبذور والجذور في المنطقة التي يسكنها الإنسان، والثانية هي صيد السمك. أما الوسائل الثلاث الأخرى فهي الاعتماد على زراعة الحبوب في الحدائق، والاعتماد على اللحم واللبن، ثم ممارسة الزراعة الواسعة في الجبال.[3 ]


ويبدو كما يقول "ايفانز ريتشارد "[ 4]:

ان معظم العلماء التطوريين في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وأشهرهم:
 سير هنري مين، في كتابة "القانون القديم".
 تايلور، في كتابه "أبحاث في التاريخ القديم للجنس البشري".
 سير جون لبوك، في كتابه "أصل الحضارة ".
 ماكميلان، في كتابه الذي ظهر في مجلدين بعنوان "دراسات في التاريخ القديم".

كانوا يذهبون إلى أن الشعوب البدائية التي لا توجد الآن، أو على الأصح التي كانت تعيش إلى أيامهم ، تمثل أدنى المراحل التي مرت بها البشرية، وأنه بناء على ذلك فإنَّ ترتيب الشعوب والمجتمعات التي توجد الآن حسب درجة تقدمها وارتقاءها إنما يعطينا صورة واضحة ومتكاملة عن كل المراحل التي مرَّ بها المجتمع الإنساني منذ وُجِدَ حتى الآن، وهذا يعني أن الاهتمام الزائد الذي كان يبديه هؤلاء العلماء بما كان يعرف حتى عهد قريب باسم "الشعوب البدائية" لم يكن اهتماماً بتلك الشعوب بذاتها وإنما لاستخدامها في إقامة نماذج ومُثُل افتراضية كانوا يعتقدون أنها تمثل التاريخ المبكر للجنس البشري عامة، ولذا فليس من الغريب أن نجد علماء ذلك العصر يكتبون ما كانوا يعتبرونه تاريخاً، لأنَّ العلوم والمعارف كانت تتجه في ذلك الوقت اتجاهاً تاريخياً في أساسه، وهي كلها مجهودات كانت تهدف دائماً إلى تفسير الشيء القريب بالشيء البعيد، أي قياس الحاضر بالغائب.

ولقد أدت تلك الافتراضات والدَّعاوى بأن الشعوب البدائية تمثل أدنى المراحل التي مرَّت بها البشرية إلى الوقوع في كثير من الأخطاء نتيجة لإطلاقهم بعض الأحكام العامة غير الصحيحة والتي لا تستند في كثير من الأحيان إلى حقائق ووقائع مؤكدة)[5 ]

فواضح إذن أن النظريات التي كان يضعها هؤلاء العلماء عن الماضي لم تكن تقوم على الحدس والتخمين فقط، وإنما كان يداخلها على ما يقول "ايفانز ريتشارد" كثير من العناصر التقويمية أيضاً !!!.6 ]، ويذهب "ايفانز ريتشـارد " إلى أن السبب الأول لكل ذلك الخلط لا يرجع إلى اعتقاد علماء القرن التاسع عشر في التقدم ورغبتهم في الوصول إلى طريقه يمكنهم بها أن يعرفوا كيف حدث ذلك التقدم، لأنهم كانوا يدركون تماماً أن النماذج التي يصفونها لم تكن سوى افتراضات لا يمكن تحقيقها، وانما كان ذلك الخلط يرجع في المحل الأول إلى الدعوى التي ورثها هؤلاء العلماء من عصر التنوير، ومؤداها أن المجتمعات أنساقٌ طبيعية أو كائنات عضوية تتطور بطريقة معينة وتمر أثناء تطورها بمراحل ضرورية يمكن ردها إلى مبادئ عامة أو قوانين.[7 ]

أما "دوجالد ستيوات Dugald Stewart " فهو يطلق على أبحاث تاريخ الإنسـان التطوري "التاريخ الظني" أو "التاريخ التخميني" لمعرفة الصورة الأولى التي كانت عليها النّظم الاجتماعيّة، لإعادة تركيب تاريخ المجتمعات البشرية وتصنيفها من حيث درجة رقيها وترتيب مراحل الحضارة التي مرَّت بها تلك المجتمعات منذ نشأتها حتى الآن، وذلك حسب نظام عقلي دقيق يرسمون هم أنفسهم خطته ويحددون خطواته تجديداً تعسفيا، ولذلك فكثيراً ما كانوا يصلون إلى نتائج غريبة ومتناقضة.[ 8]

بل كثيراً ما كان العلماء الذين يستخدمون نفس الوسيلة، ويتبعون نفس المنهج في دراسة نفس الموضوع يصلون إلى نتائج مختلفة كل الاختلاف. فبينما نجد "سير هنري مين H.S.Maine " مثلاً يذهب إلى أن العائلة الأبوية التي ينتسب إليها الأبناء إلى الأب هي الشَّكل الأول للنظام العائلي على الإطلاق . فإنَّ "باخوفن Bachofen " يدعي أنَّ الإنسانية عرفت أولاً بعد الإباحية المطلقة نظام العائلة الذي يرتكز على الانتساب إلى الأم قبل أن تصل إلى العائلة الأبوية. ومن الطريف أنَّ مين وباخوفن قد نشرا نتائج دراستيهما في نفس السنة أي عام (1861).[9 ]

وللحقيقة فإنَّ فكرة التّطور بمعنى التَّقَدُم والارتقاء قد استغلت لإثبات ما يسمى بالتطورية الاجتماعية، إذ امتدت من أسلوب لفهم أصل الحياة والكون إلى فهم الإنسان والمجتمع عن طريق الاستعانة بما يعرف باسم "المماثلة البيولوجية Analogy" ومحاولة تصور المجتمع ككائن عضوي حي ومقارنة ما يحدث فيه من تغيرات وتطورات بما يحدث في الكائنات العضوية الأخرى ... ولقد تغلغلت الفكرة إلى كل مجالات العلوم التي أصبحت بمثابة ميادين لاختبار مدى صدق تلك النظرية، وتمثل ذلك بوجه خاص في الكتابات الأنثربيولوجية والسوسيولوجية[ 10] والتاريخية والاقتصادية وفي النظرة السياسية[ 11] ونتج عن ذلك تأسيس أو قيام ما يسمى "التطورية الاجتماعية Social Evolutionism " وما يسمى "الداروينية الاجتماعية Social Darwinism " ومع ذلك فإنَّ فكرة التَّطور بمعنى التّقدم والارتقاء، وكذلك فكرة التّقدم الاجتماعي لم يسلما من كثير من الانتقادات العنيفة التي وجهها إليها عدد من العلماء الرّافضون لها، إذ يرفض هؤلاء المعارضون أن يتصوروا المجتمع البشري يسير في ذلك الخط الذي يرسمه له أصحاب مدرسة التقدم، ويرون عكس ذلك تماماً أن الإنسان خُلق في الأصل على درجة عاليه نسبياً من الرّقي الثقافي، ولكن هذه الثقافة الأولى الرّاقية تعرّضت لبعض عوامل مضادة ولبعض الظروف غير المواتية التي دفعت بها إلى هوة التّدهور والتأخر والانحلال. فتاريخ الثقافة بدأ – في رأي أصحاب تلك المدرسة – بظهور جنس بشري متحضّر على سطح الأرض، ثم لم تلبث هذه الثقافة الأولى أن اتجهت وجهتين مختلفتين: إما نكـوص وتدهور وانحطاط ترتب عليها ظهور المجتمعات المتوحشة، وإما إلى تقدم وارتقاء ورفعة أدّت إلى ظهور الشعوب المتحضرة الرّاقية.

ومن أكبر مشايعي هذه النظرية "الأسـقف هويتلي Whitely" – أسـقف كانتربري- إذ كتب في ذلك كتاباً بعنوان "مقال عن أصل الحضارة Essay on the origin of civilization " كان له دوي كبير في حينه، ويبني هويتلي كتابه على حجة استقاها من " نيبوهـر Niebuhr " أحد أعداء النظرية التقدمية المتطرفين. وكان نيبوهر يُنكِرُ بشدَّة إمكان نهضة الإنسان الأول وتقدمه وارتقائه من مرحلة متوحشة أولى إلى المراحل الأكثر تحضراً عن طريق التطور التلقائي الذاتي ودون تدخل أية عناصر أو عوامل أخرى خارجية، وكان يتحدى العلماء التقدميين في أن يأتوا بمثال واحد لشعب بدائي واحد أمكنه أن يرقى إلى مرحلة التّحضر من تلقاء نفسه. إنما البدائيون عنده وعند أتباع تدهور الثقافة الأولى هم سلالة متدهورة من شعب متحضر في الأصل .

والحق الذي لا يُمارى فيه أنّ الله تعالى قد خلق آدم عليه السّلام وعَلّمه وأدَّبهُ ، لذا فآدم ومن سار على نهجه من نسله هم في قمَّة الثقافة والحضارة والتّقدم. وقد انحط وتدهور أقوام من عقب آدم نهجوا نهجاً مخالفاً لنهجه، فأرسل الله تعالى الأنبياء والرّسُل لهداية البشر وتقويم انحرافاتهم ولرفعهم إلى المستوى اللائق بهم كبشر، فآمن واستقام منهم أقوام، وكذبهم أقوام استحبوا وألفوا ما هم فيه من الانحراف والانحطاط والتدهور. فالرّسل وأتباعهم هم في قمّة الثقافة والتقدم والرقي، أصحاب الفكر المستنير والحضارة الراقية، ومن خالفهم فقد استحبّ العمى على الإبصار وسار أشواطاً بعيدة في طريق التّخلف والجهل والانحلال والانحدار والتدهور، وما دمنا نؤمن أنّ آدم عليه السّلام هو أول البشر فالأصل في بني الإنسان العلم والتحضر والثقافة والرقي. أما التوحش والبدائية والانحطاط فهي خلاف الأصل إذ وجدت في سلالات متدهورة من أمم وشعوب متحضرة أصلاً.

وقد شايع نيبوهر في فكرته عدد من كبار العلماء في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر مثل "الكونت دي ميستر Count Josef De Maistre" ومن قبله "دي بر وسسDe Brosses" و "جوجيه Goguet".[ 12] إلا أنه يجب التنويه إلى إنّ عدداً غير قليل من التطوريين المعاصرين يُنكر أن يكون التنافس والصراع من وسائط ووسائل التقدم الاجتماعي، فكلمة الأصلح في رأيهم اصطلاح غير دقيق ومضلل، ولا يفيد بالضرورة الامتياز والسُّمو في الخصائص والقدرات والقوى في كلّ الأحوال، إذ قد يكون البقاء من نصيب الفرد الذي ينجب أكبر عدد من الذرية حتى وإن لم تكن لتلك الذّرية خصائص وقوى وقدرات متميزه.[13 ] وهذا معناه أنّ هؤلاء العلماء يميلون للتشكيك في الدور الذي يلعبه الانتخاب الطبيعي في التاريخ البشري والتهوين من أهميته وفاعليته، ومن هذه الناحية فإنهم ينظرون إلى الإنسان على أنّه حيوان حامل للثقافة وناقل لها عن طريق المحاكاة والتّعلم، وهما عمليتان تختلفان كل الاختلاف عن عملية نقل الخصائص والصفات الفيزيقية عن طريق التكاثر البيولوجي، وعليه فليس هناك ما يدعو إلى تفسير النظرية الاجتماعية تفسيراً بيولوجياً أو صياغتها في حدود مصطلحات وألفاظ البيولوجيا، وإن كان هذا لا يمنع من وجود بعض أوجه التشابه بين التطور البيولوجي والتطور الثقافي.[14 ]

وعلى الرغم من أنّ جوليان هكسلي" عالم بيولوجي تطوري فانه يقف موقفاً مماثلاً لذلك، ويذهب إلى أنّ التنافس داخل النوع الواحد لا يمكن أن يكون مصدراً للتقدم التطوري خلافاً لنظرية سبنسر عن الصراع والتنافس.

ــــــــــــــــــــــــــــ الهامش ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] تيلور، " نوابغ الفكر الغربي "، ترجمة دكتور أحمد أبو زيد،
[2] المصدر السابق.
[3] المصدر السابق.
[4] المصدر السابق عن ريتشارد ايفانز، الانثربولوجيا الاجتماعية، ترجمة دكتور أحمد أبو زيد، الإسكندرية (1958)، صفحه:(66).
[5] المصدر السابق، الصفحات ( 66 – 70 ) .
[6] المصدر السابق.
[7] المصدر السابق.
[8] دورية، نوابغ الفكر الغربي، صفخه ( 24 ).
- دورية " عالم الفكر " ، المجلد الثالث ، العدد الرابع ( 1972 ) ، صفحه ( 122 ) .
[9] المرجع السابق.
[10] الاجتماعية
[11] - Hofstadter, R., Social Darwinism in American thought. pp 3-4.
[12] Lewontin, R.C., The concept of Evolution in International. Encyclopedia of social science, En's “Evolution” -
[13] المرجع السابق، صفحه ( 91 ).
[14] المرجع السابق، صفخه ( 91 ).
ــــــــــــــــــــــــ 91 > 97 ــــــــــــــــــــ

منقول من : موسوعة الخلق والنشوء
حاتم ناصر الشرباتي
الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر

الموقع الشخصي لحاتم ناصر الشرباتي
www.sharabati.org

يتبع إن شاء الله>>>>>>>>>>>>> على هامش نظريات التطور والارتقاء المادي

حاتم ناصر الشرباتي
08-07-2006, 07:40 PM
على هامش نظريات التطور والارتقاء المادي

إنَّ داروين حاول جاهداً إثبات إنّ الإنسان نشأ من صورة دنيا هي أقرب إلى القردة العليا منها إلى أية صورة أخرى من صور الأحياء. ولإثبات ذلك فهو يرى أن من الحقائق التي لها دلالتها الواضحة القوية أن الإنسان مركب على نفس الغرار العام – وإن شئت فقل على نفس القالب – الذي انصبت فيه بقية الحيوانات ذوات الثدي " Mammilla "، كل العظام التي يتألف منها هيكله لها ما يماثلها في القرد أو السعدان أو الصيل Seal أو الخفاش " Ordinary bats " وكذلك عضلاته وأعصابه وأوعيته الدّموية وأمعاؤه، والدّماغ من أهم الأعضاء جميعاً لا يند عن ذلك القانون كما أبان المُشَرِّح هكسـلي وغيره من مشاهير المُشرّحين، ناسياً أو متجاهلاً أنّ دماغ الإنسان وحده من دون الأدمغة هو الدماغ الصالح للتفكير، في حين أن بقية الأدمغة هي أدمغة غير صالحة للربط والتفكير.[1 ] ويســتطرد الداروينيون في تبريراتهم الواهية فيقولون:

( قد يتقبل الإنسان من حيوانات أحط منه، كما ينقل إليها أمراضاً معينة مثل: السعار[2 ] والذيبة والزهري والكوليرا والهرس وغير ذلك، وهذه الحقيقة تقيم الدّليل على المشابهة بين الأنسجة والدّم سواء في التّركيب أم في التّكوين، على صورة من الوضوح والجلاء بحيث لا تبلغ إليها المقارنة بأقوى المجاهر أو أدق التحليلات الكيماوية)[3 ]

أما السعادين "النسانيس" فهي عرضة للإصابة بنفس الأعراض غير المُعدية التي يتعرض لها الإنسان، ولقد عرف "ريخر" بعد أن عكف طويلاً على ملاحظة نوع منها وهو المسمى "الحَوْدَل الإزاري" في مواطنه أن هذا السعدان كثير الاستجابة للزكام "Coryza" بنفس أعراضه المعروفة، وأنّ الزكام إذا عاوده في فترات قريبة فقد يكون سبباً في إصابته بالسّل " Tuberculosis "، وتصاب تلك السعادين أيضاً بأمراض: مرض التهاب الأمعـاء "Enteritis "، الحمره "Schweinerotlauf" ومرض بياض العين "Albugina ocali". كما لاحظ أنّ صغارها قد تموت وهي تشقُّ أسنان اللّبن. وللعقاقير فيها نفس تأثيرها في الإنسان . وكثير من السعادين تهوى شرب القهوة والشاي والمشروبات الكحولية، وتدخن الطباق بلذة متناهية.[4 ]

ويؤكد برهم أنّ سكان شرقي أفريقية يصطادون الرّبابيخ وهي جنس من السعادين الكبيرة بأن يَترُكوا بمقربة من مرابعها أوعية مفعمة ببوظة المريسة لتشرب منها حتى تثمل. ويستطرد برهم أنّه رأى بعض تلك السعادين وكانت مأسورة عنده في مثل هذه الحال، ووصف من تصرفاتها وسـلوكها وحركاتها ما يُضحِكُ وَيُسـَلي، وأردف قائلاً: أنها في صبيحة اليوم التالي كانت في خُمار شديد، كظيمة خائرة القوى، تُمْسِكُ رؤوسها المصدعة بيديها معبرة عن آلامها بما يثير الشفقة بها والعطف عليها، فإذا قدّمت لها المريسة أو الخمر ثانية عافتها وتنكرت لها ورفضتها، واستحبت شراب الليمون.[5 ] وعرف عن سعدان أمريكي من نوع الكهول خَمِرَ مَرَةً بشراب البراندي فعافه ولم يمسه مرة أخرى، ويعلق الكاتب على ذلك الحادث قائلاً (فكان بذلك أعقَلَ من أبناء آدم)[6 ]

ويستدلون بأمثال تلك الحوادث على بساطتها بأنها تظهر إلى أي حد تصل المشابهة بين أعصاب الذّوق في الإنسان وبين أعصاب الذّوق في السعدان وعلى أي صورة من التماثل يتأثر الجهاز العصبي في كليهما، وقد قمت بتفسير وتعليل أسباب تلك الظواهر في فصل لاحقٍ من الكتاب تحت عنوان "الإدراك الفكري والتمييز الغريزي" فيمكن الرجوع إليه لمن شاء.[7 ]

يغزو الإنسان طفيليات جوفيـة " Entozoan " كثيراً ما يكون لها آثاراً مهلكة، كما أنه يصاب بطفيليات خارجيـة "Entophyte"، وكلها ترتد إلى ذات الأجناس أو الفصائل التي تصيب غيره من الثدييات، وفي مرض الجرب "Scabies" تكون من نفس النَّوع في كليهما، ويتعرَّض الإنسان كما تتعرض الحيوانات والطيور وحتى الحشرات لحكم تلك السُّنَة الخفية التي تسبب مظاهر سوية في الأفراد كالحمل ونضوج حضانة بعض الأمراض ومداها، والجروح في الإنسان تلتئم بنفس الطريقة التي تلتئم بها في الحيوان، وكذلك الجذامير التي تتخلف بعد بتر بعض أطرافه وبخاصة في بداية الطور الجنيني كثيراً ما تكون حائزة للقدرة على التّجدد كما يشاهد في أحط صور الحيوان.[8 ]

مما تقدم يذهبون إلى أنَّ علاقة الإنسان بما هو أدنى منه في عالم الحيوان هي علاقة تتجاوز وتتخطى حدُّ التّشابه الظاهري، بل تتخطى هذه العلاقة الظاهرية إلى علاقة النشأة والدّم والاستعداد الفسيولوجي، ويؤكد فون باير " Von Baer " أنه عندما يتقدم تخلّق الجنين البشري شيئاً ما تبدو أطرافه " اليدان والساقان " متخلقة على نفس الصورة السّوية التي تظهر بها أرجل العظايا "السّحالي" وذوات الثدي وأجنحة الطيور وأرجلها.[9 ] ويستندون في ذلك أيضأ إلى قول المُشَرِّح بيشوف حيث يقول: (إنَّ تلافيف الدّماغ في الجنين البشري عندما يبلغ الشهر السابع من العمر يكون مماثلاً من حيث النّماء والتكوين لدماغ الحبن[10 ] عند البلوغ ).[ 11] إلا أنَّ بيشوف نفسه يقول: (من المسَلّم به أن كل شق وكل طية في دماغ الإنسان لها ما يقابلها في الأرطان[ 12] وهو نوع من القردة، ولكن دماغيهما لا يتماثلان في أي طور من أطوار نمائهما، وذلك يعني عدم تماثلهما) إلى أن يخلص إلى نتيجة عدم تماثلهما ليبرهن على تفارقهما أصلاً، وذلك يعني عدم تماثل القدرات العاقلة في كليهما.[ 13]

أمّا العالم الطبيعي الإنجليزي "توماس هنري هكسلي" وهو عالم تشريح أيضاً ومن أشهر من ناصر داروين في الترويج لمذهبه فيقول: (في مدارج متقدمة من تطور الجنين البشري تبدو الانحرافات التي تميزه عن جنين القرد، في حين أنَّ جنين القرد ينحرف عن جنين الكلب في تخلقه بمقدار ما ينحرف جنين الإنسان عن جنين القرد، وبالرغم مما في هذه الحقائق من الرّوعة البالغة فإنها حقائق ثابتة تؤيدها المشاهدة.)[14 ]

أمّا العلامة "ويمان" فقد وجد أنّ إبهام القدم في جنين بشري طوله بوصة واحدة يكون أقصر من بقية الأصابع ويبرز منحرفاً عن القدم مكوناً في انحرافه زاويةٌ حادّة مقدارها كنفس مقدار نفس الزاوية التي ينحرف بها عن إبهام القدم في بقية الأصابع في الأيودات التي هي القردة بِأجناسـها الأربعـة المعروفـة "الغرلي، الشمزي، الأرطان والحبن). في حين أنَّ المشرح المعروف ريتشارد أوين له رأي آخر في ذلك وهو أن إبهام القدم في الإنسان وهو مركز الاتزان عند الوقوف والمشي ربما يكون أخصٌُّ تركيب تشريحي فيه.[ 15]

وخلاصة القول في هذا الموضوع عند علاّمتهم هكسـلي حيث يتساءل: هل يتولد الإنسان بأسلوب غير الأسلوب الذي تتولد فيه الكلاب والطيور والضفادع والأسماك وغيرها من ذوات الفقار؟ فيجيب على تساؤلاته قائلاً: (إنه لا يتردد لحظة واحدة في القول بأن أسلوب التّولد البشري وبخاصة في خلال المدارج الأولى من تخلقة الجنيني مماثل تماماً للأسلوب الذي تتوالد فيه أجنّة غيره من الحيوانات التي تنزل عنه في سلم التطور، وأنّ الإنسان من حيث علاقته النشوئية أقرب إلى القردة من علاقة القردة بجنس الكلاب، أي أن الفرجة بين الكلاب والقردة تتسع بينما تضيق بين الإنسان والقردة العليا)[16 ]

ــــــــــــــــ الهامش ـــــــــــــــــ

[1] المرجع، صفحة ( 53 ).
[2] السعار: داء الكَلَب.
[3] المرجع، صفحه ( 53 ).
[4] المرجع، صفحه ( 54 ).
[5] المرجع، صفحه ( 54 ).
[6] المرجع، صفحه ( 54 ).
[7] الباب الخامس - الفصل الثاني .
[8] المرجع، الصفحات ( 54 – 55 ).
[9] المرجع، صفحه ( 55 ).
[10] الحبن هو نوع من " القرود المشابهة للإنسان ".
[11] المرجع، صفحه ( 56 ).
[12] الأرطان: إنسان الغاب، وهو نوع من " القردة المشابهة للإنسان ".
[13] المرجع ، الصفحات ( 53 – 56 ) .
[14] المرجع، الصفحات ( 53 – 56 ).
[15] المرجع، الصفحات ( 53 – 56 ).
[16] المرجع، الصفحات ( 53 – 56 ).


ـــــــــــــــــ99- 103 ـــــــــــــــــ

منقول من :
موسوعة الخلق والنشوء
حاتم ناصر الشرباتي
الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة.مصر

www.sharabati.org


يتبع على حلقات ان شاء الله >>>>>>>>>>>>>>>>

حاتم ناصر الشرباتي
08-28-2006, 10:58 AM
على هامش نظريات التطور والارتقاء المادي
2. البهائم العجماء ، هل تشترك مع الإنسان في النّسَب والقرابة بالنشوء من أصل واحد؟

أما داروين نفسه فيقول: (إنّ نظام العظام لهو نفسه في يد الإنسان وفي جناح الخفاش وفي زعنفة سلحفاة الماء وفي رجل الحصان، ونفس العدد من الفقرات هو في رقبة الزرافة ورقبة الفيل، وحقائق أخرى لا تعد كلها تغدو مفسرة واضحة في الحال على أساس نظرية التطور عن طريـق التحولات الطفيفة البطيئة المتتابعة. وكذلك تشـابه النظام بين جناح الخفاش ورجله رغم استعمالهما في غرضين مختلفيـن، وبين فك سرطان البحر ورجله، كلها يسهل فهمها على أساس

التحول التدريجي للأشياء وللأجزاء أو الأعضاء التي كانت متشابهة في الأسلاف المبكرة في طائفة من الطوائف)[1 ]

وتبريرات أخرى في نفس الموضوع لتأكيد الأصل المشترك الواحد: (إنَّ التراكيب في بعض الحيوانات لها أصل واحد، مثال ذلك الأطراف الخماسية الأصابع في جميع فقاريات اليابسة نجدها مبنية على نظام واحد وإن كانت تختلف أحياناً في الوظيفة التي تؤديها، ومثل تلك التراكيب تسمى بالتراكيب المتشابهة تركيبياً " homologous structures "، فجناح الخفاش ومجداف الحوت ورجل الكلب متشابهة تركيبياً وإن كانت تؤدي وظيفة واحدة هي المعاونة على الحركة ولكنها حركة تختلف من مثال لآخر، الأول في الطيران والثاني في السباحة والثالث في المشي، وتختلف أجنحة الحشرات عن أجنحة الطيور والخفافيش اختلافا تاماً في التراكيب ولكنها تتشابه في الوظيفة وهي معاونة الحيوان على الطيران، ومثل تلك التراكيب المتشابهة وظيفياً " analogous structures " وغني عن البيان أنها مختلفة الأصول، وهناك أمثلة لا حصر لها عن هذين النوعين من التراكيب.

فالتعرف على التراكيب المتشابهة تركيبياً دليل قوي على التشابه الأساسي في التصميم، وهذا لا يمكن شرحه إلا بافتراض أنَّ الجماعات التي توجد بها هذه التراكيب لا بد أن تكون من اصل مشترك واحد.[2 ]

عــوامــــل التطـــور[3 ]

في سنة 1859 هاجم داروين بشدّة الاعتقاد بأنَّ كل نوع من الأنواع الحيّة قد خُلِقَ خَلْقاً مسـتقلاً Special creation، وأنَّ جميع الكائنات قد خُلِقَت من العدم، وأن الكائنات الموجودة هي ثابتة لم تتغيّر ولم تتطور، وأنها احتفظت على الدّوام بأشكالها التي خُلقت بها أولَ مرّة، فقد ادعي داروين أنّ الأنواع المختلفة نباتاً كانت أم حيواناً ومعها الإنسان إنما نشأت تدرجاً من طريق الاحتفاظ بمختلف التحولات التي تنشأ في أفراد كل منها، إلا أنّ هذا التَّحول قد استغرق أحقاباً طويلة وفقاً لما يقتضيه تأثير سنن طبيعية دائمة التأثير في طبائع الأحياء.

سميت مقولة داروين تلك "نظرية التطور Evolution" ولقد شرح داروين أنَّ في مستطاع الإنسان أن يبتكر في السلالات الداجنة من صور مستحدثة بالانتخاب الاصطناعي Artificial selection وأنَّ في مكنة الطبيعة أن تستحدث مثله بالانتخاب الطبيعيNatural Selection، وإن كان الانتخاب الطبيعي أبطأ أثراً في تحول الأحياء بالانتخاب الصناعي.

أمّا العوامل الطبيعية التي يؤدي فعلها إلى التّطور ونشوء الأحياء فحصرها في خمسة عوامل هي:

1. الوراثة Heredity: ومحصلها أنَّ الشَّبه يأتي بمشابهه، فالسنانير لا تلد كلاباً بل سنانيراً، أي أنَّ صغار كل نوع تشابه آبائها، ذلك في النبات كما في الحيوان.

2. التحولية "أي الاستعداد للتحول" Variability: وذلك أنَّ أفراد كل نوع تتشابه ولا تتماثل، أي لا تكون نسخة مطابقة لأصولها، فهي تشابه آبائها ولكن لا تماثلهم، ففي بطن من السنانير مثلاً لا تقع على اثنين متماثلين تماماً، وإن تشابه الجميع حتى في اللون فإنها تختلف في الظلال التي يمتد فيها اللون.

3. التّوالد Nasality: وهو ناتج عن إسراف الطّبيعة، فإنَّ ما يولَد من النبات والحيوان أكثر مما يقدّر له البقاء، فالطبيعة تُسـرف في الإيجاد كما تسـرف في الإفناء، ومن هنا ينشأ العامل الرابع وهو:

4. التناحر بين المخلوقات على البقاء Atuggle for existence : أو ما يسمى "تنازع البقاء Competition " وهو عامل غير منقطع الفعل ، فكل نبات أو حيوان يبرز في الوجود ينبغي له أن يسعى إلى الرّزق وأن يجالد في سبيل ذلك وأن يجاهد غيره ويصارعه على ضرورات الحياة مما ينشأ عن ذلك " بقاء الأصلح " :

5. البقاء للأصلح Survival for the fittest: فالأفراد التي تتزود من بنائها بقوة أوفى أو حيلة أزكى أو تكون أقدر على مقاومة أفاعيل الطّبيعة تكون أكثر قابلية للبقاء، وإعقاب نسل فيه صفاتها التي مكنت له لها في الحياة.

هذه هي العوامل التي تؤدي إلى الانتخاب الطبيعي مما يؤدي إلى تطور الأنواع مما يُحدث نشوء أنواع جديدة ذات قدرات وصفات مُحسّنة متطورة، ومما يذكر أنّ تلك العوامل هي المعتمدة في المذهب التّطوري الأكثر شيوعاً والذي ينتمي إليه غالبية دعاة التّطور وهو المذهب الدارويني، في حين أنّ هناك مذاهب تطورية أخرى تخالف داروين في عوامل التّطور معتمدة غيرها كما ذكرنا في فصل سابق.[4 ]


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
[ 1] المرجع، صفحه ( 765 ).
[ 2] دكتور فؤاد خليل وآخرين، علم الحيوان العام، صفحة ( 1102 ).
[3] المرجع، الصفحات ( 38 – 39 ).
[4] الفصل الثالث، أشهر المذاهب التطورية

ـــــــــــــــــ99- 102 ـــــــــــــــــ

منقول من :
موسوعة الخلق والنشوء
حاتم ناصر الشرباتي
الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة.مصر
www.sharabati.org


يتبع على حلقات ان شاء الله >>>>>>>>>>>>>>>>

حاتم ناصر الشرباتي
09-24-2006, 09:13 PM
عــوامــــل التطـــور -2-

والانتخاب الطبيعي في نظر داروين هو مصاحب لفكرة التكيف مع البيئة أو التبايؤ "Adaptation " أو هو نتيجة حتمية لها، الذي هو عملية يتكيف بها الحيوان أو النبات مع محيطه وإلا خيف عليه من الانقراض، كما يُعرَّف بأنّه وجود صفة أو صفات وراثية تزيد من قدرة الفرد على البقاء والتناسل في بيئته، فهو تَكَيُف الكائن الحي مع بيئته التي يعيش فيها.[1 ]

والتكيف لا يشمل الشكل والتركيب فقط، بل يشمل الوظيفة أيضاً، فهم يقولون أنَّ الكائنات الحية تتكيف كل حسب ظروف البيئة التي تعيش بها، فمثلاً تختلف أشكال المناقير في الطيور لتلائم نوع الغذاء التي تقتات به، والأسماك تتكيف بطرق عديدة في الشكل والتركيب لتناسب الوسط المائي الذي تعيش به، وقد فسّرَ داروين التّكيف الذي لاحظه في الكائنات الحية بأنّه نتيجة للانتخاب الطبيعي. فالأفراد المتكيفة مع بيئتها قد انحدرت من أسلاف ذات صفات ملائمة للبيئة أكثر من باقي أفراد نوعها في تلك البيئة ونقلت بعامل الوراثة هذه الصفات إلى نسلها، وهكذا فالانتخاب الطبيعي ينتج أفراداً متكيفة مع بيئتها. لـــــذا فقد استحدثوا علماً منفرداً بذلك سموه "البيئيات" أو"علم الأحياء البيئي"[2 ] " ecology " "environmental biology" الذي هـو فـرع من علم الأحيـاء يعنى بعلاقـة المتعضيات[ 3] بعضها بالبعض الآخر وبعلاقتها بالبيئة الطبيعية، وهو يدرس في المقام الأول المناخ الجغرافي الملائم لحياة النوع، كما يدرس مسألة الغذاء لصلتها الوثيقة بالبيئة، ومسألة التكاثر والتناسل لأن هذه الظاهرة كثيراً ما تؤدي إلى مشاكل خاصة بالغذاء يضطر معها أفراد النوع إما إلى التكيف مع البيئة بالحد من التكاثر، أو إلى الهجرة إلى موطن آخر "emigration" أو البقاء بغير تكيف وبذلك يسير النوع في طريق الانقراض "extinction". وفي محاولتهم لإثبات مقولة الانتخاب الطبيعي فقد قاموا بإجراء تجارب في المختبر اعتمدوها للتدليل على مقولتهم منها: ( وضع في طبق معين 100 مليون خلية بكتيريا من نوع معين هو Staphylococcus aurous وقد عُرِضَ الطبق لجرعة بنسلين مخففة، فكانت النتيجة أن ماتت معظم الخلايا وبقي أقل من 10 خلايا تناسلت وأعطت نسلاً استطاع جميعه أن يقاوم هذه الجرعة المخففة، أما عند مضاعفة تركيز البنسلين في الطبق فقد ماتت جميع أفراد البكتيريا المقاومة للجرعة المخففة تقريباً ولم يبق سوى أفراد قليلة جداً. وقد أعيدت تلك التجربة خمس مرات فكانت النتيجة الحصول على بكتيريا تستطيع مقاومة جرعة بنسلين أقوى من الجرعة التي استخدمت في الجرعة الأولى 2500 مرّة، والحقيقة أنّ هذه البكتيريا المقاومة للبنسلين هي من نسل الأفراد القليلة التي كانت تنتخب في كل جيل، أي أنَّ هذه البكتيريا المقاومة هي نتيجة الانتخاب الطبيعي، وليست هي التي قامت بتكوين المقاومَة ضد البنسلين.)[4 ]

ومثال آخر يوضح أثر الانتخاب الطبيعي هو الذباب وأحد المبيــدات الحشرية "D.D.T." الذي عندما استعمل لأول مرّة للقضاء على ذباب المنازل كان ناجحاً، على أننا ما لبثنا بعد عدة سنوات أن وجدنا أنّ ألذباب أصبحت له مناعــة


لتلك المادة، وتفسير ذلك أنه في السنة الأولى لاستعمال ذلك المبيد الحشري قتل تقريباً جميع الذباب ما عدا قليل لم يقتل بسبب اختلافات وراثية موجودة به مميزة عن غيره من بقية الأفراد وتضفي عليه مناعة ضد المبيد الحشري، فكانت النتيجة أن بقي هذا العدد القليل وتناسل فأنتج أفراداً ذات مقاومة، وعندما اسـتعمل ألـ " D.D.T. " بعد ذلك أصبح أقل تأثيراً وبقي الذباب المقاوم له بسـبب الانتخاب الطبيعي وماتت الأفراد القليلة غير المقاوِمَة، وكان كلما يستعمل آل " D.D.T. " يبقى عندنا أكثر الذباب المقاوم حتى أصبح معظم الذباب الموجود في المنازل مقاوماً لمادة أل " D.D.T" ويردون ذلك إلى أنّ الانتخاب الطبيعي هو الذي أنتج لنا الذباب المقاوم وليس مبيد أل "D.D.T.".[ 5]

ومثال آخر لوحظ في التلال الصغيرة ذات الرمال البيضاء، ففي نيو مكسيكيو شوهد أنَّ الحيوانات الموجودة عليها كالسحالي والحشرات والفئران كلها ذات لون أبيض تقريباً، بينما الحيوانات الموجودة حول تلك التلال حيث الرمال الحمراء كلها كانت ذات لون أحمر، أي أنَّ لون الحيوان يكون حسب لون الوسط الذي يعيش فيه، فيفسرون وجود الحيوانات بتلك الألوان في هذين الوسطين بالانتخاب الطبيعي أي من نتائجه، إذ أن كل وسط كان يحوى حيوانات ذات ألوان أخرى بالإضافة إلى المشابهة في ألوان تلك الحيوانات المخالفة للون الوسط لأنه يسهل رؤيتها من قبل أعدائها المفترسة، بينما بقيت الحيوانات ذات اللون المشابه للوسط لصعوبة رؤيتها من قبل أعدائها.[6 ]

هذه هي عوامل التطور في مذهب داروين وهو المذهب التّطوري الأكثر شيوعاً، في حين أنَّ مذاهب أخرى ترجعها إلى عوامل أخرى، وأشهر تلك المذاهب هو مذهب لامارك الذي يردها إلى عاملين أو قانونين:


[1] قانون الاستعمال والإهمال. [2] قانون توارث الصفات المكتسبة.[7 ]

في حين أنَّ دي فريز مثلاً يُرجع التّطور إلى عامل واحد فقط هو "الطفرة Mutation" والتي تعني التّحول المفاجئ الذي يطرأ على المادة الوراثية في الكائن الحي تؤثر على الحامض النووي " DNA " الذي تتركب منه الجينات فيؤدي إلى نشوء مواليد جديدة ذات خصائص لم تكن لأي من الأبوين المنتجين.[8 ]

أما "مذهب أرسطو" فيرجع ذلك إلى قانون الخلق التلقائي "Spontaneous generation" والذي يطلق عليه أيضاً التّولد الذاتي "A biogenesis autogenesis" وهي نظرية حاولت أن تفسر نشوء الحياة من مادة غير حية، ووفقاً لهذه النظرية اعتقد بعض الناس بأن قطع الجِبْن وكِسر الخبز الملفوفة في أسمال بالية والملقاة في زاوية مظلمة كانت تولد بعض الفئران، وذلك بسبب ظهور تلك الفئران في تلك الأسمال البالية بعد أسابيع محدودة، وقد آمن كثيرون بتلك النظرية لأنه كان يقدم لهم تفسيراً لظهور اليرقات على اللحم الفاسد، حتى إذا كان القرن الثامن عشر أصبح واضحاً أنَّ المتعضيات العليا لا يمكن أن تنشأ من مواد غير حية، علماً بأن علمائهم لم يتركوا تلك المقولة نهائياً وبشكل حاسم، إذ أنّ مسألة نشوء المتعضيات المجهرية كالبكتيريا مثلاً لم تُحْسَم لديهم نهائياً إلا بعد أن اثبت باسـتور في القرن التاسع عشر أنَّ المتعضيات المجهرية تتكاثر أو تتوالد.[ 9]

ـــــــ الهامش ـــــــ

[1] د. عدنان بدران وآخرين، البيولوجيا، صفحه ( 125 ).
- موسوعة المورد العربية ، منير البعلبكي ، جزء ( 1 ) صفحه ( 296 ) .
[2] البيئيات، علم الأحياء البيئي: فرع من علم الأحياء يُعنى بعلاقة المتعضيات بعضها ببعضها الآخر، وبعلاقتها ببيئتها الطبيعية.ينقسم عادةً إلى فرعين رئيسيين: بيئيات الحيوان وبيئيات النبات. وهو يدرس في المقام الأول المناخ الجغرافي الملائم لحياة النوع، كما يدرس مسألة الغذاء لصلتها الوثيقة بالبيئة، ومسألة التكاثر والتناسل لأن هذه الظاهرة كثيراً ما تؤدي إلى مشكلات خاصة بالغذاء يُضطر معها أفراد النوع إلى اتخاذ واحد من ثلاثة سبل: التكيف مع البيئة للحد من التكاثر، أو الهجرة إلى موطن آخر، أو البقاء دون تكيف وبذلك يسير النوع في طريق الانقراض. – علم البيئة البشري علاقة الإنسان ببيئته الطبيعية، كما يدرس مشكلات معقدة أخرى كالهجرة من الأرياف إلى المدن، ونشوء المجتمعات الصناعية، وغير ذلك من المسائل الناشئة عن التطور الاجتماعي المتسارع.
[3] المتعضي " Organism " : كائن حي مؤهل للعيش بالاستعانة بأعضاء منفصلة من حيث الوظيفة، ولكن بعضها يعتمد على البعض الآخر. والحيوانات والنباتات كلها متعضيات. وبعض المتعضيات بالغ الصغر إلى حَد يتعذر معه رؤيته بالعين المجردة، ومن أجل ذلك ندعوه " المتعضي ألمجهري microorganisms " -
[4] المصدر السابق، صفحه ( 126 ).
[5] المرجع السابق، صفحه ( 127 ) .
[6] المرجع السابق، صفحه ( 127 – 128 ) .
[7] المرجع السابق، صفحه ( 124 ) .
[8] المرجع السابق، صفحه ( 128 ). وموسوعة المورد العربية، المجلد الثاني، صفحه ( 740 ) .
[9] موسوعة المورد العربية، المجلد الأول، صفحه ( 348 ).

منقول من :
موسوعة الخلق والنشوء
حاتم ناصر الشرباتي
الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة.مصر
www.sharabati.org


يتبع على حلقات ان شاء الله >>>>>>>>>>>>>>>>

حاتم ناصر الشرباتي
10-04-2006, 04:29 PM
الخَلــق والصُّدفــة العشوائيـــة[1 ]

يقول الفيلسوف "برتراند راسل": (ليس وراء الإنسان غاية أو تدبر، إنَّ نشأته وحياته وآماله ومخاوفه وعواطفه وعقائده ليست إلا نتيجة لاجتماع ذرات جسمه عن طريق المصادفة).[2 ]

أما هُكسلي فبسذاجة متناهية وتبريرات واهية تنم عن طيش ورعونة وعن خيال واسع فيقول: (لو جلست ستة من القرود على الآت كاتبة وظَلَت تضرب على حروفها لملايين السنين، فلا نستبعد أن نجد في بعض الأوراق الأخيرة التي كتبوها قصيدة من قصائد شكسبير "!!!" فكذلك كان الكون الموجود الآن نتيجة لعمليات عمياء ظلَت تدور في المادة لبلايين السنين).[3 ] أما عالم البيولوجيا هيكل "Heckle " فقد تطاول أو تغابى حين قال في هرطقة متغابية: (ائتوني بالهواء والماء وبالأجهزة الكيماوية اللازمة وبالوقت وسأخلق الإنسان).[4 ]

أما تاريخ الخلق فيحدده جورج جامبوفي كتابه "تاريخ الأرض" وفقا لمعاييره واستنتاجاته وتصوراته كما يلي: (إنَّ الكون قد بدأ تطوره منذ بليون بليون سنه، أما الأرض فقد نشأت حديثا جداً إذ لم توجد إلا منذ بليونين من السنين، وظهرت الحياة على الأرض من بليون سنه، وظهرت الحيوانات البرمائية منذ 200 مليون سنه، أما الحيوانات الثديية التي يعتبر الإنسان أحد فروعها فقد بدأ ظهورها منذ 120


مليون سنه، والإنسان وهو أحدث الوافدين على الأرض إذ بدأ على صورته الإنسانية منذ 50 مليون سنه).[ 5] في حين أنَّ علماء الفلك والجيولوجيا والأحافير يقولون بأنَّ الزمن الذي انقضى منذ انفصال الأرض من السَّديم الأصلي حتى ظهور الإنسان يتراوح بين مليون سنة وبين خمسة عشر مليون سنة !!![6 ]

أمّا دي نواي فتقول تقديراته: (لا بُدّ أنّ الأرض لم توجد إلا منذ بليونين من السنين، وأنّ الحياة – في أي صورة من الصُّور – لم توجد إلا قبل بليون سنة عندما بردت الأرض).[7 ]

لقد فسّر التطوريون وجود هذا الكون بنظامه الفريد وقوانينه الدقيقة بواسطة "قانون الصدفة" الذي هو في رأي "سير جيمس جينز" ليس بكلام فارغ بل هو كما يعتقد ويجزم تماماً وبلى أدنى شك على "قوانين الصدفة الرياضية البحتةPurely mathematical Law of chance"[ 8]. لــذا فإنّ أحد العلماء الأمريكيين يعلق قائلاً: (إنّ نظرية الصدفة ليست افتراضاً إنما هي نظرية رياضية عُليا، وهي تطلق على الأمور التي لا تتوفر في بحثها معلومات قطعية، وهي تتضمن قوانين صارمة للتمييز بين الباطل والحق، وللتدقيق في مكان وقوع حادث من نوع معين، وللوصول إلى نتيجة هي معرفة مدى مكان وقوع ذلك الحادث عن طريق الصدفة).[9 ]

أما "أ. كريسي موريسون A.Cresy Morrison" الرئيس السابق لأكاديمية العلوم بنيويورك فيعلق على قانون الصدفة قائلاً: (إنَّ حجم الكرة الأرضية، وبعدها


عن الشمـس، ودرجة حرارة الشمس وأشعتها الباعثة للحياة، وسمك قشرة الأرض وكمية المـاء، ومقدار ثاني أكسيد الكربون وحجم النيتروجين، وظهـور الإنسـان وبقاءه على قيد الحياة، كل أولاء تدل على خروج النظام من الفوضى، وعلى التصميم والقصد، كما تدل أيضاً على أنه طبقاً للقوانين الحسابية الصارمة ما كان يمكن حدوث كل ذلك مصادفة في وقت واحد على كوكب واحد، مرة في بليون مرة – إن كان يمكن أن يحدث هكذا – ولكن لم يحدث هذا بالتأكيد. وحين تكون الحقائق هكذا قاطعة، وحين نعترف كما ينبغي لنا بخواص عقولنا التي ليست مادية، فهل في الإمكان أن نعقل البرهان ونؤمن بمصادفة واحدة في بليون ونزعم أننا وكل ما عدانا نتائج المصادفة؟

لقد رأينا أنَّ هناك 999 999 999 فرصة ضد واحد أي ضد الاعتقاد بأنّ جميع الأمور تحدث مصادفة، والعلم لا ينكر الحقائق كما بيناها، وعلماء الحساب يقرون أن هذه الأرقام صحيحة، والآن تقابلنا مقاومة عنيدة من العقل البشري الذي يكره النزول عن أفكار مستقلة، لقد كان اليونان القدماء يعرفون أنّ الأرض كروية، ولكن مضى ألفا سنة ليؤمن الناس بصدق هذه الحقيقة.[ 10] إنّ الأفكار الجديدة تلقى معارضة وسخرية وذماً ولكن الحقيقة تبقى وتثبت.

وهنا أكرر القول بأنّ قصدي من هذه المعالجة للمصادفة هو أن أبين بطريقة علمية واضحة تلك الحدود الضيقة التي يمكن الحياة بينها أن توجَدَ على الأرض، وان اثبت بالبرهان القطعي الواقعي أنّ جميع مقومات الحياة الحقيقية ما كان يمكن أن توجد على كوكب واحد في وقت واحد بمحض المصادفة ).[11 ]


أما البروفيسور "أيودين كونكلين" فيعلق على قانون الصدفة قائلاً: (إنَّ القول بأنَّ الحياة وجدت نتيجة حادث اتفاقي شبيه في مغزاه بأن تتوقع إعداد معجم ضخم نتيجة انفجار صدفي في مطبعة).[ 12]

أما عالم الأعضاء الأمريكي "مارلين ب. كريدر" فيقول "(إنّ الإمكان الرياضي في توفر العلل اللازمة للخلق - عن طريق الصدفة - في نسبها الصحيحة هو ما يقرب من لا شيء).[ 13]، ويقول "جون كليفلاند كوثران"[ 14] في مقال له بعنوان "النتيجة الحتمية":
(إننا لنرى أنّ التطورات الهامة التي تمت في جميع العلوم الطبيعية خلال المائة سنة الماضية بما في ذلك الكيمياء قد حدثت بسبب استخدام الطريقة العلمية في المادة والطاقة. وعند استخدام هذه الطريقة تبذل كل الجهود للتخلص من كل احتمال من الاحتمالات الممكنة التي تجعل النتيجة التي نصل إليها راجعة إلى محض المصادفة. وقد أثبتت جميع الدراسات العلمية بصورة ثبتت في الماضي ولا تزال ثابتة في الحاضر أنّ سلوك أي جزء من أجزاء المادة مهما صغر أو تضائل حجمه لا يملك أن يكون سلوكاً عشوائياً، بل أنه على النقيض من ذلك يخضع لقوانين طبيعية محددة. وفي كثير من الأحيان يتم اكتشاف القانون قبل اكتشاف أسبابه أو فهم طريقة عمله بفترة طويلة من الزمن، ولكن بمجرد معرفة القانون وتحديد الظروف التي يعمل في ظلها يثق الكيمويون فيه كل الثقة، ويظل القانون عاملاً ومؤدياً إلى نفس النتائج.

>>>>> الهامش <<<<<

[1] صدفةُ. صادفهُ. مصادفة: لَقِيَهُ على غير موعد ولا توقع. والعشوائية: عدم التعمد والتقصّد.
[2] Limitations of science .
- الله يتجلى في عصر العلم ، صفحه ( 51 ) .
[3] كتاب " الإسلام يتحدى "، صفحه ( 72 ) نقلاً عن: The Mysterious Universe. pp. 3-4
[4] المصدر السابق، صفحه ( 78 ).
[5] جورج جامبو، تاريخ الأرض.
[6] المرجع، صفحه ( 44 ).
[7] الإسلام يتحدى، صفحه ( 76 )، نقلا عن: Human Destiny, pp. 30-36
[8] المصدر السابق، صفحه ( 73 )، نقلا عن: Mysterious Universe pp.3
[9] الإسلام يتحدى، صفحه ( 73 ( نقلا عن: The Evidence of Gad pp23.
[10] في حين أن كروية الأرض هي نظرية افتراضية وليست من الحقائق، فقد ثبت أنها بيضوية الشكل " دحي " كما وصفها القران الكريم " والأرض وما دحاها " – الشمس ( 6 ). – المؤلف -
[11] أ. كريسي موريسون في كتابه " العلم يدعو للإيمان " الصفحات ( 191 – 196 ). بحث المصادفة.
والكتاب ترجمة لكتابه " Man does not stand alone " أي " الإنسان لا يقوم وحدة.
[12] الإسلام يتحدى، صفحه ( 72 )، نقلا عن: The Evidence of God p. 174
[13] المصدر السابق، صفحه ( 77 ). نقلا عن: Ibid, p. 67.
[14] جون كليفلاند كوثران، هو من علماء الكيمياء والرياضة، حائز على دكتوراه من جامعة كورنل، رئيس العلوم الطبيعية - بجامعة دولت ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


منقول من :
موسوعة الخلق والنشوء
حاتم ناصر الشرباتي
الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة.مصر


www.sharabati.org

يتبع على حلقات ان شاء الله >>>>>>>>>>>>>>>>

حاتم ناصر الشرباتي
10-28-2006, 01:32 PM
الخَلــق والصُّدفــة العشوائيـــة[2]

وليس من المعقول أن يكون لدى الكيماويين كل هذه الثقة في القوانين الطبيعية لو أنَّ سلوك المادة والطاقة كان من النوع العشوائي الذي تتحكم فيه المصادفة، وعندما يتم أخيراً إدراك الأسباب التي تجعل هذا القانون الطبيعي عاملاً وتفسر لنا حقيقته، فإنّ أي أثر لفكرة العشوائية أو المصادفة في سلوك المادة أو الطاقة سوف يندثر اندثاراً تاماً.

ومنذ مائة سنة تقريباً رتَّبَ العالم الروسي "مانداليف" العناصر الكيماوية تبعاً لتزايد أوزانها الذرية ترتيباً دورياً، وقد وجد أن العناصر التي تقع في قسم واحد تؤلف فصيلة واحدة ويكون لها خواص متشابهة، فهل يمكن إرجاع ذلك إلى مجرد المصادفة؟

وهل يمكن أن نفسر على أساس المصادفة ما توصل إليه العلماء السابقون من تفاعل ذرات عنصر (أ) مع ذرات عنصر (ب) وعدم تفاعلها مع عنصر (ج)؟ كلا. إنهم قد فسروا ذلك على أساس أنّ هناك نوعاً من الميل أو الجاذبية بين جميع ذرات عنصر (أ) وجميع ذرات عنصر (ب)، ولكن هذا الميل أو الجاذبية منعدم بين ذرات عنصر (أ) وبين ذرات عنصر (ج) ....... فهل يتصور عاقل أو يفكر أنَّ المادة المجردة من العقل والحكمة قد أوجدت نفسها بنفسها بمحض المصادفة؟. لا شك أنَّ الجواب سيكون سلبياً. بل إنّ المادة عندما تتحول إلى طاقة أو تتحول الطاقة إلى مادة فإنَّ ذلك يتم طبقاً لقوانين معينة، والمادة الناتجة تخضع لنفس القوانين التي تخضع لهل المادة المعروفة التي وُجدت قبلها.

وتدلنا الكيمياء على أنَّ بعض المواد في سبيل الزوال أو الفناء، ولكن بعضها يسير نحو الفناء بسرعة كبيرة والآخر بسرعة ضئيلة، وعلى ذلك فالمادة ليست أبدية[1 ]، ومعنى ذلك أيضاً أنها ليست أزلية[2 ] إذ أنَّ لها بداية، وتدل الشواهد من الكيمياء وغيرها من العلوم على أنَّ بداية المادة لم تكن بطيئة أو تدريجية بل

وُجدَت بصورة فجائية، وتستطيع العلوم أن تحدد الوقت الذي نشأت فيه هذه المواد، وعلى ذلك فإنَّ هذا العالَم المادي لا بُدّ أن يكون مخلوقاً، وهو منذ أن خُلق يخضع لقوانين وسنن كونية محددة ليس لعنصر المصادفة بينها مكان.

فإذا كان هذا العالَمُ المادي عاجزاً عن أن يخلق نفسه أو يحدد القوانين التي يخضع لها فلا بدَّ أن يكون الخلق قد تمَّ بقدرة كائن غير مادي. وتدل الشواهد جميعاً على أنَّ الخالق لا بُدَّ له أن يكون متصفاً بالعقل والحكمة. إلا أنَّ العقل لا يستطيع أن يعمل في العالم المادي دون أن يكون هناك إرادة. ولا بدَّ لمن يتصف بالإرادة أن يكون موجوداً وجوداً ذاتياً. وعلى ذلك فإنَّ النتيجة المنطقية الحتمية التي يفرضها علينا العقل ليست مقصورة على أنَّ لهذا الكون خالقاً فحسب، بل لا بُدَّ أن يكون هذا الخالق حكيماً عليماً قادراً على كل شيء حتى يستطيع أن يخلق هذا الكون وينظمه ويدبره، ولا بد أن يكون هذا الخالق دائم الوجود تتجلى آياته في كل مكان. وعلى ذلك فإنه لا مفر من التسليم بوجود الله خالق هذا الكون ومدبره وموجهه. إنَّ التّقدم الذي أحرزته العلوم منذ أيام "لورد كلفن" يجعلنا نؤكد بصورة لم يسبق لها مثيل ما قاله من قبل من أننا إذا فكرنا تفكيراً عميقاً فإنَّ العلوم سوف تضطرنا إلى الإيمان بالله ).[3 ]

أما "جورج هربرت بلونت" [4 ] فيقول في مقال له بعنوان "منطق الإيمان" :

(... فالأدلة الكونية تقوم على أساس أنَّ الكون متغير، وعلى ذلك لا يمكن أن يكون أبدياً، ولا بد من البحث عن حقيقة أبدية عليا، أما الأدلة التي يبنى على أدراك الحكمة فتقوم على أساس أنَّ هنالك غرضاً معيناً أو غاية وراء هذا الكون ولا بد


لذلك من حكيم أو مدبر، وتكمن الأدلة الإنسانية وراء طبيعة الإنسان الخلقية، فالشعور الإنساني في نفوس البشر إنما هو اتجاه مشروع أعظم.

ولما كان اشتغالي بالعلوم ينحصر في التحليل الفيزيائي، فإنَّ الأدلة التي يتجه إليها تفكيري تعتبر من النوع الذي يبحث عن حكمة الخالق فيما خلق. ولاكتشاف القوانين التي تخضع لها الظواهر المختلفة لا بُدَ من التسليم أولاً بأنَّ الكون أساسه النظام، ثم يتجه الباحث نحو كشف هذا النظام.... ولا يمكن أن يتصور العقل أنَّ هذا النظام قد نشأ من تلقاء نفسه من العدم أو من الفوضى، وعلى ذلك فإنَّ المفكر لا بد وأن يصل ويسلم بوجود إله منظم لهذا الكون[5 ]، وعندئذ تصير فكرة الألوهية إحدى بديهيات الحياة، بل الحقيقة العظمى التي تظهر في هذا الكون والمطابقة بين الفرض والنتيجة تعد برهاناً على صحة هذا الفرض. والمنطق الذي نستخدمه هنا هو أنه إذا كان هنالك إله فلا بد أن يكون هنالك نظام، وعلى ذلك فما دام هنالك نظام فلا بد من وجود إله.... فإذا قارنا بين الشواهد التي يستدل بها المؤمنون على وجود الله، وتلك التي يستدل بها الملحدون في إنكار ذاته العلية، يتضح لنا أنَّ وجهة نظر الملحد تحتاج إلى تسليم أكثر مما تحتاج إليه وجهة نظر المؤمن، وبعبارة أخرى نجد المؤمن يقيم إيمانه على البصيرة، أما الملحد فيقيم إلحاده على العمى، وأنا مقتنع أن الإيمان يقوم على العقل، وأنَّ العقل يدعوا إلى الإيمان)[ 6]

أما "وحيد الدين خان" فيقول: ( ولو افترضنا أنَّ المادة وُجدَت بنفسها في الكون، وافترضنا أيضاً أنَّ تَجَمعها وتفاعلها كان من تلقاء نفسها – ولست أجد أساساً لأقيم عليه هذه الافتراضات – ففي تلك الحال أيضاً لن نظفر بتفسير الكون، فإنَّ صُدفَة أخرى تحول دون طريقنا، فلسوء الحظ أنَّ الرياضيات التي تعطينا نكتة


الصُدْفَة الثمينة هي نفسها التي تنفي أي مكان رياضي في وجود الكون الحالي بفعل قانون الصدفة).[7 ]

أما العالِم الطبيعي "إسحاق نيوتن" فيقول: (لا تشكوا في الخالق فإنه مما لا يعقل أن تكون المصادفات وحدها هي قاعدة الوجود)[8 ].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
[1] الأبدي هو دائم الوجود.
[2] الأزلي هو ما لا أول له ولا آخِر.
[3] كتاب " الله يتجلى في عصر العلم " الصفحات ( 21 – 25 ). والكتاب هو النسخة العربية لكتاب: " The Evidence of God ".
[4] جورج هربرت بلونت: أستاذ الفيزياء التطبيقية، وكبير المهندسين بقسم البحوث الهندسية بجامعة كاليفورنيا.
[5] الكون: هو مجموعة الأجرام السماوية.
[6] المصدر السابق، الصفحات ( 78 – 83 ).
[7] وحيد الدين خان، كتاب "الإسلام يتحدى"، صفحه (73)، وهو النسخة العربية المترجمة للكتاب باللغة الأردية باسم: Jadeed Ka challenge. ؛ Ilmeَ
[8] العبادة في الإسلام، يوسف القرضاوي، صفحه ( 17 ).


منقول من :
موسوعة الخلق والنشوء
حاتم ناصر الشرباتي
الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة.مصر

الموقع الشخصي لحاتم ناصر الشرباتي
www.sharabati.org

يتبع على حلقات ان شاء الله >>>>>>>>>>>>>>>>

حاتم ناصر الشرباتي
02-05-2007, 01:26 PM
الفصل الرابع عشر

هــل الإنســان مـن ذريــة القـرود؟


تصور العلماء أنَّ "إنسان نياندرتال" كان وجهه يشبه وجه القرد حيث اختفى من أوروبا بطريقة غامضة!!! ومع الوقت اكتُشِفَت عشرات من قطع العظام في جنوب وشرق أفريقيا في محاولات مضنية للتعرف على الأجداد المفقودين في جب النشوء والارتقاء حيث تضاربت فيه الآراء، إلا أن إنسان نياندرتال كان جسمه براميلياً مكتنز اللحم كالإسكيمو وذو أنف عريض واسع ليدفيء الهواء البارد الذي كان يستنشقه في أصقاع أوروبا حيث كان يعيش في أواخر العصور الجليدية المتعاقبة.[1 ] ويعتبرون أنّ الإنسان الأول كان منتصب القامة، خرج من أفريقيا، وكان يصنع الآلة الصوانية كالفؤوس والأسلحة والمكاشط والشفرات الحادة. ويختلف إنسان نياندرتال عنه بأنفه العريض وضخامة عظام فكه وكبر حجم أسنانه الأمامية. لكنَّ العُلماء اكتشفوا فيما بعد عظاماً أقدم لها ملامح تشريحية مختلفة ولم يعد بعدها نياندرتال الجد الأول ... لهذا يظلُّ البحث جارياً عنه.[ 2]

والخطوات الأولى لسيناريو البشر منتصبي القامة أظهرتها – كما يَدَّعون – الحفائر التي اكتشفت في جنوب وشرق أفريقيا عندما عثر العلماء على آثار أقدام مطبوعة فوق رماد بركان قديم عندما عبرت الرئيسيات سهول تنزانيا في لاتولي منذ 3.6 مليون سنة، وهذا الاكتشاف جعل "فيونامارشال" يبذل كل جهوده للحفاظ على هذه البصمات القدمية لأنَّ علماء الوراثة من خلال تفسيرهم الجنيني اكتشفوا أنَّ الإنسان العاقل كان يعيش في أفريقيا وآسيا قبل ظهور "إنسان نياندرتال" لأنَّ أول إنسان ظهر منتصب القامة كان منذ نحو 1.5 مليون سنة في "بدو بأثيوبيا" و "ندوتو بتنزانيا" لأن ما وجد من عظامه كانت سميكة ومتينة عن ذي قبل مما يُمَكِنَهُ من الوقوف عليها بسهولة.[ 3]

أما الكاتب "ريك جو" وزميله المصور "كينيث جاريف" فقد سافرا مئات الأميال إلى تنزانيا وجنوب أفريقيا للتّعرف على الأسلاف ولمعرفة كيف خطا الإنسان أولى خطواته على قدميه فوق الأرض... وفي جنوب أفريقيا شاهد الكاتب حفائر معظمها اكتشف هناك بواسطة علماء جامعة جوهانسبرج، وقاموا من خلال دراستها باكتشاف الخطوات الأولى لأشباه الإنسان قبل أن يصبحوا بشراً وأوعزوا نسبه إلى القرد، كما أكدوا على أنَّ ثمة مجموعتين للبشريات قد ظهرتا خلال أربعة ملايين سنة، إحداها الجنس البشري الذي ظهر منذ 2.5 مليون سنة، وقالوا أن المجموعتين شملتا ظهور الإنسان الماهر والإنسان العاقل والإنسان منتصب القامة، لكنَّ العُلماء ما زالوا حائرين في كيف وأين حلَّ الجنس البشري محلَّ أشباهه الأوسترالوييثكيسين الذين كانوا يشبهون القردة بأمخاخها الصغيرة إلا أنهم كانوا يسيرون على أقدامهم.[ 4]

والأسترالوبيثكس أو"شبيه الإنسان" كان عالِم التَشريح "ريمون دارت" هو أول من ادعى اكتشاف أول حفرية لها عام 1925 بكهف "توانج" الحجري بجنوب أفريقيا..... وكانت لطفل عمره 2.5 مليون سنه، واعتبر علماء جنوب أفريقيا أنَّ طفل توانج هو الحلقة المفقودة بين القرد والإنسان حيث أطلقوا عليه اسم "استرا لوبيثكس أفريكارتر" أي "قرد جنوب أفريقيا". وبعد توانج اكتشـف العلماء عظاماً لعدة أنواع من شبيـه الإنسـان منها " H.Repust" وأنواع عائلة "لوسـي" الشهيرة التي عمرها 3.18 مليون سنة والتي اكتشفت عظامها في موقع "جيدار بأثيوبيا" عام 1974، واعتبر العلماء وقتها أنَّ لوسي هي "أم البشر"، ومع هذا فقد أعلن عالما الحفائر الألمانيان "بيتر شميديت" و "مارتن هوسلر" بجامعة زيورخ أنَّ لوسي ليست
أم البشر كما يقال، بل ذكر كامل الذّكورة، وأكّد ذلك العالم "لوري هاجر" الذي شكك في أنوثتها مكذباً الادعاء بأنها أم البشر.[ 5] وقد اكتشف فريق جامعة بيركلي في بحيرة توركانا عظاماً عمرها 4.4 مليون سنة، واعتبر "هوايت" أنها لنوع آخر من أشـباه الإنسان سماه "راميدس" وقالوا أنّه همزة الوصل بين أسلافنا والشمبانزي.[ 6]

وفي عام 1994 أعلن علماء الحفائر بجنوب أفريقيا عن مكتشفاتهم الحفائرية لشبيه الإنسان "أفريكاتر" مما جعلهم يؤكدون أنَّ شبيه الإنسان وُجِدَ أولاً في جنوب أفريقيا وليس شرقها، ويعلق العالم "بيرجر" من جامعة جوهانسبرج بأنَّ خاصية المشي على قدمين نشأت في موقعين: أحدهما في شرق أفريقيا حيث عاش والموقع الثاني في جنوب أفريقيا حيث كان نوع "أفريكاتر" الذي لم يكن بدائياً لأنَّ إصبعه يشبه إصبع الإنسان...[7 ]

وقد نشرت دورية "العِلم" مقالاً تحت عنوان " متاهة البحث عن الجذور!!! علماء أستراليا يهدمون نظرية داروين.... القرد أصله إنسان ترك الأرض وتَسَلقَ الأشجار فحدث له التحول!!!" حيث قالت: (في جامعة كانبيرا أعلن علماء الأجناس الأستراليون أنَّ القرد أصلهُ إنسان وهدموا مؤخراً نظرية داوين وقلبوها، واعتبروا إنسان أسترالوبيتكس القديم جَدُ القرد الإنسان، ويقول الأستراليون أنَّ الإنسان انفصل منذ أربعة ملايين سنة، وهذا يخالف قول علماء أصول الإنسان من أنَّ الانفصال تم منذ ثمانية ملايين سنة، ويضيف الأستراليون في نظريتهم أنَّ القرد لم ينزل من فوق الشّجرة ليتطور لإنسان، لكنَّ الإنسان ترك الأرض وتسلق الأشجار وظلَّ هناك حتى أصبح قرداً)[ 8]
ــــــــــ
[1] مجلة العلم "، القاهرة – العدد 249 – يونيه 1997، صفحه ( 32 ).
[2] المرجع السابق . والمبحوث عنه المقصود في نهاية الفقرة هو: " الجد الأول للإنسان ".
[3] المرجع السابق.
[4] المرجع السابق، صفحه ( 33 ).
[5] المرجع السابق، الصفحات ( 33 – 34 ).
[6] المرجع السابق، صفحه ( 34 ).
[7] المرجع السابق، صفحه ( 34 ).
[8] المرجع السابق، صفحه ( 31 و 32 ).



منقول من :
موسوعة الخلق والنشوء
حاتم ناصر الشرباتي
الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة.مصر

الموقع الشخصي لحاتم ناصر الشرباتي


www.sharabati.org


يتبع على حلقات ان شاء الله >>>>>>>>>>>>>>>>

حاتم ناصر الشرباتي
03-03-2007, 08:35 AM
الفصل الرابع عشر
هــل الإنســان مـن ذريــة القـرود؟
الحلقة الثانية


يؤكد دعاة فكرة التطور أن الإنسان من سلالة القرود، ويقولون أنّ الهوة بين الإنسان وبين الحيوان قد ملأها "إنسان ما قبل التاريخ" أو "الإنسان القرد" – الذي لم يوجد قط – وفي ذلك تقول دورية "العلوم":

(يتصور علماء التطور أجدادنا أجلافاً[ 1] وبلا ذنب، وهم أضخم بقليل من الإنسان القرد الذي يعيش في أيامنا هذه، وأنهم كانوا يتمتعون بعضلات وجه متحرك، ولكنهم لم يكونوا شديدي الذكاء، وكانوا يتسلقون الأشجار ويعيشون على الأكثر عليها كما يعيشون على وجه الأرض، وكانوا يستطيعون أن ينتصبوا انتصاباً غير تام، كما كانوا يمشون على أربع وعلى رجلين، ويبدو أنه لم تكن لهم لغة محكية.)[ 2]

أي أنّه كان هناك على زعمهم إنسان قردي ذو جسم حيواني وعقل غير ناضج، يجتمع فيه في آن واحد صفات بشرية وأخرى حيوانية، إنسان لا يعقل إلا قليلاً ولا يتمكن عن التعبير عما يجيش في صدره بالكلام، وهذا القول الافتراضي يحتاج إلى برهان يُثبته، والجواب هو ما قدمه "جان روستان" في كتابه "التطور": (مازال البحث جارياً، وسيظل مستمراً وقتاً طويلاً لمعرفة الصلات الحقيقية لكل هذه الأشكال... هل الإنسان ينحدر من قرد يشبه الإنسان القردي الذي نعرفه؟ أو أنه ينحدر من قرد دون ذلك، أو من حيوان بدائي لا يستحق حتى اسم قرد؟)[3 ]

يتضح مما تقدم أنَّ كل ذلك هو مجرد افتراضات وهرطقات لا تمت إلى الحقيقة بصلة ما دام من يقول بها لا يملك الدليل على صحتها، ومعنى ذلك أنه توجد صعوبة في إثبات تلك المقولــة بالبرهان الدامغ، لــذا فإنَّ الدوريـة نفسها تضيف قائلة : ( إنَّ إحدى الصعاب الرئيسية تكمن في ندرة وجود جماجم

إنسان في المستحثات ذات دلالة حقيقية ، وكل ما وجد من جماجــم حتى الآن في توابيـت كبيرة، وكل ما فيها من عظام لا علاقــة له بالجمجمة)[4 ]

أما الصعوبة الثانية فهي كما ذكرها "جوليان هكسلي" في كتابه "التطور على اعتبار أنه امتداد" حيث قال: (في أكثر الحالات يكون وصف النموذج الذي يقدمه العلماء الذين يكتشفونه ينطوي على أهمية خاصة، أو يحتل مكاناً مرموقاً في عالم نسبة الإنسان المباشر إلى الأجداد في مقابل نسبته إلى القرود. ولكن حظّ هذا القول من الواقع قليل، وفي حالة الكلام عن تطور الإنسان الأول قلما تكون الاستنتاجات مدعومة بدليل بسبب قلة الوثائق)[ 5]

نعم، إنَّهُ مجرد وهم علق بمخيلتهم، إنها هرطقة يريدون وبكل الوسائل والأساليب إلباسها ثوب الحقيقة، ولكن فإنه لا دليل لديهم لدعم تلك الهرطقة سوى رغبتهم في نشر تلك المقولة، إنهم يحاولون التأويل والتأليف كيفما اتفق ليوهموا أنفسهم قبل أن يوهموا الناس أنّ في جعبتهم الأدلة والبراهين، إنّ كل ما تقدم لم يثنهم عن هرطقتهم أنَّ الإنسان وما يسمى بالإنسان القردي هما توأمان من أبوين من القرود!!!

وفي إصرار عجيب تؤكد مجلة " العالم الحديث " تلك القرابة المزعومة قائلة: (إنَّ القرابة التي لا شكَّ فيها بين الإنسان والإنسان القردي تدل بصراحة أنَّ لهما جداً مشترَكاً، ولكن هذا الجد لم يوجد حتى الآن، وقد نجد صعوبة في التّعرُف عليه)[6 ]


يتضح مما تقدم بجلاء أنَّ دعاة التّطور المنادين بتطور الإنسان من الإنسان القردي والذي بدوره قد انحدر من نفس الجد – وهو القرد أو السعدان – إنما يهرقطون بسفاسف القول، إنه الوهم الذي هم فيه عاجزون عجزاً كاملاً إثباته بدليل أو بشبهة دليل يُرضون به أنفسهم قبل أن يُقنعوا غيرهم من الناس، وفي ذلك تعترف جريدة "ستر دي ايفننج بوست" أنه على الباحثين عن أصل الإنسان أن يستمروا في البحث حتى يكتشفوا أصول أجدادهم القرود!!![7 ]

وكما عجز داروين صاحب النظرية المشهورة أن يؤكد من هو جد الإنسان الأول – القرد أم السعدان – فإنَّ مؤلف كتاب "الإنسان الأول" يؤكد ذلك العجز صراحة حين يقول (من المؤسف أن تظل حتى الآن المرحلة الأولى من التطور الإنساني سراً غامضاً)[ 8]

وفي أسلوب ينم عن اللباقة تفسر دورية "العلوم" الأمريكية العجز في ذلك قائلة:

(إنَّ نوعية نسب أجداد الإنسان ما زالت نظرية محضة)[9 ] - أي ليست من الحقائق – وبنفس الأسلوب نجد أنَّ " علماء الإنسان القردي "قد وضعوا في مؤتمرهم المعقود سنة 1965 تواريخ اعتمدتها مجلة "نيو يورك تايمس" حيث قرروا: (إنَّ جهلنا بشجرة نسب الإنسان ما زالت حتى اليوم جهلاُ عجيباً فهناك ما زالت ثغرات.)[10 ] إلا أنهم مع ذلك وبتأكيد غريب مستهجن يدللون على وجود الإنسان القردي قائلين كما ورد في نفس المجلة: (منذ ما لا يقل عن ثلاثين مليون سنة بدأت تظهر الصفات التي تميّز الإنسان عن غيره من الحيوانات)[ 11] ويشير الجدول الذي اعتمدوه إلى التأكيد على أنّه في المقام الأول يوجد حيوان اسمه

"Proplio Pithecus" يشبه القرد المسمى "غيبون Gibbon "[12 ] والذي وجدت عظامه في مصر.


ـــــــــــــــــــــــــ
[1] الجلف: الجافي في خَلْقِهِ وَحُلُقِه ، شُبّه بجلف الشاة ، أي أنّ جوفه هواء لا عقل فيه ، قال سيبويه: الجلف جمعها أجلاف ، ويطلق على الأحمق أنه جلف لضعف عقله.
[2] خلق لا تطور، صفحه ( 95 )، نقلاً عن: دورية " العلوم Sciences "، عدد أيار سنة 1965.
[3] المرجع السابق، نقلاً عن: ‘ كتاب " التطور Evolution "، جان روستان.
[4] المصدر السابق، صفحه ( 96 )، نقلاً عن: دورية " العلوم Sciences "، عدد أيار سنة 1953.
[5] المصدر السابق، نقلا عن:Julian Huxley. Evolution as a Process
[6] المصدر السابق، صفحه ( 97 )، نقلاً عن: مجلة " العالم الحديث New Scientist " عدد 25 / 3 / 1965
[7] خلق لا تطور، صفحه ( 97 )، نقلاً عن: Saturday Evening Post
[8] المصدر السابق، نقلاً عن: كتاب " الإنسان الأول " Primates
[9] المصدر السابق، نقلاً عن: مجلة " العلوم Sciences " عدد شهر 11 سنة 1966.
[10] المصدر السابق، صفحه ( 98 )، نقلاً عن: مجلة " New York Times "، عدد 11 / 4 / 1965.
[11] المصدر السابق.


منقول من :
موسوعة الخلق والنشوء
حاتم ناصر الشرباتي
الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة.مصر

الموقع الشخصي لحاتم ناصر الشرباتي



www.sharabati.org


يتبع على حلقات ان شاء الله >>>>>>>>>>>>>>>>123

حاتم ناصر الشرباتي
04-06-2007, 07:18 AM
هــل الإنســان مـن ذريــة القـرود؟
الحلقة الثالثة*


تلك كانت المرحلة الأولى من مراحل تطور وتحول الإنسان من قرد إلى إنسان، أمّا المرحلة الثانية فهي كما يقول جدولهم المعتمد: (إنَّ المرحلة الثانية كانت قبل 19 مليون سنة، وفيها ظهر حيوان تشبه أسنانه أسنان الإنسان والقردة)[1 ] لقد زعموا وجود بقايا من هذا الحيوان والذي أطلقوا عليه اسم "Dryopithecus"[ 2] في أفريقيا وفي أورازيا[3 ] وبعملية حسابية نجد أنّ الفرق بين الحيوان الأول وبين الحيوان الثاني هو فترة زمنية تقدر ب 11 مليون سنة ليس لدينا عنها أي علم في المستحاثات[ 4]. وتضيف المجلة (بعد انقراض الحيوان الثاني منذ نحو تسعة ملايين سنة لم نجد في الصخور أي معلومات خلال سبعة ملايين سنة)[5 ]. إلا أنَّ نفس المجلة وفي عدد آخر تستعمل الحكمة والتروي حتى يتم لهم الحصول على براهين مادية حيث تذكر: (إنَّ من الحكمــة ألا نؤكد بأنّ الصلة بين الإنسان القردي والإنسان تعتمد على شهادة المستحاثات بل ننتظر اكتشافات جديدة)[ 6]


وفي نِسْـبـَة نَسـَب الإنسان إلى الجَد الذي ادعته دورية نيويورك تايمس الذي هو "Propilio "[7 ] فإنَّ علماء تطور آخرين يرفضون ذلك النَّسَب، ويوصلون النَّسَب بالقرد المعروف باسم "غيبون" ويقولون بأنّه "Dryopith"[ 8]، مع رؤيتهم أنَّ أقدم أجداد الإنسان القردي هو حيوان "Ramapith"[9 ] أي أنَّ لكل منهم روايات توهمها كيفما اتفق!

وتدعي نفس المجلة أنه: (منذ نحو 12 مليون سنة أي في منتصف الطريق بعد ظهور الإنسان الأول "Dryopith" ظهرت مخلوقة جديدة أسمتها "Simiesque" لها ملامح الإنسان، اكتشفت في سلسلة جبال سيواليك)[ 10]

يتضح بداهة أنَّ الجَد المزعوم "رامابيت" والجَد الآخر "أوسترالوبيت" الذي هو "الإنسان القردي الأفريقي" الذي يطلقون عيه اسم "Australo Pithecus" وهو الجَد الثاني المزعوم في سلسلة النَّسَب توجد بينهما ثغرة عميقة، وفي هذا تقول جريدة "أخبار العلوم" في عددها الصادر بتاريخ 28/1/1967: (من المؤسف أن يكون بين آخر رامابيت وبين أول أوسترالوبيت ثغرة تمتد نحو عشرة ملايين سنة ليس لدينا عنها أي أثر للمستحاثات وهكذا فأننا أمام هذه المعطيات نجد الصخور صامتة لا تدلي بأي دليل منذ 12 مليون سنة وحتى عشرين مليون سنة قبل عصرنا هذا)[11 ]

والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل عاقل ويحتاج إلى إجابة مقنعة هو: من هو الجد رامابيت هذا، وما هي أوصافه، وما هو الدليل على أنَّ هذا المخلوق المدعى يتصل بنسب الأبوة إلى الإنسان؟


ويجيب العلماء على هذا السؤال في مجلة " Saturday evening post ":

( لَعَلَّ الرامابيت كان الشمبانزي الصغير الذي يتمتع بأيد خفيفة وبخفة القرد، وقد يمكن أن يكون من أوائل المخلوقات التي عُرِفَت، ولكنه ليس بالمخلوق الأول في أُسرة الإنسان، وكان لا يقل ذكاء عن الشمبانزي الذي نعرفه الآن، وليس لدينا إلا فكرة عابرة عن صورة مقطوعة من فيلم طويل.)[12 ]

والذي نفهمه من هذا النّص والأوصاف التي يقدمها لنا علماء التطور بأنّ الرامابيت كان حيواناً من أُسرة القرد الإنساني المزعوم أو القردة كبيرة الحجم، أما ادعائهم أنَّه كان في سلسلة نسب الإنسان فإنَهُ وَهم وخيال واسع لا يتصل إلى الحقيقة بسبب، لا سيما وأنَّ علماء تطور آخرين لا يؤكدون أنه داخل في سلسلة التطور الإنساني، ومن ذلك ما يقوله "د. كلارك" صاحب كتاب "أدلة المستحاثات على تطور الإنسان" فقد ذكر في كتابه المذكور:

(يجوز لنا أن نتخيل صورة للمراحل التي تعترض بين أجدادنا المعروفة باسم "بيتوكويد Pithecoides" وبين "الأوسترالوبيت"، ولكن إذا انعدمت الأدلة الملموسة في المستحاثات تبقى الفكرة غير مقنعة.)[13 ]


لعلّ... . ربما .... قد نتخيل هناك ثغرات من الحكمة ألا نؤكد ....... قد نجد صعوبة في التأكد ........


وفي استعراض أقوالهم نجد أنه يغلب عليها ورود كلمات مثل: ( نتخيل. نظن. قَد. رُبَما. هناك ثغرات. من الحكمة ألا نؤكد، قلما تكون الاستنتاجات مدعومة بدليل. قد نجد صعوبة في التأكد. سِراً غامضاً. ما زالت محض نظرية. نتصور أنَّ. ما زال البحث جارياً... وهكذا) وهي كلها عبارات تشيكية لا تؤخذ على أنّ أصحابها قاطعون بصحتها، أو حتى أنّ لديهم ترجيحاً أو غلبة ظن بها، بل هي افتراضاتٌ وهمية لا أساس لها من الصّحة علقت بأذهانهم وطفقوا يألفون لها الأدلة التي عجزوا عن الإتيان بها، فلا يجوز أن يُكتفى بالتحدث عن سلسلة النّسَب النازلة عن الجَد الأكبر المشترك والمفترض افتراضاً بلا دليل حتى تنتهي إلى الأوسـترالوبيت المزعوم أيضاً في حين أنَّ تلك السلسلة ليست إلا هرطقات ونتيجة أوهام أتت من نزغ الشيطان، فلماذا يقبل عاقلٌ نظرية تقوم على تخيلات وأوهام لا تستند إلى أي دليل أو إثبات، وليس لها أي أثر في الواقع!!!

إنّ الأخذ بتلك النظرية أو ما يناقضها هو أمر عقائدي، فالعقيدة هي فكرة كلية شاملة عن الكون والحياة والإنسان، وعما قبل الحياة الدنيا وعما بعدها وهذا يعني تصديق جاذم مطابق للواقع عن دليل. وذلك يحتم علينا أنَّ كل ما نأخذه كعقيدة يجب أن يكون قد أتى بدليل عقلي يجذم به ويجذم بفساد وبطلان ما يخالفه، لذا فإن إعطاء نظريات عقائدية بلا دليل يمكن الجذم به هو أمر مرفوض قطعاً، كما هو مرفوض أيضاً الاعتقاد بنظريات أتت بعبارات تشكيكية لأن تلك العبارات تدل على عدم وجود القطع والجذم عند القائلين بها، بل تدل على الظن والتوهم مما لا يجوز أخذه في الاعتقاد، وبالتالي لا مكان لها لأن تصبح فكرة كلية شاملة.
ــــــــــــــــــــــــــ

منقول: موسوعة الخلق والنشوء ، حاتم ناصر الشرباتي، الصفحات ( 122-125 )
[1] غيبون: قرد هندي ماليزي يتسلق الأشجار بخفة بسبب طول ذراعه.
[2] المصدر السابق.
[3] لا يوجد ترجمة عربية لهذا الاسم، ويختصر باسم " Droplio ".
[4] أورازيا : اصطلاح يطلق على قارتي آسيا وأوروبا .
[5] المستحاثات – علم الإحاثة - paleontology – هو علم مستحدث يبحث في أشكال الحياة في العصور الجيولوجية الغابرة، كما تمثلها الأحافير الحيوانية والنباتية، وقد نشأ هذا العلم في أوائل القرن التاسع عشر، قاصدين منه إلقاء الأضواء على المسائل النشوئية، وعلى مسائل تصنيف الحيوان والنبات والعوامل التي تحدد توزعها الجغرافي. أما الأحافير ( المستحجرات ) fossils: فهي بقايا أو آثار الحيوانات والنباتات التي هلكت أو بادت ودفنت في طبقات الأرض في أزمنة غابرة، وهي تكون عادة متحجرة في الصخور أو مطبوعة عليها.
[6] المصدر السابق.
[7] المصدر السابق: نقلا عن: المجلة ألأميركية، عدد تموز 1964.
[8] اختصار لكلمة: Propliopithecus.
[9] اختصار لكلمة: Dryopithecus.
[10] اختصار لكلمة: Ramapithcus.
*** لم تعتمد ترجمة عربية للأسماء الثلاثة السابقة ومثيلاتها.
[11] سلسلة جبال سيواليك أمام جبال همالايا في شمال غرب الهند.
[12] خلق لا تطور، صفحه ( 99 )، نقلاً عن: جريدة " أخبار العلوم " عدد 28 /1/1967.
[13] المصدر السابق، صفحه ( 100 )، نقلاً عن: مجلة " ستر دي ايفننج بوست ".
[14] المصدر السابق، نقلاً عن كتاب: " أدلة من المستحثات على تطور ألإنسان ".

الموقع الشخصي لحاتم ناصر الشرباتي

www.sharabati.org

حاتم ناصر الشرباتي
07-22-2007, 06:11 AM
الإنســــان البدائـــي


يفترض علماء التطور أنَّ الإنسان الأول "أوسترالوبيت" قد ظهر قبل مليوني سنة، ويزعمون أنه كان يعرف صنع الأدوات، ويزعمون أيضاً أنّ دماغه كان مقارباً لثلث دماغ الإنسان حجماً، فقد ذكرت "نيويورك تايمس" في عددها الصادر بتاريخ 11/4/1965:

(إنّ الإنسان الحاذق "Homo Habilis " الذي اكتشفه الدكتور ليكي "Dr. L. Leakey" والذي يبدو أنه كان يستطيع أن يصنع أدواته، يعتبره الدكتور روبنسون "Dr. Robinson" وغيره من العلماء شكلاً من أشكال ألأوسترالوبيت)[ 1]. ومن جهته يؤكد كتاب "الإنسان الأول Primates": (إنَّ اكتشاف دكتور ليكي يسمح بتحقيق أول فرصة مترابطة بشأن تطور الإنسان من أجداده القردة)[2 ]

لقد استمرت أعمال التنقيب والبحث قرناً من الزّمن، حتى أمكنهم الحصول على بعض العظام التي أمكن بها تجميع هيكل هو أول فرضية ترمي إلى شرح نظريتهم حول كيفية انحدار الإنسان من جد قردي إنساني، ولكن هل هم قاطعون يقيناً أنَّ ألأوسترالوبيت كان حقاً قرداً إنسانياً؟ ويجيب العالم التطوري "غرو كلارك Le Gross Clarck" بتحفظ: (إنّه لا يمكن أن يطلق لفظ إنسان أو إنسانية على هذا المخلوق إلا مع التّحفظ، لأنه لا يوجد أي دليل يثبت أنّ ذاك المخلوق كان يملك أي صفة من صفات إنسان اليوم)[ 3]

هذا بالنسبة إلى الاسترالوبيت نفسه، أما بالنسبة للأدوات وفيما إذا كان عرف صنعها حقاً فتذكر الدورية الأميركية "العلوم" في مقال بعنوان "هل كان الأوسترالوبيت والإنسان معاصرين؟" ما يلي: (يتحدّث الدكتور روبنسون عن اكتشاف 58 قطعة أداة حجرية اكتشفت في "ستيركفورتن Sterkfortein" في جنوب أفريقيا، ولهذا الاكتشاف أهمية كبيرة على اعتبار أنَّ هذه الصخور تحتوي على بقايا إنسان قردي من نوع "بليستوسي Pleistocene’s"[4 ] الأدنى الموجود في جنوب أفريقيا...)[ 5] ويختتم د. روبنسون مقاله قائلاً: (إنّ الصفات المذكورة لتلك الأدوات الحجرية تجعلنا نشك بصحة نسبها إلى الأوسترالوبيت، بل يرى أنّ الفرضية المعقولة في الوقت الحاضر أن تنسب هذه الصناعة إلى إنسان حقيقي)[ 6]

وفي مقال بعنوان "صائدي الطرائد" ظهر في الدورية الأمريكية "العلوم Sciences " في عددها الصادر بتاريخ 29/11/1957: (كتب "ريمون دارت Raymond Dart" الذي يعود إليه الفخر في اكتشاف ألأوسترالوبيت الأوائل في هذه الأيام الأخيرة مقالً مطولاً عن الحياة الاجتماعية للإنسان القرد، وهو مقال ممتع ومليء بالتناقضات، هذا وإنّ المعطيات التي بنى عليها استنتاجه ثم خاتمته ذاتها بدت غير مقنعة في نظر بعض دارسي التطور، أما الأدلة التي ساقها دارت على استعمال هذه المخلوقات للنار استعمالاً ذكياً فلم تثبت أمام تجربة التحليل الفردي، هذا بالإضافة إلى أن بعض الباحثين أمثال "أوكلهOakley" قد نسبوا إلى بعض الحيوانات آكلة اللحم "Carnivova “ مثل الضبع جمع عظام غير ألأسترالوبيت، وقد استخلص "واشبورنWashborn “ من هذا أنه من الممكن أن لا يكون الأسترالوبيت من الصيادين بل من الطرائد)[7 ]
وفي نفي مقولة أنّ ألأوسترالوبيت قرد إنسـاني، بل هو مجرد حيوان لا صلة بينه وبين الإنســان، فقد كتب العالِم "ليهـرمن Robert L. Lehrman" في كتابه "الطريق الطويلة المؤدية إلى الإنسان": (لم يكن ألأوسترالوبيت إلا قرداً ذكياً وذا قامة مستوية، ولم يكن إنساناً. وكانت جمجمته ذات حجم صغير، وله فوق عينيه صدغي ناتئ، وفي خط وسط الجمجمة ارتفاع شأنه في ذلك شأن كل القردة الإنسانية.)[ 8]

وقال "ايشلي Ashley Montague" في كتابه "العصور الأولى للإنسان": (إنّ جمجمة ألأوسترالوبيت تشبه في شكلها جمجمة القرد شبهاً كبيراً، وبالتالي فإننا نجد أنفسنا أمام تطورات قادتنا إلى استبعاد هذه الحيوانات في النّسَب المباشر للإنسان.)[9 ]

الإنسان هو الإنسان، لم يتغير أو يتبدل أو يتطور، ولم يختلف حجم جمجمته، ولم يتشابه قط مع أي من المخلوقات الأخرى، منذ وجد إلى الآن.


ــــــــــــــــــــــ

منقول: موسوعة الخلق والنشوء ، حاتم ناصر الشرباتي، الصفحات ( 126-128 )
[1] خلق لا تطور، صفحه ( 101 )، نقلاً عن: جريدة " نيويورك تايمس " عدد 11/4/1965.
[2] يقصد بذلك القرد من نوع Simlens.
- المصدر السابق، نقلاً عن كتاب: ألإنسان ألأول Primates " المطبوع باللغة الفرنسية.
[3] المصدر السابق، نقلاً عن: الدورية الأمريكية " العلوم "، عدد: 13 / 12 / 1957.
[4] بليستوسي من العصر الأول وهو من الحجر المنحوت.
[5] المصدر السابق.
[6] المصدر السابق.
[7] خلق لا تطور، صفحه ( 102 )، نقلاً عن: مجلة العلوم، عدد 29/11/1957.
[8] المصدر السابق، صفحه ( 103 ) نقلاً عن كتاب: The long road to man.
[9] المصدر السابق، نقلاً عن كتاب: Les Premiers de `Homme.

الموقع الشخصي لحاتم ناصر الشرباتي

www.sharabati.org

يتبع إن شاء الله

حاتم ناصر الشرباتي
07-22-2007, 06:33 AM
السلام عليكم
أخي حاتم جزاك الله خيراً على المواضيع التي وضعتها في المنتديات....أخي هناك سؤال لم ألقى منها إجابة:
((الإله أو المنظومة الإلهية أو الخالق أو سمه ما شئت هو عبارة عن System أي نظام أساسي يتفرع منه هذا الكون البديع بمجراته و أجرامه و أراضيه و سماواته Sub-System ، أنت تدعي أن جميع المؤشرات تؤكد على أن هذا النظام الفرعي و هو الكون Sub-System لم ينشأ عن طريق الصدفة ، بل توجد قوة خارقة حكيمة عظيمة قامت بخلقه.

سؤالي: ألا يستلزم بناء على منطقك في إستحالة نشأة هذا الكون Sub-System عن طريق الصدفه الأمر ذاته على النظام الأساسي و هو المنظومة الإلهية System ؟! خصوصاً أن من المؤكد تفوق النظام الأساسي على توابعه من حيث التركيبة و التعقيدات و الإبداع ! لماذا طبقت هذه النظرية فقط على النظام الفرعي و هو الكون و لم تفعل المثل مع النظام الإلهي الواجد لهذا الكون ؟! و ما الدليل على أن الله هو العلة الأولى ؟!))
فهل هناك جواب على هذا؟؟؟؟!!!!


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ينهَضُ الإنسانُ بما عندَهُ مِن فكرٍ عَنِ الحياةِ والكونِ والإنسانِ، وَعَن عَلاقَتِهَا جميعِها بما قبلَ الحياةِ الدُنيا وما بعدَها. فكانَ لا بُدَّ مِن تغييرِ فكرِ الإنسانِ الحاضرِ تغييراً أساسياً شاملاً، وإيجادِ فكرٍ آخرَ لَهُ حتّى ينهَضَ، لأَنَّ الفكرَ هو الذي يوجِدُ المفاهيمَ عنِ الأشياءِ، ويركِّزُ هذِهِ المفاهيمَ. والإنسانُ يُكَيِّفُ سلوكَهُ في الحياةِ بِحَسَبِ مفاهيمِهِ عَنْهَا، فمفاهيمُ الإنسانِ عَنْ شخصٍ يُحِبُّهُ تُكيِّفُ سلوكَه نَحْوَه، على النَّقِيضِ مِنْ سلوكِهِ مَعَ شَخْصٍ يُبْغِضُهُ وعندَهُ مفاهيمُ البُغْضِ عَنْهُ، وعلى خِلافِ سلوكِهِ مع شخصٍ لا يعرفُهُ ولا يُوجَدُ لَدَيْهِ أيُّ مفهومٍ عَنْه، فالسلوكُ الإنسانيُّ مربوطٌ بمفاهيمِ الإنسانِ، وعندَ إرادتِنَا أَنْ نغيِّرَ سلوكَ الإنسانِ المنخفِضِ ونجعلَهُ سلوكاً راقياً لابدَّ أَنْ نغيِّرَ مــفــهـــومَــهُ أَوّلا}إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ{.

والطريقُ الوحيدُ لتغييِر المفاهيمِ هُوَ إيجادُ الفكرِ عَنِ الحياةِ الدنيا حتَّى تُوجَدَ بواسطتِهِ المفاهيمُ الصحيحةُ عَنْهَا. والفكرُ عَنِ الحياةِ الدنيا لا يتركَّزُ تَرَكُّزاً مُنْتِجاً إِلاّ بعدَ أَنْ يُوجَدَ الفكرُ عَنِ الكونِ والإنسانِ والحياةِ، وعمَّا قبلَ الحياةِ الدنيا وعمَّا بعدَها، وعَنْ عَلاقتِها بما قبلَهَا وما بعدَهَا، وذَلِكَ بإِعطاءِ الفكرةِ الكُلِّيَةِ عمَّا وراءَ هذَا الكونِ والإنسانِ والحياةِ. لأنَّها القاعدةُ الفكريةُ التي تُبْنَى عليْهَا جَميعُ الأفكارِ عَنِ الحياةِ. وإِعطاءُ الفكرةِ الكليةِ عَنْ هذِهِ الأَشْيَاءِ هُوَ حَلُّ العُقْدَةِ الكُبْرى عِندَ الإنسانِ. ومتى حُلَّتْ هذه العقدةُ حُلَّت باقِي العُقَدِ، لأنها جزئيةٌ بالنِسْبَةِ لَهَا، أَوْ فُروعٌ عَنْها. لَكِنَّ هذا الحلَّ لا يُوصِلُ إِلى النَّهضةِ الصحيحةِ إلا إذا كانَ حلاً صحيحاً يوافِقُ فِطْرَةَ الإنسانِ، ويُقْنِعُ العقلَ، فَيَمْلأُ القَلبَ طُمَأْنِينَةً.



ولا يمكنُ أنْ يوجدَ هذا الحلُّ الصحيحُ إلا بالفكرِ المستنيِر عنِ الكونِ والإنسانِ والحياةِ. لذلك كان على مُرِيدِي النهضةِ والسيرِ في طريقِ الرُّقِيِّ أَنْ يَحُلُّوا هذِهِ العقدةَ أولاً، حلاً صحيحاً بواسطةِ الفكرِ المستنيرِ، وهذا الحلُّ هو العقيدةُ، وهو القاعدةُ الفكريةُ التي يُبنى عليها كلُّ فكرٍ فَرْعِيٍ عَنِ السلوكِ في الحياةِ وعنْ أنظمةِ الحياةِ.



والإسلامُ قَد عمَد إِلى هذه العقدةِ الكبرى فَحَلَّها للإنسانِ حلاً يوافِقُ الفِطرةَ، ويَمْلأُ العقلَ قَناعةً، والقلبَ طُمأنينةً، وجعَلَ الدخولَ فِيه متوقِّفاً على الإقرارِ بهذا الحلِّ إقراراً صادراً عنِ العقلِ، ولذلك كان الإسلام مبنياً على أساسٍ واحدٍ هو العقيدةُ. وهي أنَّ وراءَ هذا الكونِ والإنسانِ والحياةِ خالقاً خلقَها جميعاً، وخلقَ كلَّ شيءٍ، وهو اللهُ تعالى. وأَنَّ هذا الخالقَ أَوْجَدَ الأشياءَ مِن العدمِ، وهو وَاجِبُ الوجودِ، فهو غيرُ مخلوقٍ، وإلا لما كان خالقاً، واتصافُهُ بكونِهِ خالقاً يَقْضِي بكونِهِ غيرَ مخلوقٍ، ويَقْضِي بأنَّهُ واجبُ الوجودِ، لأنَّ الأشياءَ جميعَهَا تستَنِدُ في وجودِها إِلَيْهِ ولا يستندُ هو إلى شيءٍ.



أمَّا أنَّهُ لا بدَّ للأشياءِ مِن خالقٍ يخلُقُها فذلك أنَّ الأشياءَ التي يُدرِكُها العقلُ هي الإنسانُ والحياةُ والكونُ، وهذه الأشياءُ محدودةٌ، فهي عاجزةٌ وناقصةٌ ومحتاجةٌ إلى غيرِهَا. فالإنسانُ محدودٌ لأنَّهُ ينمُو في كلِّ شيءٍ إلى حَدٍ مَا لا يتجاوَزُهُ، فهو محدودٌ. والحياةُ محدودةٌ، لأنَّ مظهَرها فرديٌ فَقَطْ، والمُشاهَدُ بالحِسِّ أنَّها تَنْتَهِي بالفردِ فهي محدودةٌ. والكونُ محدودٌ لأنه مجموعُ أَجرامٍ وكلُّ جِرْمٍ مِنها محدودٌ، ومجموعُ المحدوداتِ محدودٌ بداهةً، فالكونُ محدودٌ. وعلى ذلك فالانسانُ والحياةُ والكوْنُ محدودةٌ قطعاً.



وحينَ ننظُرُ إلى المحدودِ نجدُهُ ليسَ أَزَلِياً وإلا لمَا كان محدوداً فلا بدَّ أنْ يكونَ المحدودُ مخلوقاً لغيرِهِ، وهذا الغيرُ هو خالقُ الإنسانِ والحياةِ والكونِ، وهو إِمَّا أَنْ يكونَ مخلوقاً لغيرِهِ، أَوْ خالقاً لنفسِهِ، أو أزلياً واجبَ الوجودِ. أمَّا أنَّهُ مخلوقٌ لغيرِهِ فباطلٌ، لأنَّهُ يكونُ محدوداً، وأما أنَّهُ خالقٌ لنفسِهِ فباطلٌ أيضاً، لأنه يكونُ مخلوقاً لنفسِهِ وخالقاً لنفسِهِ في آنٍ واحدٍ، وهذا باطلٌ أيضاً، فلا بُدَّ أَنْ يكونَ أزلياً واجبَ الوجودِ وهو اللهُ تعالى.



على أنَّ كلَّ مَنْ لَهُ عقلٌ، يُدرِكُ من مجرَّدِ وجودِ الأشياءِ التي يقَعُ عليْها حِسُّهُ، أَنَّ لهَا خالقاً خَلَقَهَا، لأَنَّ المشاهَدَ فيها جميعِهَا أَنَّها ناقصةٌ، وعاجزةٌ ومحتاجةٌ لغيرِهَا، فهي مخلوقةٌ قطعاً. ولذلك يكفِي أنْ يُلْفَتَ النَظَرُ إِلى أَيِّ شيءٍ في الكونِ والحياةِ والإنسانِ لِيُسْتَدَلَّ بِهِ على وجودِ الخالقِ المدبِّرِ. فالنَظَرُ إلى أَيِّ كَوْكَبٍ مِنَ الكواكبِ في الكونِ، والتأَمُّلُ في أَيِّ مَظْهَرٍ مِنْ مَظاهِرِ الحياةِ، وإِدراكُ أَيِّ ناحيةٍ في الإنسانِ، لَيَدُلُّ دِلالةً قطعيةً على وجودِ اللهِ تعالى.



ولذلكَ نَجِدُ القرآنَ الكريمَ يُلْفِتُ النَظَرَ إلى الأشياءِ، ويدعُو الإنسانَ لأَنْ ينظُرَ إِليها وإلى ما حَوْلَهَا وما يتعلَّقُ بِهَا، ويَسْتَدِلُّ بذلك على وجودِ اللهِ تعالى. إِذْ ينظرُ إِلى الأشياءِ كَيْفَ أَنَّهَا محتاجةٌ إلى غيرِها، فَيُدْرِكُ مِنْ ذلك وجودَ اللهِ الخالقِ المدبِّرِ إِدراكاً قطعياً. وَقَدْ وَرَدَتْ مِئَاتُ الآياتِ في هذا المعنــى. قال تعالى : في سورةِ آلِ عمرانَ } إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ{ وقالَ تعالى : في سورةِ الرومِ }وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ{ وقالَ تعالى : في سورةِ الغاشِيةِ } أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ، وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ، وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ، وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ{ وقالَ تعالى : في سورةِ الطارِقِ }فَلْيَنظُرْ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ، خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ، يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ{ وَقالَ تعالى : في سورةِ البَقَرَةِ } إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ{ وإلى غيرِ ذلك مِنَ الآياتِ التي تدعُو الإنسانَ لأَنْ ينظُرَ النَظْرَةَ العميقةَ إلى الأشياءِ وما حولهَا وما يتعلقُ بِهَا،ويَستدِلَّ بذلك على وجودِ الخالقِ المدبِّرِ، حتَّى يكونَ إيمانُهُ باللهِ إيماناً راسخاً عَنْ عَقْلٍ وَبَيِّنَةٍ.

نَعَمْ إِنَّ الإيمانَ بالخالقِ المدبِّرِ فِطْرِيٌ في كلِّ إنسانٍ. إِلا أَنَّ هذا الإيمانَ الفطريَّ يأتِي عن طريقِ الوِجْدَانِ. وهو طريقٌ غيرُ مَأْمُونِ العاقِبَةِ، وغيرُ مُوصِلٍ إِلى تركيزٍ إذا تُرِكَ وَحْدَهُ. فالوِجدانُ كثيراً ما يُضْفِي على ما يُؤْمِنُ بِهِ أَشْيَاءَ لا حقائقَ لهَا، ولكنَّ الوِجدانَ تخَيَّلَهَا صِفاتٍ لازمةٍ لِمَا آمَنَ بِهِ، فَوَقَعَ في الكُفرِ أو الضَّلالِ. وما عبادةُ الأوثانِ، وما الخُرافاتُ والتُرَّهَاتُ إلا نَتيجَةً لخطأِ الوِجدانِ. ولهذا لم يَتْرُكِ الإسلامُ الوجدانَ وحدَهُ طريقةً للإيمانِ، حتى لا يجعلَ للهِ صفاتٍ تَتَنَاقَضُ مَعَ الأُلُوهِيَّةِ، أو يجعلَهُ مُمْكِنَ التَجَسُّدِ في أشياءَ مادِّيَّةٍ، أو يَتَصَوَّرَ إِمكانَ التَقَرُّبِ إلَيْها بعِبادةِ أَشياءَ مادِّيَّةٍ، فيُؤَدِّيَ إمَّا إلى الكفرِ أو الإشراكِ، وإمَّا إلى الأوْهَامِ والخُرافَاتِ الَّتي يَأْبَاها الإيمانُ الصادقُ. ولذلكَ حَتَّمَ الإسلامُ استعمال العَقْلِ مَعَ الوِجدانِ، وأَوْجَبَ على المُسلمِ استعمال عقلِهِ حينَ يُؤْمنُ بِاللهِ تعالى، ونَهى عَنِ التقليدِ في العقيدةِ ولذلكَ جَعَلَ العقلَ حكماً في الإيمانِ باللهِ تعـالى. قالَ تعالى : } إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ{.

ولهذا كانَ واجباً عَلى كلِّ مسلمٍ أَنْ يَجْعَلَ إيمانَهُ صادراً عَنِ تَفْكيرٍ وبَحْثٍ ونَظَرٍ، وأَنْ يُحَكِّمَ العَقلَ تحكيماً مُطلقاً في الإيمانِ باللهِ تعالى. والدعوةُ إلى النَظَرِ في الكونِ لاسْتِنْبَاطِ سُنَنِهِ وللاهْتِدَاءِ إلى الإيمانِ بِبَارِئِهِ، يُكَرِّرُهَا القُرآنُ مِئَاتِ المرَّاتِ في سُوَرِهِ المُخْتَلِفَةِ، وكُلَّهَا مُوَجَّهَةٌ إلى قُوَى الإِنسانِ العاقِلَةِ تَدعُوهُ إلى التَدَبُّرِ والتَأَمُّلِ لِيَكونَ إيمانُهُ عَنْ عقلٍ وبَيِّنَةٍ وتُحَذِّرُهُ الأَخْذَ بما وَجَدَ عَلَيْهِ آبَاءَهُ مِنْ غيِر نَظَرٍ فيه وتَمْحِيصٍ لَهُ وثِقَةٍ ذَاتِيَّةٍ بِمَبْلَغِهِ مِنَ الحقِّ. هذا هوَ الإيمانُ الذي دَعَا الإِسلامُ إِلَيْهِ، وهوَ لَيْسَ هذا الإيمانَ الَّذي يُسَمُّونَهُ إيمانَ العَجَائِزِ، إنَّمَا هوَ إيمانُ المُسْتَنِيرِ المُسْتَيْقِنِ الَّذي نَظَرَ ونَظرَ، ثُمَّ فَكَّرَ وفَكَّرَ، ثُمَّ وَصَلَ مِنْ طَريقِ النَظرِ والتَفْكِيرِ إلى اليَقِينِ بِاللهِ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ.

ورَغْمَ وُجوبِ استعمال العَقْلِ في الوُصولِ إلى الإيمانِ باللهِ تعالى فإنَّهُ لا يُمْكِنُهُ إِدْراكُ ما هوَ فَوْقَ حِسِّهِ وفوقَ عقلِهِ، وذلكَ لأَنَّ العقلَ الإِنسانيَّ محدودٌ، ومحدودةٌ قُوَّتُهُ مَهْمَا سَمَتْ ونَمَتْ بِحُدُودٍ لا تَتَعَدَّاهَا، ولِذلكَ كانَ محدودَ الإدْرَاكِ، ومنْ هنا كانَ لا بُدَّ أَنْ يَقْصُرَ العقلُ دونَ إِدراكِ ذاتِ اللهِ، وأَنْ يَعْجَزَ عنْ إدراكِ حَقِيقَتِهِ، لأَنَّ اللهَ وراءَ الكونِ والإنسانِ والحياةِ، والعقلُ في الإنسانِ لا يدركُ حقيقةَ ما وراءِ الإنسانِ، ولذلكَ كانَ عاجِزاً عَنْ إدراكِ ذاتِ اللهِ. ولا يقالُ هُنَا: كيفَ آمَنَ الإنسانُ باللهِ عقلاً معْ أَنَّ عقلَهُ عاجِزٌ عنْ إدراكِ ذاتِ اللهِ؟ لأنَّ الإيمانَ إنَّمَا هوَ إيمانٌ بِوجودِ اللهِ وَوُجودُهُ مُدْرَكٌ منْ وجودِ مخلوقاتِهِ، وهيَ الكونُ والإنسانُ والحياةُ. وهذهِ المخلوقاتُ داخلةٌ في حدودِ ما يُدْرِكُهُ العقلُ، فأَدْرَكَهَا، وأدركَ منْ إدراكِهِ لَهَا وجودَ خالقٍ لَهَا، وهوَ اللهُ تعالى. ولذلكَ كانَ الإيمانُ بِوجودِ اللهِ عقلياً في حدودِ العقلِ، بِخِلافِ إدراكِ ذاتِ اللهِ فَإِنَّهُ مُسْتَحِيلٌ، لأنَّ ذاتَهُ وراءَ الكونِ والإنسانِ والحياةِ، فهوَ وراءَ العقلِ. والعقلُ لا يمكنْ أنْ يدركَ حقيقة ما وراءَهُ لِقُصورِهِ عنْ هذا الإدراكِ. وهذا القصورُ نفسُهُ يجبُ أنْ يكونَ منْ مُقوياتِ الإيمانِ، وليسَ منْ عواملِ الارتياب والشكِّ .

فإنِّهُ لمَّا كانَ إيمانُنَا باللهِ آتِياً عنْ طريقِ العقلِ كانَ إدراكُنَا لِوُجودِهِ إِدْراكاً تامَّاً، ولمَّا كانَ شعورُنا بِوجودِهِ تعالى مَقْرُوناً بالعقلِ كانَ شُعُورُنَا بوجودِهِ شُعوراً يَقينياً، وهذا كُلُّهُ يجعلُ عِنْدَنَا إِدراكاً تامَّاً وَشُعوراً يقينِياً بجَميعِ صفاتِ الأُلوهيَّةِ.

وَهذا منْ شَأْنِهِ أَنْ يُقْنِعَنَا أَنَّنا لنْ نَستَطيعَ إدراكَ حقيقةِ ذاتِ اللهِ على شِدَّةِ إيمانِنَا بِهِ، وأنَّنَا يجبُ أنْ نُسَلِّمَ بِما أخبرنَا بِهِ مِمَّا قَصَرَ العقلُ عنْ إدراكِهِ، وذلكَ لِلْعَجْزِ الطَبِيعِيِّ عنْ أنْ يَصِلَ العقلُ الإنْسَانِيُّ بمَقَاييسِهِ النِسْبِيَّةِ المحدودةِ إلى إدراكِ ما فوقَهُ. إذْ يحتاجُ هذا الإدراكُ إلى مقاييسَ ليسَتْ نِسْبِيَّةً وليستْ محدودةً، وهي ممَّا لا يملكُهُ الإنسانُ ولا يستطيعُ أنْ يملِكَهُ.

أمَّا ثبوتُ الحاجةِ إلى الرسُلِ ، فهوَ أنَّهُ ثَبَتَ أنَّ الإنسانَ مخلوقٌ للهِ تعالى، وأنَّ التديُّنَ فِطريٌّ في الإنسانِ، لأنَّهُ غريزةٌ منْ غرائزِهِ، فهوَ في فطرتِهِ يُقَدِّسُ خالِقَهُ، وَهذا التقديسُ هوَ العبادةُ، وهيَ العلاقةُ بينَ الإنسانِ والخالقِ وهذهِ العلاقةُ إِذا تُرِكَتْ دونَ نظامٍ يُؤَدِّي تَرْكُهَا إلى اضْطِّرَابِهَا وإلى عبادةِ غيرِ الخالقِ، فلا بُدَّ منْ تَنْظيمِ هذهِ العلاقةِ بنظامٍ صَحيحٍ، وهذا النِظامُ لا يَأْتِي مِنَ الإنسانِ لأَنَّهُ لا يَتَأَتَّى لَهُ إدراكُ حقيقةِ الخالقِ حَتَّى يضعَ نِظاماً بَيْنَهُ وبَيْنَهُ، فَلا بُدَّ أنْ يكونَ هذا النظامُ منَ الخالقِ. وبما أنَّهُ لا بُدَّ أنْ يُبَلِّغَ الخالقُ هذا النظامَ لِلإنسانِ. لذلكَ كانَ لا بُدَّ منَ الرسلِ يُبلِّغونَ الناسَ دينَ اللهِ تعالى.

والدليلُ أيضاً على حاجةِ الناسِ إلى الرسلِ هوَ أنَّ إِشْباعَ الإنسانِ لِغرائزِهِ وحاجاتِهِ العضويَّةِ أَمْرٌ حَتْمِيٌّ،وهذا الإشباعُ إذا سارَ دونَ نظامٍ يُؤَدِّي إلى الإشْباعِ الخَطَأِ أو الشاذِّ ويُسَبِّبُ شقاءَ الإنسانِ، فَلا بدَّ منْ نظامٍ يُنظِّمُ غَرائِزَ الإنسانِ وَحاجاتِهِ العضوِيَّةَ، وهذا النظامُ لا يأتي منَ الإنسانِ، لأنَّ فهمَهُ لتنظيمِ غرائزِ الإنسانِ وحاجاتِهِ العضويةِ عُرْضَةٌ لِلْتَفَاوُتِ والاخْتِلافِ والتَنَاقُضِ والتَأَثُّرِ بالبيئةِ الَّتي يعيشُ فيها، فإذا تُرِكَ ذلكَ لَهُ كانَ النظامُ عُرْضَةً لِلْتَفَاوُتِ والاخْتِلافِ والتَنَاقُضِ وأَدَّى إلى شَقَاءِ الإنسانِ، فلا بُدَّ أنْ يكونَ النظامُ منَ اللهِ تعالى.

حاتم ناصر الشرباتي
09-25-2007, 04:15 PM
الإنســــان البدائـــي *2[/FONT]


من ناحيتها تؤكد الموسوعة الأمريكية أنَّ أول ظهور الإنسان كان "الإنسان المستوي Homo Erectus" وهو الإنسان مستوي القامة الذي يعتبروه "الإنســان العاقل Homo Spleens" والذي هو الإنسان الحاضر المـوجود، ويزعمون أنه أرقى أنواع ألأوسترالوبيت، ويصنفون أنواع الإنسان الأول إلى ثلاثة أنواع:

1. إنسان جاوه Pithecan therapy : وقد ظهر قبل 500 000سنة .
2. إنسان بكين Sinan therapy : وقد ظهر قبل 360 000 سنة
3. إنسان شيلي African therapy : وقد ظهر قبل 400 000 سنة .

وتقول المجلة العلمية الأمريكية في عددها الصادر في أيار سنة 1965: (إن جميع الذين انصرفوا إلى البحث عن الإنسان الأول متفقون على أنّ الإنسان العاقل الحاضر ينحدر من الإنسان مستوي القامة)[1 ]، أي أنَّ جميع علماء التطور مجمعون على أنّ الإنسان الحالي منحدر من الإنسان مستوي القامة، فهل إصرارهم هذا، وهل هذا الإجماع يستند إلى دليل قطعي أكدوا بناء عليه يقيناً على ذلك الإجماع؟ وتجيب نفس المجلة قائلة: (ليس هناك أي دليل مباشر على الانتقال)[2 ] فما دام أنّهُ ليس هناك أي دليل مباشر، فكيف اتفقوا وبهذا الإصرار العجيب على أنَّ الإنسان المستوي القامة قد تحول إلى الإنسان العاقل حتماً، بينما هم يعترفون أنهم لا يستندون إلى أي دليل؟ ليس من جواب على ذلك سوى أنهم سذج عمي البصائر، أعمى الله قلوبهم وختم على أبصارهم غشاوة فهم لا يعقلون.

ومع إصرارهم على أنَّ الإنسان العاقل قد جاء من نسل الإنسان المستوي القامة، فهم يغالطون أنفسهم حيث تقول نفس المجلة[ 3] أنَّ المستحاثات التي اكتشفت حديثاً في المجر تدل على أنّ جماعة راقية تنتسب إلى الإنسان العاقل كانت تعاصر جماعة من الإنسان المستوي القامة، وبهذه المناسبة فقد كتب "الدكتور وينشستر A.M.Winchester" أستاذ علم الحياة في كتابه "علم الحياة وعلاقته بالإنسان" قائلاً: (إنَّ بقايا إنسان سوانسكومب "Swanscombe"[4 ] في أوروبا وإنســان كانجييرا "

Kanjera" في أفريقيا وغيرهما، توحي بأنّ الإنسان وجد منذ نحو 300 ألف سنة، وبهذا يكون قد عاصر الإنسان مستوي القامة)[ 5]

هذا ولم يمضي وقت طويل على علماء التطور وهم يظنون بأنَّ إنســان نياندرتال "Neanderthal “ هو إنسان قرد، وهو الحلقة المفقودة للجد المباشر للإنسان الحالي فجاءت أبحاثهم لتقول كما جاء في مجلة Harper، عدد كانون أول سنة 1962:

(إنَّ إنسان نياندرتال لم يكن دميماً ولا محدودباً ولا كان شكله شكل حيوان كما يُظَنُ غالباً، بل كانت جماعة منهم تشتكي من التهاب المفاصل)[ 6]، تقول مجلة نيويورك تايمس مجازين: (إنَّ حجم جمجمة الإنسان النياندتال كانت أكبر من حجم جمجمة الإنسان الحالي المتوسط)[7 ]

وحتى تتضح الصورة عن ذلك الإنسان المزعوم نرجع إلى الموسوعة الأمريكية حيث تقول (في البدء كان العلماء يظنون أنَّ إنسان نياندرتال كان ذا هيكل قردي، دميماً محدودباً وذا مظهر حيواني. ولكنَّ الأبحاث الأخيرة أظهرت أنَّ أجسام رجال ونساء النياندرتاليين كانت إنسانية تامة وكانت مستوية وذوات عضلات نامية، وكانت دماغهم بحجم دماغ إنسـان اليوم)[8 ]

والغريب المستهجن أن نفس الموسوعة المذكورة، ومع قناعتها المنشورة آنفـاً والتي لا تحتمل أي معنى آخر إلا نفي الصفات الحيوانية عن النياندرتالييـن وإعطائهم السـمات الإنسـانية الكاملـة، ومـع هذا تقدم في مقـالٍ ثانٍ صورة لأسرة نياندرتالية ممثلة إياهم كالقرود ذوات الهيكل المتجمع والظهر المحدودب والشكل الحيواني!!! وتفسير هذا الموقف الذي يناقض بعضه بعضاً: هو رغبة كافة دعاة التطور إلى عرض الإنسان بتلك الصورة المشوهة، لكي يبرروا بالتالي إصرارهم العجيب على أنّ القرد الإنساني هو جد الإنسان الحالي.

وهناك مستحثات أخرى كانت فيما مضى تُعتبر وكأنها عائدة إلى أنواع مختلفة صنفت حديثاً – ولغاية أرادوها في نفوسـهم – بإلحاقها بالإنسـان الحاضر. وكان جنس "كرومانيون Cro magnon" الذي وُجدَت بقاياه عام 1868 في كهف كرومنيون في الجزء الجنوبي الغربي من فرنسا والذي يتميز بقامته الفارعة المنتصبـة، وبجمجمته الطويلة، وبعينيه الغائرتين، ويعتبره بعض العلمـاء الجـد الأعلى للإنسـان الأوروبي الحديث[ 9] كان هذا الجنس – كما يزعمون – يشبه الإنسـان الحالي شبهاً تاماً في جميع صفاته الخارجية، فقد أكدت المجلـة العلميـة "ساينس دايجست Sciences Digest " بأنَّ دماغ الإنسان ما زال في تناقص من حيث الحجم منذ إنسان كرومانيون، وهذا دليل على التراجع لا على التطور نحو الأفضل.[10 ]

ويقول "وينشستر Winchester" في كتابه "علم الأحياء وعلاقته بالإنسان": (لقد مضى وقت طويل كان يُظنُ فيه بأنّ الإنسان الحاضر منحدر مباشرة من إنسان جاوه وإنسان روديسيا والإنسان النياندرتالي، ولكن مع توفر الأدلة بدت استحالة هذا الأمر، إذ وجدت بقايا إنسان حقيقي قديم عاصَرَ أجناساً أخرى)[11 ]

وفي نفس الموضوع وتأكيداً لما سبق يقول عالم الأحياء "مارش F.Marsh" في كتابه "التطور أو الحلقة المفقودة": (هناك مثال آخر على تزوير الأدلة في قضية "دبوا Du Bois"[ 12] الذي بعد سنوات من إعلانه أحدث ضجة، والذي قال فيه إنه اكتشف بقايا من إنسان جاوه، اعترف بأنه في الوقت نفسه وفي المكان ذاته وجد عظاماً تعود بلا شك إلى الإنسان الحاضر)[13 ]، وكاتب آخر أدلى بدلوه في القضية وعالجها بطريقته في مقال ظهر في كتاب "Science moderne”: (من الجدير بالملاحظة ألاّ نُهمل الهياكل العظميـة العائدة لإنسان اليوم، والتي وُجِدَت في أماكن متفرقة، وأكثرها في الغالب يدل على أنها قديمة، إذ لم تكن أقدم من هياكل الإنسان "هومينويد Hominoid" والمفترض أنّه أقل رقياً منا، وليس هناك أي دليل راهن يؤكد النظرية التي يراها بعض العلماء، والقائلة بأنّ إنسان نياندرتال وإنسان جاوه وإنسان بكين وغيرهمـا يمثلون أجناساً منحطّة انحدرت من الإنسان العاقل عن طريق الانتقال أو الانعزال وغير ذلك، بل الأصح هو أن نقول بأنّ إنسان اليوم قد انحط عن أجداد كانوا أفضل منه، إذ من المعلوم أنّ جنس كرومانيون الذي سكن أوروبا في فترة قريبة من النيانرتال كان أرقى من إنسان اليوم سواء من ناحية القد أو من حيث سعة الجمجمة)[14 ]، وإنّ هذا هو أبلغ رد على هرطقات دعاة التطور، وضحالة فكر من وضع نظريات التطور والارتقاء المادي، فهو يعطي الدليل على أنّ جميع نظرياتهم كانت عبارة عن افتراضات مسبقة كانت نتاج بتصميم مسبق ولغاية لعقول محدودة وناقصة وعاجزة بلا إثبات وبلا أدلة – وحتى بدون بحوث علمية مسبقة - اللهم إلا لرغبتهم في الشهرة ولخدمة رغبات متركزة في نفوسهم، لذا فقد ابتدعوا نظريات واهية ثمّ طفقوا يبحثون لها عن دليل يؤكدها في المغاور والكهوف وعلى صفحات الصخور والحجارة وبين الفضلات والنفايات.


_______________


منقول: موسوعة الخلق والنشوء ، حاتم ناصر الشرباتي، الصفحات ( 129-135 )
[1] خلق لا تطور، صفحه ( 106 )، نقلاً عن: المجلة العلمية ألأمريكية، عدد: أيار 1965.
[2] المصدر السابق.
[3] المجلة العلمية الأمريكية، عدد شهر تشرين ثاني سنة 1966 .
[4] سوانسكومب: منطقة في إنجلترا.
[5] المصدر السابق ، نقلاً عن :Biology . Ama Its Relation to Mankind.
[6] المصدر السابق، صفحه ( 107 )، نقلا عن مجلة: هابر Haper، في عدد: ديسمبر 1962.
[7] المصدر السابق، صفحه ( 108 )، نقلاً عن مجلة: نيويورك تايمس مجازين، عدد 19/5/1961.
[8] خلق لا تطور، صفحه ( 108 )، نقلا عن: المجلة العلمية الأمريكية
[9] موسوعة المورد العربية، الجزء الأول، صفحه ( 139 ).
[10] خلق لا تطور، صفحه ( 108 )، نقلاً عن مجلة: سيانس دايجست.
[11] المصدر السابق، صفحه ( 109 )، نقلاً عن: Biology. Ama Its Relation to Mankind.
[12] طبيب هولندي أعلن عن اكتشافه " إنسان جاوه ".
[13] المصدر السابق، نقلاً عن: Evolution or special creation.
[14] المصدر السابق، صفحه ( 109 )، نقلا عن كتاب: Science Moderne.

الموقع الشخصي لحاتم ناصر الشرباتي

www.sharabati.org

حاتم ناصر الشرباتي
10-12-2007, 10:28 PM
http://www.sharabati.org/maws2.jpg

حاتم ناصر الشرباتي
05-19-2010, 11:44 AM
='حاتم ناصر الشرباتي' date='Apr 1 2010, 10:33 AM' post='294215']
3
http://www.daviddarling.info/images/human_skull_side.jpg


وهناك مستحثات أخرى كانت فيما مضى تُعتبر وكأنها عائدة إلى أنواع مختلفة صنفت حديثاً – ولغاية أرادوها في نفوسـهم – بإلحاقها بالإنسـان الحاضر. وكان جنس "كرومانيون Cro magnon" الذي وُجدَت بقاياه عام 1868 في كهف كرومنيون في الجزء الجنوبي الغربي من فرنسا والذي يتميز بقامته الفارعة المنتصبـة، وبجمجمته الطويلة، وبعينيه الغائرتين، ويعتبره بعض العلمـاء الجـد الأعلى للإنسـان الأوروبي الحديث[ 1] كان هذا الجنس – كما يزعمون – يشبه الإنسـان الحالي شبهاً تاماً في جميع صفاته الخارجية، فقد أكدت المجلـة العلميـة "ساينس دايجست Sciences Digest " بأنَّ دماغ الإنسان ما زال في تناقص من حيث الحجم منذ إنسان كرومانيون، وهذا دليل على التراجع لا على التطور نحو الأفضل.[ 2]

ويقول "وينشستر Winchester" في كتابه "علم الأحياء وعلاقته بالإنسان": (لقد مضى وقت طويل كان يُظنُ فيه بأنّ الإنسان الحاضر منحدر مباشرة من إنسان جاوه وإنسان روديسيا والإنسان النياندرتالي، ولكن مع توفر الأدلة بدت استحالة هذا الأمر، إذ وجدت بقايا إنسان حقيقي قديم عاصَرَ أجناساً أخرى)[ 3]

وفي نفس الموضوع وتأكيداً لما سبق يقول عالم الأحياء "مارش F.Marsh" في كتابه "التطور أو الحلقة المفقودة": (هناك مثال آخر على تزوير الأدلة في قضية "دبوا Du Bois"[ 4] الذي بعد سنوات من إعلانه أحدث ضجة، والذي قال فيه إنه اكتشف بقايا من إنسان جاوه، اعترف بأنه في الوقت نفسه وفي المكان ذاته وجد عظاماً تعود بلا شك إلى الإنسان الحاضر)[5 ]، وكاتب آخر أدلى بدلوه في القضية وعالجها بطريقته في مقال ظهر في كتاب "Science moderne”: (من الجدير بالملاحظة ألاّ نُهمل الهياكل العظميـة العائدة لإنسان اليوم، والتي وُجِدَت في أماكن متفرقة، وأكثرها في الغالب يدل على أنها قديمة، إذ لم تكن أقدم من هياكل الإنسان "هومينويد Hominoid" والمفترض أنّه أقل رقياً منا، وليس هناك أي دليل راهن يؤكد النظرية التي يراها بعض العلماء، والقائلة بأنّ إنسان نياندرتال وإنسان جاوه وإنسان بكين وغيرهمـا يمثلون أجناساً منحطّة انحدرت من الإنسان العاقل عن طريق الانتقال أو الانعزال وغير ذلك، بل الأصح هو أن نقول بأنّ إنسان اليوم قد انحط عن أجداد كانوا أفضل منه، إذ من المعلوم أنّ جنس كرومانيون الذي سكن أوروبا في فترة قريبة من النيانرتال كان أرقى من إنسان اليوم سواء من ناحية القد أو من حيث سعة الجمجمة)[6 ]، وإنّ هذا هو أبلغ رد على هرطقات دعاة التطور، وضحالة فكر من وضع نظريات التطور والارتقاء المادي، فهو يعطي الدليل على أنّ جميع نظرياتهم كانت عبارة عن افتراضات مسبقة كانت نتاج بتصميم مسبق ولغاية لعقول محدودة وناقصة وعاجزة بلا إثبات وبلا أدلة – وحتى بدون بحوث علمية مسبقة - اللهم إلا لرغبتهم في الشهرة ولخدمة رغبات متركزة في نفوسهم، لذا فقد ابتدعوا نظريات واهية ثمّ طفقوا يبحثون لها عن دليل يؤكدها في المغاور والكهوف وعلى صفحات الصخور والحجارة وبين الفضلات والنفايات.

لقد اعتمد أصحاب تلك النظريات على العظام والهياكل لإثبات صحة ادعاءاتهم، وهاهي نفس العظام والهياكل التي سعوا إليها متلهفين عليها ليثبتوا بها صحة أقاويلهم، إذا بها تكذبهم وتفند دعواهم وتنقض نظرياتهم وتضعهم في تخبُط، فإذا بعلمائهم ينقلبون من مؤيد لتلك النظريات داعياً لها ومثبتاً لأركانها، ينقلبون إلى رافض لها ومكذب لصحتها.

إننا إذا قمنا بالمقارنة بين المصادر السابقة، وخاصة المصدر الأخير،[7 ] إذا قارنا ذلك بما جاء في نظرية التطور والارتقاء المادي التي وضعها داروين مع اقترانها بمفهوم التطور المادي لديهم، فأنا نجد البَون شاسعاً بين أقوال العلماء، مما ينتج عنه فساد نظرياتهم ونقضها من أساسها، وحتى تتضح الصورة أكثر نعود إلى ما اتفقوا عليه من تعريف لتلك النظرية وبالتالي لتعريف مفهوم التطور لديهم: (إنه يعني ارتقاء الحياة من جهاز عضوي ذي خلية واحدة إلى أعلى درجات الارتقاء وهو بالتالي: التّغير الذي طرأ على الإنسان نتيجة حلقات من التغييرات العضوية خلال ملايين السنين)[ 8]

أمّا الأفكار الأساسية لنظرية التطور والارتقاء المادي فهي تحديداً كما حددته "الموسوعة العالمية" طبعه (1966): (إنّ نظرية التطور العضوي تنطوي على ثلاثة أفكار رئيسية هي:

1. إنّ الكائنات الحيّة تتبدل جيلاً بعد جيل وتنتج نسلاً يتمتع بصفات جديدة.
2. إنّ هذا التطور قديم جداً وبه وُجِدت كل أنواع الكائنات الحيّة.
3. إنّ جميع الكائنات الحيّة يتصل بعضها ببعض بصلة قرابة).[ 9] فتعريف التطور لديهم، علاوة ما جاء شجرة الأحياء التي وضعها داروين،[10 ] يحتم أن يكون تدرج التطور من الصور المنحطة الدنيا للمخلوقات إلى صور أرقى وأعلى مرتبة منها بالتأكيد، أي أنّ حتمية ظهور مخلوقات أرقى بفعل التطور انحدرت من مخلوقات أدنى وأحط، وحتمية التطور تحتم انقراض في المخلوقات الدنيا والتي ظهر بديلاً لها مخلوقات أعلى وأفضل منها وأقدر على الحياة، هذا هو الأمر الواقع والحتمي كما يقول كتاب " علم الحياة لك " وكما يقول عرّاب التطور سـير جولين هكسله: (إنّ التطورية لا تترك أي مجال للخوارق، فالأرض وسكانها لم يُخلقوا كما هم، بل تكونوا بالتطور).[ 11]


وهذا التطور الذي يؤكده هكسله جازماً، هو تطور بالمقاييس التي اعتمدها داروين وزملاءه، تلك المقاييس التي تعتمد على قاعدة البقاء للأصلح وذلك يقتضي أنَّ كل طور آتٍ هو أفضل من سابقه، فهو بالتالي يتمتع بصفات أحسن من الطّور الذي سبقه.


http://www.marefa.org/images/a/a0/Skeleton_01.jpg

الهامش:

[1] موسوعة المورد العربية، الجزء الأول، صفحه ( 139 ).
[2] خلق لا تطور، صفحه ( 108 )، نقلاً عن مجلة: سيانس دايجست.
[3] المصدر السابق، صفحه ( 109 )، نقلاً عن: Biology. Ama Its Relation to Mankind.
[4] طبيب هولندي أعلن عن اكتشافه " إنسان جاوه ".
[5] المصدر السابق، نقلاً عن: Evolution or special creation.
[6] المصدر السابق، صفحه ( 109 )، نقلا عن كتاب: Science Moderne.
[7] "كتاب " ساينس مودرن Science moderne. " .
[8] خلق لا تطور، صفحه ( 13 ) نقلا عن: جريدة " Houston Post. ".
9] المصدر السابق، صفحة ( 14 ) نقلا عن:World book encyclopedia.
[10] المصدر الفصل الخامس من هذا الباب.
[11 ) المصدر السابق، نقلاً عن: D.F., B.B. Vance Miller-Biology for you.


>>>>>>>>>>>>>>>> يتبع ان شاء الله
9022/ 106/132/136 / 2

حاتم ناصر الشرباتي
05-21-2010, 11:55 PM
4

وينقض تلك النظرية من أساسها بما فيها من فروض وقواعد وتعاريف ما جاء في كتاب ساينس مودرن آنفاً وما أكده عالم الأحياء مارش، فالأول يؤكد أنَّ التطور كان من الأعلى إلى الأدنى ومن الرقي إلى المنحط، والثاني يؤكد تزامن وجدود الراقي في وقت واحد مع الأقل رقياً، فبأي من نظريات هؤلاء العلماء نأخذ؟ وما من تلك النظريات نأخذ وما نذر؟.

يؤكد الأستاذ "ايفار IVAR" نظريةٌ حول ما يسمى الإنسان البدائي وأوصافه قائلاً في كتاب "وكان الله هُناك": (لقد بدئنا نشعر بأنّ الإنسان البدائي لم يكن متوحشاً، وقد بقي علينا أن نقتنع بأنّ إنسان بليستوسين لم يكن جِلفاً ولم يكن قِرداً، ولذا فإنّ الهياكل العظمية التي أُعيد تركيبها، والتي يقال بأنها تمثل النياندرتال أو غيره من النّاس لم تمثل الحقيقة.)[ 1]

أما ما تعرضه متاحف المدن الكبرى من رؤوس أشخاص قبيحة، جلدها أغبر بلون التراب، وذات لحى مبالغ في طولها، ذات جبهات عريضة واسعة وفك ناتئ، فالصحيح أنه لا يمكن أن يعرف بواسطة العظام أي شيء عن لون البشرة أو عن السّحنة أو لون اللحية وطولها، وذلك ما يعترف به العالم الأمريكي ستيوارت حيث يقول:
(إنّه من المستحيل إعادة تركيب أي شيء في هذه الحالات، بل لعل من الممكن ألا تكون خلقة الإنسان القديم أقل جمالاً من خلقة إنسان اليوم)[ 2]



http://img521.imageshack.us/img521/3646/cranialboneszm3.jpg

لا يمكن أن يُعرف بواسطة العظام أي شيء عن لون البشرة أو السحنة أو لون اللحية وطولها



أمّا عن اكتشاف " دكتور ليكي Dr. L. Leakey " الشهير لجمجمة إنسان في كينيا، فتقول مجلة " عالم الفكر " في عددها الرابع من المجلد الثالث، وفي صفحه (11) ما يلي: (أعلَنَ الدكتور ريتشارد ليكي مدير المتحف الوطني في كينيا في نوفمبر عام 1972، أمام الجمعية الجغرافية الوطنية في واشنطن عن اكتشاف بقايا جمجمة يرجع تاريخها إلى مليونين ونصف مليون سنة مضت، وهذه الجمجمة ترجع بذلك إلى مليون ونصف مليون عام عن أقدم أثر أمكن الحصول عليه حتى ذلك الحين، كما أنّه تم اكتشاف ساق ترجع إلى تلك الحقبة من التاريخ في جبل حجري بإحدى الصحراوات شرقي بحيرة رودولف في كينيا، ويبدو أنّ هذا الاكتشاف سوف يقلب النظريات القائمة بشأن تطور الإنسان من أسلافه المبكرين من عصور ما قبل التاريخ، فنظريات التطور الحالية وعلى رأسها نظرية داروين تذهب إلى أنَّ الإنسان تطور من مخلوق بدائي له سمات فيزيقية أقرب إلى سمات القرود العليا، وأنّ أقدم أثر للإنسان ككائن منتصب القامة يرجع إلى نحو مليون سنه فقط، في حين أنَّ الاكتشاف الجديد يدل على أنّ الكائن البشري المنتصب القامة يسير على ساقين اثنتين لم يتطور من كائن أكثر بدائية، أو أنّه انحدر من سلالة أحد تلك الآدميات المشبهة بالقردة ، وإنما عاصرها منذ نحو مليونين ونصف مليون سنة، وليس من شك في أنه لو صحَت تلك النظرية لهدمت نظرية التطور الدارويني من أساسها، ودعمت نظرية الخَلق المستقل)[3 ]

أما بالنسبة لما يدعونه من المشـابهة الهيكلية بين الإنسان والقرود، إذ يدعون أنّ تكوينه الهيكلي يشبه تكوين فصائل السيميا[4 ] فإنّ هذا الشبه الهيكلي ليس بالضرورة برهاناً على أننا نسل من أسلاف سيميائية – القرود – وأّنَّ تلك القرود هي ذرية منحطة للإنسان. ولا يستطيع أحد أن يزعم أنّ سمك القد " Cod " قد تطور من سمك الحساس" Haddock" وإن يكـن كـلاهما يسكن المياه نفسها ويأكل الطعام نفسه، ولهما عظام تكاد تكون متشابهة. وإنما يعني وبوضوح تام عظمة الخالق الذي أحسن كل شيء خلقه ووازنه وأعطاه كل ما يلزمه في تكوينه.

إنَّ العلم يشير إلى إبهام يد الإنسان وقدرتها على الإمساك بالعدد والأسلحة، ويعد ذلك أصلاً لتميز الإنسان، وإنَّ إبهام القرد التي لا نفع لها لهي برهان قاطع على أنّ إبهام الإنسان لا يمكن أن تكون قد جاءت من إبهام قرود السيميا التي تعيش على الأشجار، تلك الإبهام المخصصة لتلك العيشة ولهذا النوع من العيش، والحصان الذي يجري الآن على إصبع شـديدة التّخصص لا يمكنه أبداً أن يسـتعيد تلك الأصابع التي فقدها على كر الزمن - إن كان قد فقد أصابع أصلاً، وهو ما لم يحصل - على أننا لا ينبغي لنا أن نُشغلَ أنفسنا بشكل جدي أكثر من اللازم بالترهات والهرطقات والجدل العقيم والفرضيات الوهمية لما حدث لأسلافنا منذ مليوني جيل على الأقل، ومع هذا يبدوا أن البحث عن الحلقة المفقودة سوف يتضح عبثه وعدم جدواه...

إنّ جوزة البلوط تسقط على الأرض فتحفظها قشرتها السمراء الجامدة وتتدحرج في حفرة ما من الأرض، وفي الرّبيع تستيقظ الجرثومة فتنفجر القشره ويزود الطعام من اللب الشبيه بالبيضة التي اختفت فيه الجينات، وهي تمد الجذور في الأرض وإذا بك ترى شجيرة لتنقلب بعد سنوات شجرة وارفة الظلال باسقة الأغصان، تعطي بغزارة أجود الثمار. وفي خلال مئات بل آلاف السنين قد بقي في ثمار البلوط التي لا تحصى نفس ترتيب الذرات تماماً الذي أنتج أول شجرة بلوط منذ ملايين السنين.


http://georgiachronicles.files.wordpress.com/2009/03/oak-tree-autumn.jpg

البلوط هو البلوط والسفرجل هو السفرجل والتفاح هو التفاح


لم تحمل شجرة بلوط قط سفرجلاً أوتفاحاً أو موزاً، ولم يلد أي حوت سمكة، وحقول القمح المتماوجة هي قمح في كل حبة من حبوبها، والشعير هو الشعير، والشوفان هو الشوفان، والقانون هو القانون الذي يتحكم في التنظيم الذري "الجينات" التي تقرر قطعاً كل نوع من الحياة من البداية إلى النهاية.

لقد قال "هيكل Heackel" (أعطني هواء ومواد كيماوية ووقتاً، وأنا أصنع الإنسان). ولكنه أغفل وحدات الوراثة "الجينات" وأغفل الحياة نفسها. لقد كان لو استطاع - ولن يستطيع ذلك أبداً – أن يجد وينظم الذرات غير المرئية ووحدات الوراثة ويمنحها الحياة!!! وحتى في هذه الحالة كانت التنيجة رياضياً بنسبة بلايين إلى واحد أنَهُ كان سيأتي بوحش لا مثيل له. ولو نجح جدلاً – ولن ينجح – لقال أنَّ الأمر لم يكن مجرد مصادفة عشوائية، ولكن ثمرة عقله الخارق!!!!)[ 5]


يا أيُها النّاسُ قد ضُرٍبَ مَثَلٌ فاستَمعوا لّه ، إنَّ الذينَ تَدعون من دون الله لن يَخلقوا ذباباً ولو إجتمعوا لَهُ وَإن يَسلُبُهم الذباب شيئاً لا يستنفذونه منه ضعف الطالب والمطلوب[6]

الهامش :
[1] المصدر السابق، صفحه ( 110 )، نقلاً عن: Dieu etait Dega La-Ivar Lissner.
[2] خلق لا تطور، صفحه ( 112 ).
[3] دورية " عالم الفكر " المجلد الثالث، العدد الرابع، صفحه ( 11 ).
[4] فصائل السيميا Simian: فصائل الاورانجتان والغوريلا والشمبانزي.
[5] الفقرات الخمس الأخيرة: منقولة بتصرف من كتاب "العلم يدعو للإيمان"، الفصل العاشر - وحدات الوراثة – الصفحات ( 139 – 150 ).
[6] سورة الحج، ( 73 ).


9111 / 107 / 136 / 140 / 2

د. هشام عزمي
05-22-2010, 01:45 AM
جزاك الله خيرًا أبا ناصر على ما تقدمه من كتابات نافعة وقيمة ومفيدة ..
جعلها الله في ميزان حسناتك وجعلك سببًا لمن اهتدى ..

حاتم ناصر الشرباتي
05-24-2010, 06:57 PM
أشكر الأخ د. هشام عزمي وأسأل الله تعالى أن يوفقه لما يحب ويرضى وأن يغفر له ولنا

اللهم تقبل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم

اللهم آمين

حاتم ناصر الشرباتي
05-24-2010, 07:03 PM
تزويــــر الحقائـــــق

إنَّ من يُنكر الخَلق من دعاة التّطور لا يقبل إلا الوقائع المادية المحسوسة والملموسة والتي يستطيع إخضاعها للفحوص المادية والمعاملة المخبرية، لـذا فهم لا يؤمنون بالمغيبات لأنها فوق مستوى إدراكهم لأنهم يتعاملون مع المحسوسات المادية فقط. ونظراً لكونهم يستندون في إثبات نظرياتهم على ما تمّ إكتشافه فعلاً – أو ما سيتم اكتشافه لاحقاً – من بقايا عظام وجماجم وهياكل بشريـة، فهم يتعاملون معهابإعطائها الأشـكال التي كوّنوها في عقولهم وأودعوها في نظرياتهم، ولقد ثبت أنّهم قاموا بالتزوير والخديعة حتى فيما أكتشف في المستحاثات، لكي يثبتوا خداعاً وبطريقة التّزوير صحة نظرياتهم وإفتراضاتهم حول التطور والنشوء والتخلق. وكمثال على عمليات التزوير والخداع والتلاعب في عقول النّاس بإسم العلم المجرد النزيه، نثبت ما ورد في أحد أعداد الدورية الأمريكيه "نيويورك تايمس" لسنة (1959) : (إنَّ إنسان بكين الذي مضى عليه 500 ألف سنة قد أُعطِيَ خلقة جديدة، ليلعب دوراً رئيسياً في فيلم وثائقي صيني، وقد أعيد تركيب هذا الإنسان الذي هو إنسان ما قبل التاريخ لهذه الغاية، وّعُرِضَ الإنسان الجديد على العالم على إعتبار أنّه أشبه الناس بالإنسان القديم)[1 ]


http://www.gutenberg.org/files/20417/20417-h/images/image272_sm.jpg : Pithecanthropus erectus إنسان جاوه
نعــم، باسم العلم المجرد النزيه وحقائقه ترتكب جريمة التزوير بقصد خداع الناس... تزوير وخداع عن سابق قصد ونية في الأمور العلمية، والمقصود منه إغفال العقول عن الحقيقة باسم العلم، وإيهام الناس بصحة ودقّة وصدق نظرياتهم باسم العلم والذي هو علم مزور، وليس ما سبق هو التزوير الوحيد، بل لقد عمد علماؤهم لذلك مِراراً وتكراراًُ، وكلما افتقدوا الدليل والسّنـد. وعلى سـبيل المثال فإنه حين أعلن الطبيب الهولندي "دوبواDu bois" سنة (1981 و1982) اكتشافه إنسان جاوه الذي يُدعى "بيتكانتروب" فقد أعلنت "الموسوعة البريطانية" ما يلي: (إنَّ القطع العظمية كانت قطعة من جمجمة تشبه جمجمة قرد كبير "كيبون" وعظم فخذ أيسر وثلاثة أضراس، وقد إكتشفت هذه العظام بعيدة الواحدة عن الأخرى نحو عشرين خطوة، وأكتشفت قطعة من الفك الأيسر في مكان آخر من الجزيرة، ولكن في طبقة أرضية من العمر ذاته)[2 ]

وقد مَرَّ معنا في موضع سابق[3 ]، رأي عالم الطبيعة مارش في كتابه "التطور أو الحلقة المفقودة" حيث يقول: (هناك مثل آخر على تزوير الأدلة في قضية دوبوا الذي بعد سنوات من إعلانه الذي أحدث ضجة، والذي قال فيه أنّه إكتشف إنسان جاوة، إعترف أنه وفي الوقت نفسه وفي المكان ذاته، وُجِدَ عظاماً تعود بلا شك ألى الإنسان الحاضر)[4 ]

فإلى كل من يتشدّق بالعلم وإكتشافاته الباهرة، مبرهناً بذلك على صدق نظرية مفترضة، نتوجه بالسؤال التالي : هل يمكن أن نَصِفَ العثور على تلك القطع متناثرة بعيدة أحداها عن الأخرى مسافة خمس عشر متراً، مضافاً لها قطعة وجدت على بعد بضعة كيلومترات أنّ ذلك إكتشاف علمي ودليل على إثبات صحة نظرية؟ ثمَّ هل يجوز لنا الإدعاء أنّ كل تلك القطع كانت لإنسان واحد؟؟؟.

كانت تلك هي أمثلة بسيطة من أمثلة تزويرهم للعلم وتأويلهم له، ليكشف لنا عن كنه نظرياتهم الواهية، ومن مثل ما ورد ذكره وما سيرد لاحقاً، يتبين لنا بجلاء تام أنّ العلماء الذين نادوا بتلك النظريات لم يجدوا دليلاً أو شبه دليل على صدق مقـولاتهم، اللهم إلا التجائهم إلى العلم يزوروه ليخادعوا به أنفسهم قبل أن يخدعوا

الناس في طريقة إثبات مقولاتهم، ولكن أنى لهم ذلك . وحتى تتضح الصورة أكثر، لنأخذ مثلاً آخر من الأمثلة الكثيرة المُثبِتَةُ للتزوير المُتَقَصّد من عالم التّطور غرو كلارك حيث يقول:

( من الخطأ الكبير أن يعتمد المرء في هذه الأمور على معطيات غير واضحة. وقضية سن الخنزير مثال علىذلك، وقصة ذلك أنه في سنة (1922) إكتشقت في نبراسكا[5 ] سن قيل أنه سن قرد "إنسان منقرض". وقد ثبت بعد ذلك أنّه سن خنزير بري، وليس من شك بأنّ هناك قليلاً من العلماء الذين لم يرتكبوا مثل هذه الأخطاء خلال حياتهم العلمية)[ 6]


http://www.kacr.or.kr/img/Nebraska_Man.jpg اكتشاف نبراسكا

ربما يقال أنّ كل تلك الحوادث قد جرى إعتمادها بطريق الخطأ ولم تكن هناك نيّة مبيتة للخداع والتزوير، إذ أنّ العلماء الذين إكتشفوها وإستندوا إليها قد توهموا في إكتشافهم غير الحقيقة، وللرد على ذلك نورد واقعة أخرى تدل على النيّة المبيتة في التزوير وقلب الحقائق وخِداع النّاس، والتي لا تحمل إلا ذلك ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تُصرَفَ إلى الخطأ وسوء التّقدير وتشابه الأمور وتعقدها، بل تُصرَفَ إلى سوء النّية المبيتة في التزوير وقلب الحقائق لخداع الناس وتوجيههم للإعتقاد الخاطئ، فقد كتبت "الموسوعة البريطانية" بمناسبة إكتشاف آخر: (لقد كان أعظم إكتشاف بعد ذلك هو إكتشاف "شارل داسون Charles Dawson" في "بلتداون Piltidown" في مقاطعة سويكس في إنجلترا بين سنتي (1911و1915)، إذ وُجِدَ الجزء الأكبر من النّصف اليساري من جمجمة إنسان، كما وُجِدَ قطعاً من النصف الأيمن من ذلك مهترئاً في بعض نواحيه، ولكن كان معه الضرس الأول والثاني في مكانهما وحفرة الضرس الثالث" ظاهرة... ويرى الخُبراء الإنجليز الآن: بأنّ الجمجمجمة والفك هما لشخص واحد هو إنسان بيلتداون )[7 )

الهامش:

[1] خلق لا تطور، صفحه ( 112 )، نقلاً عن جريدة: نيويورك تايمس، سنة 1959
[2] المصدر السابق، نقلاً عن: الموسوعة البريطانية.
[3] أنظر: الباب ألأول - الفصل الخامس عشر " الإنسان البدائي "، صفحة ( 132).أهلاً ومرحباً .. أهلا بمن أتانا بتحية وسلام يريد الترحيب بأحلى الكلام .. يريد أن نعلن له الأنضمام .. إلى كوكبة أعضائنـا الكرام ،،
[4] المصدر السابق، نقلاً عن: Evolution of special creation.
[5] نبراسكا: إحدى ولايات " الولايات المتحدة الأمريكية " وتقع في الشمال الغربي من وسط البلاد.
[6] خلق لا تطور، صفحه ( 112 ).
[7] المصدر السابق ، صفحه ( 113 ) ، منقولاً عن : الموسوعة البريطانية .


9207 / 108 / 143 / 145 / 2

ontology
05-25-2010, 06:45 PM
السلام عليكم دكتورنا العزيز حاتم الشرباني,

احببت ان اسألك عن دعوى التطوريون بأنهم اكتشفة بما يسمى بالحلقة المفقودة, في اثيوبيا وقدرو عمرها بما يناهز 4,4 مليار سنة واسمها Ardipithecus, فما رائيكم حول هذا الذي يسمونه نصرة علميا لحقيقة التطور.؟

شاكرين لك جهدك, واجرك على الله.

تحياتي

حاتم ناصر الشرباتي
01-31-2012, 04:28 PM
السلام عليكم دكتورنا العزيز حاتم الشرباني,

احببت ان اسألك عن دعوى التطوريون بأنهم اكتشفة بما يسمى بالحلقة المفقودة, في اثيوبيا وقدرو عمرها بما يناهز 4,4 مليار سنة واسمها ardipithecus, فما رائيكم حول هذا الذي يسمونه نصرة علميا لحقيقة التطور.؟

شاكرين لك جهدك, واجرك على الله.

تحياتي

أشكر لأخي الفاضل استفساره عن أكتشاف الحلقة المفقودة.....

ولو رجع أخي الفاضل للحلقة السابقة بعنوان ( تزوير الحقائق ) لتبين له حقيقة الحلقة المفقودة المفبركة..... الحلقة الغير موجودة حقيقة, فهؤلاء الناس ولغاية في نفوسهم الشريرة قضوها قد أفترضوا فرضيات ليس لها مجال في أرض الواقع وطفقوا يعلنون اكتشافات جميعها مزورة وغير صحيحة..... يصدرونها لوسائل الاعلام المتلهفة لأخبارهم ويشاركونهم في تزوير الحقائق، أي أنّهم يعملون على تثبيت افتراضات - ومعاذ الله أن تكون نظريات - بأي وسيلة حتى أنهم كثيرا ما لجؤا في ذلك للتزوير..... ولأنّ افتراضهم ليست حقيقية ولأنهم مصممون على اشاعتها. فلا ضير لديهم من التزوير. إنّه العلم المسكين المكذوب عليه: العلم الذي يفرضه عليهم محافل سرية ومخابرات تخطط وأجهزة إعلام ندور في الفلك..... وما ان ينكشف تزوير يتم فبركة آخر وهكذا دواليك... انّ العلم براء من تلك تزويرات.

حاتم ناصر الشرباتي
01-31-2012, 04:50 PM
تزوير الحقائــق
الحلقة الثانية
ولكن هل الخبراء الإنجليز الذين إكتشفوا ذلك فأجروا البحوث وأعطوا النتائج، هل هم منصفون وصادقون في ذلك؟ وهل كان عملهم في ذلك حقاً كرجال علم يبحثون بكل تجرد ونزاهة عن الحقائق فقط؟ أم أنهم كسابقيهم إندفعوا وراء رغبة جامحة في إثبات نظرية مفترضة مسبقاً، فزوروا لهل الحقائق وخدعوا الناس بها مستغلين العلم الذي يدعونه وألقاب العلماء التي يحملوها؟.

على كل تلك الأسئلة تجيب دورية "أخبار العلم Scines news" في عددها الصادر بتاريخ 25/02/1961: (إنّ من أعظم الأخطاء المكتشفة بالطرق العلمية هي قضية إنسان بلتداون التي اكتشفت في سويكس في إنجلترا... والذي يعتقد بعض العلماء أنه يرجع إلى نصف مليون سنة إلى الوراء، وبعد أخذٍ وَرَدٍ ثَبُتَ بأنّ هذا ألإنسان لم يكن إنساناً بدائياً قط، بل هو مجموعة من جمجمة إنسان أليوم وفك قرد، وقد مُوِهَ بواسطة بايكربونات البوتاسيوم وبملح الحديد، لإعطائه شكلاً متحجراً أقدم من حقيقته، ولم تصبغ قطع الجمجمة فقط ، بل بُرِدَت الأسنان لكي تظهر وكأنها قد ذابت من الإستعمال)[ 1]

وكتبت دورية "المختار من ريدرز دايجست" في عددها الصادر في شهر تشرين الثاني سنة 1956 تقول: (إنّ جميع القطع المهمة قد مُوِهَت وزورت أيضاً، وإنَ إنسان بيلتداون كان عملية تزوير من أولها إلى آخرها، وفي خِضَم هذه الشهادات بدا أنّ جميع أبطال تمثيلية بيلتداون كانوا أبرياء ما عدى شارل داسون)[2 ]
http://www.kacr.or.kr/img/Nebraska_Man.jpg اكتشاف نبراسكا
أي أنه قد جرى التّزوير المُتَقَصَد لخداع الناس عن قصد وسابق إصرار، ولم يكن ذلك نتيجة خطأ ما، ومصداقاً لذلك وتأكيداً لقناعتنا أنّ علماء التطور قد إفترضـوا نظريـات هشّة لا تمت للواقع بأي صلة ولا تقوم على أي دليل يثبـت صدقها وصحتها، وتلمسوا بعد ذلك ألأدلة الواهية التي وجدوها أو تلك التي إصطنعوها خداعاً لإثبات مقولاتهم لعرضها كحقائق علمية ثابتة وباسم العلم المجرد النزيه، في حين أنّ النّزاهة منهم براء برائة الذئب من دم إبن يعقوب، وفي ذلك تقول "مجلة العلوم الأمريكية" في عددها الصادر في شهر كانون الثاني 1965: (إنّ جميع علماء التّطور لايتورعون عن اللجوء إلى حيلة لينسجوا أدلة وهمية لإثبات ما ليس لديهم عليه من دليل)[ 3]

لقد جاء المقال المذكور تعقيباً على نَيْزَك[ 4] يحتوي على مواد عضوية إتخذه العلماء دليلاً على التّطورحيث قال : (إنّ فحص قطعة من هذا النيزك الذي سقط في الجنوب الغربي من فرنسا منذ أكثر من قرن من الزمن، فقد دَلّ على أنّ هذا الجسم السماوي قد مُوِّهَ بمهارة فائقة بمواد عضوية أرضية، ويبدو أنّ المزورين قد وضعوا قطع النيزك في الماء كي تلين، ثم أنهم أضافوا إليه مواد غريبة مختلفة، ثم أنهم بإستعمال الصَّمغ موهوا سطحه لكي يشبه من جديد القشرة التي تحدث بالحرارة الجوية... ومما تجدر الإشارة إليه أنَّ هذا النيزك سقط بعد خمسة أسابيع من إعلان العالم باستور Louis Pastor[5 ] دفاعه العظيم عن خلق ألإنسان والذي كانت له ضجــة كبيرة في الأوسـاطُ، حين أعلن بأن الحياة لا تأتي إلا من الخالق العظيم).[6 ]
يتضح مما سبق أن التزوير حاصل وموجه ومتقصّد ، وأنّ جميع أو معظم علماء التطور قد جندوا أنفسهم أو جندتهم قوى معينة مستترة خلفهم، يرأسهم شيطان عتل زنيم، وكلهم بلا إستثناء قد جُنِدوا لكي يبعدوا ألإنسـان عن الإعتقاد بأنّ لهذا الكون خالقاً أوجده من العدم، فعودة ألإنسـان إلى الإيمان بالله تعالى خالقاً ومدبراً لهذا الكون هو الذي يقض مضجعهم ويقلق بالهم، مما يدفعهم إلى تجنيد كل إمكاناتهم لمحاربة هذا ألإيمان بكل الوسائل وألأساليب الممكنة – بما في ذلك تزوير العلم وإستعماله سلاحاً في خداع الناس وتسميم معتقداتهم وأفكارهم – لإبعادهم عن أولى وأهم الحقائق وهي النّاحية الروحية في الأشياء من كونها مخلوقة لخالق أوجدها من العدم، مانعين بذلك إدراك الإنسـان لتلك الصلة وتصديقه الجازم بها.

وهناك خدعة ثانية تقوم على تقديم معطيات ذات وجهين بشأن التطور وذلك لخداع الجهلاء، فمن ذلك أننا كثيراً ما نرى مستحاثات مرصوفة بشكل يدعوا السذج والجهلاء إلى الظن بأنّ بعضها ناشئ من البعض الآخر ومتولد عنه، في حين أنّ علماء التطور أنفسهم يعترفون بعكس ذلك، وأمثال تلك الخدع معروضه على سبيل المثال في المعرض الأمريكي للتاريخ الطبيعي بنيويورك، إلا أنّ كل تلك الخدع والمخاتلات لا تنطلي على أصحاب العقول النيّرة.

http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQvWA16yLH-eMBFlU-GxgLnGT8i7PU3SSbVYZZ8GvUffcpKkeH9
وطريقة أخرى في الخداع تقوم على الإيحاء بأنّ الإنسان منحدر من قرد، بينما نظرياتهم الحديثة تنفي ذلك، على أنّ هذا النفي لم يمنع مؤلف كتاب "الأنسان الأول" من أن يعنون الفصل الثامن من كتابه هذا بعنوان: من ألإنسان القرد إلى ألإنسان.[ 7]
يتضح من كل هذا أنّ تفسير علماء التطور للمستحاثات وإعادتهم تركيب أجسام أجداد الإنسان المزعومين ليست إلا مهازل علمية تقوم على أوهام وإفتراضات واهية، لا تستند إلى الحقيقة بأي سبب من ألأسباب، وأنّ سلسلة التطور تنطوي على ثغرات كثيرة زمنية وعلمية وجغرافية، وتدل المعطيات العلمية ألأكيدة إلى أنّ ألإنسان لم ينحدر من الحيوان مطلقاً ، بل أنّ الله تعالى قد شَرَّفَهُ بتكوينه على خلقة إنسانية متميزة عن باقي المخلوقات. وأن هدا الإختلاف في التركيب موجود منذ الأزل وسيبقى إلى ألأبد ما دام هناك إنسان وما ظلّت هناك حياة. وبسبب هذا الخلق المتميز للإنسان لا يستطيع التلاقح مع أي حيوان كان، بل سيبقى في نطاق جنسه تبعاً لأحكام مولده، هكذا كان... وهكذا سيظل دائماً.

إنّ ألإنسان لم ينتقل قط من أي طور حيواني، ولم يثبت عكس ذلك لا علمياً ولا تاريخياً كما أنه لم يثبت عقلياً، إلا أنه قد مرّت حوادث أثبتها التاريخ نقلاً عن مصادر - ثبت صدقها عقلاً –[8 ] أنً الإنسان قد تحول في أحوال خاصة إلى حيوان، ولم يكن ذلك سنة من سنن الحياة ولا قاعدة من القواعد، إنما هي حوادث مسخ وعقاب للمتمردين العاصين[ 9]، وقانا الله تعالى من المسخ والعقاب.

ويكفي أن ننقل تصريح العالم الفسيولوجي "تهمسيان T.N.Tammisian" الملحق باللجنة المركزية للطاقة النووية: (إنّ العلماء الذين يؤكدون على أنّ التطور واقع علمي هم منافقون، وأنّ ما يروونه من أحداث إنما هو من الشعوذات التي إبتدعت، ولا تحتوي على نقطة واحدة من الحقيقة) واصفاً نظرية التطور أنها: خليطٌ من الأحاجي وشعوذة الأرقام.[10 ]

أما " كلوتز J.W.Klotz " رئيس العلوم في إحدى الجامعات الأمريكية فيقول : (إنّ الإعتقاد بالتطور يحتاج إلى كثير من السـذاجة.)[11 ]

http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQbJ2aMc-eFOysl_MevAK_snxXM_URHKB6ZHNWCEdfw1BbmjhC3pA

لم تحمل شجرة بلوط قط سفرجلاً أو تفاحاً أو موزاً ، ولم يلد أي حوت سمكة ... والإنسان لم ينتقل قط من أي طور حيواني .... ولا يستطيع التلاقح مع أي حيوان كان ... بل سيظل في نطاق جنسه تبعاً لأحكام مولده ......
هكذا كان وهكذا سيظل أبداً ما دام هناك إنسان وما ظل هناك حياة : قانون وقواعد ونواميـس يتم بموجبها كل خلق وكل نشـــوء كان .....[12 ]
ـــــــــــــ
[1] المصدر السابق، نقلاً عن: مجلة ساينس نيوز – عدد 25/2/1961.
[2] خلق لا تطور، الصفحات ( 113 – 114 )، نقلاً عن مجلة: المختار من ريدرز دايجست – عدد نوفمبر 1956.
[3] المصدر السابق، صفحه ( 114 )، نقلاً عن: مجلة العلوم ألأمريكية – عدد يناير 1965.
[4] النيزك: ( ج ) نيازك: كلمة فارسية معربة ومعناها الرّمح الصغير = تصغير رمح. – لسان العرب - النيزك: جرم سماوي يسبح في الفضاء فإذا دخل في جو الأرض احترق وظهر كأنه شهاب متساقط. – المعجم الوسيط -
[5] باستور، Lois Pastur.، مؤسس علم الميكروبات (1822– 1859)، أستاذ الطبيعة بمدرسة الليسسيه في كلية ويجون عام (1848)، أستاذ الكيمياء بجامعة ستاسبورج عام (1849)، عميد كلية العلوم في مدينة "ليل" عام (1854). راجع تصريحه عن الخلق في الفصل الرابع من هذا الباب، صفحه (195) انظر أيضاً: الباب الأول، الفصل الثاني، صفحة (21).
[6] المصدر السابق، نقلا عن: American Since Magazine: January 1965. :
[7] خلق لا تطور، صفحه ( 114 ).
[8] القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف.
[9] أنظر بحث: من هو الأصلح للبقاء؟، الباب الرابع، الفصل الثامن.
[10] المصدر السابق، صفحه ( 19 ).
[11] المصدر السابق، صفحه ( 20 ).
[12] الصورة منقولة من كتاب "خلق لا تطور" صفحه ( 136 ).
@12580/132/4/145/150/2

إلى حب الله
01-31-2012, 07:54 PM
جزاك الله خيرا ًيا بطل ...

والله موضوع مدفون لم ننتبه له إلا الآن .. فهلا كنتم أعلمتمونا ؟!!..
وفقك الله تعالى لما يحب ويرضى وأعانك على الإكمال أستاذنا الفاضل حاتم ..
ولي عودة لقراءة الموضوع بالتفصيل إن شاء الله ..

حاتم ناصر الشرباتي
02-01-2012, 12:58 PM
جزاك الله خيرا ًيا بطل ...

والله موضوع مدفون لم ننتبه له إلا الآن .. فهلا كنتم أعلمتمونا ؟!!..
وفقك الله تعالى لما يحب ويرضى وأعانك على الإكمال أستاذنا الفاضل حاتم ..
ولي عودة لقراءة الموضوع بالتفصيل إن شاء الله ..

الأخ الفاضل ( أبو حب الله ) أحبك الله وحبب خلقه بك

لقد كُتب هذا البحث لأول مرّة مختصرا قبل أربعون سنة ليقدم للجمعية الإسلامية في مخيم النصيرات بغزة، حيث نال المرتبة الأولى أمام الأبحاث المقدمة يومها، ومن يومها كنت أراقب وأراجع كل ما استجدّ من أبحاث في موضوع البحث فأرجع للبحث أجري عليه التعديلات والإضافات اللازمة على ضوء ما استجد من مواضيع وأبحاث.

لقـد طُرِحت تساؤلات عدة في موضوع حياة الإنسان والتباين في وجهات النظر حوله بين الحكم الشرعي ورأي الطّب، وحول حكم أجهزة الإنعاش الطبية الحديثة ورفعها بعد الحكم بموت الإنسان طبيا خلافا لما يراه الحكم الشرعي بعـدم موت الإنسان، وهل يعتبر رفعها في مثل تلك الحالة قتلاً ؟ وتساؤلات أخرى حول موضوع نقل الأعضاء والتبرع بها قبل أو بعد الوفاة …. كما استجد موضوع أطفال الأنابيب بعد أن تجاوز الموضوع مرحلة الاختبارات ….. وأخيراً استجدت مسألة الاستنساخ البشري بعد أن نجح العلماء في مختبرات ( بي بي إل تيرابوتيكس B.B. L. Terabotix) الاسكتلندية في أول عملية استنساخ حيوان بالغ بإعلانهم ولادة النعجة "دللي" بطريق الاستنساخ ، ومن ثم تصريحات العالم الأمريكي (ريتشارد سيد) تصميمه على بدأ العمل في حقل الاستنساخ البشري والتوقعات بنجاح ذلك.

لــذا فقد تمّ إجراء تعديلات وإضافات عدّة اقتضتها ما استجد من مواضيع. وحسبي أني قد بذلت الوُسع في ذلك، فمن وقف معي عند هذا الحد فقد اكتفى، ومن طلب المزيد فالباب مُشَرّعٌ أمامه، وعليه فقد قمت في نهاية الكتاب بتزويد القارئ بكشف حاوٍ لأسماء المراجع التي اعتمدتها وتلك التي اعتمدها غيري ممن سبقني إلى الكتابة في الموضوع، والتي يمكن لمن شاء الرجوع إليها رغبة في التَوَثق أو زيادة في الفائدة والتوسع.

لقد آثرت في بحثي هذا أن تكون جميع مواضيعه مُدَعّمَة بالأدلة وموجزة في العبارة لتكون أبلغ في التأثير، وقد استدللت بأقوال وآراء علماء التّطور المادي المؤيدين لنظريات التّطور المادي المختلفة، وكذلك آراء المعارضين لها من العلماء والمفكرين مثبتا آرائهم كما وردت في كتبهم وأبحاثهم بالتفصيل أو بتصرف مني بالنّص حيث يقتضي الأمر ذلك، مشيرا لكل في موضعه.

أما في الأبحاث المتعلقة بالفكر الإسلامي والتي سترد لاحقاً في مواضعها فقد تمّ الاستدلال بنصوص القرآن الكريم وما صحّ أو حَسُنَ عندي من الحديث مستبعدا أي حديث ضعيف أو موضوع، ثمّ آراء واجتهادات وتفسيرات مشاهير الفقهاء والمفسرين، إمّا حرفيا أو بتصرف مني بالنّص حيث يقتضي الأمر ذلك مشيرا لكل في موضعه.

وإني إذ تشرفت بنشر بحثي المتواضع هذا وإخراجه من محبسه فلا أدعي لنفسي الفخر بالقيام بعمل فريد متميز، بل قد قمت بجمع ونقل وترتيب آراء من سبقني إلى ذلك حيث لم أعثر على بحث متكامل يفي هذا الموضوع الهام حقه باستكمال كافة جوانبه مضيفا وجهة نظري المعتمدة وترجيحي الرأي الأرجح في كل موضوع حيث تناولت نقاش كافة وجهات النّظر نقاشا هادفا ونقض ما يحتاج منها إلى ذلك موصلاً القارئ إلى الرأي الأرجح والأصح، فأتى الكتاب شاملاً وافياً خلافاً لكل ما نشر في الموضوع على ما أعلم.

كان ما مر لمحة موجزة عن دواعي تأليف كتاب ( موسوعة الخلق والنشوء ) وما أجري عليه من تعديلات أثناء نشره في بعض المنتديات وعلى صفحتي في ( فيسبوك )

http://www.facebook.com/profile.php?id=100002723466569&ref=tn_tinyman

أسأل الله تعالى تقبل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم ,ان يغفر لنا ولكم...... شاكراً لك تفضلك بالمرور عليه وتفاعلك الايجابي مع محتوياته فبارك الله فيك.

حاتم ناصر الشرباتي
02-02-2012, 04:39 PM
الأعضــاء البدائيــة والإنتخــاب الطبيعـي


من المبررات التي يسوقها علماء التطور للإستشهاد بها على تطور ألإنسان: تعللهم بوجود ما يسمونه "الأعضاء القردية = الأعضاء الأثرية = الأعضاء البدائية ، Vestigial organs"، ومن ذلك ما يعتبرونه بقايا أعضاء كانت مفيدة فيما مضى من ألأطوار، وأصبحت فيما بعد مع تطور الإنسان أعضاء زائدة لا نفع لها ولا فائدة منها، مثل الغدّة الصقرية، وقد إعتمدوا كثيراً في إثبات نظرياتهم على تلك النّظرية.

(والأعضاء البدائية أو ألأثرية Vestigial organs هي عبارة عن أعضاء قزمة لا فائدة لها عادة توجد في عدد من الحيوانات "وأحياناً النباتات" أقاربها relatives، تحتوي على هذه ألأعضاء في صورة كاملة وتؤدي وظيفة ما، وتمثل هذه ألأعضاء دليلاً مقنعاً على حدوث التطور مستنبطاً من علم التّشريح المقارن، إذ لا يمكن تفسير وجودها إلا بأنها جزء من تصميم عام كان موجوداً في ألأسلاف ولم يختف تماماً بالرغم من أنها أصبحت عديمة الفائدة، ولقد قدّم العالِم ألألماني "فيدرشايم Weiderscheim" قائمة تحتوي على حوالي مائة عضو أثري توجد في الإنسان سنذكر بعضها هنا بايجاز، وخير مثال هو: الزائدة الدوديةVermiform appendix التي لا تقوم بأي وظيفـة في ألإنسان فضلاً عن أنها تمرضهُ إذا إلتَهَبَت، وكذا يمكن إعتبار ضروس العقل Wisdom teeth في ألإنسان أعضاء أثرية لا فائدة منها لأنها لا تستعمل في تفتيت الطعام لصغر حجمها، أما في الرّئيسيات ألأخرى مثل القردة فإنّ ضروس العقل تكون قوية ومفيدة مثل بقية الأسنان. وهناك أنواع قليلة من ألخنافس Bettles لها جناحان ضامران لا يقدران على الطيران ولا فائدة لهما)[1 ]
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS83mFbBdDC-RH8dzJzqAWxgpT53t-RDgzoY0kWZr_MCQY_Mhog http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTq0__Q5_kg7Xf4TRQU-r3Et2xF8l1EOZ8G8RgwrJn-TnYdTNqLow\
طائر البطريق النعامه
(ويؤمن عالم التّطور الأمريكي المعاصـر "سيمبسون Simpson" أنّ بعض الأعضاء الأثرية التي تفقد وظيفتها الأصليّة قد يحدث فيها تخصيص لأداء وظيفة أخرى . فمثلاً نجد أنّ جناح طائر ألبطريق Penguin ضامر إلى حد كبير بحيث لا يسمح للطيران ولكنه أصبح مجدافاً كفوءاً للسّباحة، وكذلك جناح النعامة Ostirish" فهو صغير للغاية ولكنه يستعمله كعضو للتوازن خصوصاً حينما يغير الطائر إتجاهه وهو يجري بسرعة)[2 ]

وقد جاء في دورية "المختار من ريدرز دايجست" عدد شهر ديسمبر 1966 ما يلي: (منذ عشرين قرن على الأقل، والأطباء يتسائلون عن عمل عضو صغير بلون رمادي موجود في أسفل العنق وراء عظم القص ويسمى الغدة الصقرية، وقد إتفق العلماء الحديثون على أنهُ عضو زائد لا فائدة منه بعد أن فقد عمله ألأساسي، غير أنً ألأبحاث الحديثة التي قام بها علماء أمريكيون وإنجليز وأستراليون وسويديون قد كشف سِرّ هذه الغدة، وظٌنّ أنها ألغدّة الرئيسية التي تنظم عمليات الحضانة من ألأمراض المُعدية... فهل هذه الغدّة هي وحدها هي التي تتولى حمايتنا؟ كـــلا، بل لقد ثبت بنتيجة التجارب الحديثة ألتي أجراها الباحثـون بأنّ الزائـدة واللوزتين والنباتات الغذائيـة يمكن أن تلعب دوراً مشـابهاً في الحضانه).[3 ]


وفي نفس الموضوع كتبت "الموسوعة البريطانية" تنفي فكرة عدم ضرورة ونفع بعض ألأعضاء قائلة: (إننا نعرف ألآن عدداً من ألأعضاء كانت تسمى بدائية، بينما هي تقوم بأعمال ذات شأن) .

ونخلص من ذلك أنه لا يوجد لنا أي مبرر للإدعاء أو وصف عضو ما بأنَهُ بدائي لا فائدة منه وذلك لمجرد أنّ عقلنا الناقص والعاجز والمحتاج إلى معلومات قد قَصّرَ أو جهل عن فهم ذلك العضو ووظيفته، أو إدراك حقيقة حكمة الله الخالق في خلقه، أو حتى لأنه في نظرنا لا يعمل بالصورة التي يريد له عقلنا المحدود أن يعمل.

والملاحظ لدى ألأطباء أنّ هناك حالات مَرَضية كثيرة تصيب الحَلق أكثر من حالات مرض الزائدة، ومع ذلك فلا أحد يصف الحلق بأنّه بدائي، في حين أنهم وصفوا ذلك الجزء من ألأمعاء بانه بدائي ولا لزوم له حين سموه "الزائدة vermiform appendex" أضف إلى ذلك أنّه يجب على أصحاب نظرية التّحول والانتقال أن يثبتوا بأنّ ظهور أعضاء جديدة في جسم ألإنسان هي أكثر نفعاً له، لأنّ ضمور ألأعضاء لا يثبت التّطور بل على العكس يوحي بأنّ الإنسان قد إنحطَ وتَراجع ولم يتطور إلى ما هو أصلح كما يزعمون.[4 ]

إنّ البحث في ألأعضاء البدائية يقودنا إلى أهم أبحاث "أصل ألأنواع" لدى من قال بالتطور وهو بحث "الإصطفـاء الطبيعي" أو "الانتخاب الطبيعي" والذي ينبع من قاعدة "البقاء للأصلح" التي بُني بموجبها بحث "الأعضاء البدائية"، وهذا هو موضوع الفصل الرابع من كتاب داروين "أصل الأنواع"[5] حيث يقول داروين: (ولدينا من الأسباب ما يسوقنا إلى الإيمان بأنّ تغير حالات الحياة التي أدلينا بها في الفصل الأول[6 ] تزيد من قابلية الاستعداد للتّحول في الأنواع، بمثل ما تزيدها تأثير السنين التي ذكرتها في ألأسطر السابقة من تغاير الحالات المحيطة في الكائنات، إذ تساعد الانتخاب الطبيعي على إبراز آثاره، وتهئ للأنواع جٌمَّ الفُرَص للسيادة بما تحْدِثه من التّحولات المفيدة، ولو لم تظهر تلك التحولات لما كان للإنتحاب الطبيعي أثر ما...[7 ] وقد نستطيع أن نقول على سبيل المجاز: أنّ الإنتخاب الطبيعي قوة دائبة الفعل كل يوم، بل كل ساعة في إستجماع التّحولات العرضية في العالَم العضوي كافة، نافية كل كان مُضِراً، مبقية على كل ما كان منها مفيداً صالحاً، تعمل في همودها وسكونها عملها الدائم، ما سمحت الفرص في كل زمان ومكان، لتهذيب كل كائن من الكائنات بما يلائم طبيعة حالات الحياة المحيطة به، ما اتصل منها بالموجودات العضوية وما اتصل بغير العضوية، غير أننا لا نلاحظ شيئاً من التّرقي المنبعث عن التحول البطئ، حتى يظهر لنا من الزمان ما استدبر من الدهور في سبيل إبرازه، على أننا لا نعلم شيئاً سوى أنّ صور الحياة في هذا العصر تغاير صور الزمان الماضي، ذلك ناشئ عن النقص والتخلخل الواقع في مواد النظر المستجمعة من البحث في أطوار تكون الطبقات الجيولوجية التي عفت آثارها ودرست رسومها منذ أزمان موغلة في القدم).[ 8]
___________________
[1 ] دورية "عالم الفكر"، المجلد الثالث، العدد الرابع، صفحه (19). في مقال للدكتور علم الدين كمال بعنوان (تطور الكائنات الحية).
[ 2] المصدر السابق، صفحه (20).
[ 3] خلق لا تطور، صفحه (116)، نقلا عن: المختار من ريدرز دايجست، طباعة مصر، عدد شهر ديسمبر عام 1966.
[4] إنّ هذا البحث منقول بتصرف من كتاب "خلق لا تطور" للدكتور إحسان حقي، الصفحات (110–116).
[5] المرجع، الفصل الرابع، الصفحات ( 213 – 218 ).
[6] المرجع الفصل الأول " التحول بالايلاف " صفحه ( 123 – 166 ).
[7] المرجع ، صفحه ( 216 ) .
[8] المرجع، صفحه ( 218 ).

@ 12672/134/4/151/154/2

أبو يحيى الموحد
02-02-2012, 10:33 PM
هل الاستاذ حاتم من أنصار التطور الموجه؟
أم استنباطي خاطئ لأني قرأت فقط مقتطفات

حاتم ناصر الشرباتي
02-03-2012, 11:22 AM
هل الاستاذ حاتم من أنصار التطور الموجه؟
أم استنباطي خاطئ لأني قرأت فقط مقتطفات

عفواً أخي الفاضل

لا أتصور أنّ أي استنتاج لهويتي الفكرية أو العقائدية من قراءة مقتطفات مما نشرت هنا لغاية الآن سيكون صحيحاً، حيث لم أكن لغاية الآن مجرد ناقل لدوامة الشجارات والخلافات الفكرية ليس الا، أما رأي وما أعتقد فقد آثرت أن يكون مسك الختام للموضوع. وألفت انتباه الأخ صاحب الاستنتاج أنني لم أطرح وجهات نظري في أي رأي أو نظرية أو في أيٍ من المواضيع التي تناولت قضية التطور ايجاباً أو سلباً.مما يعني أنّ هويتي الفكرية بل العقائدية لم تظهر للآن !!! وأقول العقائدية تصحيحاً لقولي الفكرية لأنّ البحث فكري متعلق بالعقيدة ولا بد، مما يعني كونه بحث عقائدي صرف ليس إلا...
ولو تصفح الأخ الفاضل مقدمة البحث لأغنته عن الاستنتاج والسؤال فليرجع لها مقتبساً منها بدايتها لتحديد هويتي العقائدية الحقيقية للأخ السائل:


أحمد الله تعالى حمد الشاكرين وأتوب إليه وأستغفره، أحمده تعالى حمد الشاكرين القانتين، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، وأصلي وأسلّم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن سار على هديه إلى يوم الدّين، رب اغفر لي ولوالديّ ولأساتذتي وأصحاب الفضل علي، وأنر قلبي واشرح لي صدري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، ووفقني لصالح الأعمال.

إنّ أساس العقيدة في الإسلام قائم على إعطاء الأجوبة المقنعة لتساؤلات الإنسان عن أصل وحقيقة هذا الوجود، ويركز على حقائق ثابتة أولها الإيمان الراسخ بالله تعالى خالقا لهذا الوجود ومسيراً له، مشترطاً أن يكون هذا الإيمان آتياً عن طريق العقل وإعماله بالتفكير المستنير ليصل الإنسان عن طريقه أنّ وراء تلك الموجودات الثلاث ( الكون والحياة والإنسان ) خالقاً أوجدها من العدم وأنّ لهذه الحياة الدنيا ما قبلها وهو الله تعالى، وأنّ لها ما بعدها وهو يوم القيامة حيث يبعث الإنسان ليحاسب على ما قدمت يداه كما أوجب الإسلام الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ورسالته والملائكة والرّسل جميعاً ويوم القيامة والقدر خيره وشره من الله تعالى.

أما الشيوعيّة فهي مبدأ مبني على المادة وليس العقل، لأنّ فكرتها الأساسية والتي تفرعت عنها كل أفكارها أنّ جميع الموجودات من كون وحياة وإنسان هي مادة فقط، وأنّ المادة هي أصل الموجودات وأنّ التّطور المادي تبعا لوسائل الإنتاج هو المحرك الفعلي والوحيد للمجتمع وعلاقاته جميعاً، وأن المادة أزلية واجبة الوجود لم يخلقها خالق، وأن ليس للمادة ما قبلها ولا يوجد بعدها شيْ، فهم ينكرون فكـرة الخلـق وبالتالي وجود خالق خلق الموجودات أي أنهم يرفضون الناحيــة الروحية في الأشياء من كونها مخلوقة لخالق ويعتبرون فكرة الناحية الروحية خطراً على الحياة، وبالتالي فالدّين عندهم إنما هو أفيون الشعوب المخدر لأمانيهم وتطلعاتهم وهو بالتالي من عوامل تخلف المجتمعات.

أما نظرتهم للفكر فهي مادية أيضا، إذ هو عندهم انعكاس للواقع على الدّماغ كما تنعكس الصورة على صفحة المرآة، فالمادة عندهم هي أصل الفكر وأصل الحضارة، وهي أصل كل شيء ومن تطورها المادي توجد الأشياء ولا بد، هذه هي حتمية التّطور عندهم.

لقد ضلّت الشيوعية الطريق لمصادمتها الفطرة التي جُبِلَ عليها الإنسان باعتمادها نظرية التّطور المادي تبعا لوسائل الإنتاج فأعمت نفسها عن حقيقة وجود خالق لهذا الكون، وأكثر ما روّج له الشيوعيون في دعم نظرياتهم حول إنكار الخلق كانت " نظريـة داروين " تلك النظريـة التي وافقت ما روجوا له من إنكار الخلق. ومع أن كثيرا ممن ابتدعوا تلك النظرية السّقيمة أو ساهم في نشرها والترويج لها قد كفر بها بعد أن أتاه اليقين واقتنع بزيفها، إلا أن نفرا ممن يستهويهم كلّ شاذ وغريب لا زال يتشدّق بها، لذا رأيت أن أقوم باستعراض تلك النظرية نقاشا ومناقشة ونقضا وأن أبين صحة وحقيقة نظرة الإسلام حول الخلق.

لقد انهارت إمبراطورية الشيوعية وتفسخت أركانها لفساد عقيدتها القائمة على الإلحاد، فهي فكرة خيالية سقيمة لا تستند إلى الواقع وتتصادم مع الفطرة التي جُبل عليها الإنسان لجحودها وإنكارها وجود الخالق، فأي مبدأ هذا الذي ينهار بعد سبعين عاما من محاولة فرضه وتطبيقه ؟ إنه الباطل الذي يحمل جذور فنائه، لذا فليس من المستغرب أن ينهار هذا النظام وأن ينقلب رجاله ودعاته إلى الصّف المعارض له المطالب بالإجهاز عليه، فقد شهد العالم حديثا انهيار إمبراطورية الشيوعية المتمثلة بالاتحاد السوفييتي انهيارا منبئا بفشل ذريع إذ كان هذا الانهيار ناجما عن مصادمة الشيوعية لفطرة البشر وفساد وعقم أفكارها، ومن الأفكـــار والعقائد الفاسدة تلك كان عقيدة التّطور المادي وإنكار الخلق اللذان هما الأساس العقائدي عندهم.

أمّا المبدأ الرأسمالي الديموقراطي فهو والشيوعية صنوان، إذ هو مبدأ كفر لا يرتكز على الإيمان بالله الخالق، لقد كان الأجدر أن يتهدم هذا النظام الفاشل لقيامه على عقيدة الكفر قبل قرينه إلا أن عمليات الترقيع والتجميل عملت على إطالة عمره وإن غدا لناظره قريب، فسيشهد العالم قريبا إن شاء الله انهيارا ثانيا سيدمر ويزيل كل إمبراطوريات الرأسمالية الديموقراطية وزوال حضارتهم واندثارها ولعنة الناس كافة لها لِما جرّت عليهم من ويلات ونكبات وانقلاب رجالها عليها وذلك لقيامها على أفكار وعقائد فاسدة، ولعجزها عن موافقة الفطرة الإنسانية، ولن ينسى البشر أن تلك الأنظمة كانت المغذي الناشر لكل فساد في العالم بما في ذلك أفكار التّطور ومعتقداته السّقيمة.

نعــم، ستزول أنظمة الديموقراطية الفاسدة وتندرس وستصبح أثرا بعد عين لتفسح الطريق أمام نظام سماوي كامل شامل موافق لفطرة الإنسان لقيامه على الإيمان بالله تعالى خالقا ومدبراً، ويومها فقط ستعيش الإنسانية بالأمن والاستقرار والطمأنينة.
فأحمد الله تعالى أن هداني لما هو أقوم على صراط مستقيم معتقدا ومؤمنا بالله الخالق المصور لا اله الا هو وحده لا شريك له. رافضا كلّ ما يخالف عقيدة الاسلام متبرأ منها ناقضاً لها فيما سيلي من مواضيع في نهاية البحث والله الموفق سائلا اياه أن يثبت قلوبنا على الايمان وأن يحفظنا من الزيغ والباطل.

http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTy3NqscZ44h1sCRRHm8thmOIOEPXbQ0 6TGeL7sPMmZvuDkj-mWCQ

حاتم ناصر الشرباتي
02-11-2012, 04:49 PM
الأعضــاء البدائيــة والإنتخــاب الطبيعـي (ح2 )
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/0/03/American_Alligator.jpg/250px-American_Alligator.jpgالقاطور
وكأمثلة على الصراع لبقاء ألأصلح الموجب للإصطفاء الطبيعي يقول: (فإنّ ذكور القاطور[ 1] "التمساح الأمريكي" بعضها يقاتل بعضاً قتالاً عنيفاً، وتخور إذا إشتّد القتال خوراً شديداً أشبه بخوار الثيران القوية، ويدور بعضها حول بعض كمـا يفعـل مستوحشوا الهنود الحمر في رقصة الحرب عندهم . وشوهد أنّ ذكور الصمون[2 ] "السلمون" تقاتل يوماً بأكمله حتى يستقر لكل من الذكور نصيبه من الإناث، وكذلك ذكور ضرب من الجعلان يقال له الجعل الوعلي[ 3] قد تصيبها جراح خطرة نتيجة تلك المنافسة إذ يقضم بعضها بعضاً بأفكاكها السفلى، ولاحظ "مستر فابر" أنّ ذكور بعض أنواع الحشرات غشـائيـة الأجنحة[4 ] تتقاتل قتالاً مراً، حيث تنتظرها عن كثب أنثى من إناثها تصبح غنيمة المنتصر منها).[ 5]
http://dc10.arabsh.com/i/02849/kpny4l17tej4.jpg

وتحت عنوان "أمثال لفعل الانتخاب الطبيعي أو بقاء ألأصلح "يستطرد الكتاب في سرد الأمثلة وتحليلاتها حيث يقول:
(... وليكن الذئب مثالنا الأول: فإنّ هذا الحيوان يعيش على ضروب مختلفة من الحيوان يتغلب عليها طوراً بدهائه ومكائده، وطوراً آخر بقوته الجسمانية وسٌرعَة عَدوِه، ولنفرض أنّ أسرع الحيوانات عَدوأ، كالغزال مثلاً، قد زاد عدده في البقاع التي يقطنها الذئب زيادة كبيرة، وفاق ما يكون قد طرأ على ظروف الإقليم المحيطة به من المؤثرات التي تعين على زيادة عدده، وأنّ غيره من الفرائس قد تناقص. ولنفرض أيضاً أنّ هذه الزيادة قد طرأت على الغزال خلا ل فصل من الفصول تشتد وطأة الجوع على الذئاب فيه، ففي مثل هذه الظروف، تكون أشد الذئاب عدواً، وأخفها أجساماً، وأمتنها بنية، هي أكبر المجموع حظاً من البقاء، وبهذا تحفظ نوعها وتنتخبها الطبيعة للبقاء فيها، إذ تكون قد إستعادت في تلك الضائقة المعيشية قوتها التي تتغلب على فرائسها، سواء في هذا الفصل أو في غيره من الفصول، عندما نضطر إلى إقتناص فرائس أخر غير الغزلان)[6 ]

وفي بحث "الإنقراض نتيجة للإنتخاب الطبيعي" يتعرض داروين إلى (...وقد عرفنا مما فصلناه أن ّتأثير الانتخاب الطبيعي مقصور على الاحتفاظ بضروب التحولات التي تكون بحالٍ ما ذات فائدة للصور الحية، إحتفاظاً يجعلها فيما بعد من الصفات الخاصة بتلك الصور الراسخة في طبائعها، والكائنات العضوية إذ كانت بطبيعتها تزداد زيادة مستمرة بنسبة هندسية كبيرة، فإنّ كل بقعة من البقاع تصبح مشحونة بما يأهل بها، يستتبع ذلك أنّ الصور المهذبة المنتقاة تزداد في العدد، حيث ينقص عدد الصور المنحطة المستضعفة.......)[ 7]

إلى أن يقول: (إستبان لنا من قبل أنّ أكثر ألأنواع أفرداً أكبرها حظاً في إنتاج تحولات مفيدة في زمن معين، ودليلنا على ذلك حقائق أوردناها في الفصل الثاني من هذا الكتاب،[8 ] أثبتنا فيها أنّ الأنواع العامة السائدة أوفر الأنواع إنتاجاَ للضروب، وعى ذلك تكون ألأنواع النادرة أقل قبولاً للتهذيب وإستحداثاً لضروب الإرتقاء خلال زمن ما، فيضرب عليها الاستضعاف في معمعة التناحر على الحياة مستهدفة لغارة شعواء تشنها عليها أعقاب الأنواع المحسنة .

تسوقنا هذه ألإعتبارات إلى ألتسليم بأنه كلما جد الانتخاب الطبيعي في استحداث أنواع جديدة خلال تعاقب الأجيال، مضت أنواع غيرها ممعنة في سبيل الندرة درجة بعد درجة، حتى يأتي عليها الإنقراض والصور التي تكون أشد إحتكاكاً في المنافسة بتلك الأنواع المهذبة الراقية، أكثر الصور معاناة لتلك المؤثرات، ولقد رأينا في الفصل الذي عقدناه في التناحر على البقاء أنّ التنافس أشد ما يكون بين الصور المتقاربة الأنساب كضروب النوع الواحد، أو أنواع جنس بعينه، أو الأجناس ذات اللحمة الطبيعية، وذلك لتشابه أشكالها وتراكيبها وعاداتها وإشتباك مصالحها)[ 9]

ويجدر ملاحظة أنّ الإنتخاب الطبيعي في مقولاتهم تختلف قوته من قطر لآخر، تبعاً لإختلاف ظروف البيئة بين ذلك القطرين، هذا ما يؤكده داروين حيث يقـــول:

(والإنتخاب الطبيعي لا يؤثر في النظم العضوية إلا بحسب طبيعة المراكز التي تشغلها الأحياء في البقاع التي تأهل بها، فالبقاع إما أن تكون غير مُستعمَرَة البَتّه، إما أن يكون في نظامها العام مراكز خالية لم تحتلها عضويات ما، وبنسبة ذلك يكون تأثير الإنتخاب الطبيعي)[10 ]

وفي نظر داروين وأتباعه فإنّ الصراع بين الكائنات على البقاء المؤدي إلى بقاء الأصلح بطريق الإنتخاب الطبيعي، والذي بدأ أول ما بدأت الحياة، وإستَمَرَ إلى يومنا هذا، سيستمر مستقبلاً مزيلاً ولاغياً لأنواع وصنوف من الكائنات فشلت في معركة الصراع على البقاء، وسيظهر ثبات أنواع ممتازة، نجحت في كسب معركة الصراع، فأثبتت أنها الأصلح الجديرة بالبقاء، ولبيان أي الأنواع سينقرض ويتلاشى، ومن سيسود يقول داروين:

( فإذا نظرنا إلى المستقبل أمكننا أن نتنبأ بأنّ مجاميع الكائنات العضوية الحائزة لصفات السيادة في الزمان الحاضر ، بحيث لا تستبين في مراكز نظامها الطبيعي أي تخلخل أو إنشعاب، هي أقل الجموع تأثراً بعوامل الإنقراض، وأنها سوف تمضي ضاربة في في الإزدياد والتكاثر العددي أزماناً طويلة، ولكننا لا نعرف أي الفصائل سيكون لها الحظ الموفور إستناداً على ما رأينا من تاريخ العضويات، فإنّ بعض العشائر التي حازت في الماضي أكبر الحظ في الإنتشار والذيوع قد إنقرضت. فإذا أوغلنا النظر إلى طيات المستقبل، أمكننا أن نتنبأ إستناداً على ما نراه من تكاثر العشائر الكبرى، ومضيها متدرجة في التكاثر العددي بأنّ كثيراً من العشائر الصغرى سوف تنقرض إنقراضاً تاماً غير معقبة من السلالات الراقية شيئاً مذكوراً، ويكون القياس في هذه الحال أنّ الأقلية العظمى من الأنواع ألتي تعيش في عصر من العصور هي التي تفوز بأعقاب سلالات راقية تبقى ثابتة في الطبيعة إلى مستقبل بعيد ... غير أني أضيف إلى ما سبق أنه إستناداً على هذا الرأي تكون الأقلية العظمى من الأنواع القديمة، هي التي أعقبت أنسالاً لا تزال باقية إلى الزمان الحاضر)[ 11]

وينقض كل ذلك من الأساس، أنّ نظرة بقاء الأصلح لا تتفق مع الواقع بتاتاً، إذ أنها توجب إنقراض الصّور المنحطة من المخلوقات، وذلك غير مطابق للواقع، إذ أنها لا زالت باقية متكاثرة لم تنقرض كما نشاهد، مكذبة القائلين ببقاء الأصلح، كما يقول علماء التطور بإنقراض أنواع مثل الديناصور وهي الأقوى، فلِماذا انقرض الديناصور وبقيت الأميبا؟. على هذا السؤال وأمثاله، وبطريقة ثعلبية فاشلة يجيب داروين قائلاً:

( ولكن قد يٌعتَرَضُ علينا بأنه إذا كانت كل الأنواع العضوية تنزع إلى تسلق ألسُلّم في نظام الطبيعة، فكيف يقع في جميع أنحاء الأرض أنّ عدداً وفيراً من أحط الصور لا يزال باقياً حياً ، وكيف يقع في كل طائفة من طوائف الأحياء الكبرى أن تكون بعض الصور قد ضربت في الارتقاء بدرجة كبيرة عن غيرها؟ ولماذا لم تتغلب الصور الأكثر إرتقاء على غيرها من الصور الأدنى وَأفنتها في كل بقعة من البقاع؟. يلوحُ لي أنّ لامارك وكان يؤمن بوجود نزعة فطرية حتمية نحو الإرتقاء في جميع الكائنات الحية، قد لمس هذه الصعوبة وأدركها بعمق، حتى لقد سبق له أن فرض أنّ الصور الجديدة البسيطة تتجدد دائماً عن طريق التولد الذاتي[ 12] على أنّ العلم لم يُقم الحجة بعد على صحة هذا الإتجاه، مهما يكن من أمر ما يمكن أن يتمخض عنه المستقبل إزاء ذلك، بمقتضى نظريتي لا يترتب صعوبة على استمرار وبقاء الصور المنحطة من العضويات، ذلك بالإنتخاب الطبيعي، وبالحري بقاء الأصلح، لا ينطوي ضرورة على تحول إرتقائي، بل أنه يقتصر على الإنتفاع بالتحولات إذا جدت وكانت ذات فائدة لكل كائن حي في ظل علاقاته الكثيرة المعقدة في الحياة.)[13 ]
___________________
[1] القاطور ( التمساح الأمريكي ): Alligator، تمساح أمريكي من فصيلة Alligatoridae، ويعتبره البعض من فصيلة التمساحيات Crowdilidae، موطنه أمريكا وأنواعه كثيرة، وأشد أنواعه افتراسا يقطن في جنوب الولايات المتحدة، ويصل طوله إلى عشرين قدماً.
[2] الصمون: كلمة مُعَرَبَة "Salmon ” من فصيلة الصمونيات Samonidae.
[3] الجعل الوعلي " Stay Beetle ": نوع من الحشرات الغمدية الأجنحة، سمي الوعلي إشارة إلى ملامسه التي تشبه قرون الوعل.
[4] الغشائية الأجنحة Hymenoptera : أنواع متعددة من الحشرات ، مثل : النمل ونحل العسل .
[5] المرجع، الصفحات ( 224 – 225 ).
[6] المرجع، صفحه ( 223 – 228 ).
[7] المرجع، صفحه ( 253 ).
[8] يقصد فصل " التحول بالطبيعة " الصفحات ( 167 – 189 ) من المرجع.
[9] المرجع، صفحه ( 254 ).
[ 10] المرجع، صفحه ( 264 ).
[11] المرجع، صفحه ( 271 – 272 ).
[12] التولد الذاتي: Spontaneous Generation: يعني تولد ألحي من ألحي.
[13] المرجع، الصفحات ( 274 – 275 ).

@12794/136/4/154/159/2

أسلمت لله 5
02-11-2012, 05:19 PM
ما شاء الله ولا قوة إلا باللـه ...

د/ حاتم ناصر الشرباتى جزاك الله عنا خيرا و بارك الله فيـك.... هل تسمح بالأسئلة فى هـذا الموضوع ؟؟؟

حاتم ناصر الشرباتي
02-12-2012, 12:42 PM
ما شاء الله ولا قوة إلا باللـه ...

حاتم ناصر الشرباتى جزاك الله عنا خيرا و بارك الله فيـك.... هل تسمح بالأسئلة فى هـذا الموضوع ؟؟؟

اللهم تقبل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم واغفر لنا ولوالدينا والمسلمين، وبعد:

قال تعالى : ( الرَّحْمَنُ . عَلَّمَ القُرْآنَ . خَلَقَ الإِنسَانَ . ‏عَلَّمَهُ البَيَانَ ‏"). وقال تعالى : ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء﴾ وعَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَالْفِقْهُ بِالتَّفَقُّهِ، وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ". والتعلم هو التلقي عن الغير.

طرح الأسئلة أخي الفاضل في الغالب يوصل لبيان أمر ورد مُبهماً ولتوضيح فكرة ولطرح أفكار لم تدر في خلد كاتب البحث... وهي بمجموعها خير ، فجميعنا بلا استثناء قد خلقنا الله تعالى ناقص وعاجز ومحتاج، تعلمنا القليل من الكثير، ومن هذا المنطلق فلن يضيق لي صدر من أسئلة تطرح على أن تكون في موضوع البحث، فما يخرج عن موضوع البحث منها يأدي ولا بُدّ لتشتيت لا نحتاجه، وحتى لا يستعجل شخص فيطرح سؤاله آتٍ جوابه لاحقاً أضع بين أيدي الجميع بيانٌ بمواضيع البحث بالترتيب الذي ورد بالكتاب وسيرد لاحقاً بعونه تعالى:
لقد تم تصنيف مواضيع الكتاب من خلال خمسة أبواب، كل باب منها يحوى عدّة فصول حسب ما يقتضيه طبيعة البحث.

لقد جرى تقسيم الباب الأول وهو "نظريات التّطور المادي" إلى خمسة عشر فصلاً تبحث في التّطور ومذاهبه وتاريخ ومشاهير تلك المذاهب، وجرى فيه استعراض كافة المذاهب التّطورية علماً بأنه قد جرى التركيز بصورة خاصة على مذهب " داروين " وتفصيلاته باعتباره أشهرها.

أما الباب الثاني وهو " نقض نظريات التّطور المادي " فقد جرى تقسيمه إلى خمسة فصول روعي فيه أن يكون شاملاً مستعرضاً آراء مشاهير العلماء في الموضوع.

أما الباب الثالث وهو " الإسلام وخلق الإنسان " فقد جرى تقسيمه إلى ثلاث فصول تناولت وجهة نظر الإسلام حول خلق الإنسان، رُكز فيها على نصوص القرآن الكريم المصدر الأول في الأدلة الشرعية، كما حوى الفصل الثالث منها مواضيع: خلق آدم أبو البشر عليه السّلام وخلق زوجته حواء، وخلق عيسى بن مريم عليه السّلام، وقصة أصحاب الكهف والرقيم، وموضوع إعادة الحياة.

أما الباب الرابع وهو "عملية الحمل والولادة وتكون الإنسان" فقد قسم إلى تسعة فصول تناولت مواضيع الزوجية والتكوين والحمل والولادة وأطوار الحمـل

وكل ما يتعلق بخلق الإنسان حسب وجهة النظر الإسلامية، كما أُضيف إليه موضوع " من هو الأصلح للبقاء " رداً على أشهر أسس وقواعد نظريات التّطور بالصراع لبقاء الأصلح، كما أضيف إليه موضوع نسب الإنسان مرفقا بالنماذج والأمثلة.

أمّا الباب الخامس فقد جرى تقسيمه إلى فصلين:
الفصل الأول
" الإدراك الفكري والتمييز الغريزي " والذي قُسّم إلى ستة فروع تناولت مواضيع التفكير وطرقه والتمييز الغريزي والفرق بينهما.

الفصل الثاني
" الحياة والموت والأحكام الشرعية المتعلقة بهما " وقد قُسِّم إلى ثمانية فروع تناولت مواضيع الحياة والموت وأجهزة الإنعاش الطبية ونقل الأعضاء وأطفال الأنابيب والاستنساخ البشري والأحكام الشرعية المتعلقة بكل تلك المواضيع، علما بان كل تلك المواضيع مرتبطة بموضوع الخلق والنشوء لارتباطها الوثيق بنشوء الإنسان وحياته.

المقدسي السلفي
02-12-2012, 01:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم أخي الحبيب ...

يقول كثيير من التطوريين الان بأن في الصين ديك يبيض و هذا الامر منتشر في وسائل الاعلام فهل افردت مشاركة لهذه المسالة و يحتجون بأن الديك تطور من دجاج ,.,,,

مع ترجيحي (ان وجد) الى انه خنثى و هذا بالخبر ايضا تفسير فما رأيك ؟؟؟

حاتم ناصر الشرباتي
02-25-2012, 10:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم أخي الحبيب ...

يقول كثيير من التطوريين الان بأن في الصين ديك يبيض و هذا الامر منتشر في وسائل الاعلام فهل افردت مشاركة لهذه المسالة و يحتجون بأن الديك تطور من دجاج ,.,,,

مع ترجيحي (ان وجد) الى انه خنثى و هذا بالخبر ايضا تفسير فما رأيك ؟؟؟

الخبر كما ورد في المصدر :

الحيرة تصيب علماء الصين بعد اكتشاف "ديك يبيض"
الجمعة، 10 فبراير 2012 - 17:43

http://img.youm7.com/images/NewsPics/large/s220121017405.jpg
صورة أرشيفية
بكين ( أ.ش.أ)


يعكف العلماء الصينيون حالياً على دراسة، أحد الديوك، الذى شكل استثناء لقوانين الطبيعة، وفاجأ الجميع بوضعه 14 بيضة حتى الآن، بالإضافة إلى اكتشاف حالات أخرى، وهى ظهور بيض فى الأسواق الصينية تنتجه الدجاج، يتحول صفاره بعد غليه إلى أشبه بالكرات المطاطية.

وقال التليفزيون الصينى، إن ظاهرة الديك الذى يبيض لاقت اهتماماً واسعاً من الرأى العام، وسط سعى البعض للذهاب إلى المزرعة التى يوجد بها الديك بمدينة لياوتشنج بمقاطعة شاندونج شرقى الصين، لمشاهدته والوقوف على هذه الأعجوبة.

وأضاف أن هذا الديك، يزن 3 كيلو جرامات وبدأ يبيض منذ فترة ليست بالبعيدة، حيث وضع حتى الآن 14 بيضة آخرها يوم 7 فبراير الجارى، مشيراً إلى أن حجم بيضة الديك أكبر من حجم البيضة العادية.

من ناحية أخرى، تبحث هيئة رقابة سلامة الأغذية فى شانغهاى الصينية فى قضية ما يعرف (البيض المطاطى) والذى به صفار يتحول عند غليه بالماء إلى أشبه بالكرات المطاطية.
منقول : http://www3.youm7.com/News.asp?NewsID=599357&SecID=89&IssueID=0



ان كانت القصه صحيحه فهذا الديك لديه اختلال في الجينات فشكله الخارجي شكل ديك بينما هو دجاجه
وهذا يحصل في البشر
وقد يكون سبب هذا الهرمونات التي يعطونها للحيوانات لزيادة الأنتاج وسرعة النمو وهو نتيجه حتميه لقصة البيض المطاطي.

والله تعالى أعلم

حاتم ناصر الشرباتي
02-26-2012, 08:15 AM
>>>>>>>>>>>>>>>>>

ويرجع بعد ذلك إلى التعليل والتأويل والاحتمالات مستعملاً الكلمات التشكيكية : قَد ، يُحْتَمَل ، حيث يستطرد :

(... وأخيراً فإني أعتقد أنّ وجود كثير من الصور المنحطة التّركيب العضوي في أنحاء العالَم يرجع إلى أسباب متفرقة، فالتّحولات والتباينات الفردية ذات الفائدة، قَد لا تكون قد حدثت حتى تتهيأ الفرصة للإنتخاب ليعمل ويستجمع، ومن المُحْتَمَل أنه في حالة من تلك الحالات كفى فيها الزّمن لإبراز أقصى ما يمكن من الارتقاء والتطور، وفي حالات أخرى نادرة، رُبَما يكون قد وقع ما نسميه "نكوص"[3 ] النظام العضوي)[4 ] إلى أن يقوم بالإستخلاص موضحاً :

( والانتخاب الطبيعي، على أساس إتصاله بتوارث الخصيات في العصور المقابلة، يَسامتُ نفس الدور الذي ظهرت فيه الخصيات أولاً في آباء الأنسال، يغير من صفات البيض أو البذور أو صغار النّسل ، بقدر ما يغير من صفات الأفراد البالغة. أما ألإنتخاب ألجنسي فيمد ضروب ألإنتخاب ألأخرى بمهيئات ألإحتفاظ بأقوى الذكور وأعظمها كفاية لملائمة الظروف، فتنتج أكبر عدد يستطاع إنتاجه من ألأنسال ألقوية، ويغير من صفات الذكور من طريق تناحرها مع غيرها، فتنتقل صفاتها إلى ألزوجين، ألذكر وألأنثى من أعقابهما، أو إلى أحدهما لا غير وفقاً لما يكون من تأثير ألوراثة في إنتاجها. فإذا أردنا أن نزن تلك الإعتبارات التي نعزو إلى الإنتخاب الطبيعي بميزان الخدمـة، لنعرف مقدار إنطباقها على الواقع وتأثيرها في تهذيب الصور الحية حتى تصبح ذات كفاية تامة لما يحيط بها من ظروف الحياة المختلفة الملائمة لمراكزها التي تشغلها في الطبيعة، فذلك ما يجب أن نرجع إليه في الفصول التالية، ولو أنه قد ثبت لدينا أنها السبب المباشر في حدوث الإنقراض. أما ما أحدثه الإنقراض في تاريخ العضويات، فعلم طبقات الأرض خير شاهد عليه)[5 ]

وبإستعراض جميع ما تقدم من أقوال داروين نجد أنها هرطقات وسفسطات وفارغاً من القول، يقصد منه زج الســامع في دوامة تبريرات هي أبعد ما تكون عن الواقع، وإستدلالات في غير مواضعها، ويفسّر عالِم التّطور "بييرBeer Sir Gavin" النظرية في كتابه "شارل داروين" :

(إنّ التطور تابع للإصطفاء الطبيعي، ويزعم القائلون بالإصطفاء أنّ الطبيعة تلجأ إلى الإنتخاب، وتحتفظ بالإنتقال النافع، وتنفي الإنتقالات الضارة، وبهذه الصورة يتحول الكائن الحي إلى نوع رفيع.)[6 ]
وأكثر الإنتقالات تكون ضارة فكيف تستطيع الطبيعة أن تنتخب؟ ثم لو فرضنا جدلاً بأنّ كائناً من الكائنات حصل على إنتقال نافع، فلا بدّ لهذا الإنتقال أن تتلوه إنتقالات كثيرة ضارة، وفي هذه الحالة إذا تدخلت الطبيعة فإنّ كل ماتستطيع فعله هونبذ هذا الكائن المنتقل ليس إلا، علاوة على أنّ بقاء الكائن الحي لا يدل بقاؤه على أنه كان نتيجةً للتطور، بل هو نتيجة ظروف خاصة وعمرٌ محتومٌ. ومثال على ذلك إذا كان لدجاجة بضعة فراخ فأكل أحد الطيور الجارحة بعضها، فهل يعدُ الباقي أكثر تطوراً من الضحايا وأجدر بالبقاء؟ طبعاً لا، إضافة إلى أنّ الانتخاب الطبيعي لا يحول الفراخ إلى خراف ولا يحول الأرنب إلى جاموس، ثم إذا قام رجلان بالتشـاجر على أنثى، فقتل أحدهما الآخر، وكان القاتل الضعيف، والمقتول الأقوى الأصح، فهـل الضعيف هو الأجدر على البقاء؟... إنها تفسيرات واهية لم يقتنع بها حتى بعض مشاهير دعاة نظرية التطور، فكثيرٌ من القائلين بالتحول يعترفون بـأنّ الانقلاب والإنتخاب الطبيعي مجتمعين لا يكفيان لتفسـير آلية التطور، فقد كتب التطوري المتعصّب "جيمس جري" في كتابه "العِلم اليَوم" يقول:
(إنّ كلّ علماء ألأحياء غير مقتنعين بهذا التفسير، ويذهب بعضهم إلى أنّ هذه الدعوى تشبه إلى حد ما القول بأنه لو إتفق أن إجتمع عدد كافٍ من القرود، وضربت على الآلة الكاتبة مدّة من الزمن، فإنها لا بد وأن تنتهي بوضع موسوعة، وبديهي أنّ هذا القول ليس قابل للتصور قط، بل لا يوجد شخص يتمتع بقواه العقلية يحمله على محمل الواقع.)[7 ]

فعلينا إما أن نقبل الإصطفاء الطبيعي كدليل وحيد على آلية التطور، وأن نقبل بأنّ فيه قسـطاً من الخيال، وإما أن نعترف بأنّ الإصطفاء الطبيعي يقوم على أساس الانتقال العرضي الذي يأتي إتفاقاً وأن نعطي للمصادفة دوراً أكثر أهمية في هذا الميدان.... وإذا اعتبرنا التطور العضوي نوعاً من يانصيب الطبيعة فإنه يبدو من الغرابة بمكان أن تكون أوراق هذا اليانصيب الرابحة بهذا القدر من الكثرة. ومع هذا فإني أقول: أن ليس هناك ما يثبت أن رأيي خير من غيره من الآراء.)[8 ]

وفي نفس الكتاب يقول العالِم التطوري وأستاذ علم الوراثة عند الحيوان في جامعة ايدنبرج "وادنغتون" ما يلي:

(إنّ هذا القول يعدل الزعم بأنك إذا بدأت بكتابة أربعة عشر سطراً متلاحمة باللغة الإنجليزية ثم أنك غيّرت حرفاً مع الإحتفاظ بالقافية فإنك تنتهي بأن تجد لديك قصيدة من قصائد شكسبير... إنّ هذا النوع من المنطق هو انحراف عن جادة الصواب، وأعتقد أنه علينا أن نكون قادرين على صنع ما هو خير من هذا)[9 ]

أما العالم التطوري الشهير "سمبسون George Gaylord Simpson" فيقول في كتابه "جغرافية التطور": (لقد أُهمِلَ البحث عن سبب التطور، إذ أصبح من الثابت الآن أنّ سبب التطور ليس وحيداً ولا بسيطاً)[ 10] لـــذا فقد أعلن العلامة "والاس": (إنّ الإرتقاء بالإنتخاب الطبيعي لا يصدق على الإنسان ولا بدّ من القول بخلقه رأساً)، أما "فرخو" فيقول: (إنّه قد تبين لنا من الواقع أنّ بين الإنسان والقرد فرقاً بعيداً فلا يمكننا أن نحكم بأنّ الإنسان من سلالة قرد أو غيره)[11 ] أما "أجاسير" فيقول: (إنّ النشوء لا يتم إلا وفقاً لخطّة إلهية حكيمة، وإنّ الأصطفاء الطبيعي إذا ما حَلّ مَحَلَ الخلق الإلهي فإنّ الإنسان قد جرد من روحه وغدا آلة صماء، إنّ التفسير الحرفي لنظرية داروين يفسح المجال لِتَأليه سوبرمان نيتشه وتمجيد القوى البدنية على أنها ألأساس الوحيد للسلوك بين النّاس، إنّ الفكرة التي يعتنقها الداروينيون عن تناسل نوع جديد بواسطة نوع سابق ليست إلا إفتراضاً اعتباطياً يتعارض والآراء الفسيولوجية الرصينة)[12 ]

ولنعد إلى دراسةٍ واعيةٍ لمقولة الإنتخاب الطبيعي وأعضاء الزائدة، فالرجال ومنذ وُجِدَ ألإنسان لا تنمو لِحالهم أقصَرَ لأنهم يحلقونها، والنساء أيضاً لا تزول الشُعور من على أبدانهن لأنهنّ يبالغْنَ في إزالتها نتفاً أو بالوسائل الصناعية المختلفة كانت ما كانت، والقطط التي ليس لها ذيول في جزيرة "مان" لم تتطور هناك هكذا لأنّ أحداً قد قطع ذيل قطّة، كلا بل أنّ جينة ما "Gene" خاصة بالذيل قد فقدتها تلك القطط، ولكن على الرغم من تلك الكارثة فإنّ القطط اللاحقة قد نشأت صحيحة دون تلك الجينة، إنّ القائلين بنظرية التطور بالإنتخاب الطبيعي لم يعلموا شيئاً، لا بل أنهم قد تجاهلوا وحدات الوراثة "الجينات"، وقد وقفوا في مكانهم حيث ما يعتبروه أسـاس التطور، ألا وهو الخليـة ذات الكيان الذي يحتوي على الجينات ويحملها. يقول "ج. سـوليفان G.W.N.Sulivan" في كتابه "حدود العلم Limitation of Science":

(إنّ الإتهامات التي تنطوي عليها أقوال "وايت هيد White head" لها ما يبررها بالتأكيد، إننا نحس المرّة تلو المرّة بأنّ المفاهيم الأساسية التي يستخدمها عُلماء الأحياء ليست كافية لمعالجة أهم المشاكل التي تواجههم، إنّ نظرية الإنتقاء أو الإصطفاء الطبيعي"Natural selection" على سبيل المثال، لتبدو مليئة بالفجوات عندما تدرس بالتفصيل، إنّ المرء ليتقبل بسهولة وبشكل عادي التفسيرات الفيزيائية المحضة على سبيل المثال، ولكن لا بد له من بذل مجهود عظيم حتى يستطيع الاعتقاد ولو مؤقتاً، بأنّ جميع التطورات التي حدثت للكائنات الحية على ظهر هذا الكوكب جاءت نتيجة لتغيرات عشوائية "random variations"، وللصراع من أجل البقاء، إنّ نظرية الإصطفاء الطبيعي لا تفسر ولو من جانب بعيد أكثر الحقائق وضوحاً فيما يتعلق بالعمليّة كلها، ونعني بذلك اتجاه الكائنات الحيّة نحو الإرتقاء، فإنّ نوعاً من الحياة البدائيّة يبدو لنا كافياً ليفي بالغرض، ويبدو لنا في هذه الحال أيضاً أنّه لن يكون هناك ما يستدعي حتماً ظهور هذا النوع من الحياة البدائية، لأنّ مثل هذه الحياة لها منافسة الصخور والجمادات في الإستمرار والبقاء)[ 13]

ويستطرد سوليفان قائلاً: (إنّ الإنطباع الذي يراودنا بين وقت وآخر، هو أنّ علماء الحياة لا يستطيعون الإفتراض بأنّ التقدم الفعلي للأحياء يمكن أن يفسر ضمن شروطهم التي يتمسكون بها، اللهم إلا من قبيل الإيمان بالخوارق)[14 ] إلى أن يقول: (إنّ نظرية الإنتقاء أو الإصطفاء الطبيعي على فرض التّسليم المطلق بها، لا يمكن أن تُفَسّرَ ولا أن تبرز إلا على وجه وجود علّة أو قوة ما تسوق الحياة والأحياء في سلم التطور صوب الأحسن والأرقى... وإلا غدت العملية من أساسها لغزاً مبهماً، الأمر الذي دفع بعض العلماء إلى البحث عن بعض المفاتيح مثل: القوة الحيوية "Vital force" أو "قوة التحقق" أو "الروح emtelechy" وما إلى ذلك... ولو قالوا الله لحُلّت الأحاجي والألغاز، ولوجدوا أنفسهم يتحركون في الطريق الصحيح لفهم معادلة الحياة المعجزة!!!)[ 15]

أما "ج. ب. س. هولدن J.B.S.Holane" أحد ألمع علماء الحياة المحدثين فيقول في إحدى مقالاته: (إنني لأتصّور وجود قوّة تلازم خط تطور الحياة ملازمة العقل للدماغ، لقد حاول "رويس Royce" في عام "1901" إعطاء صورة محددة لهذه القوّة، وذلك كعقل ذي أبعاد زمانية هائلة، وذكر أنّ الإحساس القوي الذي يلازم عملية التجدد موجود في ذلك العقل وجوده في عقولنا، وإذا كانت هذه الأقوال تنطوي على عنصر من عناصر الحقيقة، فإنني أشك في أن تكون تلك القوة ذات طبيعة مشابهة لطبيعة العقل، إنّ شكي في إمكانية وجود نوع من الكائن المجهول!! يلازم عملية التطور يعود إلى الإعتراف بجمال مثل هذا الكائن وبغرابته التي لا تنقضي، تلك الغرابة التي تشكل الميزة التي ظللت أستشعرها خلال عشرين عاماً قضيتها في العمل العلمي الدائب)[16 ] [/SIZE][/FONT]

___________________
[1] التولد الذاتي: Spontaneous Generation: يعني تولد ألحي من ألحي.
[2] المرجع، الصفحات ( 274 – 275 ).
[3] النكوص: Retrogression
[4] المرجع، الصفحات ( 276 – 277 )
[5] المرجع، الصفحات ( 281 – 282 ).
[6] د. إحسان حقي، " خلق لا تطور " صفحه ( 78 )
[7] د. إحسان حقي، " خلق لا تطور " صفحه ( 79 ). نقلا عن: Hugu Miller-Progres et Declin.
[8] د. إحسان حقي، " حلق لا تطور " صفحه ( 79 – 80 ) نقلا عن:Hugu Miller-Progres et Declin.
[9] المصدر السابق.
[10] المصدر السابق، نقلا عن: Le Geographie de L `Elevation.
[11] أنور الجندي، " سقوط نظرية داروين " صفحه ( 14 ).
[12] المصدر السابق.
[13] مجلة: عالَم الفكر - المجلد الثاني عشر – العدد الثاني – يوليو 1981، صفحه (228)، نقلاً عن كتاب ج. سوليفان: "حدود العِلم". نشر : الدار العلمية – بيروت سنة 1972 ، الصفحات (6 – 9 ) .
[14] المصدر السابق.
[15 ] المصدر السابق.
[ 16] المصدر السابق.
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQK5sfSefdMeOGaLRYjNwUNa8j5IXE7k nEv9YQ1-3AH6HVx5LK7nQ http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSITkbl9AbGJIxI0oqs6Hes5CIzNJIEg yOhaK24qD5Srdff-z2-Xg http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTxgXmZ9gXk_B4GArzh_0fU1LEkNYcoi COZffcbSBgJkvIpSqfV http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSnFi_cMPXrGqHV22dSpO8vgkqam1o5p 6Qj2s9zxi1XhZWMQM4o

>>>>>>> نقـض نظريــات التّطـور والارتقــاء الذّاتــي
12955/62/5/15974/8/164/2 /

حاتم ناصر الشرباتي
03-01-2012, 03:39 PM
نقـض نظريــات التّطـور والارتقــاء الذّاتــي

بعد كلِّ ما تقدم: لا أظنُّ أني بحاجة إلى الإستطراد في أدلّة وبراهين نقض نظرية داروين، او نظريات التطور المادي ألأخرى ـ سواء من إعتمد الأصطفاء الطبيعي أو من اعتمد الصدفة العشوائيةـ فهما قد أثبتتا فشلهما، إذ أنهما مع تبجح المنادين بهما أنهم لا يؤمنون إلا بالعلم والمختبر والوقائع العلمية، لأبعد الناس عن العلم أو الدليل العقلي. لأنهما قد ظهرتا وقامتا بعد أن وضع أصحابها الفروض المسـبقة مع البحث عن وقائع فردية، وإعطائها صفة العموم للوصول إلى الحقائق الأساسية المرجوة التي قامت عليها قوانين بقاء الإنسان.

لقد وصلت دراسات العلوم إلى كل مجال واتجاه وتغلغلت في كل أتجاه، ولكنها وقفت عاجزة أمام الإنسان لم تفهمه، فقد عجز الإنسان الناقص العاجز أن يفهم نفسه، وحاول أن يفهم أسرار الحياة، كما حاول فهم العلوم وأسرار الكون، ثم عاد ليفتح باباً جديداً من العلوم الظنية أسماه "علم ألإنســان"، تماماً كما فتح علوم الحيوان والنبات والكيمياء والفيزياء.....، متعاملاً مع ألإنسان المادة كما يتعامل مع غيره من المواد العادية، فأجرى دراسات حول ألأجناس البشرية والسلالات والطبائع والتركيب العضوي، وهو في كل يتلمس طريقاً عسيراً، أعلى بكثير عن مستوى إدراكه، ونهجاً شاقاً، إذ أنهم لم يواجهوا ألإنسان مواجهة صريحة نيرة ليصلوا من خلالها إلى النتيجة الحتميّة النهائيّة: وهي أنّ ألإنسان الموجود هو عاجز وناقص ومحدود، وما دام كذلك فهو محتاج ولا بدَّ إلى قوّة أعظم منه، أي أنّه محتاج إلى مُبْدِعٌ ومُصَوِر، بحاجة إلى خالق يوجده من عدم.

نعـــم، لقد تناسوا الإنسان الموجود، نسوا أنفسهم ونسوا أن يتفكروا ويُعْملوا العقل في التفكير في أنفسهم هم، تركوه، تركوا أنفسهم، تركوا الإنسان الحاضر ليلتمسوه من خلال الأحافير المتحجرة، والمجتمعات البدائية الدّارسة والمطمورة، ولإطلاق الخيال والدّوران في الحلقات المفرغة التي تنتهي من حيث تبدأ، فلا توصل إلى هدف أو مبتغى.

يذهب هؤلاء الناس ـ من يسمى منهم بالباحثين أو العلماء أو حملة ألقاب رفيعة أعلى شأناًـ للبحث عن الإنسان الموجود، يبحثون عنه بين الكهوف والمغاور، وبجانب شواطئ الأنهار والبحيرات وعلى صفحات الصخور... يلتمسون من خلال علماء الأحافير آثاره وأدواته، ليعطوه حقباً تاريحية يطوروا الإنسان معها لأنه مربوط بها ربطأ مُلزِماً، فهو في زعمهم يتطور تبعاً لوسائل الإنتاج إلتي يستعملها وقد صنعها بيديه!! وتفرض عليه تلك الالات الصماء التي لا تعقل ولا تعي، نوع تفكيره وأسلوب عيشه وتعيّن له ثقافته وحضارته وأيدلوجياته، ويحاولون من خلال تلك الملاحظات التي تتجمع لهم، أن يرصدوا الإنسان ليصلوا إلى فُروض ونظريات يقيمون بها مكتشفـات تصل إلى كُنـه الإنسان، وليطوروه حسب ما إفترضوا من النظريات قبل بدئهم في البحث والتّحري والإستقصاء، وليعطوه الآباء والأجداد والأعمام ممن هم أدنى مرتبة، كل ذلك والإنسان المبحوث عنه قائم حي، متحرك شامخ، جميلٌ في أجمل الصور، عاقل مفكّر، مُدرك فنّان، عالم فيلسوف، شاعر كاتب، عالم متعلم، لم يتبدل ولم يتغير منذ وُجِد إلى الآن.

وللحقيقة أنّ أساليب ووسائل علماء المادة وعلماء الأنتربولوجيا لن تستطيع أن تصل إلى شئ، إلا ما هو مقررٌ أساساً في عقول باحثيها، وإلا إلى ما افترضوه مسبقاً قبل البدء في أبحاثهم، وهو ما ذهبوا للحصول على أدلته في تلك المغاور والكهوف، جَرْياً وراء صورة الإنسان البدائي منذ الاف السنين، ومن أجل تعزيز إفتراضاتهـم أنّ الإنسـان من سلالة القرود والسعادين التي أنجبتها الزواحف إبنة البرمائيات المتصل نسبها بثنائية الخليّة وجدها الأعظم الذي هو أدناها مرتبة كان وحيداً للخلية!!![1 ]

وإني لأعجب! ويعجب معي كل عاقل، لقوم أغلف الله قلوبهم وأعمى بصائرهم، إذ يؤكدون تأكيد الواثق المطمئن، في شجرة الأحياء التي ابتدعوها أنّ أصل الإنسان قد تدرج في مراحل تطورية، أولها الجبلّة وحيدة الخليّة، وآخرها قبل الإنسان الصعابير، يؤكدون ذلك تأكيد الواثق المطمئن المتمكن مما يقول، وفي تسلسل عجيب منتظم ومرتب... إلا أنهم لا يستطيعون التأكد من أي نوع من الصعابير على وجه التحديد تنشأ الإنسان حتماًُ! وهل أتى من القرد أم من السعدان؟ أني لأرثي لِحال هؤلاء الذين يرسمون أنفسهم كجهابذة العِلم وأعلام البحث ورواد الاستكشاف... يعرفون أجدادهم من الزّمن الغابر الموغل في القِدَم في إحدى عشر حقبة من الزّمن، مؤكدين ذلك بإصرار، في حين أنً أمانة البحث!!! والحرص على الدّقة والحقيقة والصدق يحتمان، لا بل يفرضان عليهم ألا يؤكدوا من هو جدّهم الأخير: القرد أم السعدان!!!.

إنّ كل نظريات التطور والنشوء تلك إنما استهدفت إحياء التراث الوثني كله، لإعادة صياغته من جديد، لأجلِ أن تَصِلَ إلى إبراز مفاهيم ومعتقدات المحافل والجمعيات والمنظمات السرية، والتي تدفعها أيادٍ خفيةٍ، استوعبت تُراثَ أشور وبابل واليونان والرومان والبراهمة، إنّ كل تلك المحاولات تستهدف تضليل الإنسان عن حقيقته ودفعه إلى الطريق الذي ينتهي به إلى الإنحلال والتحطم....[ 2] فَهُم يَرَوْنَ أنّ الطريق الأمثل للإستيلاء على الرأي العام في العالَم للتحكم في بعقول الشعـوب ومصائرهـا، تنحصـر في العمل على اقلاقه وتشويشه بطوفان الأفكار والأراء من كل جانب، بحيث ينتهي ألأمر بضياع البشر، ووقوعهم في خِضَمِ الضّلال وحبائل الشيطان.[ 3]

لقد مضى منذ زمن، الوقت الذي كان الكافر المستعمر يعتمد فيه حَصْراً على الأساطيل والجيوش لإخضاع الشعوب واستنزاف مواردها، وإذلال وإفقار أهلها، وظهر مكانه الإسـتعمار الحديث الأكثر لؤماً وخُبثاً وتأثيراً، والذي يعمد إلى غزو البلاد وإستعبادها ثقافياً وفكرياً واقتصادياً قبل أو بدون الإحتلال العسكري. والكافر المستعمر حين استعمر العالم الإسلامي أرسل طلائعه من أمكر وأخبث وألد الأعداء من المبشرين والمستشرقين وحملة الصلبان، علاوة على الطابور الخامس المضبوع بثقافته والمفتون بحضارته من أبناء البلاد، ليمهدوا الطريق لهذا الغزو بتضليل المسلمين وإعمائهم عن دينهم، وصرفهم عن جوهره، وإبعادهم عن حُسْنِ الإعتقاد بزعزعة ايمانهم، فكان كل هؤلاء الطلائع والكتائب الأولى التي مهدت الطريق للإستعمار الكامل.

وقد كشف الباحثون أنّ الداروينية قد اسْتُغِلَت في محيط السياسة، مما أدى إلى خلق جو مضطرب أطلت منه مذاهب العبقريّة، فقد كان قول داروين بأن العناصر الضعيفة يجب أن تموت أو تُسْتأصلَ، ليحل محلها الأقوى والأقدر على البقاء، تبعاً لقاعدة البقاء للأصلح، قد استغلته حركة الإستعمار العالمي كنظرية لتطبيقها على البلاد المحتلة.[4 ]

وأقرب مثال على ذلك: حرب الإذلال والإبادة التي دارت رحاها على شعوب أفريقيا الجنوبية من قبل حفنة من علوج الغرب الكافر المستعمر وحرب القهر الإبادة والإذلال بما في ذلك هدم البيوت على رؤوس ساكنيها بأحدث الأعتدة وأفتكهـا، واستعمـال أحدث وأضخم الالات الجهنمية بمـا في ذلـك الصواريـخ والطائرات، رافق ذلك الحقد والغل اليهودي المشهور على مدى التاريخ الأشد عداوة للذين آمنوا[ 5]، لقتل وتصفية شعب فلسطين المسلم من قبل أعدائهم وأعداء الله من يهود، معللين ذلك بالقضاء على الإرهاب، منفذين ما اعتقدوه من مذهب بقاء الأصلح والصراع الشرير لتنفيذه. وآخر ما شاهدناه من مجازرهم تلك الهجمة البربرية التي قادها جيش يهود ضد المسلمين في فلسطين، تلك المجزرة التي نفذها يهود ابتداء من أوائل شهر نيسان الأسود لسنة 2002م. بمباركة وتوجيه من امبراطورية الكاوبوي الصليبية "الولايات المتحدة الأمريكية" وهيئة الأمم المتحدة وكل حملة الصليب من انجليز وغيرهم، وتخاذل مذل مخجل من أشباه الرجال من حكام المسلمين،[ 6] حيث تم ذبح وقتل الرجال وحرق والنساء والأطفال بوحشية بالغة في مخيم جنين المنكوب وفي أزقة وحواري نابلس وفي عمارات وشوارع رام الله وبيت لحم وفي كل مدن فلسطين، في حرب إبادة استهدفت الأرواح والأموال والبيوت، حيث تم تنفيذ القتل والإعدام والذبح والإبادة وجرف الأراضي و اتلاف المزروعات ونهب الأموال وانتهاك الأعراض. علاوة على التمثيل المريع بالجثث الطاهرة، وتركها في العراء ومنع دفنها لتركها تنوشها الكلاب والوحوش، والتقصد في اتلاف المساكن والأشجار والمزروعات والوثائق والمستندات والكتب خاصة نسخ القرآن الكريم وكل ما يستطيعون اتلافه لإشفاء غلهم وحقدهم.

http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSKRMF6YTN87SY5UizPiSmWcQPhedRFV kKsUVigtaKKRVKmw-e-
_______________

[1] الفقرات الخمس السابقة، منقولة بتصرف عن: كتاب أنور الجندي: مفاهيم العلوم الاجتماعية.
[2] المصدر السابق.
[3] عبد الله التل، جذور البلاء، صفحه (265)، بتصرف. وللاستزادة يمكن الرجوع إلى الصفحات (265– 270) من الكتاب المذكور.
[4] أنور الجندي، سقوط نظرية داروين، صفحه ( 10 )، بتصرف.
[5] لقد أثبتت أحداث نيسان الأسود كذب ادعاءات السفهاء من قادتنا القائلة بالفرق بين فرق اليهود، ومراهنتهم الخاسرة على معسكرات السلام اليهودية، فقد تسابق قادة اليسار بكل أحزابهم وتكتلاتهم على ذبح وإذلال أهل فلسطين، والتباهي في ذلك مثلهم مثل قادة اليمين، في تحالف شامل لكل اليهود بأحلافهم مصداقا لقوله تعالى " ولتجن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا " ( المائدة 82 ).
[6] لقد أثبتت أحداث الوثبات التغيرية في المناطق العربية من تونس مرورا بمصر وليبيا واليمن وصولا للشام افتقار كافة حكام المسلمين للرجولة والنخوة والشهامة، علاوة على تخليهم عن عقيدتهم ودينهم، كما أثبتت أن كرامة المسلمين لا يمكن أن تتحقق إلا في ظل حاكم واحد مؤمن مخلص ألا وهو خليفة المسلمين، الذي يصون كرامتهم ويحمي أنفسهم وأموالهم ويرهب أعداءهم ويقود جيوشهم للقضاء على أعداء الأمة، وأولهم أمبراطوريات النشر بريطانيا والولايات المتحدة.
@ 13021/63/5/75/8/169/2

حاتم ناصر الشرباتي
03-05-2012, 12:54 AM
نقـض نظريــات التّطـور والارتقــاء الذّاتــي / 2


وسبق ذلك حرب الإبادة والقهر والإذلال التي قادها رأسي الكفر أمريكيا وبريطانيا على شعب العراق المسلم مستغلين بذلك كل محافل ودوائر العالم من هيئة أمم وشرعية دولية وغيرها من الشعارات الزائفة، ذلك البرقع الشفاف الذي يخفي الوجه البشع لهؤلاء الكفرة ورغبتهم في قهر وإبادة المسلمين، واستنزاف مواردهم ونهب خيراتهم.

وأخيراً استغلال رأس الكفر الولايات المتحدة الأمريكية، وأتباعهم الأذلاء من رؤوس الحقد والغل، أحقد وأبشع وألئم وأنذل البشر على الإطلاق "الإنجليز" وغيرهم من دول وشعوب العالم وبخاصة حملة الصلبان منهم، استغلالهم حدث يوم الثلاثاء المشهود11/9/2001 الذي هزّ امبراطورية الشّر أمريكا وأظهر عجزها وضعغها وعورارها وذلها، وكشف عن حقيقة زيف الغطرسة والجبروت والتميز الذي يدعونه، ومع أنَّ كل الدلائل تشير إلى أن الفاعل الحقيقي أو الفاعلين هو كافر أثيم من جنسهم المنحط، إلا أنهم جرو جيوشهم وعتادهم الجهنمي، وعقدوا أحلافهم، في حرب صليبية أثمة جديده، لقتل وإبادة وإذلال وقهر المسلمين وإسلامهم في أفغانستان البلد الفقير المسلم كخطوة أولى في طريق إبادة المسلمين والقضاء على إسلامهم، حيث كَشَر كل الكفار الصليبيون عن أنيابهم، وأظهروا مكنون الحقد في نفوسهم، ليثبتوا بجلاء ووضوح عن عقيدتهم المتمثلة بالرغبة الجامحة في القتل والإذلال، لإستنزاف موارد الأمم والشعوب، ونهب خيراتهم، فقاعدة الصراع من أجل البقاء والبقاء للأصلح هي دينهم وقائدهم وموجههم، رغم تبجحهم بالرقي والحضارة والمبادئ وحقوق الإنسان والتسامح، تلك الشعارات البراقة التي أثبتت حوادث الأيام زيفها، وبالتالي فإن الديموقراطية التي ألبسوها ثوب العدل والمساواة والقانون، هي في حقيقتها شر وحقد واستعمار وبلاء ووباء فتاك وجرثومة شرٍ ابتلي بها الإنسان.

وقد استغلت نظرية التولد الذاتي ـ التي نادى بها داروين ولامارك وأرنست هيكل ـ منطلقاً إلى الإلحاد، وجعلها البعض سنداً في إنكار العقيدة الدينية، فاتخذت منها فلسفة لإنكار وجود الخالق، وإعطاء المادة صفة القادر المسيطر على كل شئ، ومن ثمّ دعى هيكل إلى تأليه الطبيعة، وإنكار وجود الله تعالى، ونادى بوحدة الوجود.[ 1] وظهرت من خلال ذلك نظرية القوّة والتمييز العنصري، والشعوب المختارة، كما صيغت نظرية القوة عند نيتشه ومن ذهب مذهبه من علماء الجرمان، وبها انتفع دعاة الأرستقراطية، فوجدوا فيها سلاحهم، إذ أعلنوا أنفسهم بأنهم الممتازون والمختارون الذين ورثوا مزايا الأجداد سادة البشر ومالكي العروش وصانعي التاريخ.[2 ]

لقد دخل مذهب داروين إلى العالَم الإسلامي عن طريق الترجمات، وبواسطة مجلة "المقتطف" والدكتور شبلي شميل الذي ترجم "شرح بخنر على مذهب داروين" وتابع ذلك إسماعيل مظهر وسلامه موسى "القبطي الصليبي" ومحمد يوسف حسن، وغيرهم من عملاء الفكر الغربي الكافر.

إنّ نظرية داروين الواردة في كتابيه "أصل الأنواع" و "نشوء الإنسان"، وفي الكتب والمجلات والموسوعات التي كتبها ونشرها تطوريون آخرون، تفتقر إلى أكثر من دليل لإثباتها، وقد برهن العلم بعد داروين، كما برهن العقل، فساد تلك النظرية وبطلانها. ومن الاف العلماء المختصين نستعرض على سبيل المثال ما جاء في مقالة "النتيجة الحتمية" للدكتور "جون كليفلاند كوثران" المنشورة في كتاب "الله يتجلى في عصر العلم":
(فهل يتصور عاقل أو يفكر أو يعتقد أنّ المادة المجردة من العقل والحكمة قد أوجدت نفسها بنفسها بمحض المصادفة؟ أو أنها هي التي أوجدت هذا النظام وتلك القوانين ثم فرضته على نفسها؟ لا شك أنّ الجواب سيكون سلبياً. بل إنّ المادة عندما تتحول إلى طاقة أو تتحول الطاقة إلى مادة فإنّ كل ذلك يتم طبقاً لقوانين معينة، والمادة الناتجة تخضع لنفس القوانين التي تخضع لها المادة المعروفة التي وجدت قبلها.

وتدلنا الكيمياء على أنّ بعض المواد في سبيل الزوال أو الفناء، ولكن بعضها يسير نحو الفناء بسرعة كبيرة والآخر بسرعة ضئيلة، وعلى ذلك فإنّ المادة ليست أبدية، ومعنى ذلك أيضاً أنها ليست أزلية، إذ أنّ لها بداية، وتدل الشواهد من الكيمياء وغيرها من العلوم على أنّ بداية المادة لم تكن بطيئة أو تدريجية، بل وجدت بصورة فجائية، وتستطيع العلوم أن تحدد لنا الوقت الذي نشأت فيه هذه المواد، وعلى ذلك فإنّ هذا العالم المادي لا بد أن يكون مخلوقاً، وهو منذ أن خُلق يخضع لقوانين وسنن كونية محددة ليس لعنصر المصادفة بيتها مكان .

فإذا كان هذا العالم المادي عاجزاً عن أن يخلق نفسه أو يحدد القوانين التي يخضع لها، فلا بد أن يكون الخلق قد تم بقدرة كائن غير مادي، وتدل الشواهد جميعاً على أنّ هذا الخالق لا بد أم يكون متصفاً بالعقل والحكمة، إلا أنّ العقل لا يستطيع أن يعمل في العالم المادي كما في ممارسة الطب والعلاج السيكولوجي دون أن يكون هناك إرادة، ولا بد لمن يتصف بالإرادة أن يكون موجوداً وجوداً ذاتياً. وعلى ذلك فإنّ النتيجة المنطقية الحتمية التي يفرضها علينا العقل ليست مقصورة على أنّ لهذا الكون خالقاً فحسب، بل لا بد أن يكون هذا الخالق حكيماً عليمً قـادراً على كل شئ حتى يستطيع أن يخلق هذا الكون وينظمه ويدبره، ولا بد أن يكون هذا الخالق دائم الوجود تتجلى آياته في كل مكان)[ 3]

اما إخصائي علم الحيوان والحشرات، المتخصص في دراسة أجنة الحشرات، الدكتور "إدوارد لوثر كيسل" فيقول في نفس الكتاب:
(واليوم لا بُدَّ لمن يؤمنون بنتائج العلوم أن يؤمنوا بفكرة[ 4] الخلق أيضاً، وهي فكرة تستشرق على سنن الطبيعة، لأنّ هذه السُّنن إنما هي ثمرة الخلق، ولا بُدّ لهم أن يسلموا بفكرة الخَألق الذي وضع قوانين هذا الكون، لأنّ هذه القوانين ذاتها مخلوقة، وليس من المعقول أن يكون هنالك خلق دون خالق: هو الله.
ولو أنّ جميع المشتغلين بالعلوم نظروا إلى ما تعطيهم العلوم من أدلة على وجود الخالق بنفس روح الأمانة والبُعْد عن التحيز الذي ينظرون به إلى نتائج بحوثهم، ولو أنهم حرروا عقولهم من سلطان التأثّر بعواطفهم وانفعالاتهم، فإنهم سوف يسلمون دون شك بوجود الله، وهذا هو الحل الوحيد الذي يفسّر الحقائق. فدراسة العلوم بعقل مٌتَفَتِح سوف تقودنا بدون شك إلى ادراك وجود السبب الأول الذي هو الله[ 5]... وأعود فأقول إنّ دراسة العلوم بعقل متفتح تجعل الإنسان يسلم بضرورة وجود الله والايمان به)[6 ]

وفي استعراض لنظريات التطور وآثارها، يقول: "الدكتور محمد عزت نصر الله" في كتابه "الرّد على صادق العظم": (نظرية التطور هي في الأصل فكرة قديمه، راودت أفكار الإغريق قبل الميلاد بحوالي خمسة قرون، وهي لا تخرج عن كونهـا محاولة فاشلـة تهدف لإرجاع الأحياء ـ بما فيها الإنسان ـ إلى أصـل واحد مشترك، وفي أوائل القرن التاسع عشر تناول لامارك هذه الفكرة وأدخل عليها بعض التعديلات، ولكنه فشل في إخراج هذه الفكرة في إطار علمي مقبول، فلم تُسعفه الشواهد ولا الأدلة، ثم جاء داروين بعد لامارك، في أواسط القرن التاسع عشر، وإهتم بهذه الفكرة وأدخل عليها تعديلات جديدة، وكان يقوم بهذا العمل بتشجيع خفي من حركات ومحافل سرّية مشبوهة، فلما استحسنت تلك الحركات ما توصل إليه لإغراق العالم في المادية تنفيذاً لبعض حيثيات مخططاتهم المشبوهة الرّامية للسيطرة على العالم، قادت حملة دعائية للترويج للفكرة[7 ]، حتى ظنّ الناس أنّ داروين هو واضع نظريّة النشوء والإرتقاء)[8 ]
____________________________________


وحدة الوجود، pantheism: هي القول بأن الله والطبيعة شيء واحد، وبأنّ الكون المادي والإنسان ليسا غيرَ مظاهرَ للذات الإلهية. ووحدة الوجود تنطوي على إنكار لوجود الله. وقد قالت بها بعض الديانات والفلسفات منذ القدم. فنحن نقع عليها في المعتقدات المصرية والصينية والهندية. وفي الفلسفة اليونانية أخذ الرواقيّون بهذا الرأي مؤكدين أنّ الله والعالم شيء واحد، وقال به فلاسفة الأفلاطونية المحدثة. وكذلك فعل بعض الفلاسفة النصارى. وبين المسلمين نجد "وحدة الوجود" واضحاً عند محي الدين بن عربي وعند الحلاج ـ وكلاهما من رؤوس الصوفية ـ. أما في العصر الحديث فكان سبينوزا أكبر القائلين بوحدة الوجود والمدافعين عنها، وكذلك هيكل.- منقول بتصرف عن: منير البعلبكي، موسوعة المورد العربية، المجلد الثاني، صفحه ( 1298 ).
[2] أنور الجندي ، سقوط نظرية داروين ، الصفحات ( 10 – 11 ) .
[3] كتاب " الله يتجلى في عصر العلم " الصفحات ( 24 – 25 ).
[4] هكذا وردت في المصدر في حين أنّ الأصح أن يقال " حقيقة " وليس فكرة.
[5] (إنما يخشى الله من عباده العلماء ) – قرآن كريم -. " سورة فاطر – آية 28.
[6] كتاب "الله يتجلى في عصر العلم" ، صفحه (27 – 30).
للاستزادة ، يمكن الرجوع إلى كتاب عبد الله التل: جذور البلاء ، الصفحات (265 – 270).
[7] للاستزادة يمكن الرجوع إلى : التل، عبد الله – جذور البلاء، الصفحات (265-270)
[8] د. محمد عزت نصر الله، الرّد على صادق العظم، صفحه ( 49 ) ء

@13078/64/5/79/8/169/174/2

حاتم ناصر الشرباتي
03-05-2012, 01:29 AM
من مصادر هذه الحلقة


http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQPtMQT2Q4m97t4TOH1U8M8rq3Y9iq8F OeMJCAkAVTAva-PxzF3

http://www.almaktab-alislami.com/covers/large/396.jpg

حاتم ناصر الشرباتي
03-09-2012, 09:19 PM
نقـض نظريــات التّطـور والارتقــاء الذّاتــي / 3

(ورغم الشّهرة والذيوع، بل ورغم الملاحظات والإصلاحات العديدة التي أُدخِلًت عليها من قبل أنصار داروين بعد وفاته، فقد يقيت الفكرة ـ وما تزال ـ في حاجة إلى التأييد العلمي[ 1] الخاضع للمشاهدة والعيان، لأنها تعتمد في كثير من نواحيها على الحدس والتخمين، لقصور ألأدلة العلمية القاطعة عن اثباتها أحياناً، أو لأنها لا تخضع للتجربة المعملية ولا تقع تحت الحس. وعليه فتعود النظرية أقرب إلى التلفيقات الوهمية الخيالية منها إلى الأبحاث العلمية التجريبية. ولا يفوتنا أنّ الفكرة في جميع أدوارها المذكورة لم تحظَ بالصحة المطلقة في شئ من الأوساط العلمية، وإنما كان أنصارها ينظرون إليها بإعتبارها نظرية مقبولة نسبياً... وإذا قصر باع العالم الحاضر عن مساندتها في جميع خطوطها ومعالمها، فسوف يمتد اليها في المستقبل محاولاً مدّها بالبراهين على ضوء ما يتجـدد من كشـوف، امـا معارضوها وناقدوها، وفيهم الكثير من أبطال العلم والتاريخ، فمن بينهم من كان يعتبرها ثرثرة وهراء بُحَت بها حنجرة غبي جاهل)[ 2]

إنّ أساس نظرية التطور الحديثة كما رسمها لامارك قبل داروين، قد اعتمدت على أساس تأثير الوراثة في نقل الصفات المكتسبة إلى النّسل، الا أنّ هذا الأساس قد فقد قيمته العلمية تماماً، لا بل قضى عليها من الأساس التجارب التي أجاراها "غريغور مندل" على نبات البازيلاء، فبرهنت تلك التجارب بكل تأكيد وبلا شك على عدم تأثير الوراثة في الصفات المكتسبة، ولما فقد هذا الأساس رصيده العلمي إنهارت النظرية المرتكزه عليه وسقطت من الإعتبار، لـــذا فإنّ الكثير من مشاهير العلماء من يعتبرها مجرد هرطقة ووهم وثرثرة وخيال وفارغ من القول لا تنتسب إلى العلم أوالحقيقة بسبب.

وحتى مؤيدو النظرية ودعاتها لم يستطيعوا الدفاع عنها، أو ايجاد التبريرات العلمية أو العقلية لإثبات صحتها، ولا حتى الوقائع التاريخية الثابتة، ومن حاول منهم ذلك فقد اعتمد في محاولته على تزوير متعمد للحقائق والتلاعب بها لخداع الناس، كما مرّ في فصل سابق، وهاهو "البرفيسور أ.ي. ماندير" ينفي أن تكون للنظرية ركيزة علمية ثابتة، بل أنّ كل ما يستطيع أن يبررلها وجودها أنها أتت بطريق الإستنباط، حيث يقول:

(إنّ الحقائق التي نتعرفها مباشرة تسمى "الحقائق المحسوسةPercieved Facts "، بيد أنّ الحقائق التي توصلنا إلى معرفتها لا تنحصر في "الحقائق المحسوسة"، فهنا حقائق أخرى كثيره لم نتعرف عليها مباشرة، ولكننا عثرنا عليها على كل حال، ووسيلتنا في هذه السبيل هي الإستنباط، فهذا النوع من الحقائق هو ما نسميه "الحقائق المستنبطة Inferred Facts" والأهم هنا أن نفهم أنه لا فرق بين الحقيقتين، وانما الفرق هو في التسمية، من حيث تعرفنا على الأولى مباشرة، وعلى الثانية بالواسطة، والحقيقة دائماً هي الحقيقة، سواء عرفناها بالملاحظة أو بالإستنباط)[ 3] ويضيف ماندير قائلاً:

(إنّ حقائق الكون لا تدرك الحواس منها غير القليل، فكيف يمكن أن نعرف شيئاً عن الكثير الآخر؟.. هناك وسيلة وهي الإستباط أو التعليل، وكلاهما طريق فكري، نبتدئ به بوساطة حقائق معلومة، حتى ننتهي بنظرية: أنّ الشئ الفلاني يوجد هنا ولم نشاهده مطلقاً)[4 ]

وربّ سائل يسأل: كيف يصح الاستنباط المنطقي على حقيقة وجود أشياء لم نشاهدها مطلقاً؟ وكيف يمكن أن نسمي مثل هذا الاستنباط حقائق علمية، وكل دعاة التطور المادي لا يعتبرون من حقائق العلم ما لم يُشاهد ويُحس ويُلمس؟ وكيف نجذم بحقيقة وجود ما لم نَرَهُ لا نحن ولا من قبلنا، إنما عللناه بظواهر معينة لا ترقى حتى إلى شـبهة الدليل؟ ويجيب ماندير على ذلك قائلاً: إنّ المنهج التعليلي صحيح لأنّ الكون نفسه عقلي.[5 ]

فإذا كان مقصد ماندير بقوله أنّ الكون نفسه عقلي، إذا كان مقصده من ذلك أنّ إثبات مصدر وجوده يجب أن يعتمد على العقل، فهذا قول صحيح، وهو ينقض نظرية التطور وينسفها نسفاً، لأنّ إعمال العقل في الكون بموجوداته يعني نبذ أساس النظرية المعتمد على إنكار كل ما لايقع عليه الحس المباشر، وانكار كل ما لا يخضع للتجارب المخبريه، ويعني أيضاً البحث عن طريق العقل والتفكر بالموجودات والسنن، وهذا ما يؤدي إلى نقض نظريات التطور والايمان القطعي بوجود خالق لهذا الكون وهو الله تعالى، وهذا ما سنتناوله في بحثنا لاحقاً في باب "الإسلام وخلق الإنسان"[ 6] إن شاء الله.

أما نظرية "هكسلي" وقروده التي ستكتب صدفة أشعار شكسبير ـ وشر البلية ما يُضحك ـ فإنّ مثل تلك الإدعاءات لا تدل إلا على رعونة من ادعاها، إذ هي على قدر كبير من البلاهة والتغابي، بحيث لا تحتاج إلى الرد أو النقض، وكثير من دعاة التطور وعلمائه قد أعربوا عن اشمئزازهم واستنكارهم لمثل تلك الهرطقات، وفي تعليق على قول هكسلي هذا، وعلى نظرية التطور العضوي يَرد "البروفيسور رايدوين كونكلين":

(إنّ القول بأنّ الحياة وجدت نتيجة "حادث إتفاقي" شبيه في مغزاه بأن تتوقع إعداد معجم ضخم، نتيجة انفجار صدفي في مطبعة)[ 7]
إنّ طبيعة من يدعي العلم والمعرفة والحكمة أن يكون متزناً، وذلك ما لا ينطبق على "مستر هيكل" وغيره من ادعياء العلم والمعرفة من دعاة التطور، وابلغ دليل على ذلك ادعاؤه القدرة على الخلق، فلو سلمنا جدلاً ـ مع اقتناعنا التام استحالة ذلك استحالة مطلقة ـ بقدرته على خلق الإنسان المادة، فماذا عن سر الحياة "الروح"؟ وماذا عن العقل المميز؟. ويرد على ادعاء هيكل القدرة على الخلق، الرئيس السابق لأكاديمية العلوم بنيويورك "أ. كريسي موريسون A. Cressy Morrrison" قائلاً:(إنّ هيكل يتجاهل في دعواه الجينات الوراثية Genes"، ومسألة الحياة نفسها، فإنّ أول شئ سيحتاج إليه عند خلق الإنسان، هو الذرات التي لا سبيل إلى مشاهدتها، ثم سيخلق الجينات أي حملة الإستعدادات الوراثية، بعد ذلك ترتيب هذه الذرات حتى يعطيها ثوب الحياة... ولكن امكان الخلق لا يعدو واحداً على عدة بلايين، ولو افترضنا أن هيكل نجح في محاولته فانه لن يسميها صُدفة، بل سوف يقررها ويعدها نتيجة لعبقريته)[ 8]

_http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSBpY4t3WWDtj0IzZJnuTYgUeznz7Srh ke_QlvnSYfvxWu0pl0X____________________
[1] قال كثير من العلماء أن فكرة التطور العضوي أنهم لا يؤمنون بتلك النظرية، إلا لأنه لا يوجد بديل لها سوى الأيمان بالله مباشرة !! فقد كتب " سير آرثر كيت " في كتاب دوري اسمه " Islamic thought " العدد 12/61 ما يلي: (ان نظرية النشوء والارتقاء غير ثابتة علمياً، ولا سبيل إلى إثباتها بالبرهان، ونحن لا نؤمن بها إلا لأنّ الخيار الوحيد بعد ذلك هو الإيمان بالخلق المباشر، وهذا ما لا يمكن حتى التفسير فيه !!!
[2] المصدر السابق، صفحه ( 50 ).
[3] وحيد الدين خان، الإسلام يتحدى، صفحه (47). نقلاً عن:A.E.Mander, Clearer Thinking, London, p. 46.
[4] المصدر السابق.
[5] المصدر السابق.
[6] الباب الثالث، الفصل الأول من هذا الكتاب.
[7] الإسلام يتحدى، صفحه ( 72 )، نقلاً عن: The Evidence of God, p. 174. ، والرد هو على تصريح المذكور الوارد في أول الفصل الثالث عشر من الباب الأول في هذا الكتاب.
[8] المصدر السابق، صفحه ( 78 )، نقلاً عن: Man Does not Stand Alone, p. 87.




@ 13205/66/5/81/9/174/178/2

حاتم ناصر الشرباتي
03-18-2012, 03:15 PM
من مصادر البحث

http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRMM_JW7V_vy_t1RdH94frtCYmyib56u zOHK_DO5bKFqOVv_bwFQg

حاتم ناصر الشرباتي
03-18-2012, 03:18 PM
نقـض نظريــات التّطـور والارتقــاء الذّاتــي / 4


أما عالم الطبيعة "جورج ايرل ديفيس" فيرد على تلك المقولة قائلاً:

(لو كان يمكن للكون أن يخلق نفسه، فإنّ معنى ذلك أنه يتمتع بأوصاف الخالق، وفي هذه الحالة سنضطر إلى أن نؤمن بأنّ الكون هو الإله... ولكن إلهنا هذا سيكون يكون عجيباً: الهاً غيبياً ومادياً في آن واحد إنني أفضل أن أومن بذلك الإله الذي خلق العالم المادي، وهو ليس بجزء من هذا الكون بل هو حاكمه ومدبره، بدلاً من أن أتبنى مثل هذه الخزعبلات)[ 1]

إنّ أبسط رد على نظرية داروين هو قانون السببية الذي عبَرَ عنه ذلك الأعرابي البسيط وبطريقته البسيطة حين سألوه عن الله تعالى فأجاب: البَعرَة تدُلّ على البعير، وخطّ السير على المسير، فكيف بسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، أفلا يدل ذلك على العلي الكبير*************!!!. ونعود إلى "أ . كريسي موريسون" مرة أخرى ليؤكد لنا حتمية التدين، أي كون الأشياء مخلوقة لخالق:

(إنّ كون الإنسان، ومنذ بدأ الخليقة إلى الآن، قد شعر بحافز يحفزه إلى أن يستنجد بمن هو أسمى منه وأقوى وأعظم، ليدل على أنّ الدين فطري فيه، ويجب أن يقر العلم بذلك)[2 ]

وفي مقام الرّد على "هيكل" وادعاؤه القدرة على الخلق يستطرد "كريسي موريسون" راداً عليه ادعائه، وكان الرّد في سياق البحث عن وحدات الوراثة "Genes" الموجودة في نواة كل خلية لكل ذكر وأنثى، مستدلاً بذلك على وجود الله تعالى حيث يقول :

(تبلغ الجينات "وحدات الوراثة" من الّدقة أنها ـ وهي المسؤلة عن عن المخلوقات البشرية جميعاً التي على سطح الأرض من حيث خصائصها الفردية وأحـوالها النفسيـة وألوانها وأجناسها ـ لو جُمعت كلها ووضعت في مكان واحد، لكان حجمها أقل من حجم الكستبان، والكستبان الذي يسع الصفات الفردية لبليونين من البشر هو بلا ريب مكان صغير الحجم، ومع ذلك فإنّ هذه هي الحقيقة التي لا جدال فيها... فهي التي تحبس كل الصفات المتوارثة العادية لجمع من الأسلاف وتحتفظ بنفسية كل فرد منهم في تلك المساحة الضئيلة)[3 ]

أما عالِم الطبيعة " أدموند و. سـينوب " فيقول :

كيف نشأت الحياة؟ ذلك ما لا علم لنا به، ولا رأي لنا فيه... بطريقة ما تنتظم الألكترونات والبروتونات الدّوارة وجملة أخرى من الجزيئيات المادية، وتصبح ذرات الكربون أو الأوكسيجين أو الهيدروجين، وهذه الذرات تتجمع بدورها فتصبح دقائق كبيرة من البروتين، فإذا انضمت إليها عناصر معدنية مختلفة، وكمية صالحة من الماء إنبنى فيها جبلة حية "بروتوبلاسـمية" ثم بطريقة ما مجهولة لدينا تماماً تدلف هذه المادة الموات فجأة إلى الحياة...

إنّ الأحيائي مهما بلغ جهده، مقسور على أن يواجه مشكلات غيبية... على أنّه يرفع يديه مستغيثاً بأنّ مثل هذه الآراء خارجة عن حدود العِلم، فلا يعينه من أمرها شئ. ولكننا ما لم نحدد العِلم تحديداً بالغ الضيق، فإنّه سيواجه عند تخومه الخارجيّة أشبـهاّ في هذه المشكلات... إزاء التساؤل المحرج عن طبيعـة الحيـاة وصفتها سوف لا نلتزم معالجته عن طريق حدود العِلم وحده... قد نكون في حاجة إلى وسائل لا يملكها العِلم في الوَقت الحاضِر... إنّ الإنسان روحٌ أول شئ، ويتعذّر عليك أن تَصٌبه في قالب مادي صِرف، كما يتعذّر عليك أن تزن جمال سيمفونيّة في كفتي ميزان، إن الرّوح[4 ] على ما يُعَرِفَه الدين، لا على ما يعرفه عِلم النّفس والطب النّفساني هو أشد المطلوبات إلحاحاً على الإنسان في هذا العَصر. وأقل ما يكن العِلم نفعاً لنا، سواء أكان عِلم الأحياء أم أي عِلم آخر في هذه النّاحية)[ 5]

كان هذا إعتراف صريح أنّ العِلم لا يتمكن من معرفة شئ قطعي عن نشأة الحياة وخلقها، نعم إنّ الناحية الروحية في الأشياء كونها مخلوقة لخالقٍ أوجدها من عدم، هي حقيقة لا تخضع للعِلم وتجارب مختبراته، إنما تُدرك بإستعمال العقل عن طريق التفكر في المخلوقات وقوانين الحياة.

وعالِم شهير آخر يدلي بِدّلوه في الموضوع، هو العالِم الإنجليزي "روسل ولاس" وهو عَلَم من أعلام التاريخ الطبيعي، وتعتبر مؤلفاته كمراجع لجميع المشتغلين بعلمي النبات والحيوان:

(إنّ نشوء أي جسم على صورة مركبة مماثلة لفرد من نوعه، أمر لا يثير في كثير من الناس أقلّ دهشة ولا إستغراب، ومع هذا فإنه لا يزال باقياً بلا تعليل معقول، نعم: إنّ اهل العِلم قد كشفوا ظواهر كثيره تتعلق بالأنظمة الذي تتبعه الأحياء في نموها، ولكنهم فيما يتعلق بطبيعة القوى العاملة في هذا النمو، وبالعوامل التي تقودها وترشدها وتنظم حياتها، لم يعطونا غير ظنون مبهمة وافتراضات لا تغني من الحقيقة شيئاً. لقد عرف منذ زمان مديد أنّ كل نمو سواء أكان حيوانياً أو نباتياً يكون بنشوء خليّة أولية وتكاثرها إلى حد ما، ولكن ما هي الخليــة في ذاتها؟ أهي غير مقدار قليل من المادة البروتوبلاسميّة التي اعتبرها أهل العلم المادة الأولية للحياة؟ على أنها من الناحية الكيمائية أكثر المواد المعرفة تركيباً، لأنها وإن كانت تتألف من العناصر الأربعة: الكربون، الهيدروجين، الأزوت، الأكسجين، فقد عُلم الآن أنّ ثماني مواد أصليـة أخرى تدخل في تركيبها هي: الكبريت، الفوسفور، الكلور، البوتاسيوم، الصوديوم، المغنيزيوم، الحديد. ويزيد على هذه المواد ست

أخرى قد تصادف فيها، وإن كانت ليست من المقومات الأصلية للبروتوبلاسما، وهذه المواد هي: السيليكون، الفلور، البروم، اليود، الألومنيوم، المنجنيز. فالبروتوبلازما والحالة هذه مادة شديدة التركيب، لا بكثرة عدد المواد الدّاخلة في تركيبها فَحَسْب، ولكن بشكل اتحاد هذه المواد كيميائياً. وهو الأمر الذي يستعصي على كلّ تحليل فني)[6 ]

إنّ على الإنسان أن يتفكّر في الخلق معْمِلاً عقله في استخلاص النتائج المتعلقة بالحياة والخَلق على ضوء هذا التّفكير، والمشاهدات التي يجدر به التفكير بها كثيرة لا تحصى، وتقع جميعها تحت إدراكه وإحساسه، وأولها هي الإنسان وتركيبه العضوي، وأبسط ما يكون تركيب الإنسان العضوي هي الخلية. والخلية هي أيضاً وِحْدَه أساسية في تركيب أي مادة كانت، فالإنسان والحيوان وجميع الكائنات الحيّة ـ من أبسط أنواعها كوحيدة الخلية إلى أعقد أنواعها ـ تتكون من وحدات أساسية هي الخلايا.

http://www.qotooftaibh.net/pic/R2.jpg
وحدات الوراثة - الجينات
_____________________


[1] المصدر السابق ، نقلا عن: The Evidence of God. p. 71.
[2] الإنسان لا يقوم وحده ـ الترجمة العربية ـ صفحه ( 290 ).
[3] الإنسان لا يقوم وحده، الترجمة العربية، صفحه ( 137 ).
[4] المقصود بالروح هنا معناها: إدراك الإنسان لصلته بخالقه، وليس المقصود المعنى الآخر لكلمة الروح، وهو سر الحياة.
[5] د. عزت نصر الله، الرد على صادق العظم، الصفحات ( 98 – 99 )، نقلا عن:أدموند و. سينوب، حياة الروح في ضوء العلم ، الصفحات ( 138 – 145 ) .
[6] الدكتور محمد عزت نصر الله، الرد على صادق العظم، الصفحات ( 126 – 127 )، نقلاً عن: روسل ولاس، عالَم الحياة، الصفحات ( 398 ) وما بعدها./
/
@13335/68/5/83/9/178/182/2

حاتم ناصر الشرباتي
03-24-2012, 03:55 PM
من مصادر البحث

الانسان لا يقوم وحده

http://covers.openlibrary.org/b/id/6976811-L.jpg

حاتم ناصر الشرباتي
03-24-2012, 03:58 PM
نقـض نظريــات التّطـور والارتقــاء الذّاتــي / 5


http://lkordi.kau.edu.sa/Files/0009046/Galleries/1217/23412_bio1_h1.gif

إنّ الخلية هي تلك الوحدة المتناهية في الصغر المحتوية على مقومات الحياة، وهي الذخيرة أو الأصل التي تعود إليه كلّ صور الحياة، وهي المادة الحيّة الأولى التي تسمى "الجِبِلة أو البروتوبلازم". وهي كما يقول داروين المادة الحيّة الأولى، وتؤدي كلّ خلية وظائفها الحيويّة العديدة بدرجة من الدّقة المتناهية التي عجز الإنسان العاقل الحالي أن يجاري تلك الدقّة في أدق مصنوعاته الآلية.

لقد قام "روسل ولاس" آنفاً بإعطائنا نبذة سريعة عن دقة تكوُن وتركيب وعمل الخليّة، إلا أنّ ما قام به المذكور لم يكن رأياً خاصّاً به، بل حقيقة علميّة أكدها كلّ من اشتغل بالعِلم واعتمد نتائجه، وقد اعتمد العلماء تعريفاً للخلية أو البروتوبلازم هو كما يقول "د. وليم سيفرتبنر":

( إنّ المادة الحية المعروفة باسم البروتوبلازم هي خليط معقد جداً من الماء والأملاح والسكريات والدهون والبروتينات. وفي هذه المادة الحيّة غير المتجانسة تحدث تلك العمليات التي تؤلف في مجموعها الحياة)[1 ]

وتصحيحاً لا بدّ منه لذلك التعريف، فإنّ تلك العمليات لا تؤلف الحياة أبداً، إنما هي علامة من علامات الحياة، فالحياة مظهر من المظاهر وسر من الأسرار، لا ولن يعلمه أحد إلا الله تعالى، وَقَفَ أمامه العِلم حائراً عاجزاً، وقد فشل كلّ من حاول سابقاً، ووقف أمامها حائرا عاجزاً، وسيفشل كلّ من سيحاول لاحقاً في التّعَرُف على كنه الرّوح التي هي سر الحياة. (وَيَسْألونَك عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوح مِنْ أَمْرِ رَبّي وَما أوتيتُم مِنَ العِلمِ إلاّ قَليلا)[2 ]
إنّ كلّ فرد منَ المخلوقات بلا استثناء من نبات أو حيوان يتألف كما يقول العِلم من البروتوبلازم بلا استثناء، والبروتوبلازم هو متشابه تقريباً في كليهما، إلا أنّ هذا التّشابه هو تشابه نسبي، أي أنّ البروتوبلازم الحيواني يتشابه مع البرتوبلازم النباتي ولا يتماثل معه، وكذلك فإنّه يوجد اختلاف وفروقات بين بروتوبلازم أي كائن وبين بروتوبلازم أي كائن آخر، وتلك الاختلافات والفروقات هي فروقات أساسية وحيوية، وإلا لما كانت بيضة الضفدعة التي أنتجت ضفدعة، ولما نمت بذرة البلوط فأصبحت شجرة بلوط، وبذرة القمح قمحاً، وبذرة الشّعير شعيراً..... وهذه الفروقات كبيرة جدّاً وحيويّة جداً، إلا أنّ العِلم ومختبراته وأجهزته المتعددة الدّقيقة وعقول جهابذته لم تستطع الوصول إلى أسرارها، ومن أبرز الحقائق في عِلم الحَياة أنّ كلّ أنواع البروتوبلازم مع الفروق بينها وخفاء مصادرها، تبدو متشـابهة إلى حد كبير وتشبه بياض البيضة وفيه نقط دقيقة ومنتشرة.[3 ] ويقول الأستاذ في جامعة فرانكفورت، وعضو الأكاديمية في أنديانا، الدكتور "رسل تشارلز أرتست": (إنني أعتقد أنّ كلّ خلية من الخلايا الحيّة قد بلغت من التعقيد درجة يصعب علينا فهمها وأنّ ملايين الملايين من الخلايا الحيّة الموجودة على سطح الأرض تشهد بقدرة الله شهادة تقوم على الفكر والمنطق، ولذلك فإني أومن بوجود الله إيمانا راسِخاً)[4 ]

نترك الخلية لنبحث مع " سبنسر " في قطرة الماء :

(إنّ العالِم الذري الذي يرى قطرة الماء، فيعلم أنها تتركب من الأوكسجين والهيدروجين بنسبة خاصّة، بحيث لو اختلفت هذه النسبة لكانت شيئاً آخر غير الماء، ليعتقد عظمة الخالق وقدرته، وحكمته وعلمه الواسع، بأشدّ وأعظم وأقوى من غير العالِم الطبيعي الذي لا يرى فيها إلا أنها نقطة ماء، نقطة ماء فَحَسْب!! وكذلك العالِم الذي يرى قطعة البَرَد وما فيها من جمال الهندسة ودقّة التقسيم، لا شكّ أنه يشعر بجمال الخالق ودقيق حكمته، أكبر من ذلك الذي لا يعلم إلا أنها مَطَرٌ تَجَمَدَ من شِدّة البَرْد.)[5 ]

إنّ دعاة التّطور من أصحاب الفكر المادي، قالوا: بأنّ خصائص المادة مع عوامل الصدفة هي التي أوجدت الحياة مع أشكالها المختلفة من نبات وحيوان وإنسان، فقام علماء وقالوا بنظريّة النشوء والارتقاء. وكان أبرز هؤلاء هو تشارلس داروين الذي وَجَدَ كارل ماركس وأتباعه في نظرية داروين دعماً لفكرهم المادي. وهنا نطرح السؤال التالي: هل خصائص المادة وعوامل الصدفة فيها القدرة على إيجاد هذا الإنسان؟ إنّ الأمر يحتاج إلى الجدية والمسؤوليّة في الاهتمام، ويحتاج إلى الفكر العميق المستنير في البحث. إنّ هذا مفترق طرق في التفكير الإنساني.

(لن نبحث الآن في خصائص المادة: من أودعها فيها ومن فرضها عليها، وذلك مسايرة لفرضيّة أزلية المادة وملحقاتها، بل سنبحث في: هل يمكن لهذه الخصائص التي افترضوا أزليتها، هل يمكن لها مع عوامل الصدفة أن تصنع الإنسان؟

أولاً دعونا نلق نظرة على بعض هذه الخصائص، لنتعرّف إلى حدود طبيعتها وسلوكها، لنأخذ مثلاً ذرة الأوكسجين فإنها تحتوي على ستة إلكترونات في طبقتها الخارجية فتحتاج إلى إليكترون كي تصبح هذه الطبقة مشبعة، والهيدروجين يوجد في ذرته إلكترون واحد قابل للتفاعل، فتتحد الذرة الواحدة من الأوكسجين مع ذرتين من الهيدروجين لتشكل الماء "H2O". أما ذرة النيتروجين فيوجد في طبقتها الخارجية خمسة إلكترونات، فتحتاج إلى ثلاثة كي تصبح مشعة، وهكذا حين يتفاعل النيتروجين مع الهيدروجين فإنّ كلّ ذرة نيتروجين تتحد مع ثلاث ذرات من الهيدروجين لتشكل الأمونيا أو روح النشادر "H3N".

وهكذا فإنّ سلوك المادة، سواء كانت في شكل عنصر أو مركب أو مزيج، يكون تابعاً لخصائصها، ولا يمكن للمادة أن تتصرّف عكس خصائصها أو خارج نطاق هذه الخصائص، وهذه حقيقة علمية يقع عليها الحسّ مباشرة، وهي حقيقة علمية أثبتتها تجارب الاختبار.

أما ما يسموه الصدفة فهو عبارة عن الالتقاء العشوائي بين مادتين فأكثر ولكلّ واحدة خصائصها فيؤثر بعضها في البعض الآخر، وتحصل نتائج أو مواد جديدة، فالنتائج التي تحصل من الصّدفة هي وليدة خصائص المادة، ولا يمكن أن تكون عكسها أو خارج نطاقها، كلّ ما في الأمر أنها سميت صدفَة لأنّ الالتقاء بين المادتين لم يحصل بناء على ترتيب سابق مقصود بل كان عشوائياً، وسواء كان الالتقاء بين مختلف المواد عشـوائياً أو مرتباً عن قصد فإنّ هذه المواد لا تتصرّف إلا طبق طبائعها وخصائصها... فهل يوجد بين خصائص المادة أن توجد إنساناً كما أوجدت ماءاً أو أمونيا؟

إنّ التدقيق في هذا وإنعام النّظر فيه يظهر بشكل بسيط وقطعي أنّ المادة ليس من خصائصها ولا من طبيعتها أن تصنعَ الإنسان. إنّ في كلّ جهاز من أجهزة جسم الإنسان من الدقة والحكمة والإبداع ما ينطق بلسان فصيح بأنّ هناك مبدعاً حكيماً قادراً هو الذي صنع هذا الإنسان من المادة.)[6 ]

إنّ الاستنباط والتعليل والتأويل هما الأسـاس الذي قامت عليه عند علماء ودعاة التطور نظرية "التّطور العلمي" وهو ما أشار إليهم "ماندير" باسم "الحقائق المستنبطة"[7 ] وبناء على هذا الأساس يجذم "ماندير" صِدْقَ وصحة النّظرية قائلاً:

(لَقَد ثبَتَ صِدْق النظرية، حتى أننا نستطيع أن نعتبرها أقرب شيء إلى الحقيقة)[8 ] ويوافقه "سمبسون" في هذا الصدد قائلاً: (إنّ نظرية النشوء والارتقاء حقيقة ثابتة أخيراً وكلياً، وليست بقياس بديل صيغ للبحث العلمي.)[9 ]
http://fc04.deviantart.net/fs11/f/2007/118/7/a/drop_of_water___tears_by_ramma7.jpg
____________

[1] منقول عن: جيمس ستوكلي، العلم يزحف، ترجمة د. محمد الشحات.
[2] سورة الإسراء ( 85 ).
[3] منقول بتصرف عن: جيمس ستوكلي، العلم يزحف، ترجمة محمد الشحات
[4] جون كلوفر مونسما، الله يتجلى في عصر العلم، صفحه ( 77 ). من مقال رسل تشارلز آرتست، بعنوان " الخلايا الحية تؤدي رسالتها".
[5] يوسف القرضاوي، العبادة في الإسلام، صفحه ( 17 ).
[6] منقول عن: مجلة الوعي، العدد ( 51 )، تموز 1991 م.
[7] يرجع إلى صفحة 174 من هذا الفصل.
[8] وحيد الدين حان ، الإسلام يتحدى ، صفحه ( 49 ) . نقلا عن: Ibid, p.113. . . .
[9] المصدر السابق، نقلاً عن: Meaning of Evolution, p.127

@13352/70/5/85/9/182/186/2

البراء بن مالك 11
03-24-2012, 07:16 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

من أين أشترى هذا الكتاب أو أحصل على نسخة منه ؟

بارك الله فيك .

طالب عوض الله
04-04-2012, 12:55 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

من أين أشترى هذا الكتاب أو أحصل على نسخة منه ؟

بارك الله فيك .

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الكتاب من نشر وتوزيع : مكتبة الايمان بالمنصورة - مصر
ويمكنك تحميل الكتاب من الموقع الشخصي www.sharabati.org
أو
http://www.4shared.com/document/VoWw0N74/___-_.html
أو تزويدنا بعنوانك على البريد الألكتروني لنرسله لك بواسطته

طالب عوض الله
04-04-2012, 12:59 PM
من مصادر البحث

http://www.furat.com/images/bcovers/35496.jpg

العنوان: العلم يدعو للإيمان
تأليف: أ.كريسي موريسون
ترجمة: محمود صالح الفلكي
تعليق: د.أحمد مأمون الشياح
القياس: 22*14 سم
الصفحات: 200
الناشر: دار ابن كثير/سوريا
السنة ورقم الطبعة: 2006 /1
تجليد: عادي
الموضوع دراسات إسلامية
التصنيف : 7-216


13650/73/5/86/9

طالب عوض الله
04-04-2012, 01:09 PM
[نقـض نظريــات التّطـور والارتقــاء الذّاتــي / 6


ويعتقد محرر "دائرة المعارف البريطانية 1958" أنّ نظرية الارتقاء في الحيوانات حقيقية، وإنّ هذه النظرية قد حظيت بموافقة عامة بين العلماء والمثقفين بعد داروين. لذا فليس هناك مجال للشك والارتياب في صدقها وحقيقتها، أو الإتيان بما يناقضها، لأنها ثابتة ولا مجال للطعن فيها أو التدليل على عكسها بتاتاً.[1 ]

أما " سير تشارلس لايل R.S.Lil " فيقول:

(ظلّت نظرية الارتقاء تحصل على تأييد متزايد يوماً بعد يوم بعد داروين، حتى أنّه لم يبق شك لدى المفكرين والعلماء في أنّ هذه هي الوسيلة المنطقية الوحيدة التي تستطيع أن تفسّر الخلق وتشرحه)[ 2]

إنّ تأكيدهم هذا يستوجب التساؤل: هل هذه النظرية التي أجمع العلماء على صحتها ـ إن صدق القائل ـ هل كان ذلك نتيجة شواهد قاطعة، وهل توصلوا إليها علمياً بإجراء التجارب عليها في المختبرات؟ والجواب على ذلك بكلّ بساطة وتأكيد: لا. لأنّ ذلك ضرب من المستحيل، إنّ مزعومة الارتقاء معقّده، وهي تتعلق بماضٍ موغل في القِدَم، حتى أنه لا يمكن ملاحظتها أو إجراء الاختبارات عليها، وهي كما أكد "لايل" في كلمته الآنفة الذكر وسيلة منطقيّة تعتمد على الفرضيات المسبقة والتكهنات الخيالية، لتفسير مظاهر الخلق، فهي تبريرات لمزعومات وفروضات مسبقة، وليسَت إعمالاً للعقل في الموجودات والظواهر الموجودة فعلاً، إنّها قياس للحاضر الموجود على الغائب المفقود الذي لا أثر له.

كان هذا هو السّبب الذي دفع المحامي المتحمّس لنظرية الارتقاء والتطور العضوي "سير آرثر كيث" أن يُسَلِمَ بأنّ هذه النظرية ليست بملاحظة أو تجربة، وإنّما هي مجرد اعتقاد!!! حيث يقول: (إنّ نظرية الارتقاء عقيدة أساسية في المذهب العقلي)[ 3]

وربما يكون تعريف أحد المعاجم العلمية للنظرية أبلغ رد حين يُعَرِف نظرية داروين بأنها: (نظرية قائمة على تفسير بلا برهان)[ 4]

ويفسر لنا العالِم البريطاني الشهير أن إيمانه بتلك النظرية لم يكن إلا تعصباً ومكابرة حين يقول في كتابه الشهير "عالَم الأسرار": (إنّ في عقولنا الجديدة تعصباً يرجح التفسير المادي للحقائق)[ 5] أمّا عقيدة "سير آرثر كيث" المثبتة سابقاً، فيفسر لنا كيفيتها وأسبابها قائلاً: (إنّ نظرية النشوء والارتقاء غير ثابتة علمياً، ولا سبيل إلى إثباتها بالبرهان، ونحن لا نؤمن بها إلا لأنّ الخَيار الوحيد بعد ذلك هو: الإيمان بالخلق الخاص المباشر، وهذا ما لا يمكن حتى التفكير فيه)!!![ 7] وحتى أنّ كثيراً من العلماء قد أكدوا أنّ "فكرة التطور العضويOrganic Evolution" والذي استنبطت منه فكرة الارتقاء، سوف يبقى بلا براهين وبلا أدلة علمية!!! لــــذا: (إنهم لا يؤمنون بهذه النظرية، إلا لأنه لا يوجد أي بديل لها سوى الإيمان بالله مباشرة)[6 ]


كان هذا غيض من فيض، يؤكد لنا أنّ العلماء ودعاة نظريات التطور المادي أنفسهم ينادون بتلك النظريات مع عدم القناعة بصحتها، وأنهم قد اختلقوها لغاية في أنفسهم، ولتحقيق مكاسب وأهداف منظمات سرية، تدفعها أيد خفية، لاستغلالها في محيط السياسة لاستعباد واستغلال ونهب موارد الشعوب كما مرّ سابقاً.[8 ] أمّا إدعاؤهم موافقة العلماء والمثقفين عليها وتصديقهم لمحتوياتها، فقول يفتقر للصحة، إذ أنّ مشاهير المثقفين والعلماء قد دعوا إلى نبذ تلك النظرية، وبالتالي الإيمان بأنّ وراء هذا الكون والإنسان والحياة خالقاً أوجدها من العدم، ودعوا باسم العِلم المجرد إلى التّمَسك بهذا الإيمان ونبذ جميع أفكار ومقولات التطور المادي، ونبهوا إلى خطأ وخطورة التمسك بها.

وفي الفصل التالي[9 ] سنقوم بمشيئة الله تعالى، باستعراض أمثلة من أقوال بعض من مشاهير العلماء، مع ملاحظة أنّ ما سنقدمه من أقوال العلماء تلك، ليس بالضرورة إيمانا منا بما يقولون، وليس لعجزنا عن نقض تلك النظرية إلا بأقوالهم، إنّما هي للتدليل على كذب من يقول بإجماع العلماء كافة على النظرية من ناحية، وللهمس بأذن كل ّ من يستهويهم الأخذ بفارغ القول من الغرب الكافر تقليداً ومحاكاةً وانبهاراً، أنّ ما يأخذونه عن الغرب الصليبي الكافر ـ والشرق الوثني الملحد ـ من نظريات مادية، قد نبذها من استعمل عقله منهم، وتوخى البحث عن الصدق والحقيقة بتجرد، ونقضها وكفر بها حتى بعض من آمن بها سابقاً، وكان من غلاة دعاتها، حين وضحَ لهم عقم وتفاهة تلك النظرية وشبيهاتها، معترفين بعجزهم أمام قدرة الخالق سبحانه وتعالى.
-------------------------------

(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنّه على كل شيء شهيد)

يحوي دماغ الإنسان أكثر من عشرة آلاف تريليون وصلة عصبية، وهذه الوصلات تصل أكثر من تريليون خلية بعضها ببعض، وتعمل كأعقد جهاز على وجه الأرض. ويقول العلماء إن خلايا الدماغ تحتاج للتأمل والتفكر دائماً لتستعيد نشاطها بل لتصبح أكثر فاعلية، وإن الأشخاص الذين تعودوا على التفكر العميق في الكون مثلاً هو الأكثر إبداعاً!! وهنا ندرك أهمية قوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [11].


_________________
[1] المصدر السابق، نقلاً عن: "دائرة المعارف البريطانية – 1958 "
[2] الإسلام يتحدى، صفحه ( 49 )، نقلاً عن: Revolt against Reason. p. 112.
[3] المصدر السابق، نقلاً عن: Revolt against Reason, p. 112.
[4] المصدر السابق، صفحه ( 50 )، نقلاً عن: Ibid, p. 111.
[5] المصدر السابق، صفحه ( 42 )، نقلاً عن: Mysterious Umiverse, p. 189.
[6] المصدر السابق، صفحه ( 43 )، نقلاً عن: Islamic Thought, Dec. 1961.
[7] المصدر السابق.
[8] الباب الثاني – الفصل الثالث من هذا الكتاب، الصفحات ( 166-170).
[9] الفصل الرابع – الباب الثاني، الصفحات 189 وما بعدها، " آراء العلماء في التطور والخلق ".
[10] فصلت: ( 35 ).
[11]آل عمران: 190-191

@13650/74/5/87/9/186/189/2

حاتم ناصر الشرباتي
04-14-2012, 09:29 PM
http://www.stresswarrior.com/Einstein%20E=Mc2.jpg

آراء العلماء في التطور والخلق



يزعم دعاة التطور: أنّ نظرية التطور المادي قد لاقت التأييد المطلق من كافة العلماء والمفكرين، وأنّ إجماع العلماء والمفكرين قد انعقد على التأييد الكامل للنظرية، وبالتالي نفياً قاطعاً لحقيقة الخلق من العدم، فَرَدّاً على زعمهم هذا، رأينا أن نستعرض في هذا الفصل بعضاً من آراء عدد من كبار ومشاهير العلماء في كافة ميادين العِلم، وكلها تشير إلى توجه صحيح، وإلى عمق واستنارة في التفكير لدى كمٍ هائل من مشاهير العلماء، خلافاً لما يدعيه أدعياء العٍلم من دعاة التطور المادي.

ونحن إذ نقوم بذلك، فلا يعني ذلك بالضرورة ايماناً منا بكل أقوالهم، ولا يعني عجزاً منا عن نقض تلك النظرية إلا بأقوالهم، إنما كان ذلك للتدليل على كذب من يتقول باجماع العلماء على نظريتهم، وللهمس بأذن كل من يستهويه ألأخذ بفارغ القول من الغرب الكافر تقليداً ومحاكاة وانبهاراً، أنّ ما يأخذونه من الغرب الصليبي الكافر ـ والشرق الوثني الملحد ـ من نظريات مادية، قد نبذها من استعمل عقله منهم، وتوخى الحقيقة بتجرد، ونقضها وكفر بها حتى بعض من آمن بها سابقاً وكان من غلاة دعاتها، واستذكر بالمناسبة قول الشاعر :


ومـا هـي إلا كفــارغ بنـدقٍ = خَليّ من المعنى ولكن يفرقع

http://i3.makcdn.com/wp-content/blogs.dir/92800/files//2009/11/renee-descartes.jpg
يقول الفيلسوف والفيزيائي والرياضي الفرنسي، مكتشف الهندسة التحليلية "ديكارت Rene Descartes" (1596 – 1650):
(إنّي مع شعوري بنقص في ذاتي، أحسّ في الوقت نفسه بوجود ذات كاملة، وأراني مضطراً إلى الإعتقاد بأنّ هذا الشعور قد غَرَسَته في ذاتي الذّات الكاملة المتحلية بجميع الصفات الكاملة، وهو: الله)[ 1]

http://www.ebooks-library.com/images/Authors/FERV.jpgأمّا المؤرخ والفيلسوف الفرنسي "أرنست رينان" (1823–1892) فقد عانى أزمة ايمان أدّت إلى الإرتداد عن الكاثوليكية. وتميزت بحوثه بالنزعة العقلانية وبالايمان بالعِلم، فيقول في كتابه "تاريخ الأديان":

(إنَّهُ من الممكن أن يضمحلّ كلّ شيء نحبه، وأن تبطل حرية إستعمال العقل والعِلم والصناعة، ولكن يستحيل أن ينمحي التّدين، بل سيبقى حُجَةً ناطقةً على بطلان المذهب المادي، الذي يُريد أن يحصر الفكر الإنساني في المضائق الدنيئة في الحياة الأرضية)[2 ]

http://1.bp.blogspot.com/-HF6jTo5zLWY/Tz-aprYdvwI/AAAAAAAABFQ/hPpPWJOBLgI/s1600/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9+%D8%A7% D9%84%D9%86%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D8%A9.jpgأما عالِم الطبيعة المشهور، الفيزيائي ألأمريكي، الألماني المولد، "اسحق آينشتاين Albert Einstein" (1879–1955) الذي يعتبر أعظم عباقرة العِلم المعاصرين، منح جائزة نوبل في الفيزياء عام (1921)، وواضع نظرية النسبية، فيقول:

(إنً ديني يشتمل على الإعجاب المتواضع بتلك الروح العليا غير المحددة، والتي تكشف في سرها عن بعض التفصيلات القليلة التي تستطيع عقولنا المتواضعة إدراكها، وهذا الايمان القلبي العميق، والاعتقاد بوجود قوّة عليا تستطيع إدراكها خلال ذلك الكون العامض يلهمني فكرتي عن الإله)[ 3] كما يُنْسَب لنفس هـذا العالِم قوله: (لا تشكوا في الخالق فإنه مما لا يُعْقَل أن تكون المصادفات وحدها هي قاعدة الوجود)[4 ]

إنه من الملاحظ أنه كلما إزداد عِلم الإنسان واطلاعه على عجائب الكون، ومعرفته بما فيها من جمال وإحكام، ولم يقف عند القشور، بل تعمق في دراسة أسرار وقوانين وسنن الخلق، إزداد إيماناً بوجود الخالق وحكمته وعظمته وكمال صفاته، وفي هذا ينقل لنا "سبنسر" عن "هيرشل" قوله: (كلما اتسع نطاق العِلم ازدادت البراهين الدامغة القوية على وجود خالق أزلي لا حَدّ لقوته ولا نهاية: فالجيولوجيون والفلكيون والطبيعيون قد تعاونوا على تشييد صرح العِلم، وهو صرح عظمة الله وحده)[5 ] وقد مرّ معنا آنفاً[6 ] استنتاجات "سبنسر" نفسه للوصول إلى الإيمان بالله الخالق عن طريق ملاحظة قطرة الماء وقطعة البرد.

ويؤكد ما ذهبنا إليه بأنّه كلما تعمق الإنسان في التفكير وإزدياد العِلم، إزداد قرباً من الإهتداء إلى حقيقة الخلق وحتمية حقيقة وجود خالق خلق الموجودات من عدم، وذلك ما يؤكده الفيلسوف "فرنسيس بيكون": (إنّ القليل من الفلسفة يميل بعقل الإنسان إلى الإلحاد، ولكن التّعمق فيها ينتهي بالعقول إلى الايمان، ذلك لأنّ عقل الإنسان قد يقف عندما يصادفه من أسباب ثانوية مبعثرة، فلا يتابع السّير إلى مـا ورائها، ولكنه إذا أمعن النّظر، فشهد سلسلة الأسباب كيف تتصل حلقاتها لا يجد بدّاً من التسليم بالله)[ 7]

أمّا الدكتور "ميريت ستانلي كونجدن Stanley" عضو الجمعية الأمريكية الطبيعية، وإخصائي في الفيزياء وعلم النفس وفلسفة العلوم، فيقول:

(إنّ جميع ما في الكون يشهد على وجود الله سبحانه وتعالى، ويدلّ على قدرته وعظمته، وعندما نقوم نحن العلماء بتحليل ظواهر هذا الكون ودراستها، حتى باستخدام الطريقة الإستدلالية، فإننا لا نفعل أكثر من ملاحظة آثار أيادي الله وعظمته، ذلك هو الله الذي لا نستطيع أن نصل إليه بالوسائل العلمية المادية وحدها، ولكننا نرى آياته في أنفسنا وفي كلّ ذرة من ذرات هذا الوجود، وليست العلوم إلا دراسة خلق الله وآثار قدرته)[8 ]

إنّ التفكر في الموجودات الكونيّة، لأهم الشواهد التي توصل ولا بدّ إلى الايمان بالله تعالى خالقاً وحيداً لهذا الكون، ولتثبيت ايمان المؤمن، وهذا النهج هو الذي أوصل الدكتور ستانلي إلى ايمان الواثق المطمئن، الذي فَكَرَ وفكر فوصل للقناعة الثابتة التي لا تتزعزع، كما ورد فيما نقلناه عنه في الفقرة السابقة، وعلى نفس النّهج سار "أ. كريسي موريسون A.Cressy Morrison" الرئيس السابق لأكاديمية العلوم بنيويورك، حيث يقول:

(إنّ استعراض عجائب الطبيعة ليدل دلالة قاطعة على أنّ هناك تصميماً وقصداً في كل شيء، وأنّ ثمّة برنامجاً ينفذ بحذافيره طبقاً لمشيئة الخالق عزّ وجل... إنّ حجم الكرة ألأرضية وبعدها عن الشّمس، ودرجَة حرارة الشّمس وأشعتها الباعثة للحياة، وسُمْك قشرة الأرض وكميّة الماء، ومقدار ثانـي أوكسيد الكربون وحجم النيتروجين، وظهور الإنسان وبقاؤه على قيد الحياة، كلّ أولاء تدلّ على خروج النظام من الفوضى، وعلى التّصميم والقصد)[9 ] __________

[1] د. يوسف القرضاوي، العبادة في الإسلام، صفحه ( 16 ).
[2] المصدر السابق، نقلاً عن: أرنست رينان، تاريخ الأديان.
[3] من كتاب " العالم وأينستاين " تأليف " لنكولن بارنت، ترجمة محمد عاطف ألبرقوقي، صفحه ( 116 ).
[4] القرضاوي، العبادة في الإسلام، صفحه ( 17 )
[5] العبادة في الإسلام، صفحه ( 17 ).
 سبَنْسَر، هربرت Herbert Spenser ( 1820-1903) فيلسوف إنجليزي، يعتبر أحد أبرز القائلين ب "الداروينية الاجتماعية"، آمن قبل داروين بتطور الأنواع من أشكال بسيطة إلى أشكال معقّدة. أشهر آثره كتاب " الفلسفة التركيبية.
 هيرشل، السير وليم Sir William Hershel ( 1738-1822)، عالم فلك إنجليزي، اكتشف الكوكب السّيار "أورانوس" عام (1781)، وفي عام (1783) اكتشف قمرين من أقمار أورانوس وقمرين من أقمار زُحل. – ويرجع إليه فضل اكتشاف أكثر من 2500 عنقود نجمي وسديم وما يزيد عن ثمانمائة نجم مزدوج.
[6] الفصل الثالث من هذا الباب، صفحه (182).
[7] العبادة في الإسلام، صفحه ( 17 ).
[8] الله يتجلى في عصر العلم، صفحه ( 20 ).
[9] الإنسان لا يقوم وحده، الطبعة العربية، الصفحات ( 186 – 193 ).

13895/75/5/90/9 190/194/2

حاتم ناصر الشرباتي
04-14-2012, 09:41 PM
http://www.ashefaa.com/makalet/i3jaz/Meditation_2.jpg

(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنّه على كل شيء شهيد)

يحوي دماغ الإنسان أكثر من عشرة آلاف تريليون وصلة عصبية، وهذه الوصلات تصل أكثر من تريليون خلية بعضها ببعض، وتعمل كأعقد جهاز على وجه الأرض. ويقول العلماء إن خلايا الدماغ تحتاج للتأمل والتفكر دائماً لتستعيد نشاطها بل لتصبح أكثر فاعلية، وإن الأشخاص الذين تعودوا على التفكر العميق في الكون مثلاً هو الأكثر إبداعاً!! وهنا ندرك أهمية قوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [1]. [/CENTER]


_________________
[1]آل عمران: 190-191

صلوا على رسول الله
04-14-2012, 11:01 PM
جزاكم الله كل خير
اسمحوا لي أن أتسأل واعتذر عن الخروج عن موضوع البحث
قراءت في احد المداخلات الديك الذي يبيض وأن الهرمونات هي السبب في كونه خنثى
وأن هذا يحصل عند الانسان
فهل الهرمونات هي السبب في تحديد الجنس
فإن كانت ألهرمونات الذكريه أعلى من الهرمونات الانثويه كان الجنين ذكرا
وإن كان العكس فكانت هرمونات الانوثه هي الاعلى فيكون الجنين أنثى
وإن حصل خلل في هذه الهرمونات فيكون الجنين خنثى مشكل
وهو معروف في كتب الفقه والمواريث وقد أمر النبي النساء أن يحتجبن عن الخنثى المشكل
وهل هذه الهرمونات هي الماء المذكور في الأحاديث التي ورد فيها ذكر ماء الرجل وماء المراءه الذي يتم بسببه تحديد جنس الجنين في مرحلة النطفه بعد مشيئة الله

حاتم ناصر الشرباتي
05-11-2012, 12:04 PM
جزاكم الله كل خير
اسمحوا لي أن أتسأل واعتذر عن الخروج عن موضوع البحث
قراءت في احد المداخلات الديك الذي يبيض وأن الهرمونات هي السبب في كونه خنثى
وأن هذا يحصل عند الانسان
فهل الهرمونات هي السبب في تحديد الجنس
فإن كانت ألهرمونات الذكريه أعلى من الهرمونات الانثويه كان الجنين ذكرا
وإن كان العكس فكانت هرمونات الانوثه هي الاعلى فيكون الجنين أنثى
وإن حصل خلل في هذه الهرمونات فيكون الجنين خنثى مشكل
وهو معروف في كتب الفقه والمواريث وقد أمر النبي النساء أن يحتجبن عن الخنثى المشكل
وهل هذه الهرمونات هي الماء المذكور في الأحاديث التي ورد فيها ذكر ماء الرجل وماء المراءه الذي يتم بسببه تحديد جنس الجنين في مرحلة النطفه بعد مشيئة الله

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان:34]، من ضمن الآية الكريمة أن الله يقول: {وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ}،
ثبت في الأحاديث الصحيحة أن مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله، وأنها المذكورة في الآية المسؤول عنها، من ذلك ما رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله": {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان:34]، وفي رواية له عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مفاتيح الغيب خمس" ثم قرأ: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ...} (رواه الإمام أحمد عنه وعن ابن مسعود بمعناه، وروي من طرق أخرى تؤيد ما دلّت عليه الآية).

ومعنى الآية: أن الله تعالى استأثر بعلم الساعة فلا يجليها لوقتها إلا هو، فلا يعلمها لميقاتها ملك مقرب ولا نبي مرسل، وقد أعلمهم الله بأماراتها، ولا يعلم متى ينزل الغيث ولا في أي مكان ينزل إلا الله.

وقد يعرف ذلك أهل الخبرة عند وجود الأمارات وانعقاد الأسباب علماً تقريبياً إجمالياً يشوبه شيء من التخمين وقد يتخلف. ومن ذلك أنّ للجينات دور رئيسي في تكون الجنين ...وان كانت كانت القصه صحيحه . أي أكتشاف علماء الصين "ديك يبيض" فهذا الديك لديه اختلال في الجينات فشكله الخارجي شكل ديك بينما هو دجاجه
وهذا يحصل في البشر
وقد يكون سبب هذا الهرمونات التي يعطونها للحيوانات لزيادة الأنتاج وسرعة النمو وهو نتيجه حتميه لقصة البيض المطاطي.

والله تعالى أعلم

واختص سبحانه أيضاً بعلم ما في الأرحام تفصيلاً من جهة تخلقه وعدم تخلقه ونموه وبقائه لتمام مدته وسقوطه قبلها حياً أو ميتاً وسلامته وما قد يطرأ عليه من آفات دون أن يكسب علمه بذلك من غيره أو يتوقف على أسباب أو تجارب، بل يعلم ما سيكون عليه قبل أن يكون وقبل أن تكون الأسباب فإن لمقدر الأسباب وموجدها علماً لا يتخلف ولا يختلف عنه الواقع وهو الله سبحانه.

وقد يطلع المخلوق على شيء من أحوال ما في الأرحام من ذكورة أو أنوثة أو سلامة أو إصابته بآفة أو قرب ولادة أو توقع سقوط الحمل قبل التمام لكن ذلك بتوفيق من الله إلى أسباب ذلك من كشف بأشعة لا من نفسه ولا بدون أسباب وذلك بعد ما يأمر الله الملك بتصوير الجنين، ولا يكون شاملاً لكل أحوال ما في الرحم، بل إجمالاً في بعضه مع احتمال الخطأ أحياناً.

ولا تدري نفس ماذا تكسب غداً من شؤون دينها ودنياها، فهذا أيضاً مما استأثر الله بعلمه تفصيلاً، وقد يتوقع الناس كسباً أو خسارة على وجه الإجمال مما يبعث فيهم أملاً وإقداماً على السعي أو خوفاً وإحجاماً بناء على أمارات وظروف محيطة بهم فكل هذا لا يسمى علماً.

وكذا لا تدري نفس بأي أرض تموت في بر أو بحر في بلدها أو بلد آخر، إنما يعلم تفصيل ذلك الله وحده فإنه سبحانه له كمال العلم والإحاطة بجميع الشؤون علنها وغيبها ظاهرها وباطنها.

وجملة القول: إن علم الله من نفسه غير مكتسب من غيره ولا متوقف على أسباب وتجارب، وأنه يعلم ما كان وما سيكون، وأنه لا يشوب علمه غموض ولا يتخلف، وأنه عام شامل لجميع الكائنات تفصيلاً جليلها ودقيقها بخلاف غيره سبحانه، والله المستعان.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

حاتم ناصر الشرباتي
05-11-2012, 12:10 PM
آراء العلماء في التطور والخلق - 2 -


كتبَ الكاتب والمفكر الفرنسي "مومنيه Momnieh" بحثاً في مجلة "الكوسموس" جاء فيه: (إذا إفترضنا بطريقة تعلو عن متناول العقل، أنّ الكون خُلِقَ اتفاقاً بلا فاعل مريد مختار وأنّ الإتفاقات المتكررة توصلت إلى تكوين رجُل، فهل يعقل أنّ الإتفاقات والمصادفات تُكَوِن كائناً آخر مماثلاً له تماماً في الشّكل الظاهري، ومبايناً له في التركيب الداخلي ـ وهو المرأة ـ بقصد عمارة الأرض بالناس وإدامة النّسل فيها؟ ألا يَدُلُ هذا وحده على أنّ في الوجود خالقاًُ مريداً مختاراً، أبدع الكائنات ونَوّع بينها، وغَرَزَ في كلّ نوع غَرائز، وَمّتّعَه بمواهب يقوّم بها أمْرَه ويرتقي عليها نوعه)[ 1]

وما دمنا نتحدث عن التّناسُل لبقاء النوعين الإنساني والحيواني، والغرائز التي تثور متطلبة الإشباع، ليتم التزاوج والتلاقح الموصل إلى التناسل، فإلى بحث "التزاوج والتناسل" نرجع مرّة أخرى إلى "أ. كريسي موريسون" حيث يتناول الموضوع قائلاً: (إنّ الحياة تُرغم على التّناسل لكي يبقى النّوع، وهذا دافعٌ بلغ من القوة أنّ كل مخلوق يبذل أكثر تضحية في سبيل هذا الغرض... وهذه القوّة الإلزامية لا توجد حيث توجد الحياة، فمن أين تنشأ هذه الدوافع[ 2] القاهرة؟ ولماذا بعد أن نشأت تستمر ملايين السنين؟ إنّه قانون الطبيعة الحيّة... الذي يأتي من إرادة الخالق)[ 3]

تحت عنوان "الأدلة الطبيعية على وجود الله" كتب أستاذ الطبيعة الحيوية، الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا، ومدير قسم النظائر والطاقة الذرية في معامل "أوك ريدج"، عضو جمعية الأبحاث النووية والطبيعة النووية، "بول كلارنس ايرسولد":(قال الفيلسوف الإنجليزي "فرانسس بيكون" من ثلاثة قرون: "إنّ قليلاً من الفلسفة يقرب الإنسان من الإلحاد، أما التعمق في الفلسفة فيرده إلى الدين، ".... ولا شَكّ أنّ إتجاه الإنسان وتطلعه إلى البحث عن عقل أكبر من عقله وتدبير أحكم من تدبيره وأوسع، لكي يستعين به على تفسير هذا الكون، يُعَدّ في ذاته دليلاً على وجود قوة أكبر وتدبير أعظم، هي قوّة الله وتدبيره. وقد لا يستطيع الإنسان أن يُسَلم بوجود الخالق تسليماً تاماً على أساس الأدلّة العِلمية وحدها، ولكننا نصل إلى الايمان الكامل بالله عندما نمذج بين الأدلّة العلمية والأدلّة الروحيّة، أي عندما ندمج معلوماتنا عن هذا الكون المُتّسِع إلى أقصى حدود الإتساع المعقّد إلى أقصى حدود التّعقيد، مع إحساسنا الداخلي والإستجابة إلى نداء العاطفة والروح الذي ينبعث من أعماق نفوسنا، ولو ذهبنا نحصي ألأسباب والدوافع الدّاخليّة التي تدعو ملايين الأذكياء من البشر إلى ألايمان بالله، لوجدناها متنوعة لا يحصيها حصر ولا عد، ولكنها قوية في دلالتها على وجوده تعالى، مؤدية إلى الإيمان به..... إنّ الأمر الذي نستطيع أن نثق به كلّ الثقة، هو أنّ الإنسان وهذا الوجود من حوله لم ينشأ هكذا نشأة ذاتيّة من العدم المطلق، بل إنّ لهما بداية، ولا بُدّ لكل بداية من مُبْديء، كما أننا نعرف أنّ هذا النظام الرائع المُعَقد الذي يسود هذا الكون يخضع لقوانين لم يخلقها الإنسان، وأنّ معجزة الحياة في حد ذاتها لها بداية، كما أنّ ورائها توجيهاً وتدبيراً خارج دائرة الإنسان، إنها بداية مُقَدَسة وتوجيه مُقّدّس وتدبير إلهي مُحْكم.)[ 4]

إمّا أشهر من وضع نظريات علم الميكروبات، وكشف دور الجراثيم في الإصابة بالأمراض، كان الكيميائي البيولوجي الفرنسي "لويس باستورLouis Pastor"[ 5] فيقول:(الإيمان لا يمنع أي إرتقاء كان، لأنّ كلّ ترقٍ يبين ويسجل الإتساق البادي في مخلوقات الله، ولوكنت علمت أكثر مما أعلَم اليوم لكان إيماني بالله أشَد وأعمق مما هو عليه الآن... إنّ العِلم الصحيح لا يمكن أن يكون مادياً، ولكنه على خلاف ذلك يؤدي إلى زيادة العِلم بالله لأنه يَدُلُ بواسطة تحليل الكون على مهارة وتبصُر، وكمال عقل الحكمة التي خلقت النّواميس المدبرة للوجود كما لا حد له).

كتب الكيميائي وعضو أكاديمية العلوم، وعميد كليّة الطب الفرنسية، "الدكتور ويتز Witts" يقول: (إذا أحسست في حين أنّ عقيدتي بالله قد تزعزعت وجَهْتٌ وجهي إلى أكاديمية العلوم.)

أما الجيولوجي الذائع الصيت، والمدرس بجامعة السوربون "أدموند هيربرت" فيقول:(العِلم لا يمكن أن يؤدي إلى الكفر ولا إلى الماديّة، ولا يفضي إلى التشكيك.)

كانت تلك الإستشهادات هي آراء بعض أقطاب العِلم الطبيعي، تم إختيارهم من جم كثير مما ذكره "ليون ووتي" الذي نشر بحثاً تحليلياً للدكتور الألماني "دينرت" لأكابر ومشاهير العلماء فتبيّنَ له من دراسة 290 عقل عالِم شهير ما يلي: "28 منهم لم يصلوا إلى عقيدة ما، 242 أعلنوا على رؤوس الأشهاد الايمان بالله الخالق، 20 فقط تبين أنهم غير مبالين بالوجهة الدينية ولا ملاحدة، فإذا إعتبرنا الغير مبالين من الملاحدة أيضاً، كانت نسبة المؤمنين منهم 92 %)[6 ]

وجّهَ أحد رجال الأعمال سؤالاً إلى العالِم الفسيولوجي "أندرو كونواي إيفي"[ 7]:
سمعت أنّ معظم المشتغلين بالعلوم ملحدين .فهل هذا صحيح؟ فأجابه: (إنني لا أعتقد أنّ هذا القول صحيح، بل إنني على نقيض ذلك وجدت في قراءتي ومناقشاتي أنّ معظم من اشتغلوا في ميدان العِلم من العباقرة لم يكونوا ملحدين....... إنّ الإلحاد، أوالإلحاد المادي، يتعارَضَ مع الطريقة التي يتبعها رجل العلوم في تفكيره وعمله وحياته، فهو يتبع المبدأ الذي يقول بأنّه لا يمكن أن تكون آلة بغير صانع، وهو يستخدم العقل على أساس الحقائق المعروفة، ويدخُل إلى معمله يحدوه الأمل َ ويمتليء قلبه بالإيمان، ومعظم رجال العلوم يقومون بأعمالهم حُبّاً في المعرفة وفي الناس وفي الله.... وكما قال "ماكس بلانك" العالم الطبيعي الذي فتح الطريق إلى أسرار الذرة: "إنّ الدين والعلوم الطبيعية يقاتلان معاً في معركة مشتركة ضدّ الشّك والجحود والخرافة، ولقد كانت الصيحة الجامحة في هذه الحرب وسوف تكون دائماً: الله")[ 8]

وننقل عن "لورد كليفي" ـ وهو من علماء الطبيعة البارزبن في العالَم ـ قوله: (إذا فكرتَ تَفكيراً عَميقاً فإنّ العلوم سوفَ تضطرك إلى الإعتقاد في وجود الله)[9 ]

ومرّة أخرى وكما ورد في كتاب "العالم وأينشتاين" تصريح العالِم الشهير "اينشتاين" صاحب النظرية النسبية: (إنّ الإيمان هو أقوى وأنبل نتائج البحوث العلمية).

إنّ العلوم تدعم الإيمان بالله تعالى، هذا ما يؤكده الدكتور "ألبرت ماكوب ونشتر" المتخصص في علم الأحياء، والإخصائي في علم الوراثة وفي تأثير ألأشعة السينية على الدوسوفيلا، بعد أن حاولت عمته أن يعدل عن قراره دراسة العلوم، خوف أن يقضي ذلك على ايمانه بالله:

(وانني لأشعر بالغبطة تملأ قلبي اليوم، بعد أن درست العلوم المختلفة، واشتغلت بها سنوات عديدة، ولم يكن في ذلك ما يزعزع لإيماني بالله، بل إنذ اشتغالي بالعلوم قد دعم إيماني بالله حتى صار أشد قوة وأمتن أساساً مما كان علية من قبل، ليس من شَكٍ أنّ العلوم تزيد الإنسان تبصراً بقدرة الله وجلاله، وكلما اكتشف الإنسان جديداً في دائرة بحثه ودراسته زاد إيمانه بالله)[ 10]

نعم... إنّ الآيات والدلائل التي يجدها العالِم في مختبره، والباحث في مشاهداته، كلّ تلك الدلائل والمشاهدات إن أعمل العقل في التفكر بها بنزاهـة وتجرد، ورغبة في الوصول إلى الحقيقة، فستوصل حتماً وبدون شَك إلى النتيجة الحتمية القاطعة، وهي الإيمان بالله تعالى خالقاً لهذا الكون بموجوداته ومدبراً له، وستوصل بالتالي إلى الإيمان القاطع بعقم وتفاهة جميع النظريات المادية والإلحادية ونبذها.

وفي مجال تصنيف الكائنات الحية، توصل العالم الإنجليزي "جون ري J. Ray" في القرن السابع عشر، لإيجاد نظام تصنيفي حين عرّفَ النّوع "Species" بأنّه المجموعة من الأفراد المتشابهة التي تنحدر من آباء تشبهها. وقال: "النّوع لا ينتج من نوع آخر" كما افترض "ري" أنّ عدد ألأنواع في الطبيعة ثابت ومحدود.[ 11]

أما العالِم السويدي "كارل لينيوسC. Linnaes " (1707–1778) فقد توصل إلى الأسلوب التقليدي في التصنيف والذي ما زال قائماً حتى يومنا هذا، ويستند هذا النظام على أوجه الشبه في تركيب أجسام الكائنات الحية التي تنتمي إلى نفس المجموعة في التصنيف، مرتكزاً في نظامه على تعريف "ري" للنوع، وعلى اعتقاده أنّ كل نوع ثابت لا يعتريه تغيير، وبذلك فإنّ عدد الأنواع محدود.[ 12]

لقد كانت تلك الآراء التي سقناها في هذا الفصل، هي آراء لمشاهير العِلم في معظم تخصصاته، وهي جميعها ـ وكثير غيرها، لايتسع المجال لذكرها ـ تُكَذِبُ إدعاء من قال بإجماع العلماء على صحة نظريات التطور المادي، بل تَدُلّ على توجه نَيِرٍ نحو الإيمان بالله تعالى، تدعمه الأدلة والبراهين القاطعة.

أما من تلبسوا بثياب العلماء من دعاة التطور المادي، فإنَه ينقصهم الوعي والفكر المستنير والنّزاهة والتجرد، وإلا لكان مصير نظرياتهم التلاشي، فلو أعملوا عقولهم في المخلوقات وقوانين الوجود، وفي أنفسهم، لآمنوا كما آمن من كان قبلهم، وكما آمن من أتى بعدهم.

حاتم ناصر الشرباتي
05-11-2012, 12:13 PM
النوع لا ينتج من نوع آخر[/


http://www.saidaonline.com/newsgfx/nuts54-saidaonline.jpg
http://www.davidsonread.com/commercial/images/vegetable_main.jpg
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/cd/Animal_diversity_October_2007.jpg/250px-Animal_diversity_October_2007.jpg

كل جنس من المخلوقات الحيوانية والنباتية ينتج مثله في النوع والحجم


____________________
[1] محمد فريد وجدي، دائرة المعارف العربية، مادة: إله.
[2] المقصود بالدوافع: الغرائز.
[3] الإنسان لا يقوم وحده، صفحه ( 146 ).
[4] الله يتجلى في عصر العلم، الصفحات ( 35 – 38 ).
[5] باستور، لويس ( 1822-1895 ): كيميائي بيولوجي فرنسي، أثبت أنّ الخمائر خلايا حيّة، وكشف دور الجراثيم في الإصابة بمختلف الأمراض، عقّم اللبن تعقيماً جزئياً بحرارة تقتل المتعضيات الضّارة من غير أن تُحدث في المادة المعقمة تغييراً كيميائياً جوهرياً وهو ما يدعى اليوم " البسترة "، استنبط طريقة ل[1] النصوص الأربعة السابقة، ترجمها محمد فريد وجدي، ونشرها في مجلة " الأزهر ".
[6] النصوص الأربعة السابقة، ترجمها محمد فريد وجدي، ونشرها في مجلة " الأزهر ".
[7] أندرو كونواي إيفي: من العلماء الطبيعيين ذوي الشهرة العالمية، من سنة 1925 إلى سنة 1946. رئيس قسم الدراسات الفسيولوجية والصيدلية بجامعة نورث وسترن، من سنة 1946 إلى سنة 1953. أستاذ في كلية الطب ووكيل الكلية في جامعة الينوى حتى سنة 1958، أستاذ الفسيولوجي ورئيس قسم العلوم الأكلينية بكلية الطب بجامعة شيكاغو.
[8] الله يتجلى في عصر العلم، الصفحات ( 150 – 162 ).
[9] المصدر السابق، صفحه ( 23 ).
[10] الله يتجلى في عصر العلم، الصفحات ( 104 – 105 ).
[11] د.عدنان بدران وآخرين، البيولوجيا، صفحه ( 104 ).
[12] المصدر السابق.

14430/79/6/ 91-92/9 194-200/2

عبدالحق
05-11-2012, 02:32 PM
السلام عليكم
كيف استطاع المسلمون نقض نظرية التطور منذ نشرها على يد داروين
و من نقدها من المسلمين منذ نشرها

عبدالحق
05-11-2012, 02:42 PM
السلام عليكم
سؤال آخر
أنت تقول :
ثبت بطلان تطور الإنسان من الطور الحيواني علميا
و تاريخيا و كما تم عقليا
أرجو توضيح كيف تم نقد هذه الإشكالية عقليا

عبدالحق
05-11-2012, 04:41 PM
السلام عليكم
لو كنت معاصراً لداروين
هل كان بوسعي أن أنقد و أفند فكرة التطور
منطقيا و عقليا و مستعينا بالقرآن الكريم

حاتم ناصر الشرباتي
06-25-2012, 09:58 PM
السلام عليكم
سؤال آخر
أنت تقول :
ثبت بطلان تطور الإنسان من الطور الحيواني علميا
و تاريخيا و كما تم عقليا
أرجو توضيح كيف تم نقد هذه الإشكالية عقليا
طريق الايمان

العقـــل يوصـــل إلــى الإيمـــان

إنّ الملاحِظَ للموجودات الثلاث التي يدرِكها عقل الإنسان وهي: الكَوْن والإنسان والحياة، بِعمْقٍ وإستنارة، يَجِدُ أنها مَحْدودَة . فالإنسانُ مَحْدودٌ لأنّه ينمو في كلّ شيء إلى حَدٍ لا يَتَجاوَزَهُ، فهوَ مَحْدود، والحَياة مَحْدودَة لأنّ مَظهَرها فرديٌ فقط، والمُشاهَدُ بِالحس أنّها تنتهي بالفرد فهي محدودة.

وَالحُكم على الإنسان يَجِبُ أن يَنْصَبّ على ماهيته، أي على جنْسِه، فما يَصْدُق على الماهِيَة يَصْدق على الجنس كلّه مهما تَعَدّدَت أفراده. وبِما أنّ الماهِيّة في فَرْدٍ مُتَحَقِقَة في الفَرْد الواحِد "وفي كلّ فَرْد" وَالفَرْد الواحِد يَموت، فَذلك يَعْني أنّ جنْس الإنسان يَموت، وما دامَت الحَياة تنتهي في الفَرْد الواحِد فَمَعْناه أنّ جنس الحَياة تَنْتَهي فَهِيَ مَحْدودَة.

وَالحَياة في الفَرْد – إنْساناً كانَ أو حَيَواناً – أمْرٌ يُحَسّ وإن كان لا يُلْمَس، وَيُفَرّقُ بِالحِسّ بَيْنَ الحَيّ والمَيّت، وهذا المَحْسوس مَوجود في الكائِن الحَي ومن مظاهِرِه النّمو والحَرَكَة والتَكاثُر، وهو مُمَثّل كليّاً وجزْئِياً في الفرد ولا يرتبِط بِأي شيء مطلَقاً.

والكون محدود، لأنّه مجموعة أجرام، وكل جرم منها محدود، ومجموع المحدودات محدود بداهة، وذلك لأنّ كلّ جرم منها لَه حُدود، أي لَه أوّل وآخر، فمهما تَعَدّدَت تلك الأجرام فإنّها تظلّ تنتهي بمحدود، والمحدود هو العاجز والنّاقص والمحتاج لايجاد شيء من العَدَم ،أي عاجزٌ عن إيجاد ما إحتاج إليه. ولا يقال أنّ الأشياء المُدْرَكَة المَحْسوسة إحتاجَت لِبَعْضِها ولكنّها في مَجْموعها مُسْتَغنِيَة عن غيرها، لا يُقال ذلك لأنّ الحاجَة إنّما تَظهَر وتَتّضِح للشيء الواحِد، وتُلمَسُ لمْساً ولا تُفْرَضُ فَرْضاً نَظَرِياً لشيء غير موجود فَيُفْتَرَض وجوده، فلا يقال أنّ النّـار فيـه قابليّة الإحراق وحتى تَحرِق فقد احتاجَت لِجِسْم فيه قابليّة الإحتراق، فلو إجتمعا معاً لإستغنيا ولم يحتاجا لغيرهما، لا يُقال ذلك لأنّه فَرَضٌ نَظَري، فالحاجة للنار وللجِسْم القابِل للإحتراق هي حاجَةٌ لشيء موجود حِسّاً ومَحْسوسٌ بِإحْدى الحَواس، أو مُدْرَك عَقْلِياً، وهو بالطبع مما يقع الحِسّ على مَدْلولِهِ حتى يَتَأتى إدراكه عَقْلاً، فالحاجة هي لشيء موجود، والنّار والجِسْم لا يوجَدُ من إجتماعهما شيء يحصل فيه الإستغناء أو الحاجًة.

وكذلِكَ الأشياء التي في الكَوْن لا يحصل من اجتماعها الإستغناء أو الحاجَة. فالحاجَة والإستغناء متمثلان في الجِسْم الواحد.

وبما أنّ مفهوم الإحتياج مُتَعَلِقٌ بعَدَم الإستغناء، الذي هو في الجِسم الواحِد، لذا فمفهوم الإشتراط المادي المتعلق بعدم فصل الأشياء بعضها عن بعض هو مفهوم خاطيء[[1]] لأنه لا يوجد شيء يتكوّن من مجموع ما في الكون حتى يوصف

بأنّه مستغن أو محتاج. فقولهم أنّ مجموع الأشياء التي في الكون مستغنٍ أو محتاج هو وصف لواقعٍ غير موجود، لأنّه وصف لشيء متخيّل الوجود لا لشيء موجود. والبرهان يقوم على حاجة شيء معيّن موجود في الكون، لا لمجموعة أشياء يتخيل لها إجتماع يتكون منه شيء فيُعطى وَصْفُ الحاجة أو الاستغناء، لذا فهذا فَرَضٌ تَخَيّليٌ وليسَ واقِعِيّاً ولا يَرْقى حَتّى إلى أنّه فَرَض نظري.

ولا يُقالُ أنّ الأشياء احتاجَت إلى بَعْضِها فَأكْمَلَت بعضها فنفت بذلك الإحتياج، لا يُقال ذلكَ لأنّ الإحتياج ولو إلى شيء واحِدٍ في الدّنيا يُثبِتُ أنّه لا يوجَدُ في الكَوْن شيئ مُسْتَغْنٍ الإستغناء المُطْلَق، فَمُجًرَدُ احتياجه لشيئ واحد في الوجود يُثْبِتُ ولا بُد وَصْفُ الاحتياج، فاحتياج الجزء إلى جُزْءٍ آخرَ يُثبِتُ لَهُ وَصْفَ الاحتياج قَطْعَاً. وهذا كله ملموس محسوس بالنّسبة لجميع الأشياء المَوْجودَةِ على سَطْح الأرض وَلِما وَصَلَ إليه الإنسان من الأجرام.

هذا علاوة على أنّ الكَوْنَ هو مَجْموعَة أجرام، وكُلّ منها يَسير بِنِظام مَخْصوص ومُحَدّد، وهذا النظام إمّا أن يكون جُزء منه، أو خاصّة من خاصّياتِه أوشيء آخر غَيْره، فهو بالتّحديد أحَدُ هذه الإحتِمالات الثَلاثَة وليس غَيْرها ولا يُمْكِن أن يكون غَيْرها مُطْلَقاً، أمّا كونه جُزْءاً منه فباطل، لأنّ سَيْر الكواكب يكون في مدار معيّن لا يتعدّاه، والمدار كالطريق هو غير السائر فيه، والنظام الذي يسير فيه ليس مجرد سَيْرِهِ فقط، بل تَقَيُدِهِ بالسّير في هذا المدار لا يتعداه. ولذلك لا يمكن أن يكون هذا النظام جُزْءاً منه، وأيضاً إنّ السّيْرَ نفسه ليس جزءاً من ماهِيّة الكوكَب بل عملٌُ له، ولذلك لا يمكن أن يكون جزءاً منه، وأمّا أنّهُ خاصيّة من خَواصه فباطلٌ، لأنّ النظام ليس هو سير الكوكب فَحَسْب، بَل سَيْرَهُ في مَدار معين. فالموضـوع ليس السّير فقط بل السّير في مدار ونظام معيّن، فإن كان السّير من خَواصـه كـان عليه أن ينظم سَيْر نفسه، وحينئذٍ يستطيع أن ينظم نظاماً آخر ما دام مـن خواصـه التّنظيم، والواقـع أنّـه لا يستطيع ذلك، ولهذا لا يمكن أن يكون مـن خواصه، وما دام ليس جزءاً منه وليس من خواصه فهو غيره قطعاً وبالتّأكيد، فيكون قد احتاج إلى غيره، أي احتاج الكون إلى نظام ينظمه.

وأمّا الحياة فإنّ احتياجها إلى الماء والهواء ملموس محسوس، وأمّا الإنسان فإنّ احتياجه إلى الطّعام والشّراب والهواء ملموس محسوس، وعليه فإنّ الكونَ والحياة والإنسان كائنة في حالة احتياج دائِم.
_____________________________________________
[1] مفهوم الاشتراط الماركسي: ورد هذا المفهوم كبند أول من مواد قوانين المادية الجدلية " الديالكتك " والذي ينص على: إنّ الطبيعة شيء واحد مرتبط، ترتبط فيه الأشياء والظاهر ارتباطاً عضوياً فيما بينها ويقوم بعضها على بعض، ويكيف بعضها بعضاً بالتبادل. والديالكتك يعتبر الطبيعة كلاً واحداً متماسكاً ترتبط فيه الأشياء والحوادث ارتباطاً عضوياً، ويتعلق أحدها بالآخر ويكون بعضها شرطاً لبعض. والديالكتك لا يعتبر الطبيعة تراكماً عرضياً للأشياء، أو حوادث بعضها منفصل عن بعض أو أحدها منعزل. أي حادث لا يمكن فهمه إذا نظر إليه بمعزل عن الحوادث. يقول ستالين: الديالكتك يعتبر الطبيعة كلاً واحداً... كما يقول: ترتبط الأشياء والحوادث ارتباطا عضوياً. ويقول انجلز: وحدة العالم قائمة على ماديته. كما يقول ستالين: يكون بعض الحوادث والأشياء شرطاً للبعض. كما يقول مفسراً: أيّ حادث لا يمكن فهمه إذا نظر إليه منفرداً بمعزل عن الحوادث.. أما هيجل فيقول: الشيء بذاته ليس حقيقياً بينما الكل هو الوحيد الحقيقي.
لمزيد من التوسع – لمن رغب – يمكن الرجوع إلى:
- د. محمد عزت نصر الله، الرد على صادق العظم، الصفحات ( 303-320)
- أسس الاشتراكية العربية، صفحه (67) وما بعدها.
- - ستالين، المادية الجدلية والمادية التاريخية، الصفحات ( 16) وما بعدها.
- الماركسية في الفلسفة، الصفحات ( 34 – 75 )
- انجلز، ضد دهرنج، صفحه ( 74 ).
- بيس وكافنج، بولتزير، الجزء الأول، الصفحات ( 50 – 80 )
يتبع ان شاء الله

حاتم ناصر الشرباتي
06-25-2012, 10:03 PM
ومدلول كلمة محتاج يعني أنّه مخلوق، لأنّ مجردحاجته تعني أنّه عاجز عن ايجاد شيء من العدم، أي عاجز عن ايجاد ما احتاجإليه، فهو ليس خالقاً، وما دام ليس خالقاً فهو مخلوق. لأنّ الوجودَ كله لا يخرج عن خالقٍ ومخلوق ولا ثالث لهما قطعاً، وهذا ليسفَرَضاً وإنّما يَدُلّ عليه الواقع المحسوس للمخلوق، وهذا المخلوق إمّا أنيكون مخلوقاً لنفسه أو مخلوقاً لغيره، أمّا كونه مخلوقاً لنفسه فباطل، لأنهيكون مخلوقاً لنفسه وخالقاً لها في آنٍ واحد، وهذا باطل، فلا بُدّ أن يكونمخلوقاً لغيره، وهذا الغير هو الخالق. وهذا الخالق هو أزَلِيٌ واجبالوجود.

أمّا كونه أزلياً لا أول له، فلأنّه إنكان له أولٌ كان مخلوقاً، إذ قد بدأ وجوده من حد معين، فكونه خالقاً يقتضيبأن يكون أزَلِيّاً. إذ الأزَلِي تَسْتَنِدُ إليه ولا يَسْتَنِدُ إلى شيء.والمحدودِيَة والأزَلِيَة ليستا اصطلاحاًوُضِعَ لَهُ تَعْريف اصطلاحي، ولا مدلولاً لكلمة وُضِعَ لها في اللُغَةلفْظٌ يَدُلُ عليها، وإنّما واقِعٌ مُعَيّن كالبحث في الفكر سواء بسواء،فحين نقول أنّ الكون محدود إنّما نُشـيرُ إلى واقع معين وهو كونه له بدايةوله نهاية، فالبحث في هذا الواقع وليس في كلمة محدود. وكونه له بداية ولهنهاية قد قام البرهانُ الحسي فيكون البرهان على واقع معين لا على معنىالكلمة لغوياً. فواقع المحدود هو أنّه له أول وله آخر، وواقع الأزَلِيُ هوما ليس له أولٌ، فيكون واقع المحدود غير واقع الأزلي، فيكون الكلام عن واقعمعين لا عن مدلول الكلمة لغوياً.والبرهان على أنّ وجودَ الخالق حَقيقةملموسة محسوسة هو في منتهى البَساطَة، فإنّ الإنسانَ يحيا في الكَوْنفَهُوَ يُشاهِدُ في نفسه وفي الحياه التي يحياه وفي كُلّ شيء في الكونتغيراً دائماً وانتقالاً من حال إلى حال، وَيُشاهِدُ وُجودَ أشياء وانعدامأشياء، ويُشاهِدُ دِقّةً وتنظيماً في كل ما يرى ويلمس، فَيَصِلُ من هذا عنطريق الإدراك الحِسي إلى أنّ هناك موجِداً لهذا الوجود المُدْرَكالمَحْسوس، وهذا أمْرٌ طبيعيٌ جِدّاً.ومثال على ذلك فَإنّ الشّخْص ليَسْمَعُصوتاً فَيَظُنُ أنّه صوت رجل أو إمرأة أو آلة، ولكن يوقن أنّه صوت ناتج عنوجود شيء نتج عنه الصّوت أمراً قطعيّاً عند سَماعِه، فقد قام البُرهانالحسي على وُجودِهِ، فيكون الإعتقاد بوجود شيء نتجَ عنه الصّوت إعْتِقاداًجاذماً قام عليه البُرْهان القَطْعي، ويكون هذا الإعتقاد أمْراً طَبيعِياًما دام البُرهان الحِسي قد قام عليه.وكذلك فإنّ الإنسان يُشاهِدُ التّغَيُرَفي الأشياء، وَيُشاهِدُ إنعدام بعضها ووجود غيرها، ويُشاهِدُ الدّقَةوالتّنظيم فيها، ويُشاهِدُ أنّ كُل ذلِكَ ليس منها، وأنّها عاجِزَة عنايجادِه وعاجِزَة عن دَفْعِه، فيوقن أنّ هذا كله صادر عن غير هذه الأشياء،ويوقِن بِوُجود خالِقٌ خَلَقَ هذه الأشياء، هو الذي يُغَيِرها ويعدمهاويوجدها وينظمها، فكان وُجود هذا الخالِق الذي دَلّ عليه وُجود هذه الأشياءوتغيرها وتنظيمها أمْراً قَطْعِياً عِند من شاهَدَ تغيرها ووجودهاوانعدامة ودقّة تنظيمها، فقد قام البُرهان الحِسي بالحِس المُباشر علىوُجودِهِ وهو بُرْهان بمنتهى البَساطَة، لذلك جاءت أكثر براهين القُرآنالكريم لافتَة النّظَرَ إلى ما يَقَع الحِس عليه ـ أي حس الإنسان ـللإستدلال بذلك على وُجود الخالق، كقوله تعالى: (يا أيها الإنسان ما غَرّكَبِرَبِكَ الكريم، الذي خَلَقَكَ فَسَواكَ فَعَدَلَكَ، في أيِ صورَة ماشـاء رَكَبَكَ)[[1]]



(أفَلا يَنْظُرونَ إلى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَت،وإلى السَّماء كَيْفَ رُفِعَت، وإلى الجِبالِ كَيْفَ نُصِبَت، وإلى الأرْضكَيْفَ سُطِحَت، فَذَكِر إنّما أنْتَ مُذَكِر)[[2]]

(فَلْيَنْظُرِ الإنسانَ مِمَ خُلِق، خُلِقَ مِن ماءٍ دافِق، يَخْرُجُ مِن بَيْن الصّلْبِ والتَرائِب، إنّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِر)[[3]]

(أم خُلِقوا مِن غَيْر شَيءٍ أم هُمُ الخالقون، أم خَلَقوا السّمَوات والأرض بل لا يوقِنون.)[[4]]

(ما اتَخَذَ الله مِن وَلَدٍ وما كان مَعَهُ منإلهٍ إذاً لَذَهَبَ كل إلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضهم على بَعْض سُبْحنالله عَمّا يَصِفون)[[5]]

(سَنُرِيَهُم آياتنا في الآفاق وفي أنْفُسهم حتى يَتَبَيَنَ لهم أنّه الحَقُ أوَ لَم يَكْفِ بِرَبِكَ أنّهُ على كُل شيء شَهيد .)[[6]]هذا هو واقع الإيمان: تصدقٌ جاذمٌ مطابقٌ للواقع عن دليل. وحتى يتحقق هذا الإيمان ويرسخ، فلا بد من أن يَحْكُم العقل على صِدْقِهِبِالأدِلَةِ القَطْعِيَة، لذا فقد دعا الإسلام الإنسان إلى التّفَكُر فيالمخلوقات لِيَسْتَدِلّ بها على أنها مخلوقة لِخالِق، وتكرر طلب التّفكر فيالقرآن الكريم مصحوباً بضرب الأمثلة الدالة على الخَلق في مواضع كثيرة منالقرآن الكريم.



أمّا بالنِسْبَة لإنكار الخَلْق لدىالشيوعييين وغيرهم من الماديين في العصر الحديث، فإنّ موضع الإنكار عندهميرتكز على قولهم أنّ العلاقات المتبادلة بين الحوادث وتكييف بعضها بعضاًبصور متقابلة، هي قوانين ضرورية لتطور المادة المتحركة، وأنّ العالم يتطورتبعاً لقوانين المادة المتحركة، أي لقوانين حركة المادة.[[7]]

هذا هو موضع إنكار وجود الخالِق عندهم،فالتّعقيد جاءهم من تفسير ما في العالم من تغير وانتقال من حال إلى حال،وما فيه من وجود بعض الأشياء بعد أن لم تَكُن، وانعدام أشياء بعد أن كانت،أو على حَدّ تعبيرهم من تشكل المادة بأشكال مختلفة، ويفسرون ذلك بأنّهُيحْدُث من قوانين المادة وليس من شيء غيرها، فقوانين حَرَكَة المادة هيالتي تؤثِر في العالم الذي يتطور تبعاً لتلك القوانين، هذا هو موضعالإنكار، لذا كان المطلوب هو حَلُ تلك العقدة لديهم، أي أنّ محل البحث هوقوانين المادة وليس تغير العالم، وإذا حُلّت تلك العُقْدَة إنتفى جميع ماينادون به من التطور والإرتقاء المادي وخلافه، لأنّ كل تلك الأبحاث ارتكزتعلى عقدة قوانين المادة، فإذا ثَبَتَ أنّ هذه القوانين لَم تَاتِ من المادةلا هي من خَواصِها، وإنّما هي مفروضة عليها فَرْضاً من غيرها أي منخارجها، فإنّهُ يكون هناك غير المادة من يؤثر فيها، وبذلك تبطل نظريتهموَتُحَلُ العقدة لديهم، إذ يثبت لديهم أنّ العالم ليس سائِراً تبعاًلقوانين حركة المادة، بل سائِرٌ بتَسيير من أوجَدَ له هذه القوانين وفرضهاعليه فَرْضاً وأجْبَرَهُ أن يَسير بِحَسبِها، فبذلك تنتقض النظرية وتحلالعقدة حَلاً جَذْرِياً .
أمّا كون تلك القوانين لَم تَاتِ من المادة، فذلك لأنّ القوانين هي عبارة عن جَعْل المـادة في نِسْبَة معينة أو وَضْع معين، فالماء مثلاً حتى يتحول إلى بخار أو جَليد، إنّما يتحول حسب قوانين معينة، أي حسب نسبة معينة من الحرارة، فإنّ حرارة الماء ليس لها في باديء الأمر تأثيرٌ في حالتِه من حيث هو سائل، لكن إذا زيدت أو أنْقِصَت حرارةُ الماء جاءت لحْظَةٌ تعدلت فيها حالة التّماسُكِ التي هو فيها وتحوّل الماء إلى بُخار في إحدى الحالات أو إلى جَليد في الحالة الأخرى. فإنّ هذه النّسْبَة المُعَيَنَة من الحَرارَة هي القانون الذي الذي يجري بحسبه تَحَول الماء إلى بخارٍ أو جليد، وهذه النسبة أي كونُ الحَرارَة بمقدار معين لمقدار معين من الماء لَمْ تًأتِ من الماء، لأنّه لوكانت منه لكان بمقدوره أنْ يُغَيِرَها وأنْ يخرُج عنها، وإنّما هي مفروضَة عليه فَرْضاً، فَدَلّ ذلك على أنا لَيْسَت منه قَطْعاً، وكذلك لم تأتِ من الحَرارَة بدليل أنها لا تستطيع ان تُغَيِّرَ هذه النسبة أو تخرج عنها، وأنها مفرضة عليها فَرْضاً، فهي ليست منها قَطْعاً، فتكون تلك القوانين ليست من المادة.

أمّا كَوْنُ هذه القوانين ليست خاصية من خَواص المادة فلأنّ القَوانينَ ليست أثراً من آثار المادة الناتجةِ عنها حتى يُقالُ أنها من خواصِها، وإنّما هي شيء مفروضٌ عليها من خارجها، ففي تحول الماء ليست القوانين من خواص الماء ولا من خواص الحَرارَة، لأنّ القانون ليس تحول الماء إلى بُخار أو إلى جَليد، بل القانون هو تحوله بنسبة معينة من الحرارة لنسبة معينة من الماء، فالموضوع ليس التّحول وإنّما التحول بنسبة معينة من الحرارة لنسبة معينة من الماء، فهو ليس كالرؤية في العين التي هي من خواصها، بل هو كون الرؤية لا تكون إلا بوضع معين مخصوص، هذا هو القانون، فكون العين ترى خاصية من خواصها، ولكن كونها لا ترى إلا بوضع مُعّيّن وَمَخْصوص ليس خاصية من خواصها وإنّما أمْرٌ خارِج عنها، والنّار من خواصها الإحْراق، ولكن كونها لا تحْرِقُ إلا بأحْوال خاصة ليس خاصية من خواصها بل هو أمر خارج عنها، فخاصية الشيء هي غَيْر القواين التي تُسَيره، إذ الخاصية هي ما يعطيه الشيء نفسه وينتج عنه: كالرؤية في العين

وكالإحراق في النّار وما شابه، ولكنّ القوانين التي تُسَِّيرُ الأشياء هي: كون الرؤية لا تحصل من العين إلا بأحوال خاصة ومخصوصة وكون الإحراق لا يحصل من النّار إلا بأحوال خاصة، وكون الماء لا يتحول إلى بُخار أو إلى جَليد إلا بأحوال مخصوصة، وهكذا......

وبما أنّه ثبت أنّ هذه القوانين ليست من المادة ولا خاصية من خواصها فتكون آتية من غيرها ومفروضة عليها فَرْضاً من غيرها ومن خارجها، وبذلك يثبت أنّ غير المادةِ هو من يؤثر فيها، وبذلك يثبت بطلان نظرية الماديين عامة والشيوعيين خاصة لأنه ثبت أنّ العالَمَ ليس سائراً تبعاَ لقوانين حركة المادة بل هو سائر بتسيير من أوجد هذه القوانين وفرضها عليها فَرْضاً، فيكون العالم بحاجة لمن وضع هذه القوانين وفرضها عليها فرضاً، وما دام بحاجةٍ إلى من فَرَضَ علية هذه القوانين، فالعالَمُ ليس أزَلِياً، وما دام ليس كذلك فهو مخلوق، لأنّ كونه ليس أزَلِياً يعني أنّهُ وُجِدَ بَعْدَ أن لم يَكُن فهو مخلوق لخالق، وهذا الأزلي الخالق هو مدلول كلمة الله سبحانه وتعالى. نعم: إنّه الله تعالى الخالق المُصَوِرُ المُدَبِرُ الذي لا يمكن إلا أن يكون أزلياً سَرْمَدِياً واجِب الوجود.[[8]]

________________________
[1] الانفطار: 6 – 8.
[2] الغاشية: 17 – 21.
[3] الطارق: 5 – 8.
[4] الطور: 35 – 36.
[5] المؤمنون: 91.
[6] فصلت: 35.
[7] قوانين حركة المادة: هي ثاني بنود قوانينالمادية الجدلية " الديالكتيك "، ولزيادة الإطلاع على تفسيراتهم وخاصةتفسيرات: ستالين، انجلز، شيركوف، جارودي....الخ يمكن الرجوع إلى نفسالمصادر المدونة في حاشية الصفحة (227).
[8] إنّ هذا البحث مقتبس من عدة مصادر، يمكن لمن شاء الرجوع إليها، وهي:
- تقي الدين النبهاني، التفكير - نظام الإسلام - الشخصية الإسلامية.
- محمد محمد إسماعيل، الفكر الإسلامي.
- سميح عاطف الزين، لمن الحكم ؟ ، طريق الإيمان .
- محمد حسين عبد الله، مفاهيم إسلامية.
- جون كلوفر مونسما، الله يتجلى في عصر العلم.
- منتدى الزاهد - الموقغ الشخصي لحاتم ناصر الشرباتي
____________________________
يتبع إن شاء الله

حاتم ناصر الشرباتي
06-25-2012, 10:06 PM
أتظر أيضا:
خُلِقَ الإنسان في أحسن تقويم (بحث في الخلق والنشوء)
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?4088-%CE%F5%E1%F6%DE%F3-%C7%E1%C5%E4%D3%C7%E4-%DD%ED-%C3%CD%D3%E4-%CA%DE%E6%ED%E3-(%C8%CD%CB-%DD%ED-%C7%E1%CE%E1%DE-%E6%C7%E1%E4%D4%E6%C1)

حاتم ناصر الشرباتي
06-25-2012, 10:23 PM
السلام عليكم
لو كنت معاصراً لداروين
هل كان بوسعي أن أنقد و أفند فكرة التطور
منطقيا و عقليا و مستعينا بالقرآن الكريم
نعم بالتأكيد
فنظريات التطور بما فيها نظرية داروين جرى نقضها وبيان زيفها بالأدلة العقلية وبالاستعاتة بالمشاهدات وبالحقائق العلمية بالأدلة الداحضة من قبل مشاهير العلبماء المعاصرون له وبرجوعك لما تم نشره في هذا البحث يتضح لك ذلك:
نقـض نظريــات التّطـور والارتقــاء الذّاتــي - الصفحة السابقة
آراء العلماء في التطور والخلق - 1 -الصفحة السابقة
آراء العلماء في التطور والخلق - 2 -الصفحة الحالية

حاتم ناصر الشرباتي
06-25-2012, 10:45 PM
السلام عليكم
كيف استطاع المسلمون نقض نظرية التطور منذ نشرها على يد داروين
و من نقدها من المسلمين منذ نشرها
منهم على سيبل المثال لا الحصر :
____________________
- وحيد الدين خان:_ الإسلام يتحدى -
- أنور الجندي: -سقوط نظرية داروين -
- أنور الجندي: مفاهيم العلوم الاجتماعية-
- الدكتور محمد عزت نصر الله: الرد على صادق العظم -
- د. إحسان حقي: " خلق لا تطور "
= هارون يحيى :- أطلس الخلق ومصادر أخرى -
- عبد الله التل:- جذور البلاء-

حاتم ناصر الشرباتي
06-25-2012, 11:04 PM
وأخــــــيراً...
لقد كتب داروين منذ حوالي المائة وخمسين عاماً في الفصل السادس من كتابه "أصل ألأنواع"، يقول: (إني لا أشُكّ بأنّ إعتراضات كثيرة قد خطرت ببال القاريء قبل أن يصل إلى هذا الفصل من كتابي، وبعض هذه الإعتراضات خطير إلى درجة أني حتى اليوم، لا أفكر بها إلا وتعتريني هَزّه) !!!

كان هذا النّص في الفصل السادس ـ باب مشكلات النظرية ـ، وظهر في الترجمة العربية طباعة سنة (1959)، ومما يلفت النظر أنّ هذا النّص بالكامل قد جرى حذفه من طبعة مطبعة النّهضه[ 1] التي قام بترجمتها "إسماعيل مظهر"!!!!.

فهل يمكن لعاقل أن يؤمن بنظريّة واهيه كتلك على أنها حقيقة واقعة يجب الإيمان والتسليم بها، في حين أنّ من نُسِبَ إليه ابتداعها واختلاقها، ومن عُرفَ أنّه عَراب النظرية ومرجعها، حتى أنها قد إشتهرت بنسبتها إليه، يهتز للإعتراضات التي وَرَدَت، أو التي سَترِد على النظرية؟ ولا أخال عاقل سَيُفَسِرَ الهَزّة التي ستعتري داروين، أنها هزة الواثق المطمئن إلى صحة وسلامة نظريته!!!

هذا علاوة على أنه بعد مرور قرن ونصف على ابتداع تلك النظرية، وعلماء التطور مستمرون في أبحاثهم، دائبون نشطون من أجل إثباتها، ورغم ذلك فإنهم عاجزون تماماً عن إثبات واقعيّة التطور المادي ومصداقية نظرياته، رغم الأبحاث الطائلة التي قاموا بها، ورغم الإمكانات الهائلة التي وضعت تحت تصرفهم، ورغم تسخير العِلم والمعامل والمختبرات، ورغم الخدع والتزويرات التي قام بها البعض الآخر منهم، ورغم توجيه الإعلام بكافة وسائله لصالحهم، وذلك ما اعترف به مؤلف كتاب "سنة العِلم" المطبوع باللغة الإنجليزية عام (1966) حيث يقول:(على الرغم من النجاحات التي أحرزها عِلم الآثار، فإنّ العلماء ما زالوا في بداية المهمة العظيمة التي يتوخونها، ونعني بذلك مَعْرِفَة تاريخ الإنسان.)
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRhfllkbTCwfcqXIiLgEuUACZpfkPV2W GK0294knMzZnDUkJvAHGg http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSqxgEsGYklQtP3e43Xv0xU-jq8lI0Ya-LXxdt31KpFtY4lPZ1

كما أنّ التناقض واضح جداً في أقوال وتصريحات مشاهير علماء النظرية المتحمسين لإثباتها، ففي مطالعة كتاب العالِم "دوبز هنسكي T.Dobzhansky" المعرف باسم "الأساس الحيوي لحرية الإنسان" نجده يقول بصراحة: (لقد ثبت بما لا يدع مجال للشك، حتى العقد الأخير من القرن التاسع عشر، بأنّ التطور أمر واقع...)[ 2] في حين أنّه بعد صفحتين من هذا القول يرجع ليقول وفي نفس الكتاب: (مما لا شَكّ فيه أنّ المظاهر التاريخية المتممة لحلقات التطور ما زالت غير معروفة تماماً... ولا نستطيع أن نرى الأسباب التي قرّرت تطور النّوع الإنساني إلا من خلال ضَباب.)[ 3]

فهو من جهة يؤكد ويجذم بما يرغبه ويريده من أنّ التطور هو حقيقة وأمر واقع يجب الإعتراف والإيمان به، نجده من جهة أخرى يعترف ويقر بأنّ المظاهر التي قرّرت حلقات هذا التطور غير معروفة تماماً!! بل وأنه يراها من خلال ضباب!!! وهل يرى شيئاً ثابتاً واضح المعالِم من خلال ضباب؟ وما أخاله يقصد إلا أنّ كلّ تلك النظريات المادية ما هي إلا سَـراب خادع تشبث به وتعلق تائهون هائمون على وجوههم.

أما "الموسوعة البريطانية" فتقول: (ليس لدينا أدنى شَك فيما يتعلق بكون التطور حقيقة واقعة، وأنّ الأدلة عليها في الوقت الحاضر غير قابلة للنقض.)[ 4]

غير أنّه ورغم هذا التأكيد القاطع على رجحان أدلتهم التي لا يتطرق إليها النقض أو الشّك، نجد أنّ نفس الموسوعة المذكورة آنفاً وفي موضع آخر تصف تلك الأدلة الغير قابلة للنقض قائلة: (إنها غير كافية، وغير متسلسلة، بل أنّ بها كثير من الفجوات... )[ 5] وتردف نفس الموسوعة قائلة: (إننا ما زلنا لا نعرف شيئاً عن هذه الظواهر الحيوية التي قررت هذا التغيير)[ 6]

أما "سير بيير Sir Gavin Beer" فلم يتردد بأن يقول في كتابه الأخير المطبوع بعنوان "شارل داروين" مايلي: (لقد أعلن داروين بأنّ الأدلة سوف توجد في يوم من الأيام، وقد أتى هذا اليوم لأنّ سلسلة المستحاثات التي مَرّ ذكرها تقدم لنا الأدلة القاطعة على أنّ الإنسان ثمرة التطور)[7 ]

غير أنّ هذا التأكيد على الأدلة القاطعة التي إدعاها "بيير"، لم يمنع عالماً آخر هو "د. كلارك Le Gros Clark" أن ينقض ذلك الإدعاء قائلاً: (إنّ العثورعلى مستحاثات لأجدادنا الحقيقين، أوحتى العثور على نماذج الجماعات الجغرافية المحليّة التي انبثق عنها أجدادنا الحقيقيون أمر احتماله من الضعف بحيث نرى من العبث توقع امكان حصوله.)[ 8]

إنّ ثبات نظرية داروين وشبيهاتها من نظريات التطور المادي، لهو أوهى من خيط العنكبوت، ولا يستطيع عاقل أن يطلق على نظرية التطور المادي صفة الحقيقة العلمية، لأن تلك النظرية هي في حقيقتها أبعد ما تكون عن كونها من الحقائق، بل هي تخيلات وأوهام لا تمت إلى الحقيقة بصلة، وقد قرّرَ ذلك "د. كلارك" وهو أحد علماء التطور المشهورين، ومن أشهر المتحمسين لها، بالعبارات التالية: (من المؤسف أن تكون كل الأجوبة التي طرحت لمعرفة أصل الإنسان، تقوم على دلائل غير مباشرة، وأكثرها يقوم على فرضيات.)[ 9]

ونقص الأدلة أو حتى انعدامها، هو رأي أخبر به معظم علماء التطور، وممن اعترف بذلك "رئيس الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم"، حيث قال بصدد حديثه عن التطور: (تعال معي لنقوم برحلة فرضية فيما قبل التاريخ، ولنتصوّر الزّمن الذي ظهر فيه نوع الإنسان "سابين spiens"، ولنقطع بسرعة الآف السنين التي تعتمد في القسم الأكبر من معلوماتنا الحاضرة عنها على الحدس والتخمين والإستنتاج، إلى أن نصل إلى فترة الوثائق التاريخية التي تسمح لنا بالتقاط بعض الوقائع...)[ 10]

http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQkAZBLJyrNHRNTUsU5qq2r6eCQf4K03 JJ-aMUyH74Cx1UAIn8blg الإنسان "سابين spiens"
وأول عصر الوثائق، مضت الآف السنين من عمر الإنسان قبل أن تبدأ ـ على حد زعمهم ـ وعلمائهم يزعمون بأنّ مراحل التطور التي يظن بأنها قد سبقت عصر الوثائق، والتي لم يرها الإنسان الحديث رؤية العين، إنّما بُنيت على الحدس والظن والشَك والتأويل والتفسير والبحث النظري الإفتراضي، أي هي بالتالي عبارة عن مجموعة من الفرضيات.

أمّا بالنسبة لعمدة كتبهم، وأشهر مراجعهم ومصادرهم، وهو كتاب عرابهم الشهير "داروين" صاحب النظرية المسماة باسمه وهو كتاب "أصل الأنواع"[11 ] فقد أبدى أحد مشاهير العلماء الإنجليز بالملاحظة التالية عليه:

(لقد أحصي ما جاء في كتاب "أصل الأنواع" فوُجِد أكثر من 800 جملة إرتيابية، مثل قوله: قد نستطيع أن نستنتج، قد يمكن ان يكون....ألخ، فالمرء الذي يبحث ليفهم لا يلبث عند سماع هذه العبارات الإرتيابية أن يقع في حيرة من هـذه التناقضات، إذ يرى بعض العلماء يؤكدون على التطور بصراحة، ويرى آخرون يعترفون بأنّ كل الاستنتاجات هي فرضية)[ 12]
___________________

[1] المرجع، الصفحات ( 328 – 390 ).
[2] خلق لا تطور، صفحه ( 17 )، نقلا عن: The biology basis of human freedon.
[3] المصدر السابق.
[4] المصدر السابق.
[5] خلق لا تطور، صفحه ( 17 ).
[6] المصدر السابق.
[7] المصدر السابق.
[8] المصدر السابق، صفحه ( 18 )، نقلاً عن: غرو كلارك، أدلة المستحاثات على تطور الإنسان.
[9] المصدر السابق.
[10] المصدر السابق، نقلاً عن مقال للمذكور نشر له في مجلة " العلوم " الأمريكية.
[11] The Origin of Species, Sharles Darwin.
[12] خلق لا تطور، صفحه ( 19 ).

15250/89/6/93/10/201/205/2

حاتم ناصر الشرباتي
12-04-2018, 07:58 PM
وهذا التناقض هو الذي دفع العالِم الفسيولوجي الملحق باللجنـة المركزية للطاقة النووية "تهميسيان T.N.Tahmisian" إلى القول: (إنّ العلماء الذين يؤكدون على أنّ التطور واقع علمي هم منافقون، وأنّ ما يروونه من أحداث إنّما هو من الشعوذات التي ابتدعت ولا تحتوي على نقطة واحدة من الحقيقة) إلى أن يصف تلك النظرية بأنها: (خليطة مضطربة من الأحاجي وشعوذة الأرقام)[1 ]
http://vig.pansite.de/images/Wedekind_11180.jpg أما رئيس فرع العلوم بإحدى الجامعات "كلوتز J.W.Klotz" يقول: (إنّ الإعتقاد بالتطور يحتاج إلى كثير من السذاجة)[ 2]

وذكر "ويكرز شامبرزWikers Chamber" في كتابه "الشهادة Witness" حادثاً كان من الممكن أن يصبح نقطة تحول في حياته، ذكر أنه بينما كان ينظر إلى إبنته الصغيرة استلفت أذناها نظرهُ، فأخذ يفكر أنّ من المستحيل أن يوجد شيء معقد ودقيق كهذه الأذن بمحض إتفاق، بل لا بد أنه وجد نتيجة إرادة مدبرة، لكنه طرد هذه الوسوسة عن قلبه حتى لا يضطر إلى أن يؤمن بالذات التي أرادت فدبرت، لأنّ ذهنه لم يكن على استعداد لتقبل هذه الفكرة الأخيرة.[3 ] ويعلق الدكتور "تامس ديودباركس" على ذاك الحادث بقوله: (انني أعرف عددا كبيراً من أساتذتي في الجامعة، ومن رفقائي العلماء الذين تعرضوا مراراً لمثل هذه المشاعر، وهم يقومون بعمليات كيماوية وطبيعية في المعامل.)[ 4]
يتضح من تلك الرواية، أنّ الأدلة مهما كانت مقنعة وقاطعة، فمن الممكن ألا تقنع بعض الناس، لأن أبواب عقولهم المادية موصدة دون أي كلام عن الله والإيمان، ومن المؤكد أنّ موقفهم هذا ليس لأن الإستدلالات والبراهين المطروحة أمامهم ضعيفة أو عاجزة، بل إنّ ذلك راجع إلى تعصبهم المقيت ضد كل ما يوصل للإيمان،
http://4.bp.blogspot.com/-wSV8A53c1Rg/T1D0hLlJsGI/AAAAAAAAD1I/j47HM_0pEI0/s400/james_jeans1.jpg ويشير إلى ذلك العالِم البريطاني الشهير "سير جيمس جينز" قي كتابه "عالم الأسرار" حيث مرّ معنا سابقاً قوله: (إنّ في عقولنا الجديدة تعصباً يرجح التفسير المادي للحقائق)[5 ]

إنّ غريزة التدين هي غريزة فطريّة في الإنسان، لايخلو منها أي انسان كان، ومن أبرز مظاهرها التقديس، وأمثال هؤلاء، يكابرون ويكبتون تلك الغريزة، فيصرفون مظهر التقديس المنبثق عنها إلى تقديس الطبيعة أوتقديس العلم أوتقديس مظاهر معينة، ليصرفو مظهر الغريزة لتقديس تافه بدل عبادة الله، فالتعصب الأعمى للتفسير المادي للحياة له جذور عميقة، يصعب معها اثناؤهم عنها حتى بالأدلة الدامغة، ويعلق على ذلك العالِم الأمريكي "جورج بلونت": (إنّ كون العقيدة الإلهية معقولة، وكون إنكار الإله سفسطة، لا يكفي لإختيار الإنسان جانب العقيدة الإلهية، فالناس يظنون أن الإيمان بالله سوف يقضي على حريتهم، تلك الحرية العقلية التي استعبدت عقول العلماء واستهوت قلوبهم، فأية فكرة عن تحديد هذه الحرية مثيرة للوحشة عندهم.)[ 6]

يتضح مما سبق أنهم بتعصبهم اللاعقلاني الساذج للتطور المادي، قد قصدوا منه بعناد عدم الإيمان بالحقائق رغم سيطرتها علىعقولهم أحياناً، صارفين بذلك ثوران غريزة التدين المتطلب الإشباع إلى إشباع منحرف، ولا أرى تعليقاً على ذلك أبلغ من المثل العربي العامي القائل: "عَنزَه وإن طارت" وحقاً فإنّ الكفر في حقيقته لا يعدو أن يكون إلا عِناداً!!!

ويرد الأستاذ "أ. كريسي موريسون" على نظريات التطور المادي مناقشاً:

(إننا نستطيع أن نضع نظرية تبين كيف تطورت جميع الكائنات الحية من الخلية الأصلية، ولكن العِلم يقف عند هذا الحد، ويمكننا أن نتفق مع ذوي العقول الممتازة الذين أدت بحوثهم المضنية إلى اعطائنا فكرة حقيقية عن الوقائع الطبيعية للحياة المادية، ولكننا غير ملزمين بالوقوف حيث وقفوا، لأنهم لم يتبين لهم صنع الخالق في كل ذلك.

إنّ كون الإنسان في كل مكان ومنذ بدء الخليقة حتى الآن، قد شعر بحافز يحفزه إلى أن يستنجد بمن هو أسمى منه وأقوى وأعظم،[ 7] يدل على أنّ الدين فطري فيه، ويجب أن يقر العِلم بذلك، وسواء أحاط الإنسان صورة محفوره بشعوره بأنّ هناك قوّة خارجية للخير أو الشّر أم لم يفعل، فإنّ ذلك ليس هو الأمر المهم، بل الحقيقة الواقعة هي إعترافه بوجود الله، والذين أتيح لهم العِلم بالعالَم لا يحقّ لهم أن ينظروا نظرة الإزدراء إلى فجاجة الذين سبقوهم أو الذين لا يعرفون الآن الحق كما نراه.بل أننا على العكس من ذلك يجب أن تأخذنا الرّوعة والدّهشة والإجلال لإتفاق البشر في نواحي العالم عن البحث عن الخالق والإيمان بوجوده! أوليست روح الإنسان[8 ] هي التي تشعر بإتصالها بالله؟ أم نخشى أن نقول بأنّ الحافز الديني[9 ] الذي لا يملكه إلا الإنسان هو جزء من هذا الكائن الواعي كأيّة صفة أخرى من خصائصه؟[10 ] إنّ وجود الحافز هو برهان على قصد العناية الإلهية[ 11] ولا يقل شأناً عن عقل الإنسان المادي الذي يكمن فيه كونه الحساس.[12 ]

إنّ أي ذرة أو جزيء[13 ] لم يكن له فكر قط، وأي إتحاد للعناصر لم يتولد عنه رأي أبداً، وأي قانون طبيعي لم يستطع بناء كاتدرائية، ولكن كائنات حية معينة قد خلقت تبعاً لحوافز معينة للحياة، وهذه الكائنات تنتظم شيئاً تطيعه جزئيات المادة بدورها، ونتيجة هذا وذاك كل ما نراه من عجائب العالَم، فما هو هذا الكائن الحي؟ هل هو عبارة عن جزئيات وذرات؟ أجل، وماذا أيضاً؟ شيء غير ملموس، أعلى كثيراً من المواد لدرجة أنه يسيطر على كل شيء، ومختلف جداً عن كل ما هو مادي مما صنع منه العالَم، لدرجة أنه لا يمكن رؤيته ولا وزنه ولا قياسه. وهو فيما نعلم ليست له قوانين تحكمه.[14 ]

إنّ روح الإنسان هي سيدة مصيره، ولكنا نشعر بصلتها بالمصدر الأعلى لوجودها، وقد أوجدت للإنسان قانوناً للأخلاق لا يملكه أي حيوان آخر ولا يحتاج إليه، فإذا سمى أحد ذلك الكيان بأنه أفضل لتكوين المادة، لا لشيء إلا لأنه لا يعرف كنهه بأنبوب إختبار، فهو إنما يزعم زعماً لا يقوم على برهان، إنّه شيء موجود، يظهر نفسه بأعماله وتضحياته وبسيطرته على المادة، وعلى الأخصّ بقدرته على رفع الإنسان المادي من ضعف البشر وخطئهم إلى الإنسجام مع إرادة الله.

هذه هي خلاصة القصد الرّباني، وفيها تفسـيرات للإشـتياق الكامن في نفس الإنسان،[15 ] للإتصال بأشياء أعلى منه ومن نفسه، وفيها كشف عن أساس حافزه الديني، هذا هو الدين.[16 ]

والعِلم يعترف باشتياق الإنسان إلى أشياء أسمى منه ويقر بذلك، غير أنّه لا ينظر نظرة جديّة إلى مختلف العقائد والمذاهب، وإن يكن يرى طرقاً تتجه إلى الله، والذي يراه العِلم ويقرره جميع المفكرين، هو أنّ الإعتقاد العام بوجود الله له قيمة لا تقدر.

إنّ تقدم الإنسان من الوجهة الأخلاقيّة وشعوره بالواجب إنما هو أثر من آثار الإيمان والإعتقاد بالخلود، وأن غزارة التدين لتكشف روح الإنسان، وترفعه خطوة خطوة حتى يشعر بالإتصال بالله، وإنّ دعاء الإنسان الغريزي لله بأن يكون في عونه وخاصة في ساعات الشّدائد لأمر طبيعي، وإنّ أبسط صلاة تسمو به إلى مقربة من خالقه، إنّ الإنسان لا يقوم وحده)[ 17] ويستطرد "موريسون" متسائلاً عن سر الحياة، وهل هي من صنع المادة، فيقول: (إنّ المتفق عليه عموماً هو أنّه لا البيئة وحدها، ولا المادة مهما كانت موائمة للحياة ولا أي اتفاق في الظروف الكيماوية والطبيعية قد تخلقه المصادفة يمكنها أن تأتي بالحياة إلى الوجود)[18 ]

وله أيضاً: (فالحياة هي المصدر الوحيد للوعي والشعور، وهي وحدها التي تجعلنا ندرك صنع الله ويبهرنا جماله، وإن كانت أعيننا لا تزال فوقها غشاوه.) [19 ]
________________

[1] المصدر السابق.
[2] المصدر السابق، صفحه ( 20 ).
[3] الإسلام يتحدى، صفحه ( 42 )
[4] المصدر السابق، نقلاً عن: The Evidence of God, p. 73-74.
[5] المصدر السابق، نقلا عن: Mysterious Universe, p. 189.
[6] المصدر السابق، صفحه ( 43 )، نقلً عن: Gorge H. Blount, the Evidence of God, P. 130.
[7] إنّ الكاتب يشير هنا إلى غريزة التدين الموجودة فطرياً لدى الإنسان، والناتجة عن شعوره بالنقص والعجز والاحتياج.
[8] الروح هنا: إدراك الإنسان لصلته بخالقه.
[9] غريزة التدين .
[10] كالعقل والإدراك والتكلم وانتصاب القامة مثلاً.
[11] إنّ الدين الإسلامي وكل الأديان السماوية قبل تحريفها، تدعوا الإنسان إلى استعمال العقل والتفكر في الموجودات للأيمان بالله تعالى. والإسلام يرفض ما يسمى ( إيمان العجائز ) الذي لا يقوم على التفكر وإعمال العقل.
[12] إنّ الإنسان من دون المخلوقات جميعاً ـ بما في ذلك جميع الحيوانات ـ هو الوحيد الذي يملك العقل المميز، والذي بواسطته يحكم على الواقع أو الشيء ما هو، وذلك بنقل الواقع إلى الدماغ بواسطة الحواس مع وجود معلومات سابقة تفسر هذا الواقع. وهذا ما يطلق عليه ( العملية التفكيرية ).
[13] A tom or Molecale.
[14] المقصود هنا هو الله تعالى خالق القوانين.
[15] المقصود هنا: غريزة التدين، الناشئة عن الشعور بالعجز الطبيعي في الإنسان، وحاجته للخالق المدبر، وربط ذلك بالإيمان بوجود الآخرة حيث يحاسب الإنسان على ما قدمت يداه، وذلك ما يدفع الإنسان إلى ما يسمى ( مزج المادة بالروح ) الذي يدفع الإنسان للتقيد بما أمر الله والابتعاد عما نهى.
[16] هذا هو الدين: اعتقاد جازم، وتقيد بالأحكام التي يفرضها هذا الاعتقاد.
[17] العلم يدعو للإيمان، الصفحات ( 191 – 196 ).
[18] المصدر السابق، صفحه ( 96 ).
[19] المصدر السابق، صفحه ( 88 ).

حاتم ناصر الشرباتي
12-04-2018, 08:00 PM
مِنْ مَصادِرْ ألْبَحْثْ


http://cdn-parable.com/ProdImage/Large/20/9780570032120.jpg


[/URL][URL="http://www.majaless.com/up/get-2-2012-vl8yekej.JPG"]http://www.majaless.com/up/get-2-2012-vl8yekej.JPG (http://www.majaless.com/up/get-2-2012-vl8yekej.JPG)

http://sphotos.xx.fbcdn.net/hphotos-snc7/581122_10150868242268580_1711692103_n.jpg