أبو الضرغام الشامي
01-06-2006, 05:11 PM
http://www.alhesbah.ws/v/temp/jabha.gif
خواطر و مذاكرة في ليلة سقوط بغداد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خاتم الأنبياء و المرسلين وعلى آله و صحبه أجمعين و بعد:
فإنّ ما أصابنا و ما حلّ بنا و ما يقع في هذاالعالم من حوادث و مجريات لا يقع صدفة و لا خبط عشواء، و إنّما يقع وفق قوانين وسنن دقيقة لا يخرج عن أحكامها شيء. و الإنسان لا يستطيع أن يُغيّر شيئاً من هذه السُنن و إنّما يستطيع أن يُوسع معرفته بتفاصيلها و ذلك بالنظر و المشاهدة والتأمّل و الاستقراء و التجارب بما أعطاه الله من آلات المعرفة و الإدراك من سمع وبصر و فؤاد : (( و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً و جعل لكم السمع والأبصار و الأفئدة لعلّكم تشكرون )) فكما يخضع خلق الإنسان و الأطوار التي يمر بهافي بطن أمه لقوانين و سُنَنٍ ثابتة كذلك أفعال الإنسان و سلوكه في الحياة و مايترتب على ذلك من نتائج كالسعادة و الشقاء و العزّ و الذلّ يخضع لسنن ثابتة مُضطردة لا تتبدّل و لا تتغيّر ، قال تعالى : (( سنّة الله في الذين خَلَوا من قبل و لن تجدلسنّة الله تبديلا )) (( فلن تجد لسنة الله تبديلا و لن تجد لسنة الله تحويلا )) والدليل على إضطرادها و عدم تخلّفها قوله تعالى : (( قد خلت من قبلكم سنن فسيروا فيالأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين )) و قوله (( فاعتبروا يا أولي الأبصار )) وقوله (( لقد كان في قِصَصِهم عبرة لأولي الألباب )) فالله عزّ و جلّ قصّ علينا قصص الأمم السابقة و ما حلّ بها لنتعظ و نعتبر و لا نفعل فعلهم لئلا يُصيبنا ما أصابهم و لولا ثبوتها و اضطرادها لما أمكن الاتعاظ و الاعتبار بها .
فسنن الله تبصرنا بكيفية السلوك الصحيح في الحياة حتى لا نقع في الغرور و الأماني الكاذبة و بذلك ننجو مما حذّرنا الله منه و نظفر بما وعدنا به في الدنيا و الآخرة.
بناء على ماتقدم يجب علينا أن لا ننظر و لا نرى و لا نقرأ ما حدث إلا من خلال سُنن الله، فكيف نقرأ ما حدث ؟؟!
أوّلاً: إنّ ما حلّ بنا هو ابتلاء و فتنة و ما خلق الله عزّ وجلّ الإنسان إلا للابتلاء ، قال تعالى : (( إنّا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً )) (( الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً و هو العزيز الغفور )) (( ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون )) فما حدث الذي حدث إلا ليَرى الله كيف كانت أقوالنا و أفعالنا و قلوبنا . هل كانت أقوالنا راضية عن الله أم ساخطة عليه ؟؟؟ و هل كانت أفعالنا مُرضية لله أممُسخطة له ؟؟؟ و هل كانت قلوبنا مُعلّقة بالله أم بالأفراد و الجماعات و الدول والعتاد ؟؟
ثانياّ: إنّ أعداء الله لا يُحاربوننا إلا من أجل صدّنا عن ديننا وإطفاء نور الله، لا من أجل النفط و لا من أجل تغيير النُظم السياسية ولا ولا... اللهم إلا إذا كان النفط و غيره يعينهم على محاربة دين الله، قال تعالى: (( إنّ الذين كفروا يُنفقون أموالهم ليصدّوا عن سبيل الله...)) (( ولا يزالون يُقاتلونكم حتى يردّوكم عن دينكم إن استطاعوا... )) (( يُريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يُتِم نوره و لو كره الكافرون .. هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليُظهره على الدين كلّه و لو كره المشركون )) فلا خوف على دين الله.. فالله ناصر دينه و متمَّه و لو كره الكافرون، فما علينا نحن إلا أن نبدأ من نُقطة البدءالتي بدأها الرسل لننال شرف من يختارهم الله ليُتِمَّ و ليُظهِرَ بهم دينه...
ثالثاً: أعداء الله يُريدون أن يَقذفوا في قلوبنا خشيتهم من خلال تصويرأنفسهم بأنّهم قوًة لا تُقهر وأنّ الأمور كلّها بأيديهم وأنّهم ذوو حول وطول وأنّهم يملكون النفع والضُرّ. فبثُّ الرعب والخوف بين الناس غاية عندهم لتخضع لهم الرِقاب والقلوب فلا يرتفع في وجوههم صوت بالإنكار ولا يفكر أحد بالخروج عليهم.. والله عزّوجلّ يُقرر هذه السنةّ بقوله( أليس الله بكاف عبده ويخوّفونك بالذين من دونه...)) (( الذين قال لهم الناس إنّ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله و نعم الوكيل)) (( إنّما ذلكم الشيطان يُخوِّفُ أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين)) فالآية تأمرنا بأن لا نخاف إلا الله ولا يتم هذا الأمر إلا بمعرفة الله حقّ المعرفة .
فمعرفة الله هي وحدها التي تُعرّي و تكشف حقيقة الكفر وأنه لا يملك لنفسه فضلاً عن غيره نفعاً ولا ضراً. . ومعرفة الله هي وحدها التي تقف بالمسلمين على أرض صلبة لا تتأرجح فيها أقدامهم ولا تدع قلوبهم قلقة خائفة تأكلهاالهواجس وتؤذيها الوساوس. فاستمع يا مُسلم إلى الله وهو يُعرفنا بنفسه( ألم تعلم أنّ الله له ملك السماوات والأرض)) (( له ما في السماوات وما في الأرض)) ((إنّما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) (( تبارك الذي بيده الملك وهو على كلّ شيء قدير)) (( إنّي توكلت على الله ربّي و ربّكم ما من دابّة إلا هو آخذ بناصيتها )) قل إنّ الأمر كلّه لله )) فالذي خلق هو وحده الذي يملك الأمر (( ألا له الخلق والأمر تبارك الله ربّ العالمين ))
هذه بعض الخواطر أحببت أنّ أُذكِّر بها نفسيوإخواني عسى أن يكون ما حدث بداية يقظة، و دافعاً لتبديل حالنا من اليأس والإحباط إلى قيادة البشرية (( و لله العزّة و لرسوله وللمؤمنين ولكنّ المنافقين لا يفقهون))
و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
ليلة سقوط بغداد
وإن تمضى السنون..
فإنّا على الدرب ماضون..
بإذن الله صامدون..
لربنا المعبود شاكرون..
سائلين أن يجنبنا الغرور..
الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية
قسم الإعلام التوعوي
http://www.alhesbah.org/v/showthread.php?t=46180
خواطر و مذاكرة في ليلة سقوط بغداد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خاتم الأنبياء و المرسلين وعلى آله و صحبه أجمعين و بعد:
فإنّ ما أصابنا و ما حلّ بنا و ما يقع في هذاالعالم من حوادث و مجريات لا يقع صدفة و لا خبط عشواء، و إنّما يقع وفق قوانين وسنن دقيقة لا يخرج عن أحكامها شيء. و الإنسان لا يستطيع أن يُغيّر شيئاً من هذه السُنن و إنّما يستطيع أن يُوسع معرفته بتفاصيلها و ذلك بالنظر و المشاهدة والتأمّل و الاستقراء و التجارب بما أعطاه الله من آلات المعرفة و الإدراك من سمع وبصر و فؤاد : (( و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً و جعل لكم السمع والأبصار و الأفئدة لعلّكم تشكرون )) فكما يخضع خلق الإنسان و الأطوار التي يمر بهافي بطن أمه لقوانين و سُنَنٍ ثابتة كذلك أفعال الإنسان و سلوكه في الحياة و مايترتب على ذلك من نتائج كالسعادة و الشقاء و العزّ و الذلّ يخضع لسنن ثابتة مُضطردة لا تتبدّل و لا تتغيّر ، قال تعالى : (( سنّة الله في الذين خَلَوا من قبل و لن تجدلسنّة الله تبديلا )) (( فلن تجد لسنة الله تبديلا و لن تجد لسنة الله تحويلا )) والدليل على إضطرادها و عدم تخلّفها قوله تعالى : (( قد خلت من قبلكم سنن فسيروا فيالأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين )) و قوله (( فاعتبروا يا أولي الأبصار )) وقوله (( لقد كان في قِصَصِهم عبرة لأولي الألباب )) فالله عزّ و جلّ قصّ علينا قصص الأمم السابقة و ما حلّ بها لنتعظ و نعتبر و لا نفعل فعلهم لئلا يُصيبنا ما أصابهم و لولا ثبوتها و اضطرادها لما أمكن الاتعاظ و الاعتبار بها .
فسنن الله تبصرنا بكيفية السلوك الصحيح في الحياة حتى لا نقع في الغرور و الأماني الكاذبة و بذلك ننجو مما حذّرنا الله منه و نظفر بما وعدنا به في الدنيا و الآخرة.
بناء على ماتقدم يجب علينا أن لا ننظر و لا نرى و لا نقرأ ما حدث إلا من خلال سُنن الله، فكيف نقرأ ما حدث ؟؟!
أوّلاً: إنّ ما حلّ بنا هو ابتلاء و فتنة و ما خلق الله عزّ وجلّ الإنسان إلا للابتلاء ، قال تعالى : (( إنّا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً )) (( الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً و هو العزيز الغفور )) (( ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون )) فما حدث الذي حدث إلا ليَرى الله كيف كانت أقوالنا و أفعالنا و قلوبنا . هل كانت أقوالنا راضية عن الله أم ساخطة عليه ؟؟؟ و هل كانت أفعالنا مُرضية لله أممُسخطة له ؟؟؟ و هل كانت قلوبنا مُعلّقة بالله أم بالأفراد و الجماعات و الدول والعتاد ؟؟
ثانياّ: إنّ أعداء الله لا يُحاربوننا إلا من أجل صدّنا عن ديننا وإطفاء نور الله، لا من أجل النفط و لا من أجل تغيير النُظم السياسية ولا ولا... اللهم إلا إذا كان النفط و غيره يعينهم على محاربة دين الله، قال تعالى: (( إنّ الذين كفروا يُنفقون أموالهم ليصدّوا عن سبيل الله...)) (( ولا يزالون يُقاتلونكم حتى يردّوكم عن دينكم إن استطاعوا... )) (( يُريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يُتِم نوره و لو كره الكافرون .. هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليُظهره على الدين كلّه و لو كره المشركون )) فلا خوف على دين الله.. فالله ناصر دينه و متمَّه و لو كره الكافرون، فما علينا نحن إلا أن نبدأ من نُقطة البدءالتي بدأها الرسل لننال شرف من يختارهم الله ليُتِمَّ و ليُظهِرَ بهم دينه...
ثالثاً: أعداء الله يُريدون أن يَقذفوا في قلوبنا خشيتهم من خلال تصويرأنفسهم بأنّهم قوًة لا تُقهر وأنّ الأمور كلّها بأيديهم وأنّهم ذوو حول وطول وأنّهم يملكون النفع والضُرّ. فبثُّ الرعب والخوف بين الناس غاية عندهم لتخضع لهم الرِقاب والقلوب فلا يرتفع في وجوههم صوت بالإنكار ولا يفكر أحد بالخروج عليهم.. والله عزّوجلّ يُقرر هذه السنةّ بقوله( أليس الله بكاف عبده ويخوّفونك بالذين من دونه...)) (( الذين قال لهم الناس إنّ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله و نعم الوكيل)) (( إنّما ذلكم الشيطان يُخوِّفُ أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين)) فالآية تأمرنا بأن لا نخاف إلا الله ولا يتم هذا الأمر إلا بمعرفة الله حقّ المعرفة .
فمعرفة الله هي وحدها التي تُعرّي و تكشف حقيقة الكفر وأنه لا يملك لنفسه فضلاً عن غيره نفعاً ولا ضراً. . ومعرفة الله هي وحدها التي تقف بالمسلمين على أرض صلبة لا تتأرجح فيها أقدامهم ولا تدع قلوبهم قلقة خائفة تأكلهاالهواجس وتؤذيها الوساوس. فاستمع يا مُسلم إلى الله وهو يُعرفنا بنفسه( ألم تعلم أنّ الله له ملك السماوات والأرض)) (( له ما في السماوات وما في الأرض)) ((إنّما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) (( تبارك الذي بيده الملك وهو على كلّ شيء قدير)) (( إنّي توكلت على الله ربّي و ربّكم ما من دابّة إلا هو آخذ بناصيتها )) قل إنّ الأمر كلّه لله )) فالذي خلق هو وحده الذي يملك الأمر (( ألا له الخلق والأمر تبارك الله ربّ العالمين ))
هذه بعض الخواطر أحببت أنّ أُذكِّر بها نفسيوإخواني عسى أن يكون ما حدث بداية يقظة، و دافعاً لتبديل حالنا من اليأس والإحباط إلى قيادة البشرية (( و لله العزّة و لرسوله وللمؤمنين ولكنّ المنافقين لا يفقهون))
و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
ليلة سقوط بغداد
وإن تمضى السنون..
فإنّا على الدرب ماضون..
بإذن الله صامدون..
لربنا المعبود شاكرون..
سائلين أن يجنبنا الغرور..
الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية
قسم الإعلام التوعوي
http://www.alhesbah.org/v/showthread.php?t=46180