المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "الدين أفيون الشعوب"..النواقض العشر



سبع البوادي
02-09-2006, 12:20 PM
لاديني ترعرع وسط مجتمع متدين، لكنه لا يؤمن بالديانات بصفة عامة، وليس لديه أي توجه ديني بحيث يشك في كل شيء.



بحث في جميع الديانات السماوية، وغير السماوية، وتبين له أن كل ذلك مجرد أيديولوجيا لتمرير خطاب معين، أو توجيه شعب نحو فكرة معينة تخدم الطبقة الحاكمة، يؤيد فكرة ماركس" الدين أفيون الشعوب".

وعن مصير الإنسان بعد الموت الذي اختلفت فيه جميع الطوائف/ تناسخ أرواح- جنة و نار- حساب و عقاب-تحمل خطايا الناس.







يقول الدكتور عزت عطية أستاذ الحديث بكلية أصول الدين- جامعة الأزهر:



نبدأ من الآخر بدلاً من الأول، وهو مصير الإنسان بعد الموت، فالتناسخ يعني أن الروح الواحدة تحل في أجساد متعددة، وأن كل مرحلة فيها تكون تابعة للمرحلة التي قبلها، خيراً أو شراً، وعلى ذلك فلا نهاية للعالم، ولا خلاص من التكليف، سواء في الجسد الأول أو الثاني أو العاشر أو المليون، وهو شقاء أبدي يكتب على المخلوق، تبعا لهذه النظرية، لا مخلص منه، ورحمة الله تأبى ذلك.



وأما تحمل خطايا البشر فلا يناسب التكليف والعدل الإلهي، ولا يظهر فيه الفضل الإلهي على الناس، لأنه يجرد الإنسان من شخصيته أو مسئوليته، وينتهي بالجميع إلى الغفران، بصرف النظر عما يفعله كل واحد.



ولو كان الأمر كذلك عند معتقديه لما وُجِدَ قانون للجنايات، ولا عقاب على إساءة، ولا نظام للحياة تتميز فيه الناس بجهودهم ونفعهم أو ضرهم للآخرين أما ما تقوم عليه الأديان السماوية وما جاء في الرسالات الإلهية فهو المناسب لأحوال الناس حيث تكون الدنيا فترة اختبار وتمييز ثم يكون الجزاء في الآخرة.



فإذا أضفنا إلى ذلك الأدلة الدامغة على النبوة، من الإعجاز، ومن أحوال الأنبياء، ومن التعاليم التي وردت عنهم، ومن التفرقة الضرورية بين أهل الصلاح وأهل الفساد، وبين الدين كما جاء من عند الله، والدين كما صورته الشياطين من الأنس والجن، إذا أضفنا ذلك ظهر لنا أثر الدين في الحياة الشخصية الظاهرة و الباطنة، الفكرية والسلوكية والشعورية، كما ظهر لنا أثر الدين في الأخلاق العامة، وفي الإنتاج، وفي التوازن الاجتماعي.



وكل ذلك ينافي كون الدين أفيون الشعوب، فالأفيون يدمر ولا يبني، يدمر العقل والإحساس، ولا ينمي الشعور، فالدين حياة وإحياء، والأفيون دمار وهلاك، وقد استبدل ماركس الدين الإلهي بالتدين الشيطاني، وانتهى الأمر بأفكاره إلى الجحيم، وانصرف عنه المؤيدون والمشجعون.



واقرأ معي قوله تعالى، في الدستور السماوي الخالد :( قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا للهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ* أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الأمْثَالَ).



ويقول الدكتور شوقي أبو خليل، دكتوراه في التاريخ الإسلامي‏،‏ والمحاضر بكلية الشريعة جامعة دمشق‏، في مقال له منشور بأحد المواقع الإلكترونية، تحت عنوان (حول مقولة الدين أفيون الشعوب) :



قال صاحبي : الدين أفيون الشعوب!! . قلت مجيباً : اللهم نعم.. وألف نعم. فدهش الرجل واحتار. لقد توقع مني غير هذا الكلام، فقال : أنت موافق على أن الدين أفيون الشعوب؟!، قلت له : نعم.. أنا موافق على هذا القول، أو على هذه النظرية التي ظهرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.



قال : وكيف ذلك؟ . قلت: لأنها قيلت بحق أوربة عندما عطلت الكنيسة فيها العقل وجمدته، وشكلت طبقة من الإكليروس متميزة، ظهر منها، ما لا يليق بها.. وخاضت صراعاً عنيفاً بين العلم والدين، وقالت للإنسان: ((أطع وأنت أعمى)).. لذلك جابهت العلماء، وحرقت بعضهم- وعلى سبيل المثال ـ جعلت القول بكروية الأرض ودورانها جريمة. فهذه الأحوال المعطلة للعقل، والصادة عن العلم، والواقفة عقبة كأداء في سبيل تقدمه، يحق فيها ما قيل عنها.



أما الدين الذي جعل من تعاليمه تقديس العقل وتكريم العلم والعلماء في أي اختصاص.. فلا ينطبق عليه القول.. إن الدين الذي من تعاليمه: (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) [البقرة: 111]، لا ينطبق عليه القول المذكور. والدين الذي جعل من مبادئه: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) [المجادلة: 11] . لا ينطبق عليه القول المذكور. إن الدراسة ـ التي عُممت ـ تمت على واقع أوربة في القرنين الماضيين.. فالقول الصحيح: ((الدين ـ في أوربة ـ أفيون الشعوب)).



قلتُ: يا صاحبي، سأضع بين يديك شواهد وأدلة من إسلامنا، كل واحد منها كاف لرد التعميم القائل: ((الدين أفيون الشعوب)) زمنها :



1 ـ يقول الله عز وجل في محكم التنزيل: (لا خير في كثير من نجواهم إلا مَن أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومَن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً) [النساء: 113]. دين يجعل المجالس التي ليس فيها إصلاح للمجتمع لا خير فيها، دين ليس أفيوناً، إنه دين المجتمع الفاضل المتكافل المتحاب..



2 ـ دين يجعل من مبادئه: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) [النجم: 39]، دين ينبذ الكسل والتواكل، ويحب السعي والعمل.. استعاذ نبيه، صلى الله عليه وسلم، من الجبن والبخل والعجز والكسل.. دين يجعل السعي مبدأ، والعمل أساساً.. دين ليس أفيوناً.



3 ـ دين يجعل من تعاليمه: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) [التوبة: 106]، دين يقدس العمل ويأمر به، دين الحركة الدائبة في طلب الرزق الحلال.. ليس أفيوناً.



4 ـ دين ورد في دستوره: (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً، فكلي واشربي وقري عيناً) [مريم: 24، 25]، فدين يعلم أتباعه، ألا تواكل، وأنتم في أضعف حالة من القوة والنشاط، لن يصلكم رزقكم إلا بالعمل، قدموا طاقتكم، وابذلوا ما في وسعكم.. دين حياة، وليس أفيوناً.. فالخطاب في الآية الكريمة لمريم، وهي في ساعة الولادة.. ومع ذلك لم يرسل الله لها رزقها دون حركة وعمل.. بل قال لها: (هزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً...) وهذا تعليم للمؤمنين.. ألا رزق بدون سعي فلا رطب بدون هز جذع النخلة.. فدين هذه تعاليمه، هل هو أفيون؟ لا أحسب عاقلاً يقول هذا.



5 ـ قال نبي الإنسانية، صلى الله عليه وسلم، : ((لأن يأخذ أحدكم أحبُله (جمع حبل) ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكُفّ الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه)). وقال عليه الصلاة والسلام: ((ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يديه، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده)). وقال صلى الله عليه وسلم : ((مَن بات كالاً من عمل يده، بات مغفوراً له)).. ولما رأى عليه الصلاة والسلام صحابياً يده خشنة قال له: ((ما هذا الذي أرى بيدك؟))، فقال الصحابي: من أثر المر والمسحاة، أضربُ وأعمل وأنفق على عيالي.. فسُرَ النبيُ الكريم، وقدر اليد العاملة وقال: ((هذه يدُ لا تمسها النار)). فهل دين فيه هذا التقدير من نبيه للعمل والعمال، دين تخدير وأفيون؟ أيقول عاقل هذا؟؟!! علماً أن من صريح تعاليمه: ((إن الله يكره العبد البطال)) و ((إن الله يحب المؤمن المحترف)).



6 ـ ورد في الحديث الشريف، ((المؤمن كيس فَطن حذر)) ومعنى المؤمن الكيس: المؤمن العاقل المدرك.. أما المؤمن الفطن: فالمؤمن الذكي النبيه ((ليس بالخب والخب لا يخدعه)).. منتهى اليقظة والتنبه.. فأين التخدير والأفيون؟ الإسلام عقل مدرك، وفطنة وذكاء..



7 ـ كان عمر (رضي الله عنه) يرى الرجل فيسأله عن مهنته، فإذا قال لا مهنة لي، سقط من عينه. وكان يقول: ((لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق، ويقول: أللهم ارزقني، فإن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة)). ونظر مرة إلى رجل مظهر للنسك متماوت، فخفقه بالدرة، وقال: لا تُمت علينا ديننا، أماتك الله)). وقال عمر على المنبر: ((مَن أحيا أرضاً ميتة فهي له)).. وكان يشجع الناس على استقطاع الأرض الفلاة، بغية إعمارها.. فأين التخدير والأفيون.. والإسلام عمل وعزة و إعمار..



8 ـ قال صلى الله عليه وسلم : ((أللهم بارك لأمتي في بكورها)) فالإسلام نبذ للكسل، وهمة عالية في استقبال نهار جديد، خاصة أن عشرات الآيات الكريمة تحض على استعمال العقل والتفكير واليقظة..



9 ـ مَن يقول: (الدين أفيون الشعوب) بحجة عقيدة القدر، نقول له : الإيمان بالقدر.. إتيان بالأسباب على أكمل الوجوه.. ثم توكل على مسبب الأسباب، وإن حدث ما يُسيء المرء وينغص معيشته، فالقدر يُبيد الحادثة المزعجة، ويحفز همته من جديد لاستقبال أيامه المقبلة بيقين الواثق بالفوز، وبأمل جديد يدفعه للمحاولة من جديد.. فليست عقيدة القدر معطلة للهمة، باعثة للكسل والتواكل.. لقد كانت عقيدة القدر قوة دافعة إلى الأمام، للجهاد، للفتوح، للاستشهاد..



10 ـ وأخيراً.. نختم بقولنا : لقد كانت هذه الأمة في أفيون، في مخدر.. عندما كان بأسها بينها شديد، وعدوها يتربع فوق أرضها في العراق والشام واليمن، مخدرة عن عدوها بثاراتها وغزوها.. سكرانة في تفاخر أجوف، وعظمة مفتعلة.. فجاءها الموقظ، جاءها المنشط، جاءها الحافز، جاءها المنبه.. لقد لامست كلمة (الله أكبر) أسماع العرب فأيقظتهم.. لو كان الإسلام أفيوناً لما وصل به المسلمون إلى الصين والهند وأندونيسية، ولا إلى قلب روسية وكل سيبيرية، ولا إلى ثلثي القارة الإفريقية.. رحم الله العقاد، عندما اطلع على فكر وفلسفة هؤلاء، ثم كتب كتابه (المذاهب الهدامة أفيون الشعوب)!!؟!

حازم
02-12-2006, 12:47 PM
تعجبت حين نظرت فى فهرس هذا القسم فلم اجد اى موضوع سبق له مناقشة هذه المقولة.. لذا فقد قررت رفع الموضوع مرة اخرى للفائدة ولى عودة بنقل هام للدكتور عبد العظيم المطعنى يرد فيها على هذه المقولة واشباهها ان شاء الله ...فانتظرنى ولا تذهب بعيدا

سبع البوادي
02-12-2006, 03:30 PM
هلا اخ حازم نوارة المنتدى - اشكر لك مرورك الميمون و بانتظار ما وعدتنا به :emrose:

حازم
02-13-2006, 02:03 AM
من كتاب الاسلام فى مواجهة الايديولجيات المعاصرة للدكتور عبد العظيم المطعنى ص 391

يقول ماركس عن الدين (انه نفثة المخلوق المضطهد ، وشعوره بالدنيا التى لا قلب لها ، انه افيون الشعوب)
ويقول (انه الافيون الذى يخدر الشعب لتسهل سرقته)
ويقول (ان الدين كان وسيلة الاخضاع الروحى كما كانت الدولة وسيلة الاخضاع الاقتصادى)
هذا وصف ماركس الدين وما كان ينتظر من رجل مثل كارل ماركس ان يقول عن الدين غير ما قال .
اما انجلز رفيق ماركس فيقول (ينشا الدين قبل ان تنهج الوسائل التى يكسب بها الانسان معيشته وان الانسان يواجه الطبيعة مباشرة فى تلك الحالة فتقف امامه الطبيعة قوة غلابة غامضة فيعبد (الانسان) مالا يدركه منها وما الدين الا انعكاس القوى الظاهرية التى تسيطر على معيشته اليومية)
ويقول (ان اصحاب المصالح قد استغلوا المسيحية كلما وجدوا لهم مصلحة فى استغلالها فجعلوها دين الدولة بعد قرنين ونصف من ظهورها وجاء البرجوازيون فى المانيا فابدعوا البروتستانتية ولم يستفيدوا منها لضعفهم فاستفاد منها الملوك المطلقون لانها رفعت عنهم سلطان الكنيسة . والدين جملة هو الغذاء الخادع للضعفاء لانه يدعوهم الى احتمال الظلم ولا يزيله ويقول ماركس فى وصف المسيحية خاصة (ان المسيحية تحبب الجبن واحتقار النفس واذلالها وتحبذ الخضوع والخسة وكل صفات الكلب الطريد)

ومن اقوال عامتهم عن الدين
(كل مسالة اختلف فيها العلم مع الدين فالصواب فى جانب العلم والخطا فى جانب الدين!)
(اذا تكلم العلم فليخرس الدين)

معنى هذا الكلام : يقصد به العلمانيون والشيوعيون ان يصفوا الدين بانه :
وسيلة خادعة لجا اليها الاغنياء والاقوياء ليتمكنوا من احكام القبضة على الشعوب ويسخروها لخدمتهم
ان العلم وحده –ويقصدون العلم المادى- هو مصدر المعرفة فيجب ان يكون هو المطاع لا الدين ، لان الدين من اختراع البشر وانعكاس لقوى الطبيعة وصور المادة
ان الدين يدعو الى قبول الظلم والاضطهاد ويحط من كرامة الانسان بتخديره له ووعده بالتعويض فى حياة اخرة .

نقد ونقض :
من سوء حظ الشيوعيين ان الباطل مصاحب لهم فى كل تصوراتهم وهم دائما يبنون تصوراتهم على اوهام ويتصيدون النظريات والاراء الباطلة لتكون اساسا لايديولجياتهم .
فدعواهم ان الدين وسيلة لجا اليها الاغنياء والاقوياء لاذلال الشعوب وضمان السيطرة عليهم هذه الدعوى اول من قال بها السوفسطائيون ثم اخذها عنهم فولتير . وكانت هذه الدعوى فى الاصل تعليقا مباشرا عند الشيوعيين على المسيحية بوجه خاص كما تقدم انفا عن انجلز . ثم عممها عملاء الشيوعية فيما بعد فطبقوها جزافا على الاسلام . وهى –فى الواقع- اكذوبة على المسيحية والاسلام معا.

فالمسيحية والاسلام دينان سماويان وليسا من انعكاس الطبيعة ولا من اختراع الانسان . وتاريخ المسيحية والاسلام معا يكذب دعوى الشيوعيين ان الدين عامة او المسيحية خاصة كانت مصيدة الفقراء التى دفعتهم اليها غيرهم من الاغنياء والاقوياء .

لان المسيحية امن بها الاغنياء والاقوياء من المسيحيين كما امن بها فقراؤهم وضعفاؤهم . وكلهم كانوا صادقين فى الايمان بها . ولو كانت المسيحية مصيدة وحبسا لما زج اغنياء المسيحية واقوياؤها انفسهم فيها وقراءة التاريخ فى هذا المجال تكشف عن جهل الشيوعيين ومغالطاتهم لحقائق التاريخ القديم والحديث .

اما اذا اريد الاسلام بهذه المقولة فان تاريخه منذ عصر نزوله لا يكتفى بتكذيب الشيوعيين والكشف عن جهلهم فحسب . بل ينسفهم نسفا من الوجود الانسانى او يخرجهم من دائرة العقلاء اخراجا لا رجعة فيه .

فقد انضوى تحت لواء الاسلام اغنى الاغنياء واقوى الاقوياء كما انضوى تحت لوائه الاحرار والعبيد والرجال والشباب والنساء والاطفال والفراء والضعفاء على حد سواء .

فعبد الرحمن بن عوف وابو بكر الصديق وعثمان بن عفان كانوا من اغنى اغنياء العرب ولم يمنعهم ثراؤهم وحسبهم وقوتهم وشرف ارومتهم من ان يرتموا فى احضان الاسلام وان يبذلوا الغالى والنفيس من ثرواتهم فى سبيل الله ونصرة الدين .

من عادى دعوات الرسل على مدى التاريخ النبوى كله من الاغنياء والاقوياء فان سبب عدائهم للرسل معروف فاشتغال الفتى بماله واغترار القوى بقوته كان هو سبب الاسباب فى العداء والاعراض والاعتراض .

والقرآن يقدم للعالم تفسيرا صادقا كل الصدق . مما يعتبر قانونا من قوانين علم النفس البشرى (ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى فطغيان بعض الاغنياء والاقوياء طبيعة من طبائع النفوس .

هذا ولو كان للشيوعيين بصر بالتاريخ وفقه بمراميه والمام بخط سيره لعلموا ان الواقع التاريخى يعكس دعواهم تماما ويظهرهم وهم يرتدون ثياب الزور والبهتان .

فدعوى الشيوعيين ان الدين من اختراع الاغنياء اكذوبة تاريخية لا تقل شناعتها عن شناعة قولهم : ان المادة هى الخالقة خلقت نفسها ثم خلقت غيرها !

ذلك لان التاريخ الدينى النبوى يدل بوضوح على ان الاغنياء والاقوياء كانوا دائما يقفون فى طريق الدعوات السماوية ويعادون الرسل ويتهمونهم بالكذب ويحذرون الناس من متابعة الرسل وتصديقهم والشواهد على ذلك كثيرة ومنها :

قول كبراء ثمود لضعفائهم لما بعث الله اليهم صالحا عليه السلام :

قال الملا الذين استكبروا من قومه للذين استعفوا لمن امن منهم اتعلمون ان صالحا مرسل من ربه ؟ قالوا : انا بما ارسل به مؤمنون . قال الذين استكبروا انا بالذى امنتم به كافرون. الاعراف 75-76

وقول قوم شعيب لشعيب ولمن امن معه :
قال الملا الذين استكبروا من قومه : لنخرجنك يا شعيب والذين امنوا معك من قريتنا او لتعودن الى ملتنا. الاعراف 88

وقول قوم نوح فى وصف من امن به منهم :
وما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا بادى الراى وما ترى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين. هود 37

فالاقوياء تكبروا وغناهم اعدى اعداء الرسل :
اتهموهم بالكذب على الله
حذروا الناس من تصديقهم واتباعهم
شهروا فى وجوههم السلاح وانزلوا بهم اشد صنوف الاذى والعذاب
اضلوا غيرهم فجذبوهم الى حزبهم .

ولذلك فان خصومة عنيفة ستنشب بينهم فى عاقبة الامر حين يقول الضعفاء لربهم .
(ربنا انا اطعنا سادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيل . ربنا اتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا) الاحزاب 67-68
وحين يقول بعضهم لبعض فى النار :
(واذ يتحاجون فى النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا نصيبا من النار ؟ قال الذين استكبروا : انا كل فيها . ان الله قد حكم بين العباد) غافر 48

هذا هو موقف (البرجوازيين) الاغنياء ومالكى الثروات من الدعاة والرسل موقف عداء سافر ةتكذيب مستمر . فلو كان الدين من اختراع اصحابا لمصالح كما يقول حزب الشيطان من سوفسطائيين وعلمانيين وشيوعيين لما كان لهم هذا الموقف المخزى من الدين بل لناصروه وحثوا العامة عليه ليزيدوا لهم جرعة المخدر فيعيشوا فى غيبوبة الافيون ولا يفيقون (كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا)

شبهة وردها :
ولكن قد يقول قائل : ان هذا ما يقرره القرآن وهم غير مؤمنين بالقرآن فلا تلزمهم حجة بما نقول .

والرد : ان الذى يقرره القرآن هنا هو ما قرره تاريخ الانسانية المحفوظ والقوم –اعنى الشيوعيين- وان لم يؤمنوا معنا بالقرآن فهم مؤمنون بالتاريخ وقد اعتمدوا عليه فى مذهبهم الاقتصادى . فالحجة قائمة عليهم بهذا الاعتبار .
وان ارتابوا فى وقائع التاريخ فان فى الواقع المعاصر ما يلزمهم بالحجة وبصدق التاريخ . فان اصحاب المصالح والسلطان هم الان من اعدى اعداء الدين لانهم يخشون منه تحريره للانسان وتبصيره اياهم بحقوقهم. واصحاب المصالح (البرجوازيون) يعتبرون هذا من الدين تحريضا عليهم لتقويض عروشهم وحرمانهم من اساليب البطش والطغيان واستذلال الناس . وانجلز نفسه قد ادرك هذه الحقيقة حين قال ان الملوك المطلقين قد استغلوا وانجلز نفسه قد ادرك هذه الحقيقة حين قال ان الملوك المطلقين قد استغلوا البروتستانتية –لان فيها نزعة تحرر من قيود رجال الدين- واستفادوا منها لانها خلصتهم من سلطان الكنيسة . اذن فدعوى الشيوعيين ان الدين توليفة مخترعة اخترعها اصحاب المصالح من ذوى المصانع والاقطاع ورؤوس المال ليخدروا بها الشعوب . هذه الدعوى اكذوبة مفضوحة لا سند لها من التاريخ ولا من الواقع شانها شان كل الدعاوى والتصورات الشيوعية سواء وقفوا بها عند حدود المسيحية او تجاوزها لى الاسلام . فهم –على اى تقدير- مخطئون مبطلون .

يتبع

حازم
02-15-2006, 12:34 PM
هل الدين مخدر كما يقولون ؟

كذب الشيوعيون فى دعواهم ان الدين من اختراع اصحاب المصالح ورجال الاقطاع حين ارداوا ان يفسروا اسباب نشاة الدين من الوجهة التاريخية والوجهة النفسية والوجهة الاجتماعية والوجهة الاقتصادية
وكذب الشيوعيون حين ارادوا ان يفسروا واقع الدين وحقائقه وغاياته ومقاصده بانه مخدر للشعوب يزين لهم الخنوع ويحبب اليهم الذل ويسوغ عندهم الظلم والاضطهاد

كذبوا فى هذه الدعوى كما كذبوا فى غيرها وجهلوا الدين كما جهلوا حقائق التاريخ وثمرات العلوم .

والجدير بالذكر الحقيق بالتنبيه ان الشيوعيين استنتجوا هذه الدعوى الكذوب من مطالعات مخدوعة فى الديانة المسيحية . ووقفوا عند نصوص مبالغ فيها الدعوة الى السلام والتسامح مسطورة فى الاناجيل من مثل : من لطمك على خدك الايمن فادر له خدك الايسر ومثل : باركوا لاعنيكم وما اشبههما .

ولهذا فهم ماركس ان المسيحية تبارك الجبن وتحبذ والخنوع وكل صفات الكلب الطريد ؟!

وقف ماركس عند ظواهر هذه النصوص ووقف مثله الشويعيون من بعده ولم تقيموا شانا لحقائق التاريخ المحفوظ ، وفيه ان المسيحيين ناضلوا نضالا مريرا من اجل دينهم ضد الرومان ، وضد اليهود منهم الشهداء بالمئات والالوف .

ومعلوم ان الدين الذى قصده الشيوعيون –وبخاصة فى عبارة ماركس التى يقول فيها ان المسيحية تحبذ الذل والخنوع- انما هو الدين المسيحى فحسب . وعبارات ماركس وانجلز صريحة فى هذا الافصاح كل الصراحة وليس معنى هذا ان الشيوعية لا تعادى الاسلام . بل هى اشد عداء له من عدائها للمسيحية . ولكن سبب او اسباب عدائها للاسلام غير سبب او اسباب عدائها للمسيحية وان كان فى اسباب العداء لهذا ولتلك قدر مشترك بين الديانتين العالمتين . فقد كرهوا فى الاسلام غير الذى كرهوه فى المسيحية على ما سياتى تفصيله قريبا باذن الله .

جهل رؤوس الشيوعية بالاديان :

ماركس وانجلز هما راسا الشيوعية والمدبران ويداهما الحائكتان لنسجها لحمة وسدى . وهما –مع هذا- كانا جاهلين كل الجهل بحقائق الاديان ولم يعرفا عنها الا القشور . وقد انعكس جهلهما بالاديان على اتباعهما فى عصرهما ومن بعدهما والى هذا الوقت الذى نسطر فيه هذه السطور . يدلك على هذا كلام الرجلين عن الدين وفهمها له .

وروت احدى الصحف الشيوعية ان مبشرا بالماركسية القى محاضرة على طائفة من علماء الكيمياء قارن فيها بين المسيحية وبين الكاثوليكية على انهما ديانتان مختلفتان . وجهل هذا المبشر الالحادى ان الكاثوليكية شعبة من شعبا لديانة المسيحية وليست دينا مختلفا عنها .

وفى الواقع ان مواجهة الشيوعية بدعواها العريضة المسيحية وحجدها لا تحقق كبير انتصار عليها . وبخاصة اذا وضعنا فى الاعتبار ان الشيوعية فى حملتها الضارية على المسيحية لم تقصد مسيحية المسيح عليه السلام بقدر ما تقصد مسيحية بولس التى اعتنقتها المسيحية بعد مجمع نيقة عام 325م وهى مسيحية مزورة محرفة وفيها من العيوب والمثالب ما يطمع الفكر الشيوعى العلمانى والفكر العقلى المثالى من دحرها والانتصار عليها . وقد كان لهم ما ارادوا بعد ان توارت المسيحية البوليسية الى الواراء وادركت انها ليست من فرسان الميدان الذى جال فيه العلمانيون والعقليون . فرضيت الغنيمة بالاياب .

الاسلام فى مواجهة حاسمة :

عادت الشيوعية الاسلام –وماتزال تعاديه- لغير الاسباب التى عادت من اجلها . عادت الشيوعية المسيحية لانها دين. والدين عند الشيوعيين خرافة .

وعادت الشيوعية الاسلام لان الاسلام دين والدين عن الشيوعيين وهم ، وعادت الشيوعية الاسلام لاسباب اخرى غير انه دين ، عادته لانه المنافس الوحيد الخطير الذى وجدته يقف امامها على خط اخر ساخن لم تر الشيوعية للمسيحية فيه وجودا ولا سلاحا هى تخشاه على حاضرها ومستقبلها . نظرت فلم تجد –هنا- الا الاسلام والاسلام وحده .

وجدته على هذا الخط الساخن يحمل من اسلحة الدمار للشيوعية ولكل المذاهب الباطلة ما ليس له نظير ولا وجود الا فى ترسانة هذا الاسلام .

هذا الخط الساخن هو مجال القيادة والريادة والتوجيه لشئون الحياة كلها . وجدت الاسلام بمنهجه الحكيم صالحا لارادة كل المجتمعات دون ان يعبا او يكل

لذلك نشطت الدعاية الشيوعية ضد الاسلام بعد ان عزلت المسيحية ممسرح الاحداث وورثت مواطن كثيرة من مواطنها .

الاسلام دين الوعى والقوة :

كان من السهل والميسور على الشيوعية ان تتهم المسيحية بالضعف والخنوع ولكن هذه التهمة اذا اريد توجيهها الى الاسلام وجدت امامها كل العوائق والعراقيل . وان صدق من يقول ان الشمس سبب الظلام فى الكون فلن يصدق من يقول ان الاسلام مخذر او يحبذ الذل والخنوع . وشيوزعيون لم يفرقوا –حتى الان- بين دين يمكن ان يتهم بهذه التهمة ودين يسمو فوق كل التهم والظنون . وهو الاسلام

فليس الاسلام مخدرا لتابعيه ، لانه يوقظ فيهم روح الوعى فى السر والعلانية فالمسلم يعمل فى ظل رقابة حكيمة لا يخفى عليها شىء :
(ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه . وما يعزب عن ربك مثقال ذرة فى الارض ولا فى السماء . ولا اضغر من ذلك ولا اكبر الا فى كتاب مبين) يونس 61

فى هذا الظرف المحيط بكل شىء يعمل المسلم . فهو دائما يقظ واع لا يرى نفسه –وحده- ابدا .

(الم ترى ان الله يعلم ما فى السماوات وما فى الارض . ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم . ولا خمسة الا هو سادسهم . ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا . ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة . ان الله بكل شىء عليم) المجادلة 7

فالله ثان مع الواحد ، وثالث مع الاثنين ورابع مع الثلاثة وخامس مع الاربعة وسابع مع الثمانية . فاين المفر ؟ انه يحصى عمل العاملين وان ظنوا انهم بمناى عن الرؤية .

فهل يوصف دين هذا شانه بانه مخدر ؟ واذا كانت هذه اليقظة تخديرا فما هى اليقظة ياترى .

ويقول الحديث الشريف : اعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك
ويقول : اتق الله حيثما كنت
ويقول : استحيوا من حق الحياء
ومن النصح المسموع فى الاسلام (بادروا بالاعمال) و (جحاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا)
وفى الاسلام وعيد شديد لمن يغفل عن مراقبة ربه ويلهو ويلعب .
(ومن اعرض عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قريب)
(ومن يعش عن ذكرى فان له معيشا ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى . قال : رب لم حشرتنى اعمى وقد كنت بصيرا ؟ قال : كذلك اتتك اياتنا فنسيتها . وكذلك اليوم تنسى)
فاين التخدير فى الاسلام . ان المخدر –فعلا- هو الذى يقول ان الاسلام مخدر او هو افيون الشعوب.

ان الاسلام احاط الانسان بطاقات هائلة من التوجيه والتشريع لا تترك ذرة واحدة من حياته او اى سلوك كبر او صغر الا وللاسلام فيه توجيه من خلال ثلاثة اصول تنظم النشاط البشرى كله . وتلك الاصول هى :

الاصل الاول : افعل ويندرج تحت هذا الامر افعال الخير كلها سواء كانت واجبة كاداء العبادات المفروضة والامر بالمعروف والنهى عن المنكر ، او كانت مندوبة يترجح فعلها على تركها كصلة القربى والاحسان الى مستحقى الاحسان .

الاصل الثانى : لا تفعل ويندرج تحت هذا النهى كل افعال الشر سواء كانت محرمة كعقوق الوالدين وخيانة الامانة ونقض العهد والغش والخديعة . واذى الجار واختلاس الاموال والسعى بالفساد بين الناس . او كانت مكروهة يترجح تركها على فعلها كالتراخى فى اداء الواجبات وعدم التورع عن الشبهات والمبالغة فى المدح او الذم .

الاصل الثالث : افعل – لا تفعل ويندرج تحت هذا الاصل بفرعيه الامور المباحة اباحة مستوية الطرفين . وهو كل خير لم يلزم الشرع الناس بفعله ولم يحرمه عليهم ، لان ابواب الخير واسعة وطاقات الناس مختلفة فى القدرة على فعله . ومثاله بناء مدرسة او مستشفى او شق طريق لقادر عليه . فالاسلام لم يوجب ذلك وجوبا حتى يعاقب من لم يفعله من الاثرياء ولم يحرمه على من اراد ان يتطوع به .

هذه الاصول الثلاثة انتظمت النشاط البشرى كله ، والمسلم المكلف خاضع لها خضوعا تاما . ورقابة الله مطلقة على الجميع فكيف يقال ان الاسلام مخدر لتابعيه وهو يوجههم هذا التوجيه . ويراقبهم تلك المراقبة الدقيقة ويحصى عليهم اعمالهم ثم يجازيهم عليها على هذا الاساس (فمن يعمل مثقال ذرة خير يره . ومن يعمل مثقال ذرة شر يره)

وللاسلام منهج اخر فى بعث الوعى فى وجدان المسلم حيث حثه على النظر فى الكون والتدبر فى ايات الله فى النفس وما خلق الله من شىء . وقد مرت بنا نماذج كثيرة فيما تقدم لفت القران فيها الانظار الى بدائع فى خلق الله وجميل صنعه . وهل توصف امة بفقدان الوعى ودينها يخاطبها فى كل حين بمثل قوله تعالى :
(يا ايها الناس اتقوا ربكم . ان زلزلة الساعة شىء عظيم . يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت . وتضع كل ات حمل حملها . وترى الناس سكارى وما هم بسكارى . ولكن ذاب الله شديد) الحج 1-2

انها امة ذات رسالة فى هذا الكون . وقد وضع الله فى يديها امانة وحيه واستودعها خواتين كلماته . ورسم لها طريق الظفر وحظها من النجاح والتردى رهين تمسكها بدينها . فان غفلا عنه يوما فهى الملومة وليس الاسلام .

حازم
03-03-2006, 07:01 PM
للرفع

حازم
10-21-2007, 07:53 PM
يرفع الموضوع مجددا من اجل النجم الاحمر

muslim.pure
12-19-2014, 08:33 PM
للرفع و تصحيح الآية

(يا ايها الناس اتقوا ربكم . ان زلزلة الساعة شىء عظيم . يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت . وتضع كل ات حمل حملها . وترى الناس سكارى وما هم بسكارى . ولكن ذاب الله شديد) الحج 1-2