المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرجل والمرأة في الفكر الديني الإسلامي



سبع البوادي
01-08-2006, 08:35 PM
مسألة الكفاءة في الفكر الديني الإسلامي، هي من أخطر المسائل والقضايا، لأنها تتصل بالرجل المسلم، وبالمرأة المسلمة، وبالمجتمع المسلم، ولأنها تتصل (بالمستقبل) الإسلامي، اتصالها (بحاضر) الرجل والمرأة ..
والرجل ـ في الإسلام ـ كالمرأة، من حيث التكريم والتشريف، ومن حيث الوظائف المكلف بها كل منهما، ومن حيث المسئوليات الملقاة عليه، وكثيراً ما يأتي التكليف بالأعباء، موجهاً إليهما معاً:
ـ (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة، إذا قضى الله ورسوله أمراً، أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومَن يعص الله ورسوله، فقد ضل ضلالاً مبيناً) الأحزاب/ 33 ـ 36.
ـ (والمؤمنون والمؤمنات، بعضهم أولياء بعض، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويطيعون الله ورسوله، أولئك سيرحمهم الله، إن الله عزيز حكيم. وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار ... ) التوبة/ 71 ـ 72.
ـ (المنافقون والمنافقات، بعضهم من بعض، يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، ويقبضون أيديهم، نسوا الله فنسيهم، إن المنافقين هم الفاسقون. وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم، خالدين فيها ... ) التوبة/ 67 ـ 68.
كما يأتي الثواب والعقاب يوم القيامة، للرجل وللمرأة معاً:
ـ (ومَن يعمل من الصالحات، من ذكر أو أنثى وهو مؤمن، فأولئك يدخلون الجنة، ولا يظلمون نقيرا) النساء/ 124.
ـ (مَن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن، فلنحيينه حياة طيبة، ولنجزينهم أجرهم، بأحسن ما كانوا يعملون) النحل/ 97.
وكثيراً ما يأتي الخطاب والتكليف والحديث كله، موجهاً إلى الرجال، ومقصود به الجنس البشري كله، من رجال ونساء:
ـ (ومَن يعمل من الصالحات وهو مؤمن، فلا يخاف ظلماً ولا هضماً) طه/ 112.
ـ (فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن، فلا كفران لسعيه، وإنا له كاتبون) الأنبياء/ 94.
ـ (هو الذي خلقكم، فمنكم كافر ومنكم مؤمن، والله بما تعملون بصير) التغابن/ 2.
ـ (أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً؟ لا يستوون. أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فلهم جنات المأوى، نزلا بما كانوا يعملون. وأما الذي فسقوا فمأواهم النار، كلما أرادوا أني خرجوا منها أعيدوا فيها، وقيل لهم: ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبن. ولنذيقنهم من العذاب الأدنى، دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون) السجدة/ 18 ـ 21.
والقرآن الكريم، حينما يخاطب الجنس البشري كله، رجاله ونساءه، من خلال توجيه الخطاب للمذكر، إنما يفعل ذلك من منطق (المساواة) التامة بين الرجل والمرأة، كما يؤمن بها الإسلام، وحينما يوجه حديثه للرجال والنساء، منفصلاً أحدهما عن الآخر، إنما يفعله من باب (التأكيد)، من خلال زيادة (التفصيل)، تأكيداً لأهمية الأمر الذي يتحدث عنه.
وأحياناً يوجه القرآن الكريم خطابه وحديثه إلى الرجال دون النساء، أو إلى النساء دون الرجال، إذا كان الحديث يتصل بأعباء ومسئوليات ومهام، يكلف بها (جنس) الرجال وحده، أو (جنس) النساء وحده:
ـ (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم، ويحفظوا فروجهم، ذلك أزكى لهم، إ الله خبير بما يصنعون. وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن، ويحفظن فروجهم، ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها. وليضربن بخمرهن على جيوبهن، ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن، أو آبائهن، أو آباء بعولتهن ... ) النور/ 30 ـ 31.
بل إن النساء ـ في بعض الأحيان ـ يكن ـ في نظر الإسلام ـ خيراً من الرجال، فامرأة فرعون ـ على سبيل المثال ـ خير عنده من فرعون:
ـ (وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون، إذ قالت: رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة، ونجني من فرعون وعمله، ونجني من القوم الظالمين) التحريم/ 11.
وليس الأمر قاصراً على امرأة فرعون وفرعون، بل إنه يتعداهما إلى كل النساء المؤمنات، والرجال الكفار، فالمرأة المؤمنة ـ على العموم ـ خير ـ في نظره ـ من رجل غير مؤمن:
ـ ( ... ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم ... ) البقرة/ 221.
فالأساس ـ في الإسلام ـ أنه لا تفرقة بين رجل وامرأة، بسبب (الجنس)، وإنما هناك (فرص متكافئة) للرجل وللمرأة على السواء، بمقتضاها يمكن أني فضل الرجل المرأة، وأن تفضل المرأة الرجل.
ومقياس الفضل هنا، هو المقياس الذي يمكن أن يفضل فيه الرجل رجلاً مثله، والمرأة امرأة مثلها، وهو أن يحس الرجل ـ والمرأة ـ بالعبودية لله، ويسير على الفطرة التي فطره الله عليها، في ترجمة هذه (للعبودية) إلى واقع حي، في الحياة اليومية، من خلال تعامله مع الناس والأشياء.
فالمسألة لا تحتاج إلى بطولة عسكرية، أو اقتدار سياسي، أو عبقرية عقلية أو علمية، أو نبوغ من أي نوع، وإنما هي تحتاج إلى أن يعيش الرجل، وأن تعيش المرأة، لما خلق ـ وخلقت ـ له في هذه الحياة، وأن يقوم برسالته ـ وتقوم برسالتها ـ التي خلق ـ وخلقت ـ لها في الحياة، على النحو الذي يحقق بالفعل، هذه العبودية لله، بمعنى الانصياع لأوامره، والسير على هدى تعاليمه.

عبدالرحمن عبدالحميد
01-10-2006, 02:32 AM
جزاك الله خيرا علي هذا الموضوع وازيد ايضا ان الذين يولعون بالغرب، ويولون وجوههم شطره يوحون إلينا أن نساء الغرب ينعمن بالسعادة العظمى مع أزواجهن
ولكن الحقيقة الماثلة للعيان تقول غير ذلك؛ فتعالوا نطالع الإحصاءات التي تدل على وحشية الآخرين الذين يرمون المسلمين بالوحشية.

أ- نشرت مجلة التايم الأمريكية أن ستة ملايين زوجة في أمريكا يتعرضن لحوادث من جانب الزوج كل عام، وأنه من ألفين إلى أربعة آلاف امرأة يتعرضن لضرب يؤدي إلى الموت، وأن رجال الشرطة يقضون ثلث وقتهم للرد على مكالمات حوادث العنف المنزلي
ب- ونشر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي عام 1979م أن 40% من حوادث قتل النساء تحدث بسبب المشكلات الأسرية، وأن 25% من محاولات الانتحار التي تُقْدم عليها الزوجات يسبقها نزاع عائلي
دراسة أمريكية جرت في عام 1407هـ-1987م أشارت إلى 79% يقومون بضرب النساء وبخاصة إذا كانوا متزوجين بهن.
وكانت الدراسة قد اعتمدت على استفتاء أجراه د.جون بيرير الأستاذ المساعد لعلم النفس في جامعة كارولينا الجنوبية بين عدد من طلبته.
وقد أشارت الدراسة إلى أن استعداد الرجال لضرب زوجاتهم عالٍ جداً، فإذا كان هذا بين طلبة الجامعة فكيف بمن هو دونهم تعليماً؟
د- وفي دراسة أعدها المكتب الوطني الأمريكي للصحة النفسية جاء أن 17% من النساء اللواتي يدخلن غرف الإسعاف ضحايا ضرب الأزواج أو الأصدقاء، وأن 83% دخلن المستشفيات سابقاً مرة على الأقل للعلاج من جروح وكدمات أصيبن بها كان دخولهن نتيجة الضرب.
وقال إفان ستارك معد هذه الدراسة التي فحصت (1360) سجلاً للنساء: إن ضرب النساء في أمريكا ربما كان أكثر الأسباب شيوعاً للجروح التي تصاب بها النساء، وأنها تفوق ما يلحق بهن من أذى نتيجة حوادث السيارات، والسرقة، والاغتصاب مجتمعة.
وقالت جانيس مور-وهي منسقة في منظمة الائتلاف الوطني ضد العنف المنزلي ومقرها واشنطن: إن هذه المأساة المرعبة وصلت إلى حد هائل؛ فالأزواج يضربون نسائهم في سائر أنحاء الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى دخول عشرات منهن إلى المستشفيات للعلاج.
وأضافت بأن نوعية الإصابات تتراوح ما بين كدمات سوداء حول العينين، وكسور في العظام، وحروق وجروح، وطعن بالسكين، وجروح الطلقات النارية، وما بين ضربات أخرى بالكراسي، والسكاكين، والقضبان المحماة.
وأشارت إلى أن الأمر المرعب هو أن هناك نساء أكثر يُصبن بجروح وأذى على أيدي أزواجهن ولكنهن لا يذهبن إلى المستشفى طلباً للعلاج، بل يُضمِّدن جراحهن في المنزل.
وقالت جانيس مور: إننا نقدر بأن عدد النساء اللواتي يُضربن في بيوتهن كل عام يصل إلى ستة ملايين امرأة، وقد جمعنا معلومات من ملفات مكتب التحقيقات الفيدرالية، ومن مئات الملاجئ التي توفر المأوى للنساء الهاربات من عنف وضرب أزواجهنهـ - وجاء في كتاب ماذا يريدون من المرأة لعبدالسلام البسيوني ص36-66 ما يلي:
- ضرب الزوجات في اليابان هو السبب الثاني من أسباب الطلاق.
- 772 امرأة قتلهن أزواجهن في مدينة ساوباولو البرازيلية وحدها عام1980م.
- يتعرض ما بين ثلاثة إلى أربعة ملايين من الأمريكيات للإهانة المختلفة من أزواجهن وعشاقهن سنوياً.
- أشارت دراسة كندية اجتماعية إلى أن ربع النساء هناك-أي أكثر من ثمانية ملايين امرأة-يتعرضن لسوء المعاملة كل عام.
- في بريطانيا تستقبل شرطة لندن وحدها مائة ألف مكالمة سنوياً من نساء يضربهن أزواجهن على مدار السنين الخمس عشرة الماضية.
- تتعرض امرأة لسوء المعاملة في أمريكا كل ثمان ثوان.
- مائة ألف ألمانية يضربهن أزواجهن سنوياً، ومليونا فرنسية.
-60% من الدعوات الهاتفية التي تتلقاها شرطة النجدة في باريس أثناء الليل-هي نداءات استغاثة من نساء تُساء معاملتهن.
وبعد فإننا في غنى عن ذكر تلك الإحصاءات؛ لعلمنا بأنه ليس بعد الكفر ذنب.
ولكن نفراً من بني جلدتنا غير قليل لا يقع منهم الدليل موقعه إلا إذا نسب إلى الغرب وما جرى مجراه؛ فها هو الغرب تتعالى صيحاته من ظلم المرأة؛ فهل من مدكر؟

إذا لم يكن للمرء عين صحيحة *** فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر

ومن صور تكريم الإسلام للمرأة أن أنقذها من أيدي الذين يزدرون مكانها، وتأخذهم الجفوة في معاشرتها؛ فقرر لها من الحقوق ما يكفل راحتها، وينبه على رفعة منزلتها، ثم جعل للرجل حق رعايتها، وإقامة سياج بينها وبين ما يخدش كرامتها.
ومن الشاهد على هذا قوله-تعالى-: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) البقرة: 228.
فجعلت الآية للمرأة من الحقوق مثل ما للرجل؛ وإذا كان أمر الأسرة لا يستقيم إلا برئيس يدبره فأحقهم بالرياسة هو الرجل الذي شأنه الإنفاق عليها، والقدرة على دفاع الأذى عنها.
وهذا ما استحق به الدرجة المشار إليها في قوله-تعالى-: وللرجال عليهن درجة وقوله: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) النساء: 34.
بل إن الله-عز وجل-قد اختص الرجل بخصائص عديدة تؤهله للقيام بهذه المهمة الجليلة.
ومن تلك الخصائص ما يلي:
أ- أنه جُعل أصلها، وجعلت المرأة فرعه، كما قال-تعالى-: (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) النساء: 1.
ب- أنها خلقت من ضلعه الأعوج، كما جاء في قوله-عليه الصلاة والسلام-: (استوصوا بالنساء؛ فإن المرأة خلقت من ضلَع أعوج، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه؛ إن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج؛ استوصوا بالنساء خيراً).
ج- أن المرأة ناقصة عقل ودين، كما قال-عليه الصلاة والسلام-: (ما رأيت ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم منكن).
قالت امرأة: يا رسول الله، وما نقصان العقل والدين؟ قال: (أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل، وتمكث الليالي ما تصلي، وتفطر في رمضان؛ فهذا نقصان الدين).
فلا يمكن-والحالة هذه-أن تستقل بالتدبير والتصرف.
د- نقص قوَّتها، فلا تقاتل ولا يُسهَم لها.
هـ- ما يعتري المرأة من العوارض الطبيعية من حمل وولادة، وحيض ونفاس، فيشغلها عن مهمة القوامة الشاقة.
و- أنها على النصف من الرجل في الشهادة-كما مر-وفي الدية، والميراث، والعقيقة، والعتق.
هذه بعض الخصائص التي يتميز بها الرجل عن المرأة.
قال الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله-: (ولا ينازع في تفضيل اللهِ الرجلَ على المرأة في نظام الفطرة إلا جاهل أو مكابر؛ فهو أكبر دماغاً، وأوسع عقلاً، وأعظم استعداداً للعلوم، وأقدر على مختلف الأعمال).

شعيشع